القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 8
أَرى كُلَّ زِنديقٍ إِذا رامَ نَشرَ ما
أَرى كُلَّ زِنديقٍ إِذا رامَ نَشرَ ما / طَواه اِدَّعى أَن صارَ في الناسِ صالِحا
فَيستخدِمُ الجُهّالَ يَنهبُ مالَهُم / وَيُبدي لَهُم كِذباً عَلى اللَه فاضِحا
قرامطُ دَجّالونَ سِنخُ ضَلالَةٍ / كلابٌ عَلى الإِسلامِ أَضحَت نَوابِحا
أَلا أَسَداً يُردي الكلابَ زَئيرهُ / يَكون لَهُم بِالهنداونيِّ ماسِحا
أَلا قائِماً للّهِ ناصرَ دينه / يُرى لِدماء الباطنيَّةِ سافِحا
همُ حرّفُوا القُرآنَ تَحريفَ كافِرٍ / بِهِ وَادَّعَوا فيهِ لَدَيهِم فَضائِحا
يَقول عَلى رَأسِ الجَماهيرِ كُلهم / وَقَد أَوهَمَ الجُهالَ أَن صارَ ناصِحا
بِأَنَّ وَليَّ اللَهِ مَن كانَ فاسِقاً / وَمَن كانَ عَن دينِ الشَريعةِ نازِحا
وَأَنَّ اليَهودَ وَالنَصارى وَشِبهَهُم / عَلى الحَقّ كُلٌّ فعلُهُ كانَ راجِحا
وَعابد أَصنام وَعابد كَوكَبٍ / وَعابد نارٍ صارَ لِلحَقِّ جانِحا
وفسر عليٍّ وَابنِ عَبّاسٍ اغتدى / لَدَيهِ لَقى فَشراً مَع الريح طامِحا
وَلا أكلَ في الجَنّاتِ لا شُربَ إِنَّما / مَعارفُ تَلقى للولي مَنائِحا
أَلا مَن عذيري مِن صِغارٍ تَمَشيَخوا / فَكُلٌ لِبابِ الكُفرِ أَصبَحَ فاتِحا
زَناديقُ أَبلاط تيوسٌ تَقَرمَطوا / لَهُم أَعيُن أَضحت لِكُفرٍ طَوامِحا
وَقالوا لَنا العلمُ اللدُنّي وَعلمكُم / قشورٌ مَع الأَرياحِ قَد صارَ رايحا
وَما هُوَ مِن تَنبيهكُم وَقدوركم / وَلَكن أَتى فَتحاً مِن الكَونِ سانِحا
وَقَد كَذَّبوا القُرآنَ وَالسُنَنَ الَّتي / عَن المُصطَفى جاءَت بِنقلٍ صَحائِحا
وَقالوا رَسول اللَه ما ماتَ بَل غَدا / يَطوفُ عَلى الأَمواتِ يَغشى الضَرائِحا
كَذاكَ إِذا قُلتَ السَلامُ عَلَيك في / صَلاةٍ تَبدّى حاضِراً لَكَ لائِحا
وَقَد فَسَّروا القُرآنَ مِن مُخ رُوسِهِم / تَخاليطَ كُفرانٍ تَبدَّت فَواضِحا
أَلا يا قُضاةَ المُسلِمين أَلا اِنهَضوا / لِقَتلِ كَفورٍ صارَ في الدينِ قادِحا
كَأَنِّيَ بِالقاضي المُعظَّم قَد دَرى / بِهِم فَاِغتَدوا فَوقَ التُرابِ ذَبائِحا
وَجُّرَّ بِأَبدانٍ وَطيفَ بِأَرؤُسٍ / عَلى سِنِّ رُمحٍ لِلزَناديقِ رامِحا
تَشمُّ عَوافِي الطَيرِ نَتنَ لُحومِهم / فَتَنأى وَإِن كانَت غِراثا جَوارِحا
وَتُنقَلُ أَرواحٌ لَهُم مِن مَقَرِّها / إِلى النارِ فيها خالِدين كَوالِحا
وَإِنَّ جَلالَ الدينِ قاضي قُضاتِنا / أَقامَ مَنارَ الشَرعِ فَالتاح واضِحا
وَقامَ بِنصرِ الدينِ دينِ مُحمدٍ / وَأَخمَدَ شَراً كانَ كَالنارِ لافِحا
عَلى حين لَم يَنهَض إلى نَصرِهِ امرؤٌ / سِواهُ فَأضحى وافِرَ الأَجرِ رابِحا
لَقَد حاقَ بِاللبانِ سوءُ اِعتِقادِهِ / وَقامَ مَقامَ الذُلِّ خَزيانَ كالِحا
أَقرَّ بِكُفرٍ ثُمَ أَظهرَ تَوبَةً / مَخافَةَ سَيفٍ أَن يرى الروحَ رائِحا
وَما تابَ زِنديقٌ وَلَكن قبولَ تَو / بَةِ مَذهب القاضي فَأَبقاهُ سامِحا
وَقالَ مَتى ما عادَ للكُفرِ أرده / بِحدِّ حسامٍ تتركُ الرَأسَ طائِحا
فَدامَ جَلالُ الدينِ للدينِ ناصِراً / وَللعلمِ ذا نَشرٍ وَللجودِ مانِحا
هَديةٌ قَد أَتَت مِن جِلَّقٍ جَمَعَت
هَديةٌ قَد أَتَت مِن جِلَّقٍ جَمَعَت / فَواكها عَرفُها قَد نَمَّ تُفّاحا
فَالطُرقُ تَعبقُ مِن نَشرٍ لَها أَرَجٌ / كَأنَّما المِسكُ في أَبياتِنا فاحا
جادَت بِها كَفُّ عُمرِ الجودِ مُبتَذلٍ / لِلمالِ ما اِنفَكَّ للإحسانِ مُرتاحا
مُبرِّزٍ في عُلومٍ معملٍ أَبَداً / فِكراً لِمُستَغلق الإِشكالِ فَتّاحا
عَقلاً وَنَقلاً فَمَن يبرز يناظِرُهُ / يُبصِر ذكاءً لِزندِ العلمِ قَدّاحا
غَدا عَلى مَفرِقِ الأَيامِ تاجَ عُلاً / يُعارِضُ الشَمسَ تَعلاءً وَإِيضاحا
جَليلُ قَدرٍ جَلالُ الدينِ وَالدُهُ / قاضي القُضاة فَمنهُ نورُهُ لاحا
شَمسٌ أَضاءَت وَأَبناء أَشعَّة ما / تلقي إلَينا ضِياءً مِنهُ وَضّاحا
إِنَّ الزَمانَ بِتاجِ الدينِ مُزدَهِرٌ / يَكادُ مِن طَرَبٍ يَهتَزُّ أَفراحا
شَهمٌ أَبِيٌ صَفوحٌ وَهوَ مُقتَدِرٌ / رَيان علماً غَدا للناسِ مِصباحا
يَظَلُّ من ضَلَّ عَن طُرقِ السَماحِ بِهِ / يُهدى وَيُكسى بِنورِ العلمِ أَوضاحا
هُوَ الخَطيبُ وَنَجلٌ للخَطيبِ وَصُن / وٌ للخَطيبِ يَفوقُ الناسَ إِفصاحا
إِنَّ المَديحَ لَمَكسُوٌّ بِكُم شَرَفاً / إِذ كُنتُمُ الروحَ وَالأَمداح أَشباحا
لا زِلتَ في نِعَمٍ تَترى عَلى نِعَمٍ / تَغدو بِنُعماكَ أَجساماً وَأَرواحا
وَالقَلبُ قَد كانَ خَفَّاقاً فَسَكَّنَهُ / جَدواكَ واِرتاحَ لما شَمَّ تُفَّاحا
إِنَّ جِسمي مُقَيَّدٌ بِالضَريحِ
إِنَّ جِسمي مُقَيَّدٌ بِالضَريحِ / وَفُؤادِي وَقفٌ عَلى التَبريحِ
وَلِعَيني إِذا ذَكَرتُ نُضاراً / مردٌ مِن دِماءِ قَلب جَريحِ
راحَ عيدٌ وَبعدُ عيدٌ كَبيرٌ / وَنضارٌ تَحتَ الثَرى وَالصَفيحِ
لا أَرى فيهِما وَجيهَ نُضارٍ / يا لَشَوقي لِذا الوَجيهِ المَليحِ
وَنُضارٌ كانَت أَنيسي وَحُبّي / وَنضارٌ كانَت حَياتي وَروحي
وَنُضارٌ أَبقَت بِقَلبي حُزنا / لَيسَ يَنفَكُّ أَو أُوافِي ضَريحي
لَم يَكُن لِلنضارِ يَوماً نَظيرٌ / في ذَكاءٍ لَها وَعَقلٍ رَجيحِ
وَحَياءٍ وَحُسنِ مَلقىً وَخطٍ / بارِعٍ نادِرٍ وَلَفظٍ فَصيحِ
نَظَرت في العُلومِ فقهٍ وَنَحوٍ / وَحَديثٍ عَن الرَسولِ صَحيحِ
وَلَكَم طالَعَت تَواريخَ ناسٍ / فَاستَفادَت عقلَ الحَكيمِ النَصيحِ
قَد قَضَت نَحبَها نُضارُ وَراحَت / وَلَها الذكرُ بِالثَناءِ الصَريحِ
سُطِرَت في الرُواةِ عَن سَيِّدِ الخَلقِ / فَيا طِيبَ ذِكرِها وَالمَديحِ
إِن تَكُن قَد تَقدَّمَت وَبَقينا / بُرهَةً في زَمانِنا المَسفوحِ
فَعَلى إِثرِها نَروحُ وَنَرجُو / عَفوَ رَبٍّ عَن الذُنوبِ صَفوحِ
تَنَفَّسَ من أَهوى فأرَّجَ عَرفُهُ
تَنَفَّسَ من أَهوى فأرَّجَ عَرفُهُ / كَأَنَّ سَحيقَ المِسكِ مِن فيهِ ينفَحُ
فَشَبَّ بِقَلبي نار وَجدٍ وَإِنَّها / سَرَت مِنهُ لِلأَعضاءِ تَذكى وَتلفَحُ
هَوىً ما هَوى قَد زادَ حَتّى جَوانِحي / تَقَلَّبُ في نار وَعَينِيَ تَسفحُ
وَخِلت اِنتِشاقَ العَرفِ يُبرِدُ غُلَّتي / فَزادَت بِهِ ناراً عَلى القَلبِ تَطفَحُ
تَصَفَّحتُ أَقمارَ الوَرى وَمِلاحَهُم / فَكانَ حَبيبي فَوقَ مَن أَتَصفَّحُ
ذَكاءً كَأَنَّ النارَ مِنهُ تَوَقَّدَت / فَيُدرِكُ مَخفيَّ الأُمورِ وَيَشرَحُ
وَحُسنٌ كَأَنَّ الشَمسَ في وَجَناتِهِ / أَقامَت لَها مُمسىً عَلَيها وَمُصبَحُ
وَفَرطُ حَياءٍ في خَفارة حييٍّ / يَكادُ للاستحياءِ بِاللَحظِ يجرحُ
وَكانَ مَليحاً قَبلَ نَبتِ عِذارِهِ / فَها هُوَ أَضحى وَهوَ بِالنَبتِ أَملَحُ
لِقَلبي في مَعناهُ سِرّاً تفكر / وَللعينِ في مرآهُ جَهراً تلمحُ
وَتَأخُذُني مِن عظمِ رُؤياه هَيبَةٌ / فَيعيى لِساني بِالَّذي أَنا أفصحُ
سَباني جَمالٌ مِن مَليحٍ مُصارِعٍ
سَباني جَمالٌ مِن مَليحٍ مُصارِعٍ / عَلَيهِ دَليلٌ لِلملاحةِ واضِحُ
لَئن عَزّ مِنهُ المِثلُ فَالكُلُّ دونَه / وَإِن خَفَّ مِنهُ الخَصرُ فَالرِدفُ راجِحُ
شَرُفَ الشامُ وَاِستَنارَت رباه
شَرُفَ الشامُ وَاِستَنارَت رباه / بِإِمام الأَئمة ابنِ الفَصيحِ
كُلَّ يَومٍ لَهُ دُروسُ عُلومٍ / بِلِسانٍ عَذبٍ وَفِكرٍ صَحيحِ
كتم اللسانُ وَمدمعي قَد باحا
كتم اللسانُ وَمدمعي قَد باحا / وَثَوى الأَسى عِندي وَأنسي راحا
إِني لَصَبٌّ طيَّ ما نَشرَ الهَوى / نَشراً وَمازالَ الهَوى فضّاحا
وَبِمُهجَتي من لا أصَرِّح باسمِه / وَمِن الإِشارة ما يَكون صراحا
رِيمٌ أَرومُ حنوَّه وَجُنوحَه / وَيَرومُ عَني جَفوةً وَجِماحا
أَبدى لَنا مِن شَعره وَجَبينه / خَدين ذا لَيلاً وَذا إِصباحا
عَجَباً لَهُ يَأسو الجسومَ بِطبهِ / وَلَكم بِأَرواحٍ أَثارَ جِراحا
فَبِلَفظِهِ برءُ الأخيذِ وَلَحظهِ / أَخذُ البَريءِ فَما يطيقُ بَراحا
نادَمتُه في لَيلَةٍ لا ثالِثٌ / إِلا أَخوه البَدرُ غارَ فَلاحا
يا حُسنَها مِن لَيلَةٍ لَو أَنَّها / دامَت وَمَدَّت لِلوِصال جَناحا
إِن كانَ لَيلي داج
إِن كانَ لَيلي داج / وَخاننا الإصباح
فَنورها الوَهّاج / يغني عَن المصباح
سُلافة تَبدو / كَالكَوكَبِ الأَزهر
مزاجها شَهد / وَعَرفُها عَنبر
يا حَبَّذا الوَرد / مِنها وَإِن أَسكر
قَلبي بها قَد هاج / فَما تَراني صاح
عَن ذَلِكَ المِنهاج / وَعَن هَوىً يا صاح
وَبي رَشاً أَهيف / قَد لَجَّ في بُعدي
بَدر فَلا يخسف / مِنهُ سَنا الخَدِّ
بِلحظه المُرهف / يَسطو عَلى الأُسدِ
كَسَطوة الحَجاج / في الناس وَالسفاح
فَما تَرى مِن ناج / مِن لَحظه السفاح
عَلل بِالمسكِ / قَلبي رَشا أَحور
منعم المسكِ / ذو مبسم أَعطر
رَيّاه كَالمسك / وَريقه كَوثر
غُصن عَلى رَجراج / طاعَت لَهُ الأَرواح
فَحَبَّذا الأراج / إِن هبتِ الأَرواح
مَهلاً أَبا القاسم / عَلى أَبي حَيّان
ما إِن لَهُ عاصم / مِن لَحظك الفَتان
وَهَجرك الدائم / قَد طالَ بِالهيمان
فَدَمعه أَمواج / وَسرّه قَد لاح
لَكنه ما عاج / وَلا أَطاع اللاح
يا رُبَّ ذي بُهتان / يعذل في الراح
وَفي هَوى الغُزلان / دافَعت بِالراح
وَقُلت لا سُلوان / عَن ذاكَ يا لاحي
سَبع الوجوه وَالتاج / هِيَ مُنيةُ الأَفراح
فَاِختَر لي يا زجّاج / قمصال وَزوج أَقداح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025