القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 4
خَطرت آسيا بعيدِ أبيها
خَطرت آسيا بعيدِ أبيها / رَغم بُؤسٍ يَعُّضها وجراحِ
وتغنت بِحبِّهِ وتَناسَت / بُرهةً عالم الأذَى والنُّواحِ
وأذابت من ألف ليلة نج / واها ومن حافظٍ على الأقداحِ
وأرادتَ تَخصُّهُ بالهدايا / من مُتاحٍ لها وغير متاحِ
كم نجومٍ لها تألَّقُ بالوح / حىِ ابُوداً لخاطرٍ لماح
كم غناء بجوِّها يُعشقُ / الدهرَ خليقٍ بعيده الصداحِ
كم نفيسٍ بأرضها ظلَّ / مستوراً حَرىٍّ بهذه الأفراحِ
كم لآلٍ ببحرِها هي أولى / بهواهُ من ضولجٍ أو وشاحِ
كم كنوزٍ تضُّم آثارها الفخ / مةُ يلمحنَ في شروق الصباحِ
كلُّها تَشتهى وفوداً إلي / ه بحنين القلوبِ والأرواحِ
كل هذى وغيرُ هَالم تَجدَها / آسيا رمزَ نشوةٍ وانشراحِ
لم تجدها كفؤاً لمعنى اله / دايا أو لمعنى حَوته غير مُباحِ
للذى ظلَّ في كفاحٍ يُعليِ / يها وما زال في أمرِّ الكفاحِ
دائبا يشتهى لها وحدةَ الم / جدِ بعلمٍ يُعُّز قبلَ السلاحِ
فانطوت فوقَ لوعةٍ في نُهاهَا / بِدعاءٍ له وفوقَ الجراحِ
أيا حرقتي لجلالٍ مضى
أيا حرقتي لجلالٍ مضى / لقد خابَ ظني كما ضاعَ مدحي
أأودت به حرمة ما اتَّقت / فم ترعَ حرمةَ عهدٍ لسعدِ
وجرت إلى هوةٍ شيخنا / كملقى النفاية من فوقش صرح
لقد ضاعَ شعري وحُبي وفكري / وما نافعي أن أغني لوجد
سأسكبُ دمعي على قبره / فما كنتُ مُبدلَ مدحٍ بقدحِ
وكم ميتٍ سار بين الأنامِ / زعيماً وأولىَ به طى لحدِ
وما كان تضييعُ حُرِّ المبادِئ / أو بيعها ما يُجازَى بصفح
صديقي الذي يشعى ليشتر عورتي
صديقي الذي يشعى ليشتر عورتي / ويصلحني لا جانيا راح فاضحي
وليس الذي يغضي أمام فضائلي / ويعتاض عنها بادعاء القبائح
كمن عاب وقع الظل والنور خلفه / ومن عاب بشرا خلفهُ دمعُ نائح
أُضَحِّي بترحالي ومثلي من ضحى
أُضَحِّي بترحالي ومثلي من ضحى / إذا الواجب المحتوم ناشد أو أوحى
وهيهات أن أنسى خشوعي لاثما / ثراك كأني مذنب يطلب الصفحا
لدن جزت آلاف الفراسخ ساخطا / على الظلم والظلام أشبعهم قدحا
وهان لديّ الصيت والجاه والغنى / فمن غيرها قلبي تنسم واستوحى
وقد كنت ي بيتا ومنبر دعوة / كما كنت لي نورا شأى صبحه الصبحا
سنون ثمان أو تزيد عرفتها / كأن لها من ألف ليلة مستوحى
عجائب من صنع الحضارة جاوزت / تهاويل من خالوا عجائبها مزحا
وقد ضاق ذرعا من سلبت نعاسهم / فليلك نور مثل علمك لا يمحى
ولكنني آنست فيك سعادتي / ولم أنس ترحيبا طلعت به منحا
كأني من أهليك بل من عيونهم / فأمطرتني حبا وجددت لي نقحا
وليس الألى خالوك محض جهامة / بمن عرفوا مجلى لحسنك أو منحى
معلمة الأحرار كيف صمودهم / وجاعلة أحلامهم كل ما صحا
يؤرق بعدي عنك حتى كأنني / إلى النفي أمضي لا إلى جنة فيحا
فإن عشت في نعمى فلا زلت كعبة / تزود بالإيمان مهجتي الفرحى
تعودت مدح الوافدين وقدحهم / جزافا ولكني وزنت لك المدحا
وقد صغته حتى كأن عواطفي / سكن به أو انه آيتي الفصحى
تمثل حبا بالغا وأمانيا / أضت وسفحا من دموعي أو جرحا
وقد تترك الأمصار لا عن تجنب / ولا عن سلو شأن من ينشد الربحا
ولكن بحكم الحظ فالحظ كالوغى / وفي عنفها الهيجاء قد تلد الصلحا
وتركك أدنى للهزيمة بعدما / بلغت بك النصر المكلل والفتحا
فهل ترجع الأيام أيام أنسينا / ولو في قصي ربما شمته لمحا
إذن ما أبالي بالمسافات أسرفت / عواذل أو بالدهر ضايقني نصحا
وسوف أضحي الهم ذبحا بلا ونى / وأكفره أولى بإنهائه ذبحا
فيا مجمع الأحرار من كل أمة / تعالي بلا حصر ولا تسأمي كدحا
وخلي وداعي لا لصرح أقمته / ولكن لروح فيك قد جاوز الصرحا
لئن شردتني عن معاليك حيرتي / ورزقي فقلبي عالق بك أو أضحى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025