المجموع : 21
يَمِينُكَ في النَّوالِ وفي الكفاحِ
يَمِينُكَ في النَّوالِ وفي الكفاحِ / كَصَوْبِ المُزْنِ والقَدَرِ المُتَاحِ
إِذا صالَتْ فَكَمْ أَجَلٍ مُبَاحٍ / وإِنْ جادَتْ فَكَمْ مالٍ مُباحِ
يَلينُ لنا ويَخْشُنُ للأَعادِي / وهَذِي شِيمَةُ البِيضِ الصِّفاحِ
أُبثُّكَ يا جمالَ المُلْكِ أَّنِّي / سَكِرْتُ وما شَرِبْتُ كؤوسَ راحِ
قَطَعْتُ إِلى أَبِي الخَيرِ بْنِ جُرْجِي / مَهَامِهَ لا تَخِفُّ على الرِّياحِ
فأَنزَلَني ولكِنْ عن ذُرَاهُ / وحَيَّانِي ولكنْ بِالنُّباحِ
فلو لاقيتُ منهُ رَبَّ عِرْضٍ / تَرَكْتُ أديمَهُ دامِي الجِراحِ
ولكن نُزِّهَتْ عنه سُيوفي / هناك وأُكْبِرَتْ عنه رِماحي
ولو أَنِّي إِلى رَيَّان آوِي / لآواني فَتًى رَجْبُ النَّواحي
فإِنْ لم أَحْظَ منه بنَيْلِ رِفْدٍ / فإِنَّ البِشْرَ عُنْوَانُ السَّماحِ
ذَكر الرَّكْبَ الذي نَزَحا
ذَكر الرَّكْبَ الذي نَزَحا / فاسْتَحَمَّ الدَّمْعَ وانْتَزَحَا
وشَجَاهُ رَسْمُ عاطِلَةٍ / قَلَّدَتْها عَيْنُه وشَجَا
نَزَحَتْ عنها جآذِرُها / فَتَشَكَّى رَبْعُها البُرَحا
تيَّمَتْ قَلْبَ السَّحابِ بها / وأَراها أَدمُعاً سُفُحا
وانثنت بالنوى عاصية / نون دال من برحا
كأَثافيها حمائِمُها / أَوَ لَيْسُوا بالنَّوى صُدُحا
قال عبدُ المليك عندِي كُتْبٌ
قال عبدُ المليك عندِي كُتْبٌ / قد تَبَحَّرْتُهَا بقَدْرِ اقْتِراحي
ذاكَ بَسْطُ العَروضِ في صَنْعَةِ الشِّع / رِ وهذا تلخِيصُ ما في الصِّحاحِ
وابتدائي من سِيبَوَيْهِ وما فَتَّ / ر حتى انتهى إِلى الإِيضَاحِ
فتراجَعْتُ عنه والفِكْرُ يشْدُو / واضَياعَ الريحانِ في المُسْتَرَاح
بِرْكَةٌ بُورِكَتْ فنحنُ لَدَيْهَا
بِرْكَةٌ بُورِكَتْ فنحنُ لَدَيْهَا / نستفيدُ الغِمارَ من ضَحْضَاحِ
نَظَرَتْ في قرارِها بعيونٍ / غَازَلَتْنَا بأَسْرَعِ الالْتماحِ
تسرِق اللحظَةَ اخْتِلاسًا وتُغْضِي / نظرةَ الصَّبِّ خاف إِنكارَ لاح
قد صَفَتْ واعتلى الحَبابُ عليها / فهي سِيَّانِ مع كؤوس الرَّاحِ
يا لَها أَسْهُمٌ بواطِنُ لولا / زَرَدٌ ظاهرٌ لأَيدِي الرِّياح
أَيُّ دِرْعٍ موْضُونَةِ النِّسْجِ تمتدُّ / السَّواقِي عنها بمِثْل الصِّفاح
في جِنانٍ له حُلِيُّ العَذَارَى / وحِلاَها في مَعْطِفِ وَوِشاح
من قُدودٍ نُهودُها عِوَضُ الرُّمَّ / انِ تزهو بنُهَّدِ التفاح
ورُبًى وَرَّدَتْ خدودَ شَقيقٍ / وجَلَتْ بالحيا ثُغورَ أَقاحِي
وقِداحٍ بها افتَسمْنَا المسرَّا / تِ جَزُورًا بحَضْرَةِ الأَقداحِ
ظَفِرَ الإِغْتِباقُ منها بحَظٍّ / لم يَخِبْ عنه وافِدُ الاصْطِباحِ
ومُغَنٍّ تناولَتْ يدُهُ العو / دَ فعادَتْ لنا على الاقْتِراح
جَسَّ أَوتارَهُ فأَفْسَدَ منها / صالِحاً صار في يد الإِصْطِلاح
بَيْنَ ريحٍ من المزَامِيرِ أَسْرَى / بَيْنَ أَجسامِنا مع الأَرْواح
وصِباحٍ قَدْ عَقَّدُوا طُرُزَ اللي / لِ جَمَالاً على وُجوهِ الصَّباح
يبعث الرَّقْصُ مِنْهُمُ حركَاتٍ / سَرَقَتْ بعْضَها طِوالُ الرِّماح
هكذا هكذا وإِلا فلا لا / طُرُقُ الجدِّ غَيْرُ طُرْقِ المِزاحِ
مدحْتَ نُصَيراً على زَمرِه
مدحْتَ نُصَيراً على زَمرِه / وفي زمره يصدُقُ المادِحُ
فنازع في زَمرِه معشرٌ / وقالوا يشابهه صالحُ
فقلت لهم زَمرُه غاية / وصالِحٌ في زَمرِهِ صالحُ
تصْطَفُّ في الجَنْبَينِ أرماحُهُمْ
تصْطَفُّ في الجَنْبَينِ أرماحُهُمْ / تمطّي البازِ بريشِ الجَناحِ
هيهاتَ تعطِفُ بالملام جَموحا
هيهاتَ تعطِفُ بالملام جَموحا / وتغضّ طَرفاً من هواه طَموحا
ألِفَتْ جوارحُهُ الضّنى وجفونُه / بُعْدَ الكَرى وفؤادُه التّبريحا
يا مُهدياً نحوي الملامةَ إنما / أهديتَ نحو الجَمرِ منها الرّيحا
إن كنتَ تجهلُ ما لقيتُ فسَلْ به / جَفني القريحَ ودمعيَ المَسْفوحا
حرسَ الدهرَ بعينٍ لم تنمْ
حرسَ الدهرَ بعينٍ لم تنمْ / فهي ما تفيدُ قوماً تُصلِحُ
يبتني بالمجدِ ما يهدِمُه / ويداوي بالنّدى ما يجرحُ
أنهكَتْ أموالَه أفعالُه / كانتهاكِ الزّنْدِ إذ يقتَدَحُ
فهو لو ساءَلْتَه في نفسِه / وهيَ لا أفضلُ منها يسمَحُ
واحدٌ كالألْفِ لكنْ فاتَهُم / فهْو في الكفّةِ منهم أرجَحُ
يسّر المُبهمَ فيهم فاغتدوا / جُملةً منه علينا تشرَحُ
أجمَعَ الناسُ على تقديسه / فهو في أوّلِ ما يُفتَتَحُ
جاهلٌ ولّد فيه عالِماً / عندَه قام الدليلُ الأوضحُ
يا أحمَدُ المحمودُ في ال
يا أحمَدُ المحمودُ في ال / أفعالِ من كلِّ النواحي
قُمْ فانتهزها فرصةً / قد أمكنتْكَ بلا جِماحِ
واجلِبْ بها ما شِئْتَ من / خُلُقَيْ ثنائي وامتداحي
فلعلّ راحتَه السحا / بُ وأنت من بعضِ الرياحِ
أكوكبُ بِشرٍ من جَبينكَ لائحُ
أكوكبُ بِشرٍ من جَبينكَ لائحُ / وصيّبُ يُسْرٍ من يمينكَ سائحُ
وإلا فما ذا البرقُ والغيمُ مقشِعٌ / وهذا النّوالُ السّكْبُ والجوّ واضحُ
لقد علمَ الأقوامُ شرقاً ومغرِباً / سواءٌ قريبُ الدارِ منهم ونازح
بأنك أهلٌ للسؤالِ مهذّبُ ال / فِعالِ مُبيدٌ للنوال مُسامِحُ
فما انتسبتْ إلا إليك مفاخرٌ / ولا حسُنَتْ إلا عليك مدائحُ
لك الله ما أنداكَ والغيثُ باخِلٌ / وأبهاكَ مرأىً والوجوهُ كوالِحُ
وأوفاك عهداً والحُقوق مُضاعةٌ / وأمضاكَ عزماً والخُطوبُ فوادِحُ
رعاك الذي أرعاكَ كلَّ فضيلةٍ / تغنّتْ بها وُرْقُ القريضِ الصّوادِحُ
شددْتَ يدي بالجاهِ فهي قويّةٌ / وشدْتَ مَناري بالعطا فهو طامِحُ
وأنقذَتَني من حبسِ فقرٍ تجرّدَتْ / على عاتِقي منه رِقاقٌ صفائحُ
ولي حاجةٌ حلّتْ وضامنُ نُجْحِها / لقلبي برقٌ من مُحيّاكَ لامِحُ
دعاني إليها أني أكتسي بها / سناً عمِيَتْ منه الغوادي الرّوائحُ
وما أنا ممّنْ يرتضي الشِّعرَ مكسباً / فخاسِرُه لا شك من هو رابِحُ
ولي ماءُ وجهٍ صُنْتُه بقناعةٍ / تُجاهِدُ عنه جُهدَها وتُكافحُ
ولكن رأيتُ النّظْمَ منك فريضةً / فقامتْ به خوفَ العِتابِ القرائحُ
إذا لم يصُغْ في مُرتقى المُلكِ خاطري / مديحاً فلا ضُمّتْ عليه الجوارحُ
فعِشْ يا جمالَ المُلكِ في ظلِّ نعمةٍ / به غُصَّ ما دامت عدوٌ وكاشحُ
سنّدوها من القُدودِ رِماحا
سنّدوها من القُدودِ رِماحا / وانتضَوْها من الجُفونِ صِفاحا
يا لها حالةً من السِّلْمِ حالَتْ / فاستحالَتْ ولا كِفاحَ كِفاحا
صِحْ إذا درّتْ العيونُ دِماءً / إنّهم أثخنوا القلوبَ جِراحا
يا فؤادي وقد أُخِذْتَ أسيراً / أتقنْطَرْتَ أم وضعتَ السِّلاحا
عجباً للجفون وهيَ مِراضٌ / كيف تستأسِرُ العُقولَ الصِّحاحا
قُلْ لأعشارِكَ التي اقتسَموها / ضربوا فيكِ بالعيونِ القِداحا
آه من موقفٍ يودّ به المُغْ / رَمُ لو مات قبلَه فاستراحا
حيثُ يخشى أن ينظِمَ اللثْمُ عِقْداً / فيه أو يعقِدَ العِناقُ وِشاحا
ظو المطايا جوامحٌ لِفراقِ / تستحثّ البُكورُ فيه الرّواحا
وجناحُ النّوى يضمُّ ظِباءً / لم يخفْ في دم الأسود جُناحا
يتجنّى على المَشوقِ ذُنوباً / يجتنيها ثنائِياً وانتزاحا
إنْ أبى دمعُه يُقالُ تسلّى / أو أتى قيلَ ذاك بالسّرِّ باحا
ما على من يقولُ في الحبِّ عارٌ / قاتل الخالقُ الوجوهَ الملاحا
قرّبوا لي الجوى وكان بعيداً / منعوني الكرى وكان مُباحا
ولقد راضَني الزمانُ ذَلولاً / بعد أن كنتُ أستطيلُ الجِماحا
وتناءَتْ مطارِحُ الصّيدِ عني / فأرَتْني لولا عليُّ اطّراحا
حسنٌ جاءَ من أبي الحسنِ النّدْ / بِ فردّ الحِسانَ عندي قِباحا
جدَّ في جودِ كفّه وتناهى / فخشينا بأن يكونَ مِزاحا
وابتداني وما سألتُ نَوالاً / كنتُ لولاهُ قد نسيتُ السّماحا
جاهُهُ شفْعُ مالِه فهو وَتْرٌ / يقتضينا من حالتَيْهِ اقتراحا
فإذا ما أردْتَ كان سَحاباً / وإذا ما أردتَ كان رياحا
ركضَتْ حلبةَ المدائح كما / أن أصابت طُرْقَ الثّناءِ فِساحا
والقوافي خُرْسٌ فإن جُعِلَ الجو / دُ مَسيحاً لها أُعيدَتْ فِصاحا
كم أُديرَتْ عليه كأسُ ثناءٍ / هزّ أعطافَه إليها ارتِياحا
مغرمٌ بالعُلا يسوقُ إليها / طِرْفَ جِدٍّ لنَيلِها طمّاحا
حسْبُه بالطُروسِ روضاً أنيقاً / يجتَنيها شقائقاً وأقاحا
وكفاهُ من المعاني اللواتي / يجتَليها حِجاهُ روْحاً وراحا
شيمٌ صُوِّرَتْ من السّؤدُدِ المحْ / ضِ فجاءتْ كالماءِ عذباً قَراحا
طُبعَتْ نفسُه على الخيرِ حتى / ليس يعدو الصّلاحَ والإصلاحا
يا هِلالا نَماهُ أكملُ بدرٍ / لست ممّنْ أخشى عليه الصّباحا
من أبي القاسم اقتسَمْتَ صِفاتٍ / زِدْتَ أوضاحَها لنا إيضاحا
مثلَ ما يُنظمُ الحليُّ على الغي / دِ وإن كُنّ كالصّباحِ صِباحا
زمني عندكم حديقةُ عزٍّ / تقتضيني تنزّهاً وانفِساحا
فأنا أقطعُ الزمانَ اغتباقاً / تحت أفنانِ دوحِها واصطِباحا
فرجٌ يا بني أبي الفرجِ اقتدْ / نَ إليّ السرورَ والأفراحا
قد تقضّى الصيامُ عنك حَميداً / شاكراً منك عفّةً وصلاحا
وأتى الفِطرُ سافراً عن مُحيّا / كاد يحكي جَبينكَ الوضّاحا
فتهنّأ به فقد صحّ لمّا / أن رأينا هِلالَ وجهِكَ لاحا
خُلقَ الإنسانُ من حَمأٍ
خُلقَ الإنسانُ من حَمأٍ / فإذا حرّكتَهُ نفَحا
وبعيدٌ أن ترى أحداً / بعد أصلِ فاسدٍ صلُحا
والفتى لولا تأدّبُه / كان منسيّاً ومطّرَحا
وزمانٍ ساقَ لي مِحَناً / ظنّها الأقوامُ بي منَحا
زعموا أني انخفَضْتُ به / وهو وزنُ الفضلِ قد رجَحا
وصديقٍ بتّ أُلبِسُه / عندما يهجوني المِدَحا
إن رأى المكروهَ يقصدُني / هزّ عِطفَيْهِ له فرَحا
ويكَ إن الحُرّ يُقنِعُهُ / من طفيفِ الرّزْقِ ما سنَحا
لا أحب النّخْلَ ذا سعَفٍ / قد حَماني شوكُه البلَحا
لم يُطِقْ هواهُ فَباحا
لم يُطِقْ هواهُ فَباحا / عندما رام الخليطَ ورواحا
قصدوا بالبينِ قتلَ المعنّى / وهْو لو ذاقَ الحِمامَ استراحا
حجبوا عنه التصبّر لما / حجبوا عنه المَهاةَ الرّداحا
لكِ يا أرضَ الحِمى في فؤادي / سرُّ حُبٍّ لا يُطيقُ انتِزاحا
كلما أبصرْتُ تلك المغاني / صِحْتُ من فرطِ الهوى لا بِراحا
ملَكَتْ رقّي لواحظُ ريم / سكنَ القلبَ وعافَ البِطاحا
وعجيبٌ من جفونٍ مِراضٍ / كيف تصطادُ العقولَ الصِّحاحا
ما رأينا قبل فتكِ الغواني ال / فاتراتِ الطّرْفِ فتْكاً مُباحا
إنما العيشُ ارتشافُ مُدامٍ / راضَها المزْجُ فزادَتْ جِماحا
فاسقِنيها يا نَديمي اغتِباقاً / واسقِنيها يا نديمي اصْطِباحا
عانسٌ بكرٌ وقد قلَدوها / حين درَتْ من حَبابٍ وشاحا
ما بدَتْ في الليلِ إلا وأبدَتْ / لك من قبلِ الصّباحِ صَباحا
زارَني طيفُ الخيالِ مُحبّاً / وغُرابُ الليلِ سد الجناحا
أي زَوْرٍ لو سَعى لي قصداً / لشَفى منّي السَّقامَ المُتاحا
قطف اللحظُ من الخدّ ورداً / ومن الثّغْرِ المصونِ أقاحا
وأمونٍ لا تشكّى كِلالاً / كلّما سارتْ تفوتُ الرياحا
قال لي صَحْبي لمّا سَما لي / إنّ في سيرِ المطيّ النّجاحا
حُثّها نحو النفيسِ المفدّى / واطّرِحْ كلَّ الأنامِ اطّراحا
علَماً أصبح كالطودِ حِلماً / والسّحابِ المُمطراتِ سَماحا
روضُ فضلِ من أتاه اجتَناهُ / بحرُ جودٍ من أتاهُ استَماحا
لم أُمِلْ فكري الى من سِواهُ / وطِلابُ الجِدِّ يُنسي المِزاحا
أوحدٌ يهتزّ عند العطايا / للعطايا فرَحاً وارتياحا
سِرْ إليه تلقَ عِرْضاً مَصوناً / حينَ تلقاهُ ومالاً مُباحا
أيها الغيثُ الذي فاضَ جوداً / فسقى أعلى الرُبى والبِطاحا
زعم الواشي افتِراء ومَيْناً / أنني آثرْتُ منكم بِراحا
لا وما أبدعْتَه من أيادٍ / تركَتْ خُرْسَ الرّجالِ فِصاحا
أيَعافُ الروضُ وبلاً وتأبى / كبدُ الظّمآنِ ماءً قَراحا
كأنما الرعدُ والسحابُ وقد
كأنما الرعدُ والسحابُ وقد / جدّ هُبوباً والبرقُ إذ لاحا
ثلاثةٌ من عدوّهمْ نفَروا / إليهُم قد غدا وقد راحا
فسلَّ هذا سيفاً له وبكى / هذا وهذا من خيفةٍ صاحا
عارضَ الصّفْحُ في يديكَ الصِّفاحا
عارضَ الصّفْحُ في يديكَ الصِّفاحا / ورأى اليأسُ أن يطيعَ السّماحا
فرفعْتَ الجناحَ عن جارِمِ الذّنْ / بِ بعفوٍ خفضَتْ منه الجَناحا
ووضعْتَ السّلاحَ حين أراك ال / حزْمُ والرأيُ أن وضعتَ السلاحا
وجنوحُ الإسلام للسِّلْمِ أولى / بأخي الحزْمِ ما كفاه الكِفاحا
أي ثغرٍ سَما إليه أبو الفتْ / حِ فلم يبْتَدِرْ إليه افتتاحا
وهو الباعثُ الكتائبَ لا تُخ / لي بِراحا وإن دعَتْ لا بِراحا
يدعُ المسرَحَ المُباحَ مَصوناً / ويرى المعقِلَ المصونَ مُباحا
بخُيولٍ طارتْ بأجنحةِ النّصْ / رِ فراحتْ تُباري الرِّياحا
وكُماةٍ غُرٍّ قد اقتَطَعوا الليْ / لَ وساقوهُ في العجاجِ صَباحا
ورماحٍ تجني فتُجْنيك في الحر / بِ شقيقاً ما كان قبلَ أقاحا
وظُبى تلقَحُ التّرائبَ مهما / ألقَحَتْ بالضِّرابِ حيّاً لَقاحا
شاركَتْ شيرِكوَه في النفسِ والما / لِ وصاحتْ به فِصاحاً فَصاحا
طلبَ الأمنُ فاستُجيبَ وما يعْ / رِفُ منك الطِّلابَ إلا النجاحا
جِدُّ عفوٍ أتاهُ لو كان في النوْ / مِ رآه ما قال إلا مزاحا
ورأى شِرْعةَ السّماحِ لديكم / غيرَ محجوبةِ النّدى فاسْتماحا
جاءَ شاكي السِّلاحِ حرباً فأضحى / شاكياً واغتدى لكم مدّاحا
فليُطِلْ بعدَها الفَخارَ فقد را / حَ طليقاً لبعضِكُم حيثُ راحا
بعد ما ضيّق الحِمامُ عليه / سُبُلا غُودرَتْ إليه فِساحا
وأقامتهُ حائراً لا يُحقُّ ال / وهْدَ وهداً ولا البِطاحَ بِطاحا
يحسَبُ الليلَ قسْطَلاً ويظنّ ال / بَرْقَ والشُهْبَ أنصُلاً ورِماحا
ويودّ النهارَ لو كان ليلاً / لا بَرى في ظلامِه مِصباحا
إذ أقامتْهُ كالجَزورِ كُماةٌ / ضربَتْ بالظُّبى عليه القِداحا
وأبوكَ الذي الخيلُ عنه / أنَفاً في اتّباعه واطِّراحا
وتولى أمرَ الرعيّةِ حتى / راضَ منهم بالثّغْرِ ذاك الجِماحا
غرّهُم حلمُه فحلّوا بخَلقا / ءَ وأخلِقْ بها له أن تُباحا
نظَموا فوقَها الكواكبَ عِقداً / وأداروا بها الرِّماحَ وشاحا
وفسادُ البَنين عُرّةُ جهلٍ / لا يَزيدُ الآباءَ إلا صَلاحا
كفّ عنهم كفّ الرّدى بعدما غنّى / عليهم طيرُ الحِمامِ وناحا
بُكراً ينهبُ الجُسومَ بُكورا / ورواحاً يُهدي له الأرواحا
يا معلَّ الظُبى البواتِرِ ضَرْباً / ترك المجدَ والمَعالي صِحاحا
والذي ما ادّعى الكمالَ سِواهُ / قطّ إلا أبان فيه افتضاحا
فيك للهِ والخليفةِ سرٌّ / أوضَحاهُ لمُبْصرٍ إيضاحا
ذاك أعطاكَ آيةَ النّصْر تصْري / حاً وهذا اصطفاكَ مَلْكاً صُراحا
ليقِفْ دونَك المُلوكُ فما تبْ / لُغُ في الرُتبةِ الصّريحِ الصراحا
أنت أمضى حزْماً أريباً لدى الرّوْ / عِ وأهْدى رأياً به جَحْجاحا
وإليكَ امتطيْتُ غاربَ عزمٍ / قلتُ إذا حطّ في ذَراك استراحا
حامِلاً روضةً من الشّعْرِ ما تُن / بِتُ إلا الثناءَ والإمداحا
يقطعُ السامعُ الزمانَ اغتِباقاً / تحت أفياءِ دوحِها واصطباحا
غير أني إذا اقترحتُ فحَسبي / وطني بعد ذا المُقامِ اقتراحا
فاستَمعْها تودِّعُ الروض نَضراً / أرجاً والنّدى زُلالا قَراحا
والمليكُ الذي تحارُ المعاني / في معاليهِ يُكثِر الأرباحا
حمِدَ السُرى من كُنتَ وجه صباحِه
حمِدَ السُرى من كُنتَ وجه صباحِه / من بعدِ ذمِّ غُدوّه ورواحِه
ورأى النجاحَ مؤمِّلٌ ألحقْتَهُ / من حُسنِ رأيك فيه ظلّ جناحِه
واقتادَ شاردَ حظّه ذو همّةٍ / راضَتْ بقصدِ ذَراك صعبَ جِماحِه
وأما وعزمِك وهو أنهضُ فاتِكٍ / لقد انْبَرى والصّفْحُ تِلْوَ صِفاحِه
وبديعِ مدحِك وهو أنفَقُ متجرٍ / لقدِ اغْتدى والعزّ من أرباحه
فالدّهرُ بين فِرندِه وفريدِه / متقلّدٌ بنِجادِه ووشاحِه
بأسٌ تورّد في خدودِ شقيقهِ / وندًى تبسّم عن ثُغورِ أقاحه
وشمائلٌ للمُلْكِ حيثُ شُمولها / لا زال يكرَعُ راحَها من راحِه
والكاملُ المسعود من سعدٍ لها / بدرٌ جَلا الإمساءَ عن إصباحه
بمناقبٍ سمَتْ النجومُ لنبْلِها / فاستخدمَتْها في رؤوس رِماحه
ومواهبٍ عانى السّحابُ معينَها / فاستغرَقَتْهُ في بحورِ سماحه
وكتائبٍ خطبَ الزمانُ خطوبها / فرمَتْ جوارحَه بفتْكِ جراحِه
وأغرّ مشحوذِ الغِرارِ تألُّقاً / وتألُّفاً في سِلْمِه وكِفاحه
ممنوعِ أطرافِ الفِناءِ مصونِه / ممنوع أوساطِ العطاءِ مُباحِه
وفتى النوالِ لسائلٍ غطريفَه / كهل الحجى لمسائلٍ جَحْجاحه
فلمُبْهَمٍ ما رقّ من إيضاحِه / ولأدْهَمٍ ما راقَ من أوضاحه
هذا وكم من مأزِقِ في مأزقٍ / ناجاهُ بالإفسادِ في إصلاحه
واعتز منهُ بعارضِ إعراضه / عنه جنى سحّ النَّكالِ بِساحه
فرَماه بالسّهْمِ المُعلّى سهمُه / في قدْحِه نارَ الوغى وقِداحِه
وأعاد عودَ الدّين لدْناً بعدما / عبثَتْ بعِطفَيهِ سَمومُ رِياحه
وأرى عيونَ المُلكِ صورةَ سَورةٍ / نقلتْ مآتمه الى أفراحِه
بابٌ أبو الفتح استجاشَ لفتحِه / بشجاعةٍ فأبانَ عن مفتاحِه
ملكان بل ملَكانِ بل فلَكان في اس / تِغلاقِ مُلكِ الأرضِ واستِفتاحه
مَسحا البلادَ بعدْلِ سيرٍ ودِّ لو / عادَ المسيحُ فعاد في أمْساحه
وتقدّما بالجيشِ يُلهِبُ عزمُه / نيرانِها تُذكى بماءِ سِلاحه
كالعارضِ اضطرَمَت لواقحُ برقِه / في مستهلِّ الويلِ من نضّاحِه
كم أنشرَا مستَرْهناً بضريحِه / واستَنزَلا مستَعصِماً بصِراحه
بالمنشآتِ تَسيرُ فوق عِبابه / والمُقرَباتِ تسيلُ بين بِطاحه
من كلِّ طائرةٍ تشفُّ فتغتدي / في اليمّ ظاميةً بعبِّ قَراحه
غِربانُ بل عِقبانُ نصرٍ فوقَها / خفقَتْ قوادمُ من جَناح نَجاحه
أو كُلّ ملتهِبِ الإهابِ تخالهُ / نَشوانُ خَمرةُ لونِه لمِراحه
وكأنه والنّقعُ عنه سافِرٌ / داجي دُخانٍ شقّ عن مصباحه
يا آل شاورَ أنتمُ دون الورى / للمُلكِ كالأرواحِ في أشباحه
والمُلكُ لولا غيثكُم أو غوثكم / لم يعترِفْ بدمائه وفساحه
فيكم سَرى الإخصابُ في أجدابِه / وبكم سَطا الأفراحُ في أتراحه
والى معاليكُم إشارةُ خُرْسِه / والى أياديكُم ثناء فِصاحه
والمِسْكُ فيه طِيبُه لكنه / يحتاجُ عوناً من يديْ جرّاحه
أربيعةُ الحالي مقلِّدَ هضبِه / ونسيمَه العالي شَذا أرواحه
لم لا يكون الشكْرُ عندك مُنتِجاً / ويداكَ قد قاما بأمرِ لقاحه
فأصِخْ لتسمعَ منه كلَّ محبَّرٍ / يَلقى حُبوراً منك في استِملاحِه
سيّاحِه سبّاحِه وضّاحه / سحّاحه سجّاحِه فوّاحه
كالأثْرِ مسُّ صِفاحه والروح بي / ن رياحِه والدّرِّ فوق نِصاحه
ممن رَماه إليك سعدُ جدوده / فاستقبلِ الإقبالَ في استنجاحه
ورآكَ في ذا الدّهرِ معنى جِدّه / وسواك معنى هولِه ومِزاحه
فاسْلَمْ وسلِّمْه لتبلُغَ غاية ال / مَنثورِ والمنظومِ من أمداحه
سرتْ وجَبينُ الجوّ بالطلّ يرشَحُ
سرتْ وجَبينُ الجوّ بالطلّ يرشَحُ / وثوبُ الغوادي بالبروق موشّحُ
فقابلتُ من أسماطِها الزّهْر يُجتَلى / وقبّلتُ من أمراطِها الزّهر ينفَحُ
بحيث الرُبى تخضلُّ والدّوحُ ينثني / ودمعُ الحَيا ينهلُّ والطيرُ يصدحُ
وفي طيّ أبرادِ النّسيم خميلةٌ / بأعطافِها نَوْرُ المُنى يتفتّحُ
تضاحَك في مَسْرى العواطِف عارِضاً / مدامعهُ في وجْنَةِ الروضِ تسفَح
وتوري به كفَّ الصَّبا زَند بارِقِ / شرارَتُه في فحْمةِ الليلِ تقدَحُ
تفرّسَ منه البدرُ في متنٍ أشقر / يُلاعبُ عِطفَيْهِ النّسيمُ فيرْمَح
على حين أوراقُ الصِّبا الغضِّ نضرةٌ / ووُرْقُ التصابي بالصّبابةِ تُفصِحُ
أشاقَك برقٌ بالدُجنّة لائحُ
أشاقَك برقٌ بالدُجنّة لائحُ / فقلبُك متبولٌ ودمعُك سافِحُ
ألاحَ فجِلبابُ الظّلامِ ممزّقٌ / كما مزّق النّقْعَ المُثارَ الصّفائح
أما وامتطاء العيسِ تُعنِقُ في البُرى / غوادٍ كما شاء السُرى وروائحُ
لقد ذكرَتْنا عهد ظَمياءَ باللِّوى / حمائمُ أيك في ذراهُ صوادِحُ
ودون ظِباء الحيّ بيضٌ صوارمٌ / وعسّالةٌ سُمْرٌ وجُرْدٌ سوابِح
وبيداء لا بيضُ النّسورِ بجوّها / بَوادٍ ولا حُمْرُ الذئابِ سوانِح
وقد كان ينأى بالبخيلةِ بُخلُها / فكيف وهذا بينَنا والكواشِحُ
ذكرْتُكُم والجوّ قد شبّ ناره / علينا ووجهُ الأرضِ أسود كالح
على أولَق يَطوي المراحلَ طاوياً / ويسري وأفواجُ الرّياح طلائح
فأنّ لتذكار الأحبّة مغرمٌ / وحنّ الى قُربِ المواطِن نازِح
ولم يستَطع كتْم الجوى ذو صبابة / له فيضُ دمعٍ بالتباريحِ بائحُ
هل الحبُّ إلا عبرَةٌ مستهلةٌ / ونار جوًى يُطوى عليها الجوانح
وأهيفَ أما من سويداء خاطري / فدانٍ وأما عن جنابي فجامح
إذا عنّ يرنو كالغزالِ فنابِلٌ / وإن ماسَ يزهو كالقضيبِ فرامِحُ
لئن كان ما يحويه منه وشاحُه / خفيفاً فما تحوي المآزر راجح
يَتيهُ بذِكراه النّسيب وتزدهي / بسَيدنا الحبر الإمام المدائحُ
إذا مدّ ممتنّاً عليك جناحَهُ / فنادِ صُروفَ الدّهرِ هل من يكافح
له هشّةٌ كالروضِ والروضُ مونِقٌ / الى حنكة كالطّودِ والطّودُ طامحُ
هو البدرُ إلا أنه زاد ضوؤه / فلم تنتقص منه الغوادي الروائح
هو البحرُ إلا أن جودَ يمينِه / لوارِده عذْبٌ وذلك مالح
هو الغيثُ إلا أنه كلما هَمى / تفيضُ بجَدواهُ الرُبى والأباطحُ
لك الله ما أنداك والغيثُ باخلٌ / وأمضاكَ عزْماً والخطوبُ فوادح
وأوفاك عهداً والحُقوقُ مُضاعةٌ / وأبهاكَ مرأى والوجوهُ كوالِح
أكوكبُ بِشرٍ من جَبينك لائحُ / وصبّ يُسرٍ من يمينك سافح
وإلا فما ذا البرقُ والغيم مقشعٌ / وما ذا النوال السكب والجو واضح
لقد علم الأعداءُ شرقاً ومغرباً / سواء قريبُ الدار منهم ونازح
لأنك أهلٌ للسؤال مهذب ال / فعال مبيدٌ للنوال مسامح
وللجود معنًى عند غيرك مبهم / وليس له إلا يمينك شارح
أحافظ أخبار النبي ومن له / بحار من العلم المصون طوافح
تهنّ بعيد النحر وابق مسَلما / وعرضِك موفور وسعيك رابح
أودَعْتُ نسجَ المِلَحِ
أودَعْتُ نسجَ المِلَحِ / ما شئتُه من مُلَحِ
فأُثْبِتَتْ خلالَهُ / محاسنٌ ما تنمحى
دارتْ به مُدامةٌ / قد أودِعَتْ في قدَحِ
للهِ من مُغتَبِقٍ / فيها ومن مُصطَبِحِ
انْعَرَ يا ابنَ فاتحٍ / وهو نعيرُ الفرَحِ
أيجورُ الزمانُ يا ثِقةَ المُلْ
أيجورُ الزمانُ يا ثِقةَ المُلْ / كِ وأنت الكفيلُ لي بالنجاحِ
أنا شاكي السَماحِ شكوى قتيلٍ / بيد البُخْلِ وهو شاكي السِلاحِ
ومن الغُبْنِ أن تكونَ على القُرْ / بِ كأنا في حالةِ الإنتِزاحِ
لو تصرفتُ كان صرفُ عِناني / في غدوّي إليك أو في الرواحِ
ليس للطائرِ المحلِّق بالوك / رِ مقامٌ لولا قتالُ الجُناحِ
وحديثٌ يجرّه أنّ من كا / نَ مريضاً لا يختشي من جُناحِ
ثلَمَتْني الخدودُ إذ رُمتُ لثماً / وخفَتْ راحتي كؤوسُ الرّاحِ
واستطالا عليّ بالهَجْر حتّى / لم أجِدْ ناصراً سوى التُفاحِ
وإذا جُدْتَ لي به فكأنْ قد / جُدْتَ بالراحِ والخُدودِ الملاحِ
كم خدودٍ لم تُعترف بنَقابٍ / ومُدامٍ لم تَدْرِ بالأقْداحِ