المجموع : 9
وَمُرتَبَعٍ حَطَطتُ الرَحلَ مِنهُ
وَمُرتَبَعٍ حَطَطتُ الرَحلَ مِنهُ / بِحَيثُ الظِلُّ وَالماءُ القَراحُ
يُحَرِّمُ حُسنَ مَنظَرِهِ مَليكٌ / يُحَرِّمُ مُلكَهُ القَدَرُ المُتاحُ
فَجِريَةُ ماءِ جَدَوَلِهِ بُكاءٌ / عَلَيهِ وَشَدوُ طائِرِهِ نِياحُ
وَأَخطَلَ لَو تَعاطى سَبقَ بَرقٍ
وَأَخطَلَ لَو تَعاطى سَبقَ بَرقٍ / لَطارَ مِنَ الفِجاءِ بِهِ جَناحُ
يَسوفُ الأَرضَ يَسأَلُ عَن بَنيها / فَتُخبِرُ أَنفَهُ عَنهُ الرِياحُ
أَقَبَّ إِذا طَرَدتَ بِهِ قَنيصاً / تَنَكَّبَ قَوسَهُ الأَجَلُ المُتاحُ
أَطَلَّ بِرَأسِهِ لَيلٌ بَهيمٌ / فَشَدَّ عَلى مَخانِقِهِ صَباحُ
تَهاداني لِذِكرِكُمُ اِرتِياحُ
تَهاداني لِذِكرِكُمُ اِرتِياحُ / فَبِتُّ وَكُلُّ جانِحَةٍ جَناحُ
وَدَمعي جِريَةً مَطَرٌ تَوالى / وَجِسمي هِزَّةً غُصنٌ يَراحُ
أَإِخواني وَلا إِخوانَ صِدقٍ / أُصافي بَعدَكُم إِلا الصِفاحُ
لِحُسنِ الصَبرِ دونَكُمُ حِرانٌ / وَلِلعَبَراتِ بَعدَكُمُ جِماحُ
فَدَيتُكُمُ بِنَفسي مِن كِرامٍ / يَهُزُّ بِهِم مَعاطِفَهُ السَماحُ
أَرى بِهِمِ النُجومَ وَلا ظَلامٌ / وَأَوضاحَ النَهارِ وَلا صَباحُ
تَخايَلُ نَخوَةً بِهِمِ المُذاكي / وَتَعسِلُ هِزَّةً لَهُمُ الرِماحُ
لَهُم هِمَمٌ كَما شَمَخَت جِبالٌ / وَأَخلاقٌ كَما دَمِثَت بِطاحُ
وَجارِيَةٍ رَكِبتُ بِها ظَلاماً / يَطيرُ مِنَ الرِياحِ بِها جَناحُ
إِذا الماءُ اِطمَأَنَّ فَرَقَّ خَصراً / عَلا مِن مَوجِهِ رِدفٌ رَداحُ
وَقَد فَغَرَ الحَمامُ هُناكَ فاهُ / وَأَتلَعَ جيدَهُ الأَجَلُ المُتاحُ
فَما أَدري أَمَوجٌ أَم قُلوبٌ / وَأَنفاسٌ تُصَعِّدُ أَم رِياحُ
وَأَطلَسَ مِلءُ جانِحَتَيهِ خَوفٌ
وَأَطلَسَ مِلءُ جانِحَتَيهِ خَوفٌ / لِأَشوَسَ مِلءُ شَدقَيهِ سِلاحُ
يُجاهِرُنا يَطيرُ حَذارَ طاوٍ / لَهُ رَكضٌ يَغَصُّ بِهِ البَراحُ
وَأَعجَبُ أَن تَقَلَصَّ ذَيلُ لَيلٍ / أَحَمَّ وَقَد أَجَدَّ بِهِ الرَواحُ
يَجولُ بِحَيثُ يَكشِرُ عَن نِصالٍ / مُؤَلَّلَةٍ وَتَحمِلُهُ رِماحُ
وَطَوراً يَرتَقي حُدبَ الرَوابي / وَآوِنَةً تَسيلُ بِهِ البِطاحُ
جَرى شَدّاً وَلِلصُبحِ اِلتِماعٌ / بِحَيثُ جَرى وَلِلبَرقِ اِلتِماحُ
فَخَلخَلَهُ وَسَوَّرَهُ وَميضٌ / جَرى مَعَهُ وَطَوَّقَهُ صَباحُ
رَكَضوا الجِيادَ إِلى الجِلادِ صَباحاً
رَكَضوا الجِيادَ إِلى الجِلادِ صَباحاً / وَاِستَشعَروا النَصرَ العَزيزَ سِلاحا
وَاِستَقبَلوا أُفُقَ الشَمالِ بِجَحفَلٍ / نَشَرَ القَتامَ عَلى الشَمالِ جَناحا
قَد ماسَ في أَرجائِهِ شَجَرُ القَنا / وَجَرى بِهِ ماءُ الحَديدِ فَساحا
مَطَرَ الأَعاجِمِ مِنهُ عارِضُ سَطوَةٍ / بَرَقَ الحَديدُ بِجانِبَيهِ فَلاحا
حَتّى إِذا قُضِمَ المُهَنَّدُ نَبوَةً / وَاِندَقَّ صَدرُ السَمهَرِيِّ فَطاحا
زَحَمَت مَناكِبُهُ الأَعادي زَحمَةً / بَسَطتَهُمُ فَوقَ البِطاحِ بِطاحا
قَتلى بِحَيثُ اِرفَضَّ دَمعُ المُزنِ لا / رُحمى فَأَسعَدَهُ الحَمامُ فَناحا
قَد تُرِّبَت مِنهُم صَحائِفُ أَوجُهٍ / جَعَلَت تُمَزِّقُها السُيوفُ جِراحا
فَلَوِ اِطَّلَعتَ لَما اِطَّلَعتَ عَلى سِوى / سَهمٍ تَثَلَّمَ في قَتيلٍ طاحا
فَحَمَت حَريمَ المُسلِمينَ مَصارِعٌ / تَرَكَت حَريمَ المُشرِكينَ مُباحا
مُسوَدَّ ساحاتِ المَنازِلِ وَحشَةً / مَملوءَ أَفنِيَةِ الدِيارِ نِياحا
تَأتي صُقورٌ مِنهُمُ مُنقَضَّةٌ / قَدَراً عَلى مُهَجِ العَدُوِّ مُتاحا
مَلَأوا ضُلوعَ اللَيلِ زُرقَ أَسِنَّةٍ / سالَت عَلى أَعطافِهِ أَوضاحا
وَتَخايَلَت بِهِمِ الجِيادُ كَأَنَّما / شَرِبَت مَعاطِفَ كُلِّ طِرفٍ راحا
مِن كُلِّ مَنصورِ اللِواءِ إِذا سَرى / مَثُلَت لَهُ عُقبى السُرى فَاِرتاحا
فَاِنصاعَ يَضحَكُ وَجهُهُ مِن غُرَّةٍ / سالَت وَيَلعَبُ في العِنانِ مِراحا
يَسري بِأَبلَجَ ما اِدلَهَمَّت رَوعَةٌ / إِلّا تَلَألَأَ وَجهُهُ مِصباحا
وَأَقامَ فَوقَهُمُ العَجاجَةَ كِلَّةً / وَأَدارَ بَينَهُمُ الرَدى أَقداحا
أَيسارُ حَربٍ كُلَّما اِشتَجَرَ القَنا / لَم يُعمِلوا إِلّا الرِماحَ قِداحا
طالوا العَوالِيَ بَسطَةً فَكَأَنَّما / رَكَزَت يَدُ الهَيجا بِهِم أَرماحا
مِن كُلِّ هَضبَةِ سُؤدُدٍ هَزَّ النَدى / أَعطافَهُ طَرَباً فَسالَ سَماحا
أَدمى اللِقاءُ مِنَ القَنا ظَفراً لَهُ / ذَرِباً وَمَدَّ مِنَ اللِواءِ جَناحا
فَاِنجابَ لَيلُ الخَطبِ عَن أُفقِ الهُدى / وَتَطَلَّعَ الفَتحُ المُبينُ صَباحا
يا رُبَّ مائِسَةِ المَعاطِفِ تَزدَهي
يا رُبَّ مائِسَةِ المَعاطِفِ تَزدَهي / مِن كُلِّ غُصنٍ خافِقٍ بِوِشاحِ
مُهتَزَّةٍ يَرتَجُّ مِن أَعطافِها / ما شِئتَ مِن كَفَلٍ يَموجُ رَداحِ
نَفَضَت ذَوائِبَها الرِياحُ عَشِيَّةً / فَتَمَلَّكَتها هِزَّةُ المُرتاحِ
حَطَّ الرَبيعُ قِناعَها عَن مَفرِقٍ / شَمطٍ كَما تَرتَدُّ كاسُ الراحِ
لَفّاءُ حاكَ لَها الغَمامُ مُلاءَةً / لَبِسَت بِها حُسناً قَميصَ صَباحِ
نَضَحَ النَدى نُوّارَها فَكَأَنَّما / مَسَحَت مَعاطِفَها يَمينُ سَماحِ
وَلَوى الخَليجُ هُناكَ صَفحَةَ مُعرِضٍ / لَثَمَت سَوالِفَها ثُغورُ أَقاحِ
بُشرى كَما أَسفَرَ وَجهُ الصَباح
بُشرى كَما أَسفَرَ وَجهُ الصَباح / وَاِستَشرَفَ الرائِدُ بَرقاً أَلاح
وَاِرتَجَزَ الرَعدُ يَمُجُّ النَدى / رَيّا وَيَحدو بِمَطايا الرِياح
فَدَنَّرَ الزَهرُ مُتونَ الرُبى / وَدَرهَمَ القَطرُ بُطونَ البِطاح
هَبَّت رَواحاً وَهيَ نَفّاحَةٌ / فَطابَ ريحاً نَشرُ ذاكَ الرَواح
أَفصَحَ غِرّيدٌ بِها مُطرِبٌ / نَفَشَّ مِن طِرسٍ قُدامى جَناح
فَهَل تَرى أَسمَعَ غُصنَ النَقا / فَهَزَّ مِن عِطفَيهِ هَزَّ اِرتِياح
أَم هَل سَرى يُنعِشُ غُصنَ الرُبى / فَمَجَّ ريقَ الطَلِّ ثَغرُ الأَقاح
عِزٌّ تَهادى بِالقَنا هِزَّةً / وَاِختالَ بِالجُردِ المَذاكي مِراح
فَطاوَلَ النَجمُ مَنارَ الهُدى / وَأَحرَزَ الدينُ مُعَلّى القِداح
وَالتَأَمَ الشِعبُ وَما إِن عَدا / رَأيُ أَميرِ المُؤمِنينَ الصَلاح
خَيرُ إِمامٍ دامَ في عَسكَرَي / جَدٍّ وَجِدٍّ مِلءُ صَدرِ البَراح
يَعطِسُ عَن أَنفٍ حَمِيٍّ لَهُ / أَضرَعَ خَدَّي كُلِّ حَيٍّ كَفاح
أَرعَدَ في تُدميرَ زَجراً لَها / فَما لِعَنزَينِ هُناكَ اِنتِطاح
وَغَضَّ مِن أَصواتِها صَوتُهُ / إِنَّ زَئيرَ اللَيثِ غَيرُ النُباح
وَشَدَّ أَزرَ اِبنِ عِصامٍ بِما / حَبَّرَ مِن أَلفاظِ بِرِّ فِصاح
في رُقعَةٍ تَحمِلُ مِن رِفعَةٍ / لَألاءِ أَوضاحِ الوُجوهِ الصِباح
مَيمَونَةٍ لَو لَمَسَت جَلمَداً / صَلداً لَسالَ الماءُ عَنهُ فَساح
فَالمَجدُ مَمطورُ جَنابِ المُنى / وَالمُلكُ خَفّاقُ جَناحِ النَجاح
يُسفِرُ عَن بيضِ وُجوهِ الظُبى / بَأساً وَيَرنو عَن عُيونِ الرِماح
أَبيَضُ وَضّاحُ جَبينِ العُلى / جَذلانُ مَبسوطُ يَمينِ السَماح
فَقُل لِمَن ساجَلَهُ ضِلَّةً / ماسُدفَةُ اللَيلِ وَضَوءُ الصَباح
كَيفَ يُكافيهِ وَهَل تَستَوي / خُشونَةُ الجِدِّ وَلينُ المُزاح
تَمَيَّزَت مِن شيمَةٍ شيمَةٌ / إِنَّ الأَجاجَ الصِرفَ غَيرُ القَراح
جالَدتُهُ مِن حاسِرٍ دارِعاً / كَفاهُ حَملُ الرَأيِ حَملَ السِلاح
وَأَينَ مِن بَحرٍ طَما أَخضَرٍ / ماسالَ مِن أَوشالِ بيضِ الصِفاح
حَمَت وَمَن يَقعُدُ بِهِ جَدُّهُ / فَكُلُّ زِندٍ في يَدَيهِ شَحاح
فَلا تَنَم عَينُكَ مِن حاسِدٍ / غَضَّ حِراناً مِن عِنانِ الجِماح
أَمَضَّهُ جُرحٌ دَخيلٌ بِهِ / إِنَّ الرَزايا مِن أَمَضِّ الجِراح
فَرَقرَقَ العَبرَةَ في خَجلَةٍ / وَرُبَّما يُمزَجُ بِالماءِ راح
ما غَصَّ بِالدَمعَةِ إِلّا هَفا / فَاِنظُر تَجِد ثُمَّ السِوارَ الوِشاح
أَرَقتُ أَكُفَّ الدَمعِ طَوراً وَأَسفَحُ
أَرَقتُ أَكُفَّ الدَمعِ طَوراً وَأَسفَحُ / وَأَنضَحُ خَدّي تارَةً ثُمَّ أَمسَحُ
وَدونَكَ طَمّاحٌ مِنَ الماءِ مائِجٌ / يُعَبُّ وَمُغبَرٌّ مِنَ التُربِ أَفيَحُ
وَإِنّي إِذا ما اللَيلُ جاءَ بِفَحمَةٍ / لَأوري زِنادَ الهَمِّ فيها فَأَقدَحُ
وَأُتبِعُ طيبَ الذِكرِ أَنَّةُ موجَعٍ / فَيَنفَحُ هَذا حَيثُ هاتيكَ تَلفَحُ
وَأَلقى بَياضَ الصُبحِ يَسوَدُّ وَحشَةً / فَأَحسِبُني أُمسي عَلى حينَ أُصبِحُ
وَيوحِشُني ناعٍ مِنَ اللَيلِ ناعِبٌ / فَأَزجُرُ مِنهُ بارِحاً لَيسَ يَبرَحُ
وَأَستَقبِلُ الدُنيا بِذِكرى مُحَمَّدٍ / فَيَقبُحُ في عَينَيَّ ماكانَ يَلمُحُ
وَأُشفِقُ مِن مَوتِ الصِبا ثُمَّ إِنَّني / لَآمُلُ أَنَّ اللَهَ يَعفو وَيَصفَحُ
غُلامٌ كَما اِستَخشَنتَ جانِبَ هَضبَةٍ / وَلانَ عَلى طَشٍّ مِنَ المُزنِ أَبطَحُ
أَقولُ وَقَد وافى كِتابُ نَعيِهِ / يُجَمجِمُ في أَلفاظِهِ فَيُصَرِّحُ
أَرامٍ بِأَغماتٍ يُسَدِّدُ سَهمَهُ / فَيَرمي وَقَلبٌ بِالجَزيرَةِ يُجرَحُ
فَيا لَغَريبٍ فاجأَتهُ مَنِيَّةٌ / أَتَتهُ عَلى عَهدِ الشَبابِ تُلَحلِحُ
كَأَنَّ لَهيباً بَينَ جَنبَيَّ واقِداً / بِهِ وَرَكايا بَينَ جَفنَيَّ تُمتَحُ
جَلَستُ أَسومُ الدَهرَ فيهِ مَلامَةً / وَكُنتُ كَما قَد كُنتُ أُثني وَأَمدَحُ
تَراني إِذا أَعوَلتُ حُزناً حَمامَةً / تُرِنُّ وَطَوراً أَيكَةً تَتَرَنَّحُ
غَريقاً بِبَحرِ الدَمعِ وَالهَمُّ وَالدُجى / وَلَو كانَ بَحراً واحِداً كُنتُ أَسبَحُ
أُحَمِّلُ أَنفاسَ الشَمالِ تَحِيَّةً / يَنوءُ بِها مِن ماءِ جَفني فَيَرزَحُ
فَلي نَظرَةٌ نَحوَ السَماءِ وَلَوعَةٌ / تَلَدَّدُ بي نَحوَ الجَنوبِ فَأَجنَحُ
فَرادَعتُ عَنها النَفسَ وَالنَفسُ صَبَّةٌ / وَراوَغتُ حُسنَ الصَبرِ وَالصَبرُ أَرجَحُ
فَنَمِّ بِأَسرارِ الصَبابَةِ مَدمَعي / وَكُلُّ إِناءٍ بِالَّذي فيهِ يَرشَحُ
وَأَيأَستُ قَلباً كانَ يَخفِقُ تارَةً / وَتَنزو بِهِ الآمالُ طَوراً فَيَطمَحُ
فَما أَتَلَقّى الرَكبَ أَرجو تَحِيَّةً / تُوافي لَهُ أَو رُقعَةً تَتَصَفَّحُ
فَفي ناظِري لِلَّيلِ مَربَطُ أَدهَمٍ / وَفي وَجنَتي لِلدَمعِ أَشهَبُ يَجمَحُ
إِذا كانَ قَصرُ الأُنسِ بِالإِلفِ وَحشَةً / فَما أَشتَهي أَنّي أُسَرُّ فَأَفرَحُ
فَيا عارِضاً يَستَقبِلُ اللَيلَ واكِفاً / وَيَسري فَيَطوي الأَطوَلَينِ وَيَمسَحُ
تَحَمَّل إِلى قَبرِ الغَريبِ مَزادَةً / مِنَ الدَمعِ تَندى حَيثُ سِرتَ وَتَنضَحُ
وَأَحفى سَلامٍ يَعبُرُ البَحرَ دونَهُ / فَيَندى وَأَزهارَ البِطاحِ فَتَنفَحُ
وَعَرِّج عَلى مَثوى الحَبيبِ بِنَظرَةٍ / تَراهُ بِها عَيني هُناكَ وَتَلمَحُ
أَطِرسُكَ أَم ثَغرٌ تَبَسَّمَ واضِحُ
أَطِرسُكَ أَم ثَغرٌ تَبَسَّمَ واضِحُ / وَلَفظُكَ أَم رَوضٌ تَنَفَّسَ نافِحُ
لَوانِيَ لَيِّ الخَيزُرانَةِ هِزَّةً / وَتَهفو بِأَعطافِ الكِرامِ المَدائِحُ
كَلامٌ يَرِفُّ النورُ في جَنَباتِهِ / وَتَندى بِهِ تَحتَ الهَجيرِ الجَوانِحُ
تُنَصَّلُ يَومَ الرَوعِ سُمرُ القَنا بِهِ / وَتُطبَعُ مِنهُ لِلجِلادِ الصَفائِحُ
يَشِفُّ سَوادُ النَقسِ عَنهُ كَما سَرى / وَراءَ الدُجى بَرقٌ تَطَلَّعَ لامِحُ
وَإِنّي لَظَمآنٌ إِلَيهِ عَلاقَةً / وَها أَنا في بَحرِ البَلاغَةِ سابِحُ
بَعَثتُ بِهِ يَندى كَما جادَ عارِضٌ / وَيُطرِبُني طَوراً كَما حَنَّ صادِحُ
تَلوحُ بِهِ في دَهمَةِ الحِبرِ غُرَّةٌ / وَيَركُضُ في خَوطِ الفَصاحَةِ سائِحُ
فَإِن أَنا لَم أَشكُركَ وَالدارُ غُربَةٌ / فَلا جادَني غادٍ مِن المُزنِ رائِحُ
وَلا اِستَشرَفَت يَوماً إِلَيَّ بِهِ الرُبى / جَلالاً وَلا هَشَّت إِلَيَّ الأَباطِحُ