القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 17
ناحَت حمامة أَيكٍ
ناحَت حمامة أَيكٍ / فَيا حَمامةُ نوحي
قَد هاجَ شجوك شجوي / كأَنَّ روحك روحي
قَد ضقتُ ذرعاً بكتما / نك الغَرام فَبوحي
إن أَنتَ بحت بما تك / تمينه تَستَريحي
لمّا هَوى في الهَوى وَطاحا
لمّا هَوى في الهَوى وَطاحا / وَقص منه النوى جناحا
وَخافَ من أَرضه البراحا / بكى عَلى نفسه وَناحا
صبٌّ براه الهوى مصابُ / بكى عَلى غصنه الشبابُ
حَياته كلها اضطرابُ / لَو أنه ماتَ لاستراحا
قد ظنه أَولاً يَسيرا / ثم رآه صعباً عَسيرا
جد لعمري الهَوى أخيرا / وكانَ في بدئه مزاحا
أنهكه السلُّ وَالسهادُ / فودَّ لَو أنه جمادُ
حل بأحشائه فسادُ / عصى فَلا يقبل الصلاحا
لِدائِه في حشاه نحتُ / غدا بأعضاده يفتُّ
له إذا ساءلوه صمتُ / يطارح الألسن الفصاحا
نهاره لا يَكون لَيلا / إلا دعا كالثكول ويلا
لَم يبد لا لِلنَسيم ميلا / ولا إلى برده ارتياحا
آه من الحب ثم آهِ / فإنه مصدر الدواهي
لَو غمسوا الصب في المَلاهي / ما وجدت نفسه اِنشراحا
أَحبابه حمّلوه ذَنبا / لأجله ما حبوه قربا
وَذَنبه كونه محبّا / قد كتم الحب ثم باحا
رأى جمالاً سبى فَقاسى / دون وصول إليه ياسا
بنظرة كانَت اِختلاسا / أحبها كاعباً رداحا
ما زالَ صباً بها أسيراً / يحمل من حبها ثبيرا
سعى إلى قربها كثيراً / لكنه لم يجد نجاحا
تخالفا عند ما تقوَّى / هوى به يرفض السلوّا
فإنه يبتغي دُنوّا / وإنها تبتغي انتزاحا
قَد برّح الحب أَي برحِ / به وأدماه بعد قرحِ
هَذا جَزاء امرئٍ ملحِّ / غدا عَلى غيِّه وراحا
إن الصبابات أعلنتْهُ / وَعذَّبته وأَوهنتْهُ
والأعين النجل أَثخنته / بسيف أَلحاظها جراحا
يا أمَّهُ ويكِ يا أباهُ / قوما إليه وودِّعاه
فإنه لا تفارقاه / يموت في اللَيل أَو صباحا
ما الحبُّ من لبِّ ذي تروِّ / أبعد من قلب ذي عُتوِّ
وليس في الحب من سمو / ما لم يكن خالصاً صُراحا
يَقول وَالعَين ذات سكبِ / هَل أَنا وَحدي رَهين كربِ
أم هذه حال كل صبِّ / قد هَوِيَ الغيد وَالملاحا
غرامها فيَّ قد تمكن / حتى براني كذا وأوهن
إنيَ تاللَه خائف أن / يجتاحني حبها اجتياحا
وَيلاه جار الهَوى عليّا / واِنتزع البين من يديّا
من لَو عَلى البعد منه حيّا / أزال ما فيّ أَو أَراحا
قد آن سيري إلى اللحودِ / حيث بها يَمَّحي وجودي
إنِّيَ يا أعيني فَجودي / لا أَبتَغي رفقة شحاحا
يا ريح مرِّي عَلى خيامِ / فشا بمن حلها غرامي
وبلغي أَهلها سَلامي / تعطُّفاً منك أَو سماحا
من كانَ منها له جوارُ / طابَ له اللَيل وَالنَهارُ
لَها بشط الفرات دارُ / لا سمح اللَه أن تباحا
حالت عهود الحمى حُؤولا / وما تظنيت أن تحولا
فما تُلول الحمى تلولا / ولا يطاح الحمى بِطاحا
يا أم لم فارق الطَبيبُ / دمعك يا أم لي يريبُ
هَل أَنا لا تَكتمي قَريبُ / من أَجَلٍ كانَ لي متاحا
يا ملك الموت لا تعدني / إليك عني إليك عني
حتى يجيء الجواب إني / أَرسلت صبحاً لها الرياحا
نَفسي يا موت فاِمتحنها / عَزيزة أَنتَ لا تهنها
فقبل عود الرَسول عنها / لا أَبتَغي من هنا براحا
وَجيش كمثل اللَيل قد طالَ زحفه
وَجيش كمثل اللَيل قد طالَ زحفه / إذا زالَ جنح منه أعقبه جنحُ
سَيَلقون منا أُمة عَربية / تحارب حتىّ يثخنَ القتلُ وَالجرحُ
يجودون بالأرواح في حومة الوَغى / وأما بأوطان لهم فبهم شح
نقاتل حتى يبصر الموت صبرنا / وَنثبت حتى يأتي النصر وَالفتح
ماذا بضاحية الرمي
ماذا بضاحية الرمي / ثة من غطارفة جحاجحْ
ولمن أُقيمت في البيو / ت عَلى كَرامتها المناوح
ولأية ندبت من ال / لَيل الحمامات الصوادح
قوم إلى دار البوا / ر مشوا فمن غاد وَرائح
طَلَبوا مساواة الحقو / ق فطوحت بهمُ الطوائح
فزكت دماء قد أُري / قت فوق هاتيك الأباطح
قتلى الدفاع عليهم / ناحَت من الحزن النوائح
فَهي المراثي اليوم تن / شد فيهم عوض المدائح
وَلَقَد أَصابَ القوم ما / أَبكى العيون من الفوادح
إذ هاجَموا يوم الوغى / غلب المدافع بالصفائح
من فتية خاضوا عجا / جتها عَلى الشقر السوابح
وَمعرضين وجوههم / بيضاً لنيران لوافح
وَمطوحين بنفسهم / خوف المذلة في المطاوح
ترك العدى فتيانهم / صرعى عَلى طول المسارح
وكأن طياراتهم / في الجو عقبان جوارح
وإذا أَحاطَت قوة / يستسلم البطل المشايح
ما كانَ حقاً كل ما / قَضَت السوانح وَالبوارح
أقلوك من عيد به / كثرت من العرب الذبائح
إذ باد حي كامل / عَن عز بيضته يكافح
لَهفي عَلى الغر الشبا / ب مجندلين عَلى الصحاصح
وَلَقَد تَفور جروحهم / بين التَرائب وَالجوانح
انظر إِلى تلك الوجو / ه فَما تغيرت المَلامح
بعد الَّذين تجندلوا / بالأمس وجه الدهر كالح
في الروض تحكي الأقاحي
في الروض تحكي الأقاحي / ثغور غيد ملاحِ
أذكى الشقيق شموعاً / فوق الربى والبطاح
لوى البنفسج جيداً / كأَنَّه غير صاحي
وَالورد شبه عروس / جلته أيدي الرياح
رأى الهزار قريباً / وكانَ جم الصياح
فحل من فرح بال / عناق زر الوشاح
ما أَجمل الروض ترنو / أَزهاره في الصباح
كل الَّذي هو في الزه / ر ظاهر من رواء
آت من الشمس فيما / تفيضه من ضياء
يا شمس أنت ستبقي / نَ بعدما أنا أردى
وَيجعل القبر يوماً / بيني وبينك سدا
الشمس في كل وقت / جديرة بالتَباهي
فإنها أم دنيا / نا وابنة اللاتناهي
وشى الرَبيع البقيعا / إني أحب الرَبيعا
أرى العنادل فيه / مغردات جميعا
وجدتُ للشدو في فص / لِهِ مجالاً وسيعا
أُلفي البنفسج تحت ال / نسرين ملقىً صريعا
والأقحوانة سكرى / والياسمين خليعا
إني إذا ما دَعاني ال / هزار كنت سميعا
لبيك ها أَنا ذا مُن / شدٌ قريضاً بديعا
هاج الهزار شجوني / إن الهزار يهيج
حتى نشجت بشعري / والشعر منه نشيج
لَقَد سمعت هزاراً / في الروض يدعو هزارا
تجاوبا فوق غصني / نِ ساعةً ثم طارا
يا شعر إنك يا شع / رُ صورة من شعوري
وأنت للناس بالحق / قِ ترجمان ضميري
يا شعر باللَّه غنِّ / كبلبل فوق غصن
أظن فيك اقتداراً / جماً فكن عند ظني
إن لم تقم بحقوق / عني فَما أنت مني
يا شعر إنك قيثا / رتي ولحنك لحني
اشرح سروري كما كن / تَ قبل تشرح حزني
إني لكل رجائي / عليك يا شعر أبني
أحسنتَ يا شعر أحسن / تَ شادياً إيهِ زدني
يا عندليب ترنَّم / في الروض يا عندليب
إذا أطلت سكوتاً / فالروض ليس يطيب
شدو العنادل شعر / تجيده بالتَغنِّي
أَرويه للناس عنها / أنا وترويه عنِّي
أقول للناس شعراً / وَلَيسَ بالشعر كسبي
إن فاتَني رغد العي / ش اليوم فالشعر حسبي
ما إن يعبر شعري / عما يجيش بصدري
ما كل ما في فؤادي / على لسانيَ يجري
وإنَّ عذري عجزي / فليقبل القوم عذري
ما كنت آمل أَنَّ ال / أيام تجبر كسري
وأنها بلقاء ال / أصحاب تشرح صدري
بين الألى كرَّموني / وقفت أبسط شكري
فليحيَ ناسٌ كرامٌ / بهم قد ازداد قدري
لأشكرنَّ سماءً / قد أمطرتني رذاذا
ما كنت آمل منها / قبل المواسم هَذا
بكيت من فرح يو / م زال عني الشقاء
وقد يَكون لعمري / مَع السرور بكاء
يا برق إنك يا بر / ق عارف بنزوعي
فلا بتسامك هَذا / علاقة بدموعي
وقفت بين أناس / مثل الجبال الرواسي
إن قستهم بجبال / فَما يَمينُ قياسي
لهم من المجد صرح / بنوه فوق أساس
جاؤوا جماهير يطلو / ن بالنضار نحاسي
فأَلبسونيَ عزاً / والعز خير لباس
بهم رجوت حياة / للعلم بعد اندراس
وإنّ خير رجاء / ما جاء من بعد ياس
يا علم أنت سراج / يضيء ليل الحياة
وأنت يا علم أَنت ال / دليل في الظلمات
أرى النجوم فأُطري / ضياءَها وأجلُّ
كأَنَّما هي حور / من السماء تُطلُّ
يا ايُّها القمر المُس / تَنير إنك سعدي
كَم كنت تطلع قبلي / وَكَم ستطلع بعدي
يا حبذا الصحب صحباً / طابوا نجاراً وقلبا
فَلا أَرى بينهم إل / لا مسعفاً أَو محبا
قد أدرك الشعر في ظل / لهم مراداً وإربا
لَولا العنايات منهم / به قضى الشعر نحبا
دعوته ليؤدي / شكر الجميل فَلبى
يا أَيُّها الشعر إني / أَرى مجالك رحبا
أركِضْ جوادَك في حم / دِ مكرميك وخِبَّا
إنَّ الزَمان صفا سر / ر جاء بالطيبات
وَهذه حسنات / يذهبن بالسيئات
هناك ناس أمدُّوا / أولئك المصلحونا
وآخرون اِستَعدُّوا / أولئك المفلحونا
ما سر بالنفع قوماً / في الغرب إلا الوفاق
وما أَضر بقوم / في الشرق إلا الشقاق
قد علمتنا السماء / أن العداء شقاء
الناس في الدين شتَّى / وَفي الحقوق سواء
الدين فيه وفاق / وَلَيسَ فيه عداء
إن العداء لشر / تذمه العقلاء
وَما لشعب تمادى / فيه الخلاف بقاء
فليحى بين النصارى / وَالمسلمين الإخاء
كلاهما عرب عن / دما يَكون انتماء
إن العراق لبيت / لأهله أي بيت
الشعب يشرب ماء / وَيستضيء بزيت
يسر بالبذل سعياً / إلى الوفاق الجميعُ
وَلا يَكون إذا ما / شحَّ السحاب رَبيعُ
يا مُلك لا تخش يوماً / من هلكة وانقراض
فانما أَنتَ في ذم / مة السيوف المواضي
قد حف ليلي الغمامُ / واشتد فيه الظلامُ
فبت سهران فيه / والناس حولي نيامُ
إن الرقاد على من / يَشكو سقاماً حرامُ
وكنت أَرعى نجوماً / كأَنهنَّ سهامُ
وهن قبل ثغور / يَبدو عليها ابتسامُ
الحمدُ لِلَّه رَبي / إذ زالَ عني السقامُ
وَسر أَبناء قَومي / طراً وقومي كرامُ
بَغداد مهبط روحي / في أَرضها هُزَّ مهدي
رأَيت أيام نحس / بها وأَيّام سعدِ
أوطاننا هي عز / ومصدر للحياة
إن المجرَّة رمز / لدجلة والفرات
إن طبتَ طبتُ وإن هن / تَ يا عراق أهون
إِنّي على كل حال / كما تكون أَكون
قد ضقت ذرعاً بكتما
قد ضقت ذرعاً بكتما / نِك الغَرام فبوحي
فإن تبوحى بما تك / تمينه تَستَريحي
وضح الصباح وهبت الأرواحُ
وضح الصباح وهبت الأرواحُ / وَتبينت في الأوجه الأفراحُ
ما أنضر الأغصان باكرها الحيا / فجلا وجوه الزهر وهي صباح
في جنة غناء أَزهر دوحها / وانبثَّ يعبق نشرها الفياح
غنت حمائمها على أَفنانها / فأجابهن البلبل الصياح
الزهر فوق الأرض مبثوث وقد / ألقت عليه ظلها الأدواح
وَكأَنَّما الطل السقيط سلافة / وكأَنَّما أَزهارها أَقداح
إنى امرؤ بالصدق ذو ولع فما
إنى امرؤ بالصدق ذو ولع فما / أَصبو إلى جنف ولا أَرتاحُ
حر يَقول كما يظن وهل على / حر يَقول كما يظن جناح
أَمشي على وضح اليَقين بليلَتي / حسبي اليَقين وحسبي الأوضاح
للشك أشباح تَلوح لجاهل / فَيَقول ماذا تلكم الأشباح
ما مرّ بي يوم يروع ظلامه / إلا بدا صبح له وضاح
العقل يهدي المرء في إدلاجه / إِمَّا سرى فكأَنّه مصباح
وَلَقَد يعانى المصلحون مشقة / حتى يتم لأمة إصلاح
لَيسَ الحياة سوى وغى ما راضها / إلا الكمي بعزمه الجحجاح
أَظهر بمعترك الحياة شجاعة / وتقلدنَّ العلم فهو سلاح
ود الكَثير من الورى لو أنهم / محقوا الكفاح فَلا يَكون كفاح
لكنهم جهلوا الحياة وأنها / حرب بها للناهضين صلاح
إن الحياة على البسيطة كلها / حرب تدور لها رحى ملحاح
بَغداد لي وطن إذا استذكرته
بَغداد لي وطن إذا استذكرته / مرت على عيني له ألواحُ
بغداد لَم تك غير دار سلامة / حتى تغير أَهلها وأَشاحوا
في كل يوم كان لي من أرضها / مغدىً إلى أمنيةٍ ومراح
وهناك أَندية شدوت بها كَما / في الرَوض يَشدو البلبل الصيداح
بلد لبست به شبابي هاتفاً / ونزعته وإذا الهتاف نواح
وَلَقَد تبدلت الوجوه فَلَم يُتَح / ما كانَ للحر الأَديب يتاح
أَنا واحد ممن تنغص عيشهم / فمضوا يجوبون البلاد وَساحوا
وَعَلى الأديب الحر يثقل أَن يرى / أَوطانه يجتاحها المجتاح
أَنا لست من خلط المزاح بجده / فالجد جد والمزاح مزاح
كذب الَّذين قد ادعوا بجهالة / أن العراق إلى العصا يرتاح
بل إنه متألم في ظهره / مِمّا أَتاه الجالدون جراح
وَالفَرق أن لَيسَ الشكاة من الأذى / فيه تباح كَما بمصر تباح
فهنا خضمٌّ لجُّهُ متلاطمٌ / وَهناك حوض ماؤُه ضحضاح
وَلَقَد تضاهي النيل فيه دجلة / يوماً فماء الواديين قراح
أسعى لأجمعَ شملَ أهلِ مدينتي
أسعى لأجمعَ شملَ أهلِ مدينتي / يا خيبة المسعى إذا لم أنجحِ
جلل ما الم بالفلاح
جلل ما الم بالفلاح / جاءه السيل بغتة وهو طاح
انه في ليل من الهم داج / قد خلا صبحه من الاوضاح
ظل في بهرة الشقاء مقيما / ما له عنها ساعة من براح
افسدت عيشه صروف الليالي / هل لما افسدته من اصلاح
كلما ازداد الفقر في بلد قلت / من اليأس قيمة الارواح
لما التقيتم وقد كا
لما التقيتم وقد كا / نوا يحملون سلاحا
اثخنتهم انت سبا / واثخنوك جراحا
هزنا الفن في كمنجة سامي
هزنا الفن في كمنجة سامي / وهو في اميرها الجحجاح
حبذا الموسيقى وحسبك منها / لغة في غموضها افصاح
لغه ليس يفهم العقل ما يسمع / منها وتفهم الارواح
وتر جامد ورق بلا حس / فمن اين جاء هذا النواح
وكأن الاوتار تحت يديه / السن تشرح الغرام فصاح
كلما جستها الانامل منه / شملت ارواحا لنا الافراح
واذا ما اراد فالامر جدّ / واذا ما اراد فهو مزاح
اغنموا فرصة السماع اليه / فهي في كل مرة لا تتاح
ان في لحنه جمالا اليه / كل نفس حساسة ترتاح
نغمات فاضت على الجو حتى / ملأته كما يفيض الصباح
نغمات لها الخلود فلا تذ / هب في هبات بهن الرياح
هي نور للتائهين مبين / وهي ماء للظامئين قراح
انما الفن للبقاء فلا يجتاحه / مثل غيره المجتاح
خلب الفن انفس السامعيه / ايها الفن انت سحر مباح
هل علينا اذا صبونا الى السحر / كما يدّعى اناس جناح
لقد آتتهم الدنيا
لقد آتتهم الدنيا / فضاموا الناس واجتاحوا
نسوا التأريخ والتأري / خ للأعمال فضاح
لست في دنياي إلا حفنة
لست في دنياي إلا حفنة / من تراب سوف تذروها الرياح
ان امت والموت محتوم فلا / تنقص الهضب ولا تربو البطاح
كان النعي يثير في الأرواح
كان النعي يثير في الأرواح / حزنا عميقا ما له من ماح
نبأ يسوء الصادقين سماعه / حبس اللسان اسى عن الافصاح
قد كان همسا ثم ذاع فلم تكن / اذن لتسمع غير رجع نواح
حم القضاء فان فيصل مانجا / من دائه عند القضاء الساحي
فبكى عليه الشعب من كبد له / حرى بكاء الثاكل الملواح
ان الألى عرفوا خلائق فيصل / ليست عليه عيونهم بشحاح
لم تبق عين ما بكت في موته / حزنا على خلق عفا وصلاح
حتى اذا جاؤا بنعشك احشدت / امم من الانحاء ملء الساح
كانت تحييه الدموع ذوارفا / اهلا بنعش السيد الجحجاح
سر ايها الروح المجرد جائبا / عرض السماء كسيد سياح
ما انت انيّ سرت الا سيد / في عالم الارواح والاشباح
او نم بقبرك مستريحا من ونى / او هي متانة فكرك السباح
في كل ناحية عليك مناحة / فيها الدموع مراقة بسماح
ان العيون اذا الرزية صرحت / عند البكاء كثيرة الالحاح
تملي نواح في المصاب عويلها / فتجيبهن على العويل نواحي
غازي تبوأ عرش فيصل اذ قضى / فالناس في حزن وفي افراح
من بعد ليل للفجيعة مظلم / قد لاح صبح بين الاوضاح
وكأنما التاج المكلل رأسه / نجم بدا للعين فوق صباح
للملك فيصل جاء قبل مؤسسا / يبني وغازي جاء للاصلاح
غازي لهذا الشعب مصباح الهدى / اكرم به للشعب من مصباح
ملك تحدر من ملوك جمة / عرب كما يرضى العلا اقحاح
فرحى بهذا الشبل داء معادلا / حزني على ذاك الهزبر الطاحي
فرح وحزن في فؤاد واحد / هذا لهذا فيه ليس بماح
قد كان فيصل دوحة قرشية / ولأنت شعبة اكرم الادواح
لا زال فينا ظل عرشك وارفا / اشدو به كالبلبل الصداح
اوتيته ملكا فاصلح شأنه / لا خير في ملك بلا اصلاح
اصلح ولا تحذر فخلفك امة / تفديك بالاموال والارواح
واعد لنا عهد الرشيد وما به / من سؤدد ضخم ومن افراح
لك في الصدور محبة مسطورة / من ذا محبر تلكم الالواح
حسب الألى قد ملكوك قيادهم / ما يقرأون بوجهك الوضاح
الشعب مقتدر اذا جندته / ان لا يكون فريسة التمساح
واذا الامور على الاعادي ابهمت / فالسيف لا يعيا عن الايضاح
ابعد دخيلا لم يكن من فعله / يوما اليه الشعب بالمرتاح
الشعب يأبى ان تكون بلاده / مرعى لكل بهيمة نطاح
الشعب مجروح فداو جراحه / ولتبق دامية عليّ جراحي
عالج صعوبات الامور بحكمة / فهي الطريق السمح للافلاح
لا زال قبر ضم رمة فيصل / كالروض منبت نرجس واقاح
الزهر أكبر مصرع الصداح
الزهر أكبر مصرع الصداح / فبكت عليه شقائق وأقاح
في الروض للأحزان أصبح مشهدا / ما كان قبلا منه للأفراح
كم أصغت الأزهار فيه للحنه / في ليلة بيضاء ذات وشاح
طافت بكرمته الجميلة برهة / شعراء عن وجد بهم ملحاح
كانت علاقتهم به في ظلها / كعلاقة الأجساد بالأرواح
أطلعت صبحا من قريضك مسفرا / والصبح أعرفه من الأوضاح
قد كنت أول شاعر بث الهدى / للناس فيما جاء من ألواح
أما يراعك فهو معزو له / ما تم للآداب من إصلاح
يا كوكبا قد كان يمحو نوره / صدأ الدجى أحسن به من ماح
لقد انطفأت وما هنالك موجب / إلا نفاد الزيت في المصباح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025