المجموع : 5
أَلاَ يا حِمَى وادِى المِيَاهِ قَتلَتنى
أَلاَ يا حِمَى وادِى المِيَاهِ قَتلَتنى / أَتاحَكَ لي قَبلَ المَماتِ مُتيحُ
رَأَيتُكَ وَشميَّ الثَّرى ظاهرَ الرُّيا / يحوطُكَ إنسانٌ عَلَىَّ شَحيحُ
هَلِ الحائمُ الحرّانُ مُسقىً بَشربَةٍ / مِنَ العّذبِ تَشفى ما بِهِ فتُريحُ
فَقالت لَعلَى لَو سَقَيتُ بِشَربَةٍ / تُخَبِّرُ أَعدَائِي بِها فَتَبوحُ
إِذن فأناخَتنى المَنايَا وَقادَني / إِلى مَجزَرٍ عَضبُ السِّلاحِ مُشيحُ
لَبِئسَ إِذَن مَلقى الكَرَاهَةِ سِرُّها / وإِنّى إِذن مِن حُبِّكُم لَصَحيحُ
إِذَا ذُكِرَت عِندِى أَئِنُّ لذِكرِها / كما أَنَّ وَقعِ السِّلاحِ جَرِيحُ
وَلِي كَبِدٌ مَقرُوحَةٌ مَن يَبيعُني / بها كَبِداً لَيسَت بِذَاتِ قُروحِ
أباها علي الناس لا يشترونها / وَمَن يَشتَرِى ذَا عِلَّة بِصَحيحِ
بَدا البَرقُ عُلوِياً فَلمّا تَصَوَّبَت / غَوارِبُهُ باتَت ذُرَاهُ تَلُوحُ
أَلاَ يا غُرَابَ البَينِ مِمَّ تُليحُ لي / كلامُكَ مَشنِىٌ وأَنتَ صَريحُ
فإِلاّ تَشُقنَا ذَاتَ يَومٍ فإنّهُ / سَتُعقِبُ خَطبَاءُ السَّرَاةِ صَدُوحُ
وَجَدتُ بها وَجدَ المُضِلِّ بَعِيرَهُ
وَجَدتُ بها وَجدَ المُضِلِّ بَعِيرَهُ / بمَكَةَ وَالحُجّاجُ غادٍ ورَائحُ
وَجَدتُ بها مَا لَم تَجِد أُمُّ وَاحِدٍ / بِوَاحدِها تُطوَى عليهِ الصَّفائحُ
وَجَدتُ بها ما لَم يَجِد ذُو حَرارَةٍ / يُرَاقِبُ جُمّاتِ الرَّكِيِّ النَّزَائحِ
أَبَيتِ بِأَلا تَرثَئى لي فكيفَ لي / بأَن تَنظُرِى بَينَ الحَشا وَالجَوانِحِ
فَتُخبِرَكِ العَينَانِ عَن قَلبيَ الَّذِى / مَلِلتُ به لا كالقُلوبِ الصَّحائحِ
فَوَا كَبِدِى مِمَّا أُحِسُّ مِنَ الهَوَى
فَوَا كَبِدِى مِمَّا أُحِسُّ مِنَ الهَوَى / إِذا ما بَدا بَرقٌ مِنَ اللَّيلِ يَلمَحُ
لَئِن كانَ هَذا الدَّهرُ نَأياً وَغُربَةً / عَنِ الأَهلِ وَالأَوطانِ فَالمَوتُ أَروَحُ
خَلِيلىَّ رُوحَا مُصعِدَينِ فَسَلَّمَا
خَلِيلىَّ رُوحَا مُصعِدَينِ فَسَلَّمَا / عَلَى نِسوَةٍ بالعابِدَينِ مِلاحِ
فَإِن أَنتُما كَلَّمتُمَاهُنَّ فَاشكُوا / دَوَىً دَنَفاً يَزدَادُ كُلَّ صَبَاحِ
إِلَى مُطفِلٍ مِنهُنَّ مَهضومَةِ الحَشَا / مُسَلسَلَةِ المَتنَينِ وَهيَ رَداحَ
لَقَد تَرَكتنى ما أَعِى لِمُحَدِّثٍ / حَدِيثاً وما اَروى بَبردِ قَراح
إِذا ما سُهَيلٌ أَبرَزتهُ غَمَامَةٌ
إِذا ما سُهَيلٌ أَبرَزتهُ غَمَامَةٌ / عَلَى مَنكِبٍ مِن جانِبِ الطُّورِ يَلمَحُ
دَعا بَعضُنا بَعضاً فَبِتنا كأَنَّنا / رَأَينا حَبِيباً كانَ يَنأَى وَينزَحُ
وَذلكَ أَنّا واثِقُونَ بِقُربِكُم / وأَنَّ النَّوَى عَمّا قَليلٍ تَزَحزَحُ