المجموع : 14
تُحاولُ إنكاراً وَدمعُكَ مُوضِحُ
تُحاولُ إنكاراً وَدمعُكَ مُوضِحُ / أشاقَتكَ من ليلى ديارٌ ومسرحُ
لكلِّ فتى في الخَطبِ شكوى ودمعةٌ / ولكنَّ ما يجري مِنَ العينِ أفضَح
صَدَقتَ وحقّ الحبّ والوطنِ الذي / يَسحُّ عَليهِ الدّمعُ والدَّمُ يُسفَح
تؤرِّقني الذّكرى القديمةُ في النّوى / وعِندي إِلى العَلياءِ شوقٌ ومَطمَح
فبينَ الهوى والمجدِ نفسي مُقيمَةٌ / وإني لأُمسي في الهمومِ وأُصبح
خُلِقتُ لأشقى بالهواجسِ والمُنى / فلا كانَ لي قلبٌ من المهرِ أجمَح
تلذُّ لهُ الآلامُ فهو أليفُها / فأثمنُ ما يُعطيكَ وهوَ مجرَّح
تجمَّعَ فيهِ الذكرُ والحسنُ والهوَى / ألستَ تراهُ بالعواطف يَطفَح
كثيرونَ أصحابي قليلٌ وفاؤهم / ومن كانَ بذَّالاً لهم ليسَ يَنجَح
يُحمِّلُني خلِّي الذي فوقَ طاقتي / وأخسرُ في كلِّ الأمورِ ويربَح
أراني ضعيفاً في الصداقةِ والهوى / إذا ضنَّ أحبابي أجودُ وأسمَح
وإن بعدوا عنّي دَنوتُ مُصافحاً / وإن أذنبوا عمداً فأعفو وأصفَح
فما أنا إِلا البحرُ يقذفُ جيفةً / ويكنزُ دراً والحسودُ يُقَبِّح
أهيمُ بلبنانيّةٍ قرويَّةٍ / منازِلُها حيثُ الأزاهرُ تنفح
وأذكرُ ماضي حبِّنا وشبابنا / هنالِكَ في لبنانَ والعيشُ أفسح
فواللهِ لن أنسى حديثَ غَرامِنا / عشيّةَ فاحَ الياسمينُ المفتّح
رَنَت بجفونٍ مثل أكمامِ زَهرِها / عَليها جُفُوني في الجوى تتقرَّح
ومالت إِلى حيثُ السكينةُ والدُّجى / تقولُ ضياءُ البَدرِ أمرَكَ يفضَح
هُنالكَ أحيَتني بتَقبيلِ كفِّها / وكادت بلثمِ الثّغرِ والخدِّ تَسمَح
فيا حبّذا من ذلكَ الثَّغرِ بَسمَةٌ / أرَتني سماءً رحبةً تتفتَّح
ويا حبّذا من ذلكَ الشعرِ نفحةٌ / بها فرحُ القلبِ الذي ليسَ يَفرح
ويا حبّذا ليلٌ بللنا حِجابَه / بدمعِ التّشاكي والكواكبُ تجنح
جبيناً على خدِّ وعيناً على فمٍ / وكفّاً على كفٍّ تضمُّ وتمسح
لقد زالَ ذياكَ النَّعيمُ ولم أزَل / أرى الحسنَ يَفنى والحبيبةَ تَنزَح
الوردُ في خدَّيكِ لاحْ
الوردُ في خدَّيكِ لاحْ / والعطرُ من شفتيكِ فاحْ
والعودُ طالَ أنينه / والموجُ فوقَ الرّمل ناح
قلبي وقلبُك طائرا / نِ تعوّدا خَفقَ الجناح
دَمعي وثغرُكِ كالنَّدى / والياسمينةِ في الصّباح
ولقد سمعتُ صفيرَ بُل / بلكِ المرجِّعِ للنوّاح
فكأنّهُ خفقانُ قل / بكِ في الهوى تحتَ الوشاح
وكأنه رنّاتُ صو / تِكِ بينَ أصواتِ المِلاح
وكأنه أنّاتُ شِع / ري إن بسِرِّ هواكِ باح
وكأنه حناتُ نَف / سي في الغدوِّ وفي الرُّواح
يا هندُ عينُك في النَّوى / نَجمٌ من الظلماءِ لاح
دخلت أشعتُها الحَشى / فتفتَّحَت مثلَ الأقاح
فإذا رَنوتِ جَلوتِ عن / قَلبي الكآبةَ فاستراح
لا تُغمِضي العَينينِ كي / لا تُبصِري أثرَ الجراح
وتنفَّسي لتُعطِّري / ذاكَ النسيمَ على القراح
لي منكِ في الأحزانِ تر / نيمٌ وريحانٌ وراح
يا جنّتي قلبي هزا / رٌ فيكِ للتَّغريدِ ساح
فدَعيهِ يَصفُرُ أو يصي / حُ فآخرُ الدُّنيا صِياح
ولئن حَجبت جمالَ وج / هكِ في نقابٍ لا يُزاح
لا بدَّ من أن تَغفلي / يوماً فتُنصفني الرّياح
طالَ التمنُّعُ يا مليحةَ فامنحي
طالَ التمنُّعُ يا مليحةَ فامنحي / كم فرصة سنحت ولمّا تسمَحي
طلبَ الجمالُ عبودَتي وعِبادَتي / فغَدَوتُ بينَ مؤرَّقٍ ومُبرَّحِ
إني لأرجو ما بهِ أطمَعتني / ووعَدتِني وأنا بعيدُ المَطمَح
إن تُنجِزيهِ كُنتِ أكرمَ حرّةٍ / جادت على حرٍّ بما لم يقبح
ما زلتُ عذريَّ الهوى وأنا الذي / عن موقفِ الشرفاءِ لم يَتَزَحزَح
فثقي بما يُبديه قلبي من فمي / فأنا المخاطِبُ بالأصحّ الأفصح
ولئن نظرتُ إِلى سواكِ هُنَيهةً / ما كنتُ غيرَ مقابلٍ مُستَوضِح
باللهِ كيفَ أُحبُّ غيركِ بعدَما / طالعتُ أنوارَ الجبينِ الأصبَح
أنتِ الصباحُ وغيرُكِ المِصباحُ في / نظري ولستُ إذا جحدتُ بمُفلِح
هاتي يَديكِ وصافِحيني رَحمةً / فالحقدُ تحتَ يدِ المصافِحِ يَمَّحي
قالت أغارُ عليكَ فاحذر غِيرتي / ما النارُ منها في الجحيمِ بألفَح
أوَ لستَ تَعلمُ إنني سلطانةٌ / إن لم يكن دَمُ عاشِقي لي يُسفح
وبكت وألقَت فوقَ صَدري خَدَّها / فعَجبتُ كيفَ الخدُّ لم يتَجرَّح
وكأنهُ البلسانُ مِنهُ قد بَدا / وَردٌ على الأغصانِ لم يَتَفَتَّح
والدَّمعُ في تِلكَ المحاجر كالنّدى / في زهرةٍ من غُصنِها المترنّح
ففتحتُ قلبي مثلَ حرزٍ مُثمنٍ / يحوي جواهرَ لم يُمَسَّ وتُطَرَح
لأصونَ جوهرَ دَمعِها وأقولَ يا / غوّاصُ درُّكَ عِندَهُ لم يَربَح
فؤادي طارَ في حبّ الملاحِ
فؤادي طارَ في حبّ الملاحِ / كأزهارٍ تطيرُ على الرياحِ
ولي طَربٌ لأنغامٍ وشعرٍ / وأمواهٍ وريحانٍ وراح
وأعشقُ في الطبيعةِ كلَّ حسنٍ / تراءى في الغدوّ وفي الرواح
وكلُّ الحسنِ عندي حسنُ خودٍ / حصانِ الدرعِ مقلاقِ الوشاح
تريني الحسنَ أجمَعَ في محيَّاً / طلاقَتُهُ كأنوارِ الصباح
عَذابي والعذوبةُ في هواها / وقد يرتاحُ قلبي في الجِراح
كعصفورٍ رأى شرَكاً وحبّاً / فلذَّ لهُ التعلّقُ بالجناح
ودونَ الماءِ كم ألقى شَفيراً / فلا أرتدُّ عن وردِ القراح
أسيِّدتي الظريفةُ أنتِ روحُ
أسيِّدتي الظريفةُ أنتِ روحُ / بريّا الوردِ تغدو أو تروحُ
بلفظِكِ وابتسامِكِ همتُ حتى / رأيتُ الصبحَ بينهما يلوحُ
فديتُكِ حدِّثيني تُطربيني / فصوتُكِ فيهِ ألحانٌ تنوح
وإن أنشَدتِ من شِعري قليلاً / تصبّاني على فيكِ الصّبوح
نذوبُ صبابةً وهوىً ولطفاً / وروحانا المعذبتانِ روح
ونأملُ في الهوى العذريِّ برءاً / لجرحَينا فتَنفَتِحُ الجروح
فهذا النورُ في عينيك منِّي / وطيبُك من فمي أبداً يفوح
ردّي عليَّ الذي أبقيتِ من رُوحي
ردّي عليَّ الذي أبقيتِ من رُوحي / وارثي لحالةِ مجروحٍ ومقروحِ
حمَّلت طرفي وقلبي ذنبَ حبِّهما / فالحبُّ ما بينَ مسفوكِ ومسفوح
أنتِ التي لم تدَع في مُهجَتي رَمقاً / وليسَ بابُ الرّضا يوماً بمفتوح
جَمَعتُ فيكِ أحاديثَ الهوى كُتُباً / وما تركتُ كتاباً غَيرَ مَشروح
أفِق فالديكُ قد صَدَحا
أفِق فالديكُ قد صَدَحا / وحَيِّ الدنَّ والقدَحا
ولاقِ الصُّبحَ مُنبلِجاً / وشمَّ الزَّهرَ مُنفتِحا
وفي الرَّوضِ انتشِق نفَساً / لطيفاً طاهراً نفَحا
وللعصفورِ زَقزَقَةٌ / كَتَطريبٍ جَلا ترَحا
فطولُ النَّومِ مَفسدةٌ / لما بالنَّومِ قد صَلحا
فنَم ريَّانَ مُغتَبقاً / وقُم ظمآنَ مُصطَبحا
وبكِّر فالبكورُ بهِ / أخُو الحاجاتِ قد نجَحا
فمَرأَى الفجرِ مُنبَثِقاً / يُحسِّنُ كلَّ ما قَبُحا
وشربُ الكاسِ مُترَعةً / يُرَوِّضُ كلَّ ما جَمَحا
من الدَّهر اغتَنِم فُرَصاً / إذا سَنَحَت وقد سَمَحا
فهذا الوردُ ننثُرُهُ / وهذا الكيلُ قد طفَحا
وهذي الخمرُ نشرَبُها / فنَمشي بعدَها مَرَحا
صَفَت فصَفا الزَّمانُ لنا / وعَربَدنا لهُ فصَحا
لعَمركَ إن مَدَدتُ يَدي / وقد أصبَحتُ مُنطرحا
أَبِتْ مُتَلمِّساً قدَحي / وقلبي يَلمسُ الفَرَحا
جاءَ النّدامى وحلَّ الأنسُ والفَرَحُ
جاءَ النّدامى وحلَّ الأنسُ والفَرَحُ / فجَلسَةُ الشِّربِ باسمِ الرَّاحِ تُفتَتَحُ
هذا غبوقٌ جميلٌ فيهِ يجمَعُنا / حبُّ التي مَشيُنا في رَبعِها مَرَح
ففي كؤوسٍ من البلَّورِ أسكُبُها / فتِلكَ حلَّةُ من بالنُّورِ تتَّشِح
وليسَ يخدُمُ غيري عند حَضرَتِها / إنَّ الكريمَ ظريفٌ ليِّنٌ سَمِح
مدَّ السِّماطَ على هذا البساطِ وكُن / في شِربها عرَبيّاً ليسَ يَنفَضِح
دَعِ الكراسيَ إنَّ الأرضَ ثابتَةٌ / للرّكبَتَينِ فتَستَلقي وتنطَرح
ولنَشرَبَنَّ مُحيِّينَ الهِلالَ بها / والياسمينُ معَ الأرواحِ مُنفَتِح
ألا تراهُ مِنَ الزَّرقاءِ طالعَنا / وفوقَنا نورُهُ والطِّيبُ والفرَح
إني لأشرَبُ في كأسي أشِعَّتَهُ / معَ الرّحيقِ وضيقُ العيشِ يَنفَسح
فهل سمِعتَ بهذا المزجِ مِن قِدَمٍ / يا كيِّساً صَدرُهُ في السّكرِ مُنشَرح
واللهِ ما لابنِ هاني من مَحاسِنها / هذي المعاني التي يأتي بها الوَضَح
إن كنتُ أسكبُها صرفاً وأشرَبُها / أو كنتُ أرقُبُها شَوقاً وأمتَدِح
تَعنُو المعاني لها شتَّى مُزَخرفةً / كما يَزَخرفُ مِن أقواسِهِ قزَح
أحقُّ دارٍ بأن ترجُو النَّعيمَ لها / ما طابَ مُغتَبَقٌ فيها ومُصطبَح
إذا مَرَرتَ بها ألقِ السَّلامَ وقُل / لكِ السَّلامةُ فاسلم أيُّها القَدَح
أعلى الخدودِ الوردُ والتفَّاحُ
أعلى الخدودِ الوردُ والتفَّاحُ / ومن العيونِ أسنَّةٌ وصفاحُ
لا تطمعَنَّ بجنَّةٍ مَحميَّةٍ / في بابها السَّيَّافُ والرَّمَّاح
إنَّ الخسارةَ في الجسارَةِ حَيثُما / قَتلُ المغيرِ على السِّياجِ يُباح
إني جَنَيتُ الوَردَ منها شائكاً / وعليَّ فيها قد حنا التفَّاح
وعلامتي من زَهرِها وثِمارِها / هذا الأريجُ فإنّهُ فوّاح
إن قلتَ لي لعبَت خَرائدُنا بنا / فكأننا شجرٌ وهنَّ رياح
بقلوبهنَّ لعِبتُ حتى خِلتُها / أكراً وليسَ على القويِّ جماح
أو قلتَ من لحظاتهنَّ على الفتى / نبلٌ ومن قاماتهنَّ رِماح
حاربتُهنَّ بمثلِ ما حارَبنني / حتى يُكسَّرَ بالسلاحِ سِلاح
أنا عاشقٌ في عِشقِهِ متفنِّنٌ / ولكلِّ بابٍ عندهُ مفتاح
فإذا تعشَّقتُ المليحةَ زرتها / والسترُ يُرخى والخِمارُ يُزاح
وغدَوتُ أُضحِكُها وأضحَكُ والهوى / هزلٌ وتحتي عاشقٌ نوّاح
ليسَ الغرامُ صبابةً وكآبةً / لكنَّهُ اللّذّاتُ والأفراح
فلكم خلوتُ بغادةٍ في حبِّها / تجري الدموعُ وتُبذَلُ الأرواح
وهَّابةٌ في كلَّةٍ نهّابةٌ / في حَفلةٍ قد هابها السفَّاح
فلبثتُ أشربُ ريقَها ورَحيقَها / ولديَّ منها مِئزَرٌ ووشاح
قالت كفاكَ فقلتُ ثم بقيّةٌ / تُنفى بها الأحزانُ والأتراح
فرَمَت بكأسي ثم قالت هكذا / تُلهيكَ فلتتكسَّرِ الأقداح
ولكم طرِبتُ لنزهةٍ في زَورَقٍ / لعِبَت به الأمواجُ والأرواح
وحبيبتي تنحَلُّ عِقدةُ شعرِها / وجبينُها تحتَ الدُّجى مِصباح
والموجُ للمجدافِ باحَ بسرِّهِ / وأنا بأسرارِ الهوى بوّاح
فأقولُ للملّاحِ وهومُجذِّفٌ / والفُلكُ طيرٌ والشِّراعُ جناح
يا سائراً بي في سفينةِ نِعمَتي / مهلاً ورفقاً أيُّها الملّاح
كيفَ نفسي تستَريحْ
كيفَ نفسي تستَريحْ / بينَ أمواجٍ وريحْ
في رُبَى لبنانَ أهلي / وأنا وَحدي أسيح
أيُّها الليلُ لماذا / أنتَ بالنَّجمِ شحيح
مِثلما أثقَلتَ قلبي / أثقِلِ الجفنَ القريح
بنتَ لبنانَ اذكريني / إن تصلّي للمسيح
وأمامَ النجمِ قولي / كان ذا حبٍّ صحيح
واذكري ليلَ سمِعنا / بلبلَ الحبّ يصيح
دَخَلَ العشَّ وَحيداً / فبَكى الإلفَ النَّزيح
صَفرَةُ البُلبُلِ كانت / تملأ الجوَّ الفسيح
وكذا صيحةُ قلبي / وهو في البُعدِ جريح
بليالٍ همتُ فيها / بمحيَّاكِ المليح
وتنشَّقتُ عبيراً / من ثناياكِ يفيح
إن أمُت يا ميُّ فابكي / واركعي فوقَ الضريح
أرى أبداً قلبي الجريءَ جريحا
أرى أبداً قلبي الجريءَ جريحا / وجَفني من السّهدِ الطويلِ قريحا
وأهواءُ نفسي عندَ ثورَتِها لها / تلاعبُ حيّاتٍ تفحُّ فحيحا
فكم ليلةٍ أَشقى بها وتروعُني / كأنَّ عليها مُدنفاً وجريحا
وفي حمرةٍ أو صفرةٍ من نجُومِها / مطامعُ مِنها قد غدَوتُ طريحا
وكم يُذبلُ القنديلُ وَجهي وأرتمي / على ضوئهِ حتى يصيرَ شحيحا
وجفنايَ مربوطانِ والنومُ مطلقٌ / وليلي كحفّارٍ يسدُّ ضريحا
فأضربُ قلبي ساحقاً لرجائهِ / وألعَنُ دَهراً لا يزالُ قبيحا
ويَضربُني طيفُ الدُّجى بجناحهِ / فأسكتُ رعباً تحتَهُ فيصيحا
يا طائراً في الدوحِ ناحْ
يا طائراً في الدوحِ ناحْ / مهلاً فما هذا النواحْ
أإلى هنا مِثلي أنا / قَذَفتكَ هبّات الرياح
أيكونُ مبسوطَ الجناح / كمثلِ مقصوصِ الجناح
يُهنئكَ أنّكَ طائرٌ / متنقِّلٌ عندَ الصباح
فتطيرُ من غصنِ الى / غصنٍ عليهِ الزهرُ فاح
أبنتَ الرومِ في أعلى الصروحِ
أبنتَ الرومِ في أعلى الصروحِ / سَلوتُ هواكِ واندملت جروحي
عن العربيِّ قد أعرَضتِ جهلاً / فما أذعَنتِ للحقّ الصريح
وذاك لأن جنسَكِ غيرُ جنسي / وعزُّ المرءِ بالنسب الصحيح
سأخلعُ حلَّةً ألبَستِنِيها / فكانت مثلَ حلةِ ذي القروح
منكِ الهُدى والوحيُ يا أرواحُ
منكِ الهُدى والوحيُ يا أرواحُ / فالروحُ بالنَّجوى لها استيضاحُ
فارقتِ أشباح الجبابرةِ الألى / تذكارُهم في ليلِنا مصباح
أعلامُهُم وسيوفُهُم وعروشُهُم / ذَهبَ الفسادُ بها ولا إصلاح
عودي إلينا أو هبينا قوةً / فالظلمُ قد كترت به الأبراح
طرقَ العلوجُ بلادنا بجيوشِهم / ولهم علينا الحاكمُ السفّاح
إن المظالم بالحروبِ تمخَّضت / فاستَقتَلَ الجنديُّ والملاح
شَقيَ الورى بدمارِهم وهلاكِهم / وتنعَّم الطمَّاعُ والطمَّاح