المجموع : 3
الحَمدُ لِلّهِ صُبحُ الحَقِّ قَد وَضَحا
الحَمدُ لِلّهِ صُبحُ الحَقِّ قَد وَضَحا / وَبَيعُكم يا أُهَيلَ الدينِ قَد رَبِحا
هذي التِجارَةُ لا مالاً يُثَمِّرُهُ / مَن كانَ ذا نَظَرٍ عَن مِثلِهِ طَمَحا
هذا هُوَ النَصرُ وَالفَتحُ المُبينُ بِهِ / جَرَت سَعادَةُ قَومٍ لِلوَرى نُصَحا
قَومٌ سَمَت لَهُمُ الحُسنى الَّتي سَبَقَت / في عالَمِ الكَونِ لا روحاً وَلا شَبَحا
هُمُ أَقاموا شِعارَ الدينِ وَاِرتَفَعَت / بِهِم مَعالِمُهُ إِذ قَد وَهى وَمَحا
فَالآنَ حُجّوا عِبادَ اللَهِ وَاِعتَمِروا / وَجَدّدوا الشُكرَ لِلمَولى الذي فَتَحا
فَيا لَها نِعمَةً ما كانَ أَكبَرَها / وَيا لَها مِنحَةً تَستَغرِقُ المِنَحا
قَد طَهَّرَ البَيتَ في الماضي أَوائِلُهُم / حَتّى عَلا الحَقُّ وَالإِشراكُ قَد طُرِحا
وَقَد أَعادَ لَهُم ذو المَنِّ كَرَّتَهُ / وَاللَهُ يَختارُ وَالعُقبى لِمَن صَلَحا
هذا لِعَبدِ العَزيزِ المُرتَضى شَرَفٌ / يَرضاهُ مَن قَد دَنا مِنهُ وَمَن نَزَحا
وَاِذكُر حُماةَ الهُدى وَالدينِ إِنَّ لَهُم / فَضلاً عَظيماً عَلى مَن حَجَّ أَو ذَبَحا
أَولاكَ إِخوانُ صِدقٍ جُلُّ مَقصَدِهِم / إِقامَةُ الشَرعِ لا فَخراً وَلا مِدَحا
قَومٌ هُمُ بَذَلوا لِلَهِ أَنفُسَهُم / لا يَأسَفونَ عَلى مَن ماتَ أَوجُرِها
أَهلُ التَوادُدِ فيما بَينَهُم وَهُمُ / أُسدٌ إِذا الحَربُ عَن أَنيابِهِ كَلَحا
إِنّي لَأَرجو لَهُم فَوزاً وَمَكرُمَةً / إِذ كُلُّ ذي عَمَلٍ رَهنٌ بِما كَدَحا
فَليَكفِهِم مَفخَراً دُنيا وَآخِرَةً / هذا المَقامُ الذي ميزانُهُ رَجَحا
فَأَخلِصوا نِيَّةً لِلَهِ صادِقَةً / عَلى الصَوابِ كَما قَد قَرَّرَ الصُلحا
وَمَن بَذَلتُم لَهُ بِالعَهدِ بَيتَتَكُم / فَذاكَ طَوقٌ عَلى أَعناقِكُم وَضَحا
فَناصِحوهُ وَأَدّوا طاعَةَ وَجَبَت / عَلَيكُم فَهيَ شَرطٌ في الذي نَصَحا
فَيا إِمامَ الهُدى زَينَ الوُجودِ وَيا / فَرعَ الأَئِمَّةِ وَاِبنَ السادَةِ السُمَحا
وَيا جَمالَ بَني الدُنيا وَزينَتَهُم / وَمَن بِهِ الدينُ وَالدُنيا قَد اِبتَجَحا
اِجعَل مُشيرَكَ أَهلَ العِلمِ إِنَّ لَهُم / رَأياً إِذا فالَ رَأيُ المُتَري نَجَحا
مَن كانَ ناموسُهُ العِلمَ الشَريفَ فَذا / أَجدِر بِه أَن يَنالَ الفَوزَ وَالفَلَحا
لا يَمتَري عاقِلٌ في الناسِ أَنَّ لَكُم / عَلى الخَليفَةِ فَضلاً شاعَ وَاِتَّضحا
أَنتُم أَقَمتُم لَهُم مِن دينِهِم عِوَجاً / قَد أَحدَثَتهُ بعيدَ المُصطَفى الطُلَحا
كَالغَيثِ أَوَّلُكُم فينا وَآخِرُكُم / قَد عَمَّ مَن قَد بَقِيَ نَفعاً وَمَن بَرِحا
كَذاكَ إِخوانُكُم في الدينِ إِنَّ لَهُم / نِكايَةً في الذي عَن رُشدِهِ جَمَحا
هُم أَرخَصوا في اِحتِدامِ البَأسِ أَنفُسَهُم / لا يَخشَعونَ إِذا ما حادِثٌ فَدَحا
عَلَيهِمُ وَجَّبَ الرَحمنُ طاعَتَكُم / نَصّاً جَلِيّاً أَتىفي الذِكر مُتَّضِحا
فيما أَحَبّوا وَفيما يَكرَهونَ خَلا / ما كانَ كُفراً بَواحاً حُكمُهُ وَضَحا
وَهُم عَلَيكُم لَهُم حَقٌّ بِمَعرِفَةٍ / بِالرِفقِ وَالعَدلِ فيما بَينَهُم سَنَحا
وَتَعدِلوا قِسمَةً في الفَيءِ بَينَهُمُ / وَأَن تُواسوهُمُ إِن دَهرُهُم كَلَحا
هذا وأَنتُم بِما قد قُلتُ ذو خَبرٍ / وَالعَدلُ مِنكُم وَفيكُم عَرفُهُ نَفَحا
إِنَّ الحُسَينَ الذي أَبدى عَداوَتَهُ / لِلمُسلِمينَ رَأى عُقبى الوَغى تَرَحا
أَزجى الجُموعَ وَغَرَّتهُ مَكائِنُهُ / فَباءَ بِالدُلِّ مَخذولاً وَمُكتَسحا
أَتاهُ قَومٌ اِشتَدَّ اللِقا صُبُرٌ / لا يَألمونَ شُواظُ الحَربِ إِن لَفَحا
فَذاقَ تَنكيلَ ما أَبداهُ مِن عَمَلٍ / كُلٌّ يوَفّيهِ رَبُّ العَرشِ ما اِجتَرَحا
هذا جَزاءُ الذي صَدَّ الأَنامَ عَن البَ / يتِ الحَرامِ عُتُوّاً مِنهُ أَو مَرَحا
لا زِلتُمُ يا إِمامَ المُسلِمينَ بِما / يَسوءُهُ وَيُفيدُ الوامِقَ الفَرِحا
وَلا يَزالُ مَدى أَيّامِهِ شَرِقاً / بِعِزِّكُم بِكُؤوسِ الغَبنِ مُصطَحِبا
ثُمَّ الصلاةُ وَتسليمُ الإِلهِ عَلى / مَن كانَ مَبعَثُهُ لِلخَيرِ مُفتَتَحا
وَآلهِ الغُرِّ وَالأَصحابِ ما هَمَلَت / سُحبٌ وَما بَرقُها في جَوزِها لَمَحا
عَصَيتُ فيكِ مَقالَ اللائِمِ اللاحي
عَصَيتُ فيكِ مَقالَ اللائِمِ اللاحي / فَعامِليني بِغُفرانٍ وَإِسجاحِ
حَلَلتِ مِنّي مَحَلَّ الروحِ مِن جَسَدي / لا كَالمصافاةِ بَينَ الماءِ وَالراحِ
أَقولُ وَالقَلبُ يَهفو مِن تَحَرُّقِهِ / وَالعَينُ مِن دَمعِها في زِيِّ سَبّاحِ
لا يُبعِدِ اللَهُ أَيّامَ الشَبابِ وَما / فيهِنَّ لي مِن خَلاعاتٍ وَأَشطاحِ
فَكَم نَظَمتُ بِها وَالأُنسُ مُنتَظِمٌ / عَذراءِ يَشكرُ مِن أَلفاظِها الصاحي
يَشدو بِها أَوطَفُ العَينَينِ ذو هَيفٍ / أَغَنُّ في شَدوِهِ تَرجيعُ مَيّاحِ
كَأَنَّ طُرَّتَهُ مِن فَوقِ غَرَّتِهِ / لَيلٌ تَأَلَّقَ فيهِ ضَوءُ مِصباحِ
في غَفلَةِ الدَهرِ خالَلتُ السُرورَ بهِ / أَرنو بِطَرفٍ إِلى اللَذّاتِ طَمّاحِ
لَمّا نَهاني مَشيبي وَاِستَوى أَوَدي / قَبِلتُ بَعدَ جِماجٍ قَولَ نُصّاحي
كَذا الجَديدانِ إِن يَصحَبهُما أَحَدٌ / يُبَدّلا مِنه دَيجوراً بِإِصباحِ
لا بُدَّ أَن يَستَرِدَّ الدَهرُ ما وَهَبَت / أَيّامُهُ مِن مَسَرّاتٍ وَأَفراحِ
فَاِنعَم وَلَذَّ إِذا ما أَمكَنَت فُرَصٌ / وَاِجعَل تُقى اللَهِ رَأسَ الأَمرِ يا صاحِ
أَجَلتُ في أَهلِ دَهري طَرفَ مُختَبِرٍ / وَسِرتُ سَيرَ مُجِدِّ العَزمِ سَيّاحِ
فَكانَ أَكرَمَ مَن لاقَيتُ مِن بَشَرٍ / وَمَن سَمِعتُ بهِ في الحَيّ وَالماحي
عيسى وَأَبناؤُهُ الغُرُّ الذينَ لهُم / في المَجدِ بَحرٌ خِضَمٌّ غَيرُ ضَحضاحِ
قَومٌ إِذا نَزَلوا أَو نازَلوا ذُكِروا / في الحالَتَينِ لِمَرهوقٍ وَمُمتاحِ
هُمُ أَجاروا عَلى كِسرى طَريدَتَهُ / لَمّا تَبَرَّأَ مِنها كُلُّ شَحشاحِ
وَنازَلوهُ بِضَربٍ صادِقٍ خَذِمٍ / مُفَرِّقٍ بَين أَبدانٍ وَأَرواحِ
نَفسي الفِداءُ لِمَن تَحكي أَنامِلُهُ / شُؤبوبَ مُنبَعِقِ الأَرجاءِ سَجّاحِ
غَيثٌ مِنَ العُرفِ قَد عَمَّت مَواقِعُهُ / مَن في البِلادِ وَمن يَمشي بِقَرواحِ
جَمِّ الفَواضِلِ مِقدامٍ أَخي ثِقَةٍ / يُرجى وَيُخشى لِبَطشٍ أَو لِإِصلاح
صُلبِ النِجارِ إِذا ما الحادِثاتُ طَمَت / وَلَيسَ بِالكُثرِ في الدُنيا بِمِفراحِ
زَفَّت إِلَيهِ المَعالي نَفسَها وَرَنَت / شَوقاً إِلى ماجِدِ الأَعراقِ جِحَجاحِ
لَو كانَ يَدري كُليبٌ ما بَنَيتَ لَه / مِنَ الَفاخِرِ أَضحى جِدَّ مُرتاحِ
تَدومُ ما دُمتَ لِلعَلياءِ تَعمُرُها / في طولِ عُمرٍ أَنيقِ العَيشِ فَيّاحِ
ثم الصلاةُ وَتَسليمُ الإلهِ على / ماحي الضَلالَةِ حتى سُمِّيَ الماحي
هَل لِعَهدٍ قَد مَضى وَالدَهرُ سَمحُ
هَل لِعَهدٍ قَد مَضى وَالدَهرُ سَمحُ / رَجعَةٌ يَوماً وَفي الأَيّامِ فَسحُ
كَي أُداوي القَلبَ مِن بَرحِ الأَسى / إِنَّ صَفوَ الدَهرِ يَوماً مِنهُ رِبحُ
يا نَدامايَ وَيا أَهلَ الوَفا / أَنتُمُ لي دونَ مَن أَهواهُ نُصحُ
كَرِّروا أَخبارَ سِلعٍ وَالحِمى / حَيثُ في تَكريرِها لِلهَمِّ نَزحٌ
أَو فَمُرّوا بي عَلى رَسمٍ عَفا / كانَ لي فهِ مع اللَذّاتِ صُلحُ
لَعِبَت هائِجَةُ الريحِ بِهِ / وَمُسِفٌّ وَدقُهُ هَطلٌ وَسحُّ
كَم تَمَشّى فيهِ غيدٌ كالمَها / هُيَّفُ الأَوساطِ وَالأَكفالُ رُجحُ
إِن تَبَدَّت فَبُدورٌ طُلَّعٌ / قَد كَساها مِن أَثيثِ الفَرعِ جُنح
أَو تَثَنَّت فَكَأَغصانِ النَقا / هَزَّها مِن خَمرَةِ الإِعجابِ رَنحُ
ذاكَ أَيّامَ الصِبا سُقيَ الصِبا / حينَ لَيلُ الفَودِ لم يَنسَخهُ صُبحُ
تَوبَةً رَبّي وَغُفراناً لِما / قُلتُ شِعراً وَهوَ تَشبيبٌ وَمَزحُ
وَخُذوا مَدحَ الهُمامِ المُجتَبي / مِن أَرومٍ سَعيُهُم لِلدّينِ نُجحُ
هُم أَشادوا لِلهُدى أَعلامَهُ / وَعَلا مِنهُم بهِ في الأَرضِ صَرحُ
وَجَنوا بِالسُمرِ أَثمارِ العُلا / إِنَّ أَثمانَ العُلا سَيفٌ وَرُمحُ
صَحِبوا الدُنيا فَكانوا حُسنَها / وَهمُ فيها لَها عِزٌّ وَفَتحُ
وَتَوَلّى بَعدَهُم روحُ العُلا / لِلهُدى يُعلي وَلِلأَوثانِ يَمحو
مَلِكٌ لَو كانَ في عَصرٍ مَضى / لَم يَكُن في غَيرِهِ لِلنّاسِ مَدحُ
مَلكَ الدُنيا فَلَم يَبخَل بِها / لا وَلم يَسمَع عَذولاً لَو يُلِحُّ
إِنَّما عَبدُ العَزيزِ المُفتَدى / مِن عَظيمِ المَنِّ إِحسانٌ وَمَنحُ
وَكَذا أَنجالهُ أُسدُ الوَغى / حينَ رجعُ القَولِ تَندابٌ وَضَبح
قَد سَبَرنا مَجدَ قَومٍ قَد مَضى / لَهُمُ في الأَرضِ إِيغالٌ وَكَدحُ
وَنَظَرنا مَجدَ قَومٍ بَعدَهُم / نَظَراً ما فيهِ إِفراطٌ وَشَطحُ
فَعَلا مَجدُ سُعودٍ مَجدَهُم / إِنَّهُ في كَسبِهِ العَليا مُلِّحُ
أَريحيٌّ إِن سَطا أَو إِن عَطا / فَهوَ لَيثٌ فهوَ شُؤبوبٌ يَسُحُّ
رامَ قَومٌ أَن يَنالوا سَعيَهُ / فَإِذا هُم في صَحاري العَجزِ رُزحُ
مِسعرُ الهَيجاءِ في يَومِ الوَغى / مُمطِرُ النَعماءِ وَالأَيّامُ كُلحُ
ذُخرُهُ جُردُ المَذاكي جَريُها / في دَمِ الأَعداءِ يَومَ الرَوعِ سَبحُ
لا يَنالُ المَجدَ غِرٌّ بِالمُنى / لا وَلا مَن طَبعُهُ جُبنٌ وَشحُّ
سَل بِهِ مِصراً وَمَن في صُقعِها / تَدرِ كَيفَ الفَخرُ وَالمَجدُ الأَصَحُّ
عَكَفوا زَحماً عَلى اَبوابِهِ / زَحمَ وِردِ الخَمس إِذا يَحدوهُ لَفحُ
ما رَأوا مِن قَبلِهِ شِبهاً لهُ / حارَتِ الأَلبابُ وَالأَبصارُ طُمحُ
نَظَروا لَيثاً وَبَدراً طالِعاً / وَبناناً بِالعَطا وَطفا تَسُحُّ
مَدَّتِ النِيَلنِ في أَرجائِها / يا لهُ فَخرٌ لها ما دامَ لمحُ
وَتَفاوَتا في الجَريَ ذا تِبرٌ وَذا / فِعلُهُ في الأَرضِ إِشكالٌ وَمِلحُ
يا بَني الإِسلامِ هَل مِن سامِعٍ / لِمَقالٍ ما بهِ هَزلٌ وَمَزحُ
قَد رَأى فيهِ الإِمامُ المُرتَضى / أَنَّهُ لِلدّينِ وَالدُنيا يَصِحُّ
أَسنِدوا الأَمرِ إِلَيهِ وَاِسمَعوا / أَنَّ ذا شَرطٌ لهُ في الدينِ شَرحُ
وَصلاةُ اللَهِ رَبّي دائِماً / تَتَغَشّى المُصطَفى ما اِهتَزَّ سَرحُ
وَكَذا أَصحابَهُ مَع آلهِ / ما عَلا في مُرجَحِنِّ الدَوحِ صَدحُ