القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 31
يَقولُ لَكَ إِنعَم مُصبِحاً مُتَوَدِّدٌ
يَقولُ لَكَ إِنعَم مُصبِحاً مُتَوَدِّدٌ / إِلَيكَ وَخَيرٌ مِنهُ أَغَلبُ أَصبَحُ
رَجَوتَ بِقُربٍ مِن خَليلِكَ مَرحَباً / وَبُعدُكَ مِنهُ في الحَقائِقِ أَربَحُ
إِذا أَنتَ لَم تَهرُب مِنَ الإِنسِ فَاِعتَرِف / بِطُلسٍ تَعاوى أَو ثَعالِبَ تَضبَح
وَمارِس بِحُسنِ الصَبرِ بِلِواكَ إِن هُمُ / أَتوا بِقَبيحٍ فَالَّذي جِئتَ أَقبَحُ
تَروحُ إِلى فِعلِ السَفيهِ وَتَغتَدي / وَتُمسي عَلى غَيرِ الجَميلِ وَتُصبِحُ
كَأَنَّ خُطوبَ الدَهرِ بَحرٌ فَمَن يَمُت / بِفَرطِ صَداهُ فَهُوَ في اللُجِّ يَسبَحُ
أَصاحِ هِيَ الدُنيا تُشابِهُ ميتَةً
أَصاحِ هِيَ الدُنيا تُشابِهُ ميتَةً / وَنَحنُ حَوالَيها الكِلابُ النَوابِحُ
فَمَن ظَلَّ مِنها آكِلاً فَهوَ خاسِرٌ / وَمَن عادَ عَنها ساغِباً فَهوَ رابِحُ
فَمَن لَم تَبَيَّتهُ الخُطوبُ فَإِنَّهُ / سَيَصبَحُهُ مِن حادِثِ الدَهرِ صابِحُ
لَقَد سَنَحَت لي فِكرَةٌ بارِحِيَّةٌ
لَقَد سَنَحَت لي فِكرَةٌ بارِحِيَّةٌ / وَما زادَني إِلّا اِعتِباراً سُنوحُها
بِرَبَّةِ طَوقٍ ما أَقَلَّ جَناحُها / جَناحاً وَفي خُضرِ الغُصونِ جُنوحُها
وَهاجَ حُمَيّاها أَصيلٌ مُذَكِّرٌ / تُغَنّيهِ شَجواً أَو غَداةٌ تَنوحُها
وَتِلكَ لَعَمري شيمَةٌ أَوَّليَّةٌ / تَوارَثَها شيثُ الحَمامِ وَنوحُها
لَقَد بَرَحَت طَيرٌ وَلَستُ بِعائِفٍ
لَقَد بَرَحَت طَيرٌ وَلَستُ بِعائِفٍ / وَإِن هاجَ لي بَعضَ الغَرامِ بُروحُها
أَرى هَذَياناً طالَ مِن كُلِّ أُمَّةٍ / يُضَمَّنُهُ إيجازُها وَشُروحُها
وَأَوصالَ جِسمٍ لِلتُرابِ مَآلُها / وَلَم يَدرِ دارٍ أَينَ تَذهَبُ رَوحُها
وَلا بُدَّ يَوماً مِن غَدوٍّ مُبَغَّضٍ / سَنَغدوهُ أَو مِن رَوحَةٍ سَنَروحُها
وَلَو رَضيتُ دونَ النُفوسِ بِغَيرِها / لَحُطَّت بِعَفوٍ لا قِصاصَ جُروحُها
أَعاذِلَتي إِنَّ الحِسانَ قِباحُ
أَعاذِلَتي إِنَّ الحِسانَ قِباحُ / فَهَل لِظَلامِ العالَمينَ صَباحُ
يُسَمّي اِبنَهُ كِسرى فَقيرٌ مُمارِسٌ / شَقاءً وَأَسماءُ البَنينَ تُباحُ
وَرَبَّ مُسَمّى عَنبَراً وَهُوَ مُوهِتٌ / وَلَيثاً وَفيهِ أَن يَهيجَ نُباحُ
يا أَيُّها الناسُ جازَ المَدحُ قَدرَكُمُ
يا أَيُّها الناسُ جازَ المَدحُ قَدرَكُمُ / وَقَصَّرَت عَن مَدى مَولاكُمُ المِدَحُ
إِذا اِستَعانوا بِأَقداحٍ لَها قِيَمٌ / عَلى المُدامَةِ فَالإِثمُ الَّذي قَدَحوا
وَعِندَهُم مُسمِعاتٌ يَأذَنونَ لَها / ما لِلمَسامِعِ عَمّا قُلنَ مُنتَدَحُ
قالوا غَدَونَ مُصيباتِ الغِناءِ لَنا / وَتِلكَ عِندي مُصيباتٌ لَهُم فُدُحُ
عَنِ الطَواويسِ ما يَلبَسنَ مُستَرَقٌ / وَهُنَّ بَعدُ قَماريُّ الضُحى الصُدُحُ
يا مُشرِعَ الرُمحِ في تَثبيتِ مَملَكَةٍ
يا مُشرِعَ الرُمحِ في تَثبيتِ مَملَكَةٍ / خَيرٌ مِنَ المارِنِ الخَطِيِّ مِسباحُ
يَزيدُ لَيلُكَ إِظلاماً إِلى ظُلَمٍ / فَما لَهُ آخِرَ الأَيّامِ إِصباحُ
لا يَعتِمُ الجَنحُ في مَثوى أَخي نُسُكٍ / وَكُلَّما قالَ شَيئاً فَهُوَ مِصباحُ
أَموالُنا في تُقانا لا رُؤوسَ لَها / فَكَيفَ تُؤمَلُ عِندَ اللَهِ أَرباحُ
وَنَحنُ في البَحرِ ما نَجَّت سَفائِنُهُ / وَكَم تُقَطِّعَ دونَ العِبَر سُبّاحُ
وَسَوفَ نُنسى فَنُمسي عِندَ عارِفِنا / وَما لَنا في أَقاصي الوَهمِ أَشباحُ
تَغَيَّرَ الدَهرُ حَتّى لَو شَحا أَسَدٌ / لَقيلَ كَشَّ خِلالَ القَومِ رُبّاحُ
لَيثُ النِزالِ وَلَكِن في مَنازِلِهِ / كَلبٌ عَلى فَضَلاتِ الزادِ نَبّاحُ
تَجَرَّعَ المَوتَ نَحّارٌ لِأَينَقِهِ / إِذا شَتا وَلِفارِ المِسكِ ذَبّاحُ
يَجودُ بِالتِبرِ إِن أَصحابُهُ بَخِلوا / وَيكتُمُ السِرَّ إِن خُزّانُهُ باحوا
تَجَمَّعَ أَهلُهُ زُمَراً إِلَيهِ
تَجَمَّعَ أَهلُهُ زُمَراً إِلَيهِ / وَصاحَت عِرسهُ أَودى فَصاحوا
تُخاطِبُنا بِأَفواهِ المَنايا / مِنَ الأَيّامِ أَلسِنَةٌ فِصاحُ
نَصَحتُكُم أَهينوا أُمَّ دَفرٍ / فَما يَبقى لَكُم مِنها نِصاحُ
نطيحُ وَلا نُطيقُ دِفاعَ أَمرٍ
نطيحُ وَلا نُطيقُ دِفاعَ أَمرٍ / فَكَيفَ يَروعُنا الغادي النَطيحُ
وَلَم يَكُ أَهلُ خَيبَرَ أَهلَ خُبرٍ / بِما لاقى السَلالِمُ وَالوَطيحُ
وَجَدتُ الغَيبَ تَجهَلُهُ البَرايا / فَما شِقٌ هُديتَ وَما سَطيحُ
إِقنَع بِما رَضِيَ التَقِيُّ لِنَفسِهِ
إِقنَع بِما رَضِيَ التَقِيُّ لِنَفسِهِ / وَأَباحَهُ في الحَياةِ مُبيحُ
مِرآةُ عَقلِكَ إِن رَأَيتَ بِها سِوى / ما في حِجاكَ أَرَتهُ وَهوَ قَبيحُ
أَسنى فِعالِكَ ما أَرَدتَ بِفِعلِهِ / رَشداً وَخيرُ كَلامِكَ التَسبيحُ
إِنَّ الحَوادِثَ ما تَزالُ لَها مُداً / حَمَلُ النُجومَ بِبَعضِهِنَّ ذَبيحُ
أَستَقبِحُ الظاهِرَ مِن صاحِبي
أَستَقبِحُ الظاهِرَ مِن صاحِبي / وَما يُواري صَدرُهُ أَقبَحُ
سُبِبتَ بِالكَلبِ فَأَنكَرتَهُ / وَالكَلبُ خَيرٌ مِنكَ إِذ يَنبَحُ
صَلّى الفَتى الجُمعَةَ ثُمَّ اِنثَنى / لِذِراعٍ في مِسحِهِ يَذبَحُ
يُعطى بِهِ التاجِرُ أَرباحَهُ / وَتاجِرُ الخُسرانِ لا يَربَحُ
فَلَيتَني عِشتُ بِداوِيَّةٍ / حَرباؤُها في عودِهِ يَشبَحُ
يَصدى بِها الرَكبُ وَأَعلامُها / كَأَنَّها في آلِها تَسبَحُ
أَو بِتُّ في صَهوَةَ مُستَوطِناً / أُمسي مَعَ الأَغفارِ أَو أُصبَحُ
وَالنَفسُ كَالجامِحِ فَلِيَثنِها / لُبٌّ أَوابي لُجمِهِ تُكبَحُ
المَرءُ حَتّى يُغَيَّبَ الشَبَحُ
المَرءُ حَتّى يُغَيَّبَ الشَبَحُ / مُغتَبِقٌ هَمَّهُ وَمُصطَبِحُ
وَالخَلقُ حيتانُ لُجَّةٍ لَعِبَت / وَفي بِحارٍ مِنَ الأَذى سَبَحوا
لا تَحفِلنَ هَجوَهُم وَُمَدحَهُمُ / فَإِنَّما القَومُ أَكلُبٌ نُبُحُ
وَلا تَهِب أُسدَهُم إِذ زَأَروا / وَقُل تَداعَت ثَعالِبٌ ضُبُحُ
وَهُم مِنَ المَوتِ أَهلُ مَنزِلَةٍ / إِن لَم يُراعوا بِطارِقٍ صُبِحوا
لَم يَفطُنوا لِلجَميلِ بَل جُبِلوا / عَلى قَبيحٍ فَما لَهُم قُبِحوا
فَمَن لِتَجرِ الوِدادِ إِنَّهُمُ / لا خَسِروا عِندَهُم وَلا رَبِحوا
أَقَلُّ مِنهُم شَرّاً وَمُرزِيَةً / ما رَكِبوا لِلسُّرى وَما ذَبَحوا
فَلَيتَهُم كَالبَهائِمِ اِعتَرَفوا / لُجماً إِذا بانَ زَيغَهُم كُبِحوا
يا كاذِباً لا يَجوزُ زائِفُهُ
يا كاذِباً لا يَجوزُ زائِفُهُ / وَما عَلَيهِ مِن فَضَّةٍ وَضَحُ
كَشَّفتُ عَمّا تَقولُ مُجتَهِداً / لَعَلَّ حَقّاً لِطالِبٍ يَضَحُ
فَكُلَّما هَذَّبَتكَ تَجرِبَةٌ / أَنشَأَت لِلباحِثينَ تَفتَضِحُ
قَد عَلِموا أَن سَيُخطَفَ الشَبَحُ
قَد عَلِموا أَن سَيُخطَفَ الشَبَحُ / فَاِغتَبَقوا بِالمُدامِ وَاِصطَبَحوا
ما حَفِظوا جارَةً وَلا فَعَلوا / خَيراً وَلا في مَكارِمٍ رَبِحوا
غالوا بِأَثوابِهِم فَما حَسُنوا / في ذَهَبيَّ اللِباسِ بَل قُبِحوا
دَعوا إِلى اللَهِ كَي يُجيبَهُمُ / سِيّانِ هُم وَالخَواسِئُ النُبُحُ
كَم قَتَلوا عاتِقاً وَكَم جَرَحوا / دَنّاً وَكَم فارَ تاجِرٍ ذَبَحوا
لا تَغبِطِ القَومَ في ضَلالَتِهِم / وَإِن رُؤوا في النَعيمِ قَد سَبَحوا
العِلمُ كَالقُفلِ إِن أَلفَيتَهُ عَسِراً
العِلمُ كَالقُفلِ إِن أَلفَيتَهُ عَسِراً / فَخَلِّهِ ثُمَّ عاوَدَهُ لِيَنفَتِحا
وَقَد يَخونُ رَجاءٌ بَعدَ خِدمَتِهِ / كَالغَربِ خانَت قُواهُ بَعدَما مُتِحا
دَعَوا وَما فيهِم زاكٍ وَلا أَحَدٌ
دَعَوا وَما فيهِم زاكٍ وَلا أَحَدٌ / يَخشى الإِلَهَ فَكانوا أَكلُباً نُبُحا
وَهَل أُجِلُّ قَتيلٍ مِن رِجالِهِمُ / إِذا تُؤُمِّلَ إِلّا ماعِزٌ ذُبِحا
خَيرٌ مِنَ الظالِمِ الجَبّارِ شيمَتُهُ / ظُلمٌ وَحَيفٌ ظَليمٌ يَرتَعي الذُبَحا
وَلَيسَ عِندَهُمُ دينٌ وَلا نُسُكٌ / فَلا تَغِرَّكَ أَيدٍ تَحمِلُ السُبَحا
وَكَم شُيوخٍ غَدَوا بيضاً مُفارِقُهُم / يُسَبِّحونَ وَباتوا في الخَنا سُبُحا
لَو تَعقِلُ الأَرضُ وَدَّت أَنَّها صَفِرَت / مِنهُم فَلَم يَرَ فيها ناظِرٌ شَبَحا
ما ثَعلَبٌ وَاِبنُ يحيى مُبتَغايَ بِهِ / وَإِن تَفاصَحَ إِلّا ثَعلَبٌ ضَبَحا
أَرى اِبنَ آدَمَ قَضّى عَيشَةً عَجَباً / إِن لَم يَرُح خاسِراً مِنها فَما رَبِحا
فَإِن قَدَرتَ فَلا تَفعَل سِوى حَسَنٍ / بينَ الأَنامِ وَجانِب كُلَّ ما قُبِحا
فَحيرَةُ المُلكِ خِلتُ المُنذِرينِ بِها / لَم يُغبِقا الراحَ في عِزٍّ وَلا صُبِحا
قَلَّمتُ ظِفرِيَ تاراتٍ وَما جَسَدي
قَلَّمتُ ظِفرِيَ تاراتٍ وَما جَسَدي / إِلّا كَذاكَ مَتى ما فارَقَ الروحا
وَمِن تَأَمَّل أَقوالي رَأى جُمَلاً / يَظَلُّ فيهِنَّ سِرُّ الناسِ مَشروحا
إِنَّ الحَياةَ لَمَفروحٌ بِها طَلَقاً / يُغَادِرُ الخَلدَ الجَذلانَ مَقروحا
قَد اِدَّعَيتُم فَقُلنا أَينَ شاهِدُكُم / فَجاءَ مَن باتَ عِندَ اللُبِّ مَجروحا
إِن صَحَّ تَعذيبُ رَمسٍ مَن يَحُلُّ بِهِ / فَجَنِّبانِيَ مَلحوداً وَمَضروحا
الوَحشُ وَالطَيرُ أَولى أَن تَنازَعَني / فَغادِراني بِظَهرِ الأَرضِ مَطروحا
شُدّا عَلَيَّ دَريساً كَي يُوارِيَني / ثُمَّ اِغدوا بِسَلامِ اللَهِ أَو روحا
يا نَفسِ يا طائِراً في سِجنِ مالِكِهِ / لَتُصبِحَنَّ بِحَمدِ اللَهِ مَسروحا
عَجَبي لِلطَبيبِ يُلحِدُ في الخا
عَجَبي لِلطَبيبِ يُلحِدُ في الخا / لِقِ مِن بَعدِ دَرسِهِ التَشريحا
وَلَقَد عُلِّمَ المُنَجِّمُ ما يو / جَبُ لِلدينِ أَن يَكونَ صَريحا
مِن نُجومٍ نارِيَّةٍ وَنُجومٍ / ناسَبَت تُربَةً وَماءً وَريحا
فَطِنُ الحاضِرينَ مَن يَفهَمُ التَع / ريضَ حَتّى يَظُنُّهُ تَصريحا
رَبُّ رَوحٍ كَطائِرِ القَفَصِ المَس / جونِ تَرجو بِمَوتِها التَسريحا
فَرَّحوكُم بِباطِلٍ شيمَةُ الخَم / رِ فَمَهلاً لا أوثِرُ التَفريحا
كَيفَ لي أَن أَكونَ في دارِيَ الأُخ / رى مُعافاً مِن شَقوَةٍ مُستَريحا
ذا اِقتِناعٍ كَما أَنا اليَومُ فيهِ / أَو أَخلّى فَلا أَريمُ الضَريحا
عَجَباً لي أَعصي مِنَ الجَهلِ عَقلي / وَيَظَلُّ السَليمُ عِندي جَريحا
مِثلُِ قيسٍ غَداةَ فارَقَ لُبنى / عادَ يَشكو فيما جَناهُ ذَريحا
يَتَكَنّى أَبا الوَفاءِ رِجالٌ / ما وَجَدنا الوَفاءَ إِلّا طَريحا
وَأَبو جَعدَةٍ زُؤالَةُ مَن جَع / دَةُ لا زَالَ حامِلاً تَتريحا
وَاِبنِ عِرسٍ عَرَفتُ وَاِبنَ بُرَيحٍ / ثُمَّ عِرساً جَهَلتُهُ وَبَريحا
وَمِنَ اليُمنِ لِلفَتى أَن يَجيءَ ال / مَوتُ يَسعى إِلَيهِ سَعياً سَريحا
لَم يُمارِس مِنَ السِقامِ طَويلاً / وَمَضى لَم يُكابِدِ التَبريحا
غَدَوتَ مَريضَ العَقلِ وَالدينِ فَاِلقَني
غَدَوتَ مَريضَ العَقلِ وَالدينِ فَاِلقَني / لِتَسمَعَ أَنباءَ الأُمورِ الصَحائِحِ
فَلا تَأكُلَن ما أَخرَجَ الماءُ ظالِماً / وَلا تَبغِ قوتاً مِن غَريضِ الذَبائِحِ
وَأَبيَضَ أُمّاتٍ أَرادَت صَريحَهُ / لِأَطفالِها دونَ الغَواني الصَرائِحِ
وَلا تَفجَعَنَّ الطَيرَ وَهيَ غَوافِلٌ / بِما وَضَعَت فَالظُلمُ شَرُّ القَبائِحِ
وَدَع ضَربَ النَحلِ الَّذي بَكَرَت لَهُ / كَواسِبَ مِن أَزهارِ نَبتٍ فَوائِحِ
فَما أَحرَزَتهُ كَي يَكونَ لِغَيرِها / وَلا جَمَعَتهُ لِلنَدى وَالمَنائِحِ
مَسَحتُ يَدَي مِن كُلِّ هَذا فَلَيتَني / أَبَهتُ لِشَأني قَبلَ شَيبِ المَسائِحِ
بَني زَمني هَل تَعلَمونَ سَرائِراً / عَلِمتُ وَلَكِنّي بِها غَيرُ بائِحِ
سَرَيتُم عَلى غَيٍّ فَهَلّا اِهتَدَيتُمُ / بِما خَيَّرتُكُم صافِياتُ القَرائِحِ
وَصاحَ بِكُم داعِيَ الضَلالِ فَما لَكُم / أَجَبتُم عَلى ما خَيَّلَت كُلَّ صائِحِ
مَتّى ماكَشَفتُم عَن حَقائِقِ دينِكُم / تَكَشَّفتُم عَن مُخزَياتِ الفَضائِحِ
فَإِن تَرشُدوا لا تَخضِبوا السَيفَ مِن دَمٍ / وَلا تُلزِموا الأَميالَ سَبرَ الجَرائِحِ
وَيُعجِبُني دَأبُ الَّذينَ تَرَهَّبوا / سِوى أَكلِهِم كَدَّ النُفوسِ الشَحائِحِ
وَأَطيَبُ مِنهُم مَطعَماً في حَياتِهِ / سُعاةُ حَلالٍ بَينَ غَادٍ وَرائِحِ
فَما حَبَسَ النَفسَ المَسيحُ تَعَبُّداً / وَلَكِن مَشى في الأَرضِ مِشيَةَ سائِحِ
يُغَيِّبُني في التُربِ مَن هُوَ كارِهٌ / إِذا لَم يُغَيِّبني كَريهُ الرَوائِحِ
وَمَن يَتَوَقّى أَن يُجاوِرَ أَعظُماً / كَأَعظُمِ تِلكَ الهالِكاتِ الطَرائِحِ
وَمِن شَرِّ أَخلاقِ الأَنيسِ وَفِعلِهِم / خُوارُ النَواعي وَاِلتِدامُ النَوائِحِ
وَأَصفَحُ عَن ذَنبِ الصَديقِ وَغَيرِهِ / لِسُكنايَ بَيتَ الحَقِّ بَينَ الصَفائِحِ
وَأَزهَدُ في مَدحِ الفَتى عِندَ صِدقِهِ / فَكَيفَ قُبولي كاذِباتِ المَدائِحِ
وَما زالَت النَفسُ اللَجوجُ مَطِيَّةً / إِلى أَن غَدَت إِحدى الرَذايا الطَلائِحِ
وَما يَنفَعُ الإِنسانَ أَنَّ غَمائِماً / تَسُحُّ عَلَيهِ تَحتَ إِحدى الضَرائِحِ
وَلَو كانَ في قُربٍ مِنَ الماءِ رَغبَةٌ / لَنافَسَ ناسٌ في قُبورِ البَطائِحِ
أَمّا وَفُؤادٍ بِالغَرامِ قَريحِ
أَمّا وَفُؤادٍ بِالغَرامِ قَريحِ / وَدَمعٍ بِأَنواعِ الهُمومِ سَريحِ
لَقَد غَرَّتِ الدُنيا بَنيها بِمَذقِها / وَإِن سَمَحوا مِن وُدِّها بِصَريحِ
أَلَيلى وَكُلٌّ أَصبَحَ اِبنَ مُلَوَّحٍ / وَلُبنى وَما فينا سِوى ابنِ ذَريحِ
وَفي كُلِّ حينٍ يونُسُ القَومُ آيَةٌ / بِشَخصٍ قَتيلٍ أَو بِشَخصٍ جَريحِ
وَلَم يَطَّرِحكِ المَرءُ عَنهُ لِعِبرَةٍ / يَراها بِمَرفوتِ العِظامِ طَريحِ
وَلَيسَ لَنا في مُدَّةِ العَيشِ راحَةٌ / فَكَيفَ بِمَوتٍ مَن أَذاكَ مُريحِ
وَتَعقُدُ سَلوانَ الفَتى عَنكَ نَفسُهُ / بِأَذيالِ بَرقٍ أَو دَوائِبِ ريحِ
وَما زالَ في بَلواكِ مُذ يَومَ وَضعَهُ / عَلَيكِ إِلى أَن عادَ رَهنَ ضَريحِ
طَلَبتُ شَفاءً مِنكِ وَاِهتَجتُ سائِلاً / بِذاكَ أَبا سَلمانَ وَاِبنَ بُرَيحِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025