القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دَرّاج القَسْطَلّي الكل
المجموع : 8
غدا غَيْرَ مُسْعِدِنا ثُمَّ رَاحَا
غدا غَيْرَ مُسْعِدِنا ثُمَّ رَاحَا / يُسَاعِدُنَا طَرَباً وارْتِياحا
وخُيِّرَ فاختارَ دِينَ الغَبُوقِ / ولَجَّ فليسَ يَرى الإِصْطِباحا
فإِنْ آنَسَ الصُّبحَ نامَ وشَحَّ / وإِنْ آنَسَ الليلَ نَمَّ وفاحا
كما خَيَّرَ اللهُ عَبْدَ المَلِي / كِ فاخْتارَ فِي رَاحَتَيْهِ السَّمَاحا
وفي صَهَوَاتِ الخُيُولِ الرِّجَالَ / ومِنْ أدوَاتِ الرِّجَالِ السِّلاحا
فَعَمَّ القريبَ نَدىً والبَعيدَ / ورَوَّى السُّيوفَ دَماً والرِّماحا
مكارمكَ اغتباقِي واصطباحِي
مكارمكَ اغتباقِي واصطباحِي / ومن ذكراكَ ريحاني وَرَاحي
تحَيِيني بأَثمارِ الأَمانِي / وأَرفُلُ منكَ فِي روضِ السَّماحِ
فما هاجَتنيَ الأَطْرَابُ إِلّا / إليكَ نِزاعُ نفسي وارتياحي
ولا غَنَّتْ ليَ الآمالُ إِلّا / وحظُّ رضاكَ سُؤْلِي واقتراحي
فإِنْ أَصبحتُ مُنْتَشِياً بنُعْمى / تُواليها فشُكْرُ الحُرِّ صَاحِ
وقَلَّ لِمَنْ جَلا الإِظلامَ عَنِّي / ولَقَّى ناظِري وَجْهَ الصباحِ
ومَنْ بيمينه وَرِيَتْ زنادي / سَناً وبيُمنِهِ فازَت قدَاحي
ومَنْ نادَيْتُ حَيَّ عَلَى التَّلاقِي / فلَبَّانِي بحَيَّ عَلَى النَّجاحِ
وآوانِي إِلَى رُكْنٍ شديدٍ / وأَوْفى بي عَلَى أَمَلٍ مُتاحِ
وزيرٌ قُلِّدَ المَلِكَانِ منهُ / حُسامَ البأْس والنُّصْح المُباحِ
حمائلُهُ لصدر المُلْك حَلْيٌ / وحدَّاهُ عَتادٌ للكِفاحِ
حياةٌ عند مُزْدَحَمِ الأَمانِي / وموتٌ عند مُشتَجَرِ الرِّماحِ
ولَيثٌ تَحْتَ سابغَةٍ دلاصٍ / وغيثٌ بَيْنَ أَثناءِ الوشاحِ
إِذا الرَّاياتُ جَهَّزَها برأْيٍ / فقد لَقِيَ العِدى شاكي السِّلاحِ
وإِنْ لاقى الخطوبَ بفَضْلِ حُكْمٍ / فقَدْ أَبقاهُ ذُخراً للصَّلاحِ
بَعيدُ الشَّأْو مُقتَرِبُ الأَيادي / عَزيزُ القَدْر مخفوضُ الجَناحِ
حسامٌ للكواكِبِ فِي المعالي / مُبارٍ فِي المكارم للرِّياحِ
فمُلِّيناهُ فِي دِينٍ ودُنيا / مَريعَ الروض محلول النَّواحي
دوالَيْكَ من دهرٍ يواليكَ بالنُّجْحِ
دوالَيْكَ من دهرٍ يواليكَ بالنُّجْحِ / ففتحٌ إِلَى عيدٍ وعيدٌ إِلَى فتحِ
كما بَشَّرَتْ بالغيثِ بارِقَةُ الحَيا / ووأَسفر عن شمسِ الضحى فَلَقُ الصُّبْحِ
وريحٌ من الإِقبالِ تعصِفُ بالعِدى / وتنشأُ للإِسلامِ بالوابِلِ السَّحِّ
حياً منكَ يَا يحيى عَلَى الدينِ والهدى / بوارِقُهُ فِي الكفرِ خاطفَةُ اللَّمْحِ
جديرُ الندى أن تُتْبِعَ المَنَّ بالمُنى / وسُمُّ العِدى أَن تنكأَ القرحَ بالقرحِ
فَوُفِّيتَ من سعْيِ الجهادِ تجارةً / مضاعَفَةَ الأَضعافِ نامِيَةَ الرِّبْحِ
كما بشّرت بالغيثِ بارقة الحيا / ووأَسفرَ عن شمس الضحى فلقُ الصبحِ
رفعتَ لَهَا أَعلامَ نَصرٍ كَأَنَّما / كستها طيورُ اليُمْنِ أَجنِحَةَ النُّجْحِ
تمورُ بِهَا فِي كُلِّ بحرٍ من الوغى / سوابِحُ محمودٌ لَهَا شِيَمُ السَّبْحِ
إِذِ الحربُ بالأَبطالِ فِي لُجَّةِ الرَّدى / تُذَكِّرُهُمْ بَلْقيسَ فِي لُجَّةِ الصَّرْحِ
وسيفُكَ فِي الأعناقِ والسُّوقِ مُقْتَدٍ / بسيفِ سليمانَ المُوَكَّلِ بالمَسْحِ
لَمَعْتَ بِهِ فِي جوِّ ناجِرَ لمعةً / ثَنَتْ كَبِدَ الشيطانِ دامِيَةَ الجُرْحِ
وصبَّحْتَها فِي جنح ليلٍ من القَنا / أَحَلَّ بِهَا ليلَ الأَسى مُطْبِقَ الجُنْحِ
فأَيَّةُ أُمٍّ للضلالِ قَهَرْتَها / بَنِيها بضربٍ فِي الطُّلى فائِزِ القِدْحِ
وبيضةِ كفرٍ كم وكم لكَ أَسْمَحَتْ / ببيضةِ خِدْرٍ لا تُواتي يَدَ السَّمحِ
جَلَلْنَ عن الأَكفاءِ قدراً وأَوجُها / فأُصْمِمْنَ عن خِطْبٍ وأُخْرِسْنَ عن نِكْحِ
فسرعانَ مَا أَبرزْتَ منهنَّ للفلا / غدائِرَ تُمْسِي فِي سنا أَوْجُهٍ تُضْحِي
مُظَلَّلَةً بالخافِقاتِ كَأَنَّها / ظِباءٌ تَهادى فِي ذرَا الأَيْكِ والطَّلْحِ
كواعِبُ إِلّا أَنَّهُنَّ كواكِبٌ / جَلَوْتَ سناها من سَنا السيفِ والرُّمْحِ
تردُّ إِلينا عن سهامِكَ فِيهِمُ / سهامَ عيونٍ حربُها موشِكُ الصُّلحِ
وتُسْفِرُ عن أَشباهِ مَا نَضَحَتْ بِهِ / سيوفٌ سَبَتْهَا من دَمٍ شَرِقِ النّضْحِ
فهاتيكَ أُمُّ الكفرِ ناجِرُ بَعْدَها / ظلاماً بلا نجمٍ وليلاً بلا صُبحِ
لبستَ بِهَا ثوبَ الفخارِ مُجَدَّداً / وغادَرْتَها تلتفُّ فِي خَلَقِ المِسْحِ
تُباكِي صَدى الهامِ الَّتِي تَرَكَتْ بِهَا / سيوفُكَ عن ذاتِ المحاسِنِ والمِلْحِ
وعَبْرَةِ ثكلى مَا تقلِّبُ ناظِراً / إِلَى أُفُقٍ إِلّا يقولُ لَهَا سُحِّي
وينعى إِليها كلَّ بيضَةِ فِتْنَةٍ / ستترُكُها قَيْضاً هشِيماً بلا مُحِّ
بما قَدْ رأَى فِي كلِّ ماءٍ أَمَمْتَهُ / لتشْفِيَ منها غُلَّة الظَّمَأِ البَرْحِ
وإِن أُشْرِعَتْ من دونِ مشربِهِ القنا / وكاشَرَ عَنهُ الأسدُ دامِيَةَ الأَلْحِي
فأَيُّ دلاءِ فِيهِ أَدلَيْتَ ماتِحاً / وأَيَّةَ أَشْطَانٍ مَدَدْتَ إِلَى المَتْحِ
هوائِمُ بِيضٌ لا يُصَدُّ بِهَا الرِّوى / وسُمْرٌ ظِماءٌ لا يُعَلَّلْنَ بالنَّشْحِ
شهدَتْ لَكَ الأَبطالُ يَوْمَ كفاحِها
شهدَتْ لَكَ الأَبطالُ يَوْمَ كفاحِها / والحَرْبُ بَيْنَ غُدُوِّها وَرَوَاحِها
والبِيضُ يومَ جلائِها ومَضائِها / والخيلُ فِي إِقْحامِها ومِرَاحِها
ومواكِبُ الأَملاكِ يومَ بهائِهَا / ومشاهِدُ السَّاداتِ يومَ سَماحِها
أَنَّ المَدى يومَ ارْتِهانِ سِباقِها / لَكَ والمُعَلَّى يومَ فَوْزِ قِداحِها
عَقَدَتْ بِمَفْرِقكَ الرياسةُ تاجَها / وكَسَتْكَ لِبْسَ رِدائِها وَوِشاحِها
ونَمَتْكَ من أَملاكِ يَعْرُبَ نَبْعَةٌ / تَلْوِي الكواكِبَ فِي ذُرى أَدْوَاحِها
آسادُ أَغْيالٍ عَلَى مُهْتاجِها / وبِحارُ إِنعامٍ عَلَى مُمْتاحِها
ومَحَطُّ أَرْحالِ المُنى بموارِدٍ / رَحْبٍ عَلَى الوُرَّادِ عَذْبُ مُرَاحِها
ومنابِتُ العِزِّ الَّذِي عَمَرَتْ بِهِ / فِي الدهرِ شُمُّ إِكامِها وبِطاحِها
ومعاقِدُ التيجانِ فَوْقَ مفارِقٍ / بَهَرَتْ إِياةَ الشَّمْسِ من أَوْضاحِها
والبأْسُ مِلْءُ صُدُورِها والحِلْمُ حَشْ / وُ بُرُودِها والجُودُ مَوْطِنُ راحِها
حَكَمَتْ لَهَا مُضَرٌ عَلَى ساداتِها / يومَ افْتِخارِ أُحَيْحَةَ بْنِ جُلاحِها
خُصَّتْ بتعليمِ الأَذانِ فَنُودِيتْ / فِي نَوْمِها بِصَلاحِها وفَلاحِها
واسْتَقْرَضَ الرَّحمنَ جَنَّةَ خُلْدِهِ / بِثَباتِ حائِطِهِ أبُو دَحْدَاحِها
ومَناقِبٌ أَرْبَتْ عَلَى خُطَبائِها / ومآثِرٌ زادَتْ عَلَى مُدَّاحِها
فَنَمَتْكَ فِي أَقيالِها ومُلُوكِها / وعَمَرْتَ سُبْلَ نوالِها وسَماحِها
فلَبِسْتَ ثوبَ سَنائِها ووَفائِها / وحَفِظْتَ عَهْدَ سُيُوفِها ورِماحِها
فَعَبَأْتَ للإِسلامِ عَطْفَةَ رَحْمَةٍ / أَلْحَفْتَ أَهلَ الأَرْضِ ظلَّ جَناحِها
وتباشَرَتْ منكَ المُنى لما دَنَتْ / بِمُيَسَّرِ الشِّيَمِ الكرامِ مُتاحِها
وبَطَشتَ بالإِشراكِ بَطْشَةَ قادِرٍ / باللهِ مُجْتَثِّ العِدى مُجتاحِها
فَحَطَمْتَ عُدَّةَ مُلْكِها وفَصَمْتَ عُرْ / وَةَ جَمْعِها وكَفَيْتَ غَرْبَ جِماحِها
وقَرَيْتَ عُلْيا بَنْبِلُونَةَ عَزْمَةً / هَبَّتْ عَلَيْها من مَهَبِّ رِياحِها
وتَكَنَّفَتْكَ من السعُّودِ كواكِبٌ / طَلَعَتْ بِخَيْلِكَ فِي وجوهِ نجاحِها
والخيلُ تَغْدُو فِي الوغى بفَوارِسٍ / تَخِذَتْ معاقِلَها ذُرى أَشباحِها
ثُمَّ انْبَرى المنصورُ فِيهَا قارِعاً / بابَ السَّماءِ بِدَعْوَةِ اسْتِفْتَاحِها
مُسْتَنْجِزاً تأْييدَ ذِي العَرْشِ الَّذِي / فَلَقَ المشارِقَ عن سَنا إِصْباحِها
فَنَهَبْتَ عُمْرَ حياتِها وَحَوَيْتَ رِق / قَ حَريمِها وحَكَمْتَ فِي أَرواحِها
فأَقَمْتَ فِيهَا للجِلادِ ولِلرَّدى / سُوقاً حَوَيْتَ المَجْدَ فِي أَرباحِها
ورَمَتْ ظُباكَ إِلَيْكَ نَفْسَ مَليكِها / وارِي زِنادِ الخِزْيِ غيرَ شَحاحِها
مُسْتَرْحِماً لَكَ من وَقائِعَ لن تَزَلْ / يُودِي بمُهْجَتِها أَلِيمُ جِراحِها
فَزِعاً إِلَيْكَ بنفسِ عانٍ خاضِعٍ / بادِي المَقَاتِلِ للسُّيوفِ مُبَاحِها
فِي شِيعَةٍ أَمَّتْ إِلَيْكَ وَقَدْ رَأَتْ / أَنَّ الخضوعَ إِلَيْكَ خَيْرُ سِلاحِها
فأَجَرْتَ منه بالتَّعَطُّفِ مُهْجَةً / وَقْفاً مواعِدُها عَلَى أَنْواحِها
وَكَرَرْتَ خيلَ اللهِ تَحْمِلُ مِثْلَها / أَطْلاحَ أَسفارٍ عَلَى أَطلاحِها
فَصَدَعْتَ أَحشاءَ الظَّلامِ بِعَزْمَةٍ / تَسْرِي البصائِرُ فِي سَنَا مِصباحِها
والنصرُ يُشْرِقُ فِي ظُبى أَسيافِها / والفَتْحُ يَلْمَعُ فِي ذُرى أَرْماحِها
حَتَّى صَبَحْتَ بِلادَ مِيرُو وَقْعَةً / أَنْحى عَلَى الإِشراكِ سُوءُ صَباحِها
لاقَتْكَ دونَ حُصُونِها فَكَأَنَّما / لاقَتْ سُيُوفَكَ فِي فضاءِ بَرَاحِها
وأَبَحْتَ منها كُلَّ مُخْطَفَةِ الحَشا / شَرِقٍ عَلَى اللَّبَّات نَظْمُ وِشاحِها
فُجِئَتْ بِلَمْسِ البَعْلِ إِلّا أَنَّها / خَطَّتْ رماحُ الخَطِّ عَقْدَ نِكاحِها
بِيضٌ حَدَتْهُنَّ السيوفُ فَأَبْرَزَتْ / صَفَحَاتِ أَوْجُهِهِنَّ بِيضُ صِفاحِها
يا حاجِباً شمسَ الأَقاصِي والدُّنى / بِنداهُ ثوبُ أَمانِها وَصَلاحِها
اِسْلَمْ ولا زالَتْ حياتُكَ غِبْطَةً / أَبَداً تُدِيرُ عَلَيْكَ أَكْؤُسَ رَاحِها
تَبَلَّجَ عن إِشراقِ غُرَّتِكَ الصُّبْحُ
تَبَلَّجَ عن إِشراقِ غُرَّتِكَ الصُّبْحُ / وأَسفَرَ عن إِقدامِكَ النصرُ والفَتْحُ
وقَرَّتْ عيونُ المسلمينَ بأَوْبَةٍ / مصادِرُها عِزٌّ ومَوْرِدُها نُجْحُ
كَأَنَّ شُعاعَ الشمسِ من نُورِ هَدْيها / وعَرْفَ نسيمِ الروضِ من طِيبِها نَفْحُ
ضَرَبْتَ بِحِزْبِ اللهِ فِي الأَرْضِ مُقْدِماً / إِلَى مَتْجَرٍ جنَّاتُ عَدْنٍ لَهُ رِبْحُ
فَضَعْضَعْتَ تيجانَ الضَّلالِ بوقْعَةٍ / عَلَى الشِّرْكِ لا يُؤْسى لَهَا أَبداً جُرْحُ
ورَوَّيْتَ من ماءِ الجَماجِمِ والطُّلى / مُتونَ جِيادٍ شَفَّها الظَّمَأُ التَّرْحُ
بوارِقَ مَا أَوْمَضْنَ عنكَ لِناكِثٍ / فأَخْلَفَ من سُقْيا دَمٍ دِيمَةً تَسْحُو
صفائِحَ أَعداها سناكَ فأَشْرَقَتْ / وَلَمْ يَعْدُهُنَّ العفوُ منكَ ولا الصَّفْحُ
وزُرقاً تَعالى لِلْعُداةِ كَأَنَّما / تَطايَرَ من زَنْدِ المَنُونِ لَهَا قَدْحُ
هَوَادٍ إِذَا جَلَّيْنَ عنكَ لِناكِثٍ / فَحَتْمُ المنايا من لَواحِظِها لَمْحُ
وسابِحَةٌ فِي البَرِّ والبَحْرِ لَمْ يَزَلْ / بِبَأْسِكَ فِي بحرِ الدماءِ لَهَا سَبْحُ
إِذا جَمْجَمَتْ يوماً بِهَا منكَ صَوْلَةٌ / إِلَى الشِّرْكِ لَمْ يَمْلِكْ أَعِنَّتَها الكَبْحُ
رفَعْتَ براياتِ الهُدى من صدورِها / هوادِيَ أَدْنَى شَأْوِها الشَّدُّ والضَّبْحُ
فما حَمَلَتْ خَطْباً إِلَى دارِ خالِعٍ / وإِنْ عَزَّ إِلّا كَانَ أَيْسَرَهُ الفَدْحُ
ولا وَطِئَتْ لِلْكُفْرِ أَرْضاً وإِنْ نَأَى / بِهَا الغَوْلُ إِلّا مَسَّها مِنْهُمُ قَرْحُ
فَكَمْ رَوَّعَتْ لِلْغَيِّ فِي عُقْرِ دارِهِ / حِمىً لَمْ يُرَعْ من قَبْلِهِنَّ لَهُ سَرْحُ
بكُلِّ حَمِيِّ الأَنْفِ دونَكَ لَم يَخِمْ / بِهِ ساعِدٌ عَبْلٌ ولا صارِمٌ شَبْحُ
تَحَلَّوا فَنَاطُوا بالْعَوَائِقِ فِي الوَغَى / جيوباً كِراماً حَشْوُهُنَّ لَكَ النُّصْحُ
وكم طَردُوا من تحتِ غيلٍ وغابَةٍ / إِلَيْكَ أُسوداً مَا يُمَلُّ لَهَا ذَبْحُ
وسِرْبِ مهاً أَخلى الهياجُ خدودَها / فأَسفر عن أَحداقِها الضَّالُ والطَّلْحُ
لَوَاهٍ عن الأَكفاءِ عِزَّاً وإِن تَقُلْ / لَهَا بالقنا الخَطِّيِّ خِطْبٌ تَقُلْ نِكْحُ
تركْنَ عميدَ الشِّرْكِ مَا بَيْنَ جفنِهِ / وبَيْنَ غِرارِ النَّوْمِ عهدٌ ولا صُلْحُ
يلوذ بِشُمِّ الراسياتِ وسَحْرُهُ / من الطَّوْدِ شِعْبٌ للمُخاتِلِ أَوْ سَفْحُ
وَمَا كَرَّ إِلّا نادِباً لمعاهِدٍ / لَكَ الفَوَحُ الباقِي بِهَا وَلَهُ التَّرْحُ
ويا رُبَّ عِلْقٍ لَمْ يَسُسْهُ مُوَفَّقٌ / فَوَفَّرَهُ جودٌ وبَدَّدَهْ شُحُّ
تركْتَ لعينَيْهِ مقاصِرَ عِزِّهِ / وأَحْسَنُ مَا حَلَّيْتَ أَوْجُهَها القُبْحُ
وأَوطأْتَ أَيدي الخيلِ بَيْضَةَ مُلْكِهِ / فأَقْلَعْنَ لا قَيْضٌ هُناكَ ولا مُحُّ
وإِنْ حَمَتِ الآجالُ بَعْضَ حُماتِهِ / فإِنَّكَ فِي أَعجازِ ليلِهمُ صُبْحُ
وأَنْتَ رَكزْتَ الملك فِي الأَرضِ مثلَما / يُثَبِّتُ فِيهَا ذُو الجلالِ وَمَا يمحُو
لقد كَدَحُوا نَكْثاً لعهدِكَ منهمُ / فَخُيِّبَ ذَاكَ السَّعيُ وانقلبَ الكَدْحُ
وأَمْسَوا وأَضْحَوا مُوجِفِينَ ببغيِهِمْ / إِلَى نِقَمٍ أَمسَوْا لَهُنَّ وَلَمْ يُضْحُوا
موارِدُ لا مرعى السيوفِ بِعُقْرِها / جديبٌ ولا شُرْبُ الرِّماحِ بِهَا نَشْحُ
سريتَ لَهُمْ بالخَيْلِ فِي ظِلِّ غَيْهَبٍ / من الليلِ مَا يُطْوى عَلَيْكَ لَهُ كَشْحُ
تقابَلَ فِيهِ البدرُ والبدرُ والقنا / وزُهْرُ نجومِ الليلِ والجُنْحُ والجُنْحُ
وسبطانِ من أَملاكِ يعرُبَ أَقْدَما / بأَجنادِها كالنجمِ يَقْدُمُهُ النَّطْحُ
سِراجانِ للإِسلامِ مَا طَلَعَا مَعاً / عَلَى الخطبِ إِلّا بَشَّرَ اليُمْنُ والنُّجْحُ
فهذا حسامٌ فِي يدِ الملك قاضِبٌ / رَسُوبٌ وهذا فِي يمينِ الهُدى رُمْحُ
هو الحاجِبُ المُحْتَلُّ من رُتَبِ العُلا / بِحيثُ تناهى الفخرُ والحمدُ والمدحُ
وأَنْفَسُ نفسٍ فِي الوَرى غيرَ أَنَّهُ / إِذَا لَقِيَ الأَعداءَ فَهْوَ بِهَا سَمْحُ
وصِنْوُ عُلاهُ ناصِرُ الدَّولَةِ الَّذِي / يفوزُ لَهُ فِي كُلِّ مكرُمَةٍ قِدْحُ
فتِلكَ الرُّبى من بَنْبِلُونَةَ والحِمى / منَ الرَّاحِ مُسْوَدٌّ بأَرْجائِهِ الصُّبْحُ
وبيعَةُ شَنْتَ اقْروجُ أَوْرَيْتَ فَوْقَها / سَنا لَهَبٍ فِيهِ لَعَمْيائِها شَرْحُ
وَكَانَ لَهَا الفِصْحُ الأَجَلُّ فأَصْبَحَتْ / لنارِكَ فِصْحاً مَا لَهَا بَعْدَهُ فِصْحُ
فلِلَّهِ عَيْنا من رأَى بِكَ صَرْحَها / ومِنْ جاحِمِ النِّيرانِ فِي سَمْكِهِ صَرْحُ
رفعتَ من الصُّلْبَانِ فِي عَرَصاتِها / وقُوداً لَهُ فِي وَجْهِ رُومِيَّةٍ لَفْحُ
وفَجَّرْتَ فِيهَا من دِماءِ حُماتِها / بُحُوراً لَهَا فِي تاجِ مُلكِهِمُ نَضْحُ
وأَشرعْتَ فِي أَرجائِها كُلَّ ثاقِبٍ / لَهُ فِي شَغافِ القلبِ من قَيْصَرٍ جُرْحُ
طوالِعَ من آفاقِ جيشٍ كَأَنَّهُ / بِخَرْقِ المَلا كِسْفٌ من الليلِ أَوْ جُنْحُ
يضِلُّ مدى الأَبصارِ فِي جَنَبَاتِهِ / ويَحْسرُ عن غاياتِهِ الرِّيحُ والضِّحُّ
فجوزيتَ عن سعيِ البِلادِ بأَنْعُمٍ / ذخائِرُها فَوْزٌ وعاجِلُها فَتْحُ
ووُفِّيتَ أَجْرَ الصابِرينَ مُضاعَفاً / من الدينِ والدُّنيا لَكَ المَنُّ والمَنْحُ
ومُلِّيتَ شهراً للصيامِ نَسَكْتَهُ / بأَشْفاعِ غزو دأْبُها الضربُ والكَفْحُ
ولا زَالَ عِزُّ النصرِ والفتحِ عامِداً / لآيةِ مَا يَنْوِي وآيَةِ مَا يَنْحُو
شِيمَا سَنا البارِقِ المنهلِّ فَالْتَمِحا
شِيمَا سَنا البارِقِ المنهلِّ فَالْتَمِحا / أَيَّ السُّرى أَمَّ أَمْ أَيَّ البلادِ نَحا
واسْتَخْبِرَا نَفَحاتِ الرِّيحِ هل سَبَكَتْ / دُرّاً من التِّبْرِ أَوْ شابَتْ دُجىً بِضُحى
أَمِ استهامَتْ هوادِي اللَّيْلِ فاقْتَبَسَتْ / أَمْ هل تَضَلَّلَ حادِي المزنِ فَاقْتَدَحَا
سارٍ كَأَنَّ اضطرامَ الشَّوْقِ أَقلقَهُ / فليسَ يَرْقَأُ منه مدمَعٌ سَفَحا
ومستهِلُّ حياً أَحْيا الوَرى غَدِقاً / بَلْ طائرٌ بِتَباشِيرِ المُنى سَنَحا
سناً تأَلَّقَ فِي دارٍ يُبَشِّرُنا / دُنُوُّهُ بِتَلَقِّي شاحِطٍ نَزَحا
هي السَّوَانِحُ للمنصورِ قَدْ نَطَقَتْ / بقُرْبِهِ وخفاءُ الفأْلِ قَدْ بَرِحا
لعلَّ قادِمَ بُشْرَاهُ يُخَبِّرُنا / عن هاجِسٍ بأَمانِي النَّفْسِ قَدْ نَجَحَا
برقٌ تهلَّلَ فِي المزنِ الهَتُونِ كَأَنْ / من وجهِهِ ضاءَ أَوْ عَنْ كَفِّهِ سَمَحا
والرِّيحُ تسحَبُ ذيلَ القطرِ فِي أَرَجٍ / وَحْفٍ كَأَنَّ بِرَيَّا ذِكْرِهِ نَفَحا
إِنَّ المَلا بجنودِ الأَرضِ قَدْ بَجَحَتْ / والجَوُّ من رَهَجِ الفرسانِ قَدْ طَفَحا
بكُلِّ مُعْتَنِقِ الأَقرانِ فِي كُرَبٍ / لَوْ زُلْزِلَتْ قُنَنَ الأَطوادِ مَا بَرِحا
شَرى من اللهِ نَفْساً حُزْتَ طاعَتها / فأَحرزَ الدينَ والدنيا بِما رَبِحا
كَأَنَّهُ فِي مجالِ الخيلِ لَيْثُ شرىً / وعندَ مُزْدَحَمِ الفرسانِ قُطْبُ رَحى
يكَادُ يشتَفُّ نفسَ القِرْنِ من طَرَبٍ / إِذَا المهنَّدُ غَنَّاهُ بما اقْتَرَحا
وسابِحِ الشَّأْوِ مَا أَقْحَمْتَ هادِيَهُ / بحرَ المهالِكِ إِلّا غاضَ أَوْ سَبَحا
طِرْفٍ تقودُ عِنانَ الطَّرْفِ غُرَّتُهُ / إِذَا تعالى مُجِدّاً أَوْ وَنى مَرِحا
وأَزْرَقٍ يتلظَّى فوقَ عامِلهِ / شهابُ قَذْفٍ إِلَى العَيُّوقِ قَدْ طَمَحَا
ومُرْهَفٍ يَتَثَنَّى شارِباً ثَمِلاً / من طولِ مَا اغْتَبَقَ الأَرواحَ واصْطَبَحا
هاتِيكَ أَجنحَةُ الراياتِ خافِقَةً / إِلَى المُبارَكِ من جَوِّ العُلا جُنُحا
وقلَّبَ الملكُ فِي الآفاقِ مُنْتَظِراً / طَرْفاً إِلَى الغُرَّةِ العلياءِ مُلْتمحا
والأَرضُ قَدْ لبسَتْ أَثوابَ زَهْرَتِها / وقُلِّدَ الروضُ من أَزهارِهِ وُشُحا
والأَيْكُ يهفُو بأَنفاسِ الصَّبا سَحَراً / قَدْ هَبَّ مُسْتَنْطِقاً أَوْتارَهُ الفُصُحا
يا مَنْ إِلَيْهِ استطارَ الشوقُ أَنْفُسَنا / نَأْياً وآبَ فطارَتْ نَحْوَهُ فَرَحا
مُلِّيتَ حاجِبَكَ الأَعْلى ودُمْتَ لَهُ / وقُمْتَ بالشُّكْرِ فِيهِ للَّذِي مَنَحا
نجمٌ أَنافَتْ عَلَى الدُّنيا رِياسَتُهُ / ومَعْلَمٌ للهُدى والدينِ قَدْ وَضَحا
سَلَلْتَهُ لِحِمى الإِسلامِ مُنْتَقِماً / مِمَّنْ عَتا فِي سبيلِ اللهِ أَوْ جَمَحا
مُتَوَّجاً بسناءِ المُلْكِ مُشْتَمِلاً / بالحزمِ مُلتحِفاً بالبأْسِ مُتَّشِحا
مُسْتَنْصِرَ اللهِ فِي الأَعداءِ مُنْتَصِراً / لَهُ ومُستفتحاً باللهِ مُفْتَتِحا
ملاذُنا من صروفِ الدهرِ إِن طَرَقَتْ / دُهْماً ومفزَعُنا فِي الخطبِ إِن فَدَحا
الشِّعْرُ أَجْدَرُ أَن يلقاهُ مُعْتَرِفاً / بالعجزِ عَمَّا يُناوِي منه مُمْتدِحا
والصُّحْفُ تَنْفَذُ والأَقلامُ عاجِزَةٌ / عن خَطِّ مَا اجْتَثَّ من أَعدائِهِ وَمَحا
فَعِشْ ودُمْ وابْقَ واملِكْ واقتَبِلْ نِعَماً / واحلُلْ منيعاً من المكروهِ مُنْتَزِحا
وقَرَّ عيناً بِسِبْطَيْ حِمْيَرٍ حِقَباً / مُستوفِياً فيهما آمالَكَ الفُسُحا
بَدَا لَكَ نَجْمُ السَّعْدِ واطَّلَعَ النُّجْحُ
بَدَا لَكَ نَجْمُ السَّعْدِ واطَّلَعَ النُّجْحُ / فبِاللهِ فَاسْتَفْتِحْ فقد جاءَكَ الفَتْحُ
وَقَدْ قَدَّمَ النَّصْرُ العزيزُ لِواءَهُ / وقبلَ طُلوعِ الشَّمْسِ يَنْبَلِجُ الصُّبْحُ
فَقُدْ فِي سبيلِ اللهِ جَيْشاً كَأَنَّهُ / من الليلِ قِطْعٌ طَبَّقَ الأَرضَ أَوْ جُنْحُ
كتائِبُ فِي إِقدامِها الحَقُّ والهُدى / وأَلوِيَةٌ فِي عَقْدِها اليُمْنُ والنُّجْحُ
فَقَدْ حانَ يومُ الفتحِ واهْتَزَّتِ المُنى / وصَحَّ رَجاءُ السَّيْفِ واستبشَرَ الرُّمْحُ
وحَنَّتْ إِلَى يَومِ اللِّقاءِ سَوَابِحٌ / لَهَا فِي بِحارِ المَوْتِ نَحْوَ العِدى سَبْحُ
حَمَلْتَ عليها كُلَّ حامِلِ نِعْمَةٍ / بيُمْناكَ مقروناً بِهِ الصِّدْقُ والنُّصْحُ
بضائِعُهُمْ فِي مَتْجَرِ الحَرْبِ أَنْفُسٌ / رِضاكَ لَهَا فِي كُلِّ مَلْحَمَةٍ رِبْحُ
فيا أَنْفَسَ الأَملاكِ نَفْساً وإِنَّهُ / بِهَا فِي سِبيلِ اللهِ يَوْمَ الوَغى سَمْحُ
ويا أَيُّهَا المشغوفُ بالبأْسِ والندى / وَمَا زالَ مشغوفاً بِهِ الحمدُ والمدحُ
وبَحْرُكَ مَوْرُودُ السَّواحِل مُفْعَمٌ / وعَبْدُكَ قَدْ أَوْدَى بِهِ الظَّمَأُ البَرْحُ
إلى أيِّ ذكرٍ غيرِ ذكرِكَ أرتاحُ
إلى أيِّ ذكرٍ غيرِ ذكرِكَ أرتاحُ / ومن أيّ بحرٍ بعد بحرِكَ أمتاحُ
إليكَ انتهى الرِّيُّ الَّذِي بكَ ينتهي / ولاحَ ليَ الرأيُ الَّذِي بكَ يَلتَاحُ
وفي ماِئكَ الإغداقُ والصَّفوُ والرَّوى / وَفِي ظلِّكَ الريحانُ والرَّوحُ والرَّاحُ
وكلٌّ بأثمارِ الحياةِ مُهَدَّلٌ / وبالعطفِ مَيَّاسٌ وبالعُرفِ مَيَّاحُ
فأغدَقَ للظمآنِ مَحْياً ومَشرَبٌ / وأفْصَحَ بالضَّاحِي غُصُونٌ وأدواحُ
تُغَنِّي طيورُ الأمنِ فِيهَا كأنَّما / بِعَلْيَاكَ تشدو أو بذكرِكَ ترتاحُ
فألحانُها فِي سَمْع من أنتَ حِزْبُهُ / أغانٍ وَفِي أسماعِ شانِيكَ أنْواحُ
وكم قُدْتَ للأَعداءِ من حُزْنِ ليلةٍ / ضُحاها لمن والاكَ غُنْمٌ وأفراحُ
سموتَ لَهَا باسمٍ وفعلٍ كِلاهُما / بِسَيْفِكَ فِي الهيجاءِ أزْهَرُ وَضَّاحُ
جِهادٌ وَفَتْ آياتُ فِعلِكَ باسمِهِ / كَمَا شَرَحَ المعنى بيانٌ وإيضاحُ
وكالجَيشِ إذ أعلقْتهُ مِنكَ نِسبَةً / بِعِزَّتها تعلُو الجيوشُ وتجتاحُ
أبُوَّةُ آباءٍ لأبناءِ مُلْكِهِ / مَشابِهُ يحدوهنَّ صِدقٌ وإفصاحُ
فما ظَلَموها قائمينَ بشِبهِها / إذا غَوَّروا تحتَ السَّنَوَّرِ أو لاحوا
سوابِغُ لَمْ تُخْلِلْ بِصِبغِ جُسومِهم / إذا مَا غَدَوا فِي لبسِ نُعماكَ أو راحوا
ولا أسهَكَتهُمْ فِي سبيلِك لِبسةٌ / بإسهاكِها طابوا ومن رِيحها فاحوا
وكم من فَتىً أعْدَيتَهُ منكَ شِيمَةً / يَشُمُّ بِهَا ريحَ العُداةِ فَيَرتاحُ
ويُزْجِي منَ الخَطِّي أشطانَ ماتِحٍ / إلى قُلُبٍ وَسْطَ القلوبِ فَيَمتَاحُ
وبَدْرٍ إذا مَا غُمَّ فِي رَهَجِ الوغى / تَجلَّى بِهِ قَرنٌ من الشمس لَمَّاحُ
وقرمٍ لِشَولِ الحق إن حالَ وَسْقُها / تَجلَّلهَا منه ضِرابٌ وإلقاحُ
جَعلتَ عَلَيْهِ البَرَّ والبحرَ إسْوَةً / ففي البرِّ طيَّارٌ وَفِي البحرِ سَبَّاحُ
وأقبَستَهُ من نورِ هَديِكَ فاهتَدى / إلى حيثُ لا يُهدْى شِراعٌ وَمَلّاحُ
بفلكٍ كأفلاكِ السَّماءِ نُجُومُها / كَمِيٌّ ونَبَّالٌ وشاكٍ ورَمَّاحُ
وغُرٌّ إلى الغاباتِ هِيمٌ نوازِعٌ / تهيم بِهَا فِي لُجَّةِ البحرِ أشباحُ
قَرَعتَ بِهَا أمواجَ بَحرٍ تركتَهُ / وأمواجُهُ تحتَ الكلاكِلِ أطلاحُ
مفاتيحُ أقفالِ الفتوحِ الَّتِي نأَتْ / وأنتَ بِهَا في طاعَةِ اللهِ فتّاحُ
وصابحَةٍ للمسلمين بغارَةٍ / غنائمُهُمْ فِيهَا تَمورُ وتَنساحُ
حَكَمتَ بِرَدِّ الحقِ عنها فأسمَحَتْ / ولولا ظُبَاكَ الحُمرُ مَا كَانَ إسماحُ
غداةَ طَمَستَ الغَيَّ منهم بوقعَةٍ / وَمَا قَدرُ مصباحٍ إذا لاح إصْباحُ
مآثِرُ لَمْ يَعطَل بِهَا قَرنُ ناطِحٍ / وكيفَ وقَرنُ الحقِّ عَنهُنَّ نَطَّاحُ
قد اكتُتِبَتْ فِي اللَّوحِ فخراً مؤيَّداً / صُدورُ الدُّنا منها سطورٌ وألواحُ
وآمالنا فِيهَا بضائِعُ مَتجَرٍ / سجاياكَ أموالٌ لهُنَّ وأرباحُ
مساعِيَ أبقينَ الدهورَ كأَنَّها / جُسومٌ لَهَا منه نفوسٌ وأرواحُ
محاسِنَ تتلوها الليالي كأنَّها / علومٌ إليها تَستَهلُّ وترتاحُ
فلو أُعطِيتْ غِيدُ الكواعبِ سُولَها / لَصِيغَ لَهَا منها عُقودٌ وأوْضاحُ
وبأسٌ لَوِ استعطى الكماةُ فُضُولَهُ / لقُدَّ لهُم منه سيوفٌ وأرماحُ
إليها حَدَتني حادِثاتٌ كأَنَّها / بَوارِحُ يَحدُوهُنَّ بَرحٌ وأبرَاحُ
عَلى غَولِ بحرٍ من هُمومٍ عُبابُهُ / بِرَحلي إلى غَول المتالفِ طوَّاح
إذا رام تغريقي فَلُجٌّ وغَمرةٌ / وإن مُدَّ فِي ظِمئي فآلٌ وضَحضَاحُ
وحَسبيَ منه فِي الهواجِرِ والسُّرى / جَناحٌ لَهُ من حُسنِ ظَنِّي وإنجاحُ
وشَأوُ مَدىً فِي مورِدِ النُجحِ شارِعٌ / وزندُ هدىً فِي فحمةِ الليلِ قَدَّاحُ
إذا مَدَّ إظلامُ الأسى ظُلَمَ الدُّجى / تَمَثَّلَ لي من نورِ وجهِكَ مِصباحُ
وإن أبهَمَتْ أقفَالَها عَنِّيَ الفَلاَ / تَخَيَّلَ لي من بِشرِ برِّكَ مِفتاحُ
فما صَدَّني عن مُلتَقى الغِيلِ ضيغَمٌ / ولا راعَني فِي مَورِدِ الماءِ تِمساحُ
ولا بَرَّحَتني يَا مُوفَّقُ نشوةٌ / سجاياكَ لي فِيهَا كؤوسٌ وأقداحُ
فكلُّ فؤادٍ مُخْلِصٍ فيكَ مُخلَصٌ / وكلُّ لسانِ صادِقٍ لَكَ مَدَّاحُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025