المجموع : 4
يا عَينِ جودي بِالدُموعِ
يا عَينِ جودي بِالدُموعِ / المُستَهِلّاتِ السَوافِح
فَيضاً كَما فاضَت غُروبُ / المُترَعاتِ مِنَ النَواضِح
وَاِبكي لِصَخرٍ إِذ ثَوى / بَينَ الضَريحَةِ وَالصَفائِح
رَمساً لَدى جَدَثٍ تُذيعُ / بِتُربِهِ هوجُ النَوافِح
السَيِّدُ الجَحجاحُ وَاِبنُ / السادَةِ الشُمِّ الجَحاجِح
الحامِلُ الثِقَلَ المُهِمُّ / مِنَ المُلِمّاتِ الفَوادِح
الجابِرُ العَظمَ الكَسيرَ / مِنَ المُهاصِرِ وَالمُمانِح
الواهِبُ المِئَةِ الهِجانِ / مِنَ الخَناذيذِ السَوابِح
الغافِرُ الذَنبِ العَظيمِ / لِذي القَرابَةِ وَالمُمالِح
بِتَعَمُّدٍ مِنهُ وَحِلمٍ / حينَ يَبغي الحِلمَ راجِح
ذاكَ الَّذي كُنّا بِهِ / نَشفي المِراضَ مِنَ اجَوانِح
وَيَرُدَّ بادِرَةَ العَدُوِّ / وَنَخوَةَ الشَنِفِ المُكاشِح
فَأَصابَنا رَيبُ الزَمانِ / فَنالَنا مِنهُ بِناطِح
فَكَأَنَّما أُمَّ الزَمانُ / نُحورَنا بِمُدى الذَبائِح
فَنِساؤُنا يَندُبنَ نَوحاً / بَعدَ هادِيَةِ النَوائِح
يَحنُنَّ بَعدَ كَرى العُيونِ / حَنينَ والِهَةٍ قَوامِح
شَعِثَت شَواحِبَ لا يَنينَ / إِذا وَنى لَيلُ النَوائِح
يَندُبنَ فَقدَ أَخي النَدى / وَالخَيرِ وَالشِيَمِ الصَوالِح
وَالجودِ وَالأَيدي الطِوالِ / المُستَفيضاتِ السَوامِح
فَالآنَ نَحنُ وَمَن سِوانا / مِثلُ أَسنانِ القَوارِح
ذَري عَنكِ أَقوالَ الضَلالِ كَفى بِنا
ذَري عَنكِ أَقوالَ الضَلالِ كَفى بِنا / لِكَبشِ الوَغى في اليَومِ وَالأَمسِ ناطِحا
فَخالِدُ أَولى بِالتَعَذُّرِ مِنكُمُ / غَداةَ عَلا نَهجاً مِنَ الحَقِّ واضِحا
عَلَيكُم بِإِذنِ اللَهِ يُزجي مُصَمِّماً / سَوانِحَ لا تَكبو لَها وَبَوارِحا
نَعَوا مالِكاً بِالتاجِ لَمّا هَبَطنَهُ / عَوابِسَ في هابي الغُبارِ كَوالِحا
فَإِن تَكُ قَد أَبكَتكَ سَلمى بِمالِكٍ / تَرَكنا عَلَيهِ نائِحاتٍ وَنائِحا
لا تَخَل أَنَّني لَقيتُ رَواحا
لا تَخَل أَنَّني لَقيتُ رَواحا / بَعدَ صَخرٍ حَتّى أَثَبنَ نُواحا
مِن ضَميري بِلَوعَةِ الحُزنِ حَتّى / نَكَأَ الحُزنُ في فُؤادي فِقاحا
لا تَخَلني أَنّي نَسيتُ وَلا بُل / لَ فُؤادي وَلَو شَرِبتُ القَراحا
ذِكرَ صَخرٍ إِذا ذَكَرتُ نَداهُ / عيلَ صَبري بِرُزئِهِ ثُمَّ باحا
إِنَّ في الصَدرِ أَربَعاً يَتَجاوَب / نَ حَنيناً حَتّى كَسَرنَ الجَناحا
دَقَّ عَظمي وَهاضَ مِنّي جَناحي / هُلكُ صَخرٍ فَما أُطيقُ بَراحا
مَن لِضَيفٍ يَحِلُّ بِالحَيِّ عانٍ / بَعدَ صَخرٍ إِذا دَعاهُ صُياحا
وَعَلَيهِ أَرامِلُ الحَيِّ وَالسَف / رُ وَمُعتَرُّهُم بِهِ قَد أَلاحا
وَعَطايا يَهُزُها بِسَماحٍ / وَطِماحٍ لِمَن أَرادَ طِماحا
ظَفِرٌ بِالأُمورِ جَلدٌ نَجيبٌ / وَإِذا ما سَما لِحَربٍ أَباحا
وَبِحِلمٍ إِذا الجَهولُ اِعتَراهُ / يَردَعُ الجَهلَ بَعدَما قَد أَشاحا
إِنَّني قَد عَلِمتُ وَجدَكَ بِالحَم / دِ وَإِطلاقَكَ العُناةَ سَماحاَ
فارِسٌ يَضرِبُ الكَتيبَةَ بِالسَي / فِ إِذا أَردَفَ العَويلُ الصُياحا
يُقبِلُ الطَعنَ لِلنُحورِ بِشَزرٍ / حينَ يَسمو حَتّى يُلينَ الجِراحا
مُقبِلاتٌ حَتّى يُوَلَّينَ عَنهُ / مُدبِراتٌ وَما يُرِدنَ كِفاحا
كَم طَريدٍ قَد سَكَّنَ الجَأشَ مِنهُ / كانَ يَدعو بِصَفِّهِنَّ صُراحا
فارِسُ الحَربِ وَالمُعَمَّمُ فيها / مِدرَهُ الحَربِ حينَ يَلقى نِطاحا
جَرى لِيَ طَيرٌ في حِمامٍ حَذِرتُهُ
جَرى لِيَ طَيرٌ في حِمامٍ حَذِرتُهُ / عَلَيكَ اِبنَ عَمروٍ مِن سَنيحٍ وَبارِحِ
فَلَم يُنجِ صَخراً ما حَذِرتُ وَغالَهُ / مَواقِعُ غادٍ لِلمَنونِ وَرائِحِ
رَهينَةُ رَمسٍ قَد تَجُرُّ ذُيولُها / عَلَيهِ سَوافي الرامِساتِ البَوارِحِ
فَيا عَينِ بَكّي لِاِمرِئٍ طارَ ذِكرُهُ / لَهُ تَبكِ عَينُ الراكِضاتِ السَوابِحِ
وَكُلُّ طَويلِ المَتنِ أَسمَرَ ذابِلٍ / وَكُلُّ عَتيقٍ في جِيادِ الصَفائِحِ
وَكُلُّ دِلاصٍ كَالأَضاةِ مُذالَةً / وَكُلُّ جَوادٍ بَيِّنِ العِتقِ قارِحِ
وَكُلُّ ذَمولٍ كَالفَنيقِ شِمِلَّةٍ / وَكُلُّ سَريعٍ آخِرِ اللَيلِ آزِحِ
وَلِلجارِ يَوماً إِن دَعا لِمَضيفَةٍ / دَعا مُستَغيثاً أَوَّلاً بِالجَوايِحِ
أَخو الحَزمِ في الهَيجاءِ وَالعَزمِ في الَّتي / لِوَقعَتِها يَسوَدُّ بيضُ المَسايِحِ
حَسيبٌ لَبيبٌ مُتلِفٌ ما أَفادَهُ / مُبيحُ تِلادِ المُستَغِشِّ المُكاشِحِ