المجموع : 4
يَا سَعْدُ أتْحِفْ مَسْمعي بصَبا الصَّباحْ
يَا سَعْدُ أتْحِفْ مَسْمعي بصَبا الصَّباحْ /
وتغَنَّ لي بمحاسنِ البِيضِ الصِّباحْ /
وقْتِى صَفا في مصرَ لا واشٍ وَلاَحْ /
في دَولةِ الإِقْبالِ عُرفُ المجدِ لاَحْ /
بشرى لمصر سعدُها بالعزّ لاحْ / وسعيدها بالفوز ساعده الفلاح
أبناءَ مصر نحن موطننا أصيلْ /
حسبٌ عريقٌ زانه مجدٌ أثيل /
وفخارنا في الكون جلَّ عن المثيل /
لرحابنا تُطوى المهامه بالطلاح /
بشرى لمصر سعدُها بالعزّ لاحْ / وسعيدها بالفوز ساعده الفلاح
نحن السراةُ وشأننا حب الوطن /
ولشأننا السامي تزاحم من قطن /
شاني حِمانا ليس من أهل الفطن /
فهو الدعيُّ وعِرضُه شرعاً مُباح /
بشرى لمصر سعدُها بالعزّ لاحْ / وسعيدها بالفوز ساعده الفلاح
وطنٌ عزيزٌ لا يُهان ولا يضامْ /
وحمىً تعززَّ من على علياه حام /
مجدٌ له لا زال يخترق الغمام /
عين السُّها لفخاره ذات التماح /
بشرى لمصر سعدُها بالعز لاح / وسعيدها بالفوز ساعده الفلاح
يا أهل مصر برُّ مصر فرضُ عين /
وفي البر نبذلُ عن رضاً نفساً وعينْ /
وإذا الرقيبُ رنا لها بلحاظِ عين /
ما عندنا في فقئها إلا الرماح /
بشرى لمصر سعدُها بالعزّ لاح / وسعيدها بالفوز ساعده الفلاح
في كل قطرٍ في الممالك أو بقيعْ /
أضواءُ مصر سرتْ لتنوير الجميع /
تدبيرُها في بدئها سامٍ رفيع /
فمليكها كأبي العيالِ به الصلاح /
بشرى لمصر سعدُها بالعزّ لاح / وسعيدها بالفوز ساعده الفلاح
سيزوستريس لقد أقام شئونها /
وهو الذي أعطى لها قانونها /
قوًّى معارفها وصاغ فنونها /
ورموزه للعارفين بها صحاح /
بشرى لمصر سعدُها بالعز لاحْ / وسعيدها بالفوز ساعده الفلاح
فتحَ الممالكَ مشرقاً أو مغربا /
وأبان عن حبِّ الفخار وأعربا /
دفعوا الخراجَ مقرراً ومرتبا /
لمليك مصر على وفاقٍ الاقتراح /
بشرى لمصر سعدُها بالعزّ لاحْ / وسعيدها بالفوز ساعده الفلاح
لما نزلنا كالسحائب والمطر /
الجندُ هامَ وما تعاطى بل عقر /
وبفتْكهِ بالضدِّ قد بلغ الوتر /
حزنَ العدوُّ على خسارته وناح /
بشرى لمصر سعدُها بالعزّ لاحْ / وسعيدها بالفوز ساعده الفلاح
فصفوفُنا كل الشجاعة جامعهْ /
وسيوفنا عند العجاجة لامعه /
آذاننا لندا الإغارة سامعه /
بعزيمةٍ عظمى تنادى لا براح /
بشرى لمصر سعدها بالعزّ لاحْ / وسعيدها بالفوز ساعده الفلاح
وشيوخُنا كم مارسوا يوماً عَصيب /
وسلاحُهم لا شك في الأعدا مُصيب /
ومن الغنائم أحرزوا أوفى نصيب /
خيرُ الليالي عندهم ليل الكفاح /
بشرى لمصر سعدُها بالعزّ لاحْ / وسعيدها بالفوز ساعده الفلاح
شبابنا في فضلهم مثلُ الشيوخ /
أقدامهم وقتَ النزال لها رسوخ /
شم الأنوف على السُّرى لهم الشموخ /
كم بددوا شملَ الجموع بلا جناح /
ولما جَلا أفراحَ مصر عزيزُها
ولما جَلا أفراحَ مصر عزيزُها / رشَفْنا على حبِّ العزيز لمى الراحِ
وطابَ زمانُ الأنس عيشاً فأرخوا / زهتْ بكمال السعد أضواءُ أفراحِ
بحمدِ مولانا البديع يُفتتحْ
بحمدِ مولانا البديع يُفتتحْ / بديعُ نظمٍ زانه نَظْمُ المُلَحْ
من الأراجيز ولكن قد رجَحْ / ميزانُ بحره بلقطِ الدر
وفاق بالممدوح كلَّ بحرِ /
ممدوحُنا محمدٌ السعيدُ / عزيزُ مصر بالعلا معيدُ
وهل مجال في الولا بعيدُ / إلا ويَرقاهُ بأدنى يُسرِ
بسرِّ عزمٍ في المعالي يَسْرِي /
تحسينُ مصر صار جُلَّ مقصده / وجالَ في مصدره وموردِه
وفي جليلِ فكره وخَلده / قد انجلى تخليدُ عالي الفخر
لما تجلىَّ شمسُ فكرٍ بِكْرِ /
أنعشَ روحَ الفتية المصريهْ / براح حب الوطن القسريه
حتى غدت نفوسهم سَرِيَّةْ / فصحَّ فوزُ صحوِهم بالسُّكرِ
وقابلوا إحسانه بالشكر /
هاموا بحب الوطن العزيزِ / فصار ميلُهم لدى غريزي
ومذ كسوْه حليةَ التعزيزِ / وأنفقوا فيه نَفِيسَ العمرِ
لم يخش من زيدٍ ولا من عمرو /
حمىً حوى نهايةَ الأصانه / وغايةَ التمكّن والحصانَه
روضٌ إذا هزَّ الصبا أغصانه / ترى عواملَ القنا والسمرِ
تفعلُ بالألباب فعلَ الخمْرِ /
حمىً منيعُ الجاه من له التجا / أشارتْ البشرى إليه بالرجا
ما حله عافٍ لجا إلا نجا / من ضيقِ أمرٍ أو حلولِ أسر
ومن خطوبٍ واحتمالِ إصْر /
فياله من حرمٍ وركنِ / صرِّح بذكر أمرِه وكنِّي
عليه منطقُ الملوك يُثنِّي / عزيزه درةُ تاجِ العصر
ومصرهُ أبهجُ كل مصرِ /
إن رمتَ وصفه على التحقيقِ / فمنظرُ العدل به حقيقي
وفىَّ له بأكمل الحقوقِ / ولم يزلْ مآلنا في البر
يا حُسن بحرٍ في الوفا وبَرِّ /
أميرُ عصر هل يُرى نظيره / حبُّ الفخار والعلا سَميره
نصيرهُ مولاه بلى ظهيره / بعون مولاه قويِّ الظهر
ذُو مظهرٍ يبلغُ حد الزُّهر /
أعلا عمادَ الملك نحو الأوجِ / بعد اضطرابٍ وهياجِ موْجِ
بنظم فوْجٍ أو بنثر فوج / والنظمُ ما أحلاه بعد النثر
دراً لثغرٍ أو حُلىً لنحر /
يا حبذا نظمُ الصنوف الأربعِ / من الصفوف في مقامٍ أرفعِ
نوعُ السواري وضروبُ المدفع / ومعشرُ المشاة أُسْدُ الكرِّ
والفلكُ من فوق البحار تجري /
رجالُها قد أحرزوا فنونَها / أبطالها قد أبرزوا مكنونَها
وطالما سام السَّوَى مرصونَها / وجادَ بالروح لها في المهر
وعن حجاه احتجبتْ في خدر /
هل بَلغ اسكندرٌ أن مصرَا / ترجفُ مُلكَ قيصرٍ وكسرى
كم قَلْبِ جيشٍ أورثته كَسْراً / وقلَّ أن يُجبرَ بعد الكسر
قلبٌ يقابلُ الوفا بالجبر /
هل بلغ الماضين أن النيلا / يخصُّ بالثناءِ إسماعيلا
عموم نفعِه غدا جَزيلا / كل لياله ليالي القدرِ
وليلةٌ خيرٌ من ألف شهر /
من قبله صعيدنا الخصيبُ / هل خصَّهُ من الهنا نَصيبُ
عزيزنا اجتهاده يصيبُ / يَروى حديث مجده عن بشر
يسنده لنافعٍ والزهري /
أيامُه لعزنا مظاهرُ / جدٌ وإقبالٌ ومجدٌ باهرُ
يمنٌ وإسعادٌ جليٌّ ظاهرُ / أوضحُ من ضوء الدراري الغرِّ
ومن سنا الشمس ونور البدر /
بوارقُ المجد إلهي تُنسبُ / سرادقُ الحمد عليه تُنصبُ
وصادقُ الوعد لسانٌ يُعرب / عن مابه يبسم ثغرُ الدهر
مما به تقرُّ عين الحرِّ /
أنجاله قرتْ بهم عيونُ / فَلاحهم محققٌ مضمونُ
وجوهرُ المجد لهم مكنون / على المدا يشرحُ كل صدر
مع ازديادِ إمرةٍ وأمر /
كل كريم يجلبُ الإسعَادا / وينجبُ الأبناء والأحفادا
شاد العلا بين الملا وسادا / لا غروَ أن نعيذهم بالفجر
من حاسدٍ وبالليالي العشر /
ونسأل المولى بلوغَ القصدِ / للداوري واكتمالِ السعد
إدراكُ آمالٍ بغير عدّ / طلابها متوجٌ بالنصر
والحمد للمولى ختامُ الشعر /
أوَ ميضُ برقٍ لاحَ أم مصباحُ
أوَ ميضُ برقٍ لاحَ أم مصباحُ / أم ضاءَ من وجهه الصباح صباحُ
أم ثغرُ زهرٍ بالمسرةِ باسمٌ / أم بالتهاني دارتْ الأقداحُ
أم أسعدتنا بالبشائر والمنى / أخبارُ عرسٍ للرواةِ صِحاح
وبلابلُ الأفراح قد غنتْ صباً / فصبا إليها الصبُّ وهي فِصاحُ
رَصَدَ النهَى عشاقها فَحُسينها / رصدَ المعالي هل عليهِ جُناح
مألوفةٌ عينُ الحياة فعيشه / خضر ونورُ جبينه وضّاح
هو كاملُ الأوصافِ عزَّ نظيرُه / كَسبُ العلا طرزٌ له ووشاح
أفراحهُ ابتهجتْ فقلت مؤرخا / بحسين باشا تسعدُ الأفراح