المجموع : 3
غَنِّني أُنْشودَةَ الفَجْرِ الضَّحُوكْ
غَنِّني أُنْشودَةَ الفَجْرِ الضَّحُوكْ / أَيُّها الصَّدَّاحْ
فَلَقَدْ جَرَّعَني صَوْتُ الظَّلامْ /
أَلَماً علَّمَنِي كُرْهَ الحَياةْ /
إنَّ قَلْبِي مَلَّ أَصْداءَ النُّوَاحْ / غَنِّنِي يَا صَاحْ
حَطَّمَتْ كَفُّ الأَسَى قِيثارَتي / فِي يَدِ الأَحْلامْ
فَقَضَتْ صمْتاً أَناشيدُ الغَرامْ /
بَيْنَ أَزْهارِ الخَريفِ الذَّاوِيَهْ /
وتَلاشَتْ في سُكُونِ الإكْتِئَابْ / كَصَدَى الغِرِّيدْ
كُفَّ عَنْ تِلْكَ الأَغاني البَاسِمَهْ / أَيُّها العُصْفُورْ
فَحَيَاتي أَلِفَتْ لَحْنَ الأَسَى /
مِنْ زَمَانٍ قدْ تَقَضَّى وعَسَى /
أَنْ يُثِيرَ الشَّدْوُ في صَمْتِ الفُؤَادْ / أَنَّةَ الأَوْتَارْ
لا تُغَنِّينِي أَغَاريدَ الصَّبَاحْ / بُلْبُلَ الأَفْراحْ
فَفُؤادِي وهوَ مَغْمُورُ الجِرَاحْ /
بتَبَارِيحِ الحَيَاةِ البَاكِيَهْ /
لَيْسَ تَسْتَهْويهِ أَلْحَانُ السُّرُورْ / وأَغَاني النُّورْ
إنَّ مَنْ أَصْغَى إلى صَوْتِ المَنُونْ / وصَدَى الأَجْداثْ
لَيْسَ تَسْتَهْويهِ أَلْحانُ الطُّيُورْ /
بَيْنَ أَزْهارِ الرَّبيعِ السَّاحِرَهْ /
وِابْتِسامَاتِ الحَيَاةِ السَّافِرَهْ / عَنْ جَلاَلِ اللهْ
غَنِّنِي يا صاحِ أَنَّاتِ الجَحِيمْ / واسْقِنِي الآلامْ
أَتْرِعِ الكَأْسَ بأَوْجَاعِ الهُمُومْ /
واسْقِنِي إنِّي كَرِهْتُ الابْتِسَامْ /
غَنِّنِي نَدْبَ الأَمَانِي الخَائِبَهْ / واللَّيالِي السُّودْ
غَنِّنِي صَوْتَ الظَّلامِ المُكْتَئِبْ / إنَّنِي أَهْواهْ
هَاكَ كَأْسَ القَلْبِ فَامْلأْهَا نُوَاحْ /
واسْكُبِ الحُزْنَ بِها حتَّى الصَّبَاحْ /
إنَّها من طِينَةِ الحُزْنِ المَرِيرْ / صَاغَهَا الخَلاّقْ
بِئْسَتِ الأَفْراحُ أَفْراحُ الحَيَاهْ / إنَّها أَحْلاَمْ
تَخْلُبُ اللُّبَّ بأَلْحانٍ عِذابْ /
وأَغَارِيدَ كأَمْلاكِ السَّمَا /
ثُمَّ لا تَلْبَثُ أَنْ تَذْوي كَمَا / تَذْبُلُ الأَزْهارْ
خبِّريني مَا الَّذي خَلْفَ الغُيُومْ / رَبَّةَ الأَحْلامْ
أَفَتَى الهَوْلِ وجَبَّارُ الهُمُومْ /
أَمْ عَرُوسُ الأَمَلِ العَذْبِ الشَّرُودْ /
تَتَهادَى بَيْنَ لأْلاءِ الصَّبَاحْ / كَمَلاَك النُّورْ
أَنَا في دَرْبِ الحَياةِ الغَامِضَهْ / تَائِهٌ حَيْرَانْ
بَيْنَما أُبْصِرُ في وَجْهِ الحَيَاةْ /
ظُلْمَةَ الأَحْزانِ في ظِلِّ الأَلَمْ /
إذْ أَرَى في جَفْنِها نُوراً بَديعْ / بَاسِماً فَتَّانْ
هَا أَنا أَسمَعُ في قَلْبِ الحِيِاةْ / صَيْحَةَ الآلامْ
مُرَّةً تَنْسابُ مِنْ قَلْبٍ حَطيمْ /
مَلأَ الحُزْنُ أَقَاصِيهِ دُمُوعْ /
هَا أَنا أسْمَعُ أَصْواتَ السُّرُورْ / كَضَّتِ الأَيَّامْ
سِرْتُ في الرَّوضِ
سِرْتُ في الرَّوضِ / وقد لاحَتْ تَباشيرُ الصَّباحِ
وجَناحُ الفَجْرِ يومي / نَحْوَ رَبَّاتِ الجَناحِ
والدُّجى يَسْعى رُوَيْداً / سَعْيَ غَيْداءَ رَدَاحِ
ونَسيمُ الصُّبْحِ يَسْري / سَجْسَجاً فَوقَ البِطاحِ
وخَريرُ النَّهْرِ سَكْرا / نٌ وزَهْرُ الرَّوضِ صاحِ
فَرَنَتْ نَحْوَ جَلالِ الكَوْ / نِ جَوْناءُ اللِّياحِ
ثمَّ بانَتْ في سُفو / رٍ فاضِحٍ أيَّ افْتِضاحِ
فاحْتَسَتْ خَمْرَ نَدى الدَّا / مِسِ من كاسِ الأقاحِ
واعْتَلَتْ بَلْقيسُ عَرْشَ / اللَّيلِ في تِلْكََ النَّواحي
ثمَّ مالَتْ لِغُروبٍ / بَعْدَ إضْرامِ الكِفاحِ
واستوى اللَّيلُ بِرَغْمِ الشَّمْ / سِ في العَرْشِ الفُساحِ
هكذا الدَّهرُ بأزياءٍ / غُدُوٍ ورُواحِ
وضياءٍ وظلامٍ / وسُكونٍ وصِياحِ
ونَشيدٍ وفَواحٍ / وانقِباضٍ وانْشِراحِ
إنَّما الدَّهرُ وَميثا / قُ اللَّيالي كَشُجاحِ
لستَ أَبْكي لعَسْفِ ليلٍ طويلٍ
لستَ أَبْكي لعَسْفِ ليلٍ طويلٍ / أَوْ لرَبْعٍ غَدَا العَفَاءُ مَرَاحَهْ
إنَّما عَبْرَتي لخَطْبِ ثَقيلٍ / قَدْ عَرَانا ولمْ نَجِدْ مَن أَزاحَهْ
كلَّما قامَ في البلادِ خَطيبٌ / مُوقِظٌ شعبَهُ يُريدُ صَلاحَهْ
أَلْبَسوا رُوحَهُ قَميصَ اضْطِهادٍ / فاتِكٍ شائِكٍ يَرُدُّ جَمَاحَهْ
أَخْمَدوا صَوْتَهُ الإِلهيَّ بالعَسْفِ / أَماتوا صُدَاحَهُ وَنُواحَهْ
وَتَوَخَّوْا طَرائِقَ العَسْفِ والإِرْ / هَاقِ تَوًّا وَمَا تَوَخَّوْا سَمَاحَهْ
هكذا المُخْلِصونَ في كلِّ صَوْبٍ / رَشَقَاتُ الرَّدى إليهم مُتَاحَهْ
غَيْرَ أَنَّا تَنَاوَبَتْنا الرَّزايا / واسْتَبَاحَتْ حَمانا أَيَّ اسْتِباحَهْ
أَنا يا تُونُسَ الجميلَةَ في لُجِّ / الهَوَى قَدْ سَبَحْتُ أَياً سِباحَهْ
شِرْعتي حُبُّكِ العَميقُ وإنِّي / قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وقَرَاحَهْ
لستُ أَنْصاعُ للوَاحي ولوْ مُتُّ / وقامَتْ على شَبابي المَنَاحَهْ
لا أُبالي وإنْ أُرِيقَتْ دِمائي / فدِماءُ العُشَّاقِ دوماً مُبَاحَهْ
وبطُولِ المدى تُريكِ اللَّيالي / صادِقَ الحُبِّ والوَلاَ وسَجَاحَهْ
إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَةٍ غَيْرَ أنِّي / مِنْ وراءِ الظَّلامِ سِمْتُ صَبَاحَهْ
ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبي ولكِنْ / سَتَرُدُّ الحَيَاةُ يوماً وِشَاحَهْ