المجموع : 10
مدامعُ جفنِ الصَبِّ إحدى الفواضحِ
مدامعُ جفنِ الصَبِّ إحدى الفواضحِ / فيا لَكَ سِرّاً واقفاً تحتَ بائحِ
ومَن كانَ منَّا ليسَ يَملِكُ قلبَهُ / أيَملِكُ دمعاً سافحاً إثْرَ طافحِ
وقفنا على وادي الغَضا وغُصونُهُ / تكادُ لوَجْدي تَلتَظي من جوانِحي
نرى كِلَلَ الأظعانِ بينَ ضُلوعنا / ونَسألُ عنها كُلَّ غادٍ ورائحِ
لكلِّ مُحِبٍّ في هواهُ سَجيَّةٌ / ولكنَّ ما كُلُّ السجايا بصالحِ
وأعدَلُ أهلِ الحُبِّ من ليس يلتجي / إلى بسطِ عُذْرٍ في مُلاقاةِ ناصحِ
هَويتُ الذي أعطى العلومَ فُؤادَهُ / فأعطَتْهُ منها سانحاً بعدَ بارِحِ
تمَّنيتُ باسم الخِضْرِ فيهِ وطالما / ترَى المرءَ لا يخلو اسمُهُ من لوائحِ
وَجَدْتُ بهِ بل منهُ مُتعةَ سامعٍ / ويا حبَذَّا لو نِلتُ رؤيةَ لامحِ
بهِ حسَدَتْ عينايَ أُذني ورُبَّما / تخصَّص بالإقبال بعضُ الجوارحِ
لَعُوبٌ بأطراف الكلام على الصِّبا / رأيتُ بهِ الممدوحَ في ثوبِ مادحِ
وهيهات ليسَ السِنُّ مانحةَ النُّهَى / لمن قلبُهُ بالطبع ليسَ بمانحِ
إذا تَمَّ فاقَ الشَّمسَ في غُرَّة الضُّحَى / هلالٌ يفوقُ البدرَ في سَعدِ ذابحِ
لكلِّ حديثٍ في الزَّمانِ خواتمٌ / تَدُلُّ عليها مُحكَماتُ الفواتحِ
أتَدري ما بقلبِكَ من جِراحِ
أتَدري ما بقلبِكَ من جِراحِ / فَتاةٌ طَرْفُها شاكي السِّلاحِ
تُدِيرُ على النُّدامَى مُقلتاها / كُؤُوسَ مَنيَّةٍ وكُؤُوسَ راحِ
مُهفهَفةُ القَوامِ رَنَتْ بعينٍ / ذكرتُ بها الأسِنَّةَ في الرِّماحِ
تَسُلُّ اللَحظَ من جَفْنٍ مَريضٍ / كما تَفتَرُّ عن دُرَرٍ صِحاحِ
وَقَفْتُ برَبعها فبَكيتُ حتّى / تَباكَتْ وُرْقُهُ بعدَ النَّواحِ
وسَمْتُ الأرضَ دَمعاً إثرَ دَمعٍ / فبعضٌ كاتبٌ والبعضُ ماحِ
لقد عَبِثَتْ بنا أيْدي اللَيالي / فراحَ القومُ أدراجَ الرِّياحِ
تَبطَّنَ كلَّ وادٍ كلُّ نادٍ / تَطيرُ به المَطِيُّ بلا جَناحِ
قَصَدنا مَنزِلَ الشَّهباءِ ليلاً / وقد سالت بنا خِلَلُ البِطاحِ
فأغنتَنا النَسائمُ عن دَليلٍ / ونيرانُ الخليلِ عن الصَّباحِ
إذا زرتَ الوزير على صلاحٍ / فقل للركبِ حيَّ على الفلاحِ
وقُلْ للدَّهرِ مالَكَ من سبيلٍ / علينا في الغُدُوِّ وفي الرَّواحِ
هو الظِلُّ الظَليلُ بأرضِ قومٍ / وقاهُمْ حَرَّ هاجرةِ الضَّواحي
جَرَتْ سُودُ اليَراع براحتَيهِ / فإنْ قَصُرَتْ جَرَت بيضُ الصِّفاحِ
أقامَ الرُعبَ في الأكبادِ حتَّى / أحاطَ بكلِّ نفسٍ كالوِشاحِ
فأيقَظَ كلَّ جَفنٍ فيهِ غُمضٌ / ونَبَّهَ كلَّ قَلبٍ غيرِ صاحِ
هُمامٌ قد تَصَّدرَ في مَقامٍ / يَبينُ الجِدُّ فيه من المُزاحِ
قَضَى حَقَّ الوزارةِ فاقتضاها / بحُكم العَدلِ والحَقّ الصُراحِ
سليمُ القلبِ ذو عرضٍ مَصُونٍ / كريمُ النَّفسِ ذو مالٍ مُباحِ
لهَيبَتِهِ شكائمُ في الرَّعايا / تَرُدُّ الجامِحينَ عن الجِماحِ
أتى كالغيثِ تَرْوَى كلُّ أرضٍ / بهِ بينَ اغتباقٍ واصطباحِ
فصفَّقَتِ الغُصونُ لهُ ابتِهاجاً / وأصبَحَ باسماً ثَغرُ الأقاحي
عَرَفنا حمدَهُ في القلبِ لكن / عجَزَنا في اللِسان عنِ امتِداحِ
فلَيسَ على عُلاهُ منِ انحطاطٍ / بذاكَ ولا علينا من جُناحِ
أيا مَنْ أفعَمَ الحُسَّادُ ذُلاً / وأفحَمَ كلَّ مُعترِضٍ ولاحِ
لقد وافاكَ نصرُ اللهِ فَوْراً / يُبشِّرُ بالمسَرَّةِ والنَجاحِ
فكُنْ باللهِ مُعتصِماً رشيداً / مهيبَ السُّخطِ مأمولَ السَّماحِ
قِفْ بالعَقيقِ وسَلْ نَسِيمَ رياحِهِ
قِفْ بالعَقيقِ وسَلْ نَسِيمَ رياحِهِ / هل من سَلامٍ تحتَ طيِّ وِشاحِهِ
ولَعلَّهُ بالجِزْع باتَ عَشيةً / فتوَسَّدَ الرَيحانَ بينَ بطاحِهِ
دارَ الأحِبَّةِ جادَ مَغناكِ الحَيا / وكَساكِ بُرْدَ خِزامهِ وأقاحِهِ
إن كانَ بانَ الرَّكبُ عنكِ بعينهِ / فقُلوبُنا لم تَخْلُ من أشباحِهِ
طُبعَ الزَمانُ على العِنادِ فلم يزَلْ / يَغْتالُ بينَ غُدُوِّهِ ورَواحِهِ
فالوَيلُ بينَ صباحِهِ ومَسائِهِ / والعَولُ بينَ مَسائِهِ وصَباحِهِ
لِلدَّهرِ في الأحكامِ بابٌ مُغلَقٌ / لا يَهتدِي أحَدٌ إلى مفتاحِهِ
شَهْدٌ وصابٌ في مَشارِبِ أهلِهِ / والكلُّ يَرتَشِفُونَ من أقداحِهِ
يَتَقلَّبُ الثَكْلانُ في أحزانِهِ / كَتَقلُّبِ الجَذْلانِ في أفراحِهِ
فيطيِبُ للجَذلانِ صَوتُ غنائِهِ / ويَطيبُ للثَكْلانِ صَوْتُ نُواحهِ
ولَقَدْ غَزَتْ قلبي الهُمومُ بجَيْشها / دهراً فكانَ الصبرُ خيرَ سِلاحهِ
والصَبرُ يكفي القلبَ جُرحاً حادثاً / إن كانَ لا يَشِفي قديمَ جِراحِهِ
رَوَّضتُ نفسي بالرِّضَى منذُ الصِّبى / فجَنيتُ طِيبَ النَّفسِ من أدواحِهِ
والنَّفسُ كالمُهرِ الجَمُوحِ إذا نَشَا / في جَهلِهِ أعياكَ رَدُّ جماحِهِ
إن أنتَ لم تُصلِحْ طَريقَكَ يافعاً / فإذا كَبِرْتَ عَجَزْتَ عن إصلاحِهِ
والجهلُ مثلَ الدَّاءِ يَرسُخُ في الفَتى / فيسُدُّ عن بُقراطَ نَهْجَ فَلاحِهِ
وبمُهجتي شَوقٌ قديمٌ لم يزلْ / لقديم حُبٍّ حالَ دُونَ بَراحِهِ
رَبعٌ يَسُرُّ الناظرينَ بحُسنهِ / ويُبشِّرُ العافي بُحسنِ نَجاحِهِ
الفخرُ بينَ بُرُوجهِ وسُرُوجهِ / والنَّصرُ بينَ سُيوفهِ ورِماحِهِ
ولَقد كَتَبتُ إلى الحبيبِ رسالةً / تَشتاقُ صَفْحتُها اغتِنامَ صِفاحِهِ
لو طارَ شوقٌ قَبلَها بصَحيفةٍ / طارَتْ إليهِ على خُفُوقِ جَناحهِ
ضَمَّنتُها مما تَضمَّنَهُ الحَشا / ما يَعجِزُ المِنطيقُ عن إيضاحِهِ
حَسْبُ اللبيبِ إشارةٌ يَغْنَى بها / داعيهِ بالإيماءِ عن إفصاحهِ
هَهياتِ لا يَهْدِي ضِياءُ الصُبحِ مَنْ / لا يَهتدي بالضَوءِ من مِصباحهِ
هذا الكتابُ الكبير النفعِ مع صِغَرٍ
هذا الكتابُ الكبير النفعِ مع صِغَرٍ / في حَجْمهِ فهْوَ للسارينَ مِصباحُ
الصَّرفُ والنَّحوُ أبوابٌ وأنفَعُ ما / تُقدِّمُ النَّاسُ للأبوابِ مِفتاحُ
أتتني وهيَ سافرةٌ صباحا
أتتني وهيَ سافرةٌ صباحا / ومَيلُ العِطفِ قد حلَّ الوِشاحا
فقُمتُ وقد خفضتُ لها الجَناحا / وقُلتُ لها بعَيشكِ ذُقتِ راحا
فقالت لا وعيشكَ لم أذُقْ را /
أراني لفظُها دُرَراً تلالَتْ / ولكنْ نافَسَتْ فيهِ وغالَتْ
لذلكَ أوجزَتْهُ وما أطالتْ / فقلتُ ولِمْ حذفتِ الحاءَ قالَتْ
أخافُ تَشَمُّ أنفاسي فتَبْرا /
أغَرُّ لهُ خَلْقٌ تهلَّلَ بالبَها
أغَرُّ لهُ خَلْقٌ تهلَّلَ بالبَها / وخُلْقٌ سَمَتْ أوضاعُهُ فكرَ مادِحِ
فكاهةُ خُلقٍ مذْ تبدَّى جَمالُها / أضاءتْ بآلاءٍ غَوادٍ رَوائحِ
عِنايةُ اللهِ في بيروتَ قد وَضَعَتْ
عِنايةُ اللهِ في بيروتَ قد وَضَعَتْ / بيتاً بنورِ اُلنَّبِيِّ اُلْيَاسَ مُتِّشحِا
يا زائِرُ اُدْخُلْ بتأريخٍ حماهُ وقُلْ / قَرَعْتُ بابَ الرَّجا يا حيُّ فانْفَتَحَا
قد ناحَ ميخائيلُ نحاسٍ على
قد ناحَ ميخائيلُ نحاسٍ على / انطونَ لكنْ يا لِطولِ نُواحِهِ
غَدَرَ الزَّمانُ بهِ غُلاماً يافعاً / جَرَحَ الفؤادَ ولا دَوا لجِراحِهِ
من حِضنِ ميخائيلَ فرَّ فباتَ في / أوجِ النَّعيمِ لأجل فَرْطِ صَلاحِهِ
وهُناكَ ميخائيلُ مِن خَطَر القَضَا / أرِّخْ حَماهُ تحتَ ظِلِّ جَناحِهِ
أبدَى محمَّدُ دَيَّةٍ بزَفَافِهِ
أبدَى محمَّدُ دَيَّةٍ بزَفَافِهِ / يوماً نَهارُ العيد مِنهُ قد استحَى
يا حبَّذا يومٌ على بدرِ الدُّجَى / في سعدِ تأريخٍ جلا شمسَ الضُّحَى
في اللَّحدِ شَرْشَلَ بيكُ باتَ ونفسُهُ
في اللَّحدِ شَرْشَلَ بيكُ باتَ ونفسُهُ / عندَ الإلهِ تقومُ في تسبيحهِ
نَسْلُ الوِزارةِ صاحبُ الشَّرَفِ الذي / قد لاحَ كالصُّبحِ اشتهارُ وُضُوحِهِ
أحيا لِمَا لَبْرُوكَ ذِكراً طالَما / أنشاهُ بين حروبِهِ وفُتوحِهِ
قد حلَّ في ثاني شُباطَ بمضجَعٍ / رَوَّى الغَمامُ تُرابَهُ بسُفُوحِهِ
ولَوائحٌ مِن رَحمةِ اللهِ انجَلَتْ / لمُؤَرِّخيهِ تُنيرُ فوقَ ضريحِهِ