القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو هِلال العسكريّ الكل
المجموع : 13
عادَةَ الأَيّامِ لا أُنكِرُها
عادَةَ الأَيّامِ لا أُنكِرُها / فَرَحٌ تَقرُنُهُ لي بِتَرَح
إِن تَكُن تُفسِدُ ما تُصلِحُهُ / فَكَذا الدَهرُ إِذا دَرَّ رَمَح
وَإِذا قامَ عَلى النَهجِ اِنثَنى / وَإِذا سارَ عَلى القَصدِ جَنَح
وَيُرَبّيكَ فَلا تَفرَح بِهِ / فَهوَ كَالجازِرِ رَبّى فَذَبَح
غَيرَ أَنَّ النَهيَ مِنهُ كُلَّما / جَمَحَ الدَهرُ بِوادِيَّ كَبَح
لَيسَ لِلعَينِ وَراءَ شَأوِهِ
لَيسَ لِلعَينِ وَراءَ شَأوِهِ / لِلعُلا وَالمُكرِماتِ مُطَّرَح
شَحَّ بِالعَرضِ وَجادَ بِاللُهى / فَحَوى المَجدَ بِما جادَ وَشَح
فَإِذا هَمَّ بِأَمرٍ نالَهُ / فَسَواءٌ جَدَّ فيهِ وَمَزَح
دارَ في الكَأسِ عَقيقٍ فَجَرى
دارَ في الكَأسِ عَقيقٍ فَجَرى / واطِفُ الدُرِّ عَلَيهِ فَطَفَح
نَصَبَ الساقي عَلى أَقداحِها / شَبَكَ الفِضَّةِ تَصطادُ الفَرَح
لِكُلِّ مُلِمَّةٍ فَرَجٌ قَريبُ
لِكُلِّ مُلِمَّةٍ فَرَجٌ قَريبُ / كَمِثلِ اللَيلِ يَتلوهُ الصَباحُ
وَإِنَّ لِكُلِّ صالِحَةٍ فَساداً / كَذاكَ لِكُلِّ فاسِدَةٍ صَلاحُ
وَلِلأَيّامِ أَيدٍ باسِطاتٌ / وَأَفنِيَةٌ مُوَسَّعَةٌ فِساحُ
وَقَد تَأتي وَأَوجُهِها صِباحُ / كَما تَأتي وَأَوجُهِها قِباحُ
وَلِلحالاتِ ضيقٌ وَاِتِّساعٌ / وَلِلدُنيا اِنغِلاقٌ وَاِنفِتاحُ
فَلا تَجزَع لَها وَاِصبِر عَلَيها / فَإِنَّ الصَبرَ عُقباهُ النَجاحُ
وَكُلُّ الحادِثاتِ إِذا تَناهَت / فَمَقرونٌ بِها الفَرَجُ المُتاحُ
إِمّا نَوالٌ سَريحُ
إِمّا نَوالٌ سَريحُ / أَو لا فَمَنعٌ مُريحُ
فَالمَطلُ بِالغَمِّ يَغدو / وَبِالعَناءِ يَروحُ
وَالبُخلُ فيهِ فُضوحٌ / وَالمَطلُ فيهِ قُبوحُ
فَأَنجِزِ الوَعدَ يَحصُل / فَإِنَّما الوَعدُ ريحُ
تَحَرَّكَتِ الشَمالُ فَقَرَّ لَيلي
تَحَرَّكَتِ الشَمالُ فَقَرَّ لَيلي / فَهاتِ الراحَ مِن أَيدي المِلاحِ
جَرادُ الجَمرِ يَستُرُهُ رَمادٌ / كَمِثلِ الوَردِ يَستُرهُ الأَقاحي
وَأَنفاسُ الرِياضِ مُقَطَّراتٌ / تَطيرُ بِهِنَّ أَنفاسُ الرِياحِ
وَأَردِيَةِ الظَلامِ مُمسِكاتٍ / مُطَرَّزَةَ الحَواشي كَالصَباحِ
لَيسَ ريحُ التُفّاحِ عِندي بِريحِ
لَيسَ ريحُ التُفّاحِ عِندي بِريحِ / لا وَلَكِنَّهُ صَديقٌ لِروحي
حُمرَةَ الخَدِّ وَاِخضِرارَ عِذارٍ / فَمَليحٌ يَطوفُ حَولَ مَليحِ
بَياضُ صَحيفَةٍ تَلتاحُ حُسناً
بَياضُ صَحيفَةٍ تَلتاحُ حُسناً / كَمَتنِ السَيفِ في كَفِّ المَليحِ
كَغَيمٍ رَقَّ في أَطرافِ جَوٍّ / وَماءٍ ساحَ في قاعٍ فَسيحِ
وَيَحكي أَرضَ كافورٍ صَريحٍ / بِها نَبذٌ مِنَ المُسكِ الذَبيحِ
كَمِثلِ اللَيلِ في صُبحٍ صَديعٍ / وَمِثلَ الصَدغِ في وَجهٍ صَبيحِ
وَبَينَ سُطورِهِ عَجَمٌ مُصيبٌ / كَمِثلِ الخالِ في الخَدِّ المَليحِ
وَخَفيفَةِ الحَرَكاتِ تَفتَرِعُ الرُبا
وَخَفيفَةِ الحَرَكاتِ تَفتَرِعُ الرُبا / كَالبَرقِ يَلمَعُ في الغَمامِ الرائِحِ
مَنقوطَةٌ تَحكي صُدورَ صَحائِفٍ / إِبّانَ تَبدو مِن بُطونِ صَفائِحِ
تَرضى مِنَ الدُنيا بِظِلِّ صُخَيرَةٍ / وَمِنَ المَعايِشِ بِاِشتِمامِ رَوائِحِ
وَإِذا شَتَوتُ أَمِنتُ لَسعَةَ عَقرَبٍ
وَإِذا شَتَوتُ أَمِنتُ لَسعَةَ عَقرَبٍ / كَالنارِ طارَت مِن زِنادِ القادِحِ
قَد خِلتُها تَمشي بِسَبحَةِ عابِدٍ / كَلّا لَقَد تَمشي بِصَعدَةِ رامِحِ
مُضطَرِبُ الغُدُوِّ وَالرَواحِ
مُضطَرِبُ الغُدُوِّ وَالرَواحِ / تَخالُهُ يَمشي عَلى أَرماحِ
قَد عَرِيَت أَبياتُها حينَ اِكتَسَت
قَد عَرِيَت أَبياتُها حينَ اِكتَسَت / أَردِيَةَ الريحِ عَشِيّاً وَضُحى
لَم يَبقَ فيها غَيرُ ما يُذكي الجَوى / وَيَصرِفُ النَومَ وَيَبعُثُ البُكا
أخو الإعدامِ لا حيٌّ يُرَجَّى
أخو الإعدامِ لا حيٌّ يُرَجَّى / ولا ميتٌ يُريحُ ويستريحُ
أرى الخيراتِ في الدنيا كثيراً / ومنها في يد الفُقراءِ ريحُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025