تَعَذَّرَ صمتُ الواجدينَ فصاحوا
تَعَذَّرَ صمتُ الواجدينَ فصاحوا / ومن صاحَ وجداً ما عليهِ جناحُ
أسَرّوا حديثَ العشقِ ما أمكنَ التُقى / وإن غلَبَ الشوقُ الشديدُ فباحوا
سَرى طيفُ من يجلو بطَلعَتهِ الدُجى / وسائرُ ليلِ المُقبلينَ صباحُ
يُطافُ عليهم والخليّونَ نُوّمٌ / ويُسقونَ من كأسِ المدامِعِ راحُ
سمَحتُ بدُنيائي وديني ومُهجَتي / ونفسي وعَقلي والسماحُ رباحُ
وأقبَحُ ما كان المكارِهُ والأذى / إذا كان من عندِ الملاحِ مِلاحُ
ولو لم يكُن سمع المعاني لبعضِنا / سمع الأغاني زخرفٌ ومُزاحُ
أصيحُ اشتياقاً كلّما ذكِرَ الحمى / وغايةُ جهدِ المستهامِ صياحُ
ولا بد من حيّ الحبيبِ زيارَة / وإن ركِزَت بينَ الخيامِ رماحُ
هنالكَ دائى فرحَتي ومنيّتي / حياتي وموتُ الطالبينَ نجاحُ
يقولون لثمُ الغانياتِ محرّمٌ / أسفكُ دماءِ العاشقين مباحُ
ألا إنّما السعديّ مشتاقُ أهلهِ / تشَوُّقَ طيرٍ لم يطعهُ جناحُ