المجموع : 10
أترى الشهب أضاءت مطلعا
أترى الشهب أضاءت مطلعا / أم تراها غرر الغيد الملاح
تركت ليلي نهاراً أنصعا / وجلت رأد الضحى قبل الصباح
جئن تيهاً لا يبالين الحرس /
كل غيداء كمشبوب القبس /
قال رائيها وقد فر الغلس /
أعلى الأبريق برق لمعا / أم بدت سافرة ذات الوشاح
ما أماطت عن محياً برقعا / في الدجى إلا وخلت الصبح لاح
عربٌ تختال في أمراطها /
تعقد الزنار من أوساطها /
وتريك البرق من أقراطها /
كلما اهتزت لصب خضعا / هزه شوق إليها وارتياح
وهو لو يعرفها لا درعا / إنما للطعن يهززن الرماح
كظباء الخيف لا تخشي القناص /
يتسرتن بمسود العقاص /
جرحتني والجراحات قصاص /
غير أن القوس أعيت منزعا / ونبالي بعد لم تنصل قداح
جحفل بالشعر لما أدرعا / خانني الصبر فألقيت السلاح
لي فهن غزال ربرب /
ليس لي غير هواه مذهب /
لا ولا عن داره منقلب /
فأنا أتلع ما إن أتلعا / وإذا أبطح أوطنت البطاح
فلكم أزمعت لما أزمعا / وأرحت العيس لما أن أراح
يتبالهن وقد يعرفنني /
وهو فيهن غضيض الأعين /
قلت إذ يسألن عني أنني /
من إذا رمت التسالي ورعا / نكصت بي للهوى الغيد الملاح
ووإذا ما الروع هز الأروعا / فعفرني غابة شاكي السلاح
قلن لي علك يا بادي الشجن /
ذلك الصب العراقي الوطن /
مولع القلب بتسآل الدمن /
لست تنفك تحيي الأربعا / ولكم عجب ضحى في سفح ضاح
قلت هل تنكرن صباً مولعا / بذوات الأعين المرضى الصحاح
قلن يا أسم امنحيه الغزلا /
وصليه فهو من خير الملا /
فانثنت كبراً وقالت لا ولا /
كانلي سر لديه مودعا / ضمن الكتمان فيه ثم باح
ولقد شبب بي حتى سعى / بي في سر التصابي لافتضاح
فتضاحكن لها يخدعنها /
وإذا ما اعتسفت أرجعنها /
قلت إذ أعيت خصاماً دعنها /
فهي والغيران كانت شرعا / في تدانيها وفي طول انتزاح
منعت من وصلها ما منعا / وأباحت من هواها ما أباح
ثم قد ناشدنها بالذمم /
وتلطفن بطيب الكلم /
قلن لي الموعد في ذي سلم /
فانتظر حارسها أن يهجعا / ورعاة الحي أن تأتي المراح
وهزيع الليل ينهزعا / وتهيج الروض أنفاس الرياح
فأتت ترسل وحفاً ذا غدر /
ما حباً ما سحبته من أثر /
وهي نجم بل هلال بل قمر /
بل هي الشمس أضاءت مطلعا / وبدت والليل منشور الجناح
ولقد بتنا نريب المضجعا / بيننا ستر عفاف ووشاح
والربى أخضلها دمع الرباب /
فغدت مخضرة حمر الهضاب /
حبذا يا حبذا عصر الشباب /
كان لي فيه هناً فانقطعا / ببياض الشيب لا بيض الصفاح
ضاق بي من بعده ما اتسعا / فلقد كان شفيعي للملاح
سعد قف بالحي حي من ثعل /
بلوى الرملين واتبعها رمل /
واطلب السرب بناديهم وسل /
هل لما قد فات أن يرتجعا / أم لبرجاء التصابي من براح
ودع السرب وتلك الأربعا / فلقد نلت الأماني باقتراح
يوم روح البشر بالبشر سرى /
وانتحت شمس المعالي حيدرا /
وأتت والربع قد كان الشرى /
فتولى النحس لما سجعا / فرحاً في ألسن السعد الفصاح
قد زها روض المنى بل أينعا / والسرور افتر والمندل فاح
حيدر بشرت أهل الخافقين /
بسعود لاقتران النيرين /
فأهني فيك ذا الفضل حسين /
من به سمك المعالي ارتفعا / ودعا الناس إلى شرع السماح
سالكاً للمجد نهجاً مهيعا / يهتدى فيه بأنوار الصلاح
إما العلياء دارت لكم /
من أبيكم أن أحق الحكم /
فإذا ما خاصموكم خصموا /
ولكم برهانه قد سطعا / وانجلت حجتها والصدق لاح
فاذهبن فيها بصدق المدعي / ولك السهم المعلى في القداح
والعلى حظ حسين وأخيه /
ذاك إسماعيل والمولى النبيه /
ذو السجايا الغر لا من تزدهيه /
رفعة الشأن ولكن سطعا / بسنا بشر ونيلٍ مستماح
عم من فيض يديه الأربعا / وحكى في سيبها سيب البطاح
أيها الراكب يجتاب الظلام /
رخوة الصدغين مرخاة الزمام /
أنتجتها الحرف من فحل النعام /
فانتمت تعزي لهذين معا / وأتت سابقةً ذات الجناح
تسبق البرق إذا ما لمعا / والرياح الهوج إن هبت رياح
يممن من عاملٍ أهل الصفا /
وعج العيس وثرها وقفا /
ثم هن ذا المعالي يوسفا /
من به شمل الكمال اجتمعا / وعلى ساحته الوفد أراح
فاز من أمله وانتجعا / طالباً فيض نداه بالنجاح
فلو أن الغيث يمتاح الندى /
منك أو أوليته منك يدا /
لأسال البرق منه عسجدا /
وأبى عارضه أن يدمعا / برذاذ دون سكب أوسياح
وسقى الخضراء حتى تمرعا / وترى الشهب بها وهي أقاح
هاكموها يا بني فاطمة /
بأنوف للعدى راغمة /
فهي أحلى من مها كاظمة /
اتخذت مربعكم مرتبعا / وهي تزهو باختتام وافتتاح
فأقبلوها لا تزالوا أجمعا / بهناً ما أعقب الليل صباح
أطلع البدر من جبينك صبحاً
أطلع البدر من جبينك صبحاً / فاعترض آية الظلام لتمحي
سافراً عن سوالف كم أرتنا / في ضحاها لداجن الصدغ جنحا
رف بنداً فقلت يا ملك الحسن / بهذا اللواء أدركت فتحا
أفرغ الجعد جوشنا وتقلد / طرفك السيف واهزز القد رمحا
كم ثنايا حميتها بثنايا / موريات بين الجوانح قدحا
وسمت خيل أدمعي فتجارت / عاديات في موكب العشق ضبحا
الأمان الأمان نادك قلب / ما رأى منك عند بطشك صفحا
هو من جملة الصفايا فخذه / إن تكن تصطفي وجيبا وبرحا
لك قد وناظر ثعلي / أكثرا في النفوس طعناً وذبحا
كم جنحنا منك اختياراً / وعقدنا على الحواجب صلحا
أيها الفاتن العقول بثغر / علم البرق كيف يومض لمحا
إن في غصن فدك الغصن حليا / أطرب العندليب سجعاً وصدحا
قم تنبا بمعجز علم الطير / فنوناً ونفثة السحر أوحى
لغةً من أعاجم الحلي جاءت / تعرب اللحن معجماً وهي فصحى
رنحت معطفي فهل هي أملت / في بني صالح ثناء ومدحا
مرسلي السيب حيث دجلة منه / تنهل الآملين منا ونجحا
وبشرقيها لهم بيت عز / حسدت منه دارة البدر صرحا
إن تزن أرضه عددت ثراه / لسواه من المعاقل سطحا
خرق الماء جدره فتلاقت / بحماه الأنهار تبهر طفحا
مستفيضاً رواية لو عليل ال / زهر عنها روى الحديث لصحا
يفعم البركة التي باكرتها / نسمات الأزهار بالطيب نفحا
قابلت جدول المجرة ليلاً / فتجارت بها الكواكب سبحا
ومصابيحها اللوامح كادت / تخطف النيرات ومضا ولمحا
لو بها راكب الدجنة أمسى / ساحباً حلة الظلام لأضحى
نورها والنمير كم أرينا / بارقاً في الزوراء جاور سفحا
أوقفتنا منها على نحو ود / واختلاف من الزهور وأنحا
فوجدنا كسراً لآس وضماً / لشقيق وللسواسن فتحا
ونرى الجلنار يحمر خدا / أفثغر الأقاح أدماه جرحا
وكرات الليمون كم أقرأتنا / من علوم النبات متناً وشرحا
أيها القصر من كواك أطلعنا / فعبرنا مجاري الشهب مسحا
قد طردت السماح في شرفٍ كم / زاحمت متن كوكب فتنحى
رفعتك البناة في مدرج لا / تخطئ العين فيه سرباً وسرحا
باسطتنا به الصفاء الليالي / فطوينا عما سوى اللهو كشحا
سلامٌ غدا وسلامٌ يروح
سلامٌ غدا وسلامٌ يروح / عليك وإن نال مني النزوح
بعثت الريح واليعملات / ومؤتلق البرق ما إن يلوح
فبرق يشب وعيس تخب / وريح تهب وطيب يفوح
وشوقي إليك بقلبي غدا / كروح لجسم وجسم لروح
فهاك متون الهوى جملة / أبت أن تفصلهن الشروح
أهاج غريد الضحى لي لوعة
أهاج غريد الضحى لي لوعة / يسفع أثاء الحشا لافحها
وكم أهاجت لوعتي حمائم / يمتاح ماء أعيني صادحها
فهزني الشوق إلى خرعوبة / ألوى بها إلى النوى كاشحها
هي المهاة لا التي ترعى الكبا / وهي التي يدمي الحشا لامحها
هل بعد أن شحط الخليط نزوحا
هل بعد أن شحط الخليط نزوحا / إذر البكا وأرى النصيح نصيحا
إن بارحتني غدوة احمالهم / تاللَه لست أبارح التبريحا
غادين زموا عيسهم وتجلدي / وطووا ضلوعي والوهاد الفيحا
طاحت حشاي ولم تكن لولا الألى / قد طوح الحادي بهم لتطيحا
ولقد تضلع كأهلي بهواهم / فمتى ترى عبء الهوى مطروحا
ما عرضوا لك بالفراق وعارضت / أظعانهم لترى الفراق صريحا
شوك القتادة أوطأوك وربما / بلغوا رضاك فانشقوك الشيحا
قد أحزنوك بحزن يعقوب فهل / من ريح يوسف انشقوك الريحا
صبغوا غداة البين شمس صبيحتي / كدراء تجنح للغروب جنوحا
الشاربين دم الدموع سوافحا / والذكر حرمه دماً مسفوحا
لولا الذين تحملت أنضاؤهم / فحسبتهن بذي الطلوح طلوحا
ما كان مشبوب الجوى متلهبا / كلا ولا مطر الشؤون سفوحا
ينهل محمراً على عرصاتهم / فتخال آماق العيون جروحا
تركوا ضناً أترى مضني بعدهم / وقروح قلبٍ لم تدع مقروحا
أترى يعود كما تقضي عهدهم / لو عاد منكسر الزجاج صحيحا
فلازفرن على رياض ديارهم / حتى يصوح نبتها تصويحا
ولأبكين على مواطن عيسهم / حتى تعود جداولاً فتسيحا
فتخال أن البحر كان بمقلتي / أو أن شئبوب الغمام دلوحا
أو أن أجفاني وأجفان العلى / يبكين في طرفان نوح نوحا
العليم العلم المقيم على التقى / أودى فحل جنادلاً وصفيحا
ما زال يجهد في العبادة نفسه / حتى ألم به الردى وأتيحا
ولقده أسود الفضا فكأنما / قد كان نوح في البسيطة يوحا
من لازم التسبيح حتى شيعت / أعواده الأملاكُ والتسبيحا
صاح النعيُّ به فقلت له اتئد / أتراك تعرف كنهه فتصيحا
صرحت في نعي الشريعة والهدى / لما هتفت بنعيه تصريحا
وتركت قلب الدين يخفق واجبا / حزناً وجفن المكرمات قريحا
لو أن غير الأرض حفرة ميت / شقوا له كبد الضراح ضريحا
فسقى ضريحك كل أوطف صيب / من كف صالح استهل سفوحا
يا أيها المولى الذي ريضت له / فرس العلى ولقد تكون جموحا
فبنوح عزيناك إلا أننا / بولائه لكم نهني نوحا
العروة الوثقى لمعتصم بها / أتنم كما نطق الكتاب صريحا
وأرى عميد الحي من عمرو العلى / أحرى وأكرم من يزداد مديحا
ما شح إن سئل النوال وربما / تلقاه إن سئل الهوان شحيحا
ويروح ركب الوفد حتى يغتدي / بفناء ساحة ربعه فيريحا
تسمو لطلعته العيون كأنه / برق سما لممحلين لموحا
أحيا المدارس والدروس كأنها / موتى ألم بها فكان مسيحا
لو قيس فيك إذا نطقت محدثاً / قس الفصاحة لا يعد فصيحا
قد كان أعطى كل معنى لفظة / أم كان أعطى كل جسم روحا
يجلو عويصة مشكل فيريكها / كصباح غرته سنا ووضوحا
عن فطنة تذكو فتوقد مندلاً / فض اللطيمة تاجرٌ لتفوحا
كتم الزمان العلم ثم أهاجه / لدروس غامض سره ليبوحا
فكانما نهجان للعلم اقتضى / درس يدرسه ووحيٌ يوحى
لا زال ربعك للبرية معقلا / أبداً وغريد المديح صدوحا
أمحمد الحسن الخصال أليةً
أمحمد الحسن الخصال أليةً / بنداك لا بالعارض السفاح
إن عشوت إليك عن كل الورى / والشمس مغينة عن المصباح
وعقلت عيسي في ذراك معرسا / في ذروة الشرف الرحيب الساح
راحت إليه واغتدت بذميلها / فأراحها مغتدىً ورواح
القيت إقليدي إليه ولم أكن / ألقي إلى أحد يد الممتاح
ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا
ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا / كلا ولا هاج لي ترحاله برحا
ولا توسمت رسماً في منازلهم / ولا تطلعت برقاً بالغضا لمحا
أني وقد بت والآمال طوق يدى / أنادم المسعفين اللهو والفرحا
وغيهب الليل بحر ماج ملتطما / فليست الشهب إلا لؤلؤاً طفاحا
والبدر زورق تبر راح يحمله / نهر المجرة ينحو فيه حيث نحا
ترى الشقائق فيها وهي جمر غضا / يزيده الماء وقداً كلما سفحا
فاعجب لجمر يذكي الماء شعلته / والماء يطفي لهيب الجمر ما نضجا
يحمر خد ثراها من شقائقه / كأنما قبلته الريح فانجرحا
والأقحوانة ثغر بات يرمقه / للنرجس الغض طرف كلما انفتحا
وكم غزال كحيل الطرف ذي غنج / مهفهف القد في أرجائها سنحا
قد أخجل البدر حسناً فالندى عرق / في وجنة الورد من بدر السما رشحا
أما تراه لآل بات ينظمها مسرى / الصبا وبها غصن النقا اتشحا
فيا لها روضة لو كان يرمقها / طرف السنان بصدر الرمح لانشرحا
فلست أدري أأملي فيهم غزلاً / لما رأيتهم أم أنشئ المدحا
محمد الحسن الزاكي عميدهم / أكرم بذي حسب كالشمس رأد ضحى
نشا بحجر المعالي فانتشت طربا / ومدرقى متنها اهتزت له مرحا
شكائم الدهر ملقاة بساحته / بها يرد جماح الدهر ماجمحا
فليهنئ الكرخ من علياه في ملك / غلامه الدهر يجري حسبما اقترح
مخائل الجود لم تخلب ببارقة / وليس يخبو زناد الفضل ما قدحا
يا دهر كن طوعه مادمت فهو فتى / كصخرة الواد لم تعبأ بمن نطحا
يا أيها القمر المرخي أشعته / تهدي لساحته الغادين والروحا
إليك در قصيد رصفته يدا / فكر بغير رياض الود ما سرحا
فلك من الشعر في البحر البسيط سرى / مسرى النسيم وفي آدابه سبحا
ما كنت أهلاً لفوزي في مديحكم / لكنني لم أجد عن ذاك منتدحا
ولو نظمت دراري الأفق أجمعها / مدائحاً لك لاستقللها مدحاً
فهاكها جملاً أعيت مفصلها / فمتن فضلك لا يحصيه من شرحا
ولم أزدك علاً لكن لتبلغني / منك الوداد وحسبي ذلكم منحا
وأنت كالبدر أغناه تبلجه / للناظرين له عن مدح من مدحا
نأيتم فأجفاني شرقن بغربها
نأيتم فأجفاني شرقن بغربها / دما وعلي الأرض ضاقت برحها
أحباي عن أشجان قلبي وخطبها /
سلوا الليلة الأولى التي بنتم بها / عسى يعرف الوجد المبرح بالصب
بقيت بها والنفس تشكو شجونها / تطارحني ذات الجناح حنينها
ومن فرط أحزان أرى الموت دونها /
بكيت بها حتى أشبت قرونها / عليكم بوجد يحفز القلب من جنبي
ولو أن ما قاسيت من بعض كربها / بصم الرواسي فض أفلاذ قلبها
فذي الليلة الأولى وذي حالتي بها /
وخلوا عن الأخرى فأيسر خطبها / وددت بأني قد قضيت بها نحبي
هي بانة هيفاء رنحها
هي بانة هيفاء رنحها / مر الصبا والطل وشحها
أم روضة غناء باكرها / مطر فاغبقها وأصبحها
زان النسيم عيون نرجسها / لما استطار لها ففتحها
وسرى وفي أردانه عبق / من وفرة للآس سرحها
أو وجنة للورد ناصعة / عبث النسيم بها فجرحها
بمطارف للزهر قد نشرت / تكسو ربى نجد وأبطحها
أم كعبة قام البديع بها / عبداً فقدسها وسبحها
أم رحلة مكية زهرت / فجنى المسرة من تصفحها
ورأى بها النكت الحسان فما / أحلى إشارتها وأملحها
ورأى مصاريعاً بها ازدوجت / عقد البيان بها وألقحها
جمعت محاسن لم أحط عدداً / بمتون أدناها فاشرحها
اسم الذي أهواه تصحيفه
اسم الذي أهواه تصحيفه / إشارة ليس له تصلح
خمس وعشر طرفاه وما / بينهما خمس لمن يفصح