المجموع : 4
ألا بأبي كَعْبٌ خَليلاً وصاحِباً
ألا بأبي كَعْبٌ خَليلاً وصاحِباً / وناهيكَ كَعْبٌ منْ مُغيثٍ ومُصْرِخِ
أَروعُ بهِ سِرْبَ القَطا كُلَّ ليلَةٍ / تَمُدُّ جَناحَيْ أقْتَمِ الرّيشِ أفْتَخِ
إذا سِيمَ خَسْفاً أدْرَكَتْهُ حَفيظَةٌ / تُصَعِّرُ خَدَّ العامِرِيِّ فيَنْتَخي
يَزورُ الوَغى في غِلْمَةٍ منْ هَوازِنٍ / رِقاقِ حَواشي الأوْجُهِ الغُرِّ شُرَّخِ
وُجوهٌ كما شِيفَ الدّنانيرُ عُوِّدَتْ / إباءَ عَرانينٍ منَ العِزِّ شُمَّخِ
وأيْدٍ تَبُزُّ التاجَ قمّةَ أبْلَجٍ / وتَكْسو قِناعَ النّقْعِ لِمَّةَ أبْلَخِ
لَئِنْ جَمَعَتْ ما بَينَ ظَهْرٍ ولَبَّةٍ / فكمْ فرَّقَتْ ما بَينَ هامٍ وأفْرُخِ
أقولُ لخِرْقٍ منْ لُؤيِّ بنِ غالِبٍ / بأرْجاءِ مُغْبَرٍّ منَ البيدِ سَرْبَخِ
أجَزْنا وأيْمُ اللهِ ساحَةَ حاجِرٍ / فمِلْ بهَواديها إِلى رَمْلِ مُرْبِخِ
هُنالِكَ حَيٌّ منْ قُرَيْشٍ تحَدَّبوا / على الجارِ والعافي بعاطِفَةِ الأخِ
إذا ما صَباحٌ فُرَّ عَنْهُمْ شَميطُهُ / وهَدَّ الدُّجى من رُكْنِها المُتَفَسِّخِ
أقَمْنا بحيْثُ الطَّلُّ ذابَ سَقيطُهُ / على زَهَرٍ بالمَنْدَليِّ مُضَمَّخِ
فلا زالَ حادي الخِصْبِ يَسْحَبُ فَوقَهُ / ذَوائِبَ سُحْبٍ تَلْثِمُ الأرْضَ نُضَّخِ
وذي بَخَلٍ لا يَتْبَعُ الوَدْقُ بَرْقَهُ / مَتى يتخَرَّقْ في المَواهِبِ يَرْضَخِ
دَعاني إِلى ضَحْضاحِ ماءٍ أعافُهُ / لَدى عَطَنٍ إنْ يَغْشَهُ الركْبُ يُسْبِخِ
إليكَ فلم تَظفَرْ يَداكَ بطامِعٍ / متى ما يُفَتِّشْ عن رَمادِكَ يَنْفُخِ
إذا ما أناخَ الضّيْفُ عندَكَ نِضْوَهُ / بَكى رَحْمَةً للأرْحَبيِّ المُنَوَّخِ
وأرْحَبُ باعاً منكَ كَعْبُ بنُ مُدْلِجٍ / متى ما أُزِرْهُ مِدْحَةً لا أوَبَّخِ
عن الشّرَفِ الوضّاحِ قُدَّ أديمُهُ / وبالحَسَبِ المَغْمورِ لمْ يتلطَّخِ
إذا ما أتاهُ الضّيفُ لم يُعْتِمِ القِرى / ولمْ يَحْتَجِبْ عن مُعْتَفيهِ ببَرْزَخِ
وإنْ طاشَ حَرْبٌ كَفَّ بالحِلْمِ غَرْبَها / وأهْوى بنيرانٍ إِلى السِّلْمِ بُوَّخِ
وذي لَجَبٍ كالطَّوْدِ كادَتْ رِعانُهُ / تَميدُ بأرْكانٍ حَوالَيْهِ سُوَّخِ
فشُدَّتْ نَواصي الخَيْلِ وهْيَ تَدوسُهُ / بأثْبَتَ منْهُ في اللِّقاءِ وأرْسَخِ
بأرْوَعَ فَضْفاضِ الرِّداءِ مُذَرَّبٍ / أغِرَّةَ عَزْمٍ للخُطوبِ مُدَوِّخِ
يَخوضُ القَنا الرُّعافَ لِيثَتْ كُعوبُهُ / بأذْرُعِ أبْطالٍ لَهاميمَ بُذَّخِ
إذا ثارَ رَيْعانُ العَجاجِ تلثَّموا / على غُرَرٍ تَسْتَوْقِفُ العَيْنَ شُدَّخِ
وَزَوْرٍ أَتَى وَاللَّيْلُ يَحْدُو رِكابَهُ
وَزَوْرٍ أَتَى وَاللَّيْلُ يَحْدُو رِكابَهُ / وَما لِقِلاصِ النَّجْمِ فيهِ مُنيخُ
أُحَدِّثُهُ سِرَّاً وَلِلْبَدْرِ نَحْوَنا / تَلَفُّتُ واشٍ وَالنُّجومُ تُصيخُ
وَوَغْدٍ حَديثٍ بِالخَصاصَةِ عَهْدُهُ
وَوَغْدٍ حَديثٍ بِالخَصاصَةِ عَهْدُهُ / أَلَظَّ بِهِ الإِثْراءُ حَتَّى تَبَذَّخا
وَعاشَ أَبُوهُ دَهْرَهُ لِلْخَنى أَباً / وَمُلِّيَ جَدّي عُمْرَهُ لِلْعُلا أَخا
وَما كانَ عِرْنينُ امْرِئٍ هُوَ مِثْلُهُ / لِتَنْفُخَ فيهِ الكِبْرِياءُ وَيَشْمَخا
وَأَيُّ لَئيمٍ لا يُصَعِّرُ خَدَّهُ / إِذا افْتَرَّ عَمَّا زَحْزَحَ الشِّدَّةُ الرَّخا
فَطَأْطأَ بِيضُ الهِنْدِ مِنْ نَخَواتِهِ / وَبي يُخْطَم الأَنْفُ الأَشَمُّ إِذا انْتَخى
هَل وَقفَةٌ بِجَنوبِ القاعِ تَجمَعُنا
هَل وَقفَةٌ بِجَنوبِ القاعِ تَجمَعُنا / أَم لا مَقيلَ بِهَذا الصَّفصَفِ السَبِخِ
فاِرْتَدْ لَنا مَنزِلاً يا سَعدُ نَثْوِ بِهِ / فَلَيسَ لي بِالحمى مِن صاحِبٍ وَأَخٍ
إِن تَقْرِ عَلوَةُ نِضوَينا بِهِ فأَنِخْ / وَإِن أَبَتْ ذاكَ فاترُكْهُ وَلا تُنِخِ