القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الملك الأَمجَد الكل
المجموع : 4
أهدتْ اليَّ شذا العَرارِ الفائحِ
أهدتْ اليَّ شذا العَرارِ الفائحِ / نكباءُ هبَّتْ عن رُبًى وأباطحِ
نسمتْ عليَّ فأجَّجَتْ أرواحُها / نارَ الهوى في أضلعٍ وجوانحِ
جلبَ الحنينُ اليَّ ما أهدتْهُ مِن / أنفاسِ ذيّاكَ العبيرِ النافحِ
ولطالما أذكى النسيمُ خمودَها / كالنارِ شَبَّتْ مِن زِنادِ القادحِ
قسماً بليلٍ بتُّ أرقُبُ نجمَهُ / طمعاً بميعادِ الغزالِ السانحِ
لم أُصغِ فيهِ إلى مقالةِ عاذلٍ / يَلْحى عليهِ ولا نميمةِ كاشحِ
لَعِبَ الصَّبا بِقَوامِهِ فأمادَه / طرباً كأنْ عَلُّوه كأسَ الصابحِ
يقتادُني الشوقُ المبَّرحُ نحوَه / فأبيتُ ذا شَرَقٍ بدمعٍ سافحِ
ولَكَمْ نضحتُ بمائهِ نيرانَه / جهلاً فأجَّجَهُ رَشاشُ الناضحِ
هيهاتَ أن يَثني العذولُ بعذلِهِ / عن وجدِه رأيَ الأبيَّ الجامحِ
لا شيءَ أصعبُ مِن معاناةِ الهوى / تَعِسَ العواذِلُ مِن رياضةِ قارحِ
مالي وللبرقِ اليمانِ وقُوُدُه / يبتزُّ قلبي بالوميضِ اللامحِ
يهتزُّ كالعَضْبِ الصنيعِ مُجَرَّداً / مِن فوقِ أسنمةِ الغمامِ الرائحِ
أو كالمباسمِ في الظلامِ يُضيءُ / لي منهنَّ برّاقُ الشتيتِ الواضحِ
فأبيتُ حِلْفَ مدامعٍ مُهراقةٍ / أسفاً وخِدْنَ زفيرِ شوقٍ لافحِ
أَتُرى تُبَلَّغُني الأحبةَ عِرْمِسٌ / وجناءُ تهزأُ بالنعامِ السارحِ
كالهَيْقِ بينَ نجائبٍ مزمومةٍ / قلُصٍ تَرامَى في الفلاةِ روازحِ
مِن فوقِهنَّ عِصابةٌ قد هَوَّنوا / في الحبَّ روعةَ كلَّ خَطْبٍ فادحِ
بَعُدَ الحبائبُ عنهمُ فتوَّقلُوا / أكوارَ عيسٍ كالقِسيَّ طلائحِ
تُدني مناسِمُها الديارَ وقد نأتْ / عنها فتُصبحُ وهي غيرُ نوازحِ
مِن دونِها بيداءُ طامسةُ الصُّوَى / بَهْماءُ ذاتُ أماعِزٍ وصَحاصِحِ
جاوزتُها بأيانِقٍ أدمى الوَجا / أخفافهنَّ إلى بُريقةِ سافحِ
فسقى عِراصَ الدارِ مزنٌ هامِعٌ / يبكي على ضَحِكِ البُرَيقِ اللائحِ
مُزْنٌ إذا ضَنَّ الغمامُ بمائهِ / أهدَى الِقطارَ لبانِهِ المتناوحِ
ما مرَّ ذو شَجَنٍ رمتْهُ يدُ النوى / بمفاوزٍ مِن بعدِها ومطارحِ
وأصاخَ مِن وَلَهِ الفراقِ وقد نأَى / عنه الخليطُ لباغمٍ ولصادحِ
اِلاّ تذكَّرْتُ العقيقَ وبانَه / وحنينَ تغريدِ الحمامِ النائحِ
يشدو على أغصانِ باناتِ اللَّوى / فيَهيجُ أشجانَ الغرامِ الفاضحِ
ويفيضُ دمعٌ ما تحدَّرَ غَربُهُ / اِلاّ أنافَ على الغديرِ الطافحِ
أرضٌ تبسَّمَ ثغرُها زمنَ الصَّبا / في وجهِ أيامِ الزمانِ الكالحِ
فلأوسِعَنَّ زمانَه وأوانَه / مدحاً يكِلُّ له لسانُ المادحِ
وأزفُّ مِن عُرُبِ الكلامِ عرائساً / تُجلى عليه مِن بناتِ قرائحي
يجري بهنَّ على مرادي خاطرٌ / متبدَّهٌ جريَ الجوادِ الطامحِ
يمشي اِذا ما الشَّعرُ زلَّتْ رِجلُه / فوقَ الحضيضِ على السَّماكِ الرامحِ
فيزيدُ وجداً كلَّ قلبٍ ذاهلٍ / اِنشادُهنَّ وكلَّ لبًّ طائحِ
أبارقاً شِمتَه بالغَورِ لمّاحا
أبارقاً شِمتَه بالغَورِ لمّاحا / أهدَى لقلبِكَ أشجاناً وأتراحا
بُدَّلْتَهُ بعدَما قد كنتَ مغتبطاً / بالقربِ تصحبُ راحاتٍ وأفراحا
ما أنتَ أوَّلَ مَنْ أودَى بمهجتِهِ / جِدُّ الغرامِ وخَالَ الوجدَ مزّاحا
ذقِ النميرَ الذي استعذبتَ مشربَه / جهلاً فأصبحتَ لّما غاضَ مُلتاحا
هذا دواؤكَ كم لبَّيتَ داعيَه / لمّا دعاكَ وما استرشدتَ نُصّاحا
ركِبتَ مِن وَلَهٍ بحرَ المنى غَرَراً / وطالما جمحَ المغرورُ أو طاحا
حتى أعادكَ ما تنفكُّ مِن وَلَهٍ / تسبُّ طرفاً إلى الأحبابِ طَمّاحا
تهيمُ عندَ طلوع الصبحِ مِن أَرَحٍ / يَهديهِ بَرْدُ نسيمِ الروضِ نَفّاحا
تُبدي ارتياحاً إذا استنشقتَ نفحتَه / حتى كأنَّكَ قد عاطيتَه الراحا
ما مزنةٌ بتُّ أستجدي مدامِعُها / وباتَ منها هزيمُ الغيثِ سَحّاحا
مُثْعَنْجِراً ملأَ الغيطانَ زاخِرُه / فساخَ في الأرضِ ريّاً بعدَما ساحا
أحيا نباتاً قلتْهُ السحبُ آونَةً / كأنّما ردَّ فيهِ القَطْرُ أرواحا
يوماً بأغزرَ مِن دمعي على دِمَنٍ / عَفَّى الغمامُ مغانيِهنَّ دَلاَّحا
تَهمي إذا ما ظلامُ الليلِ مدَّ على / عِطفيهِ مِن حِندسِ الظلماءِ أمساحا
واِنْ تألَّقَ برقُ المزنِ هيَّجَني / اِذا تبدَّى كنصلِ السيفِ أو لاحا
يهتزُّ بينَ سَواري السحبِ منتصباً / أغرَّ أبلجَ للسارينَ وضّاحا
أشيمُه فَيَنِدُّ الدمعُ مِن حَرَقٍ / والدمعُ ما زالَ للمشتاقِ فضّاحا
يُذكي الهديلُ غرامي عندَ وقفتِهِ / مِنَ الحنينِ على الأغصانِ صدّاحا
فأنثَني للهيبِ الشوقِ في كَبِدي / نضّاخُ دمعٍ لنارِ الشوقِ نَضّاحا
أبكي ولم أدرِ مِن حُزْنٍ ومِن وَلَهٍ / غنَّى الحمامُ على الباناتِ أو ناحا
وأسترُ الوجدَ والتَّذكارُ يَفْضَحُهُ / اِذا تنسَّمَ عَرْفُ الرَّندِ أو فاحا
يَحكي قلائدَ سلمى طيبُ هبَّتِهَ / أيامَ كنتُ لعَرْفِ الوصلِ مُمتاحا
أسري اليها قريرَ العينِ مبتسماً / وأنثني مِن رُضابِ الثغرِ مُرتاحا
اِذا ضللتُ هداني برقُ مبسمِها / حتى كأني قد استنورتُ مِصباحا
كأنَّني مِن سرورٍ نالني ثَمِلٌ / قد عُلَّ مِنْ عنبرىَّ الراحِ أقداحا
فاعتضتُ مِن بعدِه بُعداً على مَضَضٍ / والدهرُ ما زالَ منّاعاً ومنّاحا
يا منزلاً نحوَه للنجبِ مُنْعَرَجٌ / في البيدِ يذعرنَ رضراضاً وصُفّاحا
يقطعنَ أعراضَها غُلْبَ الرقابِ الى / مرمًى يُعيدُ عِتاقَ العيسِ أشباحا
خوصُ العيونِ بَراها الخَرْقُ لاغبةً / في الخُطْمِ تسري قصارَ الخطوِ أطلاحا
حياكَ منّي حَيا دمعي بمندَفِقٍ / أمسى عليكَ مُلِثُّ القَطْرِ سفّاحا
فما ترى بعدَ أن يسقيكَ وابِلُه / مِن صَّيبِ الجَوْدِ مُلتاحا ومُجتاحا
عهدي بمغناكَ تُصبيني نضارتُه / ضحيانَ منفسحَ الأرجاءِ فيّاحا
فكيفَ أبلتْ صروفُ الدهرِ جدَّتَه / وكيفَ أصبحَ روضُ اللهوِ مُنصاحا
وكيفَ أبلسَ حتى جئتُ أسألُه / فما أجابَ واِنْ اسهبتُ اِلحاحا
لا ذنبَ لِلجَلْدِ يُبدي ما يكابِدُه / من الفراقِ إذا ما ناحَ أو باحا
يا ناقِدَ الدرِ أصبتْهُ قلائدُه / وموضحَ الكلماتِ الغرَّ ايضاحا
خُذها إليكَ مِنَ الاِقواءِ سالمةً / تعيدُ بحرَ بُناةِ الشَّعرِ ضَحْضاحا
قصائدٌ تُفْحِمُ المِنطيقَ شرَّدُها / عِيّاً واِنْ كانَ جزلَ القولِ مَدّاحا
يُخَجَّلُ الأفوهَ الأودىَّ ناظِمُها / وجَرْوَلاً وجريراً والطَّرِمّاحا
اِذا تغزَّلَ ردَّ الوُرْقَ ساجعةً / واِنْ تنكَّرَ سَدَّ الأّفقَ أرماحا
أبرقٌ على المنحنى لائحُ
أبرقٌ على المنحنى لائحُ / امِ الزَّنْدُ أضرمَهُ القادِحَ
تألّقَ ليلاً ففاضَ على / تألُّقِهِ المدمعُ الفاضحُ
ولولا نوى الحيِّ عن لَعْلعٍ / لما طافَ بي غربُهُ الطافحُُ
أيا جيرةَ الخَيْفِ مذ بنتُمُ / لقد جدَّ هجرُكُم المازحُ
نأيتمْ فلي بعدَكمْ مقلةُ / أضر َّبها دمعُها السافحُ
أعللِّهُا بدنوِّ الديارِ / ومِن دونِه سَبْسَبٌ نازحُ
ولولا الغرامُ لما خَبَّ بي / الى أرضِها الأعيَسُ الرازحُ
ولا كان يَمزَعُ بي نحوَها / فسيحُ الخُطا جَرْشَعٌ قارحُ
لي اللّهُ مِن أضلُعٍ تَلْتَظي / بنارِ هوًى خطبُهُ فادحُ
اِذا هبَّتِ الرِّيحُ مِن نحوِها / يهيِّمُني عَزْفُها النافحُ
كأنَّ شذا العِقدِ مِن عَلْوةٍ / وقد نفحتْ سَحَراً فائحُ
ويُطرِبُني عندَ تغريدِه / على البانِ قُمريُّهُ النائحُ
لياليَ لا قُربُها مُعْوِزٌُ / ولا وجهُ اِحسانِها كالحُ
سقى نُوْرَ تلكَ الرُّبى / بالغَميمِ مُزْنٌ على تُربها دالحُ
وحيّا ثراهنَّ مِن أدمعي / على عهدِها وابلُ رائحُ
ديارُ نأى الغيدُ عن أرضِها / فعذرُ غرامي بها واضحُ
غدوتُ أُبكِّي رسومَ الديارِ / وقد لاحَ برقُ الحِمى اللامحُ
وما في الديارِ غداةَ / الرحيلِ إلا فتَّى لبُه طائحِ
يبكّي دياراً عفاها البِلى / دوارسَ ليس بها نابحُ
ويندُبُ أطلالَها الماثلاتِ / ومدمعُهُ فوقَها سافحُ
وقد كان يكتمُ سرَّ الهوى / فأصبحَ وَهْوَ بهِ بائحُ
ولولا الهوى ماجَرَتْ أدمعي / وقد ناحَ طائرهُ الصادحُ
ومَنْ باتَ يشكو زمانَ الهوى / فاِنّي لعصرِ الهوى مادحُ
زَمانُ صحبتُ بهِ الغانياتِ / فميزانُ عَيْشي بهِ راجحُ
لهوتُ بهنَّ وطرفُ الشبابِ / اليهنَّ بي نازعٌ جامحُ
فكم ملَّ مسراىَ فيه الظلام / يُعنِقُ بي الأجردُ السابحُ
اِذا ما ضللتُ عنِ القصدِ فيه / هداني سِماكُ الدُّجى الرامحُ
حمامٌ بأعلى الجَلْهَتَينِ ينوحُ
حمامٌ بأعلى الجَلْهَتَينِ ينوحُ / أهيمُ به شجواً ولستُ أبوحُ
يذكَّرني الأحبابَ بيني وبينهمْ / فدافدُ تتلوها مهامِهُ فيحُ
فيُقلِقُني تحتَ الدُّجُنَّةِ سجعُها / فأغدو على وجدي بهمْ وأروحُ
اِذا ما تذكَّرتُ الأحبَّةَ باللَّوى / تساقطَ دمعٌ لا يَغُبُّ سفوحُ
أفي كلَّ يومٍ لي إلى عرصاتِه / وقد فارقوه غُربةٌ ونُزوحُ
وفي كلَّ يومٍ لي على الرسمِ مدمعٌ / تَورَّدَ حتى خِيلَ فيه ذبيحُ
أحِنُّ إلى برقِ الثغورِ إذا بدا / لنا بارقٌ بالأجرَعَينِ لموحُ
ملاعبٌ أمّا منذ بانَ قطينُها / فطرفي غريقٌ بالدموعِ قريحُ
مرابعُ أبلاها الزمانُ وتربُها / يضوعُ ذكاءً نشرُه ويفوحُ
سقتْهُ شآبيبُ السحابِ فاِنْ وَنَى / سقاهُ هتونٌ للدموعِ دلوحُ
خليليَّ ما بالي أُليحُ إذا بَدَتْ / بروقٌ لنا تحتَ الظلامِ تلوحُ
يُهيَّجُني منها الوميضُ فأشتكي / غرامي وشكوى العاشقينَ فَضُوحُ
لئن طالَ عهدُ الحاجبيَّةِ باللَّوى / فما الموتُ إلا للمحبَّ مريحُ
وأصعبُ ما يُمنَى به الصبُّ في الهوى / عذولٌ على أحبابِه ونصيحُ
رويداً على مضنًى من البينِ طالما / تساوى سقيمٌ عندَه وصحيحُ
له ناظراٌ بعدَ الحبائبِ جفنُهُ / همولٌ وقلبٌ للفراقِ جريحُ
طريحٌ على الأطلالِ مِن بعدِ ما انتوتْ / بهنَّ نوًى تُنضي النِياقَ طَروحُ
فهل تُبْلِغَنَّي الربعَ وجناءُ عيهَمٌ / يُهيَّمُها رِمثٌ هناكَ وشِيجُ
تُغِضُّ إلى طَلْحِ العُذَيبِ إذا انثنى / مِنَ السيرِ عنه رازحٌ وطليحُ
وأنظرُ هاتيكَ الخيامَ كأنَّها / إذا ما بدتْ دونَ الطلوحِ طلوحُ
خياماً تُريني الحظَّ أن زرتُ أهلَها / بُعيدَ النوى فيهنَّ وهو ربيحُ
وهيهاتَ أن يسخو الزمانُ بقربهمْ / وما زالَ بالأحبابِ وهو شحيحُ
أحبَّتنَا وُدَّي كما قد علمتُمُ / سليمُ أَواخيَّ الوفاءِ صريحُ
أمينٌ إذا السُّلوانُ جاذبَ عِطفَهُ / فليس له نحوَ السُّلُوَّ جُنُوحُ
وفيٌّ متى خارتْ عزائمُ معشَرٍ / بدا في ظلامِ الغدرِ منه وُضُوحُ
وما الروضُ أبدى في الحدائقِ حليةً / تدبَّجَ غِبَّ القَطرِ فهوَ نفوحُ
سرى في نواحيها النسيمُ كأنَّهُ / لها بينَ أزهارِ الخمائلِ روحُ
بأحسنَ مرأىً منكِ يا ليلُ كلمَّا / بدا لكِ وجهٌ كالصباحِ صبيحُ
يطالِعُني منه رُواءٌ وبهجةٌ / كما طالعتْ أهلَ البسيطةِ يوحُ
فأغدو متى ما رمتُ وصفَ بديعةٍ / وقد خانني حمدٌ له ومديحُ
فيا حارِ حَدَّثني بعيشكَ ما الذي / أجرَّ لسانَ الشَّعرِ وهو فصيحُ
أمِنْ فرطِ ذاكَ الحسنِ أشفقتُ هيبةً / فأمسيتُ مِن نظمِ القريضِ أُليحُ
وما هذه الأشعارُ إلا منائحٌ / اِذا ما أردنا وصفَها وفُتُوحُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025