القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن عُثَيْمِين الكل
المجموع : 3
الحَمدُ لِلّهِ صُبحُ الحَقِّ قَد وَضَحا
الحَمدُ لِلّهِ صُبحُ الحَقِّ قَد وَضَحا / وَبَيعُكم يا أُهَيلَ الدينِ قَد رَبِحا
هذي التِجارَةُ لا مالاً يُثَمِّرُهُ / مَن كانَ ذا نَظَرٍ عَن مِثلِهِ طَمَحا
هذا هُوَ النَصرُ وَالفَتحُ المُبينُ بِهِ / جَرَت سَعادَةُ قَومٍ لِلوَرى نُصَحا
قَومٌ سَمَت لَهُمُ الحُسنى الَّتي سَبَقَت / في عالَمِ الكَونِ لا روحاً وَلا شَبَحا
هُمُ أَقاموا شِعارَ الدينِ وَاِرتَفَعَت / بِهِم مَعالِمُهُ إِذ قَد وَهى وَمَحا
فَالآنَ حُجّوا عِبادَ اللَهِ وَاِعتَمِروا / وَجَدّدوا الشُكرَ لِلمَولى الذي فَتَحا
فَيا لَها نِعمَةً ما كانَ أَكبَرَها / وَيا لَها مِنحَةً تَستَغرِقُ المِنَحا
قَد طَهَّرَ البَيتَ في الماضي أَوائِلُهُم / حَتّى عَلا الحَقُّ وَالإِشراكُ قَد طُرِحا
وَقَد أَعادَ لَهُم ذو المَنِّ كَرَّتَهُ / وَاللَهُ يَختارُ وَالعُقبى لِمَن صَلَحا
هذا لِعَبدِ العَزيزِ المُرتَضى شَرَفٌ / يَرضاهُ مَن قَد دَنا مِنهُ وَمَن نَزَحا
وَاِذكُر حُماةَ الهُدى وَالدينِ إِنَّ لَهُم / فَضلاً عَظيماً عَلى مَن حَجَّ أَو ذَبَحا
أَولاكَ إِخوانُ صِدقٍ جُلُّ مَقصَدِهِم / إِقامَةُ الشَرعِ لا فَخراً وَلا مِدَحا
قَومٌ هُمُ بَذَلوا لِلَهِ أَنفُسَهُم / لا يَأسَفونَ عَلى مَن ماتَ أَوجُرِها
أَهلُ التَوادُدِ فيما بَينَهُم وَهُمُ / أُسدٌ إِذا الحَربُ عَن أَنيابِهِ كَلَحا
إِنّي لَأَرجو لَهُم فَوزاً وَمَكرُمَةً / إِذ كُلُّ ذي عَمَلٍ رَهنٌ بِما كَدَحا
فَليَكفِهِم مَفخَراً دُنيا وَآخِرَةً / هذا المَقامُ الذي ميزانُهُ رَجَحا
فَأَخلِصوا نِيَّةً لِلَهِ صادِقَةً / عَلى الصَوابِ كَما قَد قَرَّرَ الصُلحا
وَمَن بَذَلتُم لَهُ بِالعَهدِ بَيتَتَكُم / فَذاكَ طَوقٌ عَلى أَعناقِكُم وَضَحا
فَناصِحوهُ وَأَدّوا طاعَةَ وَجَبَت / عَلَيكُم فَهيَ شَرطٌ في الذي نَصَحا
فَيا إِمامَ الهُدى زَينَ الوُجودِ وَيا / فَرعَ الأَئِمَّةِ وَاِبنَ السادَةِ السُمَحا
وَيا جَمالَ بَني الدُنيا وَزينَتَهُم / وَمَن بِهِ الدينُ وَالدُنيا قَد اِبتَجَحا
اِجعَل مُشيرَكَ أَهلَ العِلمِ إِنَّ لَهُم / رَأياً إِذا فالَ رَأيُ المُتَري نَجَحا
مَن كانَ ناموسُهُ العِلمَ الشَريفَ فَذا / أَجدِر بِه أَن يَنالَ الفَوزَ وَالفَلَحا
لا يَمتَري عاقِلٌ في الناسِ أَنَّ لَكُم / عَلى الخَليفَةِ فَضلاً شاعَ وَاِتَّضحا
أَنتُم أَقَمتُم لَهُم مِن دينِهِم عِوَجاً / قَد أَحدَثَتهُ بعيدَ المُصطَفى الطُلَحا
كَالغَيثِ أَوَّلُكُم فينا وَآخِرُكُم / قَد عَمَّ مَن قَد بَقِيَ نَفعاً وَمَن بَرِحا
كَذاكَ إِخوانُكُم في الدينِ إِنَّ لَهُم / نِكايَةً في الذي عَن رُشدِهِ جَمَحا
هُم أَرخَصوا في اِحتِدامِ البَأسِ أَنفُسَهُم / لا يَخشَعونَ إِذا ما حادِثٌ فَدَحا
عَلَيهِمُ وَجَّبَ الرَحمنُ طاعَتَكُم / نَصّاً جَلِيّاً أَتىفي الذِكر مُتَّضِحا
فيما أَحَبّوا وَفيما يَكرَهونَ خَلا / ما كانَ كُفراً بَواحاً حُكمُهُ وَضَحا
وَهُم عَلَيكُم لَهُم حَقٌّ بِمَعرِفَةٍ / بِالرِفقِ وَالعَدلِ فيما بَينَهُم سَنَحا
وَتَعدِلوا قِسمَةً في الفَيءِ بَينَهُمُ / وَأَن تُواسوهُمُ إِن دَهرُهُم كَلَحا
هذا وأَنتُم بِما قد قُلتُ ذو خَبرٍ / وَالعَدلُ مِنكُم وَفيكُم عَرفُهُ نَفَحا
إِنَّ الحُسَينَ الذي أَبدى عَداوَتَهُ / لِلمُسلِمينَ رَأى عُقبى الوَغى تَرَحا
أَزجى الجُموعَ وَغَرَّتهُ مَكائِنُهُ / فَباءَ بِالدُلِّ مَخذولاً وَمُكتَسحا
أَتاهُ قَومٌ اِشتَدَّ اللِقا صُبُرٌ / لا يَألمونَ شُواظُ الحَربِ إِن لَفَحا
فَذاقَ تَنكيلَ ما أَبداهُ مِن عَمَلٍ / كُلٌّ يوَفّيهِ رَبُّ العَرشِ ما اِجتَرَحا
هذا جَزاءُ الذي صَدَّ الأَنامَ عَن البَ / يتِ الحَرامِ عُتُوّاً مِنهُ أَو مَرَحا
لا زِلتُمُ يا إِمامَ المُسلِمينَ بِما / يَسوءُهُ وَيُفيدُ الوامِقَ الفَرِحا
وَلا يَزالُ مَدى أَيّامِهِ شَرِقاً / بِعِزِّكُم بِكُؤوسِ الغَبنِ مُصطَحِبا
ثُمَّ الصلاةُ وَتسليمُ الإِلهِ عَلى / مَن كانَ مَبعَثُهُ لِلخَيرِ مُفتَتَحا
وَآلهِ الغُرِّ وَالأَصحابِ ما هَمَلَت / سُحبٌ وَما بَرقُها في جَوزِها لَمَحا
عَصَيتُ فيكِ مَقالَ اللائِمِ اللاحي
عَصَيتُ فيكِ مَقالَ اللائِمِ اللاحي / فَعامِليني بِغُفرانٍ وَإِسجاحِ
حَلَلتِ مِنّي مَحَلَّ الروحِ مِن جَسَدي / لا كَالمصافاةِ بَينَ الماءِ وَالراحِ
أَقولُ وَالقَلبُ يَهفو مِن تَحَرُّقِهِ / وَالعَينُ مِن دَمعِها في زِيِّ سَبّاحِ
لا يُبعِدِ اللَهُ أَيّامَ الشَبابِ وَما / فيهِنَّ لي مِن خَلاعاتٍ وَأَشطاحِ
فَكَم نَظَمتُ بِها وَالأُنسُ مُنتَظِمٌ / عَذراءِ يَشكرُ مِن أَلفاظِها الصاحي
يَشدو بِها أَوطَفُ العَينَينِ ذو هَيفٍ / أَغَنُّ في شَدوِهِ تَرجيعُ مَيّاحِ
كَأَنَّ طُرَّتَهُ مِن فَوقِ غَرَّتِهِ / لَيلٌ تَأَلَّقَ فيهِ ضَوءُ مِصباحِ
في غَفلَةِ الدَهرِ خالَلتُ السُرورَ بهِ / أَرنو بِطَرفٍ إِلى اللَذّاتِ طَمّاحِ
لَمّا نَهاني مَشيبي وَاِستَوى أَوَدي / قَبِلتُ بَعدَ جِماجٍ قَولَ نُصّاحي
كَذا الجَديدانِ إِن يَصحَبهُما أَحَدٌ / يُبَدّلا مِنه دَيجوراً بِإِصباحِ
لا بُدَّ أَن يَستَرِدَّ الدَهرُ ما وَهَبَت / أَيّامُهُ مِن مَسَرّاتٍ وَأَفراحِ
فَاِنعَم وَلَذَّ إِذا ما أَمكَنَت فُرَصٌ / وَاِجعَل تُقى اللَهِ رَأسَ الأَمرِ يا صاحِ
أَجَلتُ في أَهلِ دَهري طَرفَ مُختَبِرٍ / وَسِرتُ سَيرَ مُجِدِّ العَزمِ سَيّاحِ
فَكانَ أَكرَمَ مَن لاقَيتُ مِن بَشَرٍ / وَمَن سَمِعتُ بهِ في الحَيّ وَالماحي
عيسى وَأَبناؤُهُ الغُرُّ الذينَ لهُم / في المَجدِ بَحرٌ خِضَمٌّ غَيرُ ضَحضاحِ
قَومٌ إِذا نَزَلوا أَو نازَلوا ذُكِروا / في الحالَتَينِ لِمَرهوقٍ وَمُمتاحِ
هُمُ أَجاروا عَلى كِسرى طَريدَتَهُ / لَمّا تَبَرَّأَ مِنها كُلُّ شَحشاحِ
وَنازَلوهُ بِضَربٍ صادِقٍ خَذِمٍ / مُفَرِّقٍ بَين أَبدانٍ وَأَرواحِ
نَفسي الفِداءُ لِمَن تَحكي أَنامِلُهُ / شُؤبوبَ مُنبَعِقِ الأَرجاءِ سَجّاحِ
غَيثٌ مِنَ العُرفِ قَد عَمَّت مَواقِعُهُ / مَن في البِلادِ وَمن يَمشي بِقَرواحِ
جَمِّ الفَواضِلِ مِقدامٍ أَخي ثِقَةٍ / يُرجى وَيُخشى لِبَطشٍ أَو لِإِصلاح
صُلبِ النِجارِ إِذا ما الحادِثاتُ طَمَت / وَلَيسَ بِالكُثرِ في الدُنيا بِمِفراحِ
زَفَّت إِلَيهِ المَعالي نَفسَها وَرَنَت / شَوقاً إِلى ماجِدِ الأَعراقِ جِحَجاحِ
لَو كانَ يَدري كُليبٌ ما بَنَيتَ لَه / مِنَ الَفاخِرِ أَضحى جِدَّ مُرتاحِ
تَدومُ ما دُمتَ لِلعَلياءِ تَعمُرُها / في طولِ عُمرٍ أَنيقِ العَيشِ فَيّاحِ
ثم الصلاةُ وَتَسليمُ الإلهِ على / ماحي الضَلالَةِ حتى سُمِّيَ الماحي
هَل لِعَهدٍ قَد مَضى وَالدَهرُ سَمحُ
هَل لِعَهدٍ قَد مَضى وَالدَهرُ سَمحُ / رَجعَةٌ يَوماً وَفي الأَيّامِ فَسحُ
كَي أُداوي القَلبَ مِن بَرحِ الأَسى / إِنَّ صَفوَ الدَهرِ يَوماً مِنهُ رِبحُ
يا نَدامايَ وَيا أَهلَ الوَفا / أَنتُمُ لي دونَ مَن أَهواهُ نُصحُ
كَرِّروا أَخبارَ سِلعٍ وَالحِمى / حَيثُ في تَكريرِها لِلهَمِّ نَزحٌ
أَو فَمُرّوا بي عَلى رَسمٍ عَفا / كانَ لي فهِ مع اللَذّاتِ صُلحُ
لَعِبَت هائِجَةُ الريحِ بِهِ / وَمُسِفٌّ وَدقُهُ هَطلٌ وَسحُّ
كَم تَمَشّى فيهِ غيدٌ كالمَها / هُيَّفُ الأَوساطِ وَالأَكفالُ رُجحُ
إِن تَبَدَّت فَبُدورٌ طُلَّعٌ / قَد كَساها مِن أَثيثِ الفَرعِ جُنح
أَو تَثَنَّت فَكَأَغصانِ النَقا / هَزَّها مِن خَمرَةِ الإِعجابِ رَنحُ
ذاكَ أَيّامَ الصِبا سُقيَ الصِبا / حينَ لَيلُ الفَودِ لم يَنسَخهُ صُبحُ
تَوبَةً رَبّي وَغُفراناً لِما / قُلتُ شِعراً وَهوَ تَشبيبٌ وَمَزحُ
وَخُذوا مَدحَ الهُمامِ المُجتَبي / مِن أَرومٍ سَعيُهُم لِلدّينِ نُجحُ
هُم أَشادوا لِلهُدى أَعلامَهُ / وَعَلا مِنهُم بهِ في الأَرضِ صَرحُ
وَجَنوا بِالسُمرِ أَثمارِ العُلا / إِنَّ أَثمانَ العُلا سَيفٌ وَرُمحُ
صَحِبوا الدُنيا فَكانوا حُسنَها / وَهمُ فيها لَها عِزٌّ وَفَتحُ
وَتَوَلّى بَعدَهُم روحُ العُلا / لِلهُدى يُعلي وَلِلأَوثانِ يَمحو
مَلِكٌ لَو كانَ في عَصرٍ مَضى / لَم يَكُن في غَيرِهِ لِلنّاسِ مَدحُ
مَلكَ الدُنيا فَلَم يَبخَل بِها / لا وَلم يَسمَع عَذولاً لَو يُلِحُّ
إِنَّما عَبدُ العَزيزِ المُفتَدى / مِن عَظيمِ المَنِّ إِحسانٌ وَمَنحُ
وَكَذا أَنجالهُ أُسدُ الوَغى / حينَ رجعُ القَولِ تَندابٌ وَضَبح
قَد سَبَرنا مَجدَ قَومٍ قَد مَضى / لَهُمُ في الأَرضِ إِيغالٌ وَكَدحُ
وَنَظَرنا مَجدَ قَومٍ بَعدَهُم / نَظَراً ما فيهِ إِفراطٌ وَشَطحُ
فَعَلا مَجدُ سُعودٍ مَجدَهُم / إِنَّهُ في كَسبِهِ العَليا مُلِّحُ
أَريحيٌّ إِن سَطا أَو إِن عَطا / فَهوَ لَيثٌ فهوَ شُؤبوبٌ يَسُحُّ
رامَ قَومٌ أَن يَنالوا سَعيَهُ / فَإِذا هُم في صَحاري العَجزِ رُزحُ
مِسعرُ الهَيجاءِ في يَومِ الوَغى / مُمطِرُ النَعماءِ وَالأَيّامُ كُلحُ
ذُخرُهُ جُردُ المَذاكي جَريُها / في دَمِ الأَعداءِ يَومَ الرَوعِ سَبحُ
لا يَنالُ المَجدَ غِرٌّ بِالمُنى / لا وَلا مَن طَبعُهُ جُبنٌ وَشحُّ
سَل بِهِ مِصراً وَمَن في صُقعِها / تَدرِ كَيفَ الفَخرُ وَالمَجدُ الأَصَحُّ
عَكَفوا زَحماً عَلى اَبوابِهِ / زَحمَ وِردِ الخَمس إِذا يَحدوهُ لَفحُ
ما رَأوا مِن قَبلِهِ شِبهاً لهُ / حارَتِ الأَلبابُ وَالأَبصارُ طُمحُ
نَظَروا لَيثاً وَبَدراً طالِعاً / وَبناناً بِالعَطا وَطفا تَسُحُّ
مَدَّتِ النِيَلنِ في أَرجائِها / يا لهُ فَخرٌ لها ما دامَ لمحُ
وَتَفاوَتا في الجَريَ ذا تِبرٌ وَذا / فِعلُهُ في الأَرضِ إِشكالٌ وَمِلحُ
يا بَني الإِسلامِ هَل مِن سامِعٍ / لِمَقالٍ ما بهِ هَزلٌ وَمَزحُ
قَد رَأى فيهِ الإِمامُ المُرتَضى / أَنَّهُ لِلدّينِ وَالدُنيا يَصِحُّ
أَسنِدوا الأَمرِ إِلَيهِ وَاِسمَعوا / أَنَّ ذا شَرطٌ لهُ في الدينِ شَرحُ
وَصلاةُ اللَهِ رَبّي دائِماً / تَتَغَشّى المُصطَفى ما اِهتَزَّ سَرحُ
وَكَذا أَصحابَهُ مَع آلهِ / ما عَلا في مُرجَحِنِّ الدَوحِ صَدحُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025