المجموع : 9
ألم تَرَ مُذْ عامينِ أملاكَ عصرِنا
ألم تَرَ مُذْ عامينِ أملاكَ عصرِنا / يصيحُ بهِمْ للموتِ والقتلِ صائحُ
فنوحُ بنُ منصورٍ طوَتْهُ يدُ الرَّدى / على حسراتٍ ضُمِّنَتْها الجوانِحْ
ويا بؤسَ منصورٍ وفي يومِ سرخسٍ / تمزَّقَ عنهُ مُلْكُهُ وهْوَ طامِحُ
وفُرِّقَ عنهُ الشَّمْلُ بالسَّمْلِ فاغْتَدى / أسيراً ضريراً تعتَريهِ الجوائِحُ
وصاحبُ مصرٍ قد مضى لسبيلهِ / ووالي الجبالِ غَيَّبَتْهُ الصفائِحُ
وصاحبُ جُرْجانِيَّةٍ في ندامةٍ / ترصَّدَهُ طَرْفٌ من الحَيْنِ طامِحُ
تساقَوْا كؤوسَ الراحِ ثم تشَارَبُوا / كؤوسَ المنايا والدماءُ سوافِحُ
وخوارِزْمُ شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِهِ / وعنَّ لهُ يومٌ من النَّحْسِ كالِحُ
مكانَ علا في الأرض يخبِطُها أبو / عليٍّ إلى أن طوَّحَتْهُ الطوائِحُ
فعارضَهُ نابٌ من الشرِّ أعصلٌ / وعَنَّ له طيرٌ من الشؤمِ بارِحُ
وصاحبُ بُسْتٍ ذلكَ الضيغمُ الذي / براثِنُهُ للمشرقَيْنِ مفاتِحُ
أناخَ بهِ من صدمةِ الدهرِ كلكلٌ / فلم يُغْنِ عنهُ والمقدَّرُ سانِحُ
خيولٌ كأمثالِ السيولِ سوابحٌ / فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارِحُ
جيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحَصى / تَغُصُّ بها قيعانُها والصَّحاصِحُ
ودارتْ به على صمصامِ دولةِ بُويَهٍ / دوائرُ سوءٍ قبلهنَّ فوادِحُ
وقد جازَ والي الجَوْزَجانِ قناطرَ ال / حياةِ فوافَتْهُ المنايا الطوامِحُ
وفائقٌ المحبوبُ قد جُبَّ عمرُهُ / فأمسى ولم يَنْدُبْهُ في الأرضِ نائِحُ
مضَوْا في مدى عامينِ واخْتَطَفَتْهُمُ / عقابُ إذا طارتْ تَخِرُّ الجوارِحُ
وكانَ بنو سامانَ أطوادَ عِزَّةٍ / فأضحتْ بصرفِ الدَّهْرِ وهيَ أباطِحُ
أما لكَ فيهمْ عِبْرَةٌ مستفادَةٌ / بلى إنَّ نهجَ الاعتبارِ لَوَاضِحُ
تَسَلَّ عنِ الدُّنيا ولا تَخْطِبنَّها / ولا تَنْكَحنْ قتَّالةً من تناكِحُ
فليسَ يفي مَرْجُوُّها بمَخُوفِها / ومكروهُها إمَّا تَدَبَّرْتَ راجِحُ
لقد قالَ فيها الواصفونَ فأكثرُوا / وعندي لها وصفٌ لعَمْرُكَ صالِحُ
سلافٌ قصاراها زعافٌ ومركبٌ / شهيٌّ إذا اسْتَلْذَذْتَهُ فهو جامِحُ
وشخصٌ جميلٌ يعجبُ الناسَ حسنُهُ / ولكنْ له أسرارُ سوءٍ قَبَائِحُ
فديتكَ ما هذا التحشُّمُ كلُّهُ
فديتكَ ما هذا التحشُّمُ كلُّهُ / لدعوةِ عبدٍ روحُهُ بكَ ترتاحُ
ولِمْ كلُّ هذا الاحتشامِ بمجلسٍ / يزيِّنُهُ الريحانُ والشمسُ والراحُ
وفيكَ غنًى عن كلِّ شيءٍ يروقُني / ووجهُكَ لي في ظلمةِ الليلِ مصباحُ
وريقُكَ لي خمرٌ وعيناكَ نرجسٌ / وصدغُكَ لي آسٌ وخدُّكَ تفَّاحُ
تفاحُ غزنةَ نفَّاعٌ ونفَّاحٌ
تفاحُ غزنةَ نفَّاعٌ ونفَّاحٌ / كأنَّهُ الشهدُ والريحانُ والراحُ
وماؤُهُ بادِّكارِ الرِّيقِ من قمرٍ / في خدِّهِ أبداً وردٌ وتُفَّاحُ
ألا إنَّ الغِنى للمرءِ روحُ
ألا إنَّ الغِنى للمرءِ روحُ / وإن غناءهُ في الأُذنِ ريحُ
وما بمُحَصِّلٍ عقلاً ودينا / ليذهبَ منهُ بينَ الريحِ روحُ
ألا عينُ الإله على هُمامٍ
ألا عينُ الإله على هُمامٍ / إليه في العلى والمجد نُوحي
ومن أضيافِهِ الأشرافِ منهُمْ / سليمانُ بنُ منصورِ بنِ نوحِ
ففي يمناهُ أرزاقُ البَرَايا / وفي يسراهُ مِفتاحُ الفُتوحِ
يا خاتمَ الملكِ ويا قاهرَ ال
يا خاتمَ الملكِ ويا قاهرَ ال / أملاكِ بينَ الأخذِ والصفْحِ
عليكَ عينُ اللهِ من فاتحٍ / للأرضِ مُسْتَوْلٍ على النُّجْحِ
راياتُهُ تنطِقُ بالنصرِ بل / تكادُ تُملي كُتُبَ الفَتْحِ
كَمْ أثرٍ في الدين أثَّرْتَهُ / يقصِرُ عنهُ أثرُ الصُّبْحِ
وكم عُلاً للمجدِ شيَّدْتها / تثني عليها ألسن المدْحِ
فاسعد بأيَّامك واستغرق ال / أعداءَ بالكبْحِ وبالذبْحِ
ودُمْ رفيعاً عاليَ القِدْحِ / ممتنعِ الملك عن القَدْحِ
أما ترى الدهرَ وأيَّامَهُ
أما ترى الدهرَ وأيَّامَهُ / في العمرِ مثلَ النارِ في الشيحِ
يمرُّ كالريحِ وما في يدي / من مَرِّهِ شيءٌ سوى الريحِ
أنتَ يا صاحِ لستَ عندي بصاحِ
أنتَ يا صاحِ لستَ عندي بصاحِ / أنتَ روحي وراحتي أنتَ راحي
ومتى لاحَ برقُ ثغرِكَ عندِي / مَطَرَتْني سحائبُ الارتياحِ
يا طبيباً منجما وفقيها
يا طبيباً منجما وفقيها / شاعراً شعره غذاء الروح
أنت طورا كمثل جامع سفيا / ن وطورا تحكي سفينة نوح