المجموع : 8
أَتَصحو بَل فُؤادُكَ غَيرُ صاحِ
أَتَصحو بَل فُؤادُكَ غَيرُ صاحِ / عَشِيَّةَ هَمَّ صَحبُكَ بِالرَواحِ
يَقولُ العاذِلاتُ عَلاكَ شَيبٌ / أَهَذا الشَيبُ يَمنَعُني مِراحي
يُكَلِّفُني فُؤادي مِن هَواهُ / ظَعائِنَ يَجتَزِعنَ عَلى رُماحِ
ظَعائِنَ لَم يَدِنَّ مَعَ النَصارى / وَلا يَدرينَ ما سَمكُ القَراحِ
فَبَعضُ الماءِ ماءُ رَبابِ مُزنٍ / وَبَعضُ الماءِ مِن سَبَخٍ مِلاحِ
سَيَكفيكَ العَواذِلَ أَرحَبِيٌّ / هِجانُ اللَونِ كَالفَرَدِ اللَياحِ
يَعُزُّ عَلى الطَريقِ بِمَنكَبَيهِ / كَما اِبتَرَكَ الخَليعُ عَلى القِداحِ
تَعَزَّت أُمُّ حَزرَةَ ثُمَّ قالَت / رَأَيتُ الوارِدينَ ذَوي اِمتِناحِ
تُعَلِّلُ وَهيَ ساغِبَةٌ بَنيها / بِأَنفاسٍ مِنَ الشَبِمِ القَراحِ
سَأَمتاحُ البُحورَ فَجَنِّبيني / أَذاةَ اللَومِ وَاِنتَظِري اِمتِياحي
ثِقي بِاللَهِ لَيسَ لَهُ شَريكٌ / وَمِن عِندِ الخَليفَةِ بِالنَجاحِ
أَغِثني يا فَداكَ أَبي وَأُمّي / بِسَيبٍ مِنكَ إِنَّكَ ذو اِرتِياحِ
فَإِنّي قَد رَأَيتُ عَلَيَّ حَقّاً / زِيارَتِيَ الخَليفَةَ وَاِمتِداحي
سَأَشكُرُ أَن رَدَدتَ عَلَيَّ ريشي / وَأَثبَتَّ القَوادِمَ في جَناحي
أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا / وَأَندى العالَمينَ بُطونَ راحِ
وَقَومٍ قَد سَمَوتَ لَهُم فَدانوا / بِدُهمٍ في مُلَملَمَةٍ رَداحِ
أَبَحتَ حِمى تِهامَةَ بَعدَ نَجدٍ / وَما شَيءٌ حَمَيتَ بِمُستَباحِ
لَكُم شُمُّ الجِبالِ مِنَ الرَواسي / وَأَعظَمُ سَيلَ مُعتَلِجِ البِطاحِ
دَعَوتَ المُلحِدينَ أَبا خُبَيبٍ / جِماحاً هَل شُفيتَ مِنَ الجِماحِ
فَقَد وَجَدوا الخَليفَةَ هِبرِزِيّاً / أَلَفَّ العيصِ لَيسَ مِنَ النَواحي
فَما شَجَراتُ عيصِكَ في قُرَيشٍ / بِعَشّاتِ الفُروعِ وَلا ضَواحي
رَأى الناسُ البَصيرَةَ فَاِستَقاموا / وَبَيَّنَتِ المِراضُ مِنَ الصِحاحِ
أَرَبَّت بِعَينَيكَ الدُموعُ السَوافِحُ
أَرَبَّت بِعَينَيكَ الدُموعُ السَوافِحُ / فَلا العَهدُ مَنسِيٌّ وَلا الرَبعُ بارِحُ
مَحى طَلَلاً بَينَ المُنيفَةِ فَالنَقا / صَباً راحَةٌ أَو ذو حَبِيَّينِ رائِحُ
بِها كُلُّ ذَيّالِ الأَصيلِ كَأَنَّهُ / بِدارَةِ رَهبى ذو سِوارَينِ رامِحُ
أَلا تَذكُرُ الأَزمانَ إِذ تَتبَعُ الصِبا / وَإِذ أَنتَ صَبٌّ وَالهَوى بِكَ جامِحُ
وَإِذ أَعيُنٌ مَرضى لَهُنَّ رَمِيَّةٌ / فَقَد أُقصِدَت تِلكَ القُلوبُ الصَحائِحُ
مَنَعتِ شِفاءَ النَفسِ مِمَّن تَرَكتِهِ / بِهِ كَالجَوى مِمّا تُجِنُّ الجَوانِحُ
تَرَكتِ بِنا لوحاً وَلَو شِئتِ جادَنا / بُعَيدَ الكَرى ثَلجٌ بِكَرمانَ ناصِحُ
رَأَيتُ مَثيلَ البَرقِ تَحسِبُ أَنَّهُ / قَريبٌ وَأَدنى صَوبِهِ مِنكَ نازِحُ
إِذا حَدَّثَت لَم تُلفِ مَكنونَ سِرِّها / لِمَن قالَ إِنّي بِالوَديعَةِ بائِحُ
فَتِلكَ الَّتي لَيسَت بِذاتِ دَمامَةٍ / وَلَم يَعرُها مِن مَنصِبِ الحَيِّ قادِحُ
تَعَجَّبُ أَن ناصى بِيَ الشَيبُ وَاِرتَقى / إِلى الرَأسِ حَتّى اِبيَضَّ مِنّي المَسائِحُ
فَقَد جَعَلَ المَفروكَ لا نامَ لَيلُهُ / يُحِبُّ حَديثي وَالغَيورُ المُشايِحُ
وَما ثَغَبٌ باتَت تُصَفِّقُهُ الصَبا / بِصَرّاءِ نِهيٍ أَتأَقَتهُ الرَوايِحُ
بِأَطيَبَ مَن فيها وَلا طَعمُ قَرقَفٍ / بِرَمّانَ لَم يَنظُر بِها الشَرقَ صابِحُ
قِفا فَاِستَخيرا اللَهَ أَن تُشحَطَ النَوى / غَداةَ جَرى ظَبيٌ بِحَومَلَ بارِحُ
نَظَرتُ بِشِجعى نَظرَةً فِعلَ ذي هَواً / وَأَجبالُ شِجعى دونَها وَالأَباطِحُ
لِأُبصِرَ حَيثُ اِستَوقَدَ الحَيُّ بِالمَلا / وَبَطنُ المَلا مِن جَوفِ يَبرينَ نازِحُ
إِذا ما أَرَدنا حاجَةً حالَ دونَها / كِلابُ العِدى مِنهُنَّ عاوٍ وَنابِحُ
وَمِن آلِ ذي بَهدى طَلَبناكَ رَغبَةً / لِيَمتاحَ بَحراً مِن بُحورِكَ مايِحُ
إِذا قُلتُ قَد كَلَّ المَطِيُّ تَحامَلَت / عَلى الجَهدِ عيدِيّاتُهُنَّ الشَرامِحُ
بِأَعرافِ مَوماةٍ كَأَنَّ سَرابَها / عَلى حَدَبِ البيدِ الأُضاءُ الضَحاضِحُ
قَطَعنَ بِنا عَرضَ السَماوَةِ هَزَّةً / كَما هَزَّ أَمراساً بِلينَةَ ماتِحُ
جَرَيتَ فَلا يَجري أَمامَكَ سابِقٌ / وَبَرَّزَ صَلتٌ مِن جَبينِكَ واضِحُ
مَدَحناكَ يا عَبدَ العَزيزِ وَطالَما / مُدِحتَ فَلَم يَبلُغ فَعالَكَ مادِحُ
تُفَدّيكَ بِالآباءِ في كُلِّ مَوطِنٍ / شَبابُ قُرَيشٍ وَالكُهولُ الجَحاجِحُ
أَتَغلِبُ ما حُكمُ الأُخَيطَلِ إِذ قَضى / بِعَدلٍ وَلا بَيعُ الأُخَيطَلِ رابِحُ
مَتى تَلقَ حُوّاطي يَحوطونَ عازِباً / عَريضَ الحِمى تَأوي إِلَيهِ المَسالِحُ
أَتَعدِلُ مَن يَدعو بِقَيسٍ وَخِندَفٍ / لَعَمرُكَ ميزانٌ بِوَزنِكَ راجِحُ
يَميلُ حَصى نَجدٍ عَلَيكَ وَلَو تُرى / بِغَوريِّ نَجدٍ غَرَّقَتكَ الأَباطِحُ
فَلَو مالَ مَيلٌ مِن تَميمٍ عَلَيكُمُ / لِأُمِّكَ صِلدامٌ مِنَ العِزِّ قارِحُ
وَقُلتَ لَنا ما قُلتَ نَشوانَ فَاِصطَبِر / لِحُرِّ القَوافي لَم يَقُلهُنَّ مازِحُ
فَكَم مِن خَبيثِ الريحِ مِن رَهطِ دَوبَلٍ / بِدِجلَةَ لا تَبكي عَلَيهِ النَوايِحُ
تَرَدَّيتَ في زَوراءَ يَرمي بِمَن هَوى / رُؤوسَ الحَوامي جولَها المُتَطاوِحُ
لَولا أَن يَسوءَ بَني رِياحٍ
لَولا أَن يَسوءَ بَني رِياحٍ / لَقَلَّعتُ الصَفائِحَ عَن صَفيحِ
إِذا عَدَّت صَميمَهُمُ رِياحٌ / فَلَستَ مِنَ الصَميمِ وَلا الصَريحِ
هَبَنَّقَةُ الَّذي لا خَيرَ فيهِ / وَما جَعلُ السَقيمِ إِلى الصَحيحِ
مَسلَمُ جَرّارُ الجُيوشِ إِلى العِدى
مَسلَمُ جَرّارُ الجُيوشِ إِلى العِدى / كَما قادَ أَصحابَ السَفينَةِ نوحُ
يَداكَ يَدٌ تَسقي السِمامَ عَدُوَّنا / وَأُخرى بِرَيّاتِ السَحابِ تَفوحُ
شَتَمتُ مُجاشِعاً بِبَني كُلَيبٍ
شَتَمتُ مُجاشِعاً بِبَني كُلَيبٍ / فَمَن يوفي بِشَتمِ بَني رِياحِ
لَهُم مَجدٌ أَشَمُّ عُدامِلِيٌّ / أَلَفُّ العيصِ لَيسَ مِنَ النَواحي
فَما أُمُّ الفَرَزدَقِ مِن هِلالٍ / وَما أُمُّ الفَرَزدَقِ مِن صُباحِ
أولاكَ الحَيُّ ثَعلَبَةُ بنُ سَعدٍ / ذَوُو الأَحسابِ وَالأَدَمِ الصِحاحِ
وَلَكِن رَهطُ أُمِّكَ مِن شِيَيمٍ / فَأَبصِر وَسمَ قِدحِكَ في القِداحِ
إِذا ذَكَرَت زَيداً تَرَقرَقَ دَمعُها
إِذا ذَكَرَت زَيداً تَرَقرَقَ دَمعُها / بِمَطروفَةِ العَينَينِ شَوساءَ طامِحِ
تُبَكّي عَلى زَيدٍ وَلَم تَرَ مِثلَهُ / صَحيحاً مِنَ الحُمّى شَديدَ الجَوانِحِ
أُعَزّيكِ عَمّا تَعلَمينَ وَقَد أَرى / بِعَينَيكِ مِن زَيدٍ قَذىً غَيرَ بارِحِ
فَإِن تَقصِدي فَالقَصدُ مِني خَليقَةٌ / وَإِن تَجمَحي تَلقَي لِجامَ الجَوامِحِ
أَجَدَّ رَواحُ القَومِ أَم لا تَرَوُّحُ
أَجَدَّ رَواحُ القَومِ أَم لا تَرَوُّحُ / نَعَم كُلُّ مَن يُعنى بِجُملٍ مُتَرَّحُ
إِذا اِبتَسَمَت أَبدَت غُروباً كَأَنَّها / عَوارِضُ مُزنٍ تَستَهِلُّ وَتَلمَحُ
لَقَد هاجَ هَذا الشَوقُ عَيناً مَريضَةً / أَجالَت قَذاً ظَلَّت بِهِ العَينُ تَمرَحُ
بِمُقلَةِ أَقنى يَنفِضُ الطَلَّ باكِرٍ / تَجَلّى الدُجى عَن طَرفِهِ حينَ يُصبِحُ
وَأَعطَيتُ عَمرواً مِن أُمامَةَ حُكمَهُ / وَلِلمُشتَري مِنهُ أُمامَةَ أَربَحُ
صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَقَد بَرَّحَت بِهِ / وَما كانَ يَلقى مِن تُماضِرَ أَبرَحُ
رَأَيتُ سُلَيمى لا تُبالي الَّذي بِنا / وَلا عَرَضاً مِن حاجَةٍ لا تُسَرَّحُ
إِذا سايَرَت أَسماءُ يَوماً ظَعائِناً / فَأَسماءُ مِن تِلكَ الظَعائِنِ أَملَحُ
ظَلَلنَ حَوالَي خِدرِ أَسماءَ وَاِنتَحى / بِأَسماءَ مَوّارُ المِلاطَينِ أَروَحُ
تَقولُ سُلَيمى لَيسَ في الصَرمِ راحَةٌ / بَلى إِنَّ بَعضَ الصَرمِ أَشفى وَأَروَحُ
أُحِبُّكِ إِنَّ الحُبَّ داعِيَةُ الهَوى / وَقَد كادَ ما بَيني وَبَينَكِ يَنزَحُ
أَلا تَزجُرينَ القائِلينَ لِيَ الخَنا / كَما أَنا مَعنِيٌّ وَراءَكِ مُنفِحُ
أَلِمّا عَلى سَلمى فَلَم أَرَ مِثلَها / خَليلَ مُصافاةٍ يُزارُ وَيُمدَحُ
وَقَد كانَ قَلبي مِن هَواها وَذِكرَةٍ / ذَكَرنا بِها سَلمى عَلى النَأيِ يَفرَحُ
إِذا جِئتُها يَوماً مِنَ الدَهرِ زائِراً / تَغَيَّرَ مِغيارٌ مِنَ القَومِ أَكلَحُ
فَلِلَّهِ عَينٌ لا تَزالُ لِذِكرِها / عَلى كُلِّ حالٍ تَستَهِلُّ وَتَسفَحُ
وَما زالَ عَنّي قائِدُ الشَوقِ وَالهَوى / إِذا جِئتُ حَتّى كادَ يَبدو فَيَفضَحُ
أَصونُ الهَوى مِن رَهبَةٍ أَن تَعُزَّها / عُيونٌ وَأَعداءٌ مِنَ القَومِ كُشَّحُ
فَما بَرِحَ الوَجدُ الَّذي قَد تَلَبَّسَت / بِهِ النَفسُ حَتّى كادَ لِلشَوقِ يَذبَحُ
لَشَتّانَ يَومٌ بَينَ سَجفٍ وَكِلَّةٍ / وَمَرِّ المَطايا تَغتَدي وَتَرَوَّحُ
أَعائِفَنا ماذا تَعيفُ وَقَد مَضَت / بَوارِحُ قُدّامَ المَطِيِّ وَسُنَّحُ
نَقيسُ بَقِيّاتِ النِطافِ عَلى الحَصى / وَهُنَّ عَلى طَيِّ الحَيازيمِ جُنَّحُ
وَيَومٍ مِنَ الجَوزاءِ مُستَوقِدِ الحَصى / تَكادُ صَياصي العَينِ مِنهُ تَصَيَّحُ
شَديدِ اللَظى حامي الوَديقَةِ ريحُهُ / أَشَدُّ أَذىً مِن شَمسِهِ حينَ تَصمَحُ
بِأَغبَرَ وَهّاجِ السَمومِ تَرى بِهِ / دُفوفَ المَهارى وَالذَفارى تَنَتَّحُ
نَصَبتُ لَهُ وَجهي وَعَنساً كَأَنَّها / مِنَ الجَهدِ وَالإِسآدِ قَرمٌ مُلَوَّحُ
أَلَم تَعلَمي أَنَّ النَدى مِن خَليقَتي / وَكُلُّ أَريبٍ تاجِرٍ يَتَرَبَّحُ
فَلا تَصرِميني أَن تَرَي رَبَّ هَجمَةٍ / يُريحُ بِذَمٍّ ما أَراحَ وَيَسرَحُ
يَراها قَليلاً لا تَسُدَّ فُقورَهُ / عَلى كُلِّ بَثٍّ حاضِرٍ يَتَتَرَّحُ
رَأَت صِرمَةً لِلحَنظَلِيِّ كَأَنَّها / شَظِيُّ القَنا مِنها مُناقٌ وَرُزَّحُ
سَيَكفيكَ وَالأَضيافَ إِن نَزَلوا بِنا / إِذا لَم يَكُن رِسلٌ شِواءٌ مُلَوَّحُ
وَجامِعَةٍ لا يُجعَلُ السِترُ دونَها / لِأَضيافِنا وَالفائِزُ المُتَمَنِّحُ
رَكودٍ تَسامى بِالمَحالِ كَأَنَّها / شَموسٌ تَذُبُّ القائِدينَ وَتَضرَحُ
إِذا ما تَرامى الغَليُ في حُجُراتِها / تَرى الزَورَ في أَرجائِها يَتَطَوَّحُ
أَلَم يُنهَ عَنّي الناسُ أَن لَستُ ظالِماً / بَرِيّاً وَأَنّي لِلمُتاحينَ مِتيَحُ
فَمِنهُم رَمِيٌّ قَد أُصيبَ فُؤادُهُ / وَآخَرُ لاقى صَكَّةً فَمُرَنَّحُ
بَني مالِكٍ أَمسى الفَرَزدَقُ جاحِراً / سُكَيتاً وَبَذَّتهُ خَناذيذُ قُرَّحُ
لَقَد أَحرَزَ الغاياتِ قَبلَ مُجاشِعٍ / فَوارِسُ غُرٌّ وَاِبنُ شِعرَةَ يَكدَحُ
وَما زالَ فينا سابِقٌ قَد عَلِمتُمُ / يُقَلِّدُ فِعلَ السابِقينَ وَيَمدَحُ
عَلَتكَ أَواذِيٌّ مِنَ البَحرِ فَاِقتَبِض / بِكَفَّيكَ فَاِنظُر أَيَّ لُجَّيهِ تَقدَحُ
لَقَومِيَ أَوفى ذِمَّةً مِن مُجاشِعٍ / وَخَيرٌ إِذا شَلَّ السَوامَ المُصَبِّحُ
تَخِفُّ مَوازينُ الخَناثى مُجاشِعٌ / وَيَثقُلُ ميزاني عَلَيهِم فَيَرجَحُ
فَخَرتُ بِقَيسٍ وَاِفتَخَرتَ بِتَغلِبٍ / فَسَوفَ تَرى أَيَّ الفَريقَينِ أَربَحُ
فَأَمّا النَصارى العابِدونَ صَليبَهُم / فَخابوا وَأَمّا المُسلِمونَ فَأَفلَحوا
أَلَم يَأتِهِم أَنَّ الأُخَيطَلَ قَد هَوى / وَطَوَّحَ في مَهواةِ قَومٍ تَطَوُّحُ
تَدارَكَ مَسعاةَ الأُخَيطَلِ لُؤمُهُ / وَظَهرٌ كَظَهرِ القاسِطيَّةِ أَفطَحُ
لَنا كُلَّ عامٍ جِزيَةٌ تَتَّقي بِها / عَلَيكَ وَما تَلقى مِنَ الذُلِّ أَبرَحُ
وَما زالَ مَمنوعاً لِقَيسٍ وَخِندِفٍ / حِمىً تَتَخَطّاهُ الخَنازيرُ أَفيَحُ
إِذا أَخَذَت قَيسٌ عَلَيكَ وَخِندِفٌ / بِأَقطارِها لَم تَدرِ مِن أَينَ تَسرَحُ
لَقَد سُلَّ أَسيافُ الهُذَيلِ عَلَيكُمُ / رِقاقَ النَواحي لَيسَ فيهِنَّ مُصفَحُ
وَخاضَت حُجولُ الوِردِ بِالمَرجِ مِنكُمُ / دِماءً وَأَفواهُ الخَنازيرِ كُلَّحُ
لَقيتُم بِأَيدي عامِرٍ مَشرَفِيَّةً / تَعَضُّ بِهامِ الدارِعينَ وَتَجرَحُ
بِمُعتَرَكٍ تَهوي لِوَقعِ ظُباتِها / خَذاريفُ هامٍ أَو مَعاصِمُ تُطرَحُ
سَما لَكُمُ الجَحّافُ بِالخَيلِ عَنوَةً / وَأَنتَ بِشَطِّ الزابِيَينِ تَنَوَّحُ
عَلَيهِم مُفاضاتُ الحَديدِ كَأَنَّها / أَضا يَومَ دَجنٍ في أَجاليدَ ضَحضَحُ
وَظَلَّ لَكُم يَومٌ بِسِنجارَ فاضِحٌ / وَيَومٌ بِأَعطانِ الرَحوبَينِ أَفضَحُ
وَضَيَّعتُمُ بِالبِشرِ عَوراتِ نِسوَةٍ / تَكَشَّفَ عَنهُنَّ العَباءُ المُسَيَّحُ
بِذَلِكَ أَحمَينا البِلادَ عَلَيكُمُ / فَما لَكَ في حافاتِها مُتَزَحزَحُ
أَبا مالِكٍ مالَت بِرَأسِكَ نَشوَةٌ / وَعَرَّدتَ إِذ كَبشُ الكَتيبَةِ أَملَحُ
إِذا ما رَأَيتَ الليثَ مِن تَغلِبِيَّةٍ / فَقُبِّحَ ذاكَ الليثُ وَالمُتَوَشَّحُ
تَرى مَحجِراً مِنها إِذا ما تَنَقَّبَت / قَبيحاً وَما تَحتَ النِقابَينِ أَقبَحُ
وَلَم تَمسَحِ البَيتَ العَتيقَ أَكُفُّها / وَلَكِن بِقُربانِ الصَليبِ تَمَسَّحُ
يَقِئنَ صُباباتٍ مِنَ الخَمرِ فَوقَها / صَهيرُ خَنازيرِ السَوادِ المُمَلَّحُ
فَما لَكَ في نَجدٍ حَصاةٌ تَعُدُّها / وَما لَكَ في غَورَي تِهامَةَ أَبطَحُ
أَلا يَنهى بَنو صُرَدٍ رِياحا
أَلا يَنهى بَنو صُرَدٍ رِياحا / وَلَم تَعلَق حَبائِلُنا رِياحا
فَآمِر والِدَيكَ تَلُمكَ حُبّى / وَلَو أَسمَعتَ قَبرَ أَبيكَ صاحا
أَلا يَنهاكَ وَيلُ أَبيكَ قَومٌ / سُقوا الذِيَفانَ فَبلَكَ وَالذُباحا