المجموع : 8
أَرى كُلَّ زِنديقٍ إِذا رامَ نَشرَ ما
أَرى كُلَّ زِنديقٍ إِذا رامَ نَشرَ ما / طَواه اِدَّعى أَن صارَ في الناسِ صالِحا
فَيستخدِمُ الجُهّالَ يَنهبُ مالَهُم / وَيُبدي لَهُم كِذباً عَلى اللَه فاضِحا
قرامطُ دَجّالونَ سِنخُ ضَلالَةٍ / كلابٌ عَلى الإِسلامِ أَضحَت نَوابِحا
أَلا أَسَداً يُردي الكلابَ زَئيرهُ / يَكون لَهُم بِالهنداونيِّ ماسِحا
أَلا قائِماً للّهِ ناصرَ دينه / يُرى لِدماء الباطنيَّةِ سافِحا
همُ حرّفُوا القُرآنَ تَحريفَ كافِرٍ / بِهِ وَادَّعَوا فيهِ لَدَيهِم فَضائِحا
يَقول عَلى رَأسِ الجَماهيرِ كُلهم / وَقَد أَوهَمَ الجُهالَ أَن صارَ ناصِحا
بِأَنَّ وَليَّ اللَهِ مَن كانَ فاسِقاً / وَمَن كانَ عَن دينِ الشَريعةِ نازِحا
وَأَنَّ اليَهودَ وَالنَصارى وَشِبهَهُم / عَلى الحَقّ كُلٌّ فعلُهُ كانَ راجِحا
وَعابد أَصنام وَعابد كَوكَبٍ / وَعابد نارٍ صارَ لِلحَقِّ جانِحا
وفسر عليٍّ وَابنِ عَبّاسٍ اغتدى / لَدَيهِ لَقى فَشراً مَع الريح طامِحا
وَلا أكلَ في الجَنّاتِ لا شُربَ إِنَّما / مَعارفُ تَلقى للولي مَنائِحا
أَلا مَن عذيري مِن صِغارٍ تَمَشيَخوا / فَكُلٌ لِبابِ الكُفرِ أَصبَحَ فاتِحا
زَناديقُ أَبلاط تيوسٌ تَقَرمَطوا / لَهُم أَعيُن أَضحت لِكُفرٍ طَوامِحا
وَقالوا لَنا العلمُ اللدُنّي وَعلمكُم / قشورٌ مَع الأَرياحِ قَد صارَ رايحا
وَما هُوَ مِن تَنبيهكُم وَقدوركم / وَلَكن أَتى فَتحاً مِن الكَونِ سانِحا
وَقَد كَذَّبوا القُرآنَ وَالسُنَنَ الَّتي / عَن المُصطَفى جاءَت بِنقلٍ صَحائِحا
وَقالوا رَسول اللَه ما ماتَ بَل غَدا / يَطوفُ عَلى الأَمواتِ يَغشى الضَرائِحا
كَذاكَ إِذا قُلتَ السَلامُ عَلَيك في / صَلاةٍ تَبدّى حاضِراً لَكَ لائِحا
وَقَد فَسَّروا القُرآنَ مِن مُخ رُوسِهِم / تَخاليطَ كُفرانٍ تَبدَّت فَواضِحا
أَلا يا قُضاةَ المُسلِمين أَلا اِنهَضوا / لِقَتلِ كَفورٍ صارَ في الدينِ قادِحا
كَأَنِّيَ بِالقاضي المُعظَّم قَد دَرى / بِهِم فَاِغتَدوا فَوقَ التُرابِ ذَبائِحا
وَجُّرَّ بِأَبدانٍ وَطيفَ بِأَرؤُسٍ / عَلى سِنِّ رُمحٍ لِلزَناديقِ رامِحا
تَشمُّ عَوافِي الطَيرِ نَتنَ لُحومِهم / فَتَنأى وَإِن كانَت غِراثا جَوارِحا
وَتُنقَلُ أَرواحٌ لَهُم مِن مَقَرِّها / إِلى النارِ فيها خالِدين كَوالِحا
وَإِنَّ جَلالَ الدينِ قاضي قُضاتِنا / أَقامَ مَنارَ الشَرعِ فَالتاح واضِحا
وَقامَ بِنصرِ الدينِ دينِ مُحمدٍ / وَأَخمَدَ شَراً كانَ كَالنارِ لافِحا
عَلى حين لَم يَنهَض إلى نَصرِهِ امرؤٌ / سِواهُ فَأضحى وافِرَ الأَجرِ رابِحا
لَقَد حاقَ بِاللبانِ سوءُ اِعتِقادِهِ / وَقامَ مَقامَ الذُلِّ خَزيانَ كالِحا
أَقرَّ بِكُفرٍ ثُمَ أَظهرَ تَوبَةً / مَخافَةَ سَيفٍ أَن يرى الروحَ رائِحا
وَما تابَ زِنديقٌ وَلَكن قبولَ تَو / بَةِ مَذهب القاضي فَأَبقاهُ سامِحا
وَقالَ مَتى ما عادَ للكُفرِ أرده / بِحدِّ حسامٍ تتركُ الرَأسَ طائِحا
فَدامَ جَلالُ الدينِ للدينِ ناصِراً / وَللعلمِ ذا نَشرٍ وَللجودِ مانِحا
هَديةٌ قَد أَتَت مِن جِلَّقٍ جَمَعَت
هَديةٌ قَد أَتَت مِن جِلَّقٍ جَمَعَت / فَواكها عَرفُها قَد نَمَّ تُفّاحا
فَالطُرقُ تَعبقُ مِن نَشرٍ لَها أَرَجٌ / كَأنَّما المِسكُ في أَبياتِنا فاحا
جادَت بِها كَفُّ عُمرِ الجودِ مُبتَذلٍ / لِلمالِ ما اِنفَكَّ للإحسانِ مُرتاحا
مُبرِّزٍ في عُلومٍ معملٍ أَبَداً / فِكراً لِمُستَغلق الإِشكالِ فَتّاحا
عَقلاً وَنَقلاً فَمَن يبرز يناظِرُهُ / يُبصِر ذكاءً لِزندِ العلمِ قَدّاحا
غَدا عَلى مَفرِقِ الأَيامِ تاجَ عُلاً / يُعارِضُ الشَمسَ تَعلاءً وَإِيضاحا
جَليلُ قَدرٍ جَلالُ الدينِ وَالدُهُ / قاضي القُضاة فَمنهُ نورُهُ لاحا
شَمسٌ أَضاءَت وَأَبناء أَشعَّة ما / تلقي إلَينا ضِياءً مِنهُ وَضّاحا
إِنَّ الزَمانَ بِتاجِ الدينِ مُزدَهِرٌ / يَكادُ مِن طَرَبٍ يَهتَزُّ أَفراحا
شَهمٌ أَبِيٌ صَفوحٌ وَهوَ مُقتَدِرٌ / رَيان علماً غَدا للناسِ مِصباحا
يَظَلُّ من ضَلَّ عَن طُرقِ السَماحِ بِهِ / يُهدى وَيُكسى بِنورِ العلمِ أَوضاحا
هُوَ الخَطيبُ وَنَجلٌ للخَطيبِ وَصُن / وٌ للخَطيبِ يَفوقُ الناسَ إِفصاحا
إِنَّ المَديحَ لَمَكسُوٌّ بِكُم شَرَفاً / إِذ كُنتُمُ الروحَ وَالأَمداح أَشباحا
لا زِلتَ في نِعَمٍ تَترى عَلى نِعَمٍ / تَغدو بِنُعماكَ أَجساماً وَأَرواحا
وَالقَلبُ قَد كانَ خَفَّاقاً فَسَكَّنَهُ / جَدواكَ واِرتاحَ لما شَمَّ تُفَّاحا
إِنَّ جِسمي مُقَيَّدٌ بِالضَريحِ
إِنَّ جِسمي مُقَيَّدٌ بِالضَريحِ / وَفُؤادِي وَقفٌ عَلى التَبريحِ
وَلِعَيني إِذا ذَكَرتُ نُضاراً / مردٌ مِن دِماءِ قَلب جَريحِ
راحَ عيدٌ وَبعدُ عيدٌ كَبيرٌ / وَنضارٌ تَحتَ الثَرى وَالصَفيحِ
لا أَرى فيهِما وَجيهَ نُضارٍ / يا لَشَوقي لِذا الوَجيهِ المَليحِ
وَنُضارٌ كانَت أَنيسي وَحُبّي / وَنضارٌ كانَت حَياتي وَروحي
وَنُضارٌ أَبقَت بِقَلبي حُزنا / لَيسَ يَنفَكُّ أَو أُوافِي ضَريحي
لَم يَكُن لِلنضارِ يَوماً نَظيرٌ / في ذَكاءٍ لَها وَعَقلٍ رَجيحِ
وَحَياءٍ وَحُسنِ مَلقىً وَخطٍ / بارِعٍ نادِرٍ وَلَفظٍ فَصيحِ
نَظَرت في العُلومِ فقهٍ وَنَحوٍ / وَحَديثٍ عَن الرَسولِ صَحيحِ
وَلَكَم طالَعَت تَواريخَ ناسٍ / فَاستَفادَت عقلَ الحَكيمِ النَصيحِ
قَد قَضَت نَحبَها نُضارُ وَراحَت / وَلَها الذكرُ بِالثَناءِ الصَريحِ
سُطِرَت في الرُواةِ عَن سَيِّدِ الخَلقِ / فَيا طِيبَ ذِكرِها وَالمَديحِ
إِن تَكُن قَد تَقدَّمَت وَبَقينا / بُرهَةً في زَمانِنا المَسفوحِ
فَعَلى إِثرِها نَروحُ وَنَرجُو / عَفوَ رَبٍّ عَن الذُنوبِ صَفوحِ
تَنَفَّسَ من أَهوى فأرَّجَ عَرفُهُ
تَنَفَّسَ من أَهوى فأرَّجَ عَرفُهُ / كَأَنَّ سَحيقَ المِسكِ مِن فيهِ ينفَحُ
فَشَبَّ بِقَلبي نار وَجدٍ وَإِنَّها / سَرَت مِنهُ لِلأَعضاءِ تَذكى وَتلفَحُ
هَوىً ما هَوى قَد زادَ حَتّى جَوانِحي / تَقَلَّبُ في نار وَعَينِيَ تَسفحُ
وَخِلت اِنتِشاقَ العَرفِ يُبرِدُ غُلَّتي / فَزادَت بِهِ ناراً عَلى القَلبِ تَطفَحُ
تَصَفَّحتُ أَقمارَ الوَرى وَمِلاحَهُم / فَكانَ حَبيبي فَوقَ مَن أَتَصفَّحُ
ذَكاءً كَأَنَّ النارَ مِنهُ تَوَقَّدَت / فَيُدرِكُ مَخفيَّ الأُمورِ وَيَشرَحُ
وَحُسنٌ كَأَنَّ الشَمسَ في وَجَناتِهِ / أَقامَت لَها مُمسىً عَلَيها وَمُصبَحُ
وَفَرطُ حَياءٍ في خَفارة حييٍّ / يَكادُ للاستحياءِ بِاللَحظِ يجرحُ
وَكانَ مَليحاً قَبلَ نَبتِ عِذارِهِ / فَها هُوَ أَضحى وَهوَ بِالنَبتِ أَملَحُ
لِقَلبي في مَعناهُ سِرّاً تفكر / وَللعينِ في مرآهُ جَهراً تلمحُ
وَتَأخُذُني مِن عظمِ رُؤياه هَيبَةٌ / فَيعيى لِساني بِالَّذي أَنا أفصحُ
سَباني جَمالٌ مِن مَليحٍ مُصارِعٍ
سَباني جَمالٌ مِن مَليحٍ مُصارِعٍ / عَلَيهِ دَليلٌ لِلملاحةِ واضِحُ
لَئن عَزّ مِنهُ المِثلُ فَالكُلُّ دونَه / وَإِن خَفَّ مِنهُ الخَصرُ فَالرِدفُ راجِحُ
شَرُفَ الشامُ وَاِستَنارَت رباه
شَرُفَ الشامُ وَاِستَنارَت رباه / بِإِمام الأَئمة ابنِ الفَصيحِ
كُلَّ يَومٍ لَهُ دُروسُ عُلومٍ / بِلِسانٍ عَذبٍ وَفِكرٍ صَحيحِ
كتم اللسانُ وَمدمعي قَد باحا
كتم اللسانُ وَمدمعي قَد باحا / وَثَوى الأَسى عِندي وَأنسي راحا
إِني لَصَبٌّ طيَّ ما نَشرَ الهَوى / نَشراً وَمازالَ الهَوى فضّاحا
وَبِمُهجَتي من لا أصَرِّح باسمِه / وَمِن الإِشارة ما يَكون صراحا
رِيمٌ أَرومُ حنوَّه وَجُنوحَه / وَيَرومُ عَني جَفوةً وَجِماحا
أَبدى لَنا مِن شَعره وَجَبينه / خَدين ذا لَيلاً وَذا إِصباحا
عَجَباً لَهُ يَأسو الجسومَ بِطبهِ / وَلَكم بِأَرواحٍ أَثارَ جِراحا
فَبِلَفظِهِ برءُ الأخيذِ وَلَحظهِ / أَخذُ البَريءِ فَما يطيقُ بَراحا
نادَمتُه في لَيلَةٍ لا ثالِثٌ / إِلا أَخوه البَدرُ غارَ فَلاحا
يا حُسنَها مِن لَيلَةٍ لَو أَنَّها / دامَت وَمَدَّت لِلوِصال جَناحا
إِن كانَ لَيلي داج
إِن كانَ لَيلي داج / وَخاننا الإصباح
فَنورها الوَهّاج / يغني عَن المصباح
سُلافة تَبدو / كَالكَوكَبِ الأَزهر
مزاجها شَهد / وَعَرفُها عَنبر
يا حَبَّذا الوَرد / مِنها وَإِن أَسكر
قَلبي بها قَد هاج / فَما تَراني صاح
عَن ذَلِكَ المِنهاج / وَعَن هَوىً يا صاح
وَبي رَشاً أَهيف / قَد لَجَّ في بُعدي
بَدر فَلا يخسف / مِنهُ سَنا الخَدِّ
بِلحظه المُرهف / يَسطو عَلى الأُسدِ
كَسَطوة الحَجاج / في الناس وَالسفاح
فَما تَرى مِن ناج / مِن لَحظه السفاح
عَلل بِالمسكِ / قَلبي رَشا أَحور
منعم المسكِ / ذو مبسم أَعطر
رَيّاه كَالمسك / وَريقه كَوثر
غُصن عَلى رَجراج / طاعَت لَهُ الأَرواح
فَحَبَّذا الأراج / إِن هبتِ الأَرواح
مَهلاً أَبا القاسم / عَلى أَبي حَيّان
ما إِن لَهُ عاصم / مِن لَحظك الفَتان
وَهَجرك الدائم / قَد طالَ بِالهيمان
فَدَمعه أَمواج / وَسرّه قَد لاح
لَكنه ما عاج / وَلا أَطاع اللاح
يا رُبَّ ذي بُهتان / يعذل في الراح
وَفي هَوى الغُزلان / دافَعت بِالراح
وَقُلت لا سُلوان / عَن ذاكَ يا لاحي
سَبع الوجوه وَالتاج / هِيَ مُنيةُ الأَفراح
فَاِختَر لي يا زجّاج / قمصال وَزوج أَقداح