القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : علي الجارم الكل
المجموع : 6
سارِي الْهَواءِ مَلَكْتَ أَيَّ جَناحِ
سارِي الْهَواءِ مَلَكْتَ أَيَّ جَناحِ / وحَلَلْتَ أيَّ مَشارِفٍ وَبِطاحِ
وبِأَيِّ ناحِيَةٍ أَقَمْتَ فإِنَّني / أَلْقاكَ بَيْنَ تَوثُّبٍ وجمِاحِ
في كُلِّ مَغْدىً مِنْ ذُيُولِكَ مَسحَبٌ / وخُطاكَ ماثِلَةٌ بِكُلِّ مَراحِ
تَجْرِي فَتَنْتَظِمُ الْمَدَائِنَ والْقُرَى / وتَفُوتُهُنَّ إلى مَدىً فَيَّاحِ
لا الْبَرْقُ يَسْرِي حَيْث سِرْتَ ولا رَمَى / نَسْرٌ إِلى ما رُمْتَهُ بِجنَاحِ
يَكْبُو الظَلِيمُ وأَيْنَ مِنْكَ عِداؤُهُ / ويَكِلُّ جُهْدُ الأَجْرَدِ السَبّاحِ
تَمْضِي فلا تَقِف الْعَوَائِقُ حائِلاً / وتَمُرُّ بَيْنَ الصَلْدِ والصُّفّاحِ
دانٍ وما عَلقَتْ بِشَخْصِكَ أَعْيُنٌ / يَوْماً ولا مُسَّتْ يَداكَ بِراحِ
تَتَمايَلُ الأشْباحُ إنْ تَخْطِرْ بها / ومِنَ السُرورِ تَمايُلُ الأَشْباحِ
وتَهُزُّ أَدْواحَ الرياضِ فَتَنْثَنِي / شَوْقاً إِلَيْكَ بَواسِقُ الأَدْواحِ
لَوْلاكَ ما صَبَّ الْغَمامُ عُيْونَهُ / تَسْقِيِ الْبِطاحَ بِوابِلٍ سَحَّاحِ
لَوْلاكَ ما زَهَتِ الربَا بِمُرَقَّشٍ / مِنْ نَسْجِ مَنْثُورٍ وَوَشِي أقاحِي
قَدَحُ الْحَيَاةِ وَأَنْتَ أَغْلَى مَشْرَباً / مِنْ صَفْوَةِ الْمَاذِيِّ في الأَقْدَاحِ
سِرْ يا هَواءُ فَأنْتَ أَوْطَأُ مَرْكَبٍ / واهْتِفْ بِصَوْتِ الطَائِرِ الصَدَّاحِ
واحْرِصْ عَلَى سِحْرِ الْبَيانِ وَوَحْيِهِ / وَارْفُقْ بآيٍ في الْقَرِيض فِصاحِ
جَمَعَتْ مِنَ الزَهْرِ النَديِّ قَوافِياً / تَسْبِي النهَى بِعَبِيرِها الْفَوّاحِ
دُرَرٌ صِحاحٌ لَوْ تُقاسُ بِشِبْهِهَا / لَبَدَتْ دَرارِي اللَّيْلِ غَيْرَ صِحاحِ
ما السَيْفُ في كَفِّ الْمُفَزَّعِ قَلْبُهُ / كالسَيْفِ في كَفِّ الفَتَى الْجَحْجَاحِ
الشعْرُ مِنْ سِرِّ السَماءِ فَهمْسُهُ / وَحْيُ النُفُوسِ وَرَاحَةُ الأَرَْاحِ
كَمُلَتْ صِفَاتُ الراحِ في نَشَوَاتِهِ / وَنَجا فَلَمْ يُوصَمْ بإِثْمِ الراحِ
سِرْ يا قَرِيضُ إِلَى الْعُرُوبَةِ مُسْرِعاً / وَانْزِلْ بآفاقٍ بِها ونَواحِي
وَامْزُجْ بمِسْكِيِّ الأَثِيرِ تَحيَّةً / لِعَشائِرٍ شُمِّ الأُنُوفِ سِماحِ
شَحُّوا بِأَنْ تَلِدَ الْمَكارِمُ غَيْرَهُمْ / وَهُمُ عَلَى النَّجَداتِ غَيْرُ شِحاحِ
جَعَلُوا مِنَ الْفُصْحَى وَمِنْ آياتِها / نَسَباً مُضِيئاً كالنهارِ الضاحِي
الضادُ تَجْمَعُهُمْ وَتَرْأَبُ صَدْعَهُمْ / سِيَّانِ في الأَفْراحِ وَالأَتْرَاحِ
دارَ الإِذاعَةِ لا تَمَليِّ إنَّني / أَطْلَقْتُ لِلأَمَل الْبَعيدِ سَراحِي
حُبُّ الْعُروبَةِ قَدْ جَرَى بِمفَاصِلي / بالرَّغْمِ مِنْ هَذِرِ الْحَدِيثِ مُلاَحي
دارَ الإِذاعَةِ أَنْتِ بِنْتُ ثَلاثَةٍ / مَرَّتْ كَوَمْضِ الْبَارِقِ اللَّمَّاحِ
كَمْ فِيكِ لِلْقُرآنِ رَنَّةُ قارِىءٍ / تَحْلُو لَدَى الإِمْسَاءِ والإِصْبَاحِ
كَشَفَتْ عَنِ النفْسِ الْمَلُولِ حِجابَها / فَتَوَجَّهَتْ لِلْخَالِقِ الْفَتَّاحِ
الدِينُ سَلْوَى النفْسِ في آلامِها / وطَبيبُها مِنْ أَدْمُع وَجِراحِ
أوْدَعْتُه حُزْني فَلَمْ تَعْبَثْ بِهِ / شكْوَى ولا صَدَع الدجَى بِنُواحِ
دارَ الإِذاعَةِ كَمْ نَشَرْتِ ثَقافَةً / جَلَّتْ مَآثِرُها عَنِ الإِفْصَاحِ
كمْ جازَ صَوْتُك مِنْ بِحارٍ سُجِّرَتْ / وَفَدافِدٍ شُعْثِ الْفِجاجِ فِساحِ
أَصْبَحْتِ أُسْتاذَ الشُعُوبِ وَكافَحَتْ / نَجْواكِ جَيْشَ الْجَهْلِ أَيَّ كِفاحِ
وَمَلأْتِ بِالْعِلْمِ الْبِلادَ فَنُورُهُ / في كُلِّ مُنْعَطَفٍ وَبُهْرَةِ ساحِ
تَتَلَقَّفُ الدنْيَا حديثَكِ مِثْلَمَا / يَتَلَقَّفُ الأَبْرارُ وَحْيَ الْوَاحِي
دَارَ الإِذاعَةِ أَنْتِ أَمْرَحُ أَيْكَةٍ / صَدَحَتْ فكانَتْ أيْكَةَ الأَفْراحِ
صاحَتْ بَلابِلُكِ الْحِسانُ فَأَخْمَلتْ / في الْجَوِّ صَوْتَ البُلْبُلِ الصَيَّاحِ
مِنْ كُلِّ شادِيَةٍ كَأَنَّ حَنِينَها / هَمْسُ الْمُنَى لِلْيائِسِ الْكَدَّاحِ
اللَّيْلُ إِنْ نادَتْهُ ماسَ بِعِطْفِهِ / فَتَراهُ بَيْنَ الْمُنْتَشي والصَاحِي
كَمْ فِيك مِْ لَهْوٍ بهِ رِيُّ النهَى / وفُكاهَةٍ مَحبُوبَةٍ ومُزاحِ
النفْسُ تَسْأَمُ إِنْ تَطاوَلَ جِدُّها / فَأكْشِفْ سَآمَةَ جِدِّهَا بِمُباحِ
زُمَرَ الشَبابِ وَلي مَلامَةُ ناصِحٍ / لَوْ تَسْمَعُونَ نَصِيحَةِ النصاحِ
بِالْعِلْمِ مَرْكُونِي تَسَلَّقَ لِلْعُلا / وَبعَزْمَةِ الْوَثّابَةِ الطمّاحِ
رَجُلٌ عِصامِيُّ الأَرُومَةِ لَمْ يَنَلْ / مَجْداً بِآمُونٍ ولا بِفتاحِ
تَتَطَلعُ الدنْيا إِلَيْهِ وتَمْتَطِي / ذِكْرَى مَآثِرِهِ مُتُونَ رِياحِ
إِنَّ التفاخُرَ بِالْقَدِيمِ تَعِلَّةٌ / وَالْجَهْلُ لِلْمَجْدِ الْمُؤَثَّلِ ماحي
والْعِلْمُ مِصْباحُ الْحَياةِ فَنَقِّبُوا / مِنْ قَبْلِ أَنْ تَثِبُوا عَنِ الْمِصْباحِ
بَلَى السِلاحُ مَعَ الْقَدِيمِ وَعَهْدِهِ / والآنَ صارَ الْعِلْمُ خَيْرَ سِلاحِ
الْيَوْمَ فِكْرَةُ عالِمٍ في مَصْنَعٍ / تُغْنِي عَنِ الأَسْيافِ والأَرْماحِ
وَتَصُدُّ كُلَّ كَتِيبَةٍ مَوَّارَةٍ / خَضْرَاءَ تَقْذِفُ بِالْكُماةِ رَدَاحِ
أَمْضُوا الْجُهُودَ وأخْلِصُوا لِبلادِكُمْ / في الْجَهْدِ والإِخْلاص كلُّ نَجاحِ
لاَ يُرْتَجَى مِنْ أُمَّةٍ مَفْتُونَةٍ / بِاللَّهْوِ والتسْوِيفِ أَيُّ فَلاحِ
خُوضُوا الصعابَ ولا تَملُّوا إنَّما / نَيْلُ الْمُنَى بالصبْرِ والإِلْحاحِ
قَدْ يُنْجِدُ اللُّجُّ الْغَرِيقَ بِقَذْفِهِ / حَيَّا فَيَلْقَى الْمَوْتَ في الضَحْضَاحِ
الْعَهْدُ مِثْلكُمُ جَدِيدٌ مُشْرِقٌ / فَهَلُمَّ لِلإِنْتاجِ والإِصْلاحِ
وَمَلِيكُكُمْ مَثَلُ الشبابِ مُجّمَّلٌ / بِخلائِقٍ غُرِّ الْوُجُوهِ صِباحِ
يَتَفاءَلُ النيلُ الْوَفِيُّ بِعَهْدِهِ / وَبِيُمْنِ طَلْعَةِ وَجْهِهِ الْوَضّاحِ
سارَتْ مَحَامِدُهُ وسارَتْ خَلْفَها / تَشْدُو بِسابِغِ فَضْلِهِ أَمْداحِي
بَسَمَتْ تتيهُ مُدلّةً بصباحها
بَسَمَتْ تتيهُ مُدلّةً بصباحها / زَهراءُ يَعْبثُ عِقدُها بوِشاحِهَا
نَهَبتْ من المسك الفتيقِ سَواده / فأغار موتوراً على أنفاحِها
وتزينت بحلىَ الكواكبِ مثلَمَا / تَتَزيّنُ الحسناءُ في أفراحها
أرخى غدائرَها الحياءُ كأنها / عَذراءُ تخلِطُ لينها بجِماحها
هي ليلةٌ مزجَ السرورُ صباحَها / بمسائِها ومساءها بصباحها
نور الملائكِ من سَنِيِّ ضيائِها / وشذى جنانِ الخُلدِ من أرواحِها
نَشَرتْ جَناحَ السلم يخفِقُ بالمُنى / فارتاحت الدنيا لخفْقِ جَناحها
ومضى بها شَبَحُ الخُطوب مُفرَّعاً / ولكَمْ لقِينا الويلَ من أشباحها
فُتِنَتْ بصفحتها القلوبُ فهَلْ رأتْ / في لونِ صفحتها عيونَ مِلاحها
لو أنَّها عادتْ فكانتْ رَوْضَةً / لتَغَنَّتِ الدنيا على أدْواحها
هي ليلةُ الفاروقِ تتلو مجدَهُ / والدهرُ والأيامُ من ألواحها
قد أسفرتْ عن صُبْحِ يومٍ باسمٍ / برّاق سافرةِ المُنَى لمَاحها
يومٌ على مصرٍ أغَرُّ مُحجلٌ / لمستْ به الأملَ البعيدَ براجِهَا
مدّت له الأيامُ فَضْلَ عِنانِها / من بعد طول نفارها وشياحها
وسما بها الفاروقُ نحو مطامحٍ / جاز الشبابُ بها مدى أطماحها
غُصنٌ من المجدِ النضيرِ بدوحةٍ / كم أصْغتِ الدنيا إلى أصْداحها
إن أشكلت دُهْمُ الأمورِ وأغلقتْ / أبوابَها فسلوه عن مِفتاحها
تُبْنَى الممالكُ والبطولَةُ أُسَّها / وعزائمُ الأحرار من صُفَّاحها
والمجدُ أنْ تَرِدَ الصعابَ بهمةٍ / شُمُّ الرواسي عِندَها كبِطاحها
تُلقى على الأحْداثِ من بَسَماتِها / ما يُذهِلُ الأحداثَ عن إلحاحها
وَلرُبَّ نفسٍ ضَمَّها صدرُ الفتَى / ويضيقُ صدرُ الأرضِ عن فيَّاحها
شَرَتِ المكارمَ حُلوةً بجهادها / مُرا فكان الحمدُ من أرباحها
والناس أشباهٌ ولكنَّ العُلاَ / عَرَفَتْ فتى العزماتِ من مزَّاحها
فاروقُ أنت فتى العُروبةِ وابنُها / وبشيرُ وحْدتِها وزَندُ كِفاحها
جَمَّعتَ فُرقتها فأضحتْ أمّةً / أقوى وأصْلَبَ من حديد رماحها
بَسمَتْ لها الدنيا وأشرقَ وجهُها / من بعدِ ما عَبَستْ لطولِ نُواحها
وشفى الزمانُ جِراحَها ولطالما / ضاق الزمانُ وطِبّهُ بجراحها
وتوحّدت راياتُها في رايةٍ / تُزْهَى الرياحُ بعُجبها ومِراجِهَا
أممٌ لها خُلْقُ السماحِ سَجيَّةٌ / ودماؤها في الحرب رَمزُ سَماحها
في جَبهة التاريخ منها أسْطُرٌ / كَتَبَ الإِباءُ حروفَها بسلاحِها
آياتُ مجدٍ مُشرِقاتٌ فاسألوا / عَمْرواً وسيفَ اللّه عن أوْضاحها
نهضتْ بفاروقٍ فكانت آيةً / للبَعثِ بعد شَتاتها وطراحها
ورأتْ بشائرَ يُمنها في طَلْعَةٍ / تُغْني بها البسَماتُ عن إفصاحها
وجه كأنّ البدرَ ألقى فوقَه / لألاءَهُ والشمسَ نورَ لِياحها
ومضاءُ نهَّاض العشيرة باسلٍ / حمَّال ألوِيَة العُلاَ كَدّاحها
هَبَّتْ به مصْرٌ إلى قَصَباتها / ريحاً تُسابق عاصفاتِ رياحها
رَسَمَ النجاح لها فسارتْ حُرَّةً / من بَعْدِ ما التبستْ طريقَ نجاحها
والناسُ من هممِ الملوكِ وثوبُهم / من وحْيها وصلاحُهم بصلاحها
وإذا السفينةُ لم تُبالِ زَعازعاً / فاسأل كبيرَ الشطِّ عن ملاَّحهَا
عيدَ الجلوسِ وفي جَبينك آيةٌ / للسلْم تُنجي الأرضَ من أتْراحهَا
حَرْبٌ طَوى الحلفاءُ فيها صَيْحةً / للظلم أزعجتِ الورى بنُباحهَا
والحربُ تبدأ كالحَصاة بزاخرٍ / لم يُدْرَ إنْ قُذفَتْ مدَى مُنداحها
كم هزَّتْ الدنيا صواعقُ نارها / وأصاب وجهَ الأرضِ من لَوّاحهَا
نفسي فداءُ البسل في حَوْماتها / وفدَى الشبابِ يسيلُ فوقَ صِفاحهَا
تَشري شُعوبُ الحقِّ فيها مبدأً / بالنقْدِ من دمِها ومن أرواحهَا
النصرُ قد خَفَقَتْ لهم أعلامُه / والحربُ قد صاح البشيرُ بساحهَا
وغَدَتْ على الظمآن للدّم غُصّةً / وجَهنماً أخْزَى على سَفّاحهَا
عيدَ الجلوسِ وللقوافي رَنّةٌ / ألْهَتْ غصونَ الدوْح عن صَدّاحهَا
أرسلتُها ملءَ الأثير كأنما / وحْيُ السماء اختار غُرَّ فصاحهَا
ونَثرتُها دُرراً فودّتْ أنجمٌ / لو عَدّهُنَّ الحسنُ بين صِحاحهَا
عيدَ الجلوسِ وفيكَ ضاحكةُ المُنى / دَبَّ السرورُ بروحها وبراحهَا
ثمِلَتْ وأغصانُ الربيع تمايلتْ / فكأنهنّ شرِبْنَ من أقداحهَا
فاروقُ ذكْرُكَ في الوَرى متجدِّدٌ / كالشمس بين غُدوِّها ورَواحهَا
أجْهدتَ ساريةَ الخيال فأجْبَلَتْ / ماذا تقولُ اليومَ في أمداحهَا
حلّق النسْرُ كما شاء وَصاحْ
حلّق النسْرُ كما شاء وَصاحْ / ورمَى بالقيدِ في وجهِ الريَاحْ
وجلا عن ريشِه العارَ كمَا / تنجلي الأصداءُ عن بيضِ الصفاح
وأطاحَ القفصَ المشئوم لا / تعرفُ الجنُّ متى أو أيْنَ طَاح
كم قضى الليل به مستيئساً / جَزِعاً بين أنينٍ ونُواح
ولكم حنّ إلى أوطانِه / قَلِقَ الأضلاعِ خَفّاقَ الْجَنَاح
يُرسِلُ العينَ فلا يلقَى سوى / لُججٍ خُضْرٍ دميماتٍ شِحاح
يشتكي لليل في وحشتِه / فإذا غاب تشكَّى للصَباحْ
ذهب الماضي مَجيداً حافلاً / رحمةٌ اللّهِ عليه أين رَاح
أإسارُ الحرِّ حقٌّ سائغٌ / وإباءُ الحرِّ شيءٌ لا يُبَاح
وإذا مُدّتْ لإحسانٍ يَدٌ / هزّت الفِتنَةُ أطرافَ الرمَاحْ
وإذا جفّتْ لَهاةٌ ظمأً / ضنّتِ الأنفسُ بالماءِ القَرَاح
وإذا مال أخٌ نحو أخٍ / ملأ الأفواهَ شَغْبٌ وصِيَاح
وإذا أنّ جَريحٌ دَنِفٌ / لطبيبٍ قيل لا تشكُ الْجِرَاح
هل على المفجوعِ في أوطانِه / حَرَجٌ إنْ ردّد الشكوَى وبَاح
أو على من رام أن يحيا كما / يتمنَّى الحرُّ ذنبٌ أو جُناحْ
أو على العاني مَلامٌ إنْ رنَا / بعدَ عشرينَ لإطلاقِ السَراح
ثم قالوا لم يصُنْ ميثاقَهُ / ونبا عن خُلُقِ العُرْبِ السمَاح
أيُّ عهدٍ يرتضيه باسلٌ / عربي النَبْعِ ريفيُّ الْجِماح
أيُّ عهدٍ هو أن أُذْبحَ من / غيرِ سكِّينٍ ولا أشكو الذباح
هو عهدُ الذئبِ يُمليه على / شاتِهِ المِخْلَبُ والنابُ الوَقَاح
وهو القوّةُ ما أجرأَها / إنْ مشَتْ يوماً إلى الحقِّ الصرَاح
كم سلاحٍ صالَ من غيرِ يَدٍ / ويدٍ تدفَعُ من غيرِ سِلاَح
قصد الفاروقَ يبغِي موئِلاً / في رِحابٍ لِبَني العُرْبِ فِسَاحْ
همّةٌ جاءت تناجي همَّةً / ويدٌ مُدّتْ إلى أكرمِ رَاحْ
مَلِكٌ يرنو لعُلْيَا مَلِكٍ / وطِماحٌ يتسامى لِطمَاح
فثوىَ في خيرِ غمدٍ آمناً / صَارِمٌ أرهفَهُ طولُ الكِفَاح
لم يجدْ غيرَ بشاشاتِ المُنَى / وارتياحِ للندَى أيَّ ارتيَاح
إن جرد الموتُ نصلاً ما صَمدت له
إن جرد الموتُ نصلاً ما صَمدت له / فطالما ردَّ نصلٌ منك أرواحا
قد كنت تهزِمُه في كل مُعْتَركٍ / يزاحم الشمسَ أسيافاً وأرماحا
وكان جَرْحُك يأسو كلَّ ما جرحَتْ / يدُ الزمان ويحيى كلَّ ما اجتاحا
اليومَ يَثْأَرُ والأيامُ عُدّتُه / لا الطبُّ يُجدي ولا الجرَّاح جراحا
لو حزتَ كلَّ حياةٍ صنت مهجتَها / خَلَدت كالشمسِ إشراقاً وإصباحا
ما أقصر العمر في الدنيا لنابغةٍ / إذا تطلّعت الدنيا له راحا
سبعون أولها لهوٌ وآخرُها / لو يعرِفُ المرءُ لاقى الموتَ مرتاحا
لقد شربنا بكأس الراح أوَّلها / حلواً فماذا أصاب الكأسَ والراحا
ليت الشبابَ الذي أقداحُه عَجَبٌ / أبقَى لفوتِ الصبا والشيبِ أقداحا
قد كنتَ تُصغي لشعري إن صدحتُ به / فاليومَ تسمع إن أصغيْت أنواحا
أقَضَّ موتُك من مصرٍ مضاجعَها / وأسكت الخطبُ أطياراً وأدواحا
اِقْبِسِ النورَ من شُعاعِ الراح
اِقْبِسِ النورَ من شُعاعِ الراح / والثِمِ الحسْنَ في جَبينِ الصّباحِ
وابْعثِ اللّحْنَ من سَمائِكَ يا شعْرُ / ونافسْ به ذواتِ الجناحِ
وانْهبِ الحسْنَ من خُدودِ العذَارَى / واسرِقِ السِّحْرَ من عُيونِ المِلاحِ
وتَنَقَّلْ بيْنَ الخمائلِ جَذْلا / نَ طليقَ الهَوَى جَمِيمَ المِراح
واسقِنا من سُلافِك العَذْبِ إِنّا / قد سئمنا مرارةَ الأقداح
كم ثملنا برَشْفةٍ منكَ يا شعْرُ / فصرْنا رُوحاً بلا أشباح
ورأينا من الحقائقِ ما عزَّ / على كلِّ باحثٍ كدَّاح
وقرأنا في كلِّ شيءٍ رُموزاً / فوقَ طوق البيانِ والإِيضاح
ورَسَمنا بدائعَ الكونِ في لوْ / حٍ تعالى عن جَفْوَةِ الألواح
وفهِمنا لُغَى الطُّيورِ وأصْغَيْنا / لهمسِ الغُصون في الأدْواحِ
ورأيْنا البُرُوقَ تَضحَكُ في الرَّو / ضِ فتهفو لها ثُغورُ الأَقاحي
إِيهِ يا شعرُ أنتَ سَلْوايَ في الدنيا / إِذا ضاق بي فسيحُ البَراح
كم عناءٍ كشفتَ بعدَ نِضالٍ / وجَبينٍ مَسَحتَ بعدَ كِفاح
لا تَدَعْني يا شعرُ في ليلة الذِّرَى / وَأَطْلِقْ إِلى الخَيالِ سَارحي
غَنِّي باللِّقاءِ بعدَ شَتاتٍ / وبعطفِ الزَّمانِ بعدَ شِيَاحِ
غنني بالربيع يَخْطر في الرَّوْ / ضِ ويَعْطُو بمِئْزَرٍ ووُشاح
غنني غنني فقدَ عَيَّ نَابي / ونَبَا مِزْهَري عن الإِفْصَاح
كيف تَحوِي الأوتار ما يغمُرُ القلْبَ / ويَطْفُو به من الأفراح
غنِّ في ليلة البشائرِ يا شعْرُ / وغرِّدْ بصوتِك الصدَّاح
وَخُذِ الفنَّ من ترانيمِ إِسْحَا / قَ وبُعْدَ المَدَى عن ابن رَبَاح
وامْلأ الأُفْقَ بالنَّشيدِ تُرَدِّدْ / رَجْعَ أنغامِهِ جميعُ النَّواحي
مَاسَتِ الباسِقاتُ في ضِفَّةِ الوا / دِي وأَرْخَتْ شُعورَها للرِّياح
وَرَنا الزهرُ باسماً يَنْشُرُ النُّو / رَ ويهَفْوُ بثَغْرهِ الفَوَّاح
أسْكَرَتْهُ الذِّكْرَى فأصْغَى وأَصْغَى / يمَلأُ السَّمْعَ وهوْ نشْوانُ صاحي
مَالَ تيهاً كما تميلُ العَذارَى / هلْ على الزَّهر في الهوى من جُناحِ
إنَّ ذكرى الزَّفافِ أسعدُ ذكرَى / تملأُ النَّفْسَ من مُنىً وارتياح
سعِدتْ مصرُ بالمليكةِ فِيهِ / واستنارتْ بنورها الوضَّاح
شرفٌ باذِخٌ يتيهُ على الدُّنْيا / ومجدٌ من الصَّميمِ الصُّراح
نَبَتَتْ في مَنابتٍ أرضُها المِسْكُ / وفي ظلِّ عزَّةٍ وسمَاح
وبدتْ دُرَّةً من النُّبْلِ والمجدِ / فغضَّت منَ الدَّرارِي الصِّحاح
فهناءً فاروقُ يا مَوْثِلَ النِّيلِ / ويا يُمْنَ نَجْمِهِ اللَّمَّاحِ
أنتَ أنهضْتَ مصرَ تستَبِقُ الْخطْوَ / وتمضِي بِعَزْمَةٍ وطِماح
وَبَعثْتَ الآمالَ في كلِّ قلْبٍ / وغرَسْتَ الإِحسانَ في كلِّ رَاحِ
ذاكَ سِرُّ البيتِ الكريم وفيْضٌ / من عَطاءِ المَهيْمنِ الفتَّاح
آلَ بيتِ الْمُلْكِ المؤثَّلِ أنتمْ / شَرَفٌ مُشْرِقُ الأسارِيرِ ضَاحي
عَجَزَ الشِّعرُ أن ينالَ مَدَاكُمْ / وكَبَتْ دونَ وَصْفِكُمْ أمْداحي
كتَبَ اللّهُ في الخلودِ عُلاَكُمْ / مَالِمَا خُطَّ في السَّمَوَاتِ مَاحي
جَدُّكُمْ أَنْقَذَ البلادَ وأعْلَى / رايةَ الدِّينِ بالظُّبَا والرِّماح
حكمةٌ تأسرُ القلوبَ بصَفْحٍ / وإِباءٌ يَغْشَى الوَغَى بِصفاح
كم تَغَنَّى بفضله كلُّ مَغْدىً / وسَرَى ذِكْرُهُ بكلِّ مَرَاح
عاشَ فاروقُ والمليكةُ ذُخْراًج / وَمنَاراً للبرِّ والإِصْلاح
ولْتعِشْ قُرَّةُ البَصائِرِ فِرْياَ / لُ حياةُ النُّفوسِ والأرْوَاح
ألْقيتُ للغِيد الملاحِ سلاحي
ألْقيتُ للغِيد الملاحِ سلاحي / ورجَعتُ أغسلُ بالدموعِ جراحِي
ولمحتُ رَيْحانَ الصبا فرأيتُه / ذَبُلَتْ نضارتُه على الأقداح
كان الشبابُ طمِاحَ لاعجَةِ الهَوى / فاليوم يرفَعُ ساعدَيه طِمَاحِي
مَنْ لي وقد عَبِثَ المشيبُ بلِمّتي / بضياءِ ذاك الفاحِم اللَّماح
قد كان للذَّاتِ أسْرع ناصحٍ / فغدا على الشُبُهات أولَ لاحي
لو أستطيعُ لبعتُ عمري كلّه / لمنى الصبا وأريجه النفّاح
أيامَ أوتاري تغرِّدُ وحَدها / وتكادُ تَسْكَرُ في الزُّجاجةِ راحي
أيامَ شِعْري للفواتنِ رُقْيَةٌ / تستَلُّ كلَّ تدلُّلٍ وجِمَاح
دوجين لم يجدِ الفتى مصباحه / وأبان أسرارَ الهَوى مصْباحي
الفلسفاتُ وما حوتْ في نظرةٍ / من لحظِ ساجية العيونِ رَداحِ
تُغري الهوى وتصُدُّه لَمحَاتُها / فَيَحارُ بين تمنُّعٍ وسماح
والنظرةُ البَهْمَاءُ أفتكُ بالفتى / من كلِّ واضحةِ المرام وَقاح
فخذوا اليقينَ ونورَه لعقولكم / ودعوا شُكوكَ الحُبِّ للأرواح
سِرْ يا قطارُ ففي فؤادي مَرْجَلٌ / يُزْجيك بيْنَ مَتالعٍ وبِطاح
لو كنتَ شِعْري كنت أسبقَ طائرٍ / يكفيه للقطبين خَفْقُ جَناحِ
قالوا هنا لُبْنانُ قلتُ وهل سوى / لُبنانَ ملعبُ صبوتي ومِراحي
يبدو أشم على البطاحِ كأنّه / عَلَمٌ بكفِّ الفارِس الجحْجاح
نسجت له سُحبُ السماءِ مطارفاً / وحبتْه زُهْرُ نجومها بوشاح
طُرُقٌ كما التوت الظنونُ وقِمةٌ / قامت كحقٍّ للشعوب صُراح
النبعُ خمرٌ والحدائقُ نَشْوَةٌ / والجوُّ من مِسْكٍ ومن تُفّاح
لُبنانُ دوْحُ الشعرِ أنت تعلّمتْ / منكَ الهديلَ سواجعُ الأدواح
شِعْرٌ له فِعْلُ السُّلاف فلو أتى / قبلَ الشرائع كان غيرَ مُباح
ونضيرُ ألفاظٍ كأزهارِ الرُّبا / يبسِمن غِبَّ العارِضِ السَّحَّاحِ
وخمائلٌ من أحرُفٍ قُدْسيةٍ / أخملن صوتَ الطائر الصَدّاح
الفنُّ من سرِّ السماءِ ونَفْحَةٌ / من فَيْضِ نورِ الواهب الفتّاح
والعبقريةُ أنْ تحلِّقَ وادعاً / فتفوتَ جُهْدَ الناصِبِ الكَدّاح
لُبنانُ أنتَ من العزائم والنُّهى / ما أنتَ من صَخْرٍ ولا صُفّاح
أبطالُكَ الصيدُ الكُماةُ مَناصِلٌ / طُبِعتْ ليوم كريهةٍ وتلاحي
شَحُّوا على مُتَع الحياةِ بلحظةٍ / ومشَوا لِورْدِ الموتِ غيرَ شِحاح
قهروا الزمانَ ولن تضيعَ كرامةٌ / للحقِّ بين أسِنةٍ ورماح
المجدُ بابٌ إن تعاصَى فتحُه / فاسألْ كتائبهم عن المفتاح
دقّوا فما أودَى بعزم أكفِّهم / بأسُ الحديدِ وقسوةُ الألواح
ومن الْحِفاظِ المُرِّ ما يُعْيي الفتى / ليست تكاليفُ العلا بمزاح
كم صابروا عَنَتَ الحياةِ وعُسْرَها / بخلائقٍ غُرِّ الوجوهِ صِباح
نزحوا عن الأوطانِ في طلب العُلا / والعزمُ مِلءُ حقائبِ النُزّاح
وسرَوْا مع الريح الهَبُوبِ فلا تَرى / إلاّ رياحاً زُوحمتْ برياحِ
لم يستكينوا للزمان ووعدِه / فالدهرُ أكذَبُ من نَبِيِّ سَجاح
في أرض كُولُمْبٍ بنَوا فيما بَنوا / شَمَمَ الأبيِّ وعزمة المِلحاح
وبكلِّ جوٍ رايةٌ هفَّافةٌ / تهتزُّ كالمتخايل الميّاح
لو أبصروا في الشمسِ موضعَ مَهْجَرٍ / لتسلّقوا لسعيرها اللّواح
والنفسُ إن عظُمت يضيقُ بسعيِها / صدرُ الفضاء برَحْبِه الفيّاح
للناسِ ناحيةٌ تلُمُّ شَتاتَهم / والعبقريُّ له الوجودُ نواحي
يمشي الجريءُ على العُبابِ مخاطراً / وأرَى الجبانَ يموتُ في الضحْضاح
لُبنانُ صنتَ الضادَ في لأوائها / من شرِّ ماحٍ أو هَوى مجتاح
في البَدْوِ لوَّحها الهجيرُ فلم تجدْ / إلاّ ظِلالَكَ نُجعةَ المُلْتاح
جمعَتْ رجالُكَ زَهرَها في طاقةٍ / عَبِق الوجودُ بنشْرِها الفَوَّاح
نظموا لها عِقْداً يرِفُّ شعاعُه / بلآلىءٍ مِلء العيونِ صحاح
وحَمَوْا كتابَ اللّه جلّ جلاله / من لَغْوِ فَدْمٍ أو هُرَاءِ إباحي
فانظرْ إلى البُستان هل تلقى به / إلاَّ وروداً أو ثُغورَ أقاحي
لُبنانُ والفِرْدَوسُ أنت لقيتُه / فطرَحْتُ عند لِقائِه أتْراحي
وتركتُ للهْوِ العنانَ وأطلقتْ / أيدي الزمانِ العاتياتُ سراحي
وشهِدتُ فيكَ الْحُورَ تسبح في السَّنا / نفسي فِداءُ ضِيائها السّباح
طاوعتُ في نجلائِهنّ صَبابتي / وعصَيتُ ما تَهْذي به نُصَّاحي
ما الفتنةُ الشّعْواءُ إلاّ أعينٌ / سُودٌ تَلأْلأَ في وجوهِ مِلاح
دافعتُ بالغَزَلِ الْحَنونِ لحاظَها / شتَّانَ بيْن سِلاحِها وسلاحي
وبعثتُ أنّاتي وقلتُ لعلَّها / تُغْني إشارتُها عن الإِفصاح
فتجاهلتْ لغةَ الغرامِ وتابعتْ / خُطُواتِها في عِزَّةِ وشِياحِ
عادتْ إليَّ حَبائلي فَلَممتُها / ورضِيتُ من ضحِكِ الهَوى بنُواحي
لم يُبْقِ مني الوجدُ غيرَ حُشاشةٍ / لولا التعلُّلُ آذنتْ بروَاح
أشكو وما الطبُّ الحديثُ براحمٍ / شجوي ولا مُتسمِّعٍ لِصياحي
هل بين مؤتمرِ الأساةِ مجرِّبٌ / شافٍ لأدواءِ الصبابةِ ماحي
والطبُّ لا يصِلُ المَدَى إن لم تصِلْ / جَدْواه للأَرواحِ وَالأشباحِ
مَرْحَى بمؤتمرٍ تبلّجَ نورهُ / في الشرقِ مثلَ تبلُّجِ الإصباح
زُمَرٌ من البَشَرِ الملائكِ كم لهم / في الطبِّ من غُرَرٍ ومن أوْضاح
بذلوا النفوسَ فكم شهيدِ جِراحةٍ / منهم وكم منهم شهيدُ كِفاح
وتفهّموا سِرَّ الحياةِ ولم يكنْ / سرُّ الحياةِ لغيرهم بمُباح
دهَتِ البلادَ بعوضةٌ أجَمِيّةٌ / جاءت على قدَرٍ لمصرَ مُتاح
دقَّتْ لغير ترحُّلٍ أطنابَها / ورمتْ مراسيها لغيرِ بَراح
وَعَدَتْ على الماء القراحِ جُيوشُها / فغدا النميرُ العذْبُ غيرَ قراح
السُّمُّ أقوَى في شَبا خُرْطومِها / من حدِّ كلِّ مُهنَّدِ سفَّاح
كالْجِنِّ تهوَى الليلَ في وثَباتِها / وتَفِرُّ ذُعْراً من بُزوغِ صَباح
يا خِيرةَ الشرقِ المُدِلِّ بقومِه / هذا أوانُ البعثِ والإِصلاح
المجدُ فوقكُمُ دنتْ أفنانُه / فتلقّفوا ثمراتِه بالرّاح
وترسَّموا سَنَنَ الرئيسِ وهدْيَه / شيخِ الأساةِ عليّ الْجراحِ
وَانفُوا عن الطبِّ الرَطانةَ إنّها / نَمَشٌ يَعيثُ بوجههِ الوضَّاح
كم في حِمَى الفصْحَى وبين كُنوزها / من مُشْرِقاتٍ بالبيانِ فصاح
ما أنكرتْ أممٌ لسانَ جُدودها / يوماً وسارتْ في طريق فلاح
لُبنانُ مُذْ حلّتْ ذَراكَ رِكابُنا / حلّتْ من الدنيا بأكرم ساح
الأرْزُ فيك ونخلُ مصرَ كلاهما / أخَوانِ في الأتراح والأفراح
وَالنيلُ منكَ فلو بَكْيتَ لفادحٍ / غَمَر الشُّطوطَ بدمعِه النضّاح
لُبنانُ آن لك الفَخارُ بسادةٍ / عُرْبٍ كِرامِ المنْبِتَيْنِ سِمَاح
مجدٌ إذا ما أشرقتْ صَفحاتُه / أزْرتْ بُمؤتلِقِ النهارِ الضاحي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025