أأحبابنا كم تبخلون وكم نسخو
أأحبابنا كم تبخلون وكم نسخو / ببذل وداد لا يغيره نسخ
وهل منكر فعل القطيعة منكم / وما داركم إلا القطيعة والكرخ
رميتم نشاطي في الوداد بفترة / شددت بها حبل الوفاء فلا ترخو
وناقضتم في الحب فعلي بضده / فمني له عقد ومنكم له فسخ
خشنتم ولانت في هواكم معاطفي / وما يستوي يوماً قتاد ولا مرخ
لقد جرتم في دولة عادلية / تجبر في أيامها المدح والمدخ
سما قدرها فوق السماكين باذخاً / ولم يتخلج صدر مالكها البذخ
وألبسها ذخر الأئمة بهجة / لشيب الليالي في شبيبتها شرخ
تأمل تجد في دسته الفضل كله / إذا ابتسمت عن وجهه الرتب البزخ
ففي تاجه بدر وفي كفه حياً / وفي سرجه ليث وفي دسته مدخ
لك الجود كالفتخ الكواسر لم يزل / يلوح على راياتها الفتح والفتخ
تجول بأطراف الثغور جياده / كما جال في أطراف رقعته الرخ
ترى طائر النسرين أول واقع / تمر به في كل فج له فخ
وتزجي رياح النصر مزنة بأسها / فيرجى لها نفح ويخشى لها نفخ
إذا فرخت في رأس طاغ مكيدة / فصارمه في وكر هامته فرخ
وكم عنق رام الشقاق وصورة / أبادهما عن أمره المسح والمسخ
ولله في يوم الشهيد طلائع / ثباتك والأقدام موطنها زلخ
رسخت وقد خفت حلوم كثيرة / وأنتم جبال من جبلتها الرسخ
ولما رأيت الملك مال عموده / وكادت عراه أن تلين وأن ترخو
قسمت العطايا والرزايا على الورى / فباغ له رضح وباغ له رضخ
وأكدت فينا بيعة عاضدية / وذلك عقد لا يلم به الفسخ
لكم يا بني رزيك فضل مخلد / يخلده في صحف مجدكم النسخ
تبارك من أجرى المكارم فيكم / إلى أن نما فرع بها وزكا سنخ
حلوم كأمثال الرواسي شوامخ / وشم أنوف ليس من شأنها الشمخ
بكم أصبح الفسطاط داري ولم تكن / سمرقند من مثوى ركابي ولا بلخ
لك الصامت المذخور في حلبة العلى / وللمتعاطي شأوك الرزء واللطخ
فدى لك أملاك بلا مثنوية / على أوجه الأشعار من مدحهم نبخ
إذا انضخوا نزراً نفحت سماحة / وما يستوي في النائل النفخ والنضخ
وإن قنعوا بالقشر والعظم في العلى / غدا لك من أسرارها المح والمخ
مآثر في عين العدو بها قذى / وفي أذنيه من وقائعها صخ
تذوب لها الأكباد غيظاً وحسرة / بنار لها في قلب حاسدها طبخ
فمتعت الدنيا بدولتك التي / يقال لشعري حين يذكرها بخ