المجموع : 16
رنا بألحاظ مراض صحاح
رنا بألحاظ مراض صحاح / ريان ذاك الردف ظامي الوشاح
مبتسما عن برد بارد / كأنما على بمسك وراحُ
للألم الأقداح من ثغره / ووردتي خدِّيه فوق القداح
لله ظلم تحت ذاك اللمى / لوم عذولي فيبه ظلم صراح
بطرة مظلمة كالدجى / وغرة مشرقة كالصباح
كم صاح في عشّاقه طرفه / من لم أبت مسكره في وصاح
أصبعت خدن الوجد في حبه / كما جلال الدين خدن السماح
بحر له كف كبحر طمى / صدر له صدر فسيح النواح
ما زال يرتاح لبذل النَّدى / مستجلبا للحمد أن ارتباح
خرف إذا ما سيل معروفه / سال على الآمل سيل البطاح
قد سخرت آراؤه بالظبي / وهزأت أقلامه بالرماح
ذو العرض ما زال مصون الحمى / بجوده والعرمر المستباح
قلت لمن أضحى طليح السرى / في طلب الأرزاى ينضي الطلاح
يطوي الفيافي هاجرا نومه / مواصلا بكوته بالرواح
أنزل بأبيات بنل جعفر / أبياتك الشعر وثق بالنجاح
يا شرف الإسلام ما لاح لي / بشرك إلا قلت بشرى الفلاح
كأن أخلاقك مخلوقه / من خمرة شيبت بماء قرَاح
البرد قد جاء على عقلة / يغزو المفاليس بوجه وقاح
يلقى الفتى الأعزل من جبة / بجيش قر منه شاكي السلاحَ
وأنت تكفيني غدا أمره / إن كف كف البخل أيدي الشحاح
أسعد بطهر ابن غدا طاهرا / من كل عاب جانحا عن جناح
سوف ترى أولاد أولاده / بأوجه حولك بيض صباح
عش وزعيم الدين يحيى الذي / أحيا البرايا بالندى السماح
في نعمة مقرونة بالبقا / يقول للحاسد مت لا براح
عني بنصحك أني غير منتصح
عني بنصحك أني غير منتصح / كم بين مستتر منا ومفتضحِ
هلا عذلت وقلبي غير منجذب / إلى الغرام وعذري غير متضحِ
ما أقرب الشوق من قلبي إذا بعد / ت دار الحبيب وأمسى جد منتزم
سقيت با أثلات السفح من أضم / بوابل من ملث الودتي منسفحِ
وكان يغنيك عنه دمع متكئب / في بارق من زناد الوجد منقدح
وقهوة كشعاع الشمس مشرقة / باكرتها وبشير الصبح لم يلمحِ
من كف منخزل الأعطاف معتدل / حلو الشمائل مخلوقث من الملح
لنا إذا دارت الصهباء من فمه / ريق يعطر ما في الدين والقدحِ
يهش من عزلي فيه فيطربه / كما يهش جمال الملك للمدح
المستضاء به في كل داجية / يلوح فيها بياض الجود كالشبحِ
يسمو بوجه إلى القصاد منطلق / يندي وصدر إلى الوفاد منشرحِ
أخذت غاية أمالي بمغتبق / من المكارم والإحسان مصطبحِ
عارى المناكب والأعطاف من دنبر / ملفع برداء العز متّثحِ
وأثبت الناس قلبا فوق مندمج / سام سبوح طموح مشرف مرحِ
وخير من ألقت الوراد من لغب / إلى نداه رحال الجلّة الطلَّحِ
أبا المحاسن والإحسان بكتزا / لمن رجا العفو في أخلاقك السمحِ
تهن بالعيد وانخر حاسديك به / مهنئا بدوام العمر والفرحِ
بدرٌ على غصن ترنَّح
بدرٌ على غصن ترنَّح / ام ظبية ادماء تسنح
والورد ام خد الحبي / ب وقد تضرح فهو املح
قبح الصدود بمثله / والعذل منكم فيه أقبح
برح الخفافي حبه / وإذا بني سقما وبرح
كم بت أغبق خمرة / من فيه صافية وأصبح
ولمقلتي في روضتي / وجناته مرعى ومسرح
يا لاهيا جد الغرا / م بعاشقيه وهو يمرح
أمسى زناد الشوق يق / دحه عذارك حسين قدح
ووشى به بعد اكتتا / م وشيء خديك الملوح
كم من دم قلدته / ذاك المقلد والموشح
ولقد وقفت مسائلا / سفح الغضا والعين تسفح
ونزحت جمة مائها / والدار بالأحباب تنزح
ولقد بعثت إلى البخي / ل شرارة للهجو تلفح
وارحت من تاميله / نفسي لأن اليأس اروح
وطفقت امتدح العلا / ء ومسلف الإحسان يمدح
صدر لصدر عفاته / بهباته مازال يشرح
جم الأيادي ذو يد / لمغالق الآمال تفتح
مستبسر بالوفد بس / سام إذا ما الدهر كلح
فل الصفاح برأيه / وغدا عن الجانبين بصفح
بحر يطم على البحو / ر بسيب نائله ويطفح
ويكاد من فرط الذكا / ء لمستسر الغيب يلمح
ولدته في حجر النبو / وة زينب فنما وأنجحُ
وتقابل الطرفان من / خال ومن عم ممدح
قوم بهم عرف الصفا / والبيت والركن الممسح
ولي القضاء وكان أو / لي من لمنصبه ترشحُ
فأنار نور العدل حي / ن دجت نواحيه وأصبح
يا واصلا قطع الفيا / في صَحصَحا من بعد صحصع
تحطو به عيرانة / كالهِقل أو جَرداء شرمح
طيّان يطرح نفسه / للعدم آية كلّ مطرح
يرجو الندى من أوجه / منها مياه اللوم تنضح
أترك هشيم النَّبت لل / رّواد حين ذَوَى وصوّح
وأربع بربع الزينبّ / ي متاجراً بالمدح تربح
واشك الهموم إليه وأط / رح ثقلها بفناه وأفرح
فهناك عذر ضيِّق / لمتوج ناديه أفيح
وَعَليَّ إنك بعد أن / تلقاه لا تكدى فتكدح
لك يا أبا نصر الوقو / رَ الثَّبت أن طود تزحزح
بشر يصرح بالغنى / واليسر إن راجيك لوح
وأبيك لو وزنوا وقا / رك بالجبال لكان أرجحَ
هذا ولو فاصحت قس / سا في عكاظ لكنت أفصح
والبيت لو ساجلته / والغيث سكب كنت أسمح
أسمع حييت مدائحا / كالنَّور غبَّ حيا تفتَّح
جاءت منقحة إلي / ك وأحسن الشعر المنقَّح
من مخلص لك في الولا / ء بجود غيرك ليس يفرح
لا زلت تأسو بالغنى / ما بات كف الفقر يجرح
وتبن عيدا مخبرا / بدوام عزٍ ليس يَبرحِ
راحت عليك بكأس راع
راحت عليك بكأس راع / هيفاء جائلة الوشاحِ
حوراء طاوعت الهوى / فيها وعاصيت لالواحي
ترنو إليّ بنرجس / غضّ وتبسم عن إقاحِ
وتميل ميل الغصنِ حر / رك عطفه مَرّ الرياحِ
أشكو الضنى فيريده / طرف لها شاكي السلاح
ويلاه من ذاك المقل / لد كم تقلد من جناحِ
يا صاح عذرا لست من / سكر الهوى العذرى صاحِ
مذ جد بي جد الغرا / م عرفت آفات المراح
أنا من ينشط وجده / تفتير أحداق الملاحِ
ويهيج ساكن بثه / طرر على غرر صباحِ
سقت العهاد معاهدا / ما نوسة بلوى رماحِ
أطرافها ممنوعة / غني بأطراف الرماح
ولعي بساكنها ولو / ع أبي المعالي بالسماحِ
ذي العرض أصبح في حمى / جدواه والعرض المباحِ
طود الحجى حتف العدا / غيث الندى ليث الكفاح
خرق إذا سئل الندى / أربى على سيل البطاح
بعزائم مشحوذة / أمضى من القدر المتاع
وشمائل مثل الشمو / ل أذاعها نفس الصياحِ
غان بسود صحائف ال / إنشاء عن بيض الصفاح
وأما وبشر منه ما / لوف يبشر بالنجاح
أني امرؤ قد لاح لي / في قَصدِه سِمة الفلاحِ
ولسوف تطربني أيا / ديه ويطريه امتداحي
أحيا ابن حمدون المكا / رم فاسمه عيسى السماحِ
بك يا بهاء الدين أص / حبت المنى بعد الجماحِ
فازت بك الأعمال حي / ن وليتها فور القداحِ
حلت جنابك ثم قا / لت ليس عنه من براعِ
كم قد شقيت بمن لقي / ت وأنت خالصة اقتراحي
وأرى الرعايا بين مس / رور وآخر ذي ارتياحِ
علما بما آلت أمو / رهم إليه من الصلاحِ
يا من أرى أخلاقه / كالأري والماء القراحِ
صرحت بالشكوى لاد / نك صفوة الكرم الصراحِ
فأفِض علي ملابسا / قشبا موشاة النّواحي
فلقد أنفتُ على اكتسا / ء العري من خلعِ الشّحاحِ
واسمع ببكر حرة / تزري على البكر الرداحِ
كتبت على حَب القلو / ب فليس تمحوها المواحي
واسلم لنا ما غرَدت / عُجم من الورق الفصِاحِ
لي يا بهاء الدين فيك مدائح
لي يا بهاء الدين فيك مدائح / تبقى ومنك مواهب ومنائحُ
إيها أبا الفضل الممدح والذي / ميزانه من كل فضل راجحُ
لك غرة تجلو الخطوبَ كأَنَّها / في كلِّ داجِيَة شهاب لائحُ
ومواقف شهدت بأنك صافح / عن جارمرك أسِنّة وصفائحُ
ويمين صدق أنه ما للندى / وزناده لولا يمينك قادحُ
يا خير من خاضت به بحر الوغى / جرداء سلهبة ونهد سابحُ
ما فات سيفك رامحا شهد الوغى / يوما ولو شهد السماك الرامحُ
مولاي يا ابن محمد نهج العلى / بك يا علي القدر نهج واضحُ
وسماح كفك نحو غاد رائح / يرجوك بالمعروف غاد رائحُ
لي خاطر في وصف مجدك طيع / وإذا انتخيت به سواك فجامعُ
بأبي الجواد ابن المظفر أنه / بحر بماء الجود طام طافحُ
ينهل جودا والاكف جوامد / ويضيء بشرا والوجوه كوالحُ
تنميه من آل الرفيل مرازب / شم الأنوف لدى الهياج جحاجحُ
قوم حصونهم الدروع وبيضهم / أبدا لأقفال الحصون مفاتحُ
قوم إذا ما الخطب أظلم أصبحوا / فيه وهم سرج له ومصابحُ
يا مضحك الأيام وهي عوابس / ومقرب الآمال وهي نوازحُ
وأجل من تحدى إليه قلائص / كوم طلائح فوقهن طلائحُ
يفديك يا ابن الأكرمين معاشر / ما فيهم من فيه يصدق مادحُ
خشب مسندة وإن راقت لهم / يوم السلام مساند ومطارعُ
أغنيتني عن كل جهم كله / لؤم فلا سمح ولا متسامحُ
غمر فلا أنا فارح بلقائه / كلا ولا هو بامتداحي فارحُ
فلأشكرنك ما همت منهلَّة / سحب وما هتف الحمام الصادحُ
شكرا يفوح المسك من أثنائه / فكأنه من طيب نشرك فائحُ
هنّيت بالصوم الشريف فإنَّه / عمل به ترضي الهك صالحُ
وبقيت ما شئت البقاء محسَّدا / ليغم ذو حنق ويرغم كاشحُ
طاف علينا بكأس راح
طاف علينا بكأس راح / كحيل عين خصيب راحِ
أحور تلقاه ما تثنى / للدل نشوان وهو صاحبي
في وجيه غدير حسن / قد حف بالورد والأقاحِ
مذكر غير أنَّ فيهِ / تأنيث مكورة رداحِ
جاء به الحسن بدرتم / حلو الفكاهات والمزاحِ
ما ماس إلا حسبت غصنا / تميله أضعف الرياحِ
لم أستمع فيه قول واش / ولا تقبلت نصح لاحِ
خلخاله صامت ينافي / خصرا له ناطق الوشاحِ
يهزه العجب حين يدعي / بيا أميرا على الملاحِ
ما لغرامي به اكتتام / منذ وشي الدمع بافتضاحي
قل لي إلى من أشكو فيشكي / من جور طرف شاكي السلاحِ
أمرضَ قلبي فهل مداوي / من الجفون المرضى الصحاحِ
أحبها والذي براها / حب أبي الفضل للسماحِ
الأريحي الذي كفانا / برفده منة الشحاح
ومتبع كل يوم جود / غدو نعماه بالرواحِ
مجرد في الخطوب عزما / أقضي وأمضي من الصِفاحِ
يروع منه العدا يراع / يهزأ في ثوب مستماحِ
كم مستميح أتاه يرجو / فعاد في ثوب مستماح
ممدح عرضه مصون / يحمسي بمال له مباحِ
وبشره لم يزل بشيرا / لمن يرجَّيه بالنجاح
القائد الخيل جائلات / براكبيها جول القداحِ
تزان منه الدنيا بصدر / صدر مرجيه ذو انفساحِ
بربعه ظل مستريحا / غير طليح منضي الطلاحِ
أصفي خلالا من بنت كرم / تشاب بابن المُزن القَراحِ
أقرح قلب الحسود أني / أنال منه فوق اقتراحي
فيا بهاء الدين استمعها / وأعجب لألفاظها الفصاحِ
واجتَلِ بكرا جاءتك طوعا / بلا نفار ولا جماحِ
يا ابن بحور الدى الطَّوامي / وابن بدور العلى الوضاحِ
وشائدي بنية المعالي / بالجود طورا وبالكفاحِ
تهن بالعيد وابق واجعل / عداك فيه من الأضاحي
أرضابُه مسكٌ وراح
أرضابُه مسكٌ وراح / أم وجهه ليلا صباح
وقوامه أم بانَة / ولعبت بعطفيها الرياحُ
رشأ لصارم لحظه / في كل جارحة جراحُ
وَسنان أمرضَت الحِشا / أَجفانه المرضى الصحاحُ
مازحته فومقته / والحب أوله مزاحُ
ولرب أسمر مخطَفٍ / رقباؤه السمر الرماحُ
ما للضنى من خصره / أبدا ولا جسمي براحُ
يا من له عندي حمى / لا والهوى ما يستباحُ
بي غلة ما تنطفي / بِسوى رضابك والتياحُ
رفقا بصب ما له / عن ربع صبوته انتزاحُ
قلق كأن فؤاده / لك يا معذبه وشاحُ
هيهات يخفى شأنه / وله من الشانِ افتضاحُ
بأبي ملاحتك التي / من بعضِها خُلِق السِلاحُ
جمعا كما من بعض سي / ب محمدٍ خلِق السماحُ
الملك عضد الدين أك / رم من له وفر مباحُ
ملك إلى أبوابه / تنضي المخيّةُ الطلاحُ
المستباح حِمَى الموا / هب والاغر المستصاحُ
جذلان من خمر الثنا / ء له اغتباق واصطباحُ
غيث لديمته انصباب / وانسكاب وانسحاحُ
لولاه لم يك مع مضي / ق الرزق للأمل انفساحُ
ليث إذا دعيت نزا / ل وجد بالقوم الكفاحُ
يعنو لسواد صحائف / في كفه البيض الصفاحُ
وكأنما عزماته / لمضائها القدر المتاحُ
بيديك يا ابن أبي الفتو / ح لمغلق الجود افتتاحُ
بالعفو والإسجاح قد / عرفت خلائقك السجاحُ
أنت الذي حركاته / للدين والدنيا صلاح
أنت الذي ما زنده / إن أصلدَت أيدٍ واطِّراحُ
أنت الذي ما عنده / للوفد منع واطِّراحُ
بل عنده لعداته / والمال قمع واجتياحُ
ما لي على الأيام ال / لا أن تدوم كذا اقتراحُ
أسعد بعيدك وابق لي / ما غرد العُجمُ الفِصاحُ
الصبوح الصبوح لاح الصباح
الصبوح الصبوح لاح الصباح / واشتكت طول حبسها الأقداحُ
وتغنت على الغصون فأغنت / عن قصيح الغناء عجم فصاحُ
فاسقنيها راحا إلى شربها النف / س على حالة ترتاحُ
وأدرها حمراء تدراً عنا / برحاء ما من أذاها براحُ
خند ريسا لها من المزج تاج / وعليها من الحباب وشاحُ
تتلاشى الهموم منطويات / حين تجلى وتنشر الافراحُ
فهي للشرب حين تبرز مسبا / ح وفي ظلمة الدجى مصباحُ
لا جناح على امرئ باكر اللذ / ذة حبا لشربها لا جناحُ
في رياض راضتا حدائقها المز / ن ورقت كالراح فيها الرياحُ
ماؤها كالدروع يرعد خوفا / حين تهتز للبروق صفاحُ
يقدح اللهو زنده في رباها / ويضاهي نسرينها القداحُ
أسكرتنا بريقها العذب فيها / وأباريقها خلوب رداحُ
طرفها نرجس يحيا به الشا / رب حسنا وخدها تفاحُ
تتغنى بمدح مؤتمن الدي / ن فتحيا بشدوها الأرواحُ
الكريم الذي له السؤدد المحض / صريحا والنائل المستماحُ
والوشيّ المضيء ما أظلم البا / خل وجها والأبلج الوضّاحُ
والجواد الذي له في المعالي / غرر المكرما والأوضاحُ
والذي تخجل السيوف إذا جر / رجه أسياف عزمه والرماحُ
لم يقف عند طارق وتليد / منه طرف إلى الندى طماحُ
كيف نخشى انغلالق باب من الرز / ق مقل وكفه المفتاحُ
ماجد نحو ربعه تزجر العي / س وتنضي أشباحهن الطلاحُ
مستنير التدبير في ظلمة الخط / ب إذا لم ينرى لرأى صباحُ
وله دائما إذا ذكر الجو / د أو الفضل هزة وارتياحُ
وله حين يسأل الرفد بشر / يملأ العين برقه اللماحُ
وحمى لا يباح يوما من الده / ر ومال مستهلك ومباحُ
ويمينا ما للسحائب وطفا / كرم في يمينه وسماحُ
وهو في السلم كالفتاة حييى / وهو في معرض اللقاء وقاحُ
يا جوادا أغلى صداق القوافي / فغدت فيه تصدق المدّاحُ
ما عدا النجح قاصد يك ولا لا / ح لهم إذ رجوك إلا الفلاحُ
حزت سكري بما أملت فما / تلمع يا ابن الكرام فيه الشّحاحُ
وكفاني تيار بحرك إن أم / دح من بحر جوده ضحضاحُ
سيدي أنت يا أبا الفرج الأي / يد يا من سحابه سحّاح
أنت ليث في كفه البحر والغي / ث وصدر في الصدر منه انفساح
دمت فينا يا ابن الدوامي ما أظ / لم ليل وما أضاء صباحُ
ثم لا زلت رب جد عليّ / ما علا الديك طائرٌ صداحُ
وأتتك الأعياد عائدة بالسع / د ما عاقب الغدو الرواحُ
أضحت سيوفك للحصون مفاتحا
أضحت سيوفك للحصون مفاتحا / تردي أخا غش وتبهج ناصحا
يا قائد الخيل العتاق شوازبا / جرداء سابحة وأجرد سابحا
ومضيق البر الفضاء بأُرعن / كالبحر سد سهولة وأباطحا
أيدّت دولة هاشم يا شمسها / بالرأي تحسبه الشهاب اللائحا
وغدوت بالأماح عنها طاعنا / وأخفت بالرمح السماك الرامحا
وأبيك ما جردت بيض صفائح / وقدرت إلا كنت ثم الصافحا
يا ابن المطاعين المطاعين الألى / أفنوا عداتهم واقنوا المادحا
قوم غدوا بالمكرمات وأصبحوا / في ظلمة الخطب المضب مصابحا
أطواد حلم ما برحن رواجحا / وبحور علم لم يزلن طوافحا
أسنيت أعطية العفاة من اللهى / كرما وأَدنيت الرَّجاء النازحا
يا غرة الزمن البهيم لقد جلت / منك الدّسوت أغر وجه وأضحا
روضت لي أملي وكان مصوحا / ذاو ورضت من امتداحي جامحا
وصرفت عني الحادثات فلم أجد / يوما لصرف الدهر خطبا فادحا
وشمت من كفَّيك يا مسدي النّدى / للعرف والإحسان عرفا فائحا
فلأَ شكرنَّ غيوث نعماك التي / هطلت فأضحت للغيوث فواضحا
ولأهدينَّ إليك يا بكر العلى / والمجد أبكار الثناء صرائحا
ففداك يا هبة الإله معاشر / لا يعشرون ندي يديك السافحا
ترقى المساند والمطارح منهم / عند اللقاء مساندا ومطارحا
أغنيتني عن قصد هم وغمرتني / بمنائح كرمت لديّ منائحا
تاجرت مدحك يا أبا الفضل الذي / فضل الورى جودا فكنت الرابحا
يا خير من طوت الركائب نحوه / وسرت إليه سياسيا وصحاصحا
أقسمت أبصرت يوما طالحا / إلا وعاد وقد رأيتك صالحا
لا غمت الأيام منك مملّكا / لولاه لم يك قلب راح فارحا
وبقيت ممتدَّ البقاء ولا جرى / باليمن طير مناك إلا سانحا
وسلمت مجد الدين تكبت حاسدا / وتسوء ختارا وترغم كاشحا
لي قلب غير صاح
لي قلب غير صاح / من هوى البيض الصباح
وجفون مذ تجافا / ها الكرى ذات نفساح
صبة بالشادن الأغ / يد والخود الرداح
بأبي من زار واللي / ل غدا فيَّ اجناح
وثريا الجَوفي خص / ر الدياجي كالوشاح
فانجلى من وجهه المش / رق وهناً بصباح
حيث لا أرهب واش / لا ولا أحذر لاحي
لاثما من خده الور / د ومن فيه الأقاحي
مازجا منه رضابا / يسكر الراح براح
في مروج روضها الأخ / ضر مطلول النواحي
ماؤه يرعد في الغد / ران من خوف الرياح
يطرب الأغصان فيها / نغم العجم الفصاح
للذي يغنم من أق / داحها فوز القداحِ
فوز قدحي من أبي الفض / ل المرجى بامتداحي
بَشَر بشَّر عافيه / بادراك النجاحِ
ساد اهل الأرض بالسو / دد والمجد الصراحِ
ويد ذات إنصباب / بالأيادي وانسحاحِ
سحها بالجود أغنا / ني عن الأيدي الشحاحِ
منعم راح إلى البذ / ل شديد الإرتياحِ
صفحه يغمد ما جر / رد من بيض الصفاحِ
غيث سلم طود حلم / ليث حرب وكفا
أعزل لكن من الرأ / ى يرى شاكي السلاحِ
ومثنّى نائل الكف / ف فريد في السماح
عنده يحمد مسعى / سيره منضي الطلاح
ما على مطريك مجد الد / دين مدحا من جناح
أنت إحيا من نرى وج / ها وأندى بطن راح
أنت من مذ وصلت كفاه / الجود جناحي
ما أبالي من من الخل / ق زماني باطراح
إن من أصبح يرجو / ك جدير بالفلاح
عشت ذا عرض مصون / في حمى مال مباح
ولقيت السعد يترى / في غدو ورواح
فلقد أعطيك ما فو / ق مرادي واقتراحي
نصحوا من ليس ينتصح
نصحوا من ليس ينتصح / ولحوا من عذره يضحُ
في هوى ظام موشحه / برداء الحسن متشجُ
صدَّ فالأشواق دانية / وتآى فالمسير منتزحُ
طفره والطرف حيث بدا / بيننا الأبرية والقدحُ
وغرير نار وجنته / بمياه الحسن تقتدحُ
جرحتني منه سالفة / دهرها للأثم تجترحُ
جال منها طرف عاشقه / في رياض نبتها الملحُ
تحسب الأنظار أن بها / مد حسنا قوسه قرحُ
يا عذولي خل عذل شج / دمعه في السفح منفسحُ
هو بالأحزان مغتبق / هو بالأشجان مصطبحُ
ذاب وجدا واستطير جوى / فهو في أثوابه شبحُ
طرح السلوان عنه فهل / عاذل للعذل يطرحُ
من عذيري في هوى قمر / شيماته التّيه والمرح
تحسن الأغزال فيه وفي الص / صاحب ابن الصاحب المدحُ
خير من يرجى وأكرم من / عنده تستمنح المنحُ
بحر إحسان وغيث ندى / بنداه الغيث مفتضحُ
شرَّح الله الصدور بمن / صدره في الجود منشرحُ
بأبي الفضل الذي كرمت / وجلت خلاقه السمحُ
باسمه في ذكر كل ندى / يبتدي التالي ويفتتحُ
نلت من جدواه محتكما / فوق ما أصبحت اقترحُ
لي منه وفره وله / وافر مني ومنسرحُ
إن تضق أعذاره فبما / عنده الآمال تنفسحُ
ما سامر الملك فهو به / ضاحك مستبشر فرحُ
وهو مأمون عليه إذا / خان مأمون ومنتصحُ
دمت مجد الدين من ملك / قادر أحلامه رجحُ
ألسن الأقوام فيك على / أنَّك المأمول تصطلحُ
يا ربيط الجأشِ ثابته / وكباش الحرب تنتطحُ
لك وجه من تأمله / زال عنه البؤس والتَّرحُ
فبقيت الدهر ما سجعت / عجم في أيكها فصحُ
تبسم عن شبم كالأقاحي
تبسم عن شبم كالأقاحي / ورخم أَلفاظ نشوان صاحي
وطاف علينا بعانيَّتين / أسكرنا غنج عين وراحِ
فكان للإثم أَقداحه / وتفاح خديه فوز القداحِ
فناديت لا أمرة في الهوى / تطاع لغير أمير الملاحِ
أأعزل من صبره يلتقي / كميّا من الحسن شاكي السلاحِ
له طرة كظلام الدجى / على غرة كضياء الصّباحِ
فؤادي من خوف هجرانه / مريض الجنان مهيض الجناحِ
يساوره حرج في السوار / ويقلقه قلق في الوشاحِ
مغاني اللّوى قد لوت عهدنا / وعهدك كلّ فتاة رداحِ
سحبن السحائب أذيالها / ورحن بربعك مرضى الرياحِ
ومرت بتربك منهلة / تباري ندى يد ترب السماحِ
فتى الصاحب المانح الأعطيا / ت ينهبها الناس نهب المباحِ
هو الصدر أصبح ذا راحة / تمير وصدر أمين النواحي
يبشرنا بشره بالمنى / ويقضي لآمله بالنجاحِ
وتسخر آراؤه بالظبي / وتهزأ أقلامه بالرماحِ
جواد إذا سيل معروفه / أَتاك يخجل سيل البطاحِ
الآن عريكة دهري نداه / فأصحب من بعد طول الجماحِ
وأحيا من البكر لكنه / يلاقي الحروب بوجه وقاحِ
توقل من مجده ذروة / فشيدها بالندى والكفاحِ
فما الروض باكره عارض / من المزن منهمر ذو انفساحِ
بكى شجوَه فيه مستعبرا / فأضحك نرجسه والاقاحِ
بأَطيب من عرضه نفحة / فلا زال ذا عرض مستباحِ
أقول لسائق عيسى غدا / طليح سرى منضيا للطلاحِ
أذلك ربع خدين الندى / أبي الفضل لاح فثق بالفلاحِ
فثم أخو كرم طرفه / إلى المكرمات شديد الطماحِ
يحن إلى البذل كل الحنين / ويرتاح للحمد أي إرتياحِ
أيا ابن غيوث السدى والندى / ويا ابن ليوث الوغى والكفاحِ
لقد كنت مقترحا منعما / فجاء بك الدهر فوق اقتراحي
لك الله كم لك من نعمة / غنيت بها عن أكف الشجاحِ
إذا أفسد الدهر لي حالة / سعت بمواهبها في صلاحي
فهنيت عيدا معادا علي / ك ما هزم الليل جيش الصباحِ
وعشت أخا نعمة ثبتة / فما يثبت الدهر ما أنت ماحي
ولا زلت تجعل أبدان من / يناوي معاليك بدن الأضاحي
لي من ثناياه راح
لي من ثناياه راح / وخده تفاحُ
مهفهف ضاق منه / حِجّل وجالَ وشاحُ
له جفون مراض / تدوي الصحيح صحاحُ
وقد غصن ثنته / مع الصباح رياحُ
مذ قدح الخد منه / فللغرام انقداحُ
نأى فللوجد قرب / وللسو انتزاحُ
وباللوى من رماح / ظبي حمته الرماحُ
من دون صفحة خدي / يه مرهفات صفاحُ
واد تشوق فؤادي / تلاعه والبطاحُ
جو فصيح وروض / غض وماء قراحُ
وكل أحوى لقلبي / إلى لماه التياحُ
يروقني منه خلق / سبط وخلق رداحُ
الفرع منه مساء / والوجه منه صباحُ
ما للتباريح مذ صد / د عن فؤادي براحُ
يا عاذلَي خل عذلي / فما علي جناحُ
لي الهوى ولمجد الد / دين الكريم السماحُ
فتى الندى والأيادي / كهل الحجى الجحجاحُ
من وجهه مشرق البش / ر أبلج وضاحُ
ومن بوصف معالي / ه تصدق المداحُ
إن سد باب لرزق / فكفه المفتاحُ
وإن دجى ليل خطب / فرأيه المصباحُ
خال من الكبر حال / من ضده مستماحُ
له خجول المعالي / والمجد والأوضاحُ
وراحة يخجل الغي / ث غيثها السحاحُ
وهابة السلم يخشى / في الروح منها الكفاحُ
للمستجير ملاذ / وللكسير جناحُ
يا قاطع البيد تنضى / بالسير منه الطلاحُ
تاجره بالمدح تحصل / لكفك الأرباحُ
وأنزل بناديه تنزل / بربعك الأفراحُ
يفديه من بحره عن / د بحره ضحضاحُ
ومن له البخل درع / حصينه وسلاحُ
له ثراء مصون / ووفرك المستباحُ
لك العلى يا أبا الفض / ل محضها والصراحُ
وفي بحار مساعي / ك تغرق السباحُ
يا من إلى المجد يلقى / غدوه والرواحُ
بقيت سمحا وهويا / ما هبت الأرواحُ
ولا تعدت معاني / عداتك الأتراحُ
ودمت ما أسود جنح / وما أنار صباحُ
يا ليالي السفح مذ بن
يا ليالي السفح مذ بن / ت فلي دمع سفوحُ
وحنين علم الور / ق على الأَيك تنوحُ
أيها الغشاش لي بال / عذل ما أنت نصوحُ
خلني والوجد يغدو / بفؤادي ويروحُ
لبخيل أنا بالرو / ح له دهري سموحُ
ملح همي منه وجه / يطرد الهم مليحُ
راح يهتز كغصن / رنحت عطفيه ريحُ
تجرح الألحاظ خدي / ه فلم قلبي الجريحُ
مستبيحا قتل من يه / واه عاش المستبيحُ
يا صحابي أبروق / باللوى وهنا تلوحُ
أم سنا بشر أبي الفض / ل لعاف يستميحُ
ملك بالعرض لا بال / عرض الفاني شحيحُ
من له السؤدد محضا / وله المجد الصريحُ
ما نراه قط إلا / وهو عن جان صفوحُ
دمت مجد الدين يامن / سيب كفيه سحوحُ
لك وجه مشرق الأن / وار ميمون صبيحُ
سمة الجود على صف / حة خدية تلوحُ
ومليح من فعال / بالذي ترجو مليحُ
ويد أتعبها بال / بذل ليست تستريحُ
بات عرف العرف فيها / لأخي العدم يفوحُ
حبذا يا ضيق العذ / ر رباع لك فيحُ
يرخص الرفد بنادي / ها كما يغلو المديحُ
رب حرب حائل ما / غيرها وهي لقوحُ
في بحار الدم منها / يسبح الطرف السبوحُ
ترعد السمر بها خو / فا ويهتز الصفيحُ
أنت فيها البطل الفا / تك والذمر المشيحُ
رأي من والاك يا مو / لى الندى رأي صحيح
فلذا طائره الده / ر بما يهوى سنيحُ
ومعاديك فما طا / ئره إلا البريحُ
يا مريع الظلم لما / عصفت للظلم ريحُ
متجر المهدي إليك ال / مدح موفور ربيحُ
أنت محيي العدل لما / ضم جنبيه ضريحُ
أنت للمكروب روح / ولجسم الملك روحُ
أمنت منه وقد أص / بحت تحميه سروحُ
شاع معروفك في النا / س وللفخر وضوحُ
ما لحال بت بالجو / د ترجيحها رزوحُ
عشت ما عاش شعيب / يا أبا الفضل ونوحُ
عالي الجد إلى أن / يتلقاك المسيحُ
لا تستمع من قول لاحي
لا تستمع من قول لاحي / واشرب على الغرر الصباحِ
راحا ترى ذا الهم ما / سكنت حشاه ذا ارتياحِ
حَمراء تحسب في زجا / جتها شقيقا في أقاحِ
يختال شارب كاسها / بين الشجاعة والسماحِ
واتبع سرورك واصلا / منه غدوك بالرواحِ
فالعيش إن راح الصّبا / بين التصابي والمزاح
مع كل معسول اللمى / خرس البرى شخت الوشاحِ
ويد البروق تهز في / جنباتها بين الصفاحِ
والروض مخضر الثَّرى / ريان مطلول النواحي
والغصن نشوان وعي / ب أن يراك وأنت صاحي
قسما بتفاح الخدو / د ونرجس الحدق الملاحِ
وغناء معربة يجا / وبها غنا عجم فصاحِ
أني لاهوى ضجة الن / ندمان في فلق الصباحِ
والمدح للمولى أبي ال / فضل الكريم المستماحِ
رب السِّرى قمر الندى / شمس الهدى أسد الكفاحِ
مثلوم مال حين يس / أل رفده ملثوم راحِ
أعداؤه في النوح من / ه وآملوه في التياحِ
أحيا إذا سئل المكا / رم من مخبّأة رداحِ
وأشد متقح بسي / ف في ململمةٍ رداحٍ
وكأنه ليث بع / ثر عند مشتجر الرماحِ
ذو السؤدد العبق الصري / ح المجد والنسب الصراحِ
وأحل من رحالهم / منه وثوقا بالنجاحِ
في رفقةٍ عصب طلا / ح فوق أنضاءٍ طلاحِ
ما إن على مطري أَبي ال / فضل الممدح من جناحِ
ملك له عزم يفل / ل بعزمه غرب الصفاحِ
وخلائق معسولة / كالخمر والماء القراحِ
مولاي مجد الدين دي / نك دائما حب السماحِ
ما لاح بشرك لامرىء / إلا وأيقن بالفلاحِ
بك أصلح الدهر الخؤو / ن وكف من غرب الجماحِ
يا غاديا في الهجر رائح
يا غاديا في الهجر رائح / قرب الغرام وأنت نازح
كذبت فيك العاذلا / ت وبت أتّهم النّواصح
وقنعت منك بأَن تسا / عف بالوصال وإن تسامح
كم زفرة لي في هوا / ك تقصّ أَثناء الجوانح
وزناد وجد قد وثق / ت بأَنّه في كفّ قادح
برح الخفاء لمن أُحب / بُ وهبَّت النكباء بارح
يا رب يوم مر لي / في رقة الزوراء صالح
والماء مصقول المتو / ن كأنه بيض الصفائح
والطل في فرع الأرا / كةِ حائر والظل سانح
والورد يغدوه رذا / ذ من سقيط المزن راشح
وعلى الغصون المائلا / ت حمائم هتف صوادح
فكأنهن وفود أَحمد / حين يتلون المدائح