المجموع : 10
لو لم تَفحْ لم تُعْرَف الرَّاحُ
لو لم تَفحْ لم تُعْرَف الرَّاحُ / لأنها في الكأس إصباحُ
كأنها تَرْجَم عنها السَّنا / أو ذاب في الأقداح تُفّاح
تركنا النّعيم لأهل النَّعيم
تركنا النّعيم لأهل النَّعيم / وجئنا العناءَ لكي نَسْتريحا
ونطردُ بالعزّ ذلَّ الخمولِ / ونشرب ماءَ المعالي صَبُوحا
رءوسُ الرِّماح وحدُّ السيوف / يقودان للطَّالبين الفتوحا
ومالي أُلاُم على أن غدوتُ / بمالي جواداً وعِرْضي شحيحا
ليس من ساد عن وِرَاثته جَدّ
ليس من ساد عن وِرَاثته جَدّ / وبحظٍّ من الحظوظ مُتاحِ
يَسْتحِقّ الثّنا ويستوجب الشُّكْ / ر ويَحْوي مدائحَ المُداحِ
إنّما السيّد المعلّى المُفَدّى / مَن علا للعُلاَ صدورَ الرِّماحِ
ورَمى ليلَ كلّ خطْب بَهِيم / بذكاء أضْوا من المصباح
واقتنى العزَّ بالظُّبا والعوالي / واشترى الحمدَ بالنَّدى والسَّماح
فكذا تُبْتَنى المكارمُ والمج / دُ ويُسْتبعَد العدوُّ المُلاحي
لا كمن قد جَرى بِرجلِ سِواه / وسما طائراً بغير جناح
لا ألِفْتُ العلا ولا ألِفَتْني / إن توشّحتُ دونها بِوشاح
أو ترفّهت أو تشاغَلتُ عنها / بأباطيل قَيْنةٍ أو بِرَاحِ
لا ولا ابيضَّ لي سَنَا المجد إن لم / أسْتَجِدْ غسلَه بنزفِ الجِراح
وأُلاقِ العُداةَ عنه بعزمٍ / عَلَويٍّ يَفُلّ حدّ الصِّفاحِ
وببطشٍ يَفْري الجماجمَ والأَعْ / ناق فَرْيّ لحومَ الأضاحي
أنا فَرد النُّهى وربُّ المعالي / وحُسامُ الكِفاح يومَ الكِفاحِ
أنا مفتاح قُفل كلِّ نوالٍ / يوم يغدو النَّدى بلا مفتاح
أنا كالجِدِّ في الأمور إذا ما / كان غيري فيهن مثل المُزاحِ
لا كَراض من العلا بادّعاء / وبِعِرْضٍ مجرَّحِ مُسْتباحِ
فسلِ المجدَ عن صباحي وليلي / ومَقِيلي وغُدْوتي ورَواحي
هلي يَسُرّ العلا مقالي وفعلي / وارتياحي لكسبها واقتراحي
هاكها كالصهِيل في حلبة الفَخْ / ر إذا كان غيرُها كالنُّباحِ
ألاَ سَقِّني بالمَلا الصَّحْصَحِ
ألاَ سَقِّني بالمَلا الصَّحْصَحِ / ونجمُ دجى الليل لم يَجْنَحِ
ببِكرٍ من الرَّاح لم تُفْتَرَعْ / وعانِسةِ السنّ لم تُنْكَحِ
لها خَفَر البكر لكنّها / تزيد على خُدَع القُرَّح
فقومي فقد شاب رأسُ الدُّجى / بنور سَنا فجرهِ المُصْبح
فَحَيِّ النديم على كأسه / بأخضرَ أصفرَ مُستْملَح
رأى الشمس فانفتحت عينُه / ولولا سَنا الشمس لم تُفْتَح
إذا ركَد الليلُ لم يَسْتَبِن / وإن طَلع الصّبح لم يَبْرح
قتيلُ الحوادث مَنْ خافها / فلا تَخْش حادثة تَنْجُح
مع العسر يسرٌ يُجَلِّى الدجى / ألَمْ تتذكّر ألَمْ نَشْرَح
ألا أيّها الطيرُ الموافي
ألا أيّها الطيرُ الموافي / لقد أطلقتَ من فكري سَراحي
تذكّرت الزمان وما دهاني / به من حادث القَدَر المُتاح
فلما غاب في التِّذْكار فهمي / وحسّي حيث تَصْفِق بالجَناحِ
فطيِّر حسّ ريشك سُكْرِ حِسّي / كنَوْمانٍ يُنَبَّه بالصِّياح
تَروح بروضة أنفُ وتَضْحي / وإلفُك حاضرٌ وهواك صاحي
ولو لاقيتَ ما ألقى لضاقتْ / عليك مَوارِدُ البِيد الفِساحِ
لعلّ الله يَفْرِج ما ألاقي / ويأخذ للمِراض من الصِّحاح
بعثتُ بساكناتٍ طائراتٍ
بعثتُ بساكناتٍ طائراتٍ / تفوت اللَّحظَ وهي بلا جَناح
تطيرُ إذا المجاديفُ استُحِثَّتْ / بها طيرانَ أجنحة الرِّياح
كأنّ سوادَها في الماء يَحْكي / سوادَ الأعين النُّجل المِلاح
كأنّ مرورَها شَدَّا وعَدْواً / مرورُ يديك في بَذْل السَّماح
ولو أنّي استطعتُ بعثتُ رُوحي / تَقِيك وقايةَ القدَر المُتاح
مَزجتُ بصفو ودّك صفَو ودِّي / فقلبي منه دهري غير صاح
لأنّك إن نَبا سيفي حسامي / وأنتَ إذا دجا ليلي صباحي
عليك صلاةُ رِّبك من إمام / مَطِير الجُود مَيْسور النِّجاح
ألاّ يا عزيزَ الدِّين قولةَ ناطقٍ
ألاّ يا عزيزَ الدِّين قولةَ ناطقٍ / بفضلك لا وانٍ ولا غير مِفْصاحِ
حويتَ رداءَ الفضل في كل مَغْرِب / ونلتَ نعيمَ العيش في كلّ إصْباح
وهل أنتَ إلاّ مهجةُ المجد والنَّدى / مركَّبةً في جسم نور وإيضاح
رأيتُ الهوى إمّا دليلاً على الخَنَى
رأيتُ الهوى إمّا دليلاً على الخَنَى / يَحطُّ رفيعَ القَدْر أو يدفع النُّصْحا
ولا خيرَ في أمرٍ إذا حلّه الفتى / غدا عِرضُه نَهْبا وإحسانُه قُبْحا
فمن كان ذا عقلٍ فلا يُطعِ الهوى / فقد شَرَحته المَخْزياتُ لنا شَرْحا
عذَلوا وما عدَلوا ولا نَصَحوا
عذَلوا وما عدَلوا ولا نَصَحوا / ليُلاَم مُغْتَبِق ومُصْطَبِحُ
هل للنَّعيم سوى الصِّبا سببٌ / أو للكئيب سواهما فرح
لا شيءَ أحسنُ منظَراً أبداً / من غادة في كفِّها قَدَح
تسعَى بمجمرٍّ على عَنَمٍ / أطرافُه العُنَّاب والبَلَح
وأغنَّ أجوفَ فيه زَمْزَمَه / وله بذلك أَلْسُنٌ فُصُحُ
في كلّ عَقْد من معاقده / نَغَمٌ يُهام بها ويُقْتَرح
باكَرتُه والليلُ أدْعَجُ ما / في رأسه شَمطٌ ولا جَلَح
وكأنّ أَنْجُمَه وقد جَنَحتْ / دُرَرٌ رُجِمن بها لدّجى سُبُح
ولقد ذَعَرتُ الوحشَ يَحْمِلني / قَلقُ العِنان مُشَذَّب مَرِحُ
نشوان أَدْهَمُ غيرَ أربعةٍ / بيض بها يَدْنو ويَنْتزِح
فكأنّه بالصبح مُنْتَعِلٌ / وكأنه بالليل مُتَّشِح
أَسْهرني طولَ ليلتي رَشَاٌ
أَسْهرني طولَ ليلتي رَشَاٌ / يَمْزُج لي ريقَه بأقداحِهْ
عاجَتْ على عاج خدّه ظُلَمٌ / كأنها الليلُ فوق إصباحِهْ
يا حسنَ كافور عارِضَيْه وما / أَعْبَق فيه اللِّثامُ من راحِهْ
كأنما صَوْلجانُ عارِضِه / في الخدّ يَهْوِي لضرب تُفَّاحِهْ