المجموع : 13
عادَةَ الأَيّامِ لا أُنكِرُها
عادَةَ الأَيّامِ لا أُنكِرُها / فَرَحٌ تَقرُنُهُ لي بِتَرَح
إِن تَكُن تُفسِدُ ما تُصلِحُهُ / فَكَذا الدَهرُ إِذا دَرَّ رَمَح
وَإِذا قامَ عَلى النَهجِ اِنثَنى / وَإِذا سارَ عَلى القَصدِ جَنَح
وَيُرَبّيكَ فَلا تَفرَح بِهِ / فَهوَ كَالجازِرِ رَبّى فَذَبَح
غَيرَ أَنَّ النَهيَ مِنهُ كُلَّما / جَمَحَ الدَهرُ بِوادِيَّ كَبَح
لَيسَ لِلعَينِ وَراءَ شَأوِهِ
لَيسَ لِلعَينِ وَراءَ شَأوِهِ / لِلعُلا وَالمُكرِماتِ مُطَّرَح
شَحَّ بِالعَرضِ وَجادَ بِاللُهى / فَحَوى المَجدَ بِما جادَ وَشَح
فَإِذا هَمَّ بِأَمرٍ نالَهُ / فَسَواءٌ جَدَّ فيهِ وَمَزَح
دارَ في الكَأسِ عَقيقٍ فَجَرى
دارَ في الكَأسِ عَقيقٍ فَجَرى / واطِفُ الدُرِّ عَلَيهِ فَطَفَح
نَصَبَ الساقي عَلى أَقداحِها / شَبَكَ الفِضَّةِ تَصطادُ الفَرَح
لِكُلِّ مُلِمَّةٍ فَرَجٌ قَريبُ
لِكُلِّ مُلِمَّةٍ فَرَجٌ قَريبُ / كَمِثلِ اللَيلِ يَتلوهُ الصَباحُ
وَإِنَّ لِكُلِّ صالِحَةٍ فَساداً / كَذاكَ لِكُلِّ فاسِدَةٍ صَلاحُ
وَلِلأَيّامِ أَيدٍ باسِطاتٌ / وَأَفنِيَةٌ مُوَسَّعَةٌ فِساحُ
وَقَد تَأتي وَأَوجُهِها صِباحُ / كَما تَأتي وَأَوجُهِها قِباحُ
وَلِلحالاتِ ضيقٌ وَاِتِّساعٌ / وَلِلدُنيا اِنغِلاقٌ وَاِنفِتاحُ
فَلا تَجزَع لَها وَاِصبِر عَلَيها / فَإِنَّ الصَبرَ عُقباهُ النَجاحُ
وَكُلُّ الحادِثاتِ إِذا تَناهَت / فَمَقرونٌ بِها الفَرَجُ المُتاحُ
إِمّا نَوالٌ سَريحُ
إِمّا نَوالٌ سَريحُ / أَو لا فَمَنعٌ مُريحُ
فَالمَطلُ بِالغَمِّ يَغدو / وَبِالعَناءِ يَروحُ
وَالبُخلُ فيهِ فُضوحٌ / وَالمَطلُ فيهِ قُبوحُ
فَأَنجِزِ الوَعدَ يَحصُل / فَإِنَّما الوَعدُ ريحُ
تَحَرَّكَتِ الشَمالُ فَقَرَّ لَيلي
تَحَرَّكَتِ الشَمالُ فَقَرَّ لَيلي / فَهاتِ الراحَ مِن أَيدي المِلاحِ
جَرادُ الجَمرِ يَستُرُهُ رَمادٌ / كَمِثلِ الوَردِ يَستُرهُ الأَقاحي
وَأَنفاسُ الرِياضِ مُقَطَّراتٌ / تَطيرُ بِهِنَّ أَنفاسُ الرِياحِ
وَأَردِيَةِ الظَلامِ مُمسِكاتٍ / مُطَرَّزَةَ الحَواشي كَالصَباحِ
لَيسَ ريحُ التُفّاحِ عِندي بِريحِ
لَيسَ ريحُ التُفّاحِ عِندي بِريحِ / لا وَلَكِنَّهُ صَديقٌ لِروحي
حُمرَةَ الخَدِّ وَاِخضِرارَ عِذارٍ / فَمَليحٌ يَطوفُ حَولَ مَليحِ
بَياضُ صَحيفَةٍ تَلتاحُ حُسناً
بَياضُ صَحيفَةٍ تَلتاحُ حُسناً / كَمَتنِ السَيفِ في كَفِّ المَليحِ
كَغَيمٍ رَقَّ في أَطرافِ جَوٍّ / وَماءٍ ساحَ في قاعٍ فَسيحِ
وَيَحكي أَرضَ كافورٍ صَريحٍ / بِها نَبذٌ مِنَ المُسكِ الذَبيحِ
كَمِثلِ اللَيلِ في صُبحٍ صَديعٍ / وَمِثلَ الصَدغِ في وَجهٍ صَبيحِ
وَبَينَ سُطورِهِ عَجَمٌ مُصيبٌ / كَمِثلِ الخالِ في الخَدِّ المَليحِ
وَخَفيفَةِ الحَرَكاتِ تَفتَرِعُ الرُبا
وَخَفيفَةِ الحَرَكاتِ تَفتَرِعُ الرُبا / كَالبَرقِ يَلمَعُ في الغَمامِ الرائِحِ
مَنقوطَةٌ تَحكي صُدورَ صَحائِفٍ / إِبّانَ تَبدو مِن بُطونِ صَفائِحِ
تَرضى مِنَ الدُنيا بِظِلِّ صُخَيرَةٍ / وَمِنَ المَعايِشِ بِاِشتِمامِ رَوائِحِ
وَإِذا شَتَوتُ أَمِنتُ لَسعَةَ عَقرَبٍ
وَإِذا شَتَوتُ أَمِنتُ لَسعَةَ عَقرَبٍ / كَالنارِ طارَت مِن زِنادِ القادِحِ
قَد خِلتُها تَمشي بِسَبحَةِ عابِدٍ / كَلّا لَقَد تَمشي بِصَعدَةِ رامِحِ
مُضطَرِبُ الغُدُوِّ وَالرَواحِ
مُضطَرِبُ الغُدُوِّ وَالرَواحِ / تَخالُهُ يَمشي عَلى أَرماحِ
قَد عَرِيَت أَبياتُها حينَ اِكتَسَت
قَد عَرِيَت أَبياتُها حينَ اِكتَسَت / أَردِيَةَ الريحِ عَشِيّاً وَضُحى
لَم يَبقَ فيها غَيرُ ما يُذكي الجَوى / وَيَصرِفُ النَومَ وَيَبعُثُ البُكا
أخو الإعدامِ لا حيٌّ يُرَجَّى
أخو الإعدامِ لا حيٌّ يُرَجَّى / ولا ميتٌ يُريحُ ويستريحُ
أرى الخيراتِ في الدنيا كثيراً / ومنها في يد الفُقراءِ ريحُ