المجموع : 11
نورُ الهداية ما أضاءَ ولاحا
نورُ الهداية ما أضاءَ ولاحا / فقِفِ السّفينَ وبَشّر المَلاحا
وَسَنى الإمارَة ما تطَلّع في الدُّجى / مِنْ قبْل إسْفارِ الصّباح صبَاحا
فَاعْقِل بِأبْحُرِها جَواريكَ التي / جَازَتْ إلى الفَوْزِ الرّباحِ رِياحا
واعقِد بمظهرِها وحَسبُك مطمَحا / طَرْفاً إلى أمثالِها طمّاحا
هذي مَطالعُ نجلِها بل نَجْمِها / تَصفُ السماء وبَدْرهَا الوَضّاحا
قَدْ أوتِيَتْ من كلّ حسنى سُؤْلها / بَأساً تُسعّرُ نَارُهُ وَسمَاحا
فَامْثُلْ بِنَاديها الذي فاضَ النّدى / مِنْ جَانِبَيْهِ فَسَحّ ثُمَّتَ ساحا
والْثمْ أنامِلَ شَرّفتْ ما صرّفَتْ / صُحُفا تناذَرَها العِدى وصِفاحا
واصدف عن البحرِ الذي ألْفَيتَه / ثَمداً لِبَحر نوالِها ضَحضَاحا
واصْدُرْ عَن الملحِ الأجاجِ مُسوّغاً / عَذْباً فُرَاتاً للسّمَاحِ قَراحا
وكَفاك لُبّا أن تُجاوِر دونَه / مَلِكاً لُباباً في المُلوكِ صُراحا
يا حَبّذا يعتام أشرَفَ غايَة / لا تَبْتَغي عَنها الوُفُودُ سَراحا
بُشْرى لآمالٍ جَنَتْ مَنْ أمّها / في يَمِّها طَيّ النجاة نَجاحا
ولأنْفس جَنَحَتْ إلى سُلْطانِها / فَضَفَا عَلَيهِنَّ القُبولُ جَنَاحا
رَكِبَتْ إلى الكرَم الجموح عنانُه / سَلْسَ العِنانِ وإنْ أسَرَّ جِماحا
طَفَح السّماحُ لها فلَمْ تَعْبَأ بِهِ / بَحْراً يَعُبُّ عُبَابُه طَفّاحا
حَيّتْ أبَا يَحيى الأمِيرَ وإنّما / حَيّتْ بِه الأنْسامَ والأَرواحا
مَلِكٌ تَبحْبَحَ في المكارمِ والعُلى / وتَتَقيل الإصْلاحَ والإسْجاحا
مَلأ البسيطَة مَا لَهُ مِنْ بَسْطَةٍ / خَيْلاً أغَاثَ بِهَا الهُدَى وسِلاحا
وأبادَ مَنْ ألِفَ العنادَ فَلمْ يدَعْ / حَيّاً بأَطرافِ البلادِ لقاحا
كُفِيَ القتال فسَعدُه يغشى الوَغى / قدَراً مُبيراً لِلْعُدَاةِ مُتاحا
جُنْدُ السعودِ كَتيبةٌ مَنصورَةٌ / تَتْلو كتِيبَتَهُ الرّداحَ رَداحا
يَنْميهِ لِلشّرف الذِي لا يُرْتَقى / بَيْتٌ غَدَا جَار النجوم وَراحا
مِنْ دَوْحةِ المَجْد التي أعراقها / وغُصونُها لا تُشْبِهُ الأدْوَاحا
ومَعَادِن الكَرَم التي أَوصافها / تستغرقُ الأوصافَ والأمداحا
كالطّود إلا عِندَ نَغْمة مادِحٍ / فَهُناك يَجْمعُ لِلأناة مُزَاحا
يَهْوى التواضعَ وهوَ في بيْتِ العُلى / ويَرى الفخار بِما حواهُ جُناحا
يَلْقى الخُطُوب بغُرّةٍ منْ شأنِها / أنْ تفضَحَ الإصْباحَ والمِصْباحا
وأسِرّةٍ عَنْ بشْرِها ورُوائِها / نَروِي أحاديثَ السّماح صِحاحا
كالبَرْقِ لمّاعاً يُبَشِّر بالحَيا / مَنْ بات يَحْسَبُ خفقَهُ لَمّاحا
يَا أيُّها المَنْصُورُ بُشْرَى بالَّتي / أوْقَعْت فيها بالعِدى سَفّاحا
مَهّدْتَ أكْنافَ البَسيطَة بَاسِطاً / يدَكَ العليةَ باللُّهى مَيّاحا
ومحَوْتَ آثارَ الفَسَادِ فعُوّضَت / بِظُباكِ أمنا شَامِلاً وصَلاحا
دُنْيَا كَمَا طَلَعَ الرّبيعُ فلا تَرى / إلا تِلاعاً نضْرَةً وَبِطاحا
وإياَلةً مَهْديّةً عُمَريّةً / أوْدى بِدَعْوَتِها الضّلالُ وَطاحا
طابَ النسيمُ بِما حوَى مِنْ طِيبِها / فيهبُّ مِنْ تِلْقَائِها نَفّاحا
حَسْبِي على البابِ الكريمِ وِفَادَةٌ / جُعِلَت لأبوابِ الغِنى مِفْتاحا
قَضَت السعادةُ أنْ أطولَ بِها يَداً / في الوافِدينَ وَأن أفوزَ قِدَاحا
جُمل من البرَكاتِ أقْنعت المُنى / لَو أنّني أقْنَعْتُها إيضاحا
لكِنْ عَلَيّ بأن أقومَ بِشكرها / غَرِداً عَلَى أفْنانِها صَدّاحا
طَلَعتْ عَليكَ معَ المساء صَبَاحا
طَلَعتْ عَليكَ معَ المساء صَبَاحا / فوَشى بِمِشْيَتِها النسيمُ وَباحا
ما في قِوَى الأرواحِ كتمان الشذى / أفضحْ بِمَنْ يَستَكْتمُ الأَرواحا
هَيْفَاءُ لم تنهَض بِخصْرٍ أهْيَفٍ / إلا وَنَتْ رِدْفاً يَنُوءُ رَدَاحا
خَصْراً إذا مَازال عَنْهُ وشاحُه / ثَبتَتْ ذَوائِبُها علَيهِ وِشَاحا
أعْدى شَمائِلها فَكادَت رقّةً / تَسْري نَسيماً بُكْرَةً ورَوَاحا
تَعِس المُفَنِّد هبّ يَلْحى في الهَوى / ما لاحَ مِنْ رُشْدٍ لَهُ إذْ لاحا
يَبْغِي لدَيّ مَع العلاقة سَلْوَةً / أَرَأَيتَ مَحْظوراً يُعَدُّ مُبَاحا
باللّهِ كَيْفَ يفيق مِن سَكرَاتِه / مَنْ نَادم الأحْدَاق والأقْدَاحا
ما ضَرّ قَاتِلَة النُفوسِ بِدَلّها / أَلا تُقلدَ من سِواه سِلاحا
لَم تُرسِل الطّرف المعلّم صَيدُها / إلا استَباحَ الأصْيَد الجَحْجاحا
بِأَبي التي نَهَدَتْ لِحَرْبِيَ ناهِداً / في السِّلْم تَعْتَقِلُ الثدي رِماحا
تُفاحَتانِ بِخُوطِ بَانٍ بَانَتا / ما البانُ مِما يُثْمرُ التُّفاحا
أَلِفَ التأوُّدَ عِطْفُها فَتَخالُه / غُصْناً وإنْ لَمْ يَأْلَفِ الأدْواحا
وَكأنّما سُقِيَ النَّعيم سُلافَةً / فاهتَزَّ مِنْ طَربٍ لها وارْتاحا
راضَت محاسِنُها الجَموحَ على الهَوى / فانْساقَ حتّى ما أطاقَ جِماحا
كمْ بارقٍ بَيْنَ العُذَيب وبارقٍ / يبْدو لَزنْدِ صَبَابَتي قدّاحا
هَجَع الخَليُّ بِهِ وبِتُّ مقلِّباً / طَرْفاً إلى إيماضِهِ طَمّاحا
كَلِفاً بأيّامٍ سَلَفْن خِلالَها / خَلَّفْنَ ذِكْرَ عُهُودِها نَفّاحا
إنّي لأجنَحُ للأوانِسِ كالدُّمى / سَلِسَ العِنان ولا أخَافُ جُناحا
وأقومُ في النّادي أُحَدِّث بالنّدى / سَكِراً يُضَمِّخُ طِيبُه الأَمداحا
لا يُنْفِدُ الأَرباحَ آمِلُ دَولَةٍ / حَفْصِيَّةٍ رَأَتِ السّماحَ رباحا
هَذي مَواهِبُها تُفاضُ على الوَرى / كالغَيْثِ طَبَّق أجْبُلاً وَبِطاحا
وإِذا صُراحُ المَدْحِ لاقَى رَبّها / لاقى لُبَاباً في المُلوكِ صُراحا
قَسَماً بِيَحيى المُرْتَضى لَقَدِ انْتَضى / مِنْ بَأْسهِ مِثْلَ الصِّفاحِ صِفاحا
وقَضى على العافي مُقيد جُودِهِ / ألا يُسَرّحَ عَنْ ذَراهُ سَراحا
ما أوْضَحَ البُرهانَ إنَّ له العُلى / عادِية والسُّؤدَد الوَضّاحا
حاطَ الهُدى بجِلادِهِ وجِهادِهِ / فَكَبا لِمِعْطَسِهِ الضّلال وَطاحا
لا تأْتَلي الأقْدارُ تُولِي قَدْرَهُ / فَتْحاً إِذا ما حاوَلَ اسْتِفْتَاحا
وَلهُ الجِيادُ بدت ظِباءً في الوَغَى / وعَدَتْ لِتَقْتلِعَ العُدَاة رِياحا
ما أصبَحَتْ عُرْساً ترنُّ قِيانُها / إلا وأمْسَتْ مَأتَماً ونُواحا
أمْضى من الماضين عزْماً صادِقاً / يَسْتقْصرُ المَنْصورَ والسفّاحا
لا غَرْوَ أن كَمُلَت أدِلّةُ فَضْله / لمّا بدا فَضْلُ الكَمالِ وَلاحا
فالبَدْرُ غاضَ بوَجْهِهِ إِشراقُه / والبَحْرُ آضَ لِكَفّه ضَحْضاحا
وافى لِما نَقَص المُلوكُ مُتَمِّماً / فاستَعمَلَ الإصلاح والإسْجاحا
الطولُ بَين يَمينِه وجَبينه / ما نَعَّم الأشْباح والأرواحا
قد ألْقَحَ الحَرْبَ العَوانَ فلم يدَعْ / حَيّاً بأجْوازِ الفَلاة لَقاحا
هَذا العُدا مُتلاقِيا فِئَة الهُدَى / فَتَقَسّمُوا الأتراحا والأفراحا
إنْ كانت الأيّام بُهْما قَبْلَه / فَلَشَدّ مَا كُسيَتْ بِهِ إِفْصاحا
أو لُحْن مَرْضَى لا شِفاءَ لِسُقْمِها / فَالآن لما صحَّ رُحْن صَحاحا
للّهِ أَضْحَى زَانَهُ بِبَهائِهِ / كالشّمْسِ زَانَ شُعاعُها الإصْباحا
عِيدٌ بإنْجازِ الوُعُودِ مُبَشِّرٌ / مَا انْحَازَ مِنْهَا جَانِباً وانْزَاحا
إنَّ الأمِيرَ وخُلّدَت أيّامُهُ / وَسعَتْ سَعَادَتُه الوجودَ صَلاحا
جُعِلَ الزمانُ بِه رَبيعاً كُلُّه / فَجَعَلْت رَيْحَاناً حُلاه وَرَاحا
أذِنَتْ أرْضُ العِدَى بافْتِتَاح
أذِنَتْ أرْضُ العِدَى بافْتِتَاح / هَلْ وَرَاءَ الليْل غَيْرُ الصّباح
مَا عَدَوْا أنْ هَيّجُوا لافْتِراس / وهُمُ الذُّؤْبانُ لَيْثَ الكِفاح
قَدحوا زَنْدَ الوَغَى فَاسْتَحَثُّوا / مَنْ لَهُ فِيها مُعلّى القِداح
لَقِحَتْ حَرْبُهُمُ عَن حِيَالٍ / أنِسُوا إلْحَاقَهُم باللقَاح
إنَّ للتّوْحيدِ عَزْماً صَحيحاً / يُوسعُ التَثليثَ كَرَّ اكْتِساح
وَيُساقِي الصُّفْرَ حُمْرَ المَنايا / بِالصّعادِ السمْر أو بِالصّفاح
وُعِدت أنْدلْسٌ مِنْهُ بِيَومٍ / هِي لاسْتِقْبَالِهِ في ارْتِيَاح
كُلُّ أزْمٍ قَبْلَهُ وانَبِهَامٍ / لانْفراجٍ بَعدَهُ واتّضاح
إنْ يَكُنْ عِيداً لِنَحرٍ وذَبْحٍ / كَيْفَ شَاءَتْ فَالأعَادي أضَاحي
بالفَسَادِ اعْتَمَدُوا كُلّ صُنْعٍ / وعَلى الهادِي مَعَادُ الصّلاح
أحِمَى حِمْصٍ أبَاحوا جِهاراً / وحِماها لَمْ يَكُن بالمُباح
لا وَيَحْيَى المُرْتَضى لا هَنَاهُم / بِألِيمِ القَرْحِ وَرْدُ القَراح
إنّمَا يَرْقُبُ مِيقَات فَتْحٍ / هُو آتٍ في ضَمانِ النّجاح
ويُعيدُ البَرّ بَحْراً إلَيْهِمْ / ذا مَضَاء كالقَضاءِ المُتاح
مِنْ كَمُاةٍ في وثوبِ الضّواري / فَوْقَ خَيْلٍ في هُبوبِ الرّياح
كالرّماحِ الُمشْرَعات اهتِزازاً / هزّ أعْطَافِهِم بالْمَراح
وَدَمُ الأعلاجِ يَكْسو طُلاها / بَضّةً كالوَرْدِ فَوْقَ الأقاح
وهُناك الصّيدُ يَرْوِي صَداها / باغْتِبَاقٍ مِنْهُ إثْرَ اصْطِباح
وغِنَاءُ البيضِ في الهامِ يُنْسي / طِيبَ أصْوات المَثاني الفِصاح
إنَّ مِضْرابَ القُيونِ المُحَلّى / غَيْرُ مِضْراب القِيانِ المِلاح
مَوْقِفٌ للنّصْرِ يَنْعي النّصارى / فاضِحٌ للنّوحِ مِلء النّواحي
فَخْرُهُ وَقْفٌ على كُلّ حامٍ / فيهِ لِلأعْمَارِ بالسّيْفِ مَاح
غَزَلٌ يَهْوى خُدودُ المَواضي / دامِيَاتٍ أو قُدودَ الرّماح
لاعْتِناق البُهْمَةِ الذّمْر يَصبْو / سَلْوةً عَن كُلّ خَوْدٍ رَداح
وبِروْح اللّه يُبْدى هُياماً / لا بِرَيْحان جَنِيٍّ وَراح
لم يَضِقْ بالصَّوْلِ والطَّوْلِ ذَرْعاً / كيفَ والبأسُ مُؤاخي السّمَاح
وَمِنَ الأقْدارِ أَعْوانُ صِدْقٍ / ليسَ لِلْقَتْلى بِها مِنْ جِراح
فَتَرى الأبْطَالَ صَرْعى ولكنْ / ما عَلَيْهَا أَثَرٌ للسّلاح
دَنَتِ الرّوم لِتَنْأى نَجاةً / كَمْ تَدانٍ مُؤْذِنٌ بِانْتِزاح
إنَّما عَزْمُ إمامٍ مُطاع / أمْرُهُ في كلِّ حَيّ لَقاح
يَسْكُنُ الدّينُ لأقوى عِمادٍ / مِنْهُ والدُّنيا لأقْوى جَناح
هَذهِ العُرْبُ استَكانتْ وكانَتْ / في التّعاصي مَثَلاً والجِماح
ولَها في العُجْمِ عَوْداً كَبَدْء / فَتْكُ ذي الدِّرعِ بذاتِ الوِشاح
إنَّما يَحيى حَياةُ البَرايا / وَكَفاها مِن حَياً مُسْتَماح
أسْلَفَتْ صدْقَ جُنوح فَأَلْفت / مَع رَفْعِ الخَوْف خَفضَ الجَناح
دَوْلَةٌ حَفْصِيّة في اقْتِبالٍ / وعُلىً مَهْدِيّةٌ في طِماح
مُنْتَهَاهَا في عَدِيّ بْن كَعْبٍ / وذُرَاها في الُّلبابِ الصُّرَاح
نَيّرُ الأرْض سَنىً في اتّضاحِ / نَيِّرُ الأفْقِ به في افْتِضاح
وَمُلوك العَصرِ باؤوا بِعَجْزٍ / عَن فتوح سنها أوْ مِنَاح
مِنْ صِيَالٍ نَارُهُ في اضْطِرامٍ / ونَوالٍ ماؤُهُ في انْسِياح
ولَقَدْ آلَتْ مَعَالِيهِ ألا / يَظْفَرُوا مِنْ رَوْمِها بِاقْتِراح
أيْنَ أعْرَابُ الصّواحي سَناءً / وغَنَاءً مِنْ قُريش البِطَاح
عِلْمُهُ مِنْ حِلْمِهِ لانْفِتاحٍ / ذاكَ كالبَحْرِ وَذا لانفِساح
وأحاديثُ النّدى عَنْ يَديهِ / مُعْرِقاتٍ في الغرابِ الصّحاح
أيُّها المولى تُوافي الأَيادِي / والقَوافِي لا تَفِي بامْتِداح
عُذْرُها في ذُعْرِها مِن جَلال / مَا عَلَى هَائِبه مِنْ جُنَاح
يا لَها كَدّت قِواها وَأَكدتْ / رُبّ زَنْدٍ صَالِدٍ في اقْتِداح
إنْ تَكُنْ مِنْ غَيْرَةٍ في اقْتِتَالٍ / فَاللُّهى مِنْ كَثْرةٍ في اصْطِلاح
يَدُكَ العُليا حَبَتْ كُلّ حُذْيا / مَا لإرْبَاحِي بِها من بَراح
بُورِكَتْ مِنْ رَاحَةٍ سَوّغَتْنِي / في بَكورِي لثْمَها أوْ رَواحي
أَحَدّ لِسَانَ الشُّكْرِ جلْبُ المنائِح
أَحَدّ لِسَانَ الشُّكْرِ جلْبُ المنائِح / فَلا غرْوَ أنْ غارَتْ عيون المَدَائِح
وَمَا هُوَ إلا الجُودُ رَبَّ صَنِيعه / فَأَرْبَى عَلى شُمِّ الأماني الطّوائِح
وَما هُو إلا المَجْدُ عبّ عُبابُه / فَأَزرَى بِتَيّار البِحَارِ الطَوافِح
أفَانينُ آلاء وَشَتّى عَوارِفٍ / بواسِم أَثناء الخُطوب الكَوالِح
أرَمّ لدَيْها هيْبةً كلُّ مادِح / وَأقْصرَ عَجزاً دُونَها كُلُّ مانِح
تَروحُ وتَغْدُو بِالحَياةِ وَرَوْحها / فَقُلْ في غَوادٍ بِالحياةِ رَوائِح
فَمِنْ بدرٍ ضعْفِ النجوم اللوائِح / ومِنْ خِلَع مِلْء العُيونِ اللّوامِح
صَرَفْتُ بِها وَهي الدّواني قُطوفُها / عَلائِقَ شَوْقٍ لِلدّيَارِ النّوازِح
وَرَاجَعت بالبُشْرى نُفُوساً عَهدَتها / مُخَاطَبَةً مِن عطفِها بِمفَاتِح
وقُلْتُ لأبنائي وَقَد نُبّئوا التي / ثَنَتْهُم ثناءً بينَ شادٍ وَمادِح
أسِرُّوا دُعاء للأميرِ وأعْلِنوا / وَلاءً عَلى نَهج من الشكر واضِح
فَهَذا رِضاهُ المُجتَلى غَير غامِضٍ / وَهَذا نَداهُ المُجتَنى غَير نازِح
عَوائِدُ مَنْصورِ الإمامَة رَحْمَةٌ / فَغَيْثٌ لِظَمآنٍ وَغَوْثٌ لِطائِح
أبُوحُ لِذِكراها ازدِلافاً لَدَيْهِما / وَما أَنا في شَيءٍ سِواها بِبائِح
وللّهِ فَوْزي مِن أمَانِيّ بالتِي / تَوشَّحَت فيها عزْم شَيحانَ شائِح
أَوَيْتُ إِلى دارِ الإمارَةِ أجْتَلِي / مَطالِعَ نُور لِلهِدايَة لائِح
وثُبْتُ إِلى سُلْطانِها مُتَوَسِّلاً / إلَيها بِها لا أَمْتَري في المَناجِح
على ثِقَةٍ مِن عَطفِها وقَبولِها / نَصيحَةَ كافٍ أو كِفايَة ناصِح
لأكْرَعَ مِن صفْوِ المَنَابِعِ فائِضٍ / وأرْتَعَ في نَضْرِ المَنابِتِ فائِح
فَصافَحتُ بالتَقبيلِ راحَةَ واهِبٍ / وَحَيّيْتُ بالتأميلِ صَفْحَة صافِح
وَلاقَيتُ لِلأَعلاقِ أجْود مانِحٍ / يَميناً وَللأغْلاق أسْعدَ فاتِح
وما راعَني إلا اكتِنافُ أمانِهِ / يُكافِحُ بَأساءَ الزَمانِ المُكافِح
وَقد أَسْأَرت مِنِّي مُساوَرَةُ الرّدَى / حَريبَ حُروبٍ مُغْنِماتٍ لواقِح
ألمَّت بِسيل للمَواطنِ جارفٍ / وعمّتْ بِوَيْل للبَواطنِ جَارِح
عَلَى حينَ دارَتْ بِالمَنايا كُؤُوسُها / فَمِنْ بَيْن مَصْبوح هُناكَ وصابِح
يُحَدِّثُ مِنْ أحْداثِها بِغَرائِب / لَها نِسْبَةٌ مَعروفَةٌ في الصَّحائِح
صَغَا لِلمَعالي مِنهُ عائِلُ صِبْيَةٍ / حَشَايَاهُمُ طَيَّ الحَشا والجَوانِح
يُصابِرُ ضَراء النّوائبِ والنّوى / وتَطوي علَيها الكَشْحَ خِيفةَ كاشِح
قَواريرُ لم يرْبَأ بِها البَحرُ سابِقاً / ولا ذادَ عَنها البَرُّ حَملَ الفوادِح
تكادُ عليها النّفْسُ تذهبُ حسرَةً / إِذا لَمَحتْها العَينُ وَسطَ الضَحاضِح
جَلاها لأبْصارِ الأَعادي جَلاؤُها / ظَواعِنَ عَنْ تِلك الرُّبى والأباطِح
فَلَوْ لَفَحَتْ أنْفاسُها زَهَراتِها / لَما نَسَمَتْ منها الرّياحُ بنافِح
كأنَّ حَماماً هادِلاً في خُدورِها / ولا نُطْقَ إلا بالدُّموعِ السَوافِح
وأشْرَقُ ما تَبدو عُيونا إذا بَدا / سنَا بارقٍ مِنْ جانِبِ الشّرقِ لامِح
وَما عَبَرَت إِلا أخا عبراتِها / غَداة جِراحِ البينِ مِلء الجَوارِح
وإنَّ اغْتِرابَ المَرْءِ صُغْرٌ نَبا بِه / فَعَاسِر عَليها خُطّةً أو فَسامِح
يحِنُّ جَناني رِقَّةً لأجِنّةٍ / ثَوَتْ في بُطونِ المُنْشَآتِ السَوابِح
وتُطوى عَلى نارِ التلهبِ أَضْلُعي / وَحامِي الجَوى مِن حائِماتِ الجَوانِح
مُتاحٌ مِن الأقْدارِ مَزَّقَ شَمْلها / بِكَسْحٍ مُغير أو إغارَة كاسِح
وخَافٍ من الألْطافِ أبْرَزها إِلى / مَنَاحٍ تَلافَتْ صَدْعَهَا وَمنائِح
بَرَدْنَ الصّدى لمّا ورَدن من النَّدى / علَى سَائِغ يُنْبُوعُهُ العدُّ سائِح
وَهَوَّنَتِ الجُلّى عَلَيها دَقائِقٌ / مِن اللحظِ أَعْيا بَعضُها كُلّ شارِح
أَلا حَبَّذا فُلْكٌ مَواخرُ زَاحَمَتْ / غَوارِبَ طامٍ لا يُنَهْنَهُ طامِح
جرَتْ فوقَ موْجٍ كالجِبالِ تَناوَحَتْ / فكيفَ نَجتْ مِن نَوْحِها المُتَناوِح
تَؤُمُّ إِماماً لم تَزل بِسُعودِهِ / تَسيرُ بِنا سَيْرَ النّواجي النّواجِح
مُلاقِيَةً في يَمِّها يُمْن أمنِها / بآيةِ إذْعانِ الصِّعاب الجَوامِح
وقَد حَكَم الإصفاقَ أنّ اقتِحامَها / إليهِ غِمارَ المَوتِ صَفقةُ رابِح
وَمَنْ يرْجُ يَحيى المُرْتَضَى لِحَيَاتِه / يَنَلْها على رَغْمِ الليالي الشّحائِح
فَبَرْقُ النّدى مِنهُ بِغُرّة ضاحِكٍ / وَزَنْد الوَغى مِنْهُ برَاحَة قادِح
إمَامُ هُدىً تَقْفو الأئِمةُ نَهْجَه / فَيَأتَمُّ مِنْهُمْ صالِحونَ بِصالِح
وَتَغْزو إذا يغْزو النجومُ عُداتَه / فمن رامحٍ يَقضي عَلَيها وذابِح
رَحيبٌ رَحيمٌ صَدْرُهُ وَجَنَابُه / وَقَد حَرَجتْ ضِيقاً صُدورُ المَنادِح
مِنَ المَلأ الأعْلَى تَذلُّ لعِزّه / وَتَخضَعُ أعْنَاقُ المُلوكِ الجَحَاجِح
ومِنْ ذَرْوَة البَيْتِ العَتيقِ بِنَاؤُه / عَلَى شَرَفٍ للنّيراتِ مُنَاطِح
أجَابَ أبو حَفْصٍ مُهيباً بهِ إِلى / بِناء المَعالي واقتِناء المَمَادِح
هُوَ المَلْك لا تَرْقَى المُلوكُ مَكانَه / وأينَ مِن الإصباحِ ضَوْءُ المَصابِح
شَأى كَيفَ شاءَ السابِقِينَ إِلى العُلا / وغَذُّ المَذاكِي غَيرُ سَير النَواضِح
مُوَطّأُ دارِ العَدْلِ فَهَّمَتِ العِدى / مَغازِيهِ مَعنَى الصّيْدِ قَبْلَ الذّبائِح
إِذا لَم يَبِنْ سِرُّ السّماحِ وَفَتْ به / أساريرُ وَجْهٍ لِلغَزالَةِ فاضِح
وطُولُ يَدٍ طُوْلى يسحّ حِباؤُها / كَما سحّ ثجّاجُ السحابِ الدّوالِح
لَه عادَتَا جُودٍ وبأسٍ أعادَتَا / عَلَى الدّين والدُّنيا نِظَام المَصالِح
يَجد رِقاعَ المالِ سِلْماً ويَنثَني / لِحَطْم القَنا حَرْباً وفلّ الصّفائِح
ومِن كَرَمٍ إصْغَاؤُه واهتِزَازُه / لِما يَعْتَفيه من بَنَاتِ القَرائِح
وما الرّاسِخاتُ الشّامِخاتُ أنوفها / بِأرْجحَ وَزْناً منْ نُهاه الرّواجِح
سَمَا بيَ إِحضارٌ لِحَضْرَتِه التي / زَجَرْتُ إلَيها سانِحاً بَعْدَ سانِح
ولَم أعتَمد إلا حِمَاه أُعِدُّهُ / عِتاداً لدَهْرٍ جانفٍ غير جانِح
وعِندِي ثَنَاءٌ عَن أياديهِ قاصِرٌ / ولكِنّه جَهْدُ الشّكُور المُنَاصِح
أُطَارحُهُ حَتى الحَمَامَ بَدَوْحِهِ / وأشْدُو بِه شَدْوَ الحَمَامِ المُطارِح
بُشرَى بإسفارِ صَباحِ النّجاح
بُشرَى بإسفارِ صَباحِ النّجاح / عَن صَفْحَةِ الصّفحِ وَخَفضِ الجَناح
قَدْ آذَنَ المَنُّ بِحَوْزِ المُنى / وَأَعْلَنَ الكَدْحُ بِفَوْزِ القِداح
هَذا افتِتاحُ الصَومِ مُسْتَقبَلاً / عَن اختِتام بِالرّضى وافتِتاح
إنَّ الإمامَ الهاديَ المُرتَضَى / أكّدَ بالعَطْفِ شُرُوطَ السّماح
لِينُ السّجايا عاطِراتٍ كَما / هَزّ الرّياحينَ هُبوبُ الرّياح
وَحُسْنُ إِسْجاحٍ يَليهِ النّدَى / لِذَا انِفِتاحٌ ولِذاَك انفِساح
لَوْ جُبِل الدّهْرُ عَلى حِلْمِهِ / لَم يَكُ مِنْه للنُفوسِ اكْتِساح
عَفْواً إمامَ الحَقِّ عَن خاطِئ / أسْرَفَ للغاياتِ مِنه طِماح
قَدْ راضَهُ بالكَبْحِ تأديبُه / وَلَمْ يُجَاهِرْ عامِداً بالجِماح
أذْنَبَ لَكِنْ تَابَ مِنْ فَوْرِه / وفي قَبُولِ التّوبِ رَفْعُ الجُناح
حَسْبِيَ شَفيعاً لك في هَفْوَتي / حُبّ ونُصْحٌ وثَنَاءٌ صُراح
بَرَحَ بِي الشّوْقُ إلَى حَضْرَةٍ / لَيسَ لِمَنْ وُفِّقَ عَنْها بَراح
وَهِمْتُ فيها بِاقْتِرابٍ فَلَمْ / تُثْمِرْ لِيَ الأقْدَارُ غَيْر انتِزاح
لا زِلْتَ والزّلاتُ شَأنُ الوَرَى / تَهْتَزُّ للصَّفْحِ اهْتِزازَ الصِّفَاح
تَشُحُّ بِوَصْلِها ذَاتُ الوِشاحِ
تَشُحُّ بِوَصْلِها ذَاتُ الوِشاحِ / عَلَى شادٍ بِها وَقْعُ الجِراحِ
وَتَبْخَلُ مِنْ أزاهِر وَجْنَتَيْها / بِشَمّ الوَرد أَو لَثْم الأقاحي
وَقَد مَلَكَتْ لَواحِظُها فُؤادِي / فَبَرْحُ هَوَاي لَيْسَ إلَى بَرَاحِ
سَيّدٌ أيِّدٌ رَئيسٌ بَئيسٌ
سَيّدٌ أيِّدٌ رَئيسٌ بَئيسٌ / في أسَاريرِهِ صِفَاتُ الصّباحِ
قَمرٌ في أُفْقِ المَعالي تَجَلّى / وَتَحلّى بالسؤْدَدِ الوَضّاحِ
سَلَّم البَحرُ في السّماحَةِ مِنه / لِجَوادٍ سَموه بَحْرَ السّماحِ
يا أهْلَ وِدّي لِم أرومُ تَدانِياً
يا أهْلَ وِدّي لِم أرومُ تَدانِياً / مِنكُم ودَارُكُمْ تَبينُ وتَنْزَحُ
إنْ كانَ جِسْمي شَطّ عَنْ مَثواكُمُ / فَالْقَلْبُ ثَاوٍ بينكُم لا يَبْرَحُ
هذِي الجَوانِحُ بالجَوَى مَمْلوءةٌ / مِمّا أَميلُ لَكُم ومِمّا أجْنَحُ
لا تَحْسَبوا الرّيح السّموم هِيَ التي / هَبَّت عَلَيكُم في الهَواجِرِ تَلفَحُ
أنفاسِيَ الصُّعَداءُ تِلكُم هاجَها / شَوْقٌ إليْكُم بالفُؤادِ مُبَرِّحُ
أسَوْسَنَةٌ أمْ عَيْبَة لِسِلاحِ
أسَوْسَنَةٌ أمْ عَيْبَة لِسِلاحِ / بَدَا كبُنُودٍ وَسْطَها ورِمَاحِ
خَلا أنّها في الرّوْضِ من صَنعةِ الحَيا / لِلَهْوِ مَراحٍ لا لحَرِّ كِفاحِ
مَلَكَتْ جَوارِحه عَلَيْهِ جِرَاحُه
مَلَكَتْ جَوارِحه عَلَيْهِ جِرَاحُه / فَشِفَاؤُه لا يُرْتَجى وسَرَاحُهُ
عَارٍ لأبْكَار الخُطُوبِ وعُونِها / غِيضَتْ مَوَارِدُهُ وَهِيضَ جَنَاحُهُ
لَمْ يَعْتَرِضْهُ مَسَاؤُهُ بِمَساءةٍ / إلا وضَاعَفَها عَلَيْهِ صَبَاحُهُ
حَسَرَ العِمَامَة حَسْرَةً لِعُمومِها / بَلْوَى أشادَ بشَكْوها إفْصَاحُهُ
وحَديثُه كَمَدٌ عن الأفقِ الذي / تَصِفُ الجنانَ تِلاعُهُ وبِطاحُهُ
تَجْري حَثِيثاً تَحْتَه أنْهَارُه / وتَميسُ لِيناً فَوْقَهُ أدْوَاحُهُ
قَد أُسْلِمَ الإسلامُ فيهِ إِلى العِدى / فَأسَاهُ بَرْحٌ لا يُتاحُ بَرَاحُهُ
لمّا تحَجَّبَ في النّوى منْصُورُهُ / أنْحَى عَلَيْهِ بِسَيْفِهِ سَفّاحُهُ
ألا قُل لذي الجهل كم تطمَحُ
ألا قُل لذي الجهل كم تطمَحُ / وقلبُك للغيّ كم يجنحُ
جريت إلى الذنب جريَ الجم / وح وذو اللبّ في الذنب يجمَحُ
لقد خاب من حلمه خِفّةً / يشولُ ومن وزرهُ يرجحُ
نصحتُكَ والنصح دينٌ فلا / تذن بمعاصاة من ينصحُ
وقوّض خيامك عن منزلٍ / كأنّي به دارسا يمصحُ
وفوّض إلى اللّه مستمسِكاً / به واجتنب كلّ ما يفضحُ
ولا تبك عيناك إلّا دما / لعلّ الخطايا به تنضحُ
بعيشكَ أعرض عن المبطل / ين عساك إذا خسروا تربحُ
وكن واثقاً في اجتراح الذنو / بِ بأن مقدّرها يصفحُ
أليسَ الجواد الذي كلّما / لجأتَ إلى بابه يفتحُ