المجموع : 4
أَفي كُلِّ يَومٍ فُرقَةٌ وَنُزوحُ
أَفي كُلِّ يَومٍ فُرقَةٌ وَنُزوحُ / وَوَجدٌ لِماءِ المُقلَتَينِ نَزوحُ
إِذا قُلت قَد أَضحت طَريحاً عَصى النَوى / تَصَدَّت نَوى تُنضي المَطيَ طُروحُ
فَيا عَجَباً جِسمي المُقيمُ معذَّب / وَقَلبي الَّذي في الظاعِنين قَريحُ
يقل اِصطِباري وَالدُموعُ غَزيرَة / وَيسقمُ جِسمي وَالوِدادَ صَحيحُ
وألتذُّكرَّ اللَحظِ وَالسَهمُ دونَهُ / وَما التذَّ رجعَ السَهمِ فيهِ جَريحُ
عَسى أَن تريحوا مِن غَرامٍ فَتُطلقوا / أَسيرَكُمُ أَو تَقتُلوا فَتُريحوا
وانّي لمويّ الضُلوع عَلى أَسى / وَفي كَبِدي الحرى جَوى وَقُروح
يَهيجُ عَشاءً لَوعَتي مُتَرَنّمٌ / وَيَصدَعُ قَلبي في الصَباحِ صَدوح
يَنوح وَلَم يفقد أَليفاً يَشوقُه / وأَفقد الفاً شائِقاً فأنوح
وَلي مقلة لا يَملِكُ الصَبرَ دَمعَها / وَقَلبٌ لَجوجٌ في الغَرامِ جَموح
فُؤادٌ إِذا البَرقُ اِستَطارَ أَطارَهُ / وَعَينٌ اذا ما السَفح لاحَ سفوحُ
أُكاتِمُ صَحبي الوَجدَ اذا بَدا / يَلوحُ بدا وَجدي له فَيَلوحُ
يَقولون أَجروا ذِكرَ كُلِّ جَميلَةٍ / لَدَيهِ وَجاروه عَساهُ يَبوحُ
يَقولون لي شِعر مَليحٌ مَهذَّبٌ / فَقُلتُ لَو أَنَّ الحَظَّ منه مَليحُ
فَقَد حي المعَلّى في اجادةِ نَظمِه / وَلكنَّه في الحَظِّ مِنه مَنيح
فَما زَلَّتُ أَحمي النَفس وِرداً عَلى الظَما / وَأَشفقُ مِن أَن أَجتَدي وَأَليح
وَلَمّا رَأَيتُ الدَهرَ أَعذرَ اذ غَدا / يَجودُ صَلاحُ الدين فيهِ صَلوحُ
فَقلت لِنَفسي راجِعي الشِعرَ أَنَّهُ / سَيَرجع عَيشُ الضَنكِ وَهوَ فَسيحُ
فَما بعده مَلِكٌ به يُرتَجى الغِنى / وَلا مَن اذا ما يُستَماح يَميحُ
وَما يُبطىء الاثراء لي منه بَعدَما / تَسيرُ اِمتداحاتي لَهُ فَتَسيحُ
وَحُبِبَّ فيكَ المَدحُ أَنَّكَ ما جِدٌ / مَعانيك في لَفظِ المَدائحِ روح
وكل مَديحٍ لَم يَكُن فيكَ باطِلٌ / وَكُلُّ ثَناءٍ لَم يَكُن لَك ريحُ
فأهديتُ غُرّاً زانَها حُسنُ نَظمِها / وَقَولاً اذا اختَلَّ المَقالُ صَحيحُ
فَخذ باقياً مِنّي بِفانٍ فَما غَلا / بدنيا عَلى الحُرِّ الكَريمِ مَديح
سَيَبقى الَّذي حبَّرتُه مِنِ مَدائِحي / وَيَفنى الَّذي أَعطَيتَه وَيَروح
وَما كُلُّ مَن يَغدو الى الحَربِ فارِسٌ / وَلا كُلُّ مَن قالَ المَديحَ فَصيح
أَما وَجُفونَكَ المَرضى الصِحاحِ
أَما وَجُفونَكَ المَرضى الصِحاحِ / وَسَكرَة مقلتيكَ وَأَنتَ صاحِ
وَما في فيكَ من بَرَدٍ وَشُهد / وَفي خَديك مِن وَردٍ وَراحِ
لَقَد أَصبَحتُ في العُشّاقِ فَرداً / كَماأَصبحتَ فَرداً في المِلاحِ
فَما أَسلو هَواكَ لِنَهي ناهٍ / وَلا أَهوى سِواكَ لِلحي لاحِ
وَلا فَلَّ المَلامُ غرارَ غيىٍ / وَلا ثَلَمَ العِتابُ شَبا جِماحي
أَما للائِمي عَليك شَغلٌ / فَيَشتَغِلوا بِعُشّاقِ القِباحِ
أَطَعتَ هَوى المِلاح طِوالَ دَهري / وَمَن يُطعِ الهَوى يَعصَ اللَواحي
فَيا سَقَمي بِذي طَرَفٍ سَقيمٍ / وَيا قَلَقي مِن القَلِقِ الوِشاحِ
يَهزّ الغصنَ فَوقَ نَقىً وَيَرنو / بحدّ ظبىً وَيَبسِمُ عَن أَقاحِ
مَليحُ الدل مَعشوق المِزاحِ / وَحُلوُ اللَفظِ مَعسولُ المزاح
يُحب الراحَ رائِحَةً بِكأسٍ / وَيَهوى الكأس كاسيَة بِراحِ
وَقَد غَرسَ القَضيبَ عَلى كَثيبٍ / فَأَثمَرَ بِالظَلامِ وَبِالصَباحِ
وَمالَ مَع الوِشاةِ وَلا عَجيبٌ / لِغُصنٍ أَن يَميلَ مَع الرياحِ
أُلام عَلى اِفتِضاحي في هَوى مَن / يُقيمُ عِذارُهُ عُذرَ اِفتِضاحي
أَلَيس لحاظُه جَرَحت فُؤادي / فَلا بَرأت وَلا اِندملتِ جِراحي
إِذا ما زادَ تَعذيبي وَهَجري / يَزيدُ اليهِ وَجدي وَاِرتياحي
وَكَم بِهَواهُ مِن عانٍ مُعنّى / يَبيتُ يَخافُ اطلاقَ السراحِ
وَلَيلَةَ زارَني بَعد اِزورارٍ / عَلى حُكمي عَلَيهِ وَاِقتِراحي
فَبِتنا لا الدَنو مِن الدنايا / نَراهُ وَلا الجنوحُ الى الجناحِ
يُديرُ كُؤوسَ فيهِ وَمُقلَتيهِ / فَيُسكِرُني مِن السُكرِ المُباحِ
وَكانَت لَيلَةً لا حوبَ فيها / عَليَّ وَلا اِجتِراءَ عَلى اِجتِراحِ
وَما مِن شيمَتي خَلعي عِذاري / وَلا لِبس الخَلاعَة مِن مزاحي
قَطَعنا اللَيلَ في شَكوى عِتابٍ / إِلى أَن قيلَ حيّ عَلى الفَلاحِ
وَلاحَ الصُبحُ يَحكي في سَناهُ / صَلاحَ الدين يُوسُفَ ذا الصَلاحِ
هو الملك الَّذي أَورى زِنادي / وَفازَت عِندَ رؤيته قِداحي
يُقرّب جُودُه أَقصى الأَماني / وَيَضمَنُ بِشرُه أَسنى النَجاحِ
وَمَبسوطٌ بِنائِلِهِ يَداهُ / اذا قَبِضَت بِهِ أَيدي الشِحاحِ
وَلَمّا ضاقَ حَدٌّ عَن مَداهُ / لَقَيناهُ بآمالٍ فِساحِ
فَمَن هَرِمٌ وَكَعبٌ وابنُ سَعدٍ / رِعاءُ الشاءِ وَالنَعَمِ المُراحِ
جَوادٌ بالبِلادِ وَما حَوته / اذا جادوا بأَلبانِ اللِقاحِ
وَأَبلج يَستَهينُ المَوتَ يَلقى / بِصَفحةِ وَجهِهِ حَدَّ الصِفاحِ
وَيَخشى مِن دنوّ العارِ مِنه / وَلا يَخشى مِن الأَجَلِ المُتاحِ
وَقَوّال اذا الأَبطالُ فَرَّت / مَكانَك ثَبتة ما مِن مَراحِ
إِذا ما دَبَّ في خَمرٍ ذَليلٌ / سَعى سَعيَ الأعزَّةِ في السَراحِ
بِبأسٍ مُذهلِ الأُسدِ الضَواري / وَسَيبٍ مُخجِلٍ سَيل البِطاحِ
فللاجين وَالراجينَ مِنهُ / أَعَزَّ حمىً وَأَكرَمُ مُستَماحِ
مِن النَفرِ الَّذين إِذا تَحلّوا / أَعادوا اللَيلَ أَحلا مِن صَباحِ
أَضاءَ الدَهر بعد دُجاه نُوراً / يَلوحُ عَلى وجوهِهم الصَباحِ
تَفيضُ بُطونُ راحَتِهم نَوالاً / وَيَستَلِمُ المُلوك طهورَ راحِ
اذا ما لاقوا الأَعداءَ عادوا / مآي النَصرِ وَالظَفَر الصُراحِ
بِأرِماحٍ محطَّمةٍ وَبيضٍ / مُثلّمَةٍ وَأَعراضٍ صِحاحِ
ليفدِ حَياءَ وَجهكَ كُلُّ وَجهٍ / اذا سُئِلَ النَدى جَهمٍ وَقاحِ
مُلوكٌ جُلَّهم مُغرىً بظلم / وَمَشغولٌ بُلَهوٍ أَو بُراح
اذا ما جالَتِ الأَبطالُ وَلّى / وَيقدمُ نَحوَ حامِلَة الوِشاحِ
يَرى الانفاق في الخَيراتِ خُسراً / وَأَنتَ تَراهُ مِن خَيرِ الرباح
هُمُ جَمَعوا وَقَد فَرَّقتَ لَكِن / جَمعتَ بِهِ الرِجالَ مَع السِلاحِ
وَبونٌ بَينَ مالِكِ بَيتِ مالٍ / وَمالِكِ رقِ أَملاكِ النَواحي
وَباغٍ أَن يُدال بِلا رِجالٍ / كَباغٍ أَن يَطيرَ بِلا جَناحِ
قَرنتَ شَجاعَةً وَتُقىً وَعِلماً / إِلى كَرَمِ الخَلائِقِ وَالسَماحِ
وَقَد أَثنَت عَلَيكَ ظُبى المَواضي / كَما تُثنى بألسنَةِ الرِماحِ
وَكَم نَتَجَت حُروبٌ أَلقحَتها / سيوفُكَ وَالنتاجُ عِن اللِقاحِ
وَكَم لِظُباكَ من يَوم اِغتِباقٍ / مِن الأَعداءِ أَو يَوم اِصطِباح
وَكَم ذَلَّلتَ مِن مُلكٍ عَزيزٍ / وَكَم دَوَّختَ مِن حَيٍ لَقّاح
تُبيحُ حِمى المُلوكِ وَتَستَبيهِ / وَما تَحميهِ لَيسَ بِمُستَباحِ
وَما خَضَعَ الفرنجُ لَدَيكَ حَتّى / رأوا مالا يُطاقُ مِن الكِفاحِ
وَما سَألوكَ عَقد الصُلح ودّاً / وَلَكِن تَحتَ غاباتِ الرِماحِ
مَلأت بِلادَهم سَهلاً وَحزناً / أُسوداً تَحتَ غاباتِ الرِماحِ
عَلى مُعتادَةٍ جَوبَ المَوامي / دواح بالمَلا بيض الأَداحي
فَحَلّوا أَرضَ نابُلسٍ وَفيها / نَواحٍ لَيسَ تَخلو مِن نَواحِ
فَكانوا هَولوا بالحشدِ جَهلاً / وَما تَخشى الأُسود مِن النِباحِ
وَهُم في قَولِهم أنّا نُلاقي / صَلاحَ الدين أكذبُ مِن سَجاحِ
أَلا يا سَيل مخجل كُلَّ سيل / تظل المحجراتُ لَهُ ضَواحي
وَيا غَيثَ البِلادِ اذا اِقشعرَّت / وَضَنَّ الغَيثُ في شَهري قماح
تَرَكتُ بَني الزَمانِ فَلَم أَسلهُم / وَلَم أَرَ أَهلَهُ أَهلَ اِمتِداحِ
وَقُلتُ للاغياتِ العيسِ رَوحي / الى بابِ ابنِ أَيوبٍ تُراحي
وَلَم أُنكَح لَئيماً بنت فِكري / وانكاحُ اللِئام مِن السِفاحِ
وَقَد جاءَتك يا كفوءاً كَفيّاً / تزفّ اليكَ طالِبَة اِمتياح
اذا اِستَشفعتَ أَورى الناسِ زَنداً / فَما أَبغي مِن الزند الشِحاحِ
وَقَد يَمَّمتُ بحرَ نَدىً فُراتاً / فَما طَلبي لأوشالٍ ملاح
سألتُك أَنَّ عودَ جَديب حالي / فأمرع مَرتَعي واخضرّ ساحي
وَلَولا جود كفّكَ كلَّ وَقتٍ / يُروي غُلَّتي وَجَوى التياحي
غَبرتُ مَدى الزَمانِ حَليف فَقرٍ / خَميصاً عارياً ظَمآن ضاحي
وَما أَشكو الزَمانَ وَأَنتَ فيهِ / وان أَصبحتَ مَحصوص الجِناحِ
وَقَد ضاعَت عُلومٌ طالَ فيها / غُدوّي واستمَر لَها رَواحي
أَرى المتقدّمينَ اليَومَ دوني / فَيؤلمني خُموليَ واطِّراحي
وَأَشجى مِن ضَياعِ العُمرِ حَتّى / أَغَصُّ بِبارِدِ الماءِ القَراحِ
وَأَعجَبُ مِن صُروف الدَهرِ حَتّى / أَكادَ أَقولُ ما زَمَني بِصاحِ
أَيَظهَر في السَماءِ ضُحىً نُهاها / وَتَخفى وَهيَ طالِعَةٌ بِراحِ
عَسى نُعماكَ تُسكِنُني دِمَشقاً / وَذاكَ لِكُلِّ مالاقَيتُ ماحي
أَعيشُ أُعاشِرُ الفُضَلاءَ عُمري / وَأَربابَ المَحابِر وَالشياح
بَقيتَ مُنَعَّماً أَبَداً وَأَضحَت / بِكُلِّ ضاحيَةٍ أَضاحي
عَيناكَ عُقلَةُ كُلِّ سابِح
عَيناكَ عُقلَةُ كُلِّ سابِح / سَبَبُ الجَوى بَينَ الجَوانِح
أَحبائِلٌ أَم مُقلَةٌ أَجوارِحٌ / هيَ أَم جَوارِح
سَكَرت لَواحِظُها وَمَن / تَلقى بِها سَكران طافِح
يا كُلَّ ما تَهوى النُفوسُ / وَجُلَّ مقتَرح القَرائِح
كَم في عِذارك إِذ بَدا / عُذرٌ إِلى اللآحين لائِح
هَل لا تَحرجَ عَن دَمي / يا مَن تورَّعَ أَن يُصافِح
وَتَرى سَلامَةَ ظاهِري / فَتَظُنَّ طَرفَك عيرَ جارِح
وَهَيهاتَ لَم يَعلَم بِسرِّكَ مُشفِقٌ
وَهَيهاتَ لَم يَعلَم بِسرِّكَ مُشفِقٌ / أَمينٌ وَلَم يَطلع عليه نَصوحُ
تَروحُ عَلَينا الريحُ في نَفَحاتِها / شَذاكُم وَرَيّا طيبِكُم فَتُريحُ
فَلا تَبعَثوها غيرَ لَيلٍ فانَّني / أَغارُ مِن الجُلاس حينَ تَفوحُ
وَيا خلّ خلِّ اللَوم عَنّيَ مُحسِناً / فَلَومُكَ في الوَجهِ المَليح قَبيحُ
وَقائِلَةٍ خَلِّ التَصابي فانَّهُ / مَع الشَيب شَينٌ فاحِشٌ وَفضوح
وَمل ما بَقي مِن لَذَّة العَيش في نَقاً / بَياضِ نَهارٍ بالظَلامِ يَصيحُ
وَزائِرَةً نَمَّت عَلَيها حُجولُها / وَعرفٌ إِذا ما كَتَّمَتهُ يَفوحُ
فَبِتنا جَميعاً مالَنا مِن دنيَّة / دَنوُّ وَلا نَحو الجُناحِ جُنوحِ
إِلى أَن بَدا ضَوءُ الصَباح كَأَنَّهُ / سَنا يُوسُفٍ في النَقع حينَ يَلوحُ
صَحيحٌ صَريحٌ مجدُهُ وَفَعالُهُ / تَصَدَّق فيهِ المَدحُ وَهوَ صَحيحُ
لَهُ هزَةٌ عِندَ المَدائِح لِلنَّدى / كَما اِهتَزَّ غُصنُ البان وَهوَ طَموحُ
حييٌّ غَضيضُ الطَرف عَن كُلِّ محرم / وَلَكِنَّهُ نَحوَ العَلاءِ طَموحُ
شُجاعٌ لَدى الهَيجاجَبانٌ عَن الخَنى / كَريمٌ عَلى العِرض المَصون شَحيحُ
بَعيد المَدى نائي العُلى شاحِطُ الأَذى / قَريبُ النَدى داني الرَبابِ
شَديدٌ إِذا يُعصى المُراد مُعاقِبٌ / وَلينٌ إِذا يُعطي القِيادَ صَفوحُ
وَلا جَزِعٌ عِندَ الشَدائِد خاضِعٌ / وَلا بَطِرٌ عِندَ الرَخاءِ مَروحُ
مَنوعٌ إِذا ما سيمَ لَهواً مُساعِدُ / قَريبٌ إِذا سُئِلَ اللُهى وَمَنوحُ
لَهُ هِمَّةٌ لا تَنثَني دونَ مُمكِنٍ / وَرأيٌ إِذا ما الرأيُ قالَ نَجيح
إِذا خَفيت طُرقُ المَعالي عَن العَدى / فَفيها ظُهورٌ عِندَهُ وَوضوحُ
عَطاءٌ إِذا شَفَّ العَطاءُ مَوفّرٌ / وَحِلم إِذا خَفَّ الحلومُ رَجيحُ
هَنيئاً لأَرضٍ حَلَّ فيها فانَّهُ / يَسحُّ النَدى منه بِها وَيَسيحُ
إِذا ما أَتى مَيتاً مِن الفَقرِ جودُهُ / فَما هُوَ إِلّا عازِرٌ وَمَسيح
وان حارَبَ الأَعداءَ أَمسى أَقلُّهُم / طَريداً وَإِمّا جُلُّهم فَطَريحُ
فَريقانِ شَتّى كُلُّهُم بجسومِهِم / جُروحٌ وَفي حَبِّ القُلوبِ جُروحُ
فللتَ العِدى جَمعاً وَأَذهبتَ ريحَهم / فَما بِعَدوّ من عِداتِكَ روحُ
فَيا جَبَلَ العَزِّ الَّذي هُوَ شاهِقٌ / مِن المَجدِ وُهدٌ دونَهُ وَسُفوحُ
أَزلت عُيوبَ الدَهرِ في كُلِّ بَلدَةٍ / وَفَقري عَيبٌ في الزَمان قَبيحُ
وَكُنتُ هجرتُ الشِعرَ كَي لا يُغيضُني / عُبوسُ شَحيحٍ يُرتَجى وَكُلوحُ
أَأَحيا وَهَذا الشِعرُ بَعضُ فَضائِلي / فَقيراً بحمصٍ أَغتَدي وَأَروحُ
مرض وودّ صَحيح / كانَ تَأويلُ ذا الصُدود الصَريحُ