القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ زَيْدُون الكل
المجموع : 4
خَليلَيَّ لا فِطرٌ يَسُرُّ وَلا أَضحى
خَليلَيَّ لا فِطرٌ يَسُرُّ وَلا أَضحى / فَما حالُ مَن أَمسى مَشوقاً كَما أَضحى
لَئِن شاقَني شَرقُ العُقابِ فَلَم أَزَل / أَخُصُّ بِمَمحوضِ الهَوى ذَلِكَ السَفحا
وَما اِنفَكَّ جوفِيُّ الرُصافَةِ مُشعِري / دَواعِيَ ذِكرى تُعقِبُ الأَسَفَ البَرحا
وَيَهتاجُ قَصرُ الفارِسِيِّ صَبابَةً / لِقَلبِيَ لاتَألو زِنادَ الأَسى قَدحا
وَلَيسَ ذَميماً عَهدُ مَجلِسِ ناصِحٍ / فَأَقبَلَ في فَرطِ الوَلوعِ بِهِ نُصحا
كَأَنِّيَ لَم أَشهَد لَدى عَينِ شَهدَةٍ / نِزالَ عِتابٍ كانَ آخِرُهُ الفَتحا
وَقائِعُ جانيها التَجَنّي فَإِن مَشى / سَفيرُ خُضوعٍ بَينَنا أَكَّدَ الصُلحا
وَأَيّامُ وَصلٍ بِالعَقيقِ اِقتَضَيتُهُ / فَإِلّا يَكُن ميعادُهُ العيدَ فَالفِصحا
وَآصالُ لَهوٍ في مُسَنّاةِ مالِكٍ / مُعاطاةَ نَدمانٍ إِذا شِئتَ أَو سَبحا
لَدى راكِدٍ يُصبيكَ مِن صَفَحاتِهِ / قَواريرُ خُضرٍ خِلتَها مُرِّدَت صَرحا
مَعاهِدُ لَذّاتٍ وَأَوطانُ صَبوَةٍ / أَجَلتُ المُعَلّى في الأَماني بِها قِدحا
أَلا هَل إِلى الزَهراءِ أَوبَةُ نازِحٍ / تَقَضّى تَنائيها مَدامِعَهُ نَزحا
مَقاصيرُ مُلكٍ أَشرَقَت جَنَباتُها / فَخِلنا العِشاءَ الجَونَ أَثناءَها صُبحا
يُمَثِّلُ قُرطَيها لِيَ الوَهمُ جَهرَةً / فَقُبَّتَها فَالكَوكَبَ الرَحبَ فَالسَطحا
مَحَلُّ اِرتِياحٍ يُذكِرُ الخُلدَ طيبُهُ / إِذا عَزَّ أَن يَصدى الفَتى فيهِ أَو يَضحى
هُناكَ الجِمامُ الزُرقُ تُندي حِفافَها / ظِلالٌ عَهِدتُ الدَهرَ فيها فَتىً سَمحا
تَعَوَّضتُ مِن شَدوِ القِيانِ خِلالَها / صَدى فَلَواتٍ قَد أَطارَ الكَرى ضَبحا
وَمِن حَملِيَ الكَأسَ المُفَدّى مُديرُها / تَقَحُّمُ أَهوالٍ حَمَلتُ لَها الرُمحا
أَجَل إِنَّ لَيلي فَوقَ شاطِئِ نيطَةٍ / لَأَقصَرُ مِن لَيلي بِآنَةَ فَالبَطحا
إِلَيكِ مِنَ الأَنامِ غَدا ارتِياحي
إِلَيكِ مِنَ الأَنامِ غَدا ارتِياحي / وَأَنتِ عَلى الزَمانِ مَدى اِقتِراحي
وَما اعتَرَضَت هُمومُ النَفسِ إِلّا / وَمِن ذِكراكِ رَيحاني وَراحي
فَدَيتُكِ إِنَّ صَبري عَنكِ صَبري / لَدى عَطَشي عَلى الماءِ القَراحِ
وَلي أَمَلٌ لَوِ الواشونَ كَفّوا / لَأَطلَعَ غَرسُهُ ثَمَرَ النَجاحِ
وَأَعجَبُ كَيفَ يَغلِبُني عَدُوٌّ / رِضاكِ عَلَيهِ مِن أَمضى سِلاحِ
وَلَمّا أَن جَلَتكِ لِيَ اِختِلاساً / أَكُفُّ الدَهرِ لِلحَينِ المُتاحِ
رَأَيتُ الشَمسَ تَطلُعُ مِن نِقابٍ / وَغُصنَ البانِ يَرفُلُ في وِشاحِ
فَلَو أَسطيعُ طِرتُ إِلَيكِ شَوقاً / وَكَيفَ يَطيرُ مَقصوصُ الجَناحِ
عَلى حالَي وِصالٍ وَاِجتِنابٍ / وَفي يَومي دُنُوٍّ وَانتِزاحِ
وَحَسبِيَ أَن تُطالِعَكِ الأَماني / بِأُفقِكِ في مَساءٍ أَو صَباحِ
فُؤادي مِن أَسىً بِكِ غَيرُ خالٍ / وَقَلبي عَن هَوىً لَكِ غَيرُ صاحِ
وَأَن تُهدي السَلامَ إِلَيَّ غِبّاً / وَلَو في بَعضِ أَنفاسِ الرِياحِ
أَما وَأَلحاظٍ مِراضٍ صِحاح
أَما وَأَلحاظٍ مِراضٍ صِحاح / تُصبي وَأَعطافٍ نَشاوى صَواح
لِفاتِنٍ بِالحُسنِ في خَدِّهِ / وَردٌ وَأَثناءَ ثَناياهُ راح
لَم أَنسَ إِذ باتَت يَدي لَيلَةً / وِشاحَهُ اللاصِقَ دونَ الوِشاح
أَلمَمتُ بِالأَلطَفِ مِنهُ وَلَم / أَجنَح إِلى ما فيهِ بَعضُ الجُناح
لَأُصفِيَنَّ المُصطَفى جَهوراً / عَهداً لِرَوضِ الحُسنِ عَنهُ اِنتِضاح
جَزاءَ ما رَفَّهَ شُربَ المُنى / وَأَذَّنَ السَعيُ بِوَشكِ النَجاح
يَسَّرتُ آمالي بِتَأميلِهِ / فَما عَداني مِنهُ فَوزُ القِداح
لَم أَشِمِ البَرقَ جَهاماً وَلَم / أَقتَدِحِ الصُمَّ بِبيضِ الصِفاح
مَن مِثلُهُ لا مِثلَ يُلفى لَهُ / إِن فَسَدَت حالٌ فَعَزَّ الصَلاح
يا مُرشِدي جَهلاً إِلى غَيرِهِ / أَغنى عَنِ المِصباحِ ضَوءُ الصَباح
رَكينُ ما تُثني عَلَيهِ الحُبا / يَهفو بِهِ نَحوَ الثَناءِ اِرتِياح
ذو باطِنٍ أُقبِسَ نورَ التُقى / وَظاهِرٍ أُشرِبَ ماءَ السَماح
أُنظُر تَرَ البَدرَ سَناً وَاِختَبِر / تَجِدهُ كَالمِسكِ إِذا ميثَ فاح
إيهِ أَبا الحَزمِ اِهتَبِل غِرَّةً / أَلسِنَةُ الشُكرِ عَلَيها فِصاح
لا طارَ بي حَظٌّ إِلى غايَةٍ / إِن لَم أَكُن مِنكَ مَريشَ الجَناح
عُتباكَ بَعدَ العَتبِ أُمنِيَّةٌ / ما لي عَلى الدَهرِ سَواها اِقتِراح
لَم يَثنِني عَن أَمَلٍ ما جَرى / قَد يُرقَعُ الخَرقُ وَتُؤسى الجِراح
فَاِشحَذ بِحُسنِ الرَأيِ عَزمي يُرَع / مِنّي العِدا أَلَيسَ شاكي السِلاح
وَاشفَع فَلِلشافِعِ نُعمى بِما / سَنّاهُ مِن عَقدٍ وَثيقِ النَواح
إِنَّ سَحابَ الأُفقِ مِنها الحَيا / وَالحَمدُ في تَأليفِها لِلرِياح
وَقاكَ ما تَخشى مِنَ الدَهرِ مَن / تَعِبتَ في تَأمينِهِ وَاِستَراح
أَعَرفُكِ راحَ في عُرفِ الرِياحِ
أَعَرفُكِ راحَ في عُرفِ الرِياحِ / فَهَزَّ مِنَ الهَوى عِطفَ اِرتِياحي
وَذِكرُكِ ما تَعَرَّضَ أَم عَذابٌ / غَصِصتُ عَلَيهِ بِالعَذبِ القَراحِ
وَهَل أَنا مِنكِ في نَشَواتِ شَوقٍ / هَفَت بِالعَقلِ أَو نَشَواتِ راحِ
لَعَمرُ هَواكِ ما وَرِيَت زِنادٌ / لِوَصلٍ مِنكِ طالَ لَها اِقتِداحي
وَكَم أَسقَمتِ مِن قَلبٍ صَحيحٍ / بِسُقمِ جُفونِكِ المَرضى الصِحاحِ
مَتى أُخفِ الغَرامَ يَصِفهُ جِسمي / بِأَلسِنَةِ الضَنى الخُرسِ الفِصاحِ
فَلَو أَنَّ الثِيابَ فُحِصنَ عَنّي / خَفيتُ خَفاءَ خَصرِكِ في الوِشاحِ
لَلُقّينا مِنَ الواشينِ حَتّى / رَضينا الرُسلَ أَنفاسَ الرِياحِ
وَرُبَّ ظَلامِ لَيلٍ جَنَّ فَوقي / فَنُبتِ عَنِ الصَباحِ إِلى الصَباحِ
فَهَل عَدَتِ العَفافَ هُناكَ نَفسي / فَدَيتُكِ أَو جَنَحتُ إِلى الجُناحِ
وَكَيفَ أَلِجُّ لا يَثني عِناني / رَشادُ العَزمِ عَن غَيِّ الجِماحِ
وَمِن سِرِّ اِبنِ عَبّادٍ دَليلٌ / بِهِ بانَ الفَسادُ مِنَ الصَلاحِ
هُوَ المَلِكُ الَّذي بَرَّت فَسَرَّت / خِلالٌ مِنهُ طاهِرَةُ النَواحي
هُمامٌ خَطَّ بِالهِمَمِ السَوامي / مِنَ العَلياءِ في الخِطَطِ الفِساحِ
أَغَرُّ إِذا تَجَهَّمَ وَجهُ دَهرٍ / تَبَلَّجَ فيهِ كَالقَمَرِ اللِياحِ
سَميعُ النَصرِ لِاِستِعداءِ جارٍ / أَصَمُّ الجودِ عَن تَفنيدِ لاحِ
ضَرائِبُ جَهمَةٌ في العَتبِ تُتلى / بِأَخلاقٍ لَدى العُتبى مِلاحِ
إِذا أَرِجَ الثَناءُ الرَوعُ مِنها / فَكَم لِلمِسكِ عَنهُ مِنِ اِفتِضاحِ
هُوَ المُبقي مُلوكَ الأَرضِ تَدمى / قُلوبُهُمُ كَأَفواهِ الجِراحِ
رَآهُ اللَهُ أَجوَدَ بِالعَطايا / وَأَطعَنَ بِالمَكايِدِ وَالرِماحِ
وَأَفرَسَ لِلمَنابِرِ وَالمَذاكي / وَأَبهى في البُرودِ وَفي السِلاحِ
وَأَمنَعَهُم حِمى عِرضٍ مَصونٍ / وَأَوسَعَهُم ذُرا مالٍ مُباحِ
فَراضَ لَهُ الوَرى حَتّى تَأَدَّت / إِلَيهِ إِتاوَةُ الحَيِّ اللِقاحِ
لِمُعتَضِدٍ بِهِ أَرضاهُ سَعياً / فَأَقبَلَ وَجهَهُ وَجهَ الفَلاحِ
فَمَن قاسَ المُلوكَ إِلَيهِ جَهلاً / كَمَن قاسَ النُجومَ إِلى بَراحِ
وَمُعتَقِدُ الرِياسَةِ في سِواهُ / كَمُعتَقِدِ النُبُوَّةِ في سَجاحِ
أَبَحرَ الجودِ في يَومِ العَطايا / وَلَيثَ البَأسِ في يَومِ الكِفاحِ
لَقَد سَفَرَت بِعِلَّتِكَ اللَيالي / لَنا عَن وَجهِ حادِثَةٍ وَقاحِ
أَلَستَ مُصِحَّها مِن كُلِّ داءٍ / وَمُبدي حُسنَ أَوجُهِها الصِباحِ
وَلَو كَشَفَت عَنِ الصَفَحاتِ شامَت / بُروقَ المَوتِ مِن بيضِ الصِفاحِ
وَقاكَ اللَهُ ما تَخشى وَوالى / عَلَيكَ بِصُنعِهِ المُغدى المُراحِ
فَلَو أَنَّ السَعادَةَ سَوَّغَتنا / تِجارَتَها المُلِثَّةَ بِالرَباحِ
تَجافَينا عَبيدَكَ عَن نُفوسٍ / عَلَيكَ مِنَ الضَنى حَرّى شِحاحِ
تُهَنَّأُ فيكَ بِالبُرءِ المُوَفّى / وَتُبهَجُ مِنكَ بِالأَلَمِ المُزاحِ
فَدَيتُكَ كَم لِعَينِيَ مِن سُمُوٍّ / لَدَيكَ وَكَم لِنَفسِيَ مِن طَماحِ
أَلا هَل جاءَ مَن فارَقتُ أَنّي / بِساحاتِ المُنى رَفلُ المَراحِ
وَأَنّي مِن ظِلالِكَ في زَمانٍ / نَدي الآصالِ رَقراقِ الضَواحي
تُحَيِّيني بِرَيحانِ التَحَفّي / وَتُصبِحُني مُعَتَّقَةُ السَماحِ
فَها أَنا قَد ثَمِلتُ مِنَ الأَيادي / إِذِ اِتَّصَلَ اِغتِباقي في اِصطِباحي
فَإِن أَعجِز فَإِنَّ النُصحَ ثَقفٌ / وَإِن أَشكُر فَإِنَّ الشُكرَ صاحِ
لِما أَكسَبتَ قَدري مِن سَناءٍ / وَما لَقَّيتَ سَعيي مِن نَجاحِ
لَقَد أَنفَذتَ في الآمالِ حُكمي / وَأَجرَيتَ الزَمانَ عَلى اِقتِراحي
وَهَل أَخشى وُقوعاً دونَ حَظٍّ / إِذا ما أُثَّ ريشُكَ مِن جَناحي
فَما اِستَسقَيتُ مِن غَيمٍ جَهامٍ / وَلا اِستَورَيتُ مِن زَندٍ شَحاحِ
وَواصَلَني جَميلُكَ في مَغيبي / وَطالَعَني نَداكَ مَعَ اِنتِزاحي
وَلَم أَنفَكُّ إِذ عَدَتِ العَوادي / إِلَيكَ رَهينَ شَوقٍ وَاِلتِياحِ
فَحَسبيَ أَنتَ مِن مُسدٍ لِنُعمى / وَحَسبُكَ بي بِشُكرٍ وَاِمتِداحِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025