المجموع : 13
لِمَن العيسُ لها في البيد نفحُ
لِمَن العيسُ لها في البيد نفحُ / شَفَّها التأويبُ وَالشَوقُ الملحُّ
ضُمَّرٌ تمرحُ شَوقاً في البُرى / وَبها من لاعج الأَشواقِ برحُ
تقطعُ الأَرضَ وِهاداً ورُبى / وَلَها في لجِّ بَحر الآلِ سَبحُ
وإذا ما لاحَ بَرقٌ بالحِمى / وَهي تَعدو مَرَحاً كادَت تُلحُّ
ما على من حَمَّلوها قَمَراً / يَهتَدي الرَكبُ به إِن جَنَّ جُنحُ
لو أَصاخوا للمُعَنّى ساعةً / يَشرح الوَجدَ وهل لِلوَجدِ شَرحُ
خلَّفوهُ عانياً لا يُفتَدى / من هَواه وَعليلاً لا يَصِحُّ
كَيفَ يَقفو إِثرَ من قد ظعنوا / تابعاً وَالدَمعُ للآثار يَمحو
وَمَتى يَرجو التَسَلّي مُغرَمٌ / يَنطَوي منه على الأَحزان كَشحُ
كُلَّما حنَّ إِلى السَفح هوىً / بلَّ ردنَيه من الأَجفان سَفحُ
ما لِوَرقاءِ الحِمى لا صَدَحَت / أَنا أَهوى وَهيَ بالشَكوى تلحُّ
أَينَ مِن شَوقي وَرقاءُ الحِمى / للحِشا صدعٌ وَلِلوَرقاءِ صَدحُ
وَدَفينُ الشَوق يُبديه الجَوى / مِثلُ سِرِّ الزَند إذ يوريه قَدحُ
آهِ من ذِكرى لُييلاتِ اللِوى / حيث أَهلي جيرَةٌ وَالدَهرُ صُلحُ
هَكَذا تفدحُ أَيّامُ النَوى / كَم لأَيّام النوى بالبين فَدحُ
وَعَناءٌ في تَصاريف الهَوى / عاذِلٌ يَلحو وأَشواقٌ تُلحُّ
يا خَليليَّ اِبذلا نُصحَكما / إِن يكن عندَكما للخلِّ نُصحُ
هَل قَضى حقَّ التَصابي كَلِفٌ / هو بالروح وحقِّ اللَهِ سَمحُ
جدَّ في الحُبِّ بيَ الوَجدُ وقد / كانَ ظَنّي أَنَّ جدَّ الحبّ مَزحُ
وَالهَوى صَعبٌ على عِلّاته / وَقُصارى الحبِّ إِكداءٌ وكَدحُ
غير أَنّي بأَحاديث الصِبا / نَحوَ لذّات الصِبا وَاللَهو أَنحو
لَستُ أَشكو لَفحَ نيران الجَوى / إِن يكن لي من رَسول اللَه نَفحُ
سَيَّدُ الكونَين والمَولى الَّذي / غَمرَ الخلقَ له مَنٌّ ومَنحُ
بهرت آياتُه إِذ ظهرَت / فَلَها بالسَعد إِشراقٌ ولَمحُ
قامَ يَجلو ظُلَمَ الكفر بها / مثلما يَجلو ظَلامَ اللَيلِ صُبحُ
وَفَرى الشِركَ بماضيهِ فَلَم / يُرأمُ الدَهرَ له مِن بَعد جُرحُ
رجَحَ الخلقَ كمالاً فَلَه / النُهى الأَرجَحُ وَالقَولُ الأَصحُّ
وله القِدحُ المُعَلّى في العُلى / كلَّما فازَ لذي العلياءِ قِدحُ
كَم وَكَم مِن نِعمَةٍ وَشَّحَها / عاتقُ الدهر بكفٍّ لا تَشحُّ
وَشَفى قَرحاً بأسنى هِمَّةٍ / من عُلاهُ حين مَسَّ القومَ قَرحُ
وإِذا خابَ لراجٍ أَملٌ / فَلَه عند رَسول اللَهِ نُجحُ
سَيِّدٌ أَدنى مَزاياهُ العُلى / وأَقلُّ النَيل من جَدواه سَحُّ
يا رَسولَ اللَه يا مَن لم يَزَل / للوَرى من فَضلِهِ كسبٌ وربحُ
أَنتَ أَنتَ المُرتَجى إِن سَنحَت / كُربَةٌ أَو أَعوزَ الإِقبالَ سُنحُ
هب لراجيك وهَبهُ عاصيا / أَينَ منكَ اليومَ إِغضاءٌ وَصَفحُ
واِنتقِدهُ من يد البَين الَّذي / لَم يَزَل يَشذبُهُ جَوراً وَيَلحو
أَدنِهِ منكَ جِواراً فَلَقَد / ضاقَ وَاللَه به في الهِند فَسحُ
وَقوافٍ قُدتُها طوعَ يَدي / بعد أَن أَعيا الوَرى منهنَّ جَمحُ
يَحسدُ الروضُ لآلي نَظمِها / إِذ حَكاها من سَقيط الطَلِّ رشحُ
وَتَوَدُّ الخودُ إذ تُصغي لها / أَنَّها في جيدِها طَوقٌ ووشحُ
كُلُّ غَرّاءَ اذا ما أنشِدَت / زانَها في شيَم المُختار مَدحُ
أَما تَرى الأَيكَ قَد غَنَّت صوادحُهُ
أَما تَرى الأَيكَ قَد غَنَّت صوادحُهُ / وَالرَوضَ نَمَّت بريّاه نَوافحُهُ
فاِنهض إلى وَردَةٍ حُفَّت بنرجسةٍ / حَبابُها زَهَرٌ طابَت روائحُهُ
حَمراءَ يسطعُ في الظَلماءِ ساطعها / كأَنَّها شَرَرٌ أَوراهُ قادحُهُ
إِذا اِحتَساها أخو سِرّ بجُنحِ دُجىً / يَكادُ يظهرُ ما تُخفي جوانحُهُ
مِن كَفِّ أَغيدَ ما لِلبَدر طلعتُه / ولا لِشَمسِ الضُحى منه مَلامحُهُ
مورَّدُ الخَدِّ لَدنُ القدِّ ذو هَيفٍ / خَفيفُ روحٍ ثَقيلُ الرِدفِ راجحُهُ
بَدرٌ ولكنَّما قَلبي مطالعُه / ظَبيٌ ولكنَّ أَحشائي مسارحُهُ
لَم تبدُ رقَّةُ كشحَيه لناظرِه / إلّا ورقَّ له بالرَغم كاشحُهُ
إذا تَجَلَّت بِشَمسِ الراح راحتهُ / ودَّت نُجومُ الدَياجي لو تُصافحُهُ
يفترُّ ثَغرُ حَبابِ الكأسِ في يَدِه / كأَنَّها حين يَجلوها تُمازِحُهُ
ما اِهتزَّ من طَرَبٍ إلّا شَدا طَرَباً / من الحُليِّ على عِطفيه صادِحُهُ
قاسوه بالبَدرِ في ظَلماء طُرَّته / وَالفَرقُ يَظهَرُ مِثلَ الصبح واضحهُ
ما كانَ أَغنى النَدامى عَن مُدامَتهِ / لَو أَنَّه سامحٌ بالثَغر مانِحُهُ
لا يَمنع الصبَّ وَعداً حين يسأَلُه / لكنَّه ربَّما عزَّت منائحُهُ
قد كانَ يُقنعُه طَيفٌ يُلِمُّ بِهِ / لو أَنَّه بالكرى لَيلاً يسامحُهُ
كَم رامَ يكتمُ ما يَلقاهُ من كَمَدٍ / في حبِّه غير أَنَّ الدَمعَ فاضِحُهُ
يا ناصحَ الصَبِّ فيه لا تقل سَفهاً / تاللَه ما برَّ فيما قالَ ناصحُهُ
ما زِلتُ أُحسِنُ شِعري في مَحاسِنهِ / وواصفُ الحُسن لا تَكبو قَرائحهُ
لا يَحسُنُ الشِعرُ إِلّا من تغزُّله / فيه وَفي المُصطَفى الهادي مدائحهُ
هُوَ الحَبيبُ الَّذي راقَت خلائقُه / ورَبُّه بعظيم الخُلق مادحُهُ
إِن ضَلَّ مَن أَمَّ لَيلاً سوحَ حضرته / هداه من نَشره الذاكي فوائحُهُ
هُوَ الكَريمُ الَّذي ما زالَ نائلُه / تَتلو غواديَه فينا روائحُهُ
محمَّدٌ خَيرُ محمودٍ وأَحمَدُ من / وافَت بأسعدِ إِقبالٍ سوانحُهُ
أَتى بِفُرقانِ حقٍّ في نبوَّتِه / ضاهَت خواتِمَهُ الحُسنى فواتحهُ
من اِقتفاهُ أَغاثَتهُ صحائفُه / وَمَن أَباهُ أَبادَته صفايحُهُ
وَلَيسَ بابُ هُدىً تُرجى النَجاةُ بِهِ / يوم القيامة إِلّا وهو فاتحُهُ
الموسعُ الجود إِن ضاقَت مذاهبُهُ / وَالفاتحُ الخير إِن أَعيَت مفاتحُهُ
ما زالَ مجتهداً في نُصح أمَّتهِ / حتّى هَدَتهم إلى الحُسنى نصائحُهُ
بصدقِه شهدَت أَنوارُ غرَّته / وَالحَقُّ أَبلجُ لا تَخفى لوائحُهُ
لَم يبرحِ العَدلُ بالعدوان ملتبساً / حتّى أَتى وهو بالفُرقان شارحُهُ
فأَصبحَ الحَقُّ قد دَرَّت غَزائرُهُ / وأَنتجَت بالهُدى فينا لواقحُهُ
وَأَصلحَ الدينَ والدُنيا بملَّتهِ / وأَقبلت في الوَرى تَترى مصالحُهُ
قَد فازَ منه مواليهِ بمُنيتِهِ / وطوَّحت بمُعاديه طوائحُهُ
ما مَسَّ مُجدِبَ وادٍ نعلُ أَخمصِه / إِلّا وسالَت بما تَهوى أَباطحُهُ
لَو فاخَرَ البَحرَ جَدوى راحَتيه غدا / قَفراً وغاضَت على غيظٍ طوافحُهُ
ولَو أمِدَّ غَمامٌ يَومَ نائله / من فيض كفَّيه ما كفَّت سوافحُهُ
وَكَم لَه من جَميلٍ دُرُّ مُجمَلِهِ / زانَت ترائبَ أَقوالي وشائحُهُ
لا يَبلغ الواصفُ المُطري مناقبهُ / وَكَيفَ يَبلغُ أَقصى البحر سابحُهُ
يا سيَّدَ الخَلقِ ما لِلعَبد غيركَ من / يَرجوهُ غوثاً إِذا ضاقَت منادِحُهُ
فأَنتَ أَنتَ المرجّى إِن عرَت نُوَبٌ / وَبَلبَلَ البالَ من دَهرٍ فوادحُهُ
فاِسمع لدَعوةِ مُضطرٍّ به ضَرَرٌ / يَدعوكَ وهو بَعيدُ الإِلفِ نازِحُهُ
قد غادرَته النوى رهنَ الخُطوب ولَم / يزل يُماسيه منها ما يُصابِحُهُ
أَضحى غَريباً بأَرض الهِند لَيسَ له / سوى تفكُّره خِلٌّ يطارحُهُ
لَعَلَّ رُحماكَ من بَلواهُ تُنقذُه / وَيُصبح البينُ قد بانَت بوارحُهُ
فاِشفَع فدَيتُكَ في عَبدٍ تكاءَدَهُ / من الحوادِثِ ما أَعياهُ جامِحُهُ
يَرجو شفاعَتَكَ العُظمى إذا شَهِدت / بما جَناه على عَمدٍ جوارحُهُ
وَسل إِلهكَ يَعفو عَن جَرائمِهِ / قبلَ السؤالَ فَلا تَبدو قبائحُهُ
أَنتَ الشَهيدُ عَلَينا وَالشَفيعُ لنا / فمن شفعتَ له تُستر فضائحُهُ
وَلي مطالِبُ شَتّى أَنتَ مُنجحُها / فَضلاً إِذا أَعيت الراجي مناجِحُهُ
عَلَيكَ من صَلواتِ اللَه أَشرَفها / ومن تحيَّاته ما طابَ فائحُهُ
والآلِ والصَحب ما غَنَّت مطوَّقَةٌ / ولاحَ من بارق الجَرعاء لائحُهُ
يا ربِّ كَم لَكَ من يَدٍ عظُمَت
يا ربِّ كَم لَكَ من يَدٍ عظُمَت / عِندي فنِلتُ بها المُنى سَرحا
وأَجَلُّهنَّ يَدٌ كتبتُ بها / لزبورِ آل مُحمَّدٍ شَرحا
عَلى بابِ ابنِ مَعصومٍ أَنَخنا
عَلى بابِ ابنِ مَعصومٍ أَنَخنا / فَفُزنا بالنَجاة وبالنَجاحِ
هو ابنُ عَطاءٍ المُعطي كَثيراً / لنا من جودِه ابنَ أَبي رَباحِ
وافى إليكَ بكأسِ الرّاحِ يَرتاحُ
وافى إليكَ بكأسِ الرّاحِ يَرتاحُ / كأَنَّه في ظَلام اللَّيل مصباحُ
ساقٍ لعشَّاقِه من جُنح طُرَّته / وضوءِ غرَّته لَيلٌ وإِصباحُ
لَم تَدرِ حين يُدير الراحَ مُبتَسِماً / من ثغره العَذب أَم من كأَسِه الراحُ
أَمسى النَدامى نَشاوى من لَواحِظه / كأَنَّ أَحداقَه للخَمر أَقداحُ
إِن راحَ يَرتاحُ من ماءِ الشَباب فَلي / قَلبٌ عليه بنارِ الوَجدِ يَلتاحُ
أَما تَرى عاشِقيه من هُيامِهمُ / غدوا عليه بوجدٍ مثل ما راحوا
طَووا على سِرِّ شكواهُ ضمائرَهم / وَلَو أَباحَ لهم شَكواهُ ما باحوا
أَمّا الصَبوحُ فقد لاحَت لوائحُهُ / رقَّ الظَلامُ وَجَيبُ الأفق مُنصاحُ
وَفاحَ عَرفُ الصبا عند الصَباح شذاً / كأَنَّهُ بأَريج المِسكِ نضَّاحُ
وَصاحَ بالقوم شادٍ هاجَه طَرَبٌ / وَبُلبل في فروع الدَوح صيّاحُ
فاِمسَح من النَوم جَفناً زانَه كحَلٌ / وحمّل الكفَّ كأَساً زانَه راحُ
وأَحي بالراح أَشباحاً معطَّلةً / فإنَّما هي للأَشباح أَرواحُ
أَما تَرى العودَ قد رَنَّت مثالِثُه / له بألسِنة الأوتار إِفصاحُ
تَشدو بِهِ قينةٌ غَرّاءُ آنسةٌ / كأَنَّ مِضرَبَها للأُنس مفتاحُ
يَرتاحُ في حِجرها من صَوتها طَرَباً / كأَنَّه غُصُنٌ في الرَوض مرتاحُ
وَالصبح قد لاحَ تَجلو اللَيلَ طلعتهُ / كأَنَّما اللَيلُ وَعدٌ وهو إِنجاحُ
وَساحَ يَملأ آفاقَ السَماءِ سَنىً / وغصَّ للأَرض من أَضوائِهِ ساحُ
وَالرَوضُ قد نَفحت رَيّا نوافحهِ / وَهبَّ منها على الأَرواح أَرواحُ
قم فاِسقنيها على ورد الخُدودِ فقد / زها وَفاحَ بها وَردٌ وتُفّاحُ
لا يُلهينَّك حزنٌ بانَ عن فَرحٍ / فإنَّما الدَهرُ أَفراح وأَتراحُ
سَقياً لعصرٍ مَضى بالسَفح من إِضم / إِذِ الزَمانُ بما أَهواه سَمّاحُ
وإِذ دواعي الهوى للَّهوِ داعيةٌ / وَالقَلبُ في راحَةٍ وَالعَيشُ رَحراحُ
وَالنَفسُ من غير شُغل الحبِّ فارغَةٌ / والأنسُ تُملأ من راحاتِه الراحُ
أَيّامَ لا مَشربي مرٌّ مذاقته / كلّا وَلا وردُه المَعسولُ ضَحضاحُ
لا تعجبنَّ لجَفني إِذ بكاهُ دماً / فإنَّه من قَليب القَلبِ يَمتاحُ
وافى وأفقُ الدُجى بالزُهد متَّشح
وافى وأفقُ الدُجى بالزُهد متَّشح / وَالصُبحُ قد كادَ للأَبصار يتَّضحُ
وَالبَدرُ يرفلُ في ظلمائِهِ مَرحاً / وضرَّةُ البَدر عِندي زانَها المرحُ
مهفهفٌ تَستَخِفُّ الراحُ راحتَهُ / وَيُثقلُ السُكرَ عِطفيه فيَرتَنِحُ
بدا يَطوفُ بها حَمراءَ ساطعةً / في جَبهَة اللَيل من لألائِها وضَحُ
فاِطرح زنادَك لا تستَورِه قَبَساً / لا يقدحِ الزندَ من في كفِّه القَدَحُ
وافى بها أُسرةً في المجد راسيةً / لا يستفزُّهم حُزنٌ ولا فرحُ
لهم من الراحِ في الأَفراح مُغتَبَقٌ / ومن دماء العِدى في البأس مُصطَبحُ
هُمُ سِمامُ العِدى إِن غارَةٌ عَرضت / وَهم غَمام النَدى والفَضل إِن سَمحوا
تُخفي وجوهُهمُ الأَقمارَ إِن سَفَروا / وَتُخجِلُ السحبَ أَيديهم إِذا مَنَحوا
مالوا إِلى فُرص اللَذّات من أُمَمٍ / ولم يَميلوا عن العَليا ولا جَنَحوا
وَباتَ يمنحُني من دَنِّه مِنحاً / كانَت أَمانيَّ نَفسي وَالهَوى مِنحُ
وَذاتِ حُسنٍ إذا مِيطت بَراقعُها / فالشَمسُ داهِشَةٌ وَالبَدرُ مُفتَضِحُ
عاتَبتُها بعدما مالَ الحَديثُ بها / عَتباً يمازجُه من دَلِّها مُلَحُ
فأَعرضت ثمّ لانَت بعد قَسوتِها / حتّى إِذا لَم يَكُن للوَصلِ مُطَّرَحُ
أَغضَت وأَرضَت بما أَهوى وعفَّتُنا / تأبى لنا مأثماً في الحُبِّ يُجتَرَحُ
فَلَم نَزل لابِسي ثَوب العَفاف إِلى / أَن كادَ يظهرُ في فرع الدُجى جَلحُ
قامَت وقُمتُ وفي أَثوابنا أَرَجٌ / من الوِصالِ وفي أَكبادِنا قُرحُ
ما أَصعَبَ الحبَّ من خَطبٍ وأَبرَحَه / بذي العَفاف وإِن أخفى الَّذي يَضحُ
طابَ نَشرُ الصَبا وَوَقتُ الصَباح
طابَ نَشرُ الصَبا وَوَقتُ الصَباح / وَزَمانُ الصِبا ووصلُ الصِباحِ
فاِسقني الراحَ يا نديمي ودَعني / أَتلهّى ما بين رَوحٍ وراحِ
ما تَرى الرَوضَ مُذ بَكى الغيمُ فيها / كَيفَ يَضحكنَ عن ثُغور الأَقاحِ
قَد وفى لي الرَبيعُ منه بشَرطي / وَضَماني عليه وِفق اِقتِراحي
بَرِحَ اليَومَ عَن هَوايَ خَفاهُ / ما لِقَلبي عن الهَوى مِن بَراحِ
فاِسقِنيها وداوِ قرحَ فؤادي / واِجتَنِب مزجَها بماءٍ قَراحِ
ذاتَ لَونٍ كأَنَّما اِعتَصروها / من جَنى الوَرد أَو خُدودِ المِلاحِ
اِغتَنِم بهجةَ الرَبيع وقَضِّ / باِقتراحي لَياليَ الأَفراحِ
مَرحَباً بالرَّبيع والعَزفِ والقَص / فِ وحثِّ الكؤوس والأَقداحِ
إِن يَكن للخَليع فيكَ اِصطِباحٌ / يا صباحي فذا أَوان اِصطِباحي
أَئنُّ من الشَوق الَّذي في جَوانحي
أَئنُّ من الشَوق الَّذي في جَوانحي / أَنينَ غَصيصٍ بالشَراب قَريحِ
وأَبكي بعينٍ لا تكفُّ غروبُها / وَأَصبو بِقَلبٍ بالغَرام جَريحِ
وأَلتاعُ وَجداً كلَّما هبَّت الصَبا / بنَشر خُزامى أَو بنفحةِ شيحِ
إِلى اللَه قَلباً لا يَزالُ معذَّباً / بِتأَنيبِ لاحٍ أَو بِهجرِ مَليحِ
فَيا عصرَنا بالرَقمتين الَّذي خَلا / لَكَ اللَه جُد بالقُرب بعد نُزوحِ
أَرِقتُ وقد نامَ الخَليُّ من الأَسى / لبَرقٍ بأَعلى الرَقمتين لَموحِ
فَبِتُّ كَما باتَ السَليمُ مُسهَّداً / بجَفنٍ على تلك السُفوح سَفوحِ
يُهيِّج أَشجاني ترنُّمُ صادِحٍ / وَيوقِظُ أَحزاني تنسُّمُ ريحِ
فَلِلَّه بالجَرعاء حيٌّ عَهِدتُهم / يحلُّونَ منها في مَعاهدَ فيحِ
لَياليَ لَيلي من بَهيم ذوائِبٍ / وَصُبحي من وجه أَعرَّ صَبيحِ
هُمُ نُجحُ آمالي وَنَيلُ مآربي / وَصحَّةُ أَسقامي وَراحةُ روحي
لَئن مرَّ دَهرٌ بالتَنائي فقد حلا / غَبوقي بهم فيما مَضى وَصَبوحي
لِلَّه ما أَحلى وصالَ الملاح
لِلَّه ما أَحلى وصالَ الملاح / وَما الردى إِلّا صُدودُ الرَداح
لا أَصلح اللَهُ عدوّاً لحا / عَلى الهَوى لَمّا رأى الوصلَ لاح
لَو علمَ اللائمُ ما رامَه / مَلومُه ما رامَ إِلّا الصَلاح
ما السَعدُ إِلّا وَصلُ سُعدى وَلا / رَوح الهَوى إِلّا كؤوسٌ وَراح
وَاللَه لا أَسلو هواها وَلَو / لامَ مصِرّاً ولحا كُلُّ لاح
قالَ العَواذِلُ لَمّا
قالَ العَواذِلُ لَمّا / رأَوا أَخا البَدرِ لاحا
وَعلَّني مِن لَماهُ / ما زادَ قَلبي اِرتياحا
أَراحَ يَسقيك شَهداً / من ثغره قُلتُ راحا
أَنوحُ اِلتياعاً في نواحي نواح
أَنوحُ اِلتياعاً في نواحي نواح / فَيرحمني اللاحي لِفَرطِ نواحِ
فَلَم أَدرِ إذ ساروا لبَينٍ بكايَ من / مَراحمِ لاحٍ أَو مراحِ مِلاحِ
إِذا أَصبَحتَ ذا طَرَبٍ وَلَهوٍ
إِذا أَصبَحتَ ذا طَرَبٍ وَلَهوٍ / تُعاقرُ راحةً أَو شرب راحِ
فَقُل لي كَيفَ تَرجو الرُشدَ يَوماً / وَما لكَ عن ضَلالكَ مِن بَراحِ
راعي الوشاح
راعي الوشاح / سَباني عندما لاح
ثغره الأقاح / وفيه الشَهد وَالراح
مخجلُ الرِماح / بقدّه حين يَرتاح
ما عليه جناح / إذا ما حازَ الأَرواح
صائح البَريم / دَعوني فيه سأهيم
لحظه السَقيم / أَغارَ الظَبي وَالريم
كَم شفى سَليم / لَمى ريقه بتسنيم
فاِنثنى وراح / يواصل راح الأفراح
يا رشا الكَثيب / مِطالُ الصبِّ تعذيب
أَنتَ لي طبيب / ووصلك في الهوى طيب
واصل الكَئيب / فما في الوصل تأنيب
داوي الجراح / بزورةٍ منك يا صاح
وَالهوى قَسَم / ودين الحب مَقسَم
لا لزمك لزم / وأَقبِّل منك مبسم
واِشفي الأَلَم / بقبلة منكَ واحوَم
فاللِقا مُباح / لمن بالسِرِّ ما باح