المجموع : 17
أَغارُ عَلى ثَراكَ مِنَ الرِياحِ
أَغارُ عَلى ثَراكَ مِنَ الرِياحِ / وَأَسأَلُ عَن غَديرِكَ وَالمَراحِ
وَأَجهَرُ بِالسَلامِ وَدونَ صَوتي / مَنيعٌ لا يُجاعِزُ بِالصِياحِ
وَأَهوى أَن يُخالِطَكَ الحُزامى / وَيَلمَعَ في أَباطِحِكَ الأَقاحي
وَكَم لي نَحوَ أَرضِكَ مِن مَسيرٍ / دَفَعتُ بِهِ الغُدُوَّ إِلى الرَواحِ
وَهَذا الدَهرُ خَفَّضَ مِن عُرامي / وَرَنَّقَ مِن غَبوقي وَاِصطِباحي
وَقَد كانَ المَلامُ يَطيفُ مِنّي / بِمُنجَذِبِ العِنانِ إِلى الجِماحِ
تَؤولُ النائِباتُ إِلى مُرادي / وَيُعطيني الزَمانُ عَلى اِقتِراحي
وَعالِيَةِ السَوالِفِ وَالهَوادي / تَدافَعُ في الأَسِنَّةِ وَالصَفاحِ
إِذا اِستَقصَينَ غامِضَةَ الدَياجي / فَقَأتُ بِهِنَّ عاشِيَةَ الصَباحِ
وَمُدَّرِعٍ سَمَوتُ لَهُ مِغَذّاً / وَقَد غَرِضَ المُقارِعُ بِالرِماحِ
بِنافِذَةٍ تَمَطَّقُ عَن نَجيعٍ / تَمَطُّقَ شارِبِ المَقِرِ الصُراحِ
وَأُخرى في الضُلوعِ لَها هَديرٌ / هَديرَ الفَحلِ قُرِّبَ لِلِّقاحِ
فَما لي تَطلُبُ الأَعداءَ حَربي / وَيُصبِحُ جانِبي فَرَضَ اللَواحِ
أَبا هَرِمٍ وَأَنتَ تُريدُ ضَيمي / بِأَيِّ يَدٍ تُطامِنُ مِن طَماحي
لَحِقتُ أَبي نِزاعاً في المَعالي / وَعِرقاً في الشَجاعَةِ وَالسَماحِ
وَأَنتَ فَما لَحِقتَ أَباكَ إِلّا / كَما لَحِقَ الذُنابى بِالجَناحِ
نُميتَ مِنَ العُقوقِ إِلى المَخازي / كَما يُنمى الهَريرُ إِلى النَباحِ
فَنَحنُ نَرى مَكانَكَ مِن نِزارٍ / مَكانَ الداءِ في الأَدَمِ الصِحاحِ
بَني مَطَرٍ دَعوا العَلياءَ / يَطلَعُ إِلَيها كُلُّ مُنذَلِقٍ وَقاحِ
وَوَلّوا عَن مُقارَعَةِ المَنايا / وَلُقيانِ المُلَملَمَةِ الرَداحِ
أَيَخفى لُؤمُ أَصلِكُمُ وَهَذي / قُروفُكُمُ تَنُمُّ عَلى الجِراحِ
تُعَيُّرُنا القَبائِلُ أَن قَطَعنا / قَرائِنَ عامِرٍ وَبَني رِياحِ
وَعَلَّقنا مَطامِعَنا بِحَبلٍ / تُعَلَّقُهُ القُلوبُ بِغَيرِ راحِ
وَكُلُّهُمُ يَجُرّونَ العَوالي / مُحافَظَةً عَلى عُشبِ البِطاحِ
فَبَلِّغ سادَةَ الأَحياءِ أَنّا / سَلَونا بِالغِنا ضَربَ القِداحِ
وَعِفنا القاعَ نَسكُنُهُ وَمِلنا / عَنِ السَمُراتِ وَالنَعَمِ المِراحِ
وَطَبَّقَتِ العِراقَ لَنا قِبابٌ / نُظَلِّلُها بِأَطرافِ الرِماحِ
نُعَلَّلُ بِالزُلالِ مِنَ الغَوادي / وَنُتحَفُ بِالنَسيمِ مِنَ الرِياحِ
وَجاوَرَنا الخَليفَةَ حَيثُ تَسمو / عَرانينُ الرِجالِ إِلى الطَماحِ
نُوَجِّهُ بِالثَناءِ لَهُ مَصوناً / وَنَرتَعُ مِنهُ في مالٍ مُباحِ
وَسَيّالُ اليَدَينِ مِنَ العَطايا / مَهيبُ الجِدِّ مَأمونُ المُزاحِ
إِذا اِبتَدَرَ المَلامَ نَدى يَدَيهِ / مَضى طَلقاً عَلى سُنَنِ المِراحِ
أَميرُ المُؤمِنينَ أَذالَ سَيري / ذُرى هَذي المُعَبَّدَةِ الرِزاحِ
فَكَم خاضَ المَطِيُّ إِلَيكَ بَحراً / يَموجُ عَلى الأَماعِزِ وَالضَواحي
سَرابٌ كَالغَديرِ تَعومُ فيهِ / رُبىً كَغَوارِبِ الإِبِلِ القِماحِ
وَكَم لَكَ مِن غَرامٍ بِالمَعالي / وَهَمٍّ في الأَماني وَاِرتِياحِ
وَأَيّامٍ تَشُنُّ بِها المَنايا / عَوابِسَ يَطَّلِعنَ مِنَ النَواحي
إِذا ريعَ الشَجاعُ بِهِنَّ قُلنا / لِأَمرٍ غَصَّ بِالماءِ القَراحِ
فَلا نَقَلَ المُهَيمِنُ عَنكَ ظِلّاً / مِنَ النَعماءِ لَيسَ بِمُستَباحِ
وَواجَهَكَ الثَناءُ بِكُلِّ أَرضٍ / مُعاوِنَةٍ لِشُكري وَاِمتِداحي
مِثالُ عَينَيكَ في الظَبيِ الَّذي سَنَحا
مِثالُ عَينَيكَ في الظَبيِ الَّذي سَنَحا / وَلّى وَما دَمَلَ القَلبَ الَّذي جَرَحا
فَرُحتُ أَقبَضُ أَثناءَ الحَشا كَمَداً / وَراحَ يَبسُطُ أَثناءَ الخُطا مَرَحا
صَفَحتُ عَن دَمِ قَلبٍ طَلَّهُ هَدراً / بُقياً عَليهِ فَما أَبقى وَلا صَفَحا
حَمى لَهُ كُلَّ مَرعىً سَهمُ مُقلَتِهِ / وَمَورِدَ الماءِ مَغبوقاً وَمُصطَبَحا
أَماتِحٌ أَنتَ غَربَ الدَمعِ مِن كَمَدٍ / عَلى الظَعائِنِ إِذ جاوَزنَ مُطَّلَحا
أَتبَعتُهُم نَظَراً تَدمى أَواخِرُهُ / وَقَد رَمَلنَ عَلى رَملِ العَقيقِ ضُحى
فيهُنَّ أَحوى فَضيضُ الطَرفِ رِعيَتِهِ / حَبُّ القُلوبِ إِذا ما رادَ أَو سَرَحا
عِندي مِنَ الدَمعِ ما لَو كانَ وارِدَهُ / مَطيُّ قَومِكَ يَومَ الجِزعِ ما نَزَحا
غادَرنَ أَسوانَ مَمطوراً بِعَبرَتِهِ / يَنحو مَعَ البارِقِ العُلوِيُّ أَينَ نَحا
يَروعُهُ الرَكبُ مُجتاَزاً وَيُزعِجُهُ / زَجرُ الحُداةِ تَشُلُّ الأَينُقَ الطُلُحا
هَل يُبلِغَنَّهُمُ النَفسَ الَّتي ذَهَبَت / فيهِم شَعاعاً أَوِ القَلبَ الَّذي قَرِحا
إِن هانَ سَفحُ دَمي بِالبَينِ عِندَهُمُ / فَواجِبٌ أَن يَهونَ الدَمعُ إِن سُفِحا
قُل لِلعَواذِلِ مَهلاً فَالمَشيبُ غَداً / يَفدو عِقالاً لِذي القَلبِ الَّذي طَمَحا
هَيهاتَ أُحوَجُ مَع شَيبي إِلى عَذَلٍ / فَالشَيبُ أَعذَلُ مِمَّن لامَني وَلَحا
قِف طالِعاً أَيُّها الساعي لِيُدرِكَني / فَبَعدَكَ الجَزَعُ المَغرورُ قَد قَرَحا
لا عَزَّ أَخبَثُنا عِرقاً وَأَهجَنُنا / أُمّاً وَأَصلَدُنا زَنداً إِذا قُدِحا
أَظُنُّ رَأسَكَ قَد أَعياكَ مَحمَلُهُ / وَرُبَّ ثِقلٍ تَمَنّاهُ الَّذي طُرِحاً
كَمِ المُقامُ عَلى جيلٍ سَواسِيَةٍ / نَرجو النَدى مِن إِناءٍ قَلَّ مارَشَحا
تَشاغَلَ الناسُ بِاِستِدفاعِ شَرِّهِمُ / عَن أَن يَسومَهُمُ الإِعطاءَ وَالمِنَحا
في كُلِّ يَومٍ يُناديني لِبَيعَتِهِ / مُشَمِّرٌ في عِنانِ الغَيِّ قَد جَمَحا
إِن تُمنَيَنَّ لِمِنديلٍ إِذاً لَكُمُ / مَتى يَشا ماسِحٌ مِنكُم بِها مَسَحا
إِلامَ أُصفيكُمُ وُدّي عَلى مَضَضٍ / وَكَم أُنيرُ وَأُسدي فيكُمُ المِدَحا
يَرومُ نُصحِيَ أَقوامٌ وَرَوا كَبِدي / وَالعَجزُ أَن يُجعَلَ المَوتورُ مُنتَصَحا
أَرى جَنانِيَ قَد جاشَت حَلائِبُهُ / ما يَمنَعُ القَلبَ مِن فَيضٍ وَقَد طَفَحا
شَمِّر ذُوَيلَكَ وَاِركَبها مُذَكَّرَةً / وَاِطلُب عَنِ الوَطَنِ المَذمومِ مُنتَدَحا
وَحَمِّلِ الهَمِّ إِن عَنّاكَ نازِلُهُ / غَوارِبَ اللَيلِ وَالعَيرانَةَ السُرُحا
وَاِنفُض رِجالاً سَقوكَ الغَيظِ أَذنَبَةً / وَأَورَثوكَ مَضيضَ الداءِ وَالكَشَحا
إِن عايَنوا نِعمَةً ما توا بِها كَمَداً / وَإِن رَأوا غُمَّةً طاروا بِها فَرَحا
أَوهَت أَكُفُّهُمُ بَيني وَبَينَهُمُ / فَتقاً بِغَيرِ العَوالي قَلَّ ما نُصِحا
نالوا المَعالي وَلَم تَعرَق جِباهُهُمُ / فيها لُغوباً وَما نالَ الَّذي كَدَحا
سائِل عَنِ الطَودِ لِم خَفَّت قَواعِدُهُ / وَكانَ إِن مالَ مِقدارٌ بِهِ رَجَحا
قَد جَرَّبوهُ فَما لا نَت شَكيمَتُهُ / وَحَمَّلوهُ فَما أَعيا وَلا رَزَحا
رَمَوا بِهِ الغَرَضَ الأَقصى فَشافَهَهُ / مَرَّ القَطامِيُّ جَلّى بَعدَما لَمَحا
مِنَ العِراقِ إِلى أَجبالِ خُرَّمَةٍ / يا بُعدَهُ مَنبَذاً عَنّا وَمُطَّرَحا
لَيسَ المَلومُ الَّذي شَدَّ اليَدَينِ بِهِ / بَلِ المَلومُ المُرَزّا مَن بِهِ سَمَحا
هُوَ الحُسامُ فَمَن تَعلَق يَداهُ بِهِ / يَضمُم عَلى الصَفقَةِ العُظمى وَقَد رَبِحا
إِن أَغمَدوهُ فَلَم تُغمَد فَضائِلُهُ / وَلا نَأى ذِكرُهُ الداني وَقَد نَزَحا
أَهدى السَلامَ إِلَيكَ اللَهُ ما حَمَلَت / غَوارِبُ الإِبِلِ الغادينَ وَالرَوَحا
وَلا أَغَبُّ بِلاداً أَنتَ ساكِنُها / مَسرى نَسيمٍ يُميطُ الداءَ إِن نَفَحا
أَغدو عَلى سُبُلِ الأَنواءِ مُشتَرِطاً / سُقياكَ في البَلَدِ النائي وَمُقتَرِحا
أَفرَدتَ لِلهَمِّ صَدراً مِنكَ مُتَّسِعاً / عَلى الهُمومِ وَقَلباً مِنكَ مُنشَرِحا
كَساهُمُ البُهمَةَ الدَهماءَ عَجزُهُمُ / وَالعَزمُ أَلبَسَكَ التَحجيلَ وَالفَرَحا
عَلَّ اللَيالي أَن تُثنى بِعاطِفَةٍ / فَيَستَقيلَ زَمانٌ بَعدَما اِجتَرَحا
كَما رَمى الداءُ عُضواً بَعدَ صِحَّتِهِ / كَذا إِذا التاثَ عُضوٌ رُبَّما اِصطَلَحا
فَكَم تَلاحَكَ بابُ الخَطبِ ثُمَّ رُمي / بِقارِعٍ مِن يَمينِ اللَهِ فَاِنفَتَحا
وَكَم تَلاحَمَ كَربٌ عِندَ مُعضِلَةٍ / فَاِنجابَ عَن قَدرٍ لِلَّهِ وَاِنفَسَحا
أَرى رِجالاً كَبُهمِ القاعِ عِندَهُمُ / سَيّانِ مِن مَزقَ الآراءِ أَو صَرَحا
يَعلو عَلى قُلَلِ الأَعناقِ بَينَهُمُ / مَن غَشَّ رِئياً وَيوطا عُنقُ مَن نَصَحا
تَظاهَروا بِنِفاقِ الغَيِّ عِندَهُمُ / حَتّى اِدِّعاهُ عَلى مَكروهِهِ الفُصَحا
تَخَطَّينا الصُفوفَ إِلى رِواقٍ
تَخَطَّينا الصُفوفَ إِلى رِواقٍ / تَحَجَّبَ بِالصَوارِمِ وَالرِماحِ
وَحَيَّينا عَظيماً مِن قُرَيشٍ / كَأَنَّ جَبينَهُ فَلقُ الصَباحِ
عَليهِ سيمِياءُ المُلكِ يَبدو / وَعُنوانُ الشَجاعَةِ وَالسَماحِ
بِرومِ السُيوفِ وَغَربِ الرِماحِ
بِرومِ السُيوفِ وَغَربِ الرِماحِ / عَقَدنا لِواءَ العُلى وَالسَماحِ
وَكُلِّ غُلامٍ حَيِيِّ اللِحاظِ / يَلقى الطِعانَ بِرُمحٍ وَقاحِ
إِذا مُطِلَ الثَارُ جَرَّ القَنا / نَشاوى تَقاضى صُدورَ الصَفاحِ
فَأَغمَدَها في اِحمِرارِ الشَقي / قِ وَجَرَّدَها في بَياضِ الأَقاحِ
بِكُلِّ فَلاةٍ تَقودُ الجِيادَ / تَعثُرُ فيهِا بِبيضِ الأَداحي
فَيُلجِمُ أَعناقَها بِالجِبالِ / وَيُنعِلُ أَرساغَها بِالبِطاحِ
وَأَشقَرَ يَسرِقُ صِبغَ المُدا / مِ أَنهَبتُ جِلدَتَهُ لِلسِلاحِ
إِذا يابِسُ الماءِ بَلَّ الحِزامَ / طارَت بِهِ غُلواءُ المِراحِ
تَجولُ القُرونُ بِأَعطافِهِ / مَجالَ الفَواقِعِ في كاسِ راحِ
يَشُقُّ الظَلامَ بِسَيفِ الضُحى / وَيَرمي الغُدُوَّ بِسَهمِ الرَواحِ
فَيا راكِبَ العَجزِ مُرخي العِنانِ / لِلذُلِّ يَخبِطُ وَالعِزُّ ضاحِ
تَقاضَ المَطالِبَ وَاِستَنبِطِ ال / رَجاءَ وَنَبَّه عُيونَ النَجاحِ
فَلولا المَطامِعُ تَحدو الطُلابَ / لَما خَفَقَت قادِماتُ الجَناحِ
وَما العَيشُ عِندي إِلا الإِباءُ / وَبُعدي عَنِ المَنزِلِ المُستَباحِ
أُحِبُّ الخِيامَ وَسُكّانَها / وَأَحسُدُ كُلَّ بَعيدِ المَراحِ
وَأَغبِطُ كُلَّ فَتىً لا يَزالُ / عِبئاً عَلى الزاعِباتِ القِماحِ
يُخاطِرُ فيها بِعَقزِ السَوامِ / وَيَشرَبُ مِنها لِبانَ اللَقاحِ
طُروبُ المَسامِعِ أَينَ اِستَقَلَّ / صَهيلُ الجِيادِ وَجَرسُ النُباحِ
وَمَن لي بِأَن أَتَلافى الخُطو / بَ إِن نافَرَتني صُدورُ الرِماحِ
وَمَن لي بِتَقبيلِ كَفِّ الزَما / نِ مِن قَبلِ تَوقيعِها بِاِطِّراحي
كَبا الدَهرُ بَيني وَبَينَ المُنى / وَطالَ بِزَندِ الرَجاءِ اِقتِداحي
أَرى الحِلمَ يَطوي سِبابَ الرِجالِ / وَالجَهلَ يَنشُرُهُ في التَلاحي
فَيُحسَبُ عَيّاً سُكوتُ الحَليمِ / وَيُعطى السَفيهُ حُظوظَ الفِصاحِ
أُكاشِرُ أَبناءَ هَذا الزَمانِ / وَأَهزَأَ مِن نُبلِهِم بِاِمتِداحي
فَبَينَ البَواطِنِ حَلُّ الطَلاقِ / وَبَينَ الظَواهِرِ عَقدُ النِكاحِ
وَإِنِّ لَأَحفَظُ غَيبَ الخَليلِ / إِن ضاعَ وَاِستَلتَبَتهُ اللَواحي
وَإِنّي لَأَقصِفُ بَطشَ الفَتى / وَلَو رَدَّ باعَ القَضاءِ المُتاحِ
تَكَدُّرُ دونِ نِطافُ الكَلامِ / وَأَصقُلُها بِالبَيانِ الصُراحِ
أُدافِعُ بالجِدِّ عَن غايَةٍ / وَلَو شِئتُ بُلِّغتُها بِالمُزاحِ
أُراني سَيُخلِقُ عُمري الزَمانَ / وَكُلُّ ظَلامٍ جَديدِ الصَباحِ
زَجَرتُ السُرورَ فَما يُجتَنى / بِغَيرِ العُلى طَلَبي وَاِرتِياحي
فَبِاللَهِ يا نَشَواتِ الشَمولِ / عودي إِلى نَفَحاتِ الرِياحِ
وَصوني عَنِ السُكرِ مَن لا يَزالُ / يُنَدّي المُدامَ بِماءِ القَراحِ
أَعافُ اِبنَةَ الكَرمِ لا اِبنَ الغَما / مِ بَينَ غَبوقي وَبَينَ اِصطِباحي
يَمُرُّ الغِناءُ فَيَعتاقُني / وَعِشقُ الحُروبِ ثَنى مِن جِماحي
وَلَو لَم أُغَنِّ بِذِكرِ السُيوفِ / لَقَلَّ عَلى اَلنَغَماتِ اِرتِياحي
وَسَمراءَ تَرشُفُ ظَلمَ القُلو / بِ قَذّافَةٍ بِالنَجيعِ المُباحِ
تُطارِدُ في كُلِّ مَلمومَةٍ / مُنَطَّقَةٍ بِالعَوالي رَداحِ
تُريقُ عَليها كُؤوسَ الدَما / ءِ بِالطَعنِ وَالمَوتُ نَشوانُ صاحِ
فَنَخضِبُ فيها جِباهَ الظُبى / وَنُرمِدُ فيها عُيونَ الجِراحِ
كَأَنّا نَرى الضَربَ نَحرَ السَوامِ / وَنَحتَسِبُ الطَعنَ ضَربَ الصِفاحِ
فَمَن ذا أُسامي وَجَدّي النَبِيُّ / أَم مَن أُطاوِلُ أَم مَن أُلاحي
أَنا اِبنُ الأَئِمَّةِ وَالنازِلَينَ / كُلَّ مَنيعِ الرُبى وَالبَراحِ
وَأَيدٍ تُصافِحُ أَيدي الكِرامِ / وَإِن نَفَرَت مِن أَكَفَّ الشِحاحِ
إِذا اِستُصرِخوا عَصَفوا بِالصَبا / حِ بَينَ الظُبى وَالوُجوهِ الصِباحِ
وَسالوا إِلى الطَعنِ سَيلَ القَنا / وَمالوا عَلى الضَربِ مَيلَ الصِفاحِ
نَشَرنا عَلى عَذَباتِ الرِيا / حِ كُلَّ لِواءٍ صَقيلِ النَواحي
وَأَحسابُنا سامِياتُ الأُنوفِ / بَينَ المَقامِ وَبَينَ الضُراحِ
بَعضَ المَلامِ فَقَد غَضَضتُ طَماحي
بَعضَ المَلامِ فَقَد غَضَضتُ طَماحي / وَكَفَيتُ مِن نَفسي العَذولَ اللاحي
مِن بَعدِ ما خَطَرَ الصِبا بِمَقادَتي / وَجَرى إِلى الأَمَدِ البَعيدِ جِماحي
عُشرونَ أَوجَفَ في البَطالَةِ خَلفَها / عامانِ غَلّا مِن يَدَيَّ مِراحي
زَمَنٌ يَخِفُّ بِهِ الجَناحُ إِلى الصِبا / لَمّا ظَفِرتُ بِهِ خَفَضتُ جَناحي
أُغضي عَنِ المَرأى الأَنيقِ زَهادَةً / فيهِ وَأَدفَعُ لَذَّتي بِالراحِ
أَمَعاهِدَ الأَحبابِ هَل عَودٌ إِلى / مَغدىً نَبُلُّ بِهِ الجَوى وَمَراحِ
يَكفيكِ مِن أَنفاسِنا وَدُموعِنا / أَن تُمطَري مِن بَعدِنا وَتُراحي
فَلَرُبَّ عَيشٍ فيكَ رَقَّ نَسيمُهُ / كَالماءِ رَقَّ عَلى جُنوبِ بِطاحِ
وَتَغَزُّلٍ كَصَبا الأَصائِلِ أَيقَظَت / رَيّا خُزامى بِاللِوى وَأَقاحِ
كَم فيكِ مِن صاحي الشَمائِلِ مُنتَشٍ / بِالذُلِّ أَو مَرضى العُيونِ صِحاحِ
فَسَقى اللَوى صَوبُ الغَمامِ وَدَرُّهُ / وَسَقى النَوازِلَ فيهِ صَوبُ الراحِ
وَغَدا فَرَوَّحَ ذاكَ عَن تِلكَ الرُبى / وَسَرى فَرَوَّحَ ذا عَنِ الأَرواحِ
فَلَطالَما أَقصَدنَني ظَبَياتُهُ / وَأَرِقتُ فيهِ لِبارِقٍ لَمّاحِ
وَالتَحتُ مِن كَمِدٍ إِلَيهِ وَوِردُهُ / ناءٍ يُعَذِّبُ غُلَّةَ المُلتاحِ
أَيّامَ في صَبغِ الشَبابِ ذَوائِبي / وَإِلى التَصابي غُدوَتي وَرَواحي
قَومي أُنوفُ بَني مَعَدٍّ وَالذُرى / مِن واضِحٍ فيهِم وَمِن وَضّاحِ
السابِقونَ إِلى عُلىً وَمَفاخِرٍ / وَالغالِبونَ عَلى نَدىً وَسَماحِ
ذَهَبوا بِشَأوِ المَجدِ ثُمَّ تَلَفَّتوا / هُزُواً إِلى الطُلّاعِ وَالطُلّاحِ
شُسُ الحَواجِبِ مُغضَبينَ وَفي الرِضى / ما شِئتَ مِن بيضِ الوُجوهِ صِباحِ
وَرِثوا المَعالي بِالجُدودِ وَبَعدَها / بِضَرابِ مُرهَفَةٍ وَطَعنِ رِماحِ
وَقِيادِ مُخطَفَةِ الخُصورِ كَأَنَّها ال / عِقبانُ تَحتَ مُجَلجِلٍ دَلّاحِ
يَغبُقنَ لَيلاً بِالغَبيقِ وَتارَةً / يَصبَحنَ بِالغاراتِ كُلَّ صَباحِ
ضَرَبَت بِعِرقي دَوحَةٌ نَبَوِيَّةٌ / في مَنصِبٍ وَاري الزَنادِ صُراحِ
يُنمى إِلى أَعياصِ خَيرِ أَرومَةٍ / لَيسَت بِعَشّاتِ الفُروعِ ضَواحِ
وَأَبي الَّذي حَصَدَ الرِقابَ بِسَيفِهِ / في كُلِّ يَومِ تَصادُمٍ وَنِطاحِ
رُدَّت إِلَيهِ الشَمسُ يُحدِثُ ضَوءُها / صُبحاً عَلى بُعدٍ مِنَ الإِصباحِ
سائِل بِهِ يَومَ الزُبَيرِ مُشَمِّراً / يَختالُ بَينَ ذَوابِلٍ وَصِفاحِ
وَاِسأَل بِهِ صِفّينَ إِنَّ زَئيرَهُ / أَودى بِكَبشِ أُمَيَّةَ النَطّاحِ
وَاِسأَل شَراةَ النَهرَوانِ فَإِنَّهُم / ضَرَبوا بِمُنذَلِقِ اليَدَينِ وَقاحِ
كَم مِن طَعينٍ يَومَ ذاكَ مُرَمَّلٍ / وَحَريمِ عِزٍّ بِالطِعانِ مُباحِ
وَمَناقِبٍ بيضِ الوُجوهِ مُضيئَةٍ / أَبَداً تُكاثِرُ أَلسُنَ المُدّاحِ
مَن قاسَ ذا شَرَفٍ بِهِ فَكَأَنَّما / وَزَنَ الجِبالَ القودَ بِالأَشباحِ
قَد قُلتُ لِلعادي عَلَيَّ بِبَغيِهِ / مَهلاً فَما يَلحو القَتادَةَ لاحي
فَحَذارِ إِن مَطَرَت عَليكَ صَواعِقي / وَحَذارِ إِن هَبَّت عَليكَ رِياحي
أَوفى الصَباحُ فَشَقَّ كُلَ دُجُنَّةٍ / وَعَلا الزَئيرُ فَغَضَّ كُلَّ نِباحِ
أَنا مَن عَلِمتَ عَلى المُكاشِحِ مُرهَفٌ / نابي وَشاكٍ في الخِصامِ سِلاحِ
وَأَبيتُ أَن أُعطي الأَعادي مِقوَدي / أَو أَن تَدُرَّ عَلى الهَوانِ لَقاحي
مِن بَعدِ ما أَوضَعتُ في طُرُقِ العُلى / وَأَضَرَّ بِالأَعداءِ طولُ كِفاحي
وَسَحَبتُ مِن خُلَعِ الخَلائِفِ طارِفاً / لَحَظاتِ كُلِّ مُعانِدٍ طَمّاحِ
وَوَليتُ في السِنِّ القَريبَةِ أُسرَتي / فَوَكَلتُ فاسِدَهُم إِلى إِصلاحي
بِمَهابَةٍ عَمَّت بِغَيرِ تَكَبُّرٍ / وَصَرامَةٍ أَدمَت بِغَيرِ جِراحِ
حِلمٌ كَحاشِيَةِ الرِداءِ وَدونَهُ / بَأسٌ يَدُقُّ عَوامِلَ الأَرماحِ
فَلَئِن عَلَوتُهُمُ فَليسَ بِمُنكَرٍ / إِمّا عَلَت غُرَرٌ عَلى أوضاحِ
فَالآنَ أَمدَحُ غَيرَ مَولى نِعمَةٍ / لَو كُنتُ أُنصَفُ كانَ مِن مُدّاحي
بُعداً لِدَهرٍ خاضَ بي أَهوالَهُ / وَأَجازَني غَمراً إِلى ضَحضاحِ
لا دَرَّ دَرّي إِن رَضَيتُ بِذِلَّةٍ / تَلوي يَدي وَتَرُدُّ غَربَ طَماحي
مِن دونِ قودِ الجُردِ تَمري جَريها / رَبَلاتُ كُلِّ مُغامِرٍ جَحجاحِ
عَنَقاً عَلى عُنقِ الطِلابِ تَحُثُّها / هِمَمٌ ضَمَنَّ عَوائِدَ الإِنجاحِ
فُظَعُ البِلادِ وَراءَ قاضِيَةِ العُلى / مُتَغَرِّباً عَن مَوطِني وَمَراحي
أَشهى إِلَيَّ مِنَ النَعيمِ يَدومُ لي / وَأَلَذُّ مِن نِعَمٍ عَلَيَّ مُراحِ
إِنّي إِلى العَذبِ النَميرِ أَصابَني / بِيَدِ الهَوانِ شَرِبتُ بِالأَملاحِ
دَعني أُخاطِر بِالحَياةِ وَإِنَّما / طَلَبُ الرِجالِ العِزَّ ضَربُ قِداحِ
إِمّا لِقاءُ المُلكِ قَسراً أَو كَما / لَقِيَ اِبنُ حُجرٍ مِن يَدِ الطَمّاحِ
نَبَّهتُهُم مِثلَ عَوالي الرِماح
نَبَّهتُهُم مِثلَ عَوالي الرِماح / إِلى الوَغى قَبلَ نُمومِ الصَباح
فَوارِسٌ نالوا المُنى بِالقَنا / وَصافَحوا أَعراضَهُم بِالصِفاح
لِغارَةٍ سامِعُ أَنبائِها / يَغَصَّ فيها بِالزَلالِ القَراح
لَيسَ عَلى مُضرِمِها سُبَّةٌ / وَلا عَلى المُجلِبِ مِنها جُناح
دونَكُمُ فَاِبتَدِروا غُنمَها / دُمىً مُباحاتٍ وَمالٌ مُباح
فَإِنَّنا في أَرضِ أَعدائِنا / لا نَطَأُ العَذراءَ إِلّا سَفاح
يا نَفسُ مِن هَمِّ إِلى هِمَّةٍ / فَلَيسَ مِن عِبءِ الأَذى مُستَراح
قَد آنَ لِلقَلبِ الَّذي كَدَّهُ / طولُ مُناجاةِ المُنى أَن يُراح
لا بُدَّ أَن أَركَبَها صَعبَةً / وَقاحَةً تَحتَ غُلامٍ وَقاح
يُجهِدُها أَو يَنثَني بِالرَدى / دونَ الَّذي قُدِّرَ أَو بِالنَجاح
الراحُ وَالراحَةُ ذُلُّ الفَتى / وَالعِزُّ في شُربِ ضَريبِ اللَقاح
في حَيثُ لا حُكمٌ لِغَيرِ القَنا / وَلا مُطاعٌ غَيرَ داعي الكِفاح
ما أَطيَبَ الأَمرَ وَلَو أَنَّهُ / عَلى رَزايا نَعَمٍ في مَراح
وَأَشعَثِ المَفرِقِ ذي هِمَّةٍ / طَوَّحَهُ الهَمُّ بَعيداً فَطاح
لَمّا رَأى الصَبرَ مُضِرّاً بِهِ / راحَ وَمَن لَم يُطِقِ الذُلَّ راح
دَفعاً بِصَدرِ السَيفِ لَمّا رَأى / أَلّا يَرُدَّ الضَيمَ دَفعاً بِراح
مَتى أَرى الزَوراءَ مُرتَجَّةً / تُمطَرُ بِالبيضِ الظُبى أَو تُراح
يَصيحُ فيها المَوتُ عَن أَلسُنٍ / مِنَ العَوالي وَالمَواضي فِصاح
بِكُلِّ رَوعاءَ عُظَينِيَّةٍ / يَحتَثُّها أَروَعُ شاكي السِلاح
كَأَنَّما يَنظُرُ مِن ظِلِّها / نَعامَةً زَيّافَةً بِالجَناح
مَتى أَرى الأَرضَ وَقَد زُلزِلَت / بِعارِضٍ أَغبَرَ دامي النُواح
مَتى أَرى الناسَ وَقَد صُبِّحوا / أَوائِلَ اليَومِ بِطَعنٍ صُراح
يَلتَفِتُ الهارِبُ في عِطفِهِ / مُرَوَّعاً يَرقُبُ وَقعَ الجِراح
مَتى أَرى البيضَ وَقَد أَمطَرَت / سَيلَ دَمٍ يَغلِبُ سَيلَ البِطاح
مَتّى أَرى البَيضَةَ مَصدوعَةً / عَن كُلِّ نَشوانَ طَويلِ المِراح
مُضَمَّخِ الجيدِ نَؤومِ الضُحى / كَأَنَّهُ العَذراءُ ذاتُ الوِشاح
إِذا رَداحُ الرَوعِ عَنَّت لَهُ / فَرَّ إِلى ضَمِّ الكِعابِ الرَداح
قَومٌ رَضوا بِالعَجزِ وَاِستَبدَلوا / بِالسَيفِ يَدمى غَربُهُ كاسَ راح
تَوارَثوا المُلكَ وَلَو أَنجَبوا / لَوَرَّثوهُ عَن طِعانِ الرِماح
غَطّى رِداءُ العِزِّ عَوراتِهِم / فَاِفتُضِحوا بِالذُلِّ أَيَّ اِفتِضاح
إِنِّيَ وَالشاتِمَ عِرضي كَمَن / رَوَّعَ آسادَ الشَرى بِالنُباح
يَطلُبُ شَأوي وَهوَ مُستَيقِنٌ / أَنَّ عِناني في يَمينِ الجِماح
فَاِرمِ بِعَينَيكَ مَلِيّاً تَرى / وَقعَ غُباري في عُيونِ الطِلاح
وَاِرقَ عَلى ظَلعِكَ هَيهاتَ أَن / يُزَعزَعَ الطَودُ بِمَرِّ الرِياح
لا هَمَّ قَلبي بِرُكوبِ العُلى / يَوماً وَلا بَلَّ يَدَيَّ السَماح
إِن لَم أَنَلها بِاِشتِراطٍ كَما / شِئتُ عَلى بيضِ الظُبى وَاِقتِراح
أَفوزُ مِنها بِاللُبابِ الَّذي / يُغني الأَماني نَيلُهُ وَالصُراح
فَما الَّذي يُقعِدُني عَن مَدىً / لا هُوَ بِالنَسلِ وَلا بِاللِقاح
طُلَيحَةٌ مَدَّ بِأَضباعِهِ / وَغَرَّ قَبلي الناسَ حَتّى سَجاح
يَطمَحُ مَن لا مَجدَ يَسمو بِهِ / إِنّي إِذا أُعذَرُ عِندَ الطَماح
وَخِطَّةٍ يَضحَكُ مِنها الرَدى / عَسراءَ تَبري القَومَ بَريَ القِداح
صَبَرتُ نَفسي عِندَ أَهوالِها / وَقُلتُ مِن هَبوَتِها لا بَراح
إِمّا فَتىً نالَ العُلى فَاِشتَفى / أَو بَطَلٌ ذاقَ الرَدى فَاِستَراح
في كُلِّ يَومٍ لِأَحِبَّةِ مَطرَحُ
في كُلِّ يَومٍ لِأَحِبَّةِ مَطرَحُ / وَعَلى المَنازِلِ لِلمَدامِعِ مَسفَحُ
شَوقٌ عَلى نَأيِ الدِيارِ مُغالِبٌ / وَجَوىً عَلى طولِ المَطالِ مُبَرِّحُ
نَفَرَت بَناتُ الصَبرِ مِنكَ وَطالَما / قُصِرَت نَوازِعُ عَن ضَميرِكَ تَطمَحُ
ياهَل يُمانِعُ بَعدَ طولِ قِيادِهِ / قَلبٌ يُطاوِعُ في القِيادِ وَيَسمَحُ
وَعَلى المَطِيِّ ظِباءُ وَجرَةَ كُلَّما / غَفَلَ المُراقِبُ تَشرَئِبُّ وَتَسنَحُ
خالَسنَنا النَظَرَ المُريبَ كَما رَنَت / بَقَرُ الجَواءِ إِلى وَميضٍ يَلمَحُ
يَبسِمنَ عَن بَردِ الغَمامِ وَبَردُهُ / رَيّانُ يُغبَقُ بِالمُدامِ وَيُصبَحُ
كَلَّفتَ عَينَكَ نَظرَةً مَزؤودَةً / مَنَعَتكَ لَذَّتَها مَدامِعُ تَسفَحُ
أَمسوا كَأَنَّ لَطائِماً دارِيَّةً / باتَت تَضوعُ مِنَ القِبابِ وَتَنفَحُ
مَلَكوا وَلَمّا يُحسِنوا وَوَلوا وَلَم / ما يَعدِلوا وَغَنوا وَلَمّا يَسمَحوا
قُل لِلَّيالي قَد مَلَكتِ فَأَسجِحي / وَلِغَيرِكِ الخُلُقُ الكَريمُ الأَسجَحُ
مِن أَيِّ خَطبٍ مِن خُطوبِكِ أَشتَكي / وَعَنَ اَيِّ ذَنبٍ مِن ذُنوبِكِ أَصفَحُ
إِن أَشكُ فِعلَكِ مِن فِراقِ أَحِبَّتي / فَلَسوءُ فِعلِكِ في عِذاري أَقبَحُ
ضَوءٌ تَشَعشَعَ في سَوادِ ذَوائِبي / لا أَستَضيءُ بِهِ وَلا أَستَصبِحُ
بِعتُ الشَبابَ بِهِ عَلى مِقَةٍ لَهُ / بَيعَ العَليمِ بِأَنَّهُ لا يَربَحُ
لا تُنكِرَنَّ مِنَ الزَمانِ غَريبَةً / إِنَّ الخُطوبَ قَلِيبُها لا يَنزَحُ
لِلذُلِّ بَينَ الأَقرَبينَ مَضاضَةٌ / وَالذُلُّ ما بَينَ الأَباعِدِ أَروَحُ
وَإِذا رَمَتكَ مِنَ الرِجالِ قَوارِصٌ / فَسِهامُ ذي القُربى القَريبَةِ أَجرَحُ
اِلبَس نَسيجَ الذُلِّ إِن أُلبِستَهُ / مُتَمَلمِلاً وَإِناءُ قَلبِكَ يَطفَحُ
ما دُمتَ تَنتَظِرُ العَواقِبَ لا بِداً / لا تَغتَدي لِعُلىً وَلا تَتَرَوَّحُ
وَضَجيعُكَ العَضبُ الَّذي لا يُنتَضى / وَخَليطُكَ الزورُ الَّذي لا يَبرَحُ
وَاِعلَم بِأَنَّ البَيتَ إِن أوطِنتَهُ / سِجنٌ وَطولُ الهَمِّ غُلٌّ يَجرَحُ
أَأُخَيَّ لاتَكُ مُضغَةً مَزرودَةً / تَنساغُ لَيِّنَةَ القِيادِ وَتَسرَحُ
أَلّا أَبَيتَ وَأَنتَ مِن جَمراتِها / وَمِنَ العَجائِبِ جَمرَةٌ لا تَلفَحُ
كُن شَوكَةً يُعيي اِنتِقاصُ شَباتِها / أَو حَمضَةً يَشجى بِها المُتَمَلِّحُ
وَاِنفُض يَدَيكَ مِنَ الثَراءِ فَكَم مَضى / مِن دونِ ثَروَتِهِ البَخيلُ المُصلِحُ
يَبقى لِوارِثِهِ كَرائِمُ مالِهِ / وَلَقَد يُرَقِّعُ عَيشَهُ وَيَرَقِّحُ
قَد يُنتِجُ المَرءُ العِشارَ بِجِدِّهِ / وَسِواهُ يَعتامُ الفُحولَ وَيُلقِحُ
لا عُذرَ إِلّا أَن أَرى سُرباتِها / سَومَ الجَرادِ يَثورُ مِنها الأَبطَحُ
وَالهامُ تَعتَصِبُ العَجاجَ كَأَنَّهُ / في الجَوِّ شُؤبوبُ الغَمامِ الأَملَحُ
قَومي الأُولى ضَمِنَت لَهُم أَحسابُهُم / أَنَّ الزَمانَ بِمِثلِهِم لا يَسمَحُ
عَرَكوا أَديمَ الأَرضِ قَبلَ نَباتِها / وَاِستَفسَحوا أَعطانَها وَتَفَيَّحوا
فَتَقوا بِشَزرِ الطَعنِ أَكمامَ العُلى / وَهُمُ جِذاعُ قَبائِلٍ لَم يَقرَحوا
إِن أُحرِجوا لَم يَجهَلوا وَإِذا قَضَوا / لَم يَقسِطوا وَإِذا عَلَوا لَم يَبجَحوا
ذَنبي إِلى البُهمِ الكَواذِبِ أَنَّني ال / طُرفُ المُطَهَّمُ وَالأَغَرُّ الأَقرَحُ
يولونَني خُزرَ العُيونِ لِأَنَّني / غَلسَتُ في طَلَبِ العُلى وَتَصَبَّحوا
وَجَذَبتُ بِالطولِ الَّذي لَم يَجذِبوا / وَمَتَحتُ بِالغَربِ الَّذي لَم يَمتَحوا
مِن كُلِّ حامِلِ إِحنَةٍ لا تَنجَلي / غَطشى دُجُنَّتُها وَلا تَتَوَضَّحُ
ضَبٌّ يُداهِنُني وَيُشكِلُ غَيبُهُ / مِمّا يُرَغّي قَولَهُ وَيُصَرَّحُ
يَغدو وَمَرجَلُ ضِغنِهِ مُتَهَزِّمٌ / أَبَداً عَلَيَّ وَجُرحُهُ مُتقَرِّحُ
مُسِحَت جِباهُ الوانِياتِ وَلُطِّمَت / مِن دونِ غايَتِها العِتاقُ القُرحُ
لَو لَم يَكُن لي في القُلوبِ مَهابَةٌ / لَم يَطعَنِ الأَعداءُ فِيَّ وَيَقدَحوا
مَن خيفَ خَوفَ اللَيثِ خُطَّ لَهُ الرُبى / وَعَوَت لِتُشهِرَهُ الكِلابُ النُبَّحُ
نَظَروا بِعَينِ عَداوَةٍ لَو أَنَّها / عَينُ الرِضى لَاِستَحسَنوا ما اِستَقبَحوا
ما كانَ مِن شُعثٍ فَإِنّي مِنهُمُ / لَهُمُ أَوَدُّ عَلى البِعادِ وَأَسمَحُ
سُلَيمانُ لَو وَفَّيتَ مَدحِيَ حَقَّهُ
سُلَيمانُ لَو وَفَّيتَ مَدحِيَ حَقَّهُ / أَرَيتُكَ أَسبابَ المُنى كَيفَ تَنجَحُ
بَسَطتُ يَدي حَتّى ظَنَنتُكَ قابِضاً / يَدَ الدَهرِ عَنّي وَهوَ أَزوَرُ أَكلَحُ
فَأَقصَدتَني بِاليَأسِ حَتّى تَرَكتَني / وَظَنِّيَ عَن نَيلِ الغِنى يَتَزَحزَحُ
وَأَصعَبتَ لي مِن بَعدِ ما كُنتَ مُسهِلاً / مَغالِقَ بِرٍّ شارَفَت تَتَفَتَّحُ
فَمَن مالُهُ في ذِمَّةٍ كَيفَ يَجتَدي / وَمَن أَصلُهُ في ظُلمَةٍ كَيفَ يُمدَحُ
أُعيذُكَ مِن هِجاءٍ بَعدَ مَدحِ
أُعيذُكَ مِن هِجاءٍ بَعدَ مَدحِ / فَعُذني مِن قِتالٍ بَعدَ صُلحِ
مَنَحتُكَ جُلَّ أَشعاري فَلَمّا / ظَفِرتَ بِهِنَّ لَم أَظفَر بِمَنحِ
كَبا زَنَدي بِحَيثُ رَجَوتُ مِنهُ / مُساعَدَةَ الضِياءِ فَخابَ قِدحي
وَكُنتَ مُضافِري فَثَلَمتَ سَيفي / وَكُنتَ مُعاضِدي فَقَصَفتَ رُمحي
وَكُنتُ مُمَنَّعاً فَأَذَلَّ داري / دُخولُكَ ذُلَّ ثَغرٍ بَعدَ فَتحِ
فَيا لَيثاً دَعَوتُ بِهِ لِيَحمي / حِمايَ مِنَ العِدى فَاِجتاحَ سَرحي
وَيا طِبّاً رَجَوتُ صَلاحَ جِسمي / بِكَفَّيهِ فَزادَ بَلاءَ جُرحي
وَيا قَمَراً رَجَوتُ السَيرَ فيهِ / فَلَثَّمَهُ الدُجى عَني بِجِنحِ
سَأَرمي العَزمَ في ثَغرِ الدَياجي / وَأَحدو العيسَ في سَلَمٍ وَطَلحِ
لِبَشَرٍ مُصَفَّقِ الأَخلاقِ عَذبٍ / وَجودٍ مُهَذَّبِ النَشَواتِ سَمحِ
وَقورٍ ما اِستَخَفَّتهُ اللَيالي / وَلا خَدَعَتهُ عَن جِدٍ بِمَزحِ
إِذا لَيلُ النَوائِبِ مَدَّ باعاً / ثَناهُ عَن عَزيمَتِهِ بِصُبحِ
وَإِن رَكَضَ السُؤالُ إِلى نَداهُ / تَتَبَّعَ إِثرَ وَطأَتِهِ بِنُجحِ
وَأَصرِفُ هِمَّتي عَن كُلِّ نِكسٍ / أَمَلَّ عَلى الضَمائِرِ كُلَّ بَرحِ
يُهَدِّدُني بِقُبحٍ بَعدَ حُسنٍ / وَلَم أَرَ غَيرَ قُبحٍ بَعدَ قُبحِ
أَبُثُّكَ أَنّي راغِبُ عَن مَعاشِرٍ
أَبُثُّكَ أَنّي راغِبُ عَن مَعاشِرٍ / يَضنّونَ بِالوُدِّ القَليلِ وَأَسمَحُ
إِذا ما جَنوا ذَنباً عَليَّ اِحتَقَرتُهُ / فَأَعفو عَنِ الذَنبِ العَظيمِ وَأصفَحُ
وَيُظهِرُ لي قَومٌ بَعاداً وَجَفوَةً / وَما عَلِموا أَنّي بِذَلِكَ أَفرَحُ
صَبراً عَلى نُوَبِ الزَما
صَبراً عَلى نُوَبِ الزَما / نِ وَإِن أَبى القَلبُ القَريحُ
فَلَرُبَّ مُبتَسِمٍ وَقَد / أَخَذَت مَآخِذَها الجُروحُ
يَسعى الفَتى مُتَمادِياً / وَيَدُ المَنونِ لَهُ تُليحُ
كَم آمِلٍ يَغدو عَلى ال / أَمَلِ البَعيدِ فَلا يَروحُ
بَينا يُشادُ لَهُ البِنا / حَتّى يُخَطَّ لَهُ الضَريحُ
لا تَيأَسَن مِن أَن تَعو / دَ عَوائِدٌ وَتَهُبَّ ريحُ
قَد يَسقُطُ العَودُ الجَلي / دُ وَيَنهَضُ النَضوُ الطَليحُ
وَيُفَرِّجُ الغَمّاءَ يَح / رَجُ عِندَها العَطَنُ الفَسيحُ
وَلِكُلِّ شَيءٍ آخِرٌ / إِمّا جَميلٌ أَو قَبيحُ
وَلَو كُنتَ فيها يَومَ ذا الأَثلِ لَم تَؤُب
وَلَو كُنتَ فيها يَومَ ذا الأَثلِ لَم تَؤُب / وَزادُكَ إِلّا ذاتُ وَدقَينِ تَنضَحُ
غَداةَ ذُبالُ السَمهَرِيَةِ يَلتَظي / بِأَيمانِنا وَالبيضُ بِالبيضِ تُقدَحُ
مَواقِفُ تُنسي المَرءَ ما كانَ قَبلَها / تَرى الجَذَعَ العامِيَّ فيهِنَّ يَقرَحُ
كَأَنَّ سِقاطَ البيضِ ثُمَّ اِرتِفاعَها / مَصاريعُ أَبوابٍ تُجافُ وَتُفتَحُ
فَإِن تَكُ قَد سُقِّيتَ مِثلي بِكاسِها / فَما لَكَ يا ذا الضَبِّ لا تَتَرَنَّحُ
جُعِلتَ صَحيحاً مِثلَ ضامِنِ نُقبَةٍ / لَهُ كُلَّ يَومٍ جالِبٌ يَتَقَرَّحُ
أَلا مَن عَذيري في رِجالٍ تَواعَدوا
أَلا مَن عَذيري في رِجالٍ تَواعَدوا / لِحَربِيَ مِن رامي عُقوقٍ وَرامِحِ
وَغَرَّهُم مِنّي اِصطِبارٌ عَلى الأَذى / وَقَد يَكظِمُ المَرءُ الأَذى غَيرَ صافِحِ
فَما الجارِمُ الجاني عُقوقي بِسالِمٍ / وَلا الماطِلُ اللاوي دُيوني بِرابِحِ
أَغاروا عَلى ذَودٍ مِنَ الشِعرِ آمِنٍ / تَقادَمَ عِندي مِن نِتاجِ القَرايحِ
فَيا لَيتَهُم أَدَّوهُ في الحَيِّ خالِصاً / وَلَم يَخلِطوهُ بِالرَزايا الطَلايِحِ
وَإِنَّكَ لَو مَوَّهتَ كُلَّ هَجينَةٍ / عَلى ناظِرٍ ما عُدَّت في الصَرايِحِ
أَرى كُلَّ يَومٍ وَالأَعاجيبُ جَمَّةٌ / عَلى وَبَرِ الجَربى وُسومَ الصَحايحِ
إِذا طَرَدوها خالَفَت بِرِقابِها / رُجوعاً إِلى أَوطانِها وَالمَسارِحِ
وَإِن أَورَدوها غَيرَ ماءٍ حايَدَت / حِيادَ عَيوفٍ يُنكِرُ الماءَ قامِحِ
إِذا اِنجَفَلَت في غارَةٍ بِتُّ ناظِراً / أُراقِبُ مِنها رَوحَةً في الرَوائِحِ
كَأَنَّ بَني غَبراءَ إِذ يَنهَبونَها / أَحالوا عَلى مالٍ بِذي الدَوحِ سارِحِ
يُرَجّونَ مِنها وَالأَمانِيُّ ضِلَّةٌ / رَجاءَ نِتاجِ الحَملِ مِن غَيرِ لاقَحِ
أَباغَثُ أَضَرَّتها السَفاهَةُ فَاِغتَدَت / تَخَطَّفُ هَذا القَولَ خَطفَ الجَوارِحِ
هَبوها إِلَيكُم مِن يَديَّ مَنيحَةً / فَقَد آنَ يا لِلقَومِ رَدُّ المَنايِحِ
دَعوا وِردَ ماءٍ لَستُمُ مِن حَلالِهِ / وَحُلّوا الرَوابي قَبلَ سَيلِ الأَباطِحِ
وَلا تَستَهِبّوا العاصِفاتِ وَأَصلُكُم / نَجيلٌ رَمَت فيهِ اللَيالي بِقادِحِ
فَما أَنتُمُ مِن مالِئي ذَلِكَ الحِبا / وَلا فيكُمُ أَكفاءُ تِلكَ المَناكِحِ
وَلَم تُحسِنوا رَعيَ السَوامِخِ قَبلَها / فَكَيفَ تَعاطَيتُم رُكوبَ الجَوامِحِ
وَلا تَطلُبوها سِمعَةً في مَعَرَّةٍ / تُحَدِّثُ عَنكُم كُلَّ غادٍ وَرايحِ
خُمُولُ الفَتى خَيرٌ مِنَ الذِكرِ بِالخَنا / وَجَرِّ ذُيولِ المُندِياتِ الفَواضِحِ
وَعِندي قَوافٍ إِن تَلَقَّينَ بِالأَذى / نَزَعنَ بِمُرِّ القَولِ نَزعَ المَواتِحِ
تُعَدِّدُ نَبراتِ الأُسودِ نَباهَةً / وَتَنسى أَنابيحَ الكِلابِ النَوابِحِ
قَيَّدتُ أَزمَةَ كُلَّ مُزنٍ رائِحِ
قَيَّدتُ أَزمَةَ كُلَّ مُزنٍ رائِحِ / مُتَحَمِّلٍ عِبءَ المَواطِرِ دالِحِ
حَتّى يَشُقَّ عَلى العَقيقِ مَزادَهُ / مِن غابِقٍ لِرِياضِهِ أَو صابِحِ
ذَكَرتُ عَلى فَترَةٍ مِن مِراحِ
ذَكَرتُ عَلى فَترَةٍ مِن مِراحِ / مَنازِلَ بَينَ قَناً فَالصَفاحِ
وَأَرضاً تَبَدَّلَ قُطّانُها / مَجَرَّ القَنا بِمَجَرِّ المَساحي
فَلَو كُنتَ شاهِدَها في الدُجى
فَلَو كُنتَ شاهِدَها في الدُجى / وَقَد ضَمَّها البَلَدُ الأَفيَحُ
إِذا ذَكَرَتكَ عَلى وِنيَةٍ / رَأَيتَ ذَفاريَّها تَنضَحُ
في قِتالٍ كانَ لِلطَي
في قِتالٍ كانَ لِلطَي / رِ عَلى قَتلاهُ صُلحُ
يَتَراغَينَ وَبَينَ ال / وَحشِ وَالعِقبانِ ذَبحُ