المجموع : 6
أَلا هَل هاجَكَ الأَظعا
أَلا هَل هاجَكَ الأَظعا / نُ إِذ جاوَزنَ مُطَّلَحا
نَعَم وَلِوَشكِ بَينَهُمُ / جَرى لَكَ طائِرٌ سَنَحا
سَلَكنَ الجَنبَ مِن رَكَكٍ / وَضَوءُ الفَجرِ قَد وَضَحا
فَمَن يَفرَح بِبَينِهُمُ / فَغَيري إِذ غَدَوا فَرِحا
فَهَزَّت رَأسَها عَجَباً / وَقالَت مازِحٌ مَزَحا
وَقُلنَ مَقيلُنا قَرنٌ / نُباكِرُ ماءَهُ صُبُحا
فَيا عَجَباً لِمَوقِفِنا / وَغُيِّبَ ثُمَّ مَن كَشَحا
تَبِعتُهُمُ بِطَرفِ العَي / نِ حَتّى قيلَ لي اِفتَضَحا
يُوَدِّعُ بَعضُنا بَعضا / وَكُلٌّ بِالهَوى صَرَحا
بانَت سُلَيمى فَالفُؤادُ قَريحُ
بانَت سُلَيمى فَالفُؤادُ قَريحُ / وَدُموعُ عَيني في الرِداءِ سُفوحُ
وَلَقَد جَرى لَكَ يَومَ حَزمِ سُوَيقَةٍ / فيما يُعِفُّ سانِحٌ وَبَريحُ
أَحوى القَوادِمِ بِالبَياضِ مُلَمَّعٌ / قَلِقُ المَواقِعِ بِالفِراقِ يَصيحُ
حَسَنٌ لَدَيَّ حَديثُ مَن أَحبَبتُهُ / وَحَديثُ مَن لا يُستَلَذُّ قَبيحُ
الحُبُّ أَبغَضُهُ إِلَيَّ أَقَلُّهُ / صَرِّح بِذاكَ وَراحَةٌ تَصريحُ
مَن لِقَلبٍ غَيرَ صاحِ
مَن لِقَلبٍ غَيرَ صاحِ / في تَصابٍ وَمِزاحِ
لَجَّ في ذِكرِ الغَواني / بَعدَ رُشدٍ وَصَلاحِ
وَلَقَد قُلتُ لِبَكرٍ / إِذ مَرَرنا بِالصِفاحِ
قِف نُسَلِّم وَنُحَيِّ / ما عَلَينا مِن جُناحِ
قَمَرَتني جارَتي عَق / لي كَقَمرٍ بِالقِداحِ
أَقصَدَت قَلبي وَما إِن / أَقصَدَتهُ بِسِلاحِ
حَيِّيا أَثلَةَ إِذ جَدَّ رَواح
حَيِّيا أَثلَةَ إِذ جَدَّ رَواح / وَسَلاها هَل لِعانٍ مِن سَراح
هَل لِمَتبولٍ بِها مُستَقبَلٌ / دَنَفِ القَلبِ عَميدٍ غَيرِ صاح
كانَ وَالوُدَّ الَّذي يَشكو بِها / كَمَريقِ الماءِ في الأَرضِ الشَحاح
أَيُّها السائِلُنا عَن حُبِّها / تُكثِرُ المَنطِقَ في غَيرِ اِتِّضاح
خُلِقَت ذِكرَتُها مِن شيمَتي / ما أَضاءَ الأَرضَ تَبليجُ الصَباح
ما لَها عِندِيَ مِن هَجرٍ وَلا / سِرُّها عِندِيَ بِالفاشي المُباح
تَسأَلُ الوُدَّ وَوَدَّت أَنَّني / بَينَ أَسيافِ الأَعادي وَالرِماح
قادَتِ العَينُ إِلَيها قَلبَهُ / عَقِبَ التَشريقِ مِن يَومِ الأَضاح
نَظرَةٌ بِالعَينِ أَدَّت سَقَماً / نَظرَةٌ يَوماً وَصَحبي بِالصِفاح
أَحدَثَت رَدعاً وَرَجعاً بَعدَما / طَمِعَ العائِدُ مِنّا بِالسَراح
وَشَكَوتُ الحُبَّ مِنها صادِقاً / لَيلَةَ المَأزِمِ في قَولٍ صُراح
واقِفَ البِرذَونِ أُخفي مَنطِقي / مُظهِراً عُذرِيَ في غَيرِ نَجاح
لَن تَقودينِيَ بِالهَجرِ وَلَن / تُدرِكي وُدّي بِجَدٍّ وَاِطِّراح
بَكَرَ العاذِلاتُ فيها صِراحا
بَكَرَ العاذِلاتُ فيها صِراحا / بِسَوادٍ وَما اِنتَظَرنَ صَباحا
قُلنَ عَزَّ الفُؤادَ عَن أُمِّ بَكرٍ / بِعَزاءٍ قَدِ اِفتَضَحتَ اِفتِضاحا
قُلتُ ما حُبُّها عَلَيَّ بِعارٍ / إِن مُحِبٌّ يَوماً مِنَ الدَهرِ باحا
قَد أَرى أَنَّكُنَّ قُلتُنَّ نُصحاً / وَاِجتَهَدتُنَّ لَو أُريدُ صَلاحا
لَو دَويتُنَّ مِثلَ دائي عَذَرتُن / نَ وَلَكِن رَأَيتُكُنَّ صِحاحا
أَو تَحَبَّبنَ لا تَعُدنَ فَإِنّي / قَد أَريتُ الوُشاةَ مِنّي اِطِّراحا
إِنَّها كَالمَهاةِ مُشبَعَةُ الخَل / خالِ صِفرُ الحَشا تُجيعُ الوِشاحا
في مَحَلِّ النِساءِ طَيِّبَةُ النَش / رِ يُرى عِندَها الوِسامُ قِباحا
لَم تَزَل مِن هَوى قُرَيبَةَ تَهوى / مَن يَليها حَتّى هَوَيتَ الرِياحا
قَرَّبَتهُ المُقَرِّباتُ لِحينٍ / فَأَتى حَتفَهُ يَسيرُ كِفاحاً
الريحُ تَسحَبُ أَذيالاً وَتَنشُرُها
الريحُ تَسحَبُ أَذيالاً وَتَنشُرُها / يا لَيتَني كُنتُ مِمَّن تَحسَبُ الريحُ
كَيما تَجُرَّ بِنا ذَيلاً فَتَطرَحنا / عَلى الَّتي دونَها مُغبَرَّةٌ سوحُ
أَنّى بِقُربِكُمُ أَم كَيفَ لي بِكُمُ / هَيهاتَ ذَلِكَ ما أَمسَت لَنا روحُ
فَلَيتَ ضِعفَ الَّذي أَلقى يَكونُ بِها / بَل لَيتَ ضِعفَ الَّذي أَلقى تَباريحُ
إِحدى بُنَيّاتِ عَمّى دونَ مَنزِلِها / أَرضٌ بِقيعانِها القَيصومُ وَالشيحُ