المجموع : 7
يا ويح دهريَ لم يب
يا ويح دهريَ لم يب / قى في بنيهِ نصيحُ
فلا فؤادَ سليمٌ / ولا ودادَ صحيحُ
وكلُّ ما يخبأ القلبُ / في العيونِ يلوحُ
وكلنا في عناءِ / فمن إذنْ يَسترِيحُ
مل بي عن الوردِ واسقني القدحا
مل بي عن الوردِ واسقني القدحا / فوردُها من خدودكَ افتضحا
وقد شكى للنسيمِ خجلتهُ / فحينَ مرَّ النسيمُ بي نفحا
وقم بنا نصطبحُ معتقةً / واسمح بها فالزمانُ قد سمحا
كأنها فرحةً على كبدٍ / تنقضُ عنها الهمومَ والترحا
فاجلُ بها لنفسَ إنها صدأتْ / وآس بها القلب إنهُ قرِحا
وقل لمن لامني على سفهٍ / ما ضرَّنا أنْ نابحاً نبحا
أما ترى الدَّنَّ قد جرى دَمُهُ / كأنه من لحاظكَ انجرحا
يمجُّ راحاً كأنَّ شعلتها / تحت الدياجي شعاعُ شمسِ ضحى
أخفُّ عندي ممن ضنيتُ به / روحاً وأخفى من الضَّنا شبحا
وإن ترَ الهمَّ قاتلاً فرحي / فانظر كيف تبعثُ الفرحا
الفجرُ ما كان ينزوي حزناً / في الأفقِ حتى رآكَ فانشرحا
والطيرُ قد كانَ فوقَ منبرِهِ / عياً فلما سكبتها صَدَحا
والفلُّ والياسمين من حسدٍ / كلاهما فوقَ غصنِهِ انطرحا
تنافسا في الجمالِ آونةً / فحينَما لاحَ وجهكَ اصطلحا
لا تلم ذا الهوى على أن يبوحا
لا تلم ذا الهوى على أن يبوحا / هكذا العطرُ دأبهُ أن يفوحا
كيفَ تخفى بينَ العواذلِ نارٌ / ساورتها الرياحُ ريحاً فريحا
وسقامُ الهوى يلوحُ على العا / شقِ مهما أرادَ أن لا يلوحا
غلبَ الشوقُ أهلهُ فترى القو / مَ طريحاً قضى ونضواً طريحا
وكأنَّ الغرامَ حينَ شرى الأن / فسَ ألفى الكرامَ أرخصَ روحا
يا أخا الحبِّ ما ارى الحبَّ إلا / نظراً جارحاً وقلباً جريحا
ثم من عاشَ بعدَ ذلكَ فقد عا / شَ ليبكي مما بهِ أو ينوحا
وترى الطيرَ ربما قامَ بسعى / لحظةً بعدَ أن تراهُ ذبيحا
ليسَ هذا الهوى سوى سكرةُ المو / تِ فهيِّءْ للعاشقينَ الضريحا
يطمعُ النفسَ في الجمالِ فإمَّا / طمعتْ ألفت الجمال شحيحا
وهو بينَ العيونِ والقلبِ رسمٌ / كلما جالت اللواحظُ يُمحَى
آه ما أوجعَ الغرامَ وما أع / جبَ جسماً على الغرامِ صحيحا
لم أكدْ أعرفُ الصبابةَ حتى / برحتْ بي همومُها تبريحا
وألفتُ العناءَ حتى من الرا / حةِ عندي أن لا أرى مستريحا
وإذا ضاقتِ الحياةُ بنفسٍ / وجدتُ وادي المماتِ فسيحا
هجرتني الملاحُ من غيرِ ذنبٍ
هجرتني الملاحُ من غيرِ ذنبٍ / وأعانتْ عليَّ دهري الملاحُ
قاتلاتُ النفوسِ حرَّمها اللهُ / وهل من أجلهنَّ تباحُ
وتمادينَ في عذابي حتى / ما لليلي من بعدِ ليلى صباحُ
يا فؤادي اصطبرْ فإن هي إلا / غدوةٍ بعدها يكونُ الرواحُ
كم أناسٍ يصدُّ عنهم أناسٌ / جمعَ الموتَ بينهم فاستراحوا
مشى فكأن الغصنَ تهفو بهِ الصبا
مشى فكأن الغصنَ تهفو بهِ الصبا / وللعطرِ منهُ في رداءِ الصبا نفحُ
ومرَّ وعن جنبيهِ صفّا عواذل / كخطي ظلامٍ شقَّ بينهما صبحُ
إلى البيضِ سورةُ هذا الجماحِ
إلى البيضِ سورةُ هذا الجماحِ / وللسمرِ خِفقَةُ هذا الجناحِ
لحاني العواذل في حبهنَّ / وهيهاتَ من حبهنَّ اللواحي
فما البيضُ إلا طرارُ السيوفِ / ولا السمرُ إلا عوالي الرماحِ
يرجُّ بها الأرضَ هذا الفتى / ويدمي عليها عيونَ البطاحِ
يجوبُ المعامعَ جوبَ الحِمامِ / ويطوي المهامهَ طيَّ الرياحِ
على أشقرٍ كوميضِ البروقِ / تحفزهُ غلواء المراحِ
جريءٌ على اليلِ مستجمعٌ / يهبُ هبوبَ نسيمِ الصباحِ
تكادُ لنشوةِ أعطافهِ / إذا مرَّ تحسبهُ غيرَ صاحِ
جرحتني بالقولِ لكنني
جرحتني بالقولِ لكنني / أرى شفاهَ الجرحِ في الجرحِ
فكم سبابٍ بينَ أهلِ الهوى / يكونُ تنبيهاً إلى الصلحِ