المجموع : 9
أَرِقْتُ لبرقٍ لاح عنِّي وميضُه
أَرِقْتُ لبرقٍ لاح عنِّي وميضُه / وإنسانُ عيني في صَرَى الدمعِ سابحُ
وما لاحَ لي إلّا وبينَ جوانِحي / جوَىً مثلُ سِرِّ الزَنْدِ أوراهُ قادِحُ
فيا لكَ من شوقٍ أروضُ جِماحَهُ / ويأبَى سِوى عضِّ الشكيمِ الجوامحُ
وعازبِ أشجانٍ أُريحَ على الحَشَا / ولو كان مالاً ضاقَ عنه المسارحُ
وكم حَنَّةٍ لي نحوَ نَجْدٍ وأنَّةٍ / كما حَنَّ مرقوعُ الأظلَّينِ رازِحُ
أألْوِي حيازيمي إِذا ما ترنَّمتْ / على عَذَباتِ الأيكِ وُرْقٌ صَوادحُ
وأمسحُ عيني وهي تَحْفِزُ أدمعي / وكيف رُقوءُ الدمعِ والقلبُ طافحُ
وعاذلةٍ هَبَّتْ ترومُ نصيحتِي / وأعوزُ شيءٍ ما يروم النَّواصحُ
تقولُ ألا يصحُو فؤادُك بعدما / تردَّتْ بأفوافِ المشيبِ المسابحُ
فقلتُ دعيني والهَوى فجوانحِي / إليهِ على طولِ العَنَاءِ جوانحُ
ولا تذكري نَجْداً وطِيبَ هوائِهِ / وقد ضَاعَ وَهْنَاً رنْدُهُ المتفاوِحُ
فبِي طَرَبٌ لو أنَّ بالعِيسِ مثلَهُ / أطار البُرى أنضاؤُهنَّ الطلايحُ
وبي شَجَنٌ لو كنتُ ممَّنْ يُذيعُهُ / قليلاً لسالتْ بالشُّجونِ الأباطِحُ
وفي الجيرة الأدنَيْنَ هِيْفٌ خصُورُها / ثقيلاتُ ما تحتَ الخُصورِ رواجحُ
برزنَ بألحاظِ العيون نواشِبَاً / وهنّ لأطرافِ المروطِ روامحُ
جلونَ شفوفاً عن شُنوف ونَقَّبتْ / براقعَها تلك العيونُ اللوامحُ
فلم يملِكِ العينَ الطموحَ مُجاهرٌ / بفِسْقٍ ولا النفسَ النقيةَ صالحُ
ولا غَروَ أن يرتاحَ للصيدِ قانِصٌ / إِذا عَنَّ ظبيٌ بالصَّريمةِ جانِحُ
مولايَ أكرمُ من ألوذُ بظلِّه
مولايَ أكرمُ من ألوذُ بظلِّه / وأَعُدُّهُ وأُعِدُّهُ لصلاحِي
سكنِي إِذا ما الأمْنُ قَرَّ مِهَادُهُ / ولدَى المخافةِ معقِلي وسِلاحي
لِوَسائلِ الآداب فيما بينَنا / ذِمَمٌ وصلنَ جناحَهُ بجَنَاحِي
إنِّي أبثُّكَ كُنْهَ حالي مُجمِلاً / ما بينَ تعريضٍ إِلى إفْصَاحِ
أنا عند مخدومي بأفضلِ حالةٍ / في خيرِ مغدىً عندَهُ ومَرَاحِ
حَسُنَتْ بهِ حالي وطابتْ عِيشتي / واشتطَّ آمالي وفازَ قِداحي
أهوى اللَّحاقَ به وأخشى أنَّني / من بعدِه أمشي بأجْرَدَ ضَاحي
ويصدُّنِي حُبُّ المقامِ وأفرُخٌ / زُغْبٌ تَرُدُّ إِذا عزمتُ طِماحِي
هل أنتَ متّخِذٌ لديَّ صَنيعةً / غَرَّاءَ غيرَ بهيمةِ الأوضاحِ
وممهِّدٌ لي إنْ أقمتُ لديكُمُ / جاهاً عريضاً يُتَّقَى بالرَّاحِ
ومقايضٌ شكري ببرِّكَ راغِبٌ / من متجري في أوفرِ الأرباحِ
حتى أكونَ بشكرِ بِرِّك كافلاً / ويكون بِرُّك كافلاً بنجاحي
يا مَنْ يُسِيءُ إِلى الأنا
يا مَنْ يُسِيءُ إِلى الأنا / مِ وعُذْرُه الوَجْهُ الصبيحُ
حاشا لوجهكَ أنْ يَشي / نَ جمالَهُ الخُلقُ القبيحُ
حتَّامَ يحتملُ الأذى / في حبِّكَ القلبُ القريحُ
متعلِّلاً بالوَعْدِ لا / نُجْحٌ ولا رَدٌّ صَرِيحُ
لا سلوةٌ فيطيبُ عن / كَ ولا حِمامُ فيستريحُ
وأرُدُّ فيكَ النُّصْحَ عن / علمٍ بأنْ صَدَقَ النصيحُ
وأغالِطُ الواشينَ في / كَ وقولُهم عندي صحيحُ
حَصِراً يترجمُ عن ضمي / رِ فؤادِيَ الدمعُ الفصيحُ
أقول لصاحبي ما الرأيُ فيما
أقول لصاحبي ما الرأيُ فيما / أَبثُّكَ فابذُلِ النصحَ الصريحا
أُراني بائعاً قلبي بقلبٍ / ومن ذا يشتري القلب القريحا
فانْ يكسُدْ عليَّ ولم أبِعْهُ / رميتُ به عسى أنْ أسترِيحَا
فقال الرأيُ عندي أن تُداري / على عِلّاته القلبَ الجريحا
فما في الحقِّ أن يشقَى عليلاً / لديكَ وقد سعِدتَ به صحيحا
ولقد تَشَاكينَا على عَجَلٍ
ولقد تَشَاكينَا على عَجَلٍ / بالسَّفْحِ والعَبراتُ تَنْسَفِحُ
فَلَوَ اَنَّ شكوانا هناك بدتْ / لرأيتَ منها النارَ تنقدحُ
ما لي وللعُذَّالِ ليتَهُمُ / ماتوا بغيظهمُ إِذا نصحُوا
قالوا افتضحتَ وليتهمْ صدقُوا / من لي بأني فيكَ أفتضِحُ
بارزتُ دهري وهو قَرْنِي فانتضَى
بارزتُ دهري وهو قَرْنِي فانتضَى / في السُّودِ من فَوْدَيَّ بيضَ صفائحِ
وجرتْ وقائعُ بيننا مشهورةٌ / فاغْبَرَّ من نقعِ الطِّرادِ مسابحي
ناهبتُه شوطَ الجِراءِ ففاتَنِي / جَذَعاً وقَصَّر عنه جَرْيُ القارحِ
ونزلتُ عن أحوى جَمومٍ سابحٍ / وحملتُ بَزِّي فوقَ أشهبَ رازحِ
يكبو بصاحبهِ ويُسلمُهُ إِذا / دُعِيَتْ نَزَالِ إِلى العدوِّ الكاشحِ
هيهاتَ يسلمُ من يبارِزُ قَرْنَهُ / يوم اللقاءِ على عَتُورٍ جامحِ
أعالِمَةٌ بالرَّمْلِ عفراءُ أنَّنِي
أعالِمَةٌ بالرَّمْلِ عفراءُ أنَّنِي / على أي حالٍ أغتدي وأروحُ
أروحُ وقلبي بالهموم معذَّبٌ / وأغدو وعيني بالدموع سَفُوحُ
فلا الموت أهوى قبلَ لُقيا أحبَّتِي / ولا العيشُ لي قبل اللقاءِ مُريحُ
سَقامٌ ووجدٌ واشتياقٌ وغُرْبَةٌ / وقلبٌ بأنواعِ الهُمومِ جريحُ
في الحل والعقد سر لا يباح به
في الحل والعقد سر لا يباح به / وفيك بكتوم هذا السر مشروحُ
فكل نامٍ فمن تركيب منعقد / هباؤه بعد هذا الحل مشروحُ
وما تروّح في تحليله جسد / إلا تجسّد في تركيبه روحُ
قد جاءنا في حكمة مكنونة
قد جاءنا في حكمة مكنونة / كتمانها لذوي النهى إفصاح
والشمس قائمة بأول بابها / مكشوفة لشعاعها أوضاح
وشعاعها القلاّب لا ظل له / ملك الملوك ورأسها الجحجاح
والبدر ذو القرنين يلمع نوره / ملآن وهو الأزهر الوضاحُ
فطن احمرارا في البياض كأنه / شفق يلوح وراءه إصباحُ
ويليه هرمس وهو مصدوع الصدا / المدفون فيه وبرقه اللماحُ
والسدرة الخضراء أروى عرقها / مصى الندى وبه ارتوى الملتاح
والزهرة الزهراء خارج بابها / ولها بأثناء الرموز صياحُ
في باطن الألوان وهي خفية / وبها تتجسد الأرواح
عذراء يحبلها بنفخة روحه / ملك تقوم بنفخه الأشباح
وكذاك أخبل بالدخان إذا ارتقى / فحل يتمّ بزرعه الإلقاح
وإليَّ تحتاج الطبائع كلها / حتى يتمّ ومني الإصلاح
طبعي البرودة واليبوسة ولّدت / مني الهموم ومني الأفراحُ
أسقي وأكربُ ثم أزرعُ مثلما / يعني بأرض زروعه الفلاحُ
وحصيد زرعي مثل بذري خارج / عني وفيَّ أمانة وصلاحُ
وليَ الزجاجة وهي سر غامض / والزيت والمشكاة والمصباح