القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ هانِئ الأَندَلُسِي الكل
المجموع : 2
هل كانَ ضَمّخَ بالعبير الريحا
هل كانَ ضَمّخَ بالعبير الريحا / مُزْنٌ يُهّزُّ البرقُ فيه صَفيحا
تُهْدي تحِيّاتِ القُلوبِ وإنّما / تُهْدي بهنّ الوجْدَ والتّبريجا
شَرِقَتْ بماء الوَرْدِ بَلّلَ جَيْبَها / فَسَرَتْ تُرَقْرِقُ دُرّه المنْضوحا
أنفاسُ طِيبٍ بِتْنَ في درْعي وقد / باتَ الخيالُ وراءهُنّ طَليحا
بل ما لهذا البرق صِلاًّ مُطْرِقاً / ولأيّ شمْلِ الشائمين أُتيحا
يُدْني الصّباحَ بخَطْوهِ فعلام لا / يُدني الخَليطَ وقد أجَدّ نُزوحا
بِتْنا يُؤرّقُنا سَناه لَمُوحا / ويشُوقُنا غَرَدُ الحمامِ صَدُوحا
أمُسَهَّدَيْ ليلِ التِّمامِ تعالَيا / حتى نَقومَ بمأتمٍ فَنَنُوحَا
وذَرا جلابيباً تُشَقّ جيوبُها / حتى أُضَرّجَها دَماً مسْفُوحا
فلقد تجَهّمَني فِرَاقُ أحِبّتي / وغدا سَنِيحُ المُلْهِياتِ بَريحا
وبَعُدْتُ شَأوَ مطالبٍ وركائبٍ / حتى امتَطَيْتُ إلى الغمام الرّيحا
حَجّتْ بنا حرمَ الإمام نجائبٌ / تَرمي إليه بنا السُّهوبَ الفِيحا
فتَمسّحَتْ لِمَمٌ بهِ شُعْثٌ وقد / جِئْنا نُقبّل ركْنَه الممسوحا
أمّا الوفودُ بكُل مُطّلَعٍ فقدْ / سَرّحْتَ عُقْلَ مَطيّهمْ تَسريحا
هل لي إلى الفرْدوْسِ من إذنٍ وقَدْ / شارَفْتُ باباً دونَها مفتوحَا
في حيث لا الشَعراء مُفحَمَةٌ ولا / شأوُ المدائح يُدْرِك الممدوحا
مَلِكٌ أناخَ على الزّمان بكَلْكَلٍ / فأذَلّ صَعْباً في القِيادِ جَموحا
يُمضي المَنايا والعطايا وادعاً / تَعِبَتْ له عَزَمَاتُه وأُريحا
نَدعوهُ مُنْتَقِماً عزيزاً قَادِراً / غفّارَ مُوبقةِ الذّنوبِ صَفوحا
أجدُ السّماحَ دخيلَ أنْسابٍ ولا / ألْقاهُ إلا منْ يديْهِ صَريحا
وهو الغَمامُ يَصُوبُ منه حياتُنا / لا كالغمام المُسْتهلّ دَلوحا
نَعَشَ الجُدودَ فلو يُصافحُ هالكاً / ما وَسّدَتهُ يدُ المَنونِ ضَريحا
قُلْ للجبابرةِ المُلوكِ تَغَنّموا / سِلْماً كفى الحربَ العَوانَ لقوحا
بعيونكم رَهَجُ الجنودِ قوافلاً / بالأمسِ تنتعلُ الدّماءَ سُفوحا
أمّتْكَ بالأسْرى وفُودُ قبائلٍ / لا يَجتدينَكَ سَيْبَكَ الممنوحا
وَصَلوا أسىً بغليلِ تَذكارٍ كما / وصَل النّشاوَى بالغَبوق صَبوحا
لو يُعْرَضُونَ على الدُّجُنّة أنكرَتْ / ذاكَ الشحوبَ النُّكْرَ والتلويحا
ولقد نَصَحْتَهُمُ على عُدْوانهم / لكنّهم لا يَقْبلونَ نَصيحَا
حتى قَرَنْتَ الشمْلَ والتفريقَ في / عَرَصَاتهمْ والنّبْتَ والتّصْويحا
ونَصَرْتَ بالجيش اللُّهام وإنّما / أعْدَدْتَهُ قبل الفُتوح فتوحا
أُفْقٌ يمورُ الأفْقُ فيه عجاجةً / بحرٌ يموج البحرُ فيه سَبوحا
لو لم يَسِرْ في رَحْبِ عَزمِك آنفاً / لم يُلْفِ مُنخَرَقَ الخُبوتِ فسيحا
يُزْجيهِ أرْوَعُ لو يُدافَعُ باسمِهِ / عُلوِيُّ أفلاكِ السّماء أُزيحا
قادَ الخضارمةَ الملوكَ فوارساً / قد كان فارسَ جمْعها المشبوحا
فكأنّما مَلَكَ القضاءَ مُقدِّراً / في كُلِّ أَوبٍ وَالحِمامَ مُتيحا
وافى بِهَيبَةِ ذي الفقارِ كَأَنَّما / وَشّحْتَهُ بِنِجادِهِ تَوْشِيحا
حتى إذا غَمَرَ البحارَ كتائباً / لو يرتشفْنَ أُجاجَها لأميحا
زخَرَتْ غواشي الموت ناراً تلتظي / فأرَتْ عَدوّكَ زندَك المقدوحا
فكأنّما فَغَرَتْ إليهِ جَهَنّمٌ / منُهنّ أو كلَحَتْ إليه كُلوحا
وأُمَيّةٌ تُحفْي السّؤالَ وما لِمَنْ / أودى به الطُّوفانُ يذكرُ نُوحا
بُهِتُوا فهم يَتَوَهّمونَكَ بارِزاً / والتّاجَ مؤتلقاً عليك لَمُوحا
تتجاوبُ الدّنْيا عليهم مأتَماً / فكأنّمَا صَبّحْتَهُمْ تصبيحا
لَبِسوا معائبَهم ورُزْءَ فقيدِهم / كاللاّبساتِ على الحِدادِ مُسوحا
أنْفِذْ قضاءَ اللّهِ في أعدائهِ / لِتُراحَ من أوتارها وتُريحا
بالسّابقين الأوّلِينَ يؤمُّهُمْ / جبريلُ يَعتَنِقُ الكُماةَ مُشِيحا
فكأنّ جَدّكَ في فوارسِ هاشِمٍ / منهم بحيثُ يرى الحسينَ ذبيحا
أعَليكَ تختلِفُ المنَابِرُ بعدَما / جَنحتْ إليكَ المَشْرِقانِ جُنوحا
أمْ فِيكَ تخْتلِجُ الخلائقُ مِرْيَةً / كلاّ وقد وَضَحَ الصّباحُ وُضوحا
أُوتِيتَ فَضْلَ خِلافَةٍ كنُبُوّةٍ / ونَجِيَّ إلهامٍ كوَحْيٍ يُوحَى
أخَليفَةَ اللّهِ الرّضَى وسبيلَهُ / ومَنَارَهُ وكِتَابَهُ المشروحا
يا خيرَ مَن حجّتْ إليهِ مَطيّةٌ / يا خيرَ من أعطى الجزيلَ مَنوحا
ماذا نقولُ جَلَلْتَ عن أفهامنِا / حتى استَوَينْا أعْجَماً وفَصيحا
نَطَقَتْ بك السَّبْعُ المثاني ألسُناً / فكَفَيْنَنَا التعريض والتّصْريحا
تَسْعَى بنورِ اللّهِ بَينَ عِبادِهِ / لتُضيءَ بُرهاناً لهم وتلوحا
وَجَدَ العِيانُ سناك تحقيقاً ولم / تُحِطِ الظّنونُ بكُنهِهِ تصريحا
أخشاكَ تُنسي الشمسَ مطلعَها كما / أنسى الملائكَ ذكرُك التسبيحا
صورت من ملكوت ربك صورةً / وأمَدَّها عِلماً فكنْتَ الرّوحا
أقسمتُ لولا أن دُعيتَ خليفةً / لَدُعِيتَ من بعدِ المسيح مسيحا
شَهِدَتْ بمفخركَ السّمواتُ العُلى / وتنزّلَ القرآنُ فيك مديحا
أنُظلِمُ أن شِمنا بوارقَ لُمَّحا
أنُظلِمُ أن شِمنا بوارقَ لُمَّحا / وضحنَ لساري الليل من جنب تُوضحا
بعينك أن باتت تُحرِّقُ كُورَها / محجَّلةً غُرّاً من المُزنِ دُلَّحا
ولمّا احتضَنّ الليلَ أرهَفنَ خصرَهُ / فباتَ بأثناء الصّباح مُوشَّحا
تَحمّلَ ساريها إلينا تحِيّةً / فهيّجَ تذكاراً ووَجداً مُبرِّحا
وعارضَهُ تِلقاءَ أسماءَ عارضٌ / تَكفّى ثَبيرٌ فوقَهُ فترجّحا
ولمّا تَهادَى نكّبَ البِيدَ مُعْرِضاً / وأتْأقَ سَجْلاً للرّياض فَطفّحا
تَدلّى فخِلتُ الدُّكنَ من عَذَباتهِ / كواسِرَ فُتْخاً في حِفافيْه جُنَّحا
لِتَغْدُ غَواديهِ بمُنعَرج اللّوى / موائحَ رَقراقٍ من الرِّيّ مُتَّحا
سقَته فمجّتْ صائك المسكِ حُفَّلاً / تسُحُّ وأذرَتْ لؤلؤ النظم نُضَّحا
فلم تُبق من تلك الأجارع أجرعاً / ولم تُبقِ من تلك الأباطح أبطَحا
وللّه أظْعانٌ ببُرْقَةِ ثَهْمَدٍ / وقد كرَبتْ تلك الشموسُ لتَجنحا
أجَدِّكَ ما أنْفَكُّ إلاّ مُغَبَّقاً / بكأس النوى صِرْفاً وإلاّ مصَبَّحا
وأبيضَ من سِرّ الخِلافَةِ واضِحٍ / تجلّى فكان الشمسَ في رونقِ الضّحى
عنيفٌ ببَذلِ الوَفرِ يَلحي عُفاتَه / على صَفَدٍ ما كان نُهزَةَ من لَحى
تَوَخّاهُمُ قبلَ السؤالِ تبرّعاً / بمعروفِ ما يُولي وسِيلَ فأنجحا
صَحا أهلُ هذا البذل ممّنْ عَلمتَه / وأمسكَ بالأموال نشوانُ ما صَحا
ذروا حاتماً عنّا وكَعباً فإنّنا / رأيناه بالدنيا على الدين أسمحا
أريكَ به نَهْجَ الخلافة مَهيَعاً / يُبين وأعلامَ الخلافة وُضَّحا
كثيرُ وجوه الحزْم أردى به العِدى / وأنحى به ليْثَ العَرينَةِ فانتحى
ولمّا اجتباه والملائكُ جُندهُ / لمَهلكهم دارت على قُطبها الرّحى
فقلّدهَا جَمَّ السياسةِ مِدرهاً / إذا شاء رام القصْدَ أو قال أفصَحا
نحاهم به أمضى من السيف وَقعُه / وأجزَلَ من أركان رَضوى وأرجحا
وقد نَصَحَتْ قُوّادُه غيرَ أنّني / رأيتُ ربيبَ المُلكِ للملكِ أنصَحا
رآه أميرُ المؤمنين كعهدِهِ / تشبُّ لَظى الهيجاء ألفَحَ ألفَحا
رَمى بك قارونَ المغاربِ عاتياً / وفرعونَها مستحيياً ومذبِّحا
ورامَ جِماحاً والكتائبُ حَولَه / فوافاكَ في ظلّ السُّرادق أجمَحا
فلمّا اطلَخَمّ الأمرُ أخفَتَ زأرَه / فمجمج تعريضاً وقد كان صرّحا
مُرَدِّدُ جأشٍ في التراقي فضَحتَه / وكانتْ له أُمُّ المنيّةِ أفضَحا
ومُطّرِحُ الآراءِ ما كَرّ طَرفَه / ولا ارتدّ حتى عادَ شِلْواً مُطرَّحا
فلم يُدْعَ إرناناً ولا اصْطفَقَتْ له / حلائلُه في مأتَمِ النَّوح نُوَّحا
وغُودِرَ في أشياعهِ نَبأً وقدْ / مَحوْتَ به رسمَ الدّلالة فامّحى
وأدركتَ سُولاً في ابن واسول عَنوةً / وَزَحزَحتَ منه يذبُلاً فتزَحزَحا
وإلا أبنْه في العُصاةِ فإنّني / أرى شارباً منهم يميل مُرَنَّحا
يموت ويَحْيا بينَ راجٍ وآيسٍ / فكانَ له الهُلْكُ المُواشكُ أرْوَحا
تضَمّنَه حَجْلٌ كلَبّة أرقَمٍ / إذا خَرِسَ الحادي ترَنّمَ مُفصِحا
أُريكَ بمرآةِ الإمَامَةِ كاسْمها / على كُورِ عَنْسِ والإمامَ المرشَّحا
وقد سَلَبَتْه الزّاعبيّةُ ما ادّعى / فأصْبحَ تِنّيناً وأمسَى ذُرَحْرَحا
فما خطبهُ شاهَتْ وجوه دُعاتهِ / وجُدّعَ من مأفون رأيٍ وقُبّحا
وكان الجذاميُّ الطويلُ نجادُه / بهيماً مَدى أعصارِهِ فتوضّحا
عَجِلتَ له بَطشاً وإنّ وراءه / لَخَرْقاً من البيد المرَوراتِ أفيحا
مُعاشِرُ حربٍ يحلب الدهرَ أشطُراً / فلم يتّرِكْ سَعْياً ولم يأتِ مَنجَحا
أقولُ له في موثَقِ الأسرِ عاتباً / تُجاذبُه الأغلالُ والقيدُ مُقْمَحا
لئن حَمَلَتْ أشياعُ بغْيكَ فادحاً / يغولُ لقد حُمّلتَ ما كان أفدحا
ولا كابنه أذكى شهاباً بمعركٍ / وأجمحَ في ثِنْي العنانِ وأطمحا
مَرَت لك في الهيجاء ماءَ شبابهِ / يدٌ فَجّرَتْ منه جداولَ سُيَّحا
وأثكَلْتَه منه القضيبَ تهَصّرَتْ / أعاليه والرّوْضُ المُفوَّفُ صُوّحا
لَعَمري لَئنْ ألحقتَهُ أهلَ ودّه / لقد كان أوحاهم إلى مأزِقِ الرّحى
وكم هاجعٍ ليلَ البَياتِ اهتَبَلتَه / فصَبّحتَه كأسَ المنيّةِ مُصْبِحا
وهدّمْتَ ما شادَ العِنادُ وقد رَسَتْ / أواخِيهِ في تلك الهَزاهزِ رُجَّحا
على حينَ ضَجّ الأفقُ من شُرفاتهِ / وأعنانِهِ حتى هَوَتْ فتَفَسّحا
وقد كان باباً مُرْتَجاً دونَ جَنّةٍ / فلمّا دَنَتْ تلك اليمينُ تَفتَّحا
ليالي حُروبٍ كُنّ شُهْباً ثَواقباً / لها شُعَلٌ كانتْ سَمائمَ لُفَّحا
رأى ابنُ أبي سفيانَ فيها رشادَه / وعَفّى على إثْرِ الفسادِ وأصْلحا
دَعاكَ إلى تأمينهِ فأجَبْتَه / ولو لم تَدارَكْه بعارفةٍ طَحا
وفي آلِ موسى قد شنَنتَ وقائعاً / أهَبْتَ لهم تلك الزّعازع لُقَّحا
فلمّا رأوا أنْ لا مفَرّ لهارِبٍ / وأبدَتْ لهم أُمُّ المنيّة مَكلَحا
وأكدى عليهم زاخرُ اليمّ مَعبراً / وضاقَ عليهم جانبُ الأرضِ مسرَحا
صَفحتَ عن الجانينَ مَنّاً ورأفةً / وكنتَ حريّاً أن تَمُنّ وتَصفحا
وقد أزمعوا عن ذلكَ السِّيفِ رِحْلَةً / فملّكْتَ أَولاهمْ عِناناً مُسرَّحا
وكان مَشيدُ الحصْنِ هَضْبَ مُتالعٍ / فغادَرْتَه سَهْباً بتَيْماءَ صَحصَحا
قضى ما قضى منه البَوارُ فلم يُقَلْ / نعمتَ ولا حُيّيتَ مُمسىً ومُصْبَحا
معالِمُ لا يُنْدَبنَ آوِنَةً ولا / تنوحُ حمامُ الأيك فيهنّ صُدَّحا
وكانوا وكانَتْ فترةٌ جَاهِليّةٌ / فقد نَهّجَ اللّهُ السبيلَ وأوضَحا
لأفلحَ منهم مَن تزكّى وقادَهُ / حوارِيُّ أملاكٍ تَزكّى وأفلحا
حلفتُ بمستَنّ البِطاحِ أليّةً / وبالركن والغادي عليه مُمسِّحا
لَرُدّوا إلى الآياتِ مُعجِزةً فلو / لمستَ الحصى فيهم بكفّيكَ سَبّحا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025