المجموع : 14
نَفسي فَدتْ بَدْرَ تمامٍ إذا
نَفسي فَدتْ بَدْرَ تمامٍ إذا / عاتَبَنِي بالجِدّ أو بالمُزاحْ
سَدَدتُ بالتقبيل فاهُ على / مسكٍ ودُرٍّ وعقيقٍ ورَاحْ
بَاحَ بشكْوى ما بِهِ فاستراحْ
بَاحَ بشكْوى ما بِهِ فاستراحْ / فهلْ عليه في الهوى من جُناحْ
لمّا رأى كِتمانَ ما يَنْطَوي / عليهِ لا يُغْنِي إذا الدّمعُ بَاحْ
دَاوَى بما أعلن من بثِّه / قَلباً من الكتمانِ دَامِي الجراحْ
صَبٌّ حَماهُ الوجدُ طيبَ الكرَى / وجِسمُهُ للسُّقمِ نَهبٌ مُباحْ
مُخاطِرٌ يركب هولَ الهَوى / أمّاً وأمّاً مثلَ ضرب القِداحْ
يا صاحِ ما أصحاكَ عن سَكْرَتي / عَقْلِي بأحْوى ذِي مِراحٍ ورَاحْ
مُهفْهَفٍ صحَّت على سُقمِها / جُفونُه فهي مِراضٌ صِحاحْ
لِطَرفِه فَتكةُ بِيضِ الظُّبا / وقَدِّه هزّةُ سُمرِ الرِّماحْ
شمسُ نهارٍ تَرتدي بالدّجى / غُصنٌ مُراحٌ فوق حِقفٍ رَدَاحْ
طَافَ عَلينا والدّجى راكدٌ / يُظلُّنا من جُنحِه بالجنَاحْ
بقهوةٍ مِن خدِّه أَشرَقت / ونَشْرُها الضّائِعُ من فيهِ فَاحْ
فَظَلْتُ في أَمْنِ غرَامِي به / من كلِّ واشٍ ورَقيبٍ ولاَحْ
في حِنْدِسَيْ طُرَّتِه والدّجَى / ونَيِّرَيْ غُرَّتِه والصّباحْ
بغبطةٍ جادَت على بُخلِها / بها اللّيالي غَلَطاً لاَ سماحْ
حتَى قَضى الدّهرُ بتفريقنا / فما احتيالي في القضاءِ المُتاحْ
أَرتْه غِرَّتُه في الهَجْر مَصْلَحتي
أَرتْه غِرَّتُه في الهَجْر مَصْلَحتي / جهلاً فأفسدَ منِّي كلَّ ما صَلَحا
وقَال لَيس له قلبٌ يُطيقُ بهِ / صَبراً ولو همَّ بالسُّلوانِ لافْتُضِحَا
وصبوةُ الحبِّ كانت قبلَ بَذلَتِهِ / وبَعدها فسواءٌ صدّ أو نَزَحَا
كالشَّعر يُحفظُ ما لم يُبتذلْ فإذا / حَلَقْته عَادَ بعد الصّون مُطَّرَحَا
عَقائلُ الحيِّ أم سربُ المَها سَنَحَا
عَقائلُ الحيِّ أم سربُ المَها سَنَحَا / أفْسَدْنَ ما كانَ بالسّلوان قد صَلَحَا
برَزْن كالبان في الكُثبان حَاملةً / شَمساً أضاءتْ وليلاً راكِداً جَنَحَا
فاقتَدْن بالحبِّ مَن أعطى مقادَتَه / طوعاً ورُضْنَ بحسنِ الدّلِّ من جَمَحَا
من كلِّ غيدَاءَ مِكسالٍ إذا انتبهَت / تنَفَّستْ عن نسيم الرَّوضِ إذْ نَفَحَا
كانت مُنَى النّفسِ لولا واعظٌ لَسِنٌ / للشّيب أسمعَني ناهيهِ إذ نَصَحَا
كَتَمَ الجَوَى القلبُ القريحُ
كَتَمَ الجَوَى القلبُ القريحُ / فأذَاعَه الدّمعُ الفَضُوحُ
إِنَّ الدُّموعَ لها لِسا / نٌ بالأَسَى لَسِنٌ فَصيحُ
وإذا الدّمُوعُ نَزَحْنَ فَالز / زَفَراتُ بالشّكْوى تَبوحُ
أَحبابَنَا كم ذَا يُشَتْ / تِتُ شَملَنا البينُ الطَّروحُ
وكَمِ التّفرُّقُ آنَ أَنْ / تَدنُو الدِّيارُ وأَن تَروحُوا
ماذا يُجِنُّ من الحَني / نِ إِليكُمُ القلبُ القريحُ
أَنَا بَعدَكُم كالوُرقِ في / أَغصانِها أبداً تَنوحُ
لكنَّها غَاضَت مَدا / مِعُها ولي دَمعٌ سَفوحُ
مزجتْهُ بالدَّمِ مُقلَةٌ / إِنسانُها أَرِقٌ جَريحُ
يا لاَئِمي فيهمْ سَهِر / تُ ونَام عَن لَيلي النَّصيحُ
يَلْحَى المُروّعَ بالنَّوى / وهو الخَليُّ المُستَريحُ
يَالي من الحَسراتِ كَم / تَغدُو عليَّ وكم تَروحُ
لم يَبق من لِدَتي وأَتْ / رابِ الصِّبا خِلٌّ نَصوحُ
غالَتْهُمُ الدُّنيا وصَدْ / دَعَ شملَهُم زَمنٌ نَطُوحُ
أنَا بعدَهُمْ مَيْتٌ ولِي / من جسمِيَ البَالِي ضَرِيحُ
فيهِ ذَمَا رُوحٍ مَنِيْ / يَتُها غَبُوقٌ أَو صَبوحُ
ولَقَلَّما تَبقى وكم / تَبقى معَ التّعذيبِ رُوحُ
أَفَلا لِقاءٌ يُذهِبُ ال / حَسِراتِ أَو موتٌ مُريحُ
يَا نَازِحينَ واصطِبَارِي والأَسَى
يَا نَازِحينَ واصطِبَارِي والأَسَى / يُجِمُّ ذَا دَمعِي وهَذا يَنزَحُ
لا أَسأَلُ الأَيّامَ تعويضاً بِكُم / لِأَنَها بِمِثلِكُم لا تَسمَحُ
غِبتُم وأَشباحُكُمُ بِنَاظِري / كأَنَّها إِنسانُهُ لا تَبرحُ
وَلائِمٍ يَلومُ فيكُم والهَوى / يُصحِبُهُ طوراً وطوراً يَجْمَعُ
يلجُّ في نُصحي وما أشْغَلَني / بالبَينِ والهِجرانِ عمَّن يَنْصَحُ
فَيا أخَا العزمِ يَطوِي البيدُ مُنصَلِتاً
فَيا أخَا العزمِ يَطوِي البيدُ مُنصَلِتاً / في سَيرِه عن مَسير العَاصفاتِ وَحَى
قل للمهذَّبِ في فَضلٍ وفي خُلُقِ / وللبليغِ إذا مَا جدَّ أو مَزَحَا
من ينثُرُ الدُّرَّ في نَثرِ الكتابَةِ إنْ / شاءً وينظمُهُ في النَّظمِ إن مَدَحَا
من لَفظُه تُسكِرُ الصّاحِي فصاحَتُهُ / ولَو وَعَى فَضلَه ذُو سَكْرَةٍ لَصَحَا
أتتكَ مُغرِبَةُ الأنباءِ مُعربَةً / عن مُخلِصٍ إن دنَا في الوُدّ أو نَزَحَا
فاسمَعْ فَلا زِلتَ للخيراتِ مُستمِعاً / أُعجُوبةً مثلُها في الكُتْبِ ما شُرِحَا
مولايَ إن سدّ عنّي بابَ أنعُمِهِ / ولم يزَل للوَرَى بالفضْلِ مُنْفَتِحَا
ولَم يَجُدْ لي بطَرفٍ من مواهِبهِ / وكم حَبانِي وكم أسْنَى ليَ المِنَحَا
فجُودُه السّكبُ إن أكْدَتْ مخَايِلُهُ / يَوماً فكم سَحَّ بالنُّعمى وكم سَفَحَا
وكم له من يَدٍ عندي تزيدُ عَلى / ما سَامَه الأملُ المشتَطُّ واقْتَرحَا
أقلّ ما نِلتُ من جَدْوَى يديهِ غِنَىً / ما ساءَني بَعدَه مَن ضَنَّ أو سَمحَا
لقد غَنِيتُ به عنه كما غَنِيَ ال / غديرُ بالسّحبِ عنْها بعد ما طَفَحَا
لكن بقلبِيَ همٌّ زاد سورَتَهُ / وهْمٌ إذا قلتُ يخبُو زَندُهُ قَدَحَا
أظَنّ بي العَجْزَ في الحربِ العَوانِ وهَل / لها سِوايَ من الأبطالِ قُطبُ رَحَى
فقُلْ له جدَّدَ اللهُ البقَاءَ لَهُ / ما شَقَّ جَيبَ الدّجَى صُبحٌ وما وَضَحَا
كم قد بَعثْتُ إلى عَلياكَ من أَمَلٍ / أنلتَنِيه وكم من مَطلَبٍ نَجَحَا
وأنتَ من لو حَبا الدّنيَا بأجمَعِها / لم يُرضِه ما حَبَا منها وما مَنَحَا
وما سَلِمْتَ فذنبُ الدَّهرِ مُغْتَفَرٌ / وصرْفُهُ ما جَنى جُرماً ولا اجْتَرَحَا
لخمسَ عشرةَ نازلتُ الكُماةَ إلى
لخمسَ عشرةَ نازلتُ الكُماةَ إلى / أن شبتُ فيها وخيرُ الخيلِ ما قَرَحَا
أخوضُها كشهابِ القَذْف مبتَسِماً / طلْقَ المُحيّا ووجهُ الموتِ قد كَلَحَا
بِصارِمٍ من رآهُ في قَتامِ وغَىً / أفْرِي به الهامَ ظنَّ البرقَ قد لَمَحَا
أغدُو لنارِ الوغَى في الحرب إن خَمَدَت / بالبِيضِ في البَيْضِ والهاماتِ مُقتَدِحَا
فَسَلْ كُماةَ الوغَى عنّي لِتَعلم كم / كَرْبٍ كشفتُ وكم ضِيقٍ بيَ اُنْفَسحَا
لا تُنكِرَنْ مُرَّ العتاب فَتحتَه
لا تُنكِرَنْ مُرَّ العتاب فَتحتَه / شهدٌ جَنَتْه يدُ الوِدادِ النّاصِحِ
وتَطَلَّبَ المحبوبَ في مكروهِه / فالدُّرُّ يُطلَبُ في الأُجاجِ المالِح
اصبِر على ما تَخْتَشي أو تَرتَجي / تَظْفَرْ بحُسنِ سَكينةٍ ونَجاحِ
أَوَ ما تَرى السّارين لمّا صابَروا / ظُلمَ السُّرى أفضَوْا إلى الإصْباحِ
لولا الّذي جرَتِ الأقلامُ قبلُ به
لولا الّذي جرَتِ الأقلامُ قبلُ به / ما نالَ ذو الجهلِ دون الحازِم المِنَحا
لكنَّ للْحَظِّ ميزاناً ترَفَّعَ ذو النْ / نُقصانِ في وزْنه واُنحطَّ من رَجَحا
لا تَرْتَجِ الخلقَ فالأبوابُ مُرْتَجَةٌ
لا تَرْتَجِ الخلقَ فالأبوابُ مُرْتَجَةٌ / دُونَ الحُطامِ وبابُ اللّهِ مفتوحُ
والرِّزَقُ لو كان في أيدي الأنامِ أبَوْا / أنْ يشرَبَ الماءَ مِنْ طُوفانِه نوحُ
لكنَّهُ في يَدَيْ مَنْ فضلُه أبداً / للطائعينَ وللعاصينَ مَمْنوحُ
يا غائبينَ وفي قلبي محلُّهُم
يا غائبينَ وفي قلبي محلُّهُم / لم تنزحوا لكِن الدَّمعُ الّذي نَزَحا
هواكُم إن دَنَت دارٌ وإن بَعُدَت / كما عهدتُم وبُرحُ الوجدِ ما بَرحا
أحبابنا كيف اللقاء ودونكم
أحبابنا كيف اللقاء ودونكم / عرض المهامه والفيافي الفيح
أبكيتم عيني دما لفراقكم / فكأنما إنسانها مجروح
وكأن قلبي حين يخطر ذكركم / لهب الضرام تعاورته الريح
قل للذي خضب المشيب جهالة
قل للذي خضب المشيب جهالة / دع عنك ذا فلكل صبغ ماحي
أو ماترى صبغ الليالي كلما / جددته يمحوه ضوء صباح