القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفضل الوليد الكل
المجموع : 14
تُحاولُ إنكاراً وَدمعُكَ مُوضِحُ
تُحاولُ إنكاراً وَدمعُكَ مُوضِحُ / أشاقَتكَ من ليلى ديارٌ ومسرحُ
لكلِّ فتى في الخَطبِ شكوى ودمعةٌ / ولكنَّ ما يجري مِنَ العينِ أفضَح
صَدَقتَ وحقّ الحبّ والوطنِ الذي / يَسحُّ عَليهِ الدّمعُ والدَّمُ يُسفَح
تؤرِّقني الذّكرى القديمةُ في النّوى / وعِندي إِلى العَلياءِ شوقٌ ومَطمَح
فبينَ الهوى والمجدِ نفسي مُقيمَةٌ / وإني لأُمسي في الهمومِ وأُصبح
خُلِقتُ لأشقى بالهواجسِ والمُنى / فلا كانَ لي قلبٌ من المهرِ أجمَح
تلذُّ لهُ الآلامُ فهو أليفُها / فأثمنُ ما يُعطيكَ وهوَ مجرَّح
تجمَّعَ فيهِ الذكرُ والحسنُ والهوَى / ألستَ تراهُ بالعواطف يَطفَح
كثيرونَ أصحابي قليلٌ وفاؤهم / ومن كانَ بذَّالاً لهم ليسَ يَنجَح
يُحمِّلُني خلِّي الذي فوقَ طاقتي / وأخسرُ في كلِّ الأمورِ ويربَح
أراني ضعيفاً في الصداقةِ والهوى / إذا ضنَّ أحبابي أجودُ وأسمَح
وإن بعدوا عنّي دَنوتُ مُصافحاً / وإن أذنبوا عمداً فأعفو وأصفَح
فما أنا إِلا البحرُ يقذفُ جيفةً / ويكنزُ دراً والحسودُ يُقَبِّح
أهيمُ بلبنانيّةٍ قرويَّةٍ / منازِلُها حيثُ الأزاهرُ تنفح
وأذكرُ ماضي حبِّنا وشبابنا / هنالِكَ في لبنانَ والعيشُ أفسح
فواللهِ لن أنسى حديثَ غَرامِنا / عشيّةَ فاحَ الياسمينُ المفتّح
رَنَت بجفونٍ مثل أكمامِ زَهرِها / عَليها جُفُوني في الجوى تتقرَّح
ومالت إِلى حيثُ السكينةُ والدُّجى / تقولُ ضياءُ البَدرِ أمرَكَ يفضَح
هُنالكَ أحيَتني بتَقبيلِ كفِّها / وكادت بلثمِ الثّغرِ والخدِّ تَسمَح
فيا حبّذا من ذلكَ الثَّغرِ بَسمَةٌ / أرَتني سماءً رحبةً تتفتَّح
ويا حبّذا من ذلكَ الشعرِ نفحةٌ / بها فرحُ القلبِ الذي ليسَ يَفرح
ويا حبّذا ليلٌ بللنا حِجابَه / بدمعِ التّشاكي والكواكبُ تجنح
جبيناً على خدِّ وعيناً على فمٍ / وكفّاً على كفٍّ تضمُّ وتمسح
لقد زالَ ذياكَ النَّعيمُ ولم أزَل / أرى الحسنَ يَفنى والحبيبةَ تَنزَح
الوردُ في خدَّيكِ لاحْ
الوردُ في خدَّيكِ لاحْ / والعطرُ من شفتيكِ فاحْ
والعودُ طالَ أنينه / والموجُ فوقَ الرّمل ناح
قلبي وقلبُك طائرا / نِ تعوّدا خَفقَ الجناح
دَمعي وثغرُكِ كالنَّدى / والياسمينةِ في الصّباح
ولقد سمعتُ صفيرَ بُل / بلكِ المرجِّعِ للنوّاح
فكأنّهُ خفقانُ قل / بكِ في الهوى تحتَ الوشاح
وكأنه رنّاتُ صو / تِكِ بينَ أصواتِ المِلاح
وكأنه أنّاتُ شِع / ري إن بسِرِّ هواكِ باح
وكأنه حناتُ نَف / سي في الغدوِّ وفي الرُّواح
يا هندُ عينُك في النَّوى / نَجمٌ من الظلماءِ لاح
دخلت أشعتُها الحَشى / فتفتَّحَت مثلَ الأقاح
فإذا رَنوتِ جَلوتِ عن / قَلبي الكآبةَ فاستراح
لا تُغمِضي العَينينِ كي / لا تُبصِري أثرَ الجراح
وتنفَّسي لتُعطِّري / ذاكَ النسيمَ على القراح
لي منكِ في الأحزانِ تر / نيمٌ وريحانٌ وراح
يا جنّتي قلبي هزا / رٌ فيكِ للتَّغريدِ ساح
فدَعيهِ يَصفُرُ أو يصي / حُ فآخرُ الدُّنيا صِياح
ولئن حَجبت جمالَ وج / هكِ في نقابٍ لا يُزاح
لا بدَّ من أن تَغفلي / يوماً فتُنصفني الرّياح
طالَ التمنُّعُ يا مليحةَ فامنحي
طالَ التمنُّعُ يا مليحةَ فامنحي / كم فرصة سنحت ولمّا تسمَحي
طلبَ الجمالُ عبودَتي وعِبادَتي / فغَدَوتُ بينَ مؤرَّقٍ ومُبرَّحِ
إني لأرجو ما بهِ أطمَعتني / ووعَدتِني وأنا بعيدُ المَطمَح
إن تُنجِزيهِ كُنتِ أكرمَ حرّةٍ / جادت على حرٍّ بما لم يقبح
ما زلتُ عذريَّ الهوى وأنا الذي / عن موقفِ الشرفاءِ لم يَتَزَحزَح
فثقي بما يُبديه قلبي من فمي / فأنا المخاطِبُ بالأصحّ الأفصح
ولئن نظرتُ إِلى سواكِ هُنَيهةً / ما كنتُ غيرَ مقابلٍ مُستَوضِح
باللهِ كيفَ أُحبُّ غيركِ بعدَما / طالعتُ أنوارَ الجبينِ الأصبَح
أنتِ الصباحُ وغيرُكِ المِصباحُ في / نظري ولستُ إذا جحدتُ بمُفلِح
هاتي يَديكِ وصافِحيني رَحمةً / فالحقدُ تحتَ يدِ المصافِحِ يَمَّحي
قالت أغارُ عليكَ فاحذر غِيرتي / ما النارُ منها في الجحيمِ بألفَح
أوَ لستَ تَعلمُ إنني سلطانةٌ / إن لم يكن دَمُ عاشِقي لي يُسفح
وبكت وألقَت فوقَ صَدري خَدَّها / فعَجبتُ كيفَ الخدُّ لم يتَجرَّح
وكأنهُ البلسانُ مِنهُ قد بَدا / وَردٌ على الأغصانِ لم يَتَفَتَّح
والدَّمعُ في تِلكَ المحاجر كالنّدى / في زهرةٍ من غُصنِها المترنّح
ففتحتُ قلبي مثلَ حرزٍ مُثمنٍ / يحوي جواهرَ لم يُمَسَّ وتُطَرَح
لأصونَ جوهرَ دَمعِها وأقولَ يا / غوّاصُ درُّكَ عِندَهُ لم يَربَح
فؤادي طارَ في حبّ الملاحِ
فؤادي طارَ في حبّ الملاحِ / كأزهارٍ تطيرُ على الرياحِ
ولي طَربٌ لأنغامٍ وشعرٍ / وأمواهٍ وريحانٍ وراح
وأعشقُ في الطبيعةِ كلَّ حسنٍ / تراءى في الغدوّ وفي الرواح
وكلُّ الحسنِ عندي حسنُ خودٍ / حصانِ الدرعِ مقلاقِ الوشاح
تريني الحسنَ أجمَعَ في محيَّاً / طلاقَتُهُ كأنوارِ الصباح
عَذابي والعذوبةُ في هواها / وقد يرتاحُ قلبي في الجِراح
كعصفورٍ رأى شرَكاً وحبّاً / فلذَّ لهُ التعلّقُ بالجناح
ودونَ الماءِ كم ألقى شَفيراً / فلا أرتدُّ عن وردِ القراح
أسيِّدتي الظريفةُ أنتِ روحُ
أسيِّدتي الظريفةُ أنتِ روحُ / بريّا الوردِ تغدو أو تروحُ
بلفظِكِ وابتسامِكِ همتُ حتى / رأيتُ الصبحَ بينهما يلوحُ
فديتُكِ حدِّثيني تُطربيني / فصوتُكِ فيهِ ألحانٌ تنوح
وإن أنشَدتِ من شِعري قليلاً / تصبّاني على فيكِ الصّبوح
نذوبُ صبابةً وهوىً ولطفاً / وروحانا المعذبتانِ روح
ونأملُ في الهوى العذريِّ برءاً / لجرحَينا فتَنفَتِحُ الجروح
فهذا النورُ في عينيك منِّي / وطيبُك من فمي أبداً يفوح
ردّي عليَّ الذي أبقيتِ من رُوحي
ردّي عليَّ الذي أبقيتِ من رُوحي / وارثي لحالةِ مجروحٍ ومقروحِ
حمَّلت طرفي وقلبي ذنبَ حبِّهما / فالحبُّ ما بينَ مسفوكِ ومسفوح
أنتِ التي لم تدَع في مُهجَتي رَمقاً / وليسَ بابُ الرّضا يوماً بمفتوح
جَمَعتُ فيكِ أحاديثَ الهوى كُتُباً / وما تركتُ كتاباً غَيرَ مَشروح
أفِق فالديكُ قد صَدَحا
أفِق فالديكُ قد صَدَحا / وحَيِّ الدنَّ والقدَحا
ولاقِ الصُّبحَ مُنبلِجاً / وشمَّ الزَّهرَ مُنفتِحا
وفي الرَّوضِ انتشِق نفَساً / لطيفاً طاهراً نفَحا
وللعصفورِ زَقزَقَةٌ / كَتَطريبٍ جَلا ترَحا
فطولُ النَّومِ مَفسدةٌ / لما بالنَّومِ قد صَلحا
فنَم ريَّانَ مُغتَبقاً / وقُم ظمآنَ مُصطَبحا
وبكِّر فالبكورُ بهِ / أخُو الحاجاتِ قد نجَحا
فمَرأَى الفجرِ مُنبَثِقاً / يُحسِّنُ كلَّ ما قَبُحا
وشربُ الكاسِ مُترَعةً / يُرَوِّضُ كلَّ ما جَمَحا
من الدَّهر اغتَنِم فُرَصاً / إذا سَنَحَت وقد سَمَحا
فهذا الوردُ ننثُرُهُ / وهذا الكيلُ قد طفَحا
وهذي الخمرُ نشرَبُها / فنَمشي بعدَها مَرَحا
صَفَت فصَفا الزَّمانُ لنا / وعَربَدنا لهُ فصَحا
لعَمركَ إن مَدَدتُ يَدي / وقد أصبَحتُ مُنطرحا
أَبِتْ مُتَلمِّساً قدَحي / وقلبي يَلمسُ الفَرَحا
جاءَ النّدامى وحلَّ الأنسُ والفَرَحُ
جاءَ النّدامى وحلَّ الأنسُ والفَرَحُ / فجَلسَةُ الشِّربِ باسمِ الرَّاحِ تُفتَتَحُ
هذا غبوقٌ جميلٌ فيهِ يجمَعُنا / حبُّ التي مَشيُنا في رَبعِها مَرَح
ففي كؤوسٍ من البلَّورِ أسكُبُها / فتِلكَ حلَّةُ من بالنُّورِ تتَّشِح
وليسَ يخدُمُ غيري عند حَضرَتِها / إنَّ الكريمَ ظريفٌ ليِّنٌ سَمِح
مدَّ السِّماطَ على هذا البساطِ وكُن / في شِربها عرَبيّاً ليسَ يَنفَضِح
دَعِ الكراسيَ إنَّ الأرضَ ثابتَةٌ / للرّكبَتَينِ فتَستَلقي وتنطَرح
ولنَشرَبَنَّ مُحيِّينَ الهِلالَ بها / والياسمينُ معَ الأرواحِ مُنفَتِح
ألا تراهُ مِنَ الزَّرقاءِ طالعَنا / وفوقَنا نورُهُ والطِّيبُ والفرَح
إني لأشرَبُ في كأسي أشِعَّتَهُ / معَ الرّحيقِ وضيقُ العيشِ يَنفَسح
فهل سمِعتَ بهذا المزجِ مِن قِدَمٍ / يا كيِّساً صَدرُهُ في السّكرِ مُنشَرح
واللهِ ما لابنِ هاني من مَحاسِنها / هذي المعاني التي يأتي بها الوَضَح
إن كنتُ أسكبُها صرفاً وأشرَبُها / أو كنتُ أرقُبُها شَوقاً وأمتَدِح
تَعنُو المعاني لها شتَّى مُزَخرفةً / كما يَزَخرفُ مِن أقواسِهِ قزَح
أحقُّ دارٍ بأن ترجُو النَّعيمَ لها / ما طابَ مُغتَبَقٌ فيها ومُصطبَح
إذا مَرَرتَ بها ألقِ السَّلامَ وقُل / لكِ السَّلامةُ فاسلم أيُّها القَدَح
أعلى الخدودِ الوردُ والتفَّاحُ
أعلى الخدودِ الوردُ والتفَّاحُ / ومن العيونِ أسنَّةٌ وصفاحُ
لا تطمعَنَّ بجنَّةٍ مَحميَّةٍ / في بابها السَّيَّافُ والرَّمَّاح
إنَّ الخسارةَ في الجسارَةِ حَيثُما / قَتلُ المغيرِ على السِّياجِ يُباح
إني جَنَيتُ الوَردَ منها شائكاً / وعليَّ فيها قد حنا التفَّاح
وعلامتي من زَهرِها وثِمارِها / هذا الأريجُ فإنّهُ فوّاح
إن قلتَ لي لعبَت خَرائدُنا بنا / فكأننا شجرٌ وهنَّ رياح
بقلوبهنَّ لعِبتُ حتى خِلتُها / أكراً وليسَ على القويِّ جماح
أو قلتَ من لحظاتهنَّ على الفتى / نبلٌ ومن قاماتهنَّ رِماح
حاربتُهنَّ بمثلِ ما حارَبنني / حتى يُكسَّرَ بالسلاحِ سِلاح
أنا عاشقٌ في عِشقِهِ متفنِّنٌ / ولكلِّ بابٍ عندهُ مفتاح
فإذا تعشَّقتُ المليحةَ زرتها / والسترُ يُرخى والخِمارُ يُزاح
وغدَوتُ أُضحِكُها وأضحَكُ والهوى / هزلٌ وتحتي عاشقٌ نوّاح
ليسَ الغرامُ صبابةً وكآبةً / لكنَّهُ اللّذّاتُ والأفراح
فلكم خلوتُ بغادةٍ في حبِّها / تجري الدموعُ وتُبذَلُ الأرواح
وهَّابةٌ في كلَّةٍ نهّابةٌ / في حَفلةٍ قد هابها السفَّاح
فلبثتُ أشربُ ريقَها ورَحيقَها / ولديَّ منها مِئزَرٌ ووشاح
قالت كفاكَ فقلتُ ثم بقيّةٌ / تُنفى بها الأحزانُ والأتراح
فرَمَت بكأسي ثم قالت هكذا / تُلهيكَ فلتتكسَّرِ الأقداح
ولكم طرِبتُ لنزهةٍ في زَورَقٍ / لعِبَت به الأمواجُ والأرواح
وحبيبتي تنحَلُّ عِقدةُ شعرِها / وجبينُها تحتَ الدُّجى مِصباح
والموجُ للمجدافِ باحَ بسرِّهِ / وأنا بأسرارِ الهوى بوّاح
فأقولُ للملّاحِ وهومُجذِّفٌ / والفُلكُ طيرٌ والشِّراعُ جناح
يا سائراً بي في سفينةِ نِعمَتي / مهلاً ورفقاً أيُّها الملّاح
كيفَ نفسي تستَريحْ
كيفَ نفسي تستَريحْ / بينَ أمواجٍ وريحْ
في رُبَى لبنانَ أهلي / وأنا وَحدي أسيح
أيُّها الليلُ لماذا / أنتَ بالنَّجمِ شحيح
مِثلما أثقَلتَ قلبي / أثقِلِ الجفنَ القريح
بنتَ لبنانَ اذكريني / إن تصلّي للمسيح
وأمامَ النجمِ قولي / كان ذا حبٍّ صحيح
واذكري ليلَ سمِعنا / بلبلَ الحبّ يصيح
دَخَلَ العشَّ وَحيداً / فبَكى الإلفَ النَّزيح
صَفرَةُ البُلبُلِ كانت / تملأ الجوَّ الفسيح
وكذا صيحةُ قلبي / وهو في البُعدِ جريح
بليالٍ همتُ فيها / بمحيَّاكِ المليح
وتنشَّقتُ عبيراً / من ثناياكِ يفيح
إن أمُت يا ميُّ فابكي / واركعي فوقَ الضريح
أرى أبداً قلبي الجريءَ جريحا
أرى أبداً قلبي الجريءَ جريحا / وجَفني من السّهدِ الطويلِ قريحا
وأهواءُ نفسي عندَ ثورَتِها لها / تلاعبُ حيّاتٍ تفحُّ فحيحا
فكم ليلةٍ أَشقى بها وتروعُني / كأنَّ عليها مُدنفاً وجريحا
وفي حمرةٍ أو صفرةٍ من نجُومِها / مطامعُ مِنها قد غدَوتُ طريحا
وكم يُذبلُ القنديلُ وَجهي وأرتمي / على ضوئهِ حتى يصيرَ شحيحا
وجفنايَ مربوطانِ والنومُ مطلقٌ / وليلي كحفّارٍ يسدُّ ضريحا
فأضربُ قلبي ساحقاً لرجائهِ / وألعَنُ دَهراً لا يزالُ قبيحا
ويَضربُني طيفُ الدُّجى بجناحهِ / فأسكتُ رعباً تحتَهُ فيصيحا
يا طائراً في الدوحِ ناحْ
يا طائراً في الدوحِ ناحْ / مهلاً فما هذا النواحْ
أإلى هنا مِثلي أنا / قَذَفتكَ هبّات الرياح
أيكونُ مبسوطَ الجناح / كمثلِ مقصوصِ الجناح
يُهنئكَ أنّكَ طائرٌ / متنقِّلٌ عندَ الصباح
فتطيرُ من غصنِ الى / غصنٍ عليهِ الزهرُ فاح
أبنتَ الرومِ في أعلى الصروحِ
أبنتَ الرومِ في أعلى الصروحِ / سَلوتُ هواكِ واندملت جروحي
عن العربيِّ قد أعرَضتِ جهلاً / فما أذعَنتِ للحقّ الصريح
وذاك لأن جنسَكِ غيرُ جنسي / وعزُّ المرءِ بالنسب الصحيح
سأخلعُ حلَّةً ألبَستِنِيها / فكانت مثلَ حلةِ ذي القروح
منكِ الهُدى والوحيُ يا أرواحُ
منكِ الهُدى والوحيُ يا أرواحُ / فالروحُ بالنَّجوى لها استيضاحُ
فارقتِ أشباح الجبابرةِ الألى / تذكارُهم في ليلِنا مصباح
أعلامُهُم وسيوفُهُم وعروشُهُم / ذَهبَ الفسادُ بها ولا إصلاح
عودي إلينا أو هبينا قوةً / فالظلمُ قد كترت به الأبراح
طرقَ العلوجُ بلادنا بجيوشِهم / ولهم علينا الحاكمُ السفّاح
إن المظالم بالحروبِ تمخَّضت / فاستَقتَلَ الجنديُّ والملاح
شَقيَ الورى بدمارِهم وهلاكِهم / وتنعَّم الطمَّاعُ والطمَّاح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025