القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بِشر بن أبي خَازِم الكل
المجموع : 2
تَغَيَّرَتِ المَنازِلُ مِن سُلَيمى
تَغَيَّرَتِ المَنازِلُ مِن سُلَيمى / بِرامَةَ فَالكَثيبِ إِلى بُطاحِ
فَأَجزاعِ اللِوى فَبِراقِ خَبتٍ / عَفَتها المُعصِفاتُ مِنَ الرِياحِ
دِيارٌ قَد تَحُلُّ بِها سُلَيمى / هَضيمَ الكَشحِ جائِلَةَ الوِشاحِ
لَيالِيَ تَستَبيكَ بِذي غُروبٍ / يُشَبَّهُ ظَلمُهُ خَضِلَ الأَقاحي
كَأَنَّ نِطافَةً شيبَت بِمِسكٍ / هُدوءاً في ثَناياها بِراحِ
سَلي إِن كُنتِ جاهِلَةً بِقَومي / إِذا ما الخَيلُ فِئنَ مَنَ الجِراحِ
نَحُلُّ مَخوفَ كُلِّ حِمىً وَثَغرٍ / وَما بَلَدٌ نَليهِ بِمُستَباحِ
بِكُلِّ طِمِرَّةٍ وَأَقَبَّ طِرفٍ / شَديدِ الأَسرِ نَهدٍ ذي مِراحِ
وَما حَيٌّ نَحُلُّ بِعَقوَتَيهِم / مِنَ الحَربِ العَوانِ بِمُستَراحِ
إِذا ما شَمَّرَت حَربٌ سَمَونا / سُمُوَّ البُزلِ في العَطَنِ الفَياحِ
عَلى لُحُقٍ أَياطِلُهُنَّ قُبٍّ / يُثِرنَ النَقعَ بِالشُعثِ الصِباحِ
وَمُقفِرَةٍ يَحارُ الطَرفُ فيها / عَلى سَنَنٍ بِمُندَفِعِ الصُداحِ
تَجاوَبُ هامُها في غَورَتَيها / إِذا الحِرباءُ أَوفى بِالبَراحِ
وَخَرقٍ قَد قَطَعتُ بِذاتِ لَوثِ / أَمونٍ ما تَشَكّى مِن جِراحِ
مُضَبَّرَةٍ كَأَنَّ الرَحلَ مِنها / وَأَجلادي عَلى لَهَقِ لَياحِ
وَمُعتَرَكٍ كَأَنَّ الحَيلَ فيهِ / قَطا شَرَكٍ يَشِبُّ مِنَ النَواحي
شَهِدتُ وَمُحجَرٍ نَفَّستُ عَنهُ / رَعاعَ الخَيلِ تَنحِطُ في الصِياحِ
بِكُلِّ كَسيبَةٍ لا عَيبَ فيها / أَرَدتُ ثَراءَ مالي أَو صَلاحي
بِإِرقاصِ المَطِيَّةِ في المَطايا / وَتَكرِمَةِ المُلوكِ وِبِالقِداحِ
وَخَيلٍ قَد لَبَستُ بِجَمعِ خَيلٍ / عَلى شَقّاءَ عِجلِزَةٍ وَقاحِ
يُشَبَّهُ شَخصُها وَالخَيلُ تَهفو / هُفُوّاً ظِلَّ فَتخاءِ الجَناحِ
إِذا خَرَجَت يَداها مِن قَبيلٍ / أُيَمِّمُها قَبيلاً ذا سِلاحِ
أُجالِدُ صَفَّهُم وَلَقَد أَراني / عَلى قَرواءَ تَسجُدُ لِلرِياحِ
مُعَبَّدَةِ السَقائِفِ ذاتِ دُسرٍ / مُضَبِّرَةٍ جَوانِبُها رَداحِ
إِذا رَكِبَت بِصاحِبها خَليجاً / تَذَكَّرَ ما لَدَيهِ مِن جُناحِ
يَمُرُّ المَوجُ تَحتَ مُشَجَّراتٍ / يَلينُ الماءَ بِالخُشُبِ الصِحاحِ
وَنَحنُ عَلى جَوانِبِها قُعودٌ / نَغُضُّ الطَرفَ كَالإِبِلِ القِماحِ
فَقَد أوقِرنَ مِن قُسطٍ وَرَندٍ / وَمِن مِسكٍ أَحَمَّ وَمِن سِلاحِ
فَطابَت ريحُهُنَّ وَهُنَّ جونٌ / جَآجِئُهُنَّ في لُجَجٍ مِلاحِ
أَمِن لَيلى وَجارَتِها تَروحُ
أَمِن لَيلى وَجارَتِها تَروحُ / وَلَيسَ لِحاجَةٍ مِنها مُريحُ
وَلَيسَ مُبيِّنٌ في الدارِ إِلّا / مَبيتُ ظَعائِنٍ وَصَدىً يَصيحُ
وَلَم تَعلَم بِبَينِ الحَيِّ حَتّى / أَتاكَ بِهِ غُدافِيٌّ فَصيحُ
فَظِلتُ أُكَفكِفُ العَبَراتِ مِنّي / وَدَمعُ العَينِ مُنهَمِرٌ سَفوحُ
وَدَمعي يَومَ ذَلِكَ غَربُ شَنٍّ / بِجانِبِ شَهمَةٍ ما تَستَريحُ
وَلَم أَبرَح رُسومَ الدارِ حَتّى / أَزاحَت عِلَّتي حَرَجٌ مَروحُ
لَها قَرَدٌ كَجُثِّ النَملِ جَعدٌ / تَغَصُّ بِهِ العَراقي وَالقُدوحُ
أَعانَ سَراتَهُ وَبَنى عَلَيهِ / بِما خَلَطَ السَوادِيُّ الرَضيخُ
سَناماً يَرفَعُ الأَحلاسَ عَنهُ / إِلى سَنَدٍ كَما اِرتُفِدَ الضَريحُ
كَأَنَّ قُتودَها بِأُرَينَباتٍ / تَعَطَّفَهُنَّ مَوشِيُّ مُشيحُ
تَضَيَّفَهُ إِلى أَرطاةَ حِقفٍ / بِجَنبِ سُوَيقَةٍ رِهَمٌ وَريحُ
فَباكَرَهُ مَعَ الإِشراقِ غُضفٌ / يَخُبُّ بِها جَدايَةُ أَو ذَريحُ
وَأَضحى وَالضَبابُ يَزِلُّ عَنهُ / كَوَقفِ العاجِ لَيسَ بِهِ كُدوحُ
فَجالَ كَأَنَّ نِصعاً حِميَرِياً / إِذا كَفَرَ الغُبارُ بِهِ يَلوحُ
فَلَمّا أَن دَنَونَ لِكاذَتَيهِ / وَأَسهَلَ مِن مَغابِنِهِ المَسيحُ
يَسُدُّ فُروجَهُ رَبِذٌ مُضافٌ / يُقَلِّبُهُ عِجالُ الوَقعِ روحُ
فَلَمّا أَخرَجَتهُ مِن عَراها / كَريهَتُهُ وَقَد كَثُرَ الجُروحُ
قَليلاً ذادَهُنَّ بِصَعدَتَيهِ / بِسَحماوَينِ ليطُهُما صَحيحُ
تَواكَلنَ العُواءَ وَقَد أَراها / حِياضَ المَوتِ شاصٍ أَو نَطيحُ
وَغادَرَ فَلَّها مُتَشَتِّتاتٍ / عَلى القَسِماتِ شامِلُها الكُدوحُ
وَأَصبَحَ نائِياً مِنها بَعيداً / كَنَصلِ السَيفِ جَرَّدَهُ المُليحُ
وَأَضحى لاصِقاً بِالصُلبِ مِنهُ / ثَمائِلُهُ كَما قَفَلَ المَنيحُ
وَأَصبَحَ يَنفُضُ الغَمَراتِ عَنهُ / كَوَقفِ العاجِ طُرَّتُهُ تَلوحُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025