المجموع : 12
يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحا
يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحا / كعاشقٍ خطَّ سطراً في الهوى ومحا
من بسمة النجم همس في قصائده / ومن مخالسة الضّبي الذي سنحا
قلبٌ تمرس باللذات وهو فتى / كبرعم لمسته الريح فانفتحا
ما للأقاحية السمراء قد صرفت / عنّا هواها؟أرق الحسن ما سمحا
لو كنت تدرين ما ألقاه من شجن / لكنت أرفق من آسى ومن صفحا
غداةَ لوَّحْتِ بالآمال باسمةً / لان الذي ثار وانقاد الذي جمحا
ما همني ولسانُ الحب يهتف بي / إذا تبسم وجه الدهر أو كلح
فالروضُ مهما زهتْ قفرٌ اذا حرمت / من جانحٍ رفَّ أو من صادحٍ صدحا
فتن الجمال وثورة الأقداح
فتن الجمال وثورة الأقداح / صبغت أساطير الهوى بجراحي
ولد الهوى والخمر ليلة مولدي / وسيحملان معي على ألواحي
يا ذابح العنقود خضب كفه / بدمائه بوركت من سفاح
أنا لست أرضى للندامى أن أرى / كسل الهوى وتشاؤب الأقداح
أدب الشراب إذا المدامة عربدت / في كأسها أن لا تكون الصاحي
هل لي إلى تلك المناهل رجعة / فلقد سئمت الماء غير قراح
رجعى يعود بي الزمان كأمسه / صهباء صارخة وليل ضاح
أشتف روحهما وأعطي مثلها / روحاً وأسلم ليلتي لصاحبي
روح كما انحطم الغدير على الصفا / شعباً ، مشعبة إلى أرواح
للحب أكثرها وبعض كثيرها / لرقى الجمال وبعضهما للراح
أنا لا أشيع بالدموع صبابتي / لكن ألف جناحها بجناحي
غذيتها بدم الشباب وطيبه / وهرقت في لهواتها أفراحي
إلفان في صيف الهوى وخريفه / عزا على غير الزمان الماحي
دعني وما زرع الزمان بمفرقي / ما كنت أدفنفي الثلوج صداحي
من كان من دنياه ينفض راحه / فأنا على دنياي أقبض راحي
إني أفدي كل شمس أصيلة / حذر المغيب ، بألف شمس صباح
ندى ندى بسمة الور
ندى ندى بسمة الور / د للندى في الصباحِ
ندى ندى همسة الطهر / في شباه الأقاحي
ندى ندى شعلة / الحب قبلة الأرواحِ
كم من وشاحٍ كساها / الجمال كم من وشاح
أخت الفراشات يلعب / ن حاليات الجناح
لم تبق للزهر والطي / ر من شذا وصداح
رضابها للحميا / والخد للتفاحِ
كم من وشاح كساها / الجمال كم من وشاح
نداي من سلسل الخمر / في الثنايا العذاب؟
من صفف الشعر فوق الجبين / سطر كتاب؟
رددت لي بعد يأسي حلم / الهوى والشباب
الله الله لما / عضت على العناب
وصفقت بيديها / وغمغمت الجواب
سل الرياحين عني / وسل حنين الرباب
يا ربي لا تتركي ورداً
يا ربي لا تتركي ورداً / ولا تبقي أقاحا
مشتِ الشام إلى / لبنان شوقا والتياحا
فارشي الطرقَ قلوباً وثغوراً وصداحا / غرةق من عبد شمسٍ تملأُ الليل صباحا
وحسام يعربي / الحد ما ملَ الكفاحا
يشرعانِ الرايةَ / الحمراءً والحقّ الصراحا
جمعَ المجدُ على الأرز / سيوفاً وجراحا
فتساوينا جهاداً / وتآخينا سلاحا
ونشرناها على الدنيا / جناحا وجناحا
أتركتَ بعدك نشوةً للراح
أتركتَ بعدك نشوةً للراح / يا ذاهباً ببشاشةِ الأفراحِ
ومهلهلَ الطرفِ الحسانِ كأنها / مرت بلا إثم على الأقداح
شغفَ الربيعُ بها فراح يزفها / لبناته من نرجس وأقاح
أشقيقَ نفسي ما افتقدتُكَ ليلةً / إلا غصصتُ بأدمعي وبراحي
خفّفتَ في أمسي بوارِحَ علّتي / ومسحتَ هاجسَ قلبِيَ الملتاحِ
واليوم يا كأسي شربت بك الأسى / وأدمت ثم عجبت أنيَ صاحِ
فدَتِ المباسِمُ بسمةً في ثغرهِ / منهُ بأكرم دمعة وجراح
إني سكبتُ بها البيان على الطلا / في عزلتي وجعلتها مصباحي
هي نجمةُ الساري إذا عبَسَ الدجى / في وجهه ومنارةُ الملاح
لبنان يا وله البيان أذاكرٌ
لبنان يا وله البيان أذاكرٌ / أم لست تذكر نجدتي وكفاحي
قلبتُ باسمك كل جرح سائل / وركزت بندك عاليا في الساح
أنا إن حجبتُ فليسَ ذاك بضائري / وعلى الخواطر غدوتي ورواحي
تتحجبُ الأرواح وهي خوالدٌ / وترى العيونُ زوائلَ الأشباحِ
ولربما خدعتكَ صفحةُ هادىء-بني وفي الأحشاء عصف رياح /
ني إذا جنّت رياح سفينَتي / ذهبَ الجنونُ بحكمةِ الملاح
يا مصرُ ما نظمَ الجهاد قصيدة
يا مصرُ ما نظمَ الجهاد قصيدة / إلا استهلّ بذكركِ الفواح
أو سال جرحٌ من جبين مجاهدِ / إلا عصبتِ جراحهُ بجراح
بردى شقيق النيل منذ أميّة / جُمععنا على الأفراح والأتراح
نسبٌ كخدّ الوردِ في شفَةِ الضحى / يختال بين العاصِ والجراح
تشرينُ مهرُ المعالي ما نثرتَ على
تشرينُ مهرُ المعالي ما نثرتَ على / حدّ الظُّبى ومثارُ النقعِ قد لفَحا
منحتها مهج الأحرارِ داميةً / كذلك فليَمنحِ الأوطان من منحا
من كل ريحانةٍ يندى الحياءُ بها / فإن تثرها أثرت الفاتكَ الوقحا
نشوانُ يهزَأُ بالجلى فإن عبست / له المنايا أراها العابث المرحا
يكاد يغتالهُ فرطُ النحول فلا / تدري أشخصاً رأت عيناك أم شبحا
حتى إذا انقضّ قلتَ السيف منجرِداً / والليثُ محتدما والسيل مكتسحا
يُخضّب الشوك من كفي ومن كبدي / دم عليه جنيّ الورد قد نفحا
ألبستُ تشرين منهُ يوم مولده / ألا تراه بلونش الورد متشِحا
عرسٌ أهازيجهُ حمرٌ وأكؤسهُ / يرويك مغتبقا منها ومصطبحا
أرزيّةٌ يعربياتٌ شمائلها / لو قبلت أبكماً في ثغره فصحا
لكنه وطنٌ فديتُ مهجته / بمهجتي نبذَ الأحرار واطّرحا
سقيت ريحانهُ من مدمعي ودمي / هذا إذا انهلَ أو هذا إذا انسفحا
شطران قلبيَ شطرٌ للمقيمِ بهِد / على الوفاء وشطرٌ للذي نزَحا
تشرين قل للتشارين التي سلفَت / لنا عتابٌ ولا نرضاه إن جرحا
اسمى وأكرمُ عفو أنت مانحهُ / عفو الذبيح عن السيف الذي ذبحا
بردى، نظمتَ لنا الزمانَ قصائداً
بردى، نظمتَ لنا الزمانَ قصائداً / بيضاً وحُمْراً منْ ندىً وصفاحِ
في كلِّ رابيةٍ وكلِّ حنيةٍ / عصماءُ تسطعُ بالشذا الفواحِ
وعلى الضفافِ، إذا تموجتِ الضحى / لونانِ منْ أرَجٍ ومنْ تصَداحِ
والغُصنُ، في حِضنِ الرياضِ، وسادةٌ / نمتْ على عُنُقَينِ منْ تُفَّاحِ
متلازمينِ، توجَّسا إثمَ الهوى / فتخوَّفا طرفَ الضحى اللماحِ
كمْ وقفةٍ لي في ذراكَ وجولةٍ / شعريةٍ، وهوى الشآمِ سلاحي
فدَّيتُ ليلكَ، والكواكبُ في يدي / ولثمتُ بدرك، والضياءُ وشاحي
ليلٌ حريريُّ النسيجِ، كأنهُ / شكوى الهوى وصبابةُ الملتاحِ
باكرتُها، والزهرُ يَشْرَقُ بالندى، / في فتيةٍ شُمِّ الأنوفِ صِباحِ
أهلُ الندى والبأْسِ، إنْ تنزلْ بهمْ / تنزلْ على عربٍ هناكَ فصاحِ
الشَّامُ منبتُهمْ، وكمْ منْ كوكبٍ / هادٍ، وكمْ منْ بلبلٍ صداحِ
نسلتهمُ أمضى السيوفِ، فهذهِ / لابنِ الوليدِ وتلكَ للجراحِ
وطنٌ أعارَ الخلدَ بعضَ فتونهِ / وسقى المكارمَ فَضلةَ الأقداحِ
والشمسُ، فوقَ سهولهِ ونجودهِ، / عربيةُ الإمساءِ والإصباحِ
إن كان لا بد من مدحٍ تُنَمّقهُ
إن كان لا بد من مدحٍ تُنَمّقهُ / فامدح لنا الورد أو فامدح لنا القدحا
من يسرقُ الخُبزَ إنقاذا لصبيبتهِ / أحق بالعذر ممن يسرق المِدَحا
يا لَيْلُ قد وشَّحتني بالأسى
يا لَيْلُ قد وشَّحتني بالأسى / ما عِشْتُ لا أطرح هذا الوِشاح
يا ظُلْمةً في خاطري مثْلُها / للهِ ما أكثف هذا الجناح
أحالني الهمُّ إلى ليلةٍ / ماطرة تعْصفُ فيها الرياحْ
كأنَّ هذا اللَّيل قد ملَّني / أو أنَّه اشتاق لوجه الصَّباح
برى ريشةً من جناح الملاك
برى ريشةً من جناح الملاك / وغمسها بفؤاد الصَّباح
تأنَّق فيها فلمَّا انتهى / وقد أخذته حُمَيَّا النَّجاح
جلاها على موجةٍ من ضياءٍ / فأتعبنا في الهوى واسترح
بروحي ذانِكُما التوْأَمانِ / على ضفَّةِ مِنْ عبيرٍ وراح
كأن لسانَيْهِما الأحْمرين / بُرَيْعِمَةٌ أثْخنتْها الجراح
شتيتٌ مِنَ الحُسْنِ في مفردٍ / فمنها المراضُ ومنها الصِّحاح
يُرِفُ عليها فراشُ الهوى / فهنَّا جناحٌ وهنَّا جناحْ