المجموع : 31
يَقولُ لَكَ إِنعَم مُصبِحاً مُتَوَدِّدٌ
يَقولُ لَكَ إِنعَم مُصبِحاً مُتَوَدِّدٌ / إِلَيكَ وَخَيرٌ مِنهُ أَغَلبُ أَصبَحُ
رَجَوتَ بِقُربٍ مِن خَليلِكَ مَرحَباً / وَبُعدُكَ مِنهُ في الحَقائِقِ أَربَحُ
إِذا أَنتَ لَم تَهرُب مِنَ الإِنسِ فَاِعتَرِف / بِطُلسٍ تَعاوى أَو ثَعالِبَ تَضبَح
وَمارِس بِحُسنِ الصَبرِ بِلِواكَ إِن هُمُ / أَتوا بِقَبيحٍ فَالَّذي جِئتَ أَقبَحُ
تَروحُ إِلى فِعلِ السَفيهِ وَتَغتَدي / وَتُمسي عَلى غَيرِ الجَميلِ وَتُصبِحُ
كَأَنَّ خُطوبَ الدَهرِ بَحرٌ فَمَن يَمُت / بِفَرطِ صَداهُ فَهُوَ في اللُجِّ يَسبَحُ
أَصاحِ هِيَ الدُنيا تُشابِهُ ميتَةً
أَصاحِ هِيَ الدُنيا تُشابِهُ ميتَةً / وَنَحنُ حَوالَيها الكِلابُ النَوابِحُ
فَمَن ظَلَّ مِنها آكِلاً فَهوَ خاسِرٌ / وَمَن عادَ عَنها ساغِباً فَهوَ رابِحُ
فَمَن لَم تَبَيَّتهُ الخُطوبُ فَإِنَّهُ / سَيَصبَحُهُ مِن حادِثِ الدَهرِ صابِحُ
لَقَد سَنَحَت لي فِكرَةٌ بارِحِيَّةٌ
لَقَد سَنَحَت لي فِكرَةٌ بارِحِيَّةٌ / وَما زادَني إِلّا اِعتِباراً سُنوحُها
بِرَبَّةِ طَوقٍ ما أَقَلَّ جَناحُها / جَناحاً وَفي خُضرِ الغُصونِ جُنوحُها
وَهاجَ حُمَيّاها أَصيلٌ مُذَكِّرٌ / تُغَنّيهِ شَجواً أَو غَداةٌ تَنوحُها
وَتِلكَ لَعَمري شيمَةٌ أَوَّليَّةٌ / تَوارَثَها شيثُ الحَمامِ وَنوحُها
لَقَد بَرَحَت طَيرٌ وَلَستُ بِعائِفٍ
لَقَد بَرَحَت طَيرٌ وَلَستُ بِعائِفٍ / وَإِن هاجَ لي بَعضَ الغَرامِ بُروحُها
أَرى هَذَياناً طالَ مِن كُلِّ أُمَّةٍ / يُضَمَّنُهُ إيجازُها وَشُروحُها
وَأَوصالَ جِسمٍ لِلتُرابِ مَآلُها / وَلَم يَدرِ دارٍ أَينَ تَذهَبُ رَوحُها
وَلا بُدَّ يَوماً مِن غَدوٍّ مُبَغَّضٍ / سَنَغدوهُ أَو مِن رَوحَةٍ سَنَروحُها
وَلَو رَضيتُ دونَ النُفوسِ بِغَيرِها / لَحُطَّت بِعَفوٍ لا قِصاصَ جُروحُها
أَعاذِلَتي إِنَّ الحِسانَ قِباحُ
أَعاذِلَتي إِنَّ الحِسانَ قِباحُ / فَهَل لِظَلامِ العالَمينَ صَباحُ
يُسَمّي اِبنَهُ كِسرى فَقيرٌ مُمارِسٌ / شَقاءً وَأَسماءُ البَنينَ تُباحُ
وَرَبَّ مُسَمّى عَنبَراً وَهُوَ مُوهِتٌ / وَلَيثاً وَفيهِ أَن يَهيجَ نُباحُ
يا أَيُّها الناسُ جازَ المَدحُ قَدرَكُمُ
يا أَيُّها الناسُ جازَ المَدحُ قَدرَكُمُ / وَقَصَّرَت عَن مَدى مَولاكُمُ المِدَحُ
إِذا اِستَعانوا بِأَقداحٍ لَها قِيَمٌ / عَلى المُدامَةِ فَالإِثمُ الَّذي قَدَحوا
وَعِندَهُم مُسمِعاتٌ يَأذَنونَ لَها / ما لِلمَسامِعِ عَمّا قُلنَ مُنتَدَحُ
قالوا غَدَونَ مُصيباتِ الغِناءِ لَنا / وَتِلكَ عِندي مُصيباتٌ لَهُم فُدُحُ
عَنِ الطَواويسِ ما يَلبَسنَ مُستَرَقٌ / وَهُنَّ بَعدُ قَماريُّ الضُحى الصُدُحُ
يا مُشرِعَ الرُمحِ في تَثبيتِ مَملَكَةٍ
يا مُشرِعَ الرُمحِ في تَثبيتِ مَملَكَةٍ / خَيرٌ مِنَ المارِنِ الخَطِيِّ مِسباحُ
يَزيدُ لَيلُكَ إِظلاماً إِلى ظُلَمٍ / فَما لَهُ آخِرَ الأَيّامِ إِصباحُ
لا يَعتِمُ الجَنحُ في مَثوى أَخي نُسُكٍ / وَكُلَّما قالَ شَيئاً فَهُوَ مِصباحُ
أَموالُنا في تُقانا لا رُؤوسَ لَها / فَكَيفَ تُؤمَلُ عِندَ اللَهِ أَرباحُ
وَنَحنُ في البَحرِ ما نَجَّت سَفائِنُهُ / وَكَم تُقَطِّعَ دونَ العِبَر سُبّاحُ
وَسَوفَ نُنسى فَنُمسي عِندَ عارِفِنا / وَما لَنا في أَقاصي الوَهمِ أَشباحُ
تَغَيَّرَ الدَهرُ حَتّى لَو شَحا أَسَدٌ / لَقيلَ كَشَّ خِلالَ القَومِ رُبّاحُ
لَيثُ النِزالِ وَلَكِن في مَنازِلِهِ / كَلبٌ عَلى فَضَلاتِ الزادِ نَبّاحُ
تَجَرَّعَ المَوتَ نَحّارٌ لِأَينَقِهِ / إِذا شَتا وَلِفارِ المِسكِ ذَبّاحُ
يَجودُ بِالتِبرِ إِن أَصحابُهُ بَخِلوا / وَيكتُمُ السِرَّ إِن خُزّانُهُ باحوا
تَجَمَّعَ أَهلُهُ زُمَراً إِلَيهِ
تَجَمَّعَ أَهلُهُ زُمَراً إِلَيهِ / وَصاحَت عِرسهُ أَودى فَصاحوا
تُخاطِبُنا بِأَفواهِ المَنايا / مِنَ الأَيّامِ أَلسِنَةٌ فِصاحُ
نَصَحتُكُم أَهينوا أُمَّ دَفرٍ / فَما يَبقى لَكُم مِنها نِصاحُ
نطيحُ وَلا نُطيقُ دِفاعَ أَمرٍ
نطيحُ وَلا نُطيقُ دِفاعَ أَمرٍ / فَكَيفَ يَروعُنا الغادي النَطيحُ
وَلَم يَكُ أَهلُ خَيبَرَ أَهلَ خُبرٍ / بِما لاقى السَلالِمُ وَالوَطيحُ
وَجَدتُ الغَيبَ تَجهَلُهُ البَرايا / فَما شِقٌ هُديتَ وَما سَطيحُ
إِقنَع بِما رَضِيَ التَقِيُّ لِنَفسِهِ
إِقنَع بِما رَضِيَ التَقِيُّ لِنَفسِهِ / وَأَباحَهُ في الحَياةِ مُبيحُ
مِرآةُ عَقلِكَ إِن رَأَيتَ بِها سِوى / ما في حِجاكَ أَرَتهُ وَهوَ قَبيحُ
أَسنى فِعالِكَ ما أَرَدتَ بِفِعلِهِ / رَشداً وَخيرُ كَلامِكَ التَسبيحُ
إِنَّ الحَوادِثَ ما تَزالُ لَها مُداً / حَمَلُ النُجومَ بِبَعضِهِنَّ ذَبيحُ
أَستَقبِحُ الظاهِرَ مِن صاحِبي
أَستَقبِحُ الظاهِرَ مِن صاحِبي / وَما يُواري صَدرُهُ أَقبَحُ
سُبِبتَ بِالكَلبِ فَأَنكَرتَهُ / وَالكَلبُ خَيرٌ مِنكَ إِذ يَنبَحُ
صَلّى الفَتى الجُمعَةَ ثُمَّ اِنثَنى / لِذِراعٍ في مِسحِهِ يَذبَحُ
يُعطى بِهِ التاجِرُ أَرباحَهُ / وَتاجِرُ الخُسرانِ لا يَربَحُ
فَلَيتَني عِشتُ بِداوِيَّةٍ / حَرباؤُها في عودِهِ يَشبَحُ
يَصدى بِها الرَكبُ وَأَعلامُها / كَأَنَّها في آلِها تَسبَحُ
أَو بِتُّ في صَهوَةَ مُستَوطِناً / أُمسي مَعَ الأَغفارِ أَو أُصبَحُ
وَالنَفسُ كَالجامِحِ فَلِيَثنِها / لُبٌّ أَوابي لُجمِهِ تُكبَحُ
المَرءُ حَتّى يُغَيَّبَ الشَبَحُ
المَرءُ حَتّى يُغَيَّبَ الشَبَحُ / مُغتَبِقٌ هَمَّهُ وَمُصطَبِحُ
وَالخَلقُ حيتانُ لُجَّةٍ لَعِبَت / وَفي بِحارٍ مِنَ الأَذى سَبَحوا
لا تَحفِلنَ هَجوَهُم وَُمَدحَهُمُ / فَإِنَّما القَومُ أَكلُبٌ نُبُحُ
وَلا تَهِب أُسدَهُم إِذ زَأَروا / وَقُل تَداعَت ثَعالِبٌ ضُبُحُ
وَهُم مِنَ المَوتِ أَهلُ مَنزِلَةٍ / إِن لَم يُراعوا بِطارِقٍ صُبِحوا
لَم يَفطُنوا لِلجَميلِ بَل جُبِلوا / عَلى قَبيحٍ فَما لَهُم قُبِحوا
فَمَن لِتَجرِ الوِدادِ إِنَّهُمُ / لا خَسِروا عِندَهُم وَلا رَبِحوا
أَقَلُّ مِنهُم شَرّاً وَمُرزِيَةً / ما رَكِبوا لِلسُّرى وَما ذَبَحوا
فَلَيتَهُم كَالبَهائِمِ اِعتَرَفوا / لُجماً إِذا بانَ زَيغَهُم كُبِحوا
يا كاذِباً لا يَجوزُ زائِفُهُ
يا كاذِباً لا يَجوزُ زائِفُهُ / وَما عَلَيهِ مِن فَضَّةٍ وَضَحُ
كَشَّفتُ عَمّا تَقولُ مُجتَهِداً / لَعَلَّ حَقّاً لِطالِبٍ يَضَحُ
فَكُلَّما هَذَّبَتكَ تَجرِبَةٌ / أَنشَأَت لِلباحِثينَ تَفتَضِحُ
قَد عَلِموا أَن سَيُخطَفَ الشَبَحُ
قَد عَلِموا أَن سَيُخطَفَ الشَبَحُ / فَاِغتَبَقوا بِالمُدامِ وَاِصطَبَحوا
ما حَفِظوا جارَةً وَلا فَعَلوا / خَيراً وَلا في مَكارِمٍ رَبِحوا
غالوا بِأَثوابِهِم فَما حَسُنوا / في ذَهَبيَّ اللِباسِ بَل قُبِحوا
دَعوا إِلى اللَهِ كَي يُجيبَهُمُ / سِيّانِ هُم وَالخَواسِئُ النُبُحُ
كَم قَتَلوا عاتِقاً وَكَم جَرَحوا / دَنّاً وَكَم فارَ تاجِرٍ ذَبَحوا
لا تَغبِطِ القَومَ في ضَلالَتِهِم / وَإِن رُؤوا في النَعيمِ قَد سَبَحوا
العِلمُ كَالقُفلِ إِن أَلفَيتَهُ عَسِراً
العِلمُ كَالقُفلِ إِن أَلفَيتَهُ عَسِراً / فَخَلِّهِ ثُمَّ عاوَدَهُ لِيَنفَتِحا
وَقَد يَخونُ رَجاءٌ بَعدَ خِدمَتِهِ / كَالغَربِ خانَت قُواهُ بَعدَما مُتِحا
دَعَوا وَما فيهِم زاكٍ وَلا أَحَدٌ
دَعَوا وَما فيهِم زاكٍ وَلا أَحَدٌ / يَخشى الإِلَهَ فَكانوا أَكلُباً نُبُحا
وَهَل أُجِلُّ قَتيلٍ مِن رِجالِهِمُ / إِذا تُؤُمِّلَ إِلّا ماعِزٌ ذُبِحا
خَيرٌ مِنَ الظالِمِ الجَبّارِ شيمَتُهُ / ظُلمٌ وَحَيفٌ ظَليمٌ يَرتَعي الذُبَحا
وَلَيسَ عِندَهُمُ دينٌ وَلا نُسُكٌ / فَلا تَغِرَّكَ أَيدٍ تَحمِلُ السُبَحا
وَكَم شُيوخٍ غَدَوا بيضاً مُفارِقُهُم / يُسَبِّحونَ وَباتوا في الخَنا سُبُحا
لَو تَعقِلُ الأَرضُ وَدَّت أَنَّها صَفِرَت / مِنهُم فَلَم يَرَ فيها ناظِرٌ شَبَحا
ما ثَعلَبٌ وَاِبنُ يحيى مُبتَغايَ بِهِ / وَإِن تَفاصَحَ إِلّا ثَعلَبٌ ضَبَحا
أَرى اِبنَ آدَمَ قَضّى عَيشَةً عَجَباً / إِن لَم يَرُح خاسِراً مِنها فَما رَبِحا
فَإِن قَدَرتَ فَلا تَفعَل سِوى حَسَنٍ / بينَ الأَنامِ وَجانِب كُلَّ ما قُبِحا
فَحيرَةُ المُلكِ خِلتُ المُنذِرينِ بِها / لَم يُغبِقا الراحَ في عِزٍّ وَلا صُبِحا
قَلَّمتُ ظِفرِيَ تاراتٍ وَما جَسَدي
قَلَّمتُ ظِفرِيَ تاراتٍ وَما جَسَدي / إِلّا كَذاكَ مَتى ما فارَقَ الروحا
وَمِن تَأَمَّل أَقوالي رَأى جُمَلاً / يَظَلُّ فيهِنَّ سِرُّ الناسِ مَشروحا
إِنَّ الحَياةَ لَمَفروحٌ بِها طَلَقاً / يُغَادِرُ الخَلدَ الجَذلانَ مَقروحا
قَد اِدَّعَيتُم فَقُلنا أَينَ شاهِدُكُم / فَجاءَ مَن باتَ عِندَ اللُبِّ مَجروحا
إِن صَحَّ تَعذيبُ رَمسٍ مَن يَحُلُّ بِهِ / فَجَنِّبانِيَ مَلحوداً وَمَضروحا
الوَحشُ وَالطَيرُ أَولى أَن تَنازَعَني / فَغادِراني بِظَهرِ الأَرضِ مَطروحا
شُدّا عَلَيَّ دَريساً كَي يُوارِيَني / ثُمَّ اِغدوا بِسَلامِ اللَهِ أَو روحا
يا نَفسِ يا طائِراً في سِجنِ مالِكِهِ / لَتُصبِحَنَّ بِحَمدِ اللَهِ مَسروحا
عَجَبي لِلطَبيبِ يُلحِدُ في الخا
عَجَبي لِلطَبيبِ يُلحِدُ في الخا / لِقِ مِن بَعدِ دَرسِهِ التَشريحا
وَلَقَد عُلِّمَ المُنَجِّمُ ما يو / جَبُ لِلدينِ أَن يَكونَ صَريحا
مِن نُجومٍ نارِيَّةٍ وَنُجومٍ / ناسَبَت تُربَةً وَماءً وَريحا
فَطِنُ الحاضِرينَ مَن يَفهَمُ التَع / ريضَ حَتّى يَظُنُّهُ تَصريحا
رَبُّ رَوحٍ كَطائِرِ القَفَصِ المَس / جونِ تَرجو بِمَوتِها التَسريحا
فَرَّحوكُم بِباطِلٍ شيمَةُ الخَم / رِ فَمَهلاً لا أوثِرُ التَفريحا
كَيفَ لي أَن أَكونَ في دارِيَ الأُخ / رى مُعافاً مِن شَقوَةٍ مُستَريحا
ذا اِقتِناعٍ كَما أَنا اليَومُ فيهِ / أَو أَخلّى فَلا أَريمُ الضَريحا
عَجَباً لي أَعصي مِنَ الجَهلِ عَقلي / وَيَظَلُّ السَليمُ عِندي جَريحا
مِثلُِ قيسٍ غَداةَ فارَقَ لُبنى / عادَ يَشكو فيما جَناهُ ذَريحا
يَتَكَنّى أَبا الوَفاءِ رِجالٌ / ما وَجَدنا الوَفاءَ إِلّا طَريحا
وَأَبو جَعدَةٍ زُؤالَةُ مَن جَع / دَةُ لا زَالَ حامِلاً تَتريحا
وَاِبنِ عِرسٍ عَرَفتُ وَاِبنَ بُرَيحٍ / ثُمَّ عِرساً جَهَلتُهُ وَبَريحا
وَمِنَ اليُمنِ لِلفَتى أَن يَجيءَ ال / مَوتُ يَسعى إِلَيهِ سَعياً سَريحا
لَم يُمارِس مِنَ السِقامِ طَويلاً / وَمَضى لَم يُكابِدِ التَبريحا
غَدَوتَ مَريضَ العَقلِ وَالدينِ فَاِلقَني
غَدَوتَ مَريضَ العَقلِ وَالدينِ فَاِلقَني / لِتَسمَعَ أَنباءَ الأُمورِ الصَحائِحِ
فَلا تَأكُلَن ما أَخرَجَ الماءُ ظالِماً / وَلا تَبغِ قوتاً مِن غَريضِ الذَبائِحِ
وَأَبيَضَ أُمّاتٍ أَرادَت صَريحَهُ / لِأَطفالِها دونَ الغَواني الصَرائِحِ
وَلا تَفجَعَنَّ الطَيرَ وَهيَ غَوافِلٌ / بِما وَضَعَت فَالظُلمُ شَرُّ القَبائِحِ
وَدَع ضَربَ النَحلِ الَّذي بَكَرَت لَهُ / كَواسِبَ مِن أَزهارِ نَبتٍ فَوائِحِ
فَما أَحرَزَتهُ كَي يَكونَ لِغَيرِها / وَلا جَمَعَتهُ لِلنَدى وَالمَنائِحِ
مَسَحتُ يَدَي مِن كُلِّ هَذا فَلَيتَني / أَبَهتُ لِشَأني قَبلَ شَيبِ المَسائِحِ
بَني زَمني هَل تَعلَمونَ سَرائِراً / عَلِمتُ وَلَكِنّي بِها غَيرُ بائِحِ
سَرَيتُم عَلى غَيٍّ فَهَلّا اِهتَدَيتُمُ / بِما خَيَّرتُكُم صافِياتُ القَرائِحِ
وَصاحَ بِكُم داعِيَ الضَلالِ فَما لَكُم / أَجَبتُم عَلى ما خَيَّلَت كُلَّ صائِحِ
مَتّى ماكَشَفتُم عَن حَقائِقِ دينِكُم / تَكَشَّفتُم عَن مُخزَياتِ الفَضائِحِ
فَإِن تَرشُدوا لا تَخضِبوا السَيفَ مِن دَمٍ / وَلا تُلزِموا الأَميالَ سَبرَ الجَرائِحِ
وَيُعجِبُني دَأبُ الَّذينَ تَرَهَّبوا / سِوى أَكلِهِم كَدَّ النُفوسِ الشَحائِحِ
وَأَطيَبُ مِنهُم مَطعَماً في حَياتِهِ / سُعاةُ حَلالٍ بَينَ غَادٍ وَرائِحِ
فَما حَبَسَ النَفسَ المَسيحُ تَعَبُّداً / وَلَكِن مَشى في الأَرضِ مِشيَةَ سائِحِ
يُغَيِّبُني في التُربِ مَن هُوَ كارِهٌ / إِذا لَم يُغَيِّبني كَريهُ الرَوائِحِ
وَمَن يَتَوَقّى أَن يُجاوِرَ أَعظُماً / كَأَعظُمِ تِلكَ الهالِكاتِ الطَرائِحِ
وَمِن شَرِّ أَخلاقِ الأَنيسِ وَفِعلِهِم / خُوارُ النَواعي وَاِلتِدامُ النَوائِحِ
وَأَصفَحُ عَن ذَنبِ الصَديقِ وَغَيرِهِ / لِسُكنايَ بَيتَ الحَقِّ بَينَ الصَفائِحِ
وَأَزهَدُ في مَدحِ الفَتى عِندَ صِدقِهِ / فَكَيفَ قُبولي كاذِباتِ المَدائِحِ
وَما زالَت النَفسُ اللَجوجُ مَطِيَّةً / إِلى أَن غَدَت إِحدى الرَذايا الطَلائِحِ
وَما يَنفَعُ الإِنسانَ أَنَّ غَمائِماً / تَسُحُّ عَلَيهِ تَحتَ إِحدى الضَرائِحِ
وَلَو كانَ في قُربٍ مِنَ الماءِ رَغبَةٌ / لَنافَسَ ناسٌ في قُبورِ البَطائِحِ
أَمّا وَفُؤادٍ بِالغَرامِ قَريحِ
أَمّا وَفُؤادٍ بِالغَرامِ قَريحِ / وَدَمعٍ بِأَنواعِ الهُمومِ سَريحِ
لَقَد غَرَّتِ الدُنيا بَنيها بِمَذقِها / وَإِن سَمَحوا مِن وُدِّها بِصَريحِ
أَلَيلى وَكُلٌّ أَصبَحَ اِبنَ مُلَوَّحٍ / وَلُبنى وَما فينا سِوى ابنِ ذَريحِ
وَفي كُلِّ حينٍ يونُسُ القَومُ آيَةٌ / بِشَخصٍ قَتيلٍ أَو بِشَخصٍ جَريحِ
وَلَم يَطَّرِحكِ المَرءُ عَنهُ لِعِبرَةٍ / يَراها بِمَرفوتِ العِظامِ طَريحِ
وَلَيسَ لَنا في مُدَّةِ العَيشِ راحَةٌ / فَكَيفَ بِمَوتٍ مَن أَذاكَ مُريحِ
وَتَعقُدُ سَلوانَ الفَتى عَنكَ نَفسُهُ / بِأَذيالِ بَرقٍ أَو دَوائِبِ ريحِ
وَما زالَ في بَلواكِ مُذ يَومَ وَضعَهُ / عَلَيكِ إِلى أَن عادَ رَهنَ ضَريحِ
طَلَبتُ شَفاءً مِنكِ وَاِهتَجتُ سائِلاً / بِذاكَ أَبا سَلمانَ وَاِبنَ بُرَيحِ