المجموع : 6
مُسْتَهامٌ دَمْعُهُ سَافِحُ
مُسْتَهامٌ دَمْعُهُ سَافِحُ / بَيْنَ جَفْنَيْهِ هَوىً قادِحُ
كُلَّما أَمَّ سَبيلَ الهُدى / عافَهُ السانِحُ وَالبارِحُ
حلَّ فيما بَيْنَ أعدائِهِ / وَهْوَ عَنْ أحْبابِهِ نازِحُ
أَيُّها القادِحُ نارَ الهوى / اصْلَها يا أَيُّها القادِحُ
سَيفٌ عَلَيهِ نِجادُ سَيْفٍ مِثْله
سَيفٌ عَلَيهِ نِجادُ سَيْفٍ مِثْله / في حَدِّهِ للْمُفْسدينَ صَلاحُ
هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ
هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ / وما فيهما عهدٌ ولا فيهما صُلحُ
سِوى أنَّ صَفحاً كانَ من بعدِ قُدرةٍ / وأحسنُ مقرونٍ إلى قُدرةٍ صَفحُ
سَلِ السَّيفَ والرُّمحَ الرُّدينيَّ عنهما / فتسمعَ ما يُنْبي به السيفُ والرمحُ
لقد شَفعت يومَ العروبةِ عِندَها / بعيدٍ لنا فيه السلامةُ والنُّجحُ
ذبائحُ راحتْ يوَم عيدِ لحومِها / وما ازدانَ عيدٌ لا يكونُ بهِ ذبحُ
قَرَيناهُمُ سَجْلاً من الحربِ مُرَّةً / وعَشراً ركيكاً ليس في طَعمهِ ملحُ
ومُقْرَبة يشقرُّ في النَّقْعِ كمْتُها / وتَخْضرُّ حيناً كلَّما بَلَّها الرَّشحُ
تَراهُنَّ في نَضْحِ الدماءِ كأنَّما / كساها عَقيقاً أحمراً ذلكَ النَّضحُ
تطيرُ بلا ريشٍ إلى كلِّ صَيحةٍ / وتَسبحُ في البرِّ الَّذي ما بهِ سَبْحُ
عليها منَ الأبطالِ كلُّ مُمارِسٍ / يرى أن جِدَّ الحربِ من بأسهِ مَزْحُ
يَعدُّونَه الأعداءُ كَرْباً عليهمُ / على أنه طَلقٌ لنا وجهُهُ سَمْحُ
وكانَ ابنُ حفصونٍ يعدُّ جيادَهُ / سَراحينَ قبلَ اليومِ فهي لنا سَرْحُ
نَجا مُستَكِنَّاً تحتَ جُنحٍ منَ الدُّجَى / وليسَ يؤدِّي شكرَ ما أنعمَ الجُنْحُ
دعَتْهُ مُنىً كانت عليهِ مَنِيَّةً / فَترْحا لهُ منها وقَلَّ لهُ الترْحُ
تَسرْبَلَ ثوبَ اللَّيلِ خامسَ خمسةٍ / فكلُّهم في كلِّ جارحةٍ جُرحُ
يودُّونَ أنَّ الصبحَ ليلٌ عليهمُ / ونحن نودُّ الليلَ لو أَنَّه صُبْحُ
أقادِحَ نارٍ كانَ طعمَ وقودِها / بعينيكَ فانظرْ ما أضاءَ لكَ القَدْحُ
مَحا السيفُ ما زخرفتَ أوّلَ وَهْلةٍ / ودونكَ فانظرْ بعد ذلكَ ما يَمْحو
فكم شاربٍ منكمْ صحا بعدَ سُكرهِ / وما كانَ لولا السيفُ من سُكرهِ يَصْحو
كأَنَّ بلايا والخنازيرُ حولها / مُقطَّعةُ الأوصالِ أنيابُها كُلحُ
ديارُ الَّذينَ كذَّبوا رُسْلَ ربِّهم / فلاقَوا عذاباً كان موعدهُ الصُّبحُ
فلو نطقَ السَّفحُ الذي قُتلوا بهِ / إذنْ لبكَى من نَتْنِ قتلاهُمُ السَّفحُ
دماءٌ شَفتْ منها الرماحُ غَليلَها / فودَّ قضيبُ البانِ لو أنَّه رُمحُ
وللَّهِ ما أَزكى تجارةَ صَفقةٍ / يكونُ لهمْ خُسرانُها ولنا الرِّبحُ
أقَمنا عليها اللهوَ في يومِ عيدِهمْ / فكم لهم فِصحاً بهِ قُطعَ الفصحُ
ألا تَعِستْ تلكَ الوجوهُ وقُبِّحتْ / فما خُلقا إلّا لها التَّعسُ والقُبحُ
فيا وقعةً أنستْ وقيعةَ راهطٍ / ويا عزمةً من دونِها البطنُ والنَّطحُ
ويا ليلةً أبقتْ لنا العزَّ دهرَنا / وذُلّاً على الأعداءِ جلَّ بهِ التَّرحُ
بدولةِ عبدِ اللَّهِ ذي العزِّ والتُّقَى / يُحبَّرُ في أدنَى مَقاماتهِ المَدْحُ
ألا إنَّهُ فتحٌ يُقِرُّ له الفتحُ
ألا إنَّهُ فتحٌ يُقِرُّ له الفتحُ / فأوّلُهُ سعدٌ وآخرُهُ نُجْحُ
سَرى القائدُ الميمونُ خيرَ سَرِيَّةٍ / تقدَّمَها نصرٌ وتابعَها فَتْحُ
ألم ترَهُ أرْدَى بإسْتجةَ العِدَى / فلاقَوا عذاباً كانَ موعدَه الصُّبحُ
فلا عهدَ للمُرّاقِ من بعدِ هذهِ / يتمُّ لهمْ عند الإمامِ ولا صُلحُ
تَولَّوا عباديداً بكلِّ ثنيَّةٍ / وقد مَسَّهمْ قَرحٌ وما مسَّنا قَرْحُ
للَّهِ عبدُ الرَّحيم من مَلكٍ
للَّهِ عبدُ الرَّحيم من مَلكٍ / ما بعدَهُ للعيونِ مُطَّرحُ
كأنَّ بابَ السماءِ من يدهِ / على جميعِ الأنامِ مُنفتحُ
طَلَبْتُ بِكَ التَّكثيرَ فازْدَدْتُ قِلَّةً
طَلَبْتُ بِكَ التَّكثيرَ فازْدَدْتُ قِلَّةً / وَقَدْ يَخْسَرُ الإنْسانُ في طلَبِ الرِّبْحِ