المجموع : 4
خَليلَيَّ لا فِطرٌ يَسُرُّ وَلا أَضحى
خَليلَيَّ لا فِطرٌ يَسُرُّ وَلا أَضحى / فَما حالُ مَن أَمسى مَشوقاً كَما أَضحى
لَئِن شاقَني شَرقُ العُقابِ فَلَم أَزَل / أَخُصُّ بِمَمحوضِ الهَوى ذَلِكَ السَفحا
وَما اِنفَكَّ جوفِيُّ الرُصافَةِ مُشعِري / دَواعِيَ ذِكرى تُعقِبُ الأَسَفَ البَرحا
وَيَهتاجُ قَصرُ الفارِسِيِّ صَبابَةً / لِقَلبِيَ لاتَألو زِنادَ الأَسى قَدحا
وَلَيسَ ذَميماً عَهدُ مَجلِسِ ناصِحٍ / فَأَقبَلَ في فَرطِ الوَلوعِ بِهِ نُصحا
كَأَنِّيَ لَم أَشهَد لَدى عَينِ شَهدَةٍ / نِزالَ عِتابٍ كانَ آخِرُهُ الفَتحا
وَقائِعُ جانيها التَجَنّي فَإِن مَشى / سَفيرُ خُضوعٍ بَينَنا أَكَّدَ الصُلحا
وَأَيّامُ وَصلٍ بِالعَقيقِ اِقتَضَيتُهُ / فَإِلّا يَكُن ميعادُهُ العيدَ فَالفِصحا
وَآصالُ لَهوٍ في مُسَنّاةِ مالِكٍ / مُعاطاةَ نَدمانٍ إِذا شِئتَ أَو سَبحا
لَدى راكِدٍ يُصبيكَ مِن صَفَحاتِهِ / قَواريرُ خُضرٍ خِلتَها مُرِّدَت صَرحا
مَعاهِدُ لَذّاتٍ وَأَوطانُ صَبوَةٍ / أَجَلتُ المُعَلّى في الأَماني بِها قِدحا
أَلا هَل إِلى الزَهراءِ أَوبَةُ نازِحٍ / تَقَضّى تَنائيها مَدامِعَهُ نَزحا
مَقاصيرُ مُلكٍ أَشرَقَت جَنَباتُها / فَخِلنا العِشاءَ الجَونَ أَثناءَها صُبحا
يُمَثِّلُ قُرطَيها لِيَ الوَهمُ جَهرَةً / فَقُبَّتَها فَالكَوكَبَ الرَحبَ فَالسَطحا
مَحَلُّ اِرتِياحٍ يُذكِرُ الخُلدَ طيبُهُ / إِذا عَزَّ أَن يَصدى الفَتى فيهِ أَو يَضحى
هُناكَ الجِمامُ الزُرقُ تُندي حِفافَها / ظِلالٌ عَهِدتُ الدَهرَ فيها فَتىً سَمحا
تَعَوَّضتُ مِن شَدوِ القِيانِ خِلالَها / صَدى فَلَواتٍ قَد أَطارَ الكَرى ضَبحا
وَمِن حَملِيَ الكَأسَ المُفَدّى مُديرُها / تَقَحُّمُ أَهوالٍ حَمَلتُ لَها الرُمحا
أَجَل إِنَّ لَيلي فَوقَ شاطِئِ نيطَةٍ / لَأَقصَرُ مِن لَيلي بِآنَةَ فَالبَطحا
إِلَيكِ مِنَ الأَنامِ غَدا ارتِياحي
إِلَيكِ مِنَ الأَنامِ غَدا ارتِياحي / وَأَنتِ عَلى الزَمانِ مَدى اِقتِراحي
وَما اعتَرَضَت هُمومُ النَفسِ إِلّا / وَمِن ذِكراكِ رَيحاني وَراحي
فَدَيتُكِ إِنَّ صَبري عَنكِ صَبري / لَدى عَطَشي عَلى الماءِ القَراحِ
وَلي أَمَلٌ لَوِ الواشونَ كَفّوا / لَأَطلَعَ غَرسُهُ ثَمَرَ النَجاحِ
وَأَعجَبُ كَيفَ يَغلِبُني عَدُوٌّ / رِضاكِ عَلَيهِ مِن أَمضى سِلاحِ
وَلَمّا أَن جَلَتكِ لِيَ اِختِلاساً / أَكُفُّ الدَهرِ لِلحَينِ المُتاحِ
رَأَيتُ الشَمسَ تَطلُعُ مِن نِقابٍ / وَغُصنَ البانِ يَرفُلُ في وِشاحِ
فَلَو أَسطيعُ طِرتُ إِلَيكِ شَوقاً / وَكَيفَ يَطيرُ مَقصوصُ الجَناحِ
عَلى حالَي وِصالٍ وَاِجتِنابٍ / وَفي يَومي دُنُوٍّ وَانتِزاحِ
وَحَسبِيَ أَن تُطالِعَكِ الأَماني / بِأُفقِكِ في مَساءٍ أَو صَباحِ
فُؤادي مِن أَسىً بِكِ غَيرُ خالٍ / وَقَلبي عَن هَوىً لَكِ غَيرُ صاحِ
وَأَن تُهدي السَلامَ إِلَيَّ غِبّاً / وَلَو في بَعضِ أَنفاسِ الرِياحِ
أَما وَأَلحاظٍ مِراضٍ صِحاح
أَما وَأَلحاظٍ مِراضٍ صِحاح / تُصبي وَأَعطافٍ نَشاوى صَواح
لِفاتِنٍ بِالحُسنِ في خَدِّهِ / وَردٌ وَأَثناءَ ثَناياهُ راح
لَم أَنسَ إِذ باتَت يَدي لَيلَةً / وِشاحَهُ اللاصِقَ دونَ الوِشاح
أَلمَمتُ بِالأَلطَفِ مِنهُ وَلَم / أَجنَح إِلى ما فيهِ بَعضُ الجُناح
لَأُصفِيَنَّ المُصطَفى جَهوراً / عَهداً لِرَوضِ الحُسنِ عَنهُ اِنتِضاح
جَزاءَ ما رَفَّهَ شُربَ المُنى / وَأَذَّنَ السَعيُ بِوَشكِ النَجاح
يَسَّرتُ آمالي بِتَأميلِهِ / فَما عَداني مِنهُ فَوزُ القِداح
لَم أَشِمِ البَرقَ جَهاماً وَلَم / أَقتَدِحِ الصُمَّ بِبيضِ الصِفاح
مَن مِثلُهُ لا مِثلَ يُلفى لَهُ / إِن فَسَدَت حالٌ فَعَزَّ الصَلاح
يا مُرشِدي جَهلاً إِلى غَيرِهِ / أَغنى عَنِ المِصباحِ ضَوءُ الصَباح
رَكينُ ما تُثني عَلَيهِ الحُبا / يَهفو بِهِ نَحوَ الثَناءِ اِرتِياح
ذو باطِنٍ أُقبِسَ نورَ التُقى / وَظاهِرٍ أُشرِبَ ماءَ السَماح
أُنظُر تَرَ البَدرَ سَناً وَاِختَبِر / تَجِدهُ كَالمِسكِ إِذا ميثَ فاح
إيهِ أَبا الحَزمِ اِهتَبِل غِرَّةً / أَلسِنَةُ الشُكرِ عَلَيها فِصاح
لا طارَ بي حَظٌّ إِلى غايَةٍ / إِن لَم أَكُن مِنكَ مَريشَ الجَناح
عُتباكَ بَعدَ العَتبِ أُمنِيَّةٌ / ما لي عَلى الدَهرِ سَواها اِقتِراح
لَم يَثنِني عَن أَمَلٍ ما جَرى / قَد يُرقَعُ الخَرقُ وَتُؤسى الجِراح
فَاِشحَذ بِحُسنِ الرَأيِ عَزمي يُرَع / مِنّي العِدا أَلَيسَ شاكي السِلاح
وَاشفَع فَلِلشافِعِ نُعمى بِما / سَنّاهُ مِن عَقدٍ وَثيقِ النَواح
إِنَّ سَحابَ الأُفقِ مِنها الحَيا / وَالحَمدُ في تَأليفِها لِلرِياح
وَقاكَ ما تَخشى مِنَ الدَهرِ مَن / تَعِبتَ في تَأمينِهِ وَاِستَراح
أَعَرفُكِ راحَ في عُرفِ الرِياحِ
أَعَرفُكِ راحَ في عُرفِ الرِياحِ / فَهَزَّ مِنَ الهَوى عِطفَ اِرتِياحي
وَذِكرُكِ ما تَعَرَّضَ أَم عَذابٌ / غَصِصتُ عَلَيهِ بِالعَذبِ القَراحِ
وَهَل أَنا مِنكِ في نَشَواتِ شَوقٍ / هَفَت بِالعَقلِ أَو نَشَواتِ راحِ
لَعَمرُ هَواكِ ما وَرِيَت زِنادٌ / لِوَصلٍ مِنكِ طالَ لَها اِقتِداحي
وَكَم أَسقَمتِ مِن قَلبٍ صَحيحٍ / بِسُقمِ جُفونِكِ المَرضى الصِحاحِ
مَتى أُخفِ الغَرامَ يَصِفهُ جِسمي / بِأَلسِنَةِ الضَنى الخُرسِ الفِصاحِ
فَلَو أَنَّ الثِيابَ فُحِصنَ عَنّي / خَفيتُ خَفاءَ خَصرِكِ في الوِشاحِ
لَلُقّينا مِنَ الواشينِ حَتّى / رَضينا الرُسلَ أَنفاسَ الرِياحِ
وَرُبَّ ظَلامِ لَيلٍ جَنَّ فَوقي / فَنُبتِ عَنِ الصَباحِ إِلى الصَباحِ
فَهَل عَدَتِ العَفافَ هُناكَ نَفسي / فَدَيتُكِ أَو جَنَحتُ إِلى الجُناحِ
وَكَيفَ أَلِجُّ لا يَثني عِناني / رَشادُ العَزمِ عَن غَيِّ الجِماحِ
وَمِن سِرِّ اِبنِ عَبّادٍ دَليلٌ / بِهِ بانَ الفَسادُ مِنَ الصَلاحِ
هُوَ المَلِكُ الَّذي بَرَّت فَسَرَّت / خِلالٌ مِنهُ طاهِرَةُ النَواحي
هُمامٌ خَطَّ بِالهِمَمِ السَوامي / مِنَ العَلياءِ في الخِطَطِ الفِساحِ
أَغَرُّ إِذا تَجَهَّمَ وَجهُ دَهرٍ / تَبَلَّجَ فيهِ كَالقَمَرِ اللِياحِ
سَميعُ النَصرِ لِاِستِعداءِ جارٍ / أَصَمُّ الجودِ عَن تَفنيدِ لاحِ
ضَرائِبُ جَهمَةٌ في العَتبِ تُتلى / بِأَخلاقٍ لَدى العُتبى مِلاحِ
إِذا أَرِجَ الثَناءُ الرَوعُ مِنها / فَكَم لِلمِسكِ عَنهُ مِنِ اِفتِضاحِ
هُوَ المُبقي مُلوكَ الأَرضِ تَدمى / قُلوبُهُمُ كَأَفواهِ الجِراحِ
رَآهُ اللَهُ أَجوَدَ بِالعَطايا / وَأَطعَنَ بِالمَكايِدِ وَالرِماحِ
وَأَفرَسَ لِلمَنابِرِ وَالمَذاكي / وَأَبهى في البُرودِ وَفي السِلاحِ
وَأَمنَعَهُم حِمى عِرضٍ مَصونٍ / وَأَوسَعَهُم ذُرا مالٍ مُباحِ
فَراضَ لَهُ الوَرى حَتّى تَأَدَّت / إِلَيهِ إِتاوَةُ الحَيِّ اللِقاحِ
لِمُعتَضِدٍ بِهِ أَرضاهُ سَعياً / فَأَقبَلَ وَجهَهُ وَجهَ الفَلاحِ
فَمَن قاسَ المُلوكَ إِلَيهِ جَهلاً / كَمَن قاسَ النُجومَ إِلى بَراحِ
وَمُعتَقِدُ الرِياسَةِ في سِواهُ / كَمُعتَقِدِ النُبُوَّةِ في سَجاحِ
أَبَحرَ الجودِ في يَومِ العَطايا / وَلَيثَ البَأسِ في يَومِ الكِفاحِ
لَقَد سَفَرَت بِعِلَّتِكَ اللَيالي / لَنا عَن وَجهِ حادِثَةٍ وَقاحِ
أَلَستَ مُصِحَّها مِن كُلِّ داءٍ / وَمُبدي حُسنَ أَوجُهِها الصِباحِ
وَلَو كَشَفَت عَنِ الصَفَحاتِ شامَت / بُروقَ المَوتِ مِن بيضِ الصِفاحِ
وَقاكَ اللَهُ ما تَخشى وَوالى / عَلَيكَ بِصُنعِهِ المُغدى المُراحِ
فَلَو أَنَّ السَعادَةَ سَوَّغَتنا / تِجارَتَها المُلِثَّةَ بِالرَباحِ
تَجافَينا عَبيدَكَ عَن نُفوسٍ / عَلَيكَ مِنَ الضَنى حَرّى شِحاحِ
تُهَنَّأُ فيكَ بِالبُرءِ المُوَفّى / وَتُبهَجُ مِنكَ بِالأَلَمِ المُزاحِ
فَدَيتُكَ كَم لِعَينِيَ مِن سُمُوٍّ / لَدَيكَ وَكَم لِنَفسِيَ مِن طَماحِ
أَلا هَل جاءَ مَن فارَقتُ أَنّي / بِساحاتِ المُنى رَفلُ المَراحِ
وَأَنّي مِن ظِلالِكَ في زَمانٍ / نَدي الآصالِ رَقراقِ الضَواحي
تُحَيِّيني بِرَيحانِ التَحَفّي / وَتُصبِحُني مُعَتَّقَةُ السَماحِ
فَها أَنا قَد ثَمِلتُ مِنَ الأَيادي / إِذِ اِتَّصَلَ اِغتِباقي في اِصطِباحي
فَإِن أَعجِز فَإِنَّ النُصحَ ثَقفٌ / وَإِن أَشكُر فَإِنَّ الشُكرَ صاحِ
لِما أَكسَبتَ قَدري مِن سَناءٍ / وَما لَقَّيتَ سَعيي مِن نَجاحِ
لَقَد أَنفَذتَ في الآمالِ حُكمي / وَأَجرَيتَ الزَمانَ عَلى اِقتِراحي
وَهَل أَخشى وُقوعاً دونَ حَظٍّ / إِذا ما أُثَّ ريشُكَ مِن جَناحي
فَما اِستَسقَيتُ مِن غَيمٍ جَهامٍ / وَلا اِستَورَيتُ مِن زَندٍ شَحاحِ
وَواصَلَني جَميلُكَ في مَغيبي / وَطالَعَني نَداكَ مَعَ اِنتِزاحي
وَلَم أَنفَكُّ إِذ عَدَتِ العَوادي / إِلَيكَ رَهينَ شَوقٍ وَاِلتِياحِ
فَحَسبيَ أَنتَ مِن مُسدٍ لِنُعمى / وَحَسبُكَ بي بِشُكرٍ وَاِمتِداحِ