سرى وجناحُ الليلِ أقتمُ أفتَخُ
سرى وجناحُ الليلِ أقتمُ أفتَخُ / ضجيعُ مِهادٍ بالعبيرِ مُضَمَّخُ
فحيّيْتُ مُزْوَرَّ الخَيالِ كأنّه / مُحَجَّبُ أعلى قُبّةِ المَلْكِ أبلخُ
وما راعَ ذاتَ الدَّلّ إلاّ مُعَرَّسي / ومُلْقى نِجادي والجُلالُ المنوَّخُ
وخِرقٌ له في لِبْدَةِ الليْثِ مَرتعٌ / وفي لهواتِ الأرقمِ الصَّلِ مَرسَخُ
إذا زارها انحطّتْ عُقابُ مَنيّةٍ / وليسَ لها إلاّ الجَماجِمُ أفرُخُ
يَحِلُّ على الأمْواهِ تُتْلَعُ دونَها / رؤوسُ العوالي والمذاكي فتُشدخُ
بحيث مَجَرُّ الجيش وهوَ عَرَمْرَمٌ / وأجْبُلُه من قَسطلٍ وهيَ شُمَّخُ
بَميْثاءَ تَروي المسكَ بالخمرِ كلما / تَسلسَلَ فيها جَدولٌ يتنضّحُ
بها أُرْجُوانِيُّ الشقيقِ كأنّه / خُدورٌ تُدَمّى أو نحورٌ تُلَخْلَخ
لئن كان هذا الحسنُ يُعجَمُ أسطُراً / لأنْتِ التي تُمْلينَ والبدرُ يَنسَخ
ثكلْتُكِ شَمْساً من وَرَاء غَمامَةٍ / وجَنّةَ خُلْدٍ دونَها حالَ بَرزَخ
فإنْ تسأليني عن غليلٍ عَهِدتِهِ / فكالجمرِ في خَدّيْكِ لا يتبوّخ
ألا لا تُنَهْنِهْني الخطوبُ بحادثٍ / فلي همّةٌ تَبري الخطوبَ وتَنتِخ
فلا تَشْمَخِ الدّنْيا عليّ بقَدْرِها / فإنّي بأيام المُعزّ لأَشمَخ
يؤيّدهُ المقدارُ بالِغَ أمْرِهِ / ويُمْدَحُ بالسَّبْع المَثاني ويُمدَخ
فمَهْلاً عِداه ما على اللّه مَعْتَبٌ / وليس لما يأتي به الوَحيُ مَنسَخُ
لكَ الأرضُ دونَ الوارثينَ وإنما / دعَوتَ الورى فيها عُفاةً فبخبَخوا
أشَبْتَ قُرونَ المُلكِ قبلَ مشيبهِ / فأرضاكَ منه أشْيَبُ الحلم أشيَخ
تَفَرّدتَ بالآراءِ لا يومُها غَدٌ / ولا سُرُجُ الآياتِ فيهنّ بُوَّخ
وليس ظِهارٌ يحجُبُ الغيبَ دونَها / ولكنّها قدسيّةٌ فيه تَرسُخ
على الشمس دون البدر منها أسرّةٌ / وفي يَذْبُلٍ منها شَماريخُ بُذَّخ
وقد وفَد الأسطولُ والبحرُ طالبَيْ / ندى مُزْمعي هيجاءَ هذا لذا أخ
كما التَهَبَتْ في ناظرِ البرقِ شُعلةٌ / تلَقّى سَناها من فمِ الرّيح مَنفَخ
لديكَ جنودُ اللّهِ غضْبَى على العِدى / لها منكَ في الجندِ الرُّبوبيّ مُصرِخ
فلو أنّ بحراً يَلتَهِمنَ عُبابَه / لمَرّ نُفاثاً بينَها يتسَوّخ
ترى الفجرَ منها تحتَ ليلٍ مُسبَّجٍ / كأنّ حداداً فيه بالنِّقْسِ يُلطَخ
لها لَجَبٌ يستجفلُ المزنَ صَعقُه / ويقْرَعُ سمعَ الرّعدِ زأراً فيصمخ
زئيرُ ليوثٍ مُدّ في لهَواتها / وهَدْرُ قُرومٍ في الشقاشق بخبخوا
نَضوا كلّ لَفْحٍ من غِرارِ مهنّدٍ / هو الجَمرُ إلاّ أنّه ليس يُنفَخ
يَشُقُّ جُيوبَ الغِمْدِ عنه اتقادُه / وللحيّةِ الرّقشاءِ في القيظ مَسلخ
إلى كُلّ عَرّاصِ الكُعوب كأنّه / نَوَى القَسْبِ إلاّ أنه ليس يُرضَخ
بكلّ ثِقافٍ من عواليكَ مَدعَسٌ / وفي كلّ سِمحاقٍ من الرأس مَشدَخ
لقد سارتِ الرُّكْبانُ بالنّبَإِ الذي / يَشيبُ له طفلٌ وينصاتُ أجْلخ
وضَجّتْ له الأصنامُ إن ضَجيجَها / صَدىً من بني مروان حرّان يَصرخ
بني هاشمٍ هل غَيرُ عَصْرٍ مُذَلَّلٍ / لَياليهِ أقْتابٌ عليها وأشْرُخ
أتيتم وراء الهول فاليمّ مَشرَعٌ / وقرَّبتمُ الآفاق فالأرض فرسخ
وكنتُمْ إذا ما ماجَ عُثنونُ قسطلٍ / كما اغبرّ مجهولُ المخارِم سَرْبَخ
قَرَيتُمْ سباعَ الأرض في كل معركٍ / كأنّ القنا فيه طُهاةٌ وطُبَّخ
وقُدتُمْ إلَيْها كُلَّ ذي جَبَريّةٍ / على المُقرَباتِ الجُرْد تَبأى وتبذخ
من الطالباتِ البرْقَ لا الشأو مُرهَقٌ / ولا العِطف مجنوب ولا الرِّدف أبزخُ
إذا شَدَخَتْه مَشْقَةٌ أنّ مُوقَذاً / حَسيراً كما أنّ الأميمُ المُشدَّخ
كثيرُ جِهاتِ الحسنِ تَهمي جداولاً / ولكنّها بين المحاجر ثُوَّخ
يُعَوَّذُ من مكحولةِ الخِشفِ إن بدا / ويُنضَحُ نفْتَ الراقياتِ ويُنْضَخ
فداءٌ لفاديكم من الناس معشرٌ / لَهم رَوعُ دهرٍ منكمُ ليس يُفْرَخ
رجالٌ أضّلوا رائداً وهَدَيتُمُ / وجَلّيتُمُ عنه العَماءَ وطَخطخوا
لعَمري لئن كانت قريشاً بزَعمها / فإنّا وجَدنَا طينةَ المسكِ تَسنَخ
نصَحتَ ملوكَ العُرْبِ والعُجم بالتي / يراها عَمٍ منهم ويسمع أصْلخ
أتدْرونَ أيُّ المَاءِ أكثرُ ساقياً / وأيُّ جبالِ اللّه في الأرضِ أرسخ
هُدىً واعتصاماً قبل تُطمس أوجهٌ / تُشاه بلَعْنِ اللاعنينَ وتُمْسخ
مُعِزُّ الهُدى للّهِ حَوضُ شفاعةٍ / يُسلسَلُ تحتَ العرش رِيّاً ويَنقخ
سقيتَ فلا لبُّ اللبيبِ مُعَطَّشٌ / لديكَ ولا كافورَةُ العهدِ تَسنخ
مُبينٌ بعَقدِ التاج ما أنتَ بالغٌ / وميقاتُ مَلْكِ الخافقَينِ المؤرَّخ
وأينَ بثَغْرٍ عنكَ يُبْغى سِدادُه / وخيلُكَ في كرخيّة الكرخ تُكرخ
وقد عجمَتْ هندَ الملوك وسِندَهَا / ليالٍ تركنَ الفيلَ كالبَكرِ يَقْلخ
لأصْليتَها ناراً هي النّارُ لا التي / تُنَتِّخُ فيها ألفَ عامٍ وتُمْرَخ
فإن يَختطِفْها الدينُ خَطفَةَ بارقٍ / فمنْ أسَدٍ ناتي البراثنِ تُمْلَخ
أآياتُ نَصْرٍ أمْ ملائكُ حُوَّمٌ / وأطرافُ أرضٍ أم سَماءٌ تُدَوَّخ
وما بلغتْكَ البُردُ أنضاءَ نيّةٍ / ولكنّها أرماقُ ريحٍ تَفسَّخ
سَرَينَ فخلّفْنَ النّجومَ كأنّها / هَجائنُ عِيسٍ في المبارِكِ نُوَّح
فقُلْ للخميس الطُّهْرِ إنّ لواءكمْ / نخا نخوةَ النصرِ المُعِزِّيّ فانتَخوا
ألِكْني إليهم والتّنائفُ دونهم / سقَتهم أهاضيبٌ من المُزن نُضَّخ
كهولٌ بنادي السلم قد عقدوا الحُبى / شبابٌ إذا ما ضَجّ في الحيّ صُرَّخ
لَنِعْمَ وُكورُ الدينِ تَدرُجُ بينها / فإنّا رأينا دارجَ الطّيرِ يُفْرِخ
وأخْلِقْ به فالعنزُ تُنتَجُ سَخْلَةً / ويبزلُ نابٌ بعد ذاك ويَشرخ