المجموع : 5
أَلَم تَعجَبا لِلجارِياتِ البَوارِحِ
أَلَم تَعجَبا لِلجارِياتِ البَوارِحِ / جَرَت ثُمَّ قَفَّتها جُدودُ السَوانِحِ
تُخَبِّرُنا أَنَّ العَشيرَةَ جامِعٌ / بِها عقرَ دارٍ بَعدَ نَأيٍ مُصارِحِ
فَقُلتُ وَهَشَّ القَلبُ لِلطَيرِ إِذ جَرَت / عَسى اللَهُ إِنَّ اللَهَ جَمُّ الفَواتِحِ
وَهَيَّجَ أَحزاناً عَلَيَّ وَعبرَةً / مَغاني دِيارٍ مِن جَديدٍ وَماصِحِ
لِقَومِيَ إِذ قَومي جَميعٌ نَواهُمُ / وَإِذ أَنا في حَيٍّ كَثيرِ الوَضائِحِ
عَفَت مرُّ مِن أَحياءِ سَعدٍ فَأَصبَحت / بَسابِسَ لا نارٌ وَلا نَبحُ نابِحِ
فَأَجراعُ أَوسافٍ فَالاِعوَصُ كُلُّهُ / فَبيشَةُ فَالرَوضاتُ حَتّى المَقازِحِ
كَأَن لَم يَكُن بَينَ الثَنِيَّةِ مِنهُمُ / وَتَقتد حَزمٍ مِن غَريبٍ وَرائِحِ
فَبَحرَةُ مَسحومائِهِ فَضُفاضِغٌ / فَصُوَّتُهُ ذاتُ الرّباد المَنادِحِ
إِذِ الحَيُّ وَالحومُ المُيسّرُ وَسطَنا / وَإِذ نَحنُ في حالٍ مِنَ العَيشِ صالِحِ
وَذو حَلقٍ تُقضَى العَواذيرُ بَينَهُ / يَلوحُ بِأَخطارٍ عِظامِ اللَقائِحِ
وَإِذْ خَطْرَتانا وَالعِلاطانِ حِليَةٌ / عَلى الهَجمَةِ الغُلبِ الطِوالِ السَرادِحِ
أَناعيمُ مَحمودٌ قَراها وَقَيلُها / وَصابِحُها أَيّامَ لا رِفدَ صابِحِ
نَكُبُّ الأَكامِيَّ البَوائِكَ وَسطَنا / إِذا كَثُرَت في الناسِ دَعوى الوَحاوِحِ
فَلَم أَرَ قَوماً مِثلَ قَومِيَ إِذْ هُمُ / بِأَوطانِهِم أَعطى وَأَغلى المرابِحِ
وَأَعبطَ لِلكَوماءِ يَرغَو حُرارُها / وَأَندى أَكُفّاً بَينَ مُعطٍ وَمانِحِ
وَأَكثَرَ مِنهُم قائِماً بِمَقالَةٍ / تُفَرِّجُ بَينَ العَسكَرِ المُتَطاوِحِ
كَأَن لَم يَكُن عَوفُ بنُ سَعدٍ وَلَم تَكُن / بَنو الحَشرِ أَبناءَ الطِوالِ الشَرامِحِ
وَحَيٌّ حِلالٍ مِن غُوَيثٍ كَأَنَّهُم / أُسودُ الشَرى في غيلِهِ المُتَناوِحِ
وَلَم يَغنَ مِن حَيّانَ حَيٌّ وَجابِرٌ / بِها لِيلُ أَمثالِ السُيوفِ الجَوارِحِ
مَطاعيمُ ضَرّابونَ لِلهامِ قادَةٌ / مَعاطٍ بِأَرسانِ الجِيادِ السَوابِحِ
لَهُم حاضِرٌ لا يجهَلونَ وَصارِخٌ / كَسَيلِ الغَوادي يَرتَمي بِالقَوازِحِ
فَإِن كانَ قَومي أَصبَحوا حَوَّطَتهُمُ / نَوىً ذاتُ أَشطانٍ لِبَعضِ المَطارِحِ
فَما كانَ قَومي ضارِعينَ أَذِلَّةً / وَلا خُذّلاً عِندَ الأُمورِ الجَوارِحِ
وَقَد عَلِموا ما كُنتُ أَهدِمُ ما بَنَوا / وَما أَنتَحي عيدانَهُم بِالقَوادِحِ
وَما كُنتُ أَسعى أَبتَغي عَثَراتِهِم / وَما أَغتَدي فيها وَلَستُ بِرائِحِ
وَإِنِّي لَعَيّابٌ لِمَن قالَ عيبهُم / وَإِنّي لِمَدّاحٌ لَهُم قَولَ مادِحِ
فَبَلِّغ بَني سَعدِ بنِ بَكرٍ مُلِظَّةً / رَسولَ اِمرئٍ بادي المَوَدَّةِ ناصِحِ
بِأَنَّ العَتيقَ البَيتَ أَمسى مَكانَهُ / وَقَبرُ رَسولِ اللَهِ لَيسَ بِبارِحِ
مُقيمينَ حَتّى يُنفخَ الصورُ نَفخَةً / وَأُخرى فَيُجزى كَدَحَهُ كُلُّ كادِحِ
فَإِنّي لعَمري لا أَبيعُهُما غَداً / بِشِعب وَلا شَيبانَ بَيعَ المُسامِحِ
وَلا أَشتَري يَوماً جوارَ قَبيلَةٍ / بِجيرانِ صِدقٍ مِن قُرَيشِ الأَباطاحِ
هَلُمَّ إِلى الأَثرَينِ قَيسٍ وَخِندفٍ / وَساحَةِ نَجدٍ وَالصُدور الصَحائِحِ
وَلا تَقذِفوني في قُضاعَةَ عاجَزَت / قُضاعَةُ وَاِستَولَت حَطاطَ المَجامِحِ
أَبَوا أَن يَكونوا مِن مَعَدٍّ قَريحَةً / حَديثاً فَإِنّا عِلمُ تِلكَ القَرائِحِ
لَعَمري لَئِن كانَت قُضاعَةُ فارَقَت / عَلى غَيرِ جُدّادٍ مِنَ القَولِ واضِحِ
لَأغنى بِنا عَن صاحِبٍ مُتَقَلِّبٍ / وَعَن كُلِّ ذَوّاقٍ وَمَلٍّ مُراوِحِ
فَإِنّا وَمَولانا رَبيعَة مَعشَرٌ / نَعيشُ عَلى الشَحناءِ مِن كُلِّ كاشِحِ
بَنو علَّةٍ ما نَحنُ فينا جَلادَةٌ / زَبَنُّونَ صَمّاحونَ رُكنَ المُصامِحِ
أَبا الهَجرِ وَالصَرمِ الأَشاحِمُ تَصدَحُ
أَبا الهَجرِ وَالصَرمِ الأَشاحِمُ تَصدَحُ / وَطيرٌ بِأَجوازٍ حَواذِرُ نُوَّحُ
وَإِذ هِيَ كَالبِكرِ الهِجانِ إِذا مَشَت / أَبى لا يُماشيها القِصار الدرادِحُ
أَوِ الأَثابِ الدَوحِ الطِوالِ فُروعُهُ / بِخَيسَقَ هَزَّتهُ الصَبا المُتَناوِحُ
لَعمرُكَ ما زادُ ابنِ عُروَة بِالَّذي / لَهُ دونَ أَيدي القَومِ قفلٌ ومفتَحُ
وَما ظِلُّهُ عَنهُم يَضيقُ وَما تُرى / رِكابُ أَبي بَكر تُصانُ وَتُمسَحُ
وَأَبيَضَ نهّاضٍ بِكلِّ حَمالةٍ / فَلا سائِل فيها وَلا مُتَنَحنِحُ
فَتىً قَد كَفاني سيبُه ما أَهَمَّني / وَلي خِلتُ في أَعقارِهِ مُتَنَدَّحُ
أَغَرُّ تُنادي مَن يَليهِ جِفانُه / هدايا وَأُخراها قَواعِدُ رزَّحُ
فَتى الرَكبِ يَكفيهِم بِفَضلٍ وَيَكتَفي / وَفي الحَيِّ فَيّاضُ السجِيّات أَفيَحُ
أَفرِغ لها مِن ذي صَفيحٍ أَوقَحا
أَفرِغ لها مِن ذي صَفيحٍ أَوقَحا / مِن هَزمَةٍ جابَت صَموداً أَبدَحا
تَرِعاً يُرَعرِعُهُ الغُلامُ كَأَنَّهُ
تَرِعاً يُرَعرِعُهُ الغُلامُ كَأَنَّهُ / صَدَعٌ يُنازِع هِزَّةً وَمراحا
وَإِذا تَكَلَّفتُ المَديحَ لِغَيرِهِ / عالَجتُها طُلباً هُناك نِزاحا
أَلا عَلِّلاني وَالمعلَّلُ أَروَحُ
أَلا عَلِّلاني وَالمعلَّلُ أَروَحُ / وَيَنطِقُ ما شاءَ اللِسانُ المسَرَّحُ
بِإِجّانَةٍ لَو أَنَّهُ خَرَّ بازِلٌ / مِنَ البُختِ فيها ظَلَّ لِلشقِّ يَسبَحُ