القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ خَفاجة الأَندَلُسي الكل
المجموع : 9
وَمُرتَبَعٍ حَطَطتُ الرَحلَ مِنهُ
وَمُرتَبَعٍ حَطَطتُ الرَحلَ مِنهُ / بِحَيثُ الظِلُّ وَالماءُ القَراحُ
يُحَرِّمُ حُسنَ مَنظَرِهِ مَليكٌ / يُحَرِّمُ مُلكَهُ القَدَرُ المُتاحُ
فَجِريَةُ ماءِ جَدَوَلِهِ بُكاءٌ / عَلَيهِ وَشَدوُ طائِرِهِ نِياحُ
وَأَخطَلَ لَو تَعاطى سَبقَ بَرقٍ
وَأَخطَلَ لَو تَعاطى سَبقَ بَرقٍ / لَطارَ مِنَ الفِجاءِ بِهِ جَناحُ
يَسوفُ الأَرضَ يَسأَلُ عَن بَنيها / فَتُخبِرُ أَنفَهُ عَنهُ الرِياحُ
أَقَبَّ إِذا طَرَدتَ بِهِ قَنيصاً / تَنَكَّبَ قَوسَهُ الأَجَلُ المُتاحُ
أَطَلَّ بِرَأسِهِ لَيلٌ بَهيمٌ / فَشَدَّ عَلى مَخانِقِهِ صَباحُ
تَهاداني لِذِكرِكُمُ اِرتِياحُ
تَهاداني لِذِكرِكُمُ اِرتِياحُ / فَبِتُّ وَكُلُّ جانِحَةٍ جَناحُ
وَدَمعي جِريَةً مَطَرٌ تَوالى / وَجِسمي هِزَّةً غُصنٌ يَراحُ
أَإِخواني وَلا إِخوانَ صِدقٍ / أُصافي بَعدَكُم إِلا الصِفاحُ
لِحُسنِ الصَبرِ دونَكُمُ حِرانٌ / وَلِلعَبَراتِ بَعدَكُمُ جِماحُ
فَدَيتُكُمُ بِنَفسي مِن كِرامٍ / يَهُزُّ بِهِم مَعاطِفَهُ السَماحُ
أَرى بِهِمِ النُجومَ وَلا ظَلامٌ / وَأَوضاحَ النَهارِ وَلا صَباحُ
تَخايَلُ نَخوَةً بِهِمِ المُذاكي / وَتَعسِلُ هِزَّةً لَهُمُ الرِماحُ
لَهُم هِمَمٌ كَما شَمَخَت جِبالٌ / وَأَخلاقٌ كَما دَمِثَت بِطاحُ
وَجارِيَةٍ رَكِبتُ بِها ظَلاماً / يَطيرُ مِنَ الرِياحِ بِها جَناحُ
إِذا الماءُ اِطمَأَنَّ فَرَقَّ خَصراً / عَلا مِن مَوجِهِ رِدفٌ رَداحُ
وَقَد فَغَرَ الحَمامُ هُناكَ فاهُ / وَأَتلَعَ جيدَهُ الأَجَلُ المُتاحُ
فَما أَدري أَمَوجٌ أَم قُلوبٌ / وَأَنفاسٌ تُصَعِّدُ أَم رِياحُ
وَأَطلَسَ مِلءُ جانِحَتَيهِ خَوفٌ
وَأَطلَسَ مِلءُ جانِحَتَيهِ خَوفٌ / لِأَشوَسَ مِلءُ شَدقَيهِ سِلاحُ
يُجاهِرُنا يَطيرُ حَذارَ طاوٍ / لَهُ رَكضٌ يَغَصُّ بِهِ البَراحُ
وَأَعجَبُ أَن تَقَلَصَّ ذَيلُ لَيلٍ / أَحَمَّ وَقَد أَجَدَّ بِهِ الرَواحُ
يَجولُ بِحَيثُ يَكشِرُ عَن نِصالٍ / مُؤَلَّلَةٍ وَتَحمِلُهُ رِماحُ
وَطَوراً يَرتَقي حُدبَ الرَوابي / وَآوِنَةً تَسيلُ بِهِ البِطاحُ
جَرى شَدّاً وَلِلصُبحِ اِلتِماعٌ / بِحَيثُ جَرى وَلِلبَرقِ اِلتِماحُ
فَخَلخَلَهُ وَسَوَّرَهُ وَميضٌ / جَرى مَعَهُ وَطَوَّقَهُ صَباحُ
رَكَضوا الجِيادَ إِلى الجِلادِ صَباحاً
رَكَضوا الجِيادَ إِلى الجِلادِ صَباحاً / وَاِستَشعَروا النَصرَ العَزيزَ سِلاحا
وَاِستَقبَلوا أُفُقَ الشَمالِ بِجَحفَلٍ / نَشَرَ القَتامَ عَلى الشَمالِ جَناحا
قَد ماسَ في أَرجائِهِ شَجَرُ القَنا / وَجَرى بِهِ ماءُ الحَديدِ فَساحا
مَطَرَ الأَعاجِمِ مِنهُ عارِضُ سَطوَةٍ / بَرَقَ الحَديدُ بِجانِبَيهِ فَلاحا
حَتّى إِذا قُضِمَ المُهَنَّدُ نَبوَةً / وَاِندَقَّ صَدرُ السَمهَرِيِّ فَطاحا
زَحَمَت مَناكِبُهُ الأَعادي زَحمَةً / بَسَطتَهُمُ فَوقَ البِطاحِ بِطاحا
قَتلى بِحَيثُ اِرفَضَّ دَمعُ المُزنِ لا / رُحمى فَأَسعَدَهُ الحَمامُ فَناحا
قَد تُرِّبَت مِنهُم صَحائِفُ أَوجُهٍ / جَعَلَت تُمَزِّقُها السُيوفُ جِراحا
فَلَوِ اِطَّلَعتَ لَما اِطَّلَعتَ عَلى سِوى / سَهمٍ تَثَلَّمَ في قَتيلٍ طاحا
فَحَمَت حَريمَ المُسلِمينَ مَصارِعٌ / تَرَكَت حَريمَ المُشرِكينَ مُباحا
مُسوَدَّ ساحاتِ المَنازِلِ وَحشَةً / مَملوءَ أَفنِيَةِ الدِيارِ نِياحا
تَأتي صُقورٌ مِنهُمُ مُنقَضَّةٌ / قَدَراً عَلى مُهَجِ العَدُوِّ مُتاحا
مَلَأوا ضُلوعَ اللَيلِ زُرقَ أَسِنَّةٍ / سالَت عَلى أَعطافِهِ أَوضاحا
وَتَخايَلَت بِهِمِ الجِيادُ كَأَنَّما / شَرِبَت مَعاطِفَ كُلِّ طِرفٍ راحا
مِن كُلِّ مَنصورِ اللِواءِ إِذا سَرى / مَثُلَت لَهُ عُقبى السُرى فَاِرتاحا
فَاِنصاعَ يَضحَكُ وَجهُهُ مِن غُرَّةٍ / سالَت وَيَلعَبُ في العِنانِ مِراحا
يَسري بِأَبلَجَ ما اِدلَهَمَّت رَوعَةٌ / إِلّا تَلَألَأَ وَجهُهُ مِصباحا
وَأَقامَ فَوقَهُمُ العَجاجَةَ كِلَّةً / وَأَدارَ بَينَهُمُ الرَدى أَقداحا
أَيسارُ حَربٍ كُلَّما اِشتَجَرَ القَنا / لَم يُعمِلوا إِلّا الرِماحَ قِداحا
طالوا العَوالِيَ بَسطَةً فَكَأَنَّما / رَكَزَت يَدُ الهَيجا بِهِم أَرماحا
مِن كُلِّ هَضبَةِ سُؤدُدٍ هَزَّ النَدى / أَعطافَهُ طَرَباً فَسالَ سَماحا
أَدمى اللِقاءُ مِنَ القَنا ظَفراً لَهُ / ذَرِباً وَمَدَّ مِنَ اللِواءِ جَناحا
فَاِنجابَ لَيلُ الخَطبِ عَن أُفقِ الهُدى / وَتَطَلَّعَ الفَتحُ المُبينُ صَباحا
يا رُبَّ مائِسَةِ المَعاطِفِ تَزدَهي
يا رُبَّ مائِسَةِ المَعاطِفِ تَزدَهي / مِن كُلِّ غُصنٍ خافِقٍ بِوِشاحِ
مُهتَزَّةٍ يَرتَجُّ مِن أَعطافِها / ما شِئتَ مِن كَفَلٍ يَموجُ رَداحِ
نَفَضَت ذَوائِبَها الرِياحُ عَشِيَّةً / فَتَمَلَّكَتها هِزَّةُ المُرتاحِ
حَطَّ الرَبيعُ قِناعَها عَن مَفرِقٍ / شَمطٍ كَما تَرتَدُّ كاسُ الراحِ
لَفّاءُ حاكَ لَها الغَمامُ مُلاءَةً / لَبِسَت بِها حُسناً قَميصَ صَباحِ
نَضَحَ النَدى نُوّارَها فَكَأَنَّما / مَسَحَت مَعاطِفَها يَمينُ سَماحِ
وَلَوى الخَليجُ هُناكَ صَفحَةَ مُعرِضٍ / لَثَمَت سَوالِفَها ثُغورُ أَقاحِ
بُشرى كَما أَسفَرَ وَجهُ الصَباح
بُشرى كَما أَسفَرَ وَجهُ الصَباح / وَاِستَشرَفَ الرائِدُ بَرقاً أَلاح
وَاِرتَجَزَ الرَعدُ يَمُجُّ النَدى / رَيّا وَيَحدو بِمَطايا الرِياح
فَدَنَّرَ الزَهرُ مُتونَ الرُبى / وَدَرهَمَ القَطرُ بُطونَ البِطاح
هَبَّت رَواحاً وَهيَ نَفّاحَةٌ / فَطابَ ريحاً نَشرُ ذاكَ الرَواح
أَفصَحَ غِرّيدٌ بِها مُطرِبٌ / نَفَشَّ مِن طِرسٍ قُدامى جَناح
فَهَل تَرى أَسمَعَ غُصنَ النَقا / فَهَزَّ مِن عِطفَيهِ هَزَّ اِرتِياح
أَم هَل سَرى يُنعِشُ غُصنَ الرُبى / فَمَجَّ ريقَ الطَلِّ ثَغرُ الأَقاح
عِزٌّ تَهادى بِالقَنا هِزَّةً / وَاِختالَ بِالجُردِ المَذاكي مِراح
فَطاوَلَ النَجمُ مَنارَ الهُدى / وَأَحرَزَ الدينُ مُعَلّى القِداح
وَالتَأَمَ الشِعبُ وَما إِن عَدا / رَأيُ أَميرِ المُؤمِنينَ الصَلاح
خَيرُ إِمامٍ دامَ في عَسكَرَي / جَدٍّ وَجِدٍّ مِلءُ صَدرِ البَراح
يَعطِسُ عَن أَنفٍ حَمِيٍّ لَهُ / أَضرَعَ خَدَّي كُلِّ حَيٍّ كَفاح
أَرعَدَ في تُدميرَ زَجراً لَها / فَما لِعَنزَينِ هُناكَ اِنتِطاح
وَغَضَّ مِن أَصواتِها صَوتُهُ / إِنَّ زَئيرَ اللَيثِ غَيرُ النُباح
وَشَدَّ أَزرَ اِبنِ عِصامٍ بِما / حَبَّرَ مِن أَلفاظِ بِرِّ فِصاح
في رُقعَةٍ تَحمِلُ مِن رِفعَةٍ / لَألاءِ أَوضاحِ الوُجوهِ الصِباح
مَيمَونَةٍ لَو لَمَسَت جَلمَداً / صَلداً لَسالَ الماءُ عَنهُ فَساح
فَالمَجدُ مَمطورُ جَنابِ المُنى / وَالمُلكُ خَفّاقُ جَناحِ النَجاح
يُسفِرُ عَن بيضِ وُجوهِ الظُبى / بَأساً وَيَرنو عَن عُيونِ الرِماح
أَبيَضُ وَضّاحُ جَبينِ العُلى / جَذلانُ مَبسوطُ يَمينِ السَماح
فَقُل لِمَن ساجَلَهُ ضِلَّةً / ماسُدفَةُ اللَيلِ وَضَوءُ الصَباح
كَيفَ يُكافيهِ وَهَل تَستَوي / خُشونَةُ الجِدِّ وَلينُ المُزاح
تَمَيَّزَت مِن شيمَةٍ شيمَةٌ / إِنَّ الأَجاجَ الصِرفَ غَيرُ القَراح
جالَدتُهُ مِن حاسِرٍ دارِعاً / كَفاهُ حَملُ الرَأيِ حَملَ السِلاح
وَأَينَ مِن بَحرٍ طَما أَخضَرٍ / ماسالَ مِن أَوشالِ بيضِ الصِفاح
حَمَت وَمَن يَقعُدُ بِهِ جَدُّهُ / فَكُلُّ زِندٍ في يَدَيهِ شَحاح
فَلا تَنَم عَينُكَ مِن حاسِدٍ / غَضَّ حِراناً مِن عِنانِ الجِماح
أَمَضَّهُ جُرحٌ دَخيلٌ بِهِ / إِنَّ الرَزايا مِن أَمَضِّ الجِراح
فَرَقرَقَ العَبرَةَ في خَجلَةٍ / وَرُبَّما يُمزَجُ بِالماءِ راح
ما غَصَّ بِالدَمعَةِ إِلّا هَفا / فَاِنظُر تَجِد ثُمَّ السِوارَ الوِشاح
أَرَقتُ أَكُفَّ الدَمعِ طَوراً وَأَسفَحُ
أَرَقتُ أَكُفَّ الدَمعِ طَوراً وَأَسفَحُ / وَأَنضَحُ خَدّي تارَةً ثُمَّ أَمسَحُ
وَدونَكَ طَمّاحٌ مِنَ الماءِ مائِجٌ / يُعَبُّ وَمُغبَرٌّ مِنَ التُربِ أَفيَحُ
وَإِنّي إِذا ما اللَيلُ جاءَ بِفَحمَةٍ / لَأوري زِنادَ الهَمِّ فيها فَأَقدَحُ
وَأُتبِعُ طيبَ الذِكرِ أَنَّةُ موجَعٍ / فَيَنفَحُ هَذا حَيثُ هاتيكَ تَلفَحُ
وَأَلقى بَياضَ الصُبحِ يَسوَدُّ وَحشَةً / فَأَحسِبُني أُمسي عَلى حينَ أُصبِحُ
وَيوحِشُني ناعٍ مِنَ اللَيلِ ناعِبٌ / فَأَزجُرُ مِنهُ بارِحاً لَيسَ يَبرَحُ
وَأَستَقبِلُ الدُنيا بِذِكرى مُحَمَّدٍ / فَيَقبُحُ في عَينَيَّ ماكانَ يَلمُحُ
وَأُشفِقُ مِن مَوتِ الصِبا ثُمَّ إِنَّني / لَآمُلُ أَنَّ اللَهَ يَعفو وَيَصفَحُ
غُلامٌ كَما اِستَخشَنتَ جانِبَ هَضبَةٍ / وَلانَ عَلى طَشٍّ مِنَ المُزنِ أَبطَحُ
أَقولُ وَقَد وافى كِتابُ نَعيِهِ / يُجَمجِمُ في أَلفاظِهِ فَيُصَرِّحُ
أَرامٍ بِأَغماتٍ يُسَدِّدُ سَهمَهُ / فَيَرمي وَقَلبٌ بِالجَزيرَةِ يُجرَحُ
فَيا لَغَريبٍ فاجأَتهُ مَنِيَّةٌ / أَتَتهُ عَلى عَهدِ الشَبابِ تُلَحلِحُ
كَأَنَّ لَهيباً بَينَ جَنبَيَّ واقِداً / بِهِ وَرَكايا بَينَ جَفنَيَّ تُمتَحُ
جَلَستُ أَسومُ الدَهرَ فيهِ مَلامَةً / وَكُنتُ كَما قَد كُنتُ أُثني وَأَمدَحُ
تَراني إِذا أَعوَلتُ حُزناً حَمامَةً / تُرِنُّ وَطَوراً أَيكَةً تَتَرَنَّحُ
غَريقاً بِبَحرِ الدَمعِ وَالهَمُّ وَالدُجى / وَلَو كانَ بَحراً واحِداً كُنتُ أَسبَحُ
أُحَمِّلُ أَنفاسَ الشَمالِ تَحِيَّةً / يَنوءُ بِها مِن ماءِ جَفني فَيَرزَحُ
فَلي نَظرَةٌ نَحوَ السَماءِ وَلَوعَةٌ / تَلَدَّدُ بي نَحوَ الجَنوبِ فَأَجنَحُ
فَرادَعتُ عَنها النَفسَ وَالنَفسُ صَبَّةٌ / وَراوَغتُ حُسنَ الصَبرِ وَالصَبرُ أَرجَحُ
فَنَمِّ بِأَسرارِ الصَبابَةِ مَدمَعي / وَكُلُّ إِناءٍ بِالَّذي فيهِ يَرشَحُ
وَأَيأَستُ قَلباً كانَ يَخفِقُ تارَةً / وَتَنزو بِهِ الآمالُ طَوراً فَيَطمَحُ
فَما أَتَلَقّى الرَكبَ أَرجو تَحِيَّةً / تُوافي لَهُ أَو رُقعَةً تَتَصَفَّحُ
فَفي ناظِري لِلَّيلِ مَربَطُ أَدهَمٍ / وَفي وَجنَتي لِلدَمعِ أَشهَبُ يَجمَحُ
إِذا كانَ قَصرُ الأُنسِ بِالإِلفِ وَحشَةً / فَما أَشتَهي أَنّي أُسَرُّ فَأَفرَحُ
فَيا عارِضاً يَستَقبِلُ اللَيلَ واكِفاً / وَيَسري فَيَطوي الأَطوَلَينِ وَيَمسَحُ
تَحَمَّل إِلى قَبرِ الغَريبِ مَزادَةً / مِنَ الدَمعِ تَندى حَيثُ سِرتَ وَتَنضَحُ
وَأَحفى سَلامٍ يَعبُرُ البَحرَ دونَهُ / فَيَندى وَأَزهارَ البِطاحِ فَتَنفَحُ
وَعَرِّج عَلى مَثوى الحَبيبِ بِنَظرَةٍ / تَراهُ بِها عَيني هُناكَ وَتَلمَحُ
أَطِرسُكَ أَم ثَغرٌ تَبَسَّمَ واضِحُ
أَطِرسُكَ أَم ثَغرٌ تَبَسَّمَ واضِحُ / وَلَفظُكَ أَم رَوضٌ تَنَفَّسَ نافِحُ
لَوانِيَ لَيِّ الخَيزُرانَةِ هِزَّةً / وَتَهفو بِأَعطافِ الكِرامِ المَدائِحُ
كَلامٌ يَرِفُّ النورُ في جَنَباتِهِ / وَتَندى بِهِ تَحتَ الهَجيرِ الجَوانِحُ
تُنَصَّلُ يَومَ الرَوعِ سُمرُ القَنا بِهِ / وَتُطبَعُ مِنهُ لِلجِلادِ الصَفائِحُ
يَشِفُّ سَوادُ النَقسِ عَنهُ كَما سَرى / وَراءَ الدُجى بَرقٌ تَطَلَّعَ لامِحُ
وَإِنّي لَظَمآنٌ إِلَيهِ عَلاقَةً / وَها أَنا في بَحرِ البَلاغَةِ سابِحُ
بَعَثتُ بِهِ يَندى كَما جادَ عارِضٌ / وَيُطرِبُني طَوراً كَما حَنَّ صادِحُ
تَلوحُ بِهِ في دَهمَةِ الحِبرِ غُرَّةٌ / وَيَركُضُ في خَوطِ الفَصاحَةِ سائِحُ
فَإِن أَنا لَم أَشكُركَ وَالدارُ غُربَةٌ / فَلا جادَني غادٍ مِن المُزنِ رائِحُ
وَلا اِستَشرَفَت يَوماً إِلَيَّ بِهِ الرُبى / جَلالاً وَلا هَشَّت إِلَيَّ الأَباطِحُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025