المجموع : 5
عِندي إِلَيكُم مِنَ الأَشواقِ وَالبُرَحا
عِندي إِلَيكُم مِنَ الأَشواقِ وَالبُرَحا / ما صَيَّرَ القَلبُ مِن فَرطِ الهَوى سَبَحا
أَحبابَنا لا تَظُنوني سَلوَتُكُمُ / ما حالَتِ الحالُ وَالتَبريحُ ما بَرِحا
لَو كانَ يَسبَحُ صَبٌّ في مَدامِعِهِ / لَكُنتُ أَوَلَ مَن في دَمعِهِ سَبَحا
أَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ البَينَ يَقتُلُني / ما بِنتُ عَنكُم وَلَكِن فاتَ ما ذُبِحا
يا ساقِيَ الراحِ صُدَّ الكَأسَ عَن دِنفٍ / مازالَ مُغتَبِقاً بِالدَمعِ مُصطَبِحا
حَتّى مَتى لا يَبرَحُ التَبريحُ
حَتّى مَتى لا يَبرَحُ التَبريحُ / وَإِلامَ أَكتُمُ وَالسَقامُ يَبوحُ
لا شَرحُ كُتُبِ أَحِبَتي يَأتي وَلا / صَدري بِغَيرِ حَديثِهِم مَشروحُ
يا بَرقُ حَيِّ الغَوطَتَينِ وَسَقِّها / مَطَراً حَكاهُ دَمعِيَ المَسفوحُ
كَيفَ الحَياةُ لِمُستَهامٍ جِسمُهُ / في بَعلَبَكَّ وَفي دِمَشقَ الروحُ
ظَبيٌ بِها لَم يَرعَ إِلّا مُهجَتي / وَالظَبيُ ما مَرعاهُ إِلّا الشيحُ
تَشتاقُهُ عَيني وَيُبكيها دَماً / وَالقَلبُ وَهُوَ بِصَدِّهِ مَجروحُ
مُتَعَطِّفُ الصُدغَينِ وَهُوَ مُحَبَّبٌ / مُتَمَرِّضُ العَينَينِ وَهُوَ صَحيحُ
لي مِن ثَناياهُ العَذابِ وَريقِهِ / أَبَداً صَباحٌ واضِحٌ وَصَبوحُ
وَيحَ العَوذِلِ هَل يُغَشّي نورُهُ / أَبصارَهُم أَم كَيفَ يَخفى يوحُ
لاموا وَقَد نَظَروا مَلاحَةَ وَجهِهِ / وَاللَومُ في الوَجهِ المَليحِ قَبيحُ
شَرِبتُ مِن دِنانِهِم / مِن كُلِّ دِنٍّ قَدَحا
مِن لي بِساقٍ أَغيَدٍ
مِن لي بِساقٍ أَغيَدٍ / عَذارُهُ قَد سَرَحا
كَأَنَّهُ بَدرُ دُجىً / في كَفِّهِ شَمسُ ضُحى
ما زِلتُ مِن مُدامِهِ / مُغتَبِقاً مُصطَبِحا
حَتّى غَدَوتُ لا أَرى / النَدمانَ إِلّا شَبَحا
وَقَد عَصَيتُ في الهَوى / مَن لامَ فيهِ وَلَحا
يا قَلبُ كَم تَذكُرُهُ / لا بارَحَتكَ البُرَحا
هَذا الَّذي تَعشَقُهُ / كَم قَلبُ صَبٍّ جُرحا
يا صاح يا صاح اِسقِني / مِن راحَتَيهِ القَدَحا
وَاِغتَنِمِ العَيشَ فَما / تُبقي اللَيالي فَرَحا
كَأَنَّما البَدرُ وَقَد / لاحَ لَنا مُتَّضِحا
وَجهُ مُجيرِ الدينِ / مَولانا إِذا ما مُدِحا
لِلَّهِ شِبلا أَسَدٍ خادِرٍ
لِلَّهِ شِبلا أَسَدٍ خادِرٍ / ما فيهِما جُبنٌ وَلا شُحُّ
ما أَقبَلا إِلّا وَقالَ الوَرى / قَد جاءَ نَصرُ اللَهِ وَالفَتحُ
قالَ وُحَيشٌ لي في مَنزِلي
قالَ وُحَيشٌ لي في مَنزِلي / مَكبوبَةٌ ظاهِرَةُ المِلحِ
فَقُلتُ ما عِندَكَ مَكبوبَةٌ / إِن لَم تَكُن أُمَّ أَبي الفَتحِ