القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 10
مدامعُ جفنِ الصَبِّ إحدى الفواضحِ
مدامعُ جفنِ الصَبِّ إحدى الفواضحِ / فيا لَكَ سِرّاً واقفاً تحتَ بائحِ
ومَن كانَ منَّا ليسَ يَملِكُ قلبَهُ / أيَملِكُ دمعاً سافحاً إثْرَ طافحِ
وقفنا على وادي الغَضا وغُصونُهُ / تكادُ لوَجْدي تَلتَظي من جوانِحي
نرى كِلَلَ الأظعانِ بينَ ضُلوعنا / ونَسألُ عنها كُلَّ غادٍ ورائحِ
لكلِّ مُحِبٍّ في هواهُ سَجيَّةٌ / ولكنَّ ما كُلُّ السجايا بصالحِ
وأعدَلُ أهلِ الحُبِّ من ليس يلتجي / إلى بسطِ عُذْرٍ في مُلاقاةِ ناصحِ
هَويتُ الذي أعطى العلومَ فُؤادَهُ / فأعطَتْهُ منها سانحاً بعدَ بارِحِ
تمَّنيتُ باسم الخِضْرِ فيهِ وطالما / ترَى المرءَ لا يخلو اسمُهُ من لوائحِ
وَجَدْتُ بهِ بل منهُ مُتعةَ سامعٍ / ويا حبَذَّا لو نِلتُ رؤيةَ لامحِ
بهِ حسَدَتْ عينايَ أُذني ورُبَّما / تخصَّص بالإقبال بعضُ الجوارحِ
لَعُوبٌ بأطراف الكلام على الصِّبا / رأيتُ بهِ الممدوحَ في ثوبِ مادحِ
وهيهات ليسَ السِنُّ مانحةَ النُّهَى / لمن قلبُهُ بالطبع ليسَ بمانحِ
إذا تَمَّ فاقَ الشَّمسَ في غُرَّة الضُّحَى / هلالٌ يفوقُ البدرَ في سَعدِ ذابحِ
لكلِّ حديثٍ في الزَّمانِ خواتمٌ / تَدُلُّ عليها مُحكَماتُ الفواتحِ
أتَدري ما بقلبِكَ من جِراحِ
أتَدري ما بقلبِكَ من جِراحِ / فَتاةٌ طَرْفُها شاكي السِّلاحِ
تُدِيرُ على النُّدامَى مُقلتاها / كُؤُوسَ مَنيَّةٍ وكُؤُوسَ راحِ
مُهفهَفةُ القَوامِ رَنَتْ بعينٍ / ذكرتُ بها الأسِنَّةَ في الرِّماحِ
تَسُلُّ اللَحظَ من جَفْنٍ مَريضٍ / كما تَفتَرُّ عن دُرَرٍ صِحاحِ
وَقَفْتُ برَبعها فبَكيتُ حتّى / تَباكَتْ وُرْقُهُ بعدَ النَّواحِ
وسَمْتُ الأرضَ دَمعاً إثرَ دَمعٍ / فبعضٌ كاتبٌ والبعضُ ماحِ
لقد عَبِثَتْ بنا أيْدي اللَيالي / فراحَ القومُ أدراجَ الرِّياحِ
تَبطَّنَ كلَّ وادٍ كلُّ نادٍ / تَطيرُ به المَطِيُّ بلا جَناحِ
قَصَدنا مَنزِلَ الشَّهباءِ ليلاً / وقد سالت بنا خِلَلُ البِطاحِ
فأغنتَنا النَسائمُ عن دَليلٍ / ونيرانُ الخليلِ عن الصَّباحِ
إذا زرتَ الوزير على صلاحٍ / فقل للركبِ حيَّ على الفلاحِ
وقُلْ للدَّهرِ مالَكَ من سبيلٍ / علينا في الغُدُوِّ وفي الرَّواحِ
هو الظِلُّ الظَليلُ بأرضِ قومٍ / وقاهُمْ حَرَّ هاجرةِ الضَّواحي
جَرَتْ سُودُ اليَراع براحتَيهِ / فإنْ قَصُرَتْ جَرَت بيضُ الصِّفاحِ
أقامَ الرُعبَ في الأكبادِ حتَّى / أحاطَ بكلِّ نفسٍ كالوِشاحِ
فأيقَظَ كلَّ جَفنٍ فيهِ غُمضٌ / ونَبَّهَ كلَّ قَلبٍ غيرِ صاحِ
هُمامٌ قد تَصَّدرَ في مَقامٍ / يَبينُ الجِدُّ فيه من المُزاحِ
قَضَى حَقَّ الوزارةِ فاقتضاها / بحُكم العَدلِ والحَقّ الصُراحِ
سليمُ القلبِ ذو عرضٍ مَصُونٍ / كريمُ النَّفسِ ذو مالٍ مُباحِ
لهَيبَتِهِ شكائمُ في الرَّعايا / تَرُدُّ الجامِحينَ عن الجِماحِ
أتى كالغيثِ تَرْوَى كلُّ أرضٍ / بهِ بينَ اغتباقٍ واصطباحِ
فصفَّقَتِ الغُصونُ لهُ ابتِهاجاً / وأصبَحَ باسماً ثَغرُ الأقاحي
عَرَفنا حمدَهُ في القلبِ لكن / عجَزَنا في اللِسان عنِ امتِداحِ
فلَيسَ على عُلاهُ منِ انحطاطٍ / بذاكَ ولا علينا من جُناحِ
أيا مَنْ أفعَمَ الحُسَّادُ ذُلاً / وأفحَمَ كلَّ مُعترِضٍ ولاحِ
لقد وافاكَ نصرُ اللهِ فَوْراً / يُبشِّرُ بالمسَرَّةِ والنَجاحِ
فكُنْ باللهِ مُعتصِماً رشيداً / مهيبَ السُّخطِ مأمولَ السَّماحِ
قِفْ بالعَقيقِ وسَلْ نَسِيمَ رياحِهِ
قِفْ بالعَقيقِ وسَلْ نَسِيمَ رياحِهِ / هل من سَلامٍ تحتَ طيِّ وِشاحِهِ
ولَعلَّهُ بالجِزْع باتَ عَشيةً / فتوَسَّدَ الرَيحانَ بينَ بطاحِهِ
دارَ الأحِبَّةِ جادَ مَغناكِ الحَيا / وكَساكِ بُرْدَ خِزامهِ وأقاحِهِ
إن كانَ بانَ الرَّكبُ عنكِ بعينهِ / فقُلوبُنا لم تَخْلُ من أشباحِهِ
طُبعَ الزَمانُ على العِنادِ فلم يزَلْ / يَغْتالُ بينَ غُدُوِّهِ ورَواحِهِ
فالوَيلُ بينَ صباحِهِ ومَسائِهِ / والعَولُ بينَ مَسائِهِ وصَباحِهِ
لِلدَّهرِ في الأحكامِ بابٌ مُغلَقٌ / لا يَهتدِي أحَدٌ إلى مفتاحِهِ
شَهْدٌ وصابٌ في مَشارِبِ أهلِهِ / والكلُّ يَرتَشِفُونَ من أقداحِهِ
يَتَقلَّبُ الثَكْلانُ في أحزانِهِ / كَتَقلُّبِ الجَذْلانِ في أفراحِهِ
فيطيِبُ للجَذلانِ صَوتُ غنائِهِ / ويَطيبُ للثَكْلانِ صَوْتُ نُواحهِ
ولَقَدْ غَزَتْ قلبي الهُمومُ بجَيْشها / دهراً فكانَ الصبرُ خيرَ سِلاحهِ
والصَبرُ يكفي القلبَ جُرحاً حادثاً / إن كانَ لا يَشِفي قديمَ جِراحِهِ
رَوَّضتُ نفسي بالرِّضَى منذُ الصِّبى / فجَنيتُ طِيبَ النَّفسِ من أدواحِهِ
والنَّفسُ كالمُهرِ الجَمُوحِ إذا نَشَا / في جَهلِهِ أعياكَ رَدُّ جماحِهِ
إن أنتَ لم تُصلِحْ طَريقَكَ يافعاً / فإذا كَبِرْتَ عَجَزْتَ عن إصلاحِهِ
والجهلُ مثلَ الدَّاءِ يَرسُخُ في الفَتى / فيسُدُّ عن بُقراطَ نَهْجَ فَلاحِهِ
وبمُهجتي شَوقٌ قديمٌ لم يزلْ / لقديم حُبٍّ حالَ دُونَ بَراحِهِ
رَبعٌ يَسُرُّ الناظرينَ بحُسنهِ / ويُبشِّرُ العافي بُحسنِ نَجاحِهِ
الفخرُ بينَ بُرُوجهِ وسُرُوجهِ / والنَّصرُ بينَ سُيوفهِ ورِماحِهِ
ولَقد كَتَبتُ إلى الحبيبِ رسالةً / تَشتاقُ صَفْحتُها اغتِنامَ صِفاحِهِ
لو طارَ شوقٌ قَبلَها بصَحيفةٍ / طارَتْ إليهِ على خُفُوقِ جَناحهِ
ضَمَّنتُها مما تَضمَّنَهُ الحَشا / ما يَعجِزُ المِنطيقُ عن إيضاحِهِ
حَسْبُ اللبيبِ إشارةٌ يَغْنَى بها / داعيهِ بالإيماءِ عن إفصاحهِ
هَهياتِ لا يَهْدِي ضِياءُ الصُبحِ مَنْ / لا يَهتدي بالضَوءِ من مِصباحهِ
هذا الكتابُ الكبير النفعِ مع صِغَرٍ
هذا الكتابُ الكبير النفعِ مع صِغَرٍ / في حَجْمهِ فهْوَ للسارينَ مِصباحُ
الصَّرفُ والنَّحوُ أبوابٌ وأنفَعُ ما / تُقدِّمُ النَّاسُ للأبوابِ مِفتاحُ
أتتني وهيَ سافرةٌ صباحا
أتتني وهيَ سافرةٌ صباحا / ومَيلُ العِطفِ قد حلَّ الوِشاحا
فقُمتُ وقد خفضتُ لها الجَناحا / وقُلتُ لها بعَيشكِ ذُقتِ راحا
فقالت لا وعيشكَ لم أذُقْ را /
أراني لفظُها دُرَراً تلالَتْ / ولكنْ نافَسَتْ فيهِ وغالَتْ
لذلكَ أوجزَتْهُ وما أطالتْ / فقلتُ ولِمْ حذفتِ الحاءَ قالَتْ
أخافُ تَشَمُّ أنفاسي فتَبْرا /
أغَرُّ لهُ خَلْقٌ تهلَّلَ بالبَها
أغَرُّ لهُ خَلْقٌ تهلَّلَ بالبَها / وخُلْقٌ سَمَتْ أوضاعُهُ فكرَ مادِحِ
فكاهةُ خُلقٍ مذْ تبدَّى جَمالُها / أضاءتْ بآلاءٍ غَوادٍ رَوائحِ
عِنايةُ اللهِ في بيروتَ قد وَضَعَتْ
عِنايةُ اللهِ في بيروتَ قد وَضَعَتْ / بيتاً بنورِ اُلنَّبِيِّ اُلْيَاسَ مُتِّشحِا
يا زائِرُ اُدْخُلْ بتأريخٍ حماهُ وقُلْ / قَرَعْتُ بابَ الرَّجا يا حيُّ فانْفَتَحَا
قد ناحَ ميخائيلُ نحاسٍ على
قد ناحَ ميخائيلُ نحاسٍ على / انطونَ لكنْ يا لِطولِ نُواحِهِ
غَدَرَ الزَّمانُ بهِ غُلاماً يافعاً / جَرَحَ الفؤادَ ولا دَوا لجِراحِهِ
من حِضنِ ميخائيلَ فرَّ فباتَ في / أوجِ النَّعيمِ لأجل فَرْطِ صَلاحِهِ
وهُناكَ ميخائيلُ مِن خَطَر القَضَا / أرِّخْ حَماهُ تحتَ ظِلِّ جَناحِهِ
أبدَى محمَّدُ دَيَّةٍ بزَفَافِهِ
أبدَى محمَّدُ دَيَّةٍ بزَفَافِهِ / يوماً نَهارُ العيد مِنهُ قد استحَى
يا حبَّذا يومٌ على بدرِ الدُّجَى / في سعدِ تأريخٍ جلا شمسَ الضُّحَى
في اللَّحدِ شَرْشَلَ بيكُ باتَ ونفسُهُ
في اللَّحدِ شَرْشَلَ بيكُ باتَ ونفسُهُ / عندَ الإلهِ تقومُ في تسبيحهِ
نَسْلُ الوِزارةِ صاحبُ الشَّرَفِ الذي / قد لاحَ كالصُّبحِ اشتهارُ وُضُوحِهِ
أحيا لِمَا لَبْرُوكَ ذِكراً طالَما / أنشاهُ بين حروبِهِ وفُتوحِهِ
قد حلَّ في ثاني شُباطَ بمضجَعٍ / رَوَّى الغَمامُ تُرابَهُ بسُفُوحِهِ
ولَوائحٌ مِن رَحمةِ اللهِ انجَلَتْ / لمُؤَرِّخيهِ تُنيرُ فوقَ ضريحِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025