المجموع : 7
لِلونا شُهرَةٌ في الطِبِّ تاهَت
لِلونا شُهرَةٌ في الطِبِّ تاهَت / بِها مِصرٌ وَتاهَ بِها مَديحي
وَمِن عَجَبٍ تَدينُ بِدينِ موسى / وَتَأتينا بِمُعجِزَةِ المَسيحِ
أَهلَ الصَحافَةِ لا تَضِلّوا بَعدَهُ
أَهلَ الصَحافَةِ لا تَضِلّوا بَعدَهُ / فَسَماؤُكُم قَد زانَها المِصباحُ
الحَقُّ فيهِ زَيتُهُ وَفَتيلُهُ / صِدقُ الحَديثِ وَنورُهُ الإِصلاحُ
وَفِتيانِ أُنسٍ أَقسَموا أَن يُبَدِّدوا
وَفِتيانِ أُنسٍ أَقسَموا أَن يُبَدِّدوا / جُيوشَ الدُجى ما بَينَ أُنسٍ وَأَفراحِ
فَهُبّوا إِلى خَمّارَةٍ قيلَ إِنَّها / قَعيدَةُ خَمرٍ تَمزُجُ الروحَ بِالراحِ
وَقالوا لَها إِنّا أَتَينا عَلى ظَماً / نُحاوِلُ وِردَ الراحِ رَغماً عَنِ اللاحي
فَقامَت وَفي أَجفانِها كَسَلُ الكَرى / وَفي رِدفِها وَاِستَعرَضَت جَيشَ أَقداحِ
مَرَّت كَعُمرِ الوَردِ بَينا أَجتَلي
مَرَّت كَعُمرِ الوَردِ بَينا أَجتَلي / اِصباحَها إِذ آذَنَت بِرَواحِ
لَم أَقضِ مِن حَقِّ المُدامِ وَلَم أَقُم / في الشارِبينَ بِواجِبِ الأَقداحِ
وَالزَهرُ يَحتَثُّ الكُؤوسَ بِلَحظِهِ / وَيَشوبُها بِأَريجِهِ الفَيّاحِ
أَخشى عَواقِبَها وَأَغبِطُ شَربَها / وَأُجيدُ مِدحَتَها مَعَ المُدّاحِ
وَأَميلُ مِن طَرَبٍ إِذا مالَت بِهِم / فَاِعجَب لِنَشوانِ الجَوانِحِ صاحي
أَستَغفِرُ اللَهَ العَظيمَ فَإِنَّني / أَفسَدتُ في ذاكَ النَهارِ صَلاحي
ما لي أَرى الأَكمامَ لا تُفَتِّحُ
ما لي أَرى الأَكمامَ لا تُفَتِّحُ / وَالرَوضَ لا يَذكو وَلا يُنَفِّحُ
وَالطَيرَ لا تَلهو بِتَدويمِها / في مُلكِها الواسِعِ أَو تَصدَحُ
وَالنيلَ لا تَرقُصُ أَمواهُهُ / فَرحى وَلا يَجري بِها الأَبطَحُ
وَالشَمسَ لا تُشرِقُ وَضّاءَةً / تَجلو هُمومَ الصَدرِ أَو تَنزِحُ
وَالبَدرَ لا يَبدو عَلى ثَغرِهِ / مِن بَسَماتِ اليُمنِ ما يَشرَحُ
وَالنَجمَ لا يَزهَرُ في أُفقِهِ / كَأَنَّهُ في غَمرَةٍ يَسبَحُ
أَلَم يَجِئها نَبَأٌ جاءَنا / بِأَنَّ مِصراً حُرَّةٌ تَمرَحُ
أَصبَحتُ لا أَدري عَلى خِبرَةٍ / أَجَدَّتِ الأَيّامُ أَم تَمزَحُ
أَمَوقِفٌ لِلجِدِّ نَجتازُهُ / أَم ذاكَ لِلّاهي بِنا مَسرَحُ
أَلمَحُ لِاِستِقلالِنا لَمعَةً / في حالِكِ الشَكِّ فَأَستَروِحُ
وَتَطمِسُ الظُلمَةُ آثارَها / فَأَنثَني أُنكِرُ ما أَلمَحُ
قَد حارَتِ الأَفهامُ في أَمرِهِم / إِن لَمَّحوا بِالقَصدِ أَو صَرَّحوا
فَقائِلٌ لا تَعجَلوا إِنَّكُم / مَكانَكُم بِالأَمسِ لَم تَبرَحوا
وَقائِلٌ أَوسِع بِها خُطوَةً / وَراءَها الغايَةُ وَالمَطمَحُ
وَقائِلٌ أَسرَفَ في قَولِهِ / هَذا هُوَ اِستِقلالُكُم فَاِفرَحوا
إِن تَسأَلوا العَقلَ يَقُل عاهِدوا / وَاِستَوثِقوا في عَهدِكُم تَربَحوا
وَأَسِّسوا داراً لِنُوّابِكُم / لِلرَأيِ فيها وَالحِجا أَفسِحوا
وَلتَذكُرِ الأُمَّةِ ميثاقَها / أَلّا تَرى عِزَّتَها تُجرَحُ
وَتَنتَخِب صَفوَةَ أَبنائِها / فَمِنهُمُ المُخلِصُ وَالمُصلِحُ
وَلِيَتَّقِ اللَهَ أُولو أَمرِها / أَن يُسكِتوا الأَصواتَ أَو يُرفِحوا
أَو تَسأَلوا القَلبَ يَقُل حاذِروا / وَصابِروا أَعداءَكُم تُفلِحوا
إِنّي أَرى قَيداً فَلا تُسلِموا / أَيدِيَكُم فَالقَيدُ لا يُسجِجُ
إِن هَيَّؤوهُ مِن حَريرٍ لَكُم / فَهوَ عَلى لينٍ بِهِ أَفدَحُ
حَتّامَ وَالصَبرُ لَهُ غايَةٌ / لِغَيرِنا مِن بِئرِنا نَمتَحُ
حَتّامَ وَالأَموالُ مَشفوهَةٌ / نَمنَحُ إِلّا مِصرَ ما نَمنَحُ
حَتّامَ يُمضي أَمرَنا غَيرُنا / وَذاكَ بِالأَحرارِ لا يَملُحُ
أَساءَ بَعضُ الناسِ في بَعضِهِم / ظَنّاً وَقَد أَمسَوا وَقَد أَصبَحوا
فَاِنتَهَزَت أَعداؤُنا نُهزَةً / فينا وَما كانَت لَهُم تَسنَحُ
فَالرَأيُ كُلُّ الرَأيِ أَن تُجمِعوا / فَإِنَّما إِجماعُكُم أَرجَحُ
وَكُلُّ مَن يَطمَعُ في صَدعِكُم / فَإِنَّهُ في صَخرَةٍ يَنطَحُ
أَخشى إِذا اِستَكثَرتُمُ بَينَكُم / مِن قادَةِ الآراءِ أَن تُفضَحوا
فَلتَقصِدوا ما اِسطَعتُمُ فيهُمُ / فَإِنَّما في القِلَّةِ المَنجَحُ
أَشرِق فَدَتكَ مَشارِقُ الإِصباحِ
أَشرِق فَدَتكَ مَشارِقُ الإِصباحِ / وَأَمِط لِثامَكَ عَن نَهارٍ ضاحي
بورِكتَ يا يَومَ الخَلاصِ وَلا وَنَت / عَنكَ السُعودُ بِغُدوَةٍ وَرَواحِ
بِاللَهِ كُن يُمناً وَكُن بُشرى لَنا / في رَدِّ مُغتَرِبٍ وَفَكِّ سَراحِ
أَقبَلتَ وَالأَيّامُ حَولَكَ مُثَّلٌ / صَفَّينِ تَخطِرُ خَطرَةَ المَيّاحِ
وَخَرَجتَ مِن حُجبِ الغُيوبِ مُحَجَّلاً / في كُلِّ لَحظٍ مِنكَ أَلفُ صَباحِ
لَو صَحَّ في هَذا الوُجودِ تَناسُخٌ / لَرَأَيتُ فيكَ تَناسُخَ الأَرواحِ
وَلَكُنتَ يَومَ اللابِرِنتَ بِعَينِهِ / في عِزَّةٍ وَجَلالَةٍ وَسَماحِ
يَومٌ يُريكَ جَلالُهُ وَرُواؤُهُ / في الحُسنِ قُدرَةَ فالِقِ الإِصباحِ
خَلَعَت عَلَيهِ الشَمسُ حُلَّةَ عَسجَدٍ / وَحَباهُ آذارٌ أَرَقَّ وِشاحِ
اللَهُ أَثبَتَهُ لَنا في لَوحِهِ / أَبَدَ الأَبيدِ فَما لَهُ مِن ماحي
حَيّيهِ عَنّا يا أَزاهِرُ وَاِملَئي / أَرجاءَهُ بِأَريجِكِ الفَوّاحِ
وَاِنفَحهُ عَنّا يا رَبيعُ بِكُلِّ ما / أَطلَعتَ مِن رَندٍ وَنَورِ أَقاحِ
تِه يا فُؤادُ فَحَولَ عَرشِكَ أُمَّةٌ / عَقَدَت خَناصِرَها عَلى الإِصلاحِ
أَبناؤُنا وَهُمُ أَحاديثُ النَدى / لَيسوا عَلى أَوطانِهِم بِشِحاحِ
صَبَروا عَلى مُرِّ الخُطوبِ فَأَدرَكوا / حُلوَ المُنى مَعسولَةَ الأَقداحِ
شاكي سِلاحِ الصَبرِ لَيسَ بِأَعزَلٍ / يَغزوهُ رَبُّ عَوامِلٍ وَصِفاحِ
الصَبرُ إِن فَكَّرتَ أَعظَمُ عُدَّةٍ / وَالحَقُّ لَو يَدرونَ خَيرُ سِلاحِ
قَد أَنكَروا حَقَّ الضَعيفِ فَهَل أَتى / إِنكارُ ذاكَ الحَقِّ في إِصحاحِ
كَم خَدَّرَت أَعصابَ مِصرَ نَوافِحٌ / لِوُعودِهِم كَنَوافِحِ التُفّاحِ
فَتَعَلَّلَ المِصرِيُّ مُغتَبِطاً بِها / أَرَأَيتَ طِفلاً عَلَّلوهُ بِداحِ
وَتَأَنَّقوا في الخُلفِ حَتّى أَصبَحَت / أَقوالُهُم تُذرى بِغَيرِ رِياحِ
لَمّا تَنَبَّهَ بِالكِنانَةَ نائِمٌ / وَأَصاتَ بِالشَكوى الأَليمَةِ صاحي
وَتَكَشَّفَت تِلكَ الغَياهِبُ وَاِنطَوَت / وَبَدَت شُموسُ الحَقِّ وَهيَ ضَواحي
عَلِموا بِحَمدِ اللَهِ أَنَّ قَرارَنا / في ظِلِّ غَيرِ اللَهِ غَيرُ مُتاحِ
فَاليَومَ قَرّي يا كِنانَةُ وَاِهدَئي / حَرَمُ الكِنانَةِ لَم يَكُن بِمُباحِ
مَن ذا يُغيرُ عَلى الأُسودِ بِغابِها / أَو مَن يَعومُ بِمَسبَحِ التِمساحِ
لِلنيلِ مَجدٌ في الزَمانِ مُؤَثَّلٌ / مِن عَهدِ آمونٍ وَعَهدِ فَتاحِ
فَسَلِ العُصورَ بِهِ وَسَل آثارَهُ / في مِصرَ كَم شَهِدَت مِنَ السُيّاحِ
يا صاحِبَ القُطرَينِ غَيرَ مُدافِعٍ / ما مِثلُ ساحِكَ في العُلا مِن ساحِ
لَم يَبدُ نورٌ فَوقَ نورٍ يُجتَلى / كَالتاجِ فَوقَ جَبينِكَ الوَضّاحِ
ذَكَرَت بِعَرشِكَ مِصرُ يَومَ وَليتَهُ / عَرشَ المُعِزِّ بِها وَعَرشَ صَلاحِ
في كُلِّ قُطرٍ مِن جَلالِكَ رَوعَةٌ / وَلِكُلِّ قُطرٍ مِنكَ ظِلُّ جَناحِ
لَكَ مِصرُ وَالسودانُ وَالنَهرُ الَّذي / يَختالُ بَينَ رُبىً وَبَينَ بِطاحِ
وَبَواسِقُ السودانِ تَشهَدُ أَنَّها / غُرِسَت بِعَهدِ جُدودِكَ الفُتّاحِ
لا غَروَ إِن غَنّى بِمَدحِكَ صائِحٌ / أَو مُسجِحٌ في حَلبَةِ المُدّاحِ
حُسنُ الغِناءِ مَعَ الصِياحِ كَحُسنِهِ / عِندَ الخَبيرِ بِهِ مَعَ الإِسجاحِ
أَوَ لَم يَكُن لَكَ مُلكُ مِصرَ وَنيلُها / يَنسابُ بَينَ مُروجِها الأَفياحِ
مَنضورَةَ الجَنّاتِ حالِيَةَ الرُبا / مَطلولَةَ السَرَحاتِ وَالأَرواحِ
قَد قالَ عَمرٌو في ثَراها آيَةً / مَأثورَةً نُقِشَت عَلى الأَلواحِ
بَينا تَراهُ لَآلِئاً وَكَأَنَّما / نُثِرَت بِتُربَتِهِ عُقودُ مِلاحِ
وَإِذا بِهِ لِلناظِرينَ زُمُرُّدٌ / يَشفيكَ أَخضَرُهُ مِنَ الأَتراحِ
وَإِذا بِهِ مِسكٌ تَشُقُّ سَوادَهُ / شَقَّ الأَديمِ مَحارِثُ الفَلّاحِ
البَرلَمانُ تَهَيَّأَت أَسبابُهُ / لَم يَبقَ مِن سَبَبٍ سِوى المِفتاحِ
هُوَ في يَدَيكَ وَديعَةٌ لِرَعِيَّةٍ / تُثني بِأَلسِنَةٍ عَلَيكَ فِصاحِ
رُدَّ الوَديعَةَ يا فُؤادُ فَإِنَّما / رَدُّ الوَديعَةِ شيمَةُ المِسماحِ
وَاِنهَض بِشَعبِكَ يا فُؤادُ إِلى العُلا / وَإِلى مَكانٍ في الوُجودِ بَراحِ
فَاللَهُ يَشهَدُ وَالخَلائِقُ أَنَّنا / طُلّابُ حَقٍّ في الحَياةِ صِراحِ
هَذا مَنارُ البَرلَمانِ أَمامَكُم / لِهُدى السَبيلِ كَإِبرَةِ المَلّاحِ
فَتَيَمَّموهُ مُخلِصينَ فَما لَكُم / مِن دونِهِ مِن غِبطَةٍ وَفَلاحِ
الفَصلُ لِلشورى وَتِلكَ هِيَ الَّتي / تَزَعُ الهَوى وَتَرُدُّ كُلَّ جِماحِ
هِيَ لا تَضِلُّ سَبيلَها فَكَأَنَّما / خُلِقَ السَبيلُ لَها بِغَيرِ نَواحي
هِيَ لا بَراحَ تَرُدُّ كَيدَ عَدُوِّكُم / وَتَفُلُّ غَربَ الغاصِبِ المُجتاحِ
فَتَكَنَّفوا الشورى عَلى اِستِقلالِكُم / في الرَأيِ لا توحيهِ نَزعَةُ واحي
وَيَدُ الإِلَهِ مَعَ الجَماعَةِ فَاِضرِبوا / بِعَصا الجَماعَةِ تَظفَروا بِنَجاحِ
كونوا رِجالاً عامِلينَ وَكَذِّبوا / وَالصُبحُ أَبلَجُ حامِلَ المِصباحِ
وَدَعوا التَخاذُلَ في الأُمورِ فَإِنَّما / شَبَحُ التَخاذُلِ أَنكَرُ الأَشباحِ
وَاللَهِ ما بَلَغَ الشَقاءُ بِنا المَدى / بِسِوى خِلافٍ بَينَنا وَتَلاحي
قُم يا اِبنَ مِصرَ فَأَنتَ حُرٌّ وَاِستَعِد / مَجدَ الجُدودِ وَلا تَعُد لِمَراحِ
شَمِّر وَكافِح في الحَياةِ فَهَذِهِ / دُنياكَ دارُ تَناحُرٍ وَكِفاحِ
وَاِنهَل مَعَ النُهّالِ مِن عَذبِ الحَيا / فَإِذا رَقا فَاِمتَح مَعَ المُتّاحِ
وَإِذا أَلَحَّ عَلَيكَ خَطبٌ لا تَهُن / وَاِضرِب عَلى الإِلحاحِ بِالإِلحاحِ
وَخُضِ الحَياةَ وَإِن تَلاطَمَ مَوجُها / خَوضُ البِحارِ رِياضَةُ السَبّاحِ
وَاِجعَل عِيانَكَ قَبلَ خَطوِكَ رائِداً / لا تَحسَبَنَّ الغَمرَ كَالضَحضاحِ
وَإِذا اِجتَوَتكَ مَحَلَّةٌ وَتَنَكَّرَت / لَكَ فَاِعدُها وَاِنزَح مَعَ النُزّاحِ
في البَحرِ لا تَثنيكَ نارُ بَوارِجٍ / في البَرِّ لا يَلويكَ غابُ رِماحِ
وَاُنظُر إِلى الغَربِيِّ كَيفَ سَمَت بِهِ / بَينَ الشُعوبِ طَبيعَةَ الكَدّاحِ
وَاللَهِ ما بَلَغَت بَنو الغَربِ المُنى / إِلّا بِنِيّاتٍ هُناكَ صِحاحِ
رَكِبوا البِحارَ وَقَد تَجَمَّدَ ماؤُها / وَالجَوَّ بَينَ تَناوُحِ الأَرواحِ
وَالبَرُّ مَصهورَ الحَصى مُتَأَجِّجاً / يَرمي بِنَزّاعِ الشَوى لَوّاحِ
يَلقى فَتِيُّهُمُ الزَمانَ بِهِمَّةٍ / عَجَبٍ وَوَجهٍ في الخُطوبِ وَقاحِ
وَيَشُقُّ أَجوازَ القِفارِ مُغامِراً / وَعرُ الطَريقِ لَدَيهِ كَالصَحصاحِ
وَاِبنُ الكِنانَةِ في الكِنانَةِ راكِدٌ / يَرنو بِعَينٍ غَيرِ ذاتِ طِماحِ
لا يَستَغِلُّ كَما عَلِمتَ ذَكاءَهُ / وَذَكاؤُهُ كَالخاطِفِ اللَمّاحِ
أَمسى كَماءِ النَهرِ ضاعَ فُراتُهُ / في البَحرِ بَينَ أُجاجِهِ المُنداحِ
فَاِنهَض وَدَع شَكوى الزَمانِ وَلا تَنُح / في فادِحِ البُؤسى مَعَ الأَنواحِ
وَاِربَح لِمِصرَ بِرَأسِ مالِكَ عِزَّةً / إِنَّ الذَكاءَ حُبالَةُ الأَرباحِ
وَإِذا رُزِقتَ رِآسَةً فَاِنسُج لَها / بُردَينِ مِن حَزمٍ وَمِن إِسجاحِ
وَاِشرَب مِنَ الماءِ القَراحِ مُنَعَّماً / فَلَكَم وَرَدتَ الماءَ غَيرَ قَراحِ
سَليلَ الطينِ كَم نِلنا شَقاءً
سَليلَ الطينِ كَم نِلنا شَقاءً / وَكَم خَطَّت أَنامِلُنا ضَريحا
وَكَم أَزرَت بِنا الأَيّامُ حَتّى / فَدَت بِالكَبشِ إِسحاقَ الذَبيحا
وَباعَت يوسُفاً بَيعَ المَوالي / وَأَلقَت في يَدِ القَومِ المَسيحا
وَيا نوحاً جَنَيتَ عَلى البَرايا / وَلَم تَمنَحهُمُ الوُدَّ الصَحيحا
عَلامَ حَمَلتَهُم في الفُلكِ هَلّا / تَرَكتَهُم فَكُنتَ لَهُم مُريحا
أَصابَ رِفاقِيَ القِدحَ المُعَلّى / وَصادَفَ سَهمِيَ القِدحَ المَنيحا
فَلَو ساقَ القَضاءُ إِلَيَّ نَفعاً / لَقامَ أَخوهُ مُعتَرِضاً شَحيحا