القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 13
لِمَن العيسُ لها في البيد نفحُ
لِمَن العيسُ لها في البيد نفحُ / شَفَّها التأويبُ وَالشَوقُ الملحُّ
ضُمَّرٌ تمرحُ شَوقاً في البُرى / وَبها من لاعج الأَشواقِ برحُ
تقطعُ الأَرضَ وِهاداً ورُبى / وَلَها في لجِّ بَحر الآلِ سَبحُ
وإذا ما لاحَ بَرقٌ بالحِمى / وَهي تَعدو مَرَحاً كادَت تُلحُّ
ما على من حَمَّلوها قَمَراً / يَهتَدي الرَكبُ به إِن جَنَّ جُنحُ
لو أَصاخوا للمُعَنّى ساعةً / يَشرح الوَجدَ وهل لِلوَجدِ شَرحُ
خلَّفوهُ عانياً لا يُفتَدى / من هَواه وَعليلاً لا يَصِحُّ
كَيفَ يَقفو إِثرَ من قد ظعنوا / تابعاً وَالدَمعُ للآثار يَمحو
وَمَتى يَرجو التَسَلّي مُغرَمٌ / يَنطَوي منه على الأَحزان كَشحُ
كُلَّما حنَّ إِلى السَفح هوىً / بلَّ ردنَيه من الأَجفان سَفحُ
ما لِوَرقاءِ الحِمى لا صَدَحَت / أَنا أَهوى وَهيَ بالشَكوى تلحُّ
أَينَ مِن شَوقي وَرقاءُ الحِمى / للحِشا صدعٌ وَلِلوَرقاءِ صَدحُ
وَدَفينُ الشَوق يُبديه الجَوى / مِثلُ سِرِّ الزَند إذ يوريه قَدحُ
آهِ من ذِكرى لُييلاتِ اللِوى / حيث أَهلي جيرَةٌ وَالدَهرُ صُلحُ
هَكَذا تفدحُ أَيّامُ النَوى / كَم لأَيّام النوى بالبين فَدحُ
وَعَناءٌ في تَصاريف الهَوى / عاذِلٌ يَلحو وأَشواقٌ تُلحُّ
يا خَليليَّ اِبذلا نُصحَكما / إِن يكن عندَكما للخلِّ نُصحُ
هَل قَضى حقَّ التَصابي كَلِفٌ / هو بالروح وحقِّ اللَهِ سَمحُ
جدَّ في الحُبِّ بيَ الوَجدُ وقد / كانَ ظَنّي أَنَّ جدَّ الحبّ مَزحُ
وَالهَوى صَعبٌ على عِلّاته / وَقُصارى الحبِّ إِكداءٌ وكَدحُ
غير أَنّي بأَحاديث الصِبا / نَحوَ لذّات الصِبا وَاللَهو أَنحو
لَستُ أَشكو لَفحَ نيران الجَوى / إِن يكن لي من رَسول اللَه نَفحُ
سَيَّدُ الكونَين والمَولى الَّذي / غَمرَ الخلقَ له مَنٌّ ومَنحُ
بهرت آياتُه إِذ ظهرَت / فَلَها بالسَعد إِشراقٌ ولَمحُ
قامَ يَجلو ظُلَمَ الكفر بها / مثلما يَجلو ظَلامَ اللَيلِ صُبحُ
وَفَرى الشِركَ بماضيهِ فَلَم / يُرأمُ الدَهرَ له مِن بَعد جُرحُ
رجَحَ الخلقَ كمالاً فَلَه / النُهى الأَرجَحُ وَالقَولُ الأَصحُّ
وله القِدحُ المُعَلّى في العُلى / كلَّما فازَ لذي العلياءِ قِدحُ
كَم وَكَم مِن نِعمَةٍ وَشَّحَها / عاتقُ الدهر بكفٍّ لا تَشحُّ
وَشَفى قَرحاً بأسنى هِمَّةٍ / من عُلاهُ حين مَسَّ القومَ قَرحُ
وإِذا خابَ لراجٍ أَملٌ / فَلَه عند رَسول اللَهِ نُجحُ
سَيِّدٌ أَدنى مَزاياهُ العُلى / وأَقلُّ النَيل من جَدواه سَحُّ
يا رَسولَ اللَه يا مَن لم يَزَل / للوَرى من فَضلِهِ كسبٌ وربحُ
أَنتَ أَنتَ المُرتَجى إِن سَنحَت / كُربَةٌ أَو أَعوزَ الإِقبالَ سُنحُ
هب لراجيك وهَبهُ عاصيا / أَينَ منكَ اليومَ إِغضاءٌ وَصَفحُ
واِنتقِدهُ من يد البَين الَّذي / لَم يَزَل يَشذبُهُ جَوراً وَيَلحو
أَدنِهِ منكَ جِواراً فَلَقَد / ضاقَ وَاللَه به في الهِند فَسحُ
وَقوافٍ قُدتُها طوعَ يَدي / بعد أَن أَعيا الوَرى منهنَّ جَمحُ
يَحسدُ الروضُ لآلي نَظمِها / إِذ حَكاها من سَقيط الطَلِّ رشحُ
وَتَوَدُّ الخودُ إذ تُصغي لها / أَنَّها في جيدِها طَوقٌ ووشحُ
كُلُّ غَرّاءَ اذا ما أنشِدَت / زانَها في شيَم المُختار مَدحُ
أَما تَرى الأَيكَ قَد غَنَّت صوادحُهُ
أَما تَرى الأَيكَ قَد غَنَّت صوادحُهُ / وَالرَوضَ نَمَّت بريّاه نَوافحُهُ
فاِنهض إلى وَردَةٍ حُفَّت بنرجسةٍ / حَبابُها زَهَرٌ طابَت روائحُهُ
حَمراءَ يسطعُ في الظَلماءِ ساطعها / كأَنَّها شَرَرٌ أَوراهُ قادحُهُ
إِذا اِحتَساها أخو سِرّ بجُنحِ دُجىً / يَكادُ يظهرُ ما تُخفي جوانحُهُ
مِن كَفِّ أَغيدَ ما لِلبَدر طلعتُه / ولا لِشَمسِ الضُحى منه مَلامحُهُ
مورَّدُ الخَدِّ لَدنُ القدِّ ذو هَيفٍ / خَفيفُ روحٍ ثَقيلُ الرِدفِ راجحُهُ
بَدرٌ ولكنَّما قَلبي مطالعُه / ظَبيٌ ولكنَّ أَحشائي مسارحُهُ
لَم تبدُ رقَّةُ كشحَيه لناظرِه / إلّا ورقَّ له بالرَغم كاشحُهُ
إذا تَجَلَّت بِشَمسِ الراح راحتهُ / ودَّت نُجومُ الدَياجي لو تُصافحُهُ
يفترُّ ثَغرُ حَبابِ الكأسِ في يَدِه / كأَنَّها حين يَجلوها تُمازِحُهُ
ما اِهتزَّ من طَرَبٍ إلّا شَدا طَرَباً / من الحُليِّ على عِطفيه صادِحُهُ
قاسوه بالبَدرِ في ظَلماء طُرَّته / وَالفَرقُ يَظهَرُ مِثلَ الصبح واضحهُ
ما كانَ أَغنى النَدامى عَن مُدامَتهِ / لَو أَنَّه سامحٌ بالثَغر مانِحُهُ
لا يَمنع الصبَّ وَعداً حين يسأَلُه / لكنَّه ربَّما عزَّت منائحُهُ
قد كانَ يُقنعُه طَيفٌ يُلِمُّ بِهِ / لو أَنَّه بالكرى لَيلاً يسامحُهُ
كَم رامَ يكتمُ ما يَلقاهُ من كَمَدٍ / في حبِّه غير أَنَّ الدَمعَ فاضِحُهُ
يا ناصحَ الصَبِّ فيه لا تقل سَفهاً / تاللَه ما برَّ فيما قالَ ناصحُهُ
ما زِلتُ أُحسِنُ شِعري في مَحاسِنهِ / وواصفُ الحُسن لا تَكبو قَرائحهُ
لا يَحسُنُ الشِعرُ إِلّا من تغزُّله / فيه وَفي المُصطَفى الهادي مدائحهُ
هُوَ الحَبيبُ الَّذي راقَت خلائقُه / ورَبُّه بعظيم الخُلق مادحُهُ
إِن ضَلَّ مَن أَمَّ لَيلاً سوحَ حضرته / هداه من نَشره الذاكي فوائحُهُ
هُوَ الكَريمُ الَّذي ما زالَ نائلُه / تَتلو غواديَه فينا روائحُهُ
محمَّدٌ خَيرُ محمودٍ وأَحمَدُ من / وافَت بأسعدِ إِقبالٍ سوانحُهُ
أَتى بِفُرقانِ حقٍّ في نبوَّتِه / ضاهَت خواتِمَهُ الحُسنى فواتحهُ
من اِقتفاهُ أَغاثَتهُ صحائفُه / وَمَن أَباهُ أَبادَته صفايحُهُ
وَلَيسَ بابُ هُدىً تُرجى النَجاةُ بِهِ / يوم القيامة إِلّا وهو فاتحُهُ
الموسعُ الجود إِن ضاقَت مذاهبُهُ / وَالفاتحُ الخير إِن أَعيَت مفاتحُهُ
ما زالَ مجتهداً في نُصح أمَّتهِ / حتّى هَدَتهم إلى الحُسنى نصائحُهُ
بصدقِه شهدَت أَنوارُ غرَّته / وَالحَقُّ أَبلجُ لا تَخفى لوائحُهُ
لَم يبرحِ العَدلُ بالعدوان ملتبساً / حتّى أَتى وهو بالفُرقان شارحُهُ
فأَصبحَ الحَقُّ قد دَرَّت غَزائرُهُ / وأَنتجَت بالهُدى فينا لواقحُهُ
وَأَصلحَ الدينَ والدُنيا بملَّتهِ / وأَقبلت في الوَرى تَترى مصالحُهُ
قَد فازَ منه مواليهِ بمُنيتِهِ / وطوَّحت بمُعاديه طوائحُهُ
ما مَسَّ مُجدِبَ وادٍ نعلُ أَخمصِه / إِلّا وسالَت بما تَهوى أَباطحُهُ
لَو فاخَرَ البَحرَ جَدوى راحَتيه غدا / قَفراً وغاضَت على غيظٍ طوافحُهُ
ولَو أمِدَّ غَمامٌ يَومَ نائله / من فيض كفَّيه ما كفَّت سوافحُهُ
وَكَم لَه من جَميلٍ دُرُّ مُجمَلِهِ / زانَت ترائبَ أَقوالي وشائحُهُ
لا يَبلغ الواصفُ المُطري مناقبهُ / وَكَيفَ يَبلغُ أَقصى البحر سابحُهُ
يا سيَّدَ الخَلقِ ما لِلعَبد غيركَ من / يَرجوهُ غوثاً إِذا ضاقَت منادِحُهُ
فأَنتَ أَنتَ المرجّى إِن عرَت نُوَبٌ / وَبَلبَلَ البالَ من دَهرٍ فوادحُهُ
فاِسمع لدَعوةِ مُضطرٍّ به ضَرَرٌ / يَدعوكَ وهو بَعيدُ الإِلفِ نازِحُهُ
قد غادرَته النوى رهنَ الخُطوب ولَم / يزل يُماسيه منها ما يُصابِحُهُ
أَضحى غَريباً بأَرض الهِند لَيسَ له / سوى تفكُّره خِلٌّ يطارحُهُ
لَعَلَّ رُحماكَ من بَلواهُ تُنقذُه / وَيُصبح البينُ قد بانَت بوارحُهُ
فاِشفَع فدَيتُكَ في عَبدٍ تكاءَدَهُ / من الحوادِثِ ما أَعياهُ جامِحُهُ
يَرجو شفاعَتَكَ العُظمى إذا شَهِدت / بما جَناه على عَمدٍ جوارحُهُ
وَسل إِلهكَ يَعفو عَن جَرائمِهِ / قبلَ السؤالَ فَلا تَبدو قبائحُهُ
أَنتَ الشَهيدُ عَلَينا وَالشَفيعُ لنا / فمن شفعتَ له تُستر فضائحُهُ
وَلي مطالِبُ شَتّى أَنتَ مُنجحُها / فَضلاً إِذا أَعيت الراجي مناجِحُهُ
عَلَيكَ من صَلواتِ اللَه أَشرَفها / ومن تحيَّاته ما طابَ فائحُهُ
والآلِ والصَحب ما غَنَّت مطوَّقَةٌ / ولاحَ من بارق الجَرعاء لائحُهُ
يا ربِّ كَم لَكَ من يَدٍ عظُمَت
يا ربِّ كَم لَكَ من يَدٍ عظُمَت / عِندي فنِلتُ بها المُنى سَرحا
وأَجَلُّهنَّ يَدٌ كتبتُ بها / لزبورِ آل مُحمَّدٍ شَرحا
عَلى بابِ ابنِ مَعصومٍ أَنَخنا
عَلى بابِ ابنِ مَعصومٍ أَنَخنا / فَفُزنا بالنَجاة وبالنَجاحِ
هو ابنُ عَطاءٍ المُعطي كَثيراً / لنا من جودِه ابنَ أَبي رَباحِ
وافى إليكَ بكأسِ الرّاحِ يَرتاحُ
وافى إليكَ بكأسِ الرّاحِ يَرتاحُ / كأَنَّه في ظَلام اللَّيل مصباحُ
ساقٍ لعشَّاقِه من جُنح طُرَّته / وضوءِ غرَّته لَيلٌ وإِصباحُ
لَم تَدرِ حين يُدير الراحَ مُبتَسِماً / من ثغره العَذب أَم من كأَسِه الراحُ
أَمسى النَدامى نَشاوى من لَواحِظه / كأَنَّ أَحداقَه للخَمر أَقداحُ
إِن راحَ يَرتاحُ من ماءِ الشَباب فَلي / قَلبٌ عليه بنارِ الوَجدِ يَلتاحُ
أَما تَرى عاشِقيه من هُيامِهمُ / غدوا عليه بوجدٍ مثل ما راحوا
طَووا على سِرِّ شكواهُ ضمائرَهم / وَلَو أَباحَ لهم شَكواهُ ما باحوا
أَمّا الصَبوحُ فقد لاحَت لوائحُهُ / رقَّ الظَلامُ وَجَيبُ الأفق مُنصاحُ
وَفاحَ عَرفُ الصبا عند الصَباح شذاً / كأَنَّهُ بأَريج المِسكِ نضَّاحُ
وَصاحَ بالقوم شادٍ هاجَه طَرَبٌ / وَبُلبل في فروع الدَوح صيّاحُ
فاِمسَح من النَوم جَفناً زانَه كحَلٌ / وحمّل الكفَّ كأَساً زانَه راحُ
وأَحي بالراح أَشباحاً معطَّلةً / فإنَّما هي للأَشباح أَرواحُ
أَما تَرى العودَ قد رَنَّت مثالِثُه / له بألسِنة الأوتار إِفصاحُ
تَشدو بِهِ قينةٌ غَرّاءُ آنسةٌ / كأَنَّ مِضرَبَها للأُنس مفتاحُ
يَرتاحُ في حِجرها من صَوتها طَرَباً / كأَنَّه غُصُنٌ في الرَوض مرتاحُ
وَالصبح قد لاحَ تَجلو اللَيلَ طلعتهُ / كأَنَّما اللَيلُ وَعدٌ وهو إِنجاحُ
وَساحَ يَملأ آفاقَ السَماءِ سَنىً / وغصَّ للأَرض من أَضوائِهِ ساحُ
وَالرَوضُ قد نَفحت رَيّا نوافحهِ / وَهبَّ منها على الأَرواح أَرواحُ
قم فاِسقنيها على ورد الخُدودِ فقد / زها وَفاحَ بها وَردٌ وتُفّاحُ
لا يُلهينَّك حزنٌ بانَ عن فَرحٍ / فإنَّما الدَهرُ أَفراح وأَتراحُ
سَقياً لعصرٍ مَضى بالسَفح من إِضم / إِذِ الزَمانُ بما أَهواه سَمّاحُ
وإِذ دواعي الهوى للَّهوِ داعيةٌ / وَالقَلبُ في راحَةٍ وَالعَيشُ رَحراحُ
وَالنَفسُ من غير شُغل الحبِّ فارغَةٌ / والأنسُ تُملأ من راحاتِه الراحُ
أَيّامَ لا مَشربي مرٌّ مذاقته / كلّا وَلا وردُه المَعسولُ ضَحضاحُ
لا تعجبنَّ لجَفني إِذ بكاهُ دماً / فإنَّه من قَليب القَلبِ يَمتاحُ
وافى وأفقُ الدُجى بالزُهد متَّشح
وافى وأفقُ الدُجى بالزُهد متَّشح / وَالصُبحُ قد كادَ للأَبصار يتَّضحُ
وَالبَدرُ يرفلُ في ظلمائِهِ مَرحاً / وضرَّةُ البَدر عِندي زانَها المرحُ
مهفهفٌ تَستَخِفُّ الراحُ راحتَهُ / وَيُثقلُ السُكرَ عِطفيه فيَرتَنِحُ
بدا يَطوفُ بها حَمراءَ ساطعةً / في جَبهَة اللَيل من لألائِها وضَحُ
فاِطرح زنادَك لا تستَورِه قَبَساً / لا يقدحِ الزندَ من في كفِّه القَدَحُ
وافى بها أُسرةً في المجد راسيةً / لا يستفزُّهم حُزنٌ ولا فرحُ
لهم من الراحِ في الأَفراح مُغتَبَقٌ / ومن دماء العِدى في البأس مُصطَبحُ
هُمُ سِمامُ العِدى إِن غارَةٌ عَرضت / وَهم غَمام النَدى والفَضل إِن سَمحوا
تُخفي وجوهُهمُ الأَقمارَ إِن سَفَروا / وَتُخجِلُ السحبَ أَيديهم إِذا مَنَحوا
مالوا إِلى فُرص اللَذّات من أُمَمٍ / ولم يَميلوا عن العَليا ولا جَنَحوا
وَباتَ يمنحُني من دَنِّه مِنحاً / كانَت أَمانيَّ نَفسي وَالهَوى مِنحُ
وَذاتِ حُسنٍ إذا مِيطت بَراقعُها / فالشَمسُ داهِشَةٌ وَالبَدرُ مُفتَضِحُ
عاتَبتُها بعدما مالَ الحَديثُ بها / عَتباً يمازجُه من دَلِّها مُلَحُ
فأَعرضت ثمّ لانَت بعد قَسوتِها / حتّى إِذا لَم يَكُن للوَصلِ مُطَّرَحُ
أَغضَت وأَرضَت بما أَهوى وعفَّتُنا / تأبى لنا مأثماً في الحُبِّ يُجتَرَحُ
فَلَم نَزل لابِسي ثَوب العَفاف إِلى / أَن كادَ يظهرُ في فرع الدُجى جَلحُ
قامَت وقُمتُ وفي أَثوابنا أَرَجٌ / من الوِصالِ وفي أَكبادِنا قُرحُ
ما أَصعَبَ الحبَّ من خَطبٍ وأَبرَحَه / بذي العَفاف وإِن أخفى الَّذي يَضحُ
طابَ نَشرُ الصَبا وَوَقتُ الصَباح
طابَ نَشرُ الصَبا وَوَقتُ الصَباح / وَزَمانُ الصِبا ووصلُ الصِباحِ
فاِسقني الراحَ يا نديمي ودَعني / أَتلهّى ما بين رَوحٍ وراحِ
ما تَرى الرَوضَ مُذ بَكى الغيمُ فيها / كَيفَ يَضحكنَ عن ثُغور الأَقاحِ
قَد وفى لي الرَبيعُ منه بشَرطي / وَضَماني عليه وِفق اِقتِراحي
بَرِحَ اليَومَ عَن هَوايَ خَفاهُ / ما لِقَلبي عن الهَوى مِن بَراحِ
فاِسقِنيها وداوِ قرحَ فؤادي / واِجتَنِب مزجَها بماءٍ قَراحِ
ذاتَ لَونٍ كأَنَّما اِعتَصروها / من جَنى الوَرد أَو خُدودِ المِلاحِ
اِغتَنِم بهجةَ الرَبيع وقَضِّ / باِقتراحي لَياليَ الأَفراحِ
مَرحَباً بالرَّبيع والعَزفِ والقَص / فِ وحثِّ الكؤوس والأَقداحِ
إِن يَكن للخَليع فيكَ اِصطِباحٌ / يا صباحي فذا أَوان اِصطِباحي
أَئنُّ من الشَوق الَّذي في جَوانحي
أَئنُّ من الشَوق الَّذي في جَوانحي / أَنينَ غَصيصٍ بالشَراب قَريحِ
وأَبكي بعينٍ لا تكفُّ غروبُها / وَأَصبو بِقَلبٍ بالغَرام جَريحِ
وأَلتاعُ وَجداً كلَّما هبَّت الصَبا / بنَشر خُزامى أَو بنفحةِ شيحِ
إِلى اللَه قَلباً لا يَزالُ معذَّباً / بِتأَنيبِ لاحٍ أَو بِهجرِ مَليحِ
فَيا عصرَنا بالرَقمتين الَّذي خَلا / لَكَ اللَه جُد بالقُرب بعد نُزوحِ
أَرِقتُ وقد نامَ الخَليُّ من الأَسى / لبَرقٍ بأَعلى الرَقمتين لَموحِ
فَبِتُّ كَما باتَ السَليمُ مُسهَّداً / بجَفنٍ على تلك السُفوح سَفوحِ
يُهيِّج أَشجاني ترنُّمُ صادِحٍ / وَيوقِظُ أَحزاني تنسُّمُ ريحِ
فَلِلَّه بالجَرعاء حيٌّ عَهِدتُهم / يحلُّونَ منها في مَعاهدَ فيحِ
لَياليَ لَيلي من بَهيم ذوائِبٍ / وَصُبحي من وجه أَعرَّ صَبيحِ
هُمُ نُجحُ آمالي وَنَيلُ مآربي / وَصحَّةُ أَسقامي وَراحةُ روحي
لَئن مرَّ دَهرٌ بالتَنائي فقد حلا / غَبوقي بهم فيما مَضى وَصَبوحي
لِلَّه ما أَحلى وصالَ الملاح
لِلَّه ما أَحلى وصالَ الملاح / وَما الردى إِلّا صُدودُ الرَداح
لا أَصلح اللَهُ عدوّاً لحا / عَلى الهَوى لَمّا رأى الوصلَ لاح
لَو علمَ اللائمُ ما رامَه / مَلومُه ما رامَ إِلّا الصَلاح
ما السَعدُ إِلّا وَصلُ سُعدى وَلا / رَوح الهَوى إِلّا كؤوسٌ وَراح
وَاللَه لا أَسلو هواها وَلَو / لامَ مصِرّاً ولحا كُلُّ لاح
قالَ العَواذِلُ لَمّا
قالَ العَواذِلُ لَمّا / رأَوا أَخا البَدرِ لاحا
وَعلَّني مِن لَماهُ / ما زادَ قَلبي اِرتياحا
أَراحَ يَسقيك شَهداً / من ثغره قُلتُ راحا
أَنوحُ اِلتياعاً في نواحي نواح
أَنوحُ اِلتياعاً في نواحي نواح / فَيرحمني اللاحي لِفَرطِ نواحِ
فَلَم أَدرِ إذ ساروا لبَينٍ بكايَ من / مَراحمِ لاحٍ أَو مراحِ مِلاحِ
إِذا أَصبَحتَ ذا طَرَبٍ وَلَهوٍ
إِذا أَصبَحتَ ذا طَرَبٍ وَلَهوٍ / تُعاقرُ راحةً أَو شرب راحِ
فَقُل لي كَيفَ تَرجو الرُشدَ يَوماً / وَما لكَ عن ضَلالكَ مِن بَراحِ
راعي الوشاح
راعي الوشاح / سَباني عندما لاح
ثغره الأقاح / وفيه الشَهد وَالراح
مخجلُ الرِماح / بقدّه حين يَرتاح
ما عليه جناح / إذا ما حازَ الأَرواح
صائح البَريم / دَعوني فيه سأهيم
لحظه السَقيم / أَغارَ الظَبي وَالريم
كَم شفى سَليم / لَمى ريقه بتسنيم
فاِنثنى وراح / يواصل راح الأفراح
يا رشا الكَثيب / مِطالُ الصبِّ تعذيب
أَنتَ لي طبيب / ووصلك في الهوى طيب
واصل الكَئيب / فما في الوصل تأنيب
داوي الجراح / بزورةٍ منك يا صاح
وَالهوى قَسَم / ودين الحب مَقسَم
لا لزمك لزم / وأَقبِّل منك مبسم
واِشفي الأَلَم / بقبلة منكَ واحوَم
فاللِقا مُباح / لمن بالسِرِّ ما باح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025