المجموع : 3
أَبى فَلا شَنَباً يَهوى وَلا فَلَجا
أَبى فَلا شَنَباً يَهوى وَلا فَلَجا / وَلا اِحوِراراً يُراعيهِ وَلا دَعَجا
كَفى فَقَد فَرَّجَت عَنهُ عَزيمَتُهُ / ذاكَ الوَلوعَ وَذاكَ الشَوقَ فَاِنفَرَجا
كانَت حَوادِثُ في موقانَ ما تَرَكَت / لِلخُرَّمِيَّةِ لا رَأساً وَلا ثَبَجا
تَهَضَّمَت كُلَّ قَرمٍ كانَ مُهتَضِماً / وَفَتَّحَت كُلَّ بابٍ كانَ مُرتَتِجا
أَبلِغ مُحَمَّداً المُلقي كَلاكِلَهُ / بِأَرضٍ خُشَّ أَمامَ القَومِ قَد لُبِجا
ما سَرَّ قَومَكَ أَن تَبقى لَهُم أَبَداً / وَأَنَّ غَيرَكَ كانَ اِستَنزَلَ الكَذَجا
لَمّا قَرا الناسُ ذاكَ الفَتحَ قُلتُ لَهُم / وَقائِعٌ حَدِّثوا عَنها وَلا حَرَجا
أَضاءَ سَيفُكَ لَمّا اِجتُثَّ أَصلُهُمُ / ما كانَ مِن جانِبَي تِلكَ البِلادِ دَجا
مِن بَعدِ ما غودِرَت أُسدُ العَرينِ بِهِ / يَتبَعنَ قَسراً رَعاعَ الفِتنَةِ الهَمَجا
لا تَعدَمَنَّ بَنو نَبهانَ قاطِبَةً / مَشاهِداً لَكَ أَمسَت في العُلى سُرُجا
إِن كانَ يَأرَجُ ذِكرٌ مِن بَراعَتِهِ / فَإِنَّ ذِكرَكَ في الآفاقِ قَد أَرِجا
وَيَومَ أَرشَقَ وَالآمالُ مُرشِقَةٌ / إِلَيكَ لا تَتَبَغّى عَنكَ مُنعَرَجا
أَرضَعتَهُم خِلفَ مَكروهٍ فَطَمتَ بِهِ / مَن كانَ بِالحَربِ مِنهُم قَبلَهُ لَهِجا
لِلَّهِ أَيّامُكَ اللاتي أَغَرتَ بِها / ضَفرَ الهُدى وَقَديماً كانَ قَد مَرَجا
كانَت عَلى الدينِ كَالساعاتِ مِن قِصَرٍ / وَعَدَّها بابَكٌ مِن طولِها حِجَجا
أَصبَحتَ تَدلِفُ بِالأَرضِ الفَضاءِ لَهُ / نَصباً وَأَصبَحَ في شِعبَيهِ قَد لَحِجا
عادَت كَتائِبُهُ لَمّا قَصَدتَ لَها / ضَحاضِحاً وَلَقَد كانَت تُرى لُجَجا
لَمّا أَبَوا حُجَجَ القُرآنِ واضِحَةً / كانَت سُيوفُكَ في هاماتِهِم حُجُجا
أَقبَلتَهُ فَخمَةً جَأواءَ لَستَ تَرى / في نَظمِ فُرسانِها أَمتاً وَلا عِوَجا
إِذا عَلا رَهَجٌ جَلَّت صَوارِمُها / وَالذُبَّلُ الزُرقُ مِنها ذَلِكَ الرَهَجا
بيضٌ وَسُمرٌ إِذا ما غَمرَةٌ زَخَرَت / لِلمَوتِ خُضتَ بِها الأَرواحَ وَالمُهَجا
نَزّالَةٌ نَفسَ مَن لاقَت وَلا سِيَما / إِن صادَفَت ثُغرَةً أَو صادَفَت وَدَجا
رَأيُ الحُمَيدَينِ أَلقَحتَ الأُمورَ بِهِ / مَن أَلقَحَ الرَأيَ في يَومِ الوَغى نَتَجا
لَو عايَناكَ لَقالا بَهجَةً جَذَلاً / أَبرَحتَ أَيسَرُ ما في العِرقِ أَن يَشِجا
أَحَطتَ بِالحَزمِ حَيزوماً أَخا هِمَمٍ / كَشّافَ طَخياءَ لا ضَيقاً وَلا حَرَجا
فَالثَغرُ وَالساكِنوهُ لا يَؤودُهُمُ / ما عِشتَ فيهِم أَطارَ الدَهرُ أَم دَرَجا
سَمَّوا حُسامَكَ وَالهَيجاءُ مُضرَمَةٌ / كَربَ العُداةِ وَسَمَّوا رَأيَكَ الفَرَجا
إِن يَنجُ مِنكَ أَبو نَصرٍ فَعَن قَدَرٍ / تَنجو الرِجالُ وَلَكِن سَلهُ كَيفَ نَجا
قَد حَلَّ في صَخرَةٍ صَمّاءَ مُعنِقَةٍ / فَاِنحِت بِرَأيِكَ في أَوعارِها دَرَجا
وَغادِهِ بِسُيوفٍ طالَما شُهِرَت / فَأَخلَفَت مُترَفاً ما كانَ قَبلُ رَجا
وَشُزَّبٍ مُضمَراتٍ طالَما خَرَقَت / مِنَ القَتامِ الَّذي كانَ الوَغى نَسَجا
وَيوسُفِيِّينَ يَومَ الرَوعِ تَحسِبُهُم / هوجاً وَما عَرَفوا أَفناً وَلا هَوَجا
مِن كُلِّ قَرمٍ يَرى الإِقدامَ مَأدُبَةً / إِذا خَدا مُعلِماً بِالسَيفِ أَو وَسَجا
تَنعى مُحَمَّداً الثاوي رِماحُهُمُ / وَيَسفَحونَ عَلَيهِ عَبرَةً نَشَجا
قَد كانَ يَعلَمُ إِذ لاقى الحِمامَ ضُحىً / لا طالِباً وَزَراً مِنهُ وَلا وَحَجا
أَن سَوفَ تُهدى إِلى آثارِهِ بُهُماً / يُمسي الرَدى مُسرِياً فيها وَمُدَّلِجا
لَو لَم يَكُن هَكَذا هَذا لَدَيهِ إِذاً / ما ماتَ مُستَبشِراً بِالمَوتِ مُبتَهِجا
لَو أَنَّ فِعلَكَ أَمسى صورَةً لَثَوى / بَدرُ الدُجى أَبَداً مِن حُسنِها سَمِجا
أَمسِك بَلِ اِستَمسِك لِوَقعِ هَياجي
أَمسِك بَلِ اِستَمسِك لِوَقعِ هَياجي / فَلَتَسأَمَنَّ عُذوبَتي وَأُجاجي
دَع ما مَضى وَاِستَأنِفِ العَدَدَ الَّذي / ضَيَّعتَهُ يا مُحصِيَ الأَمواجِ
فَلَقَد أَجِمتَ عَداوَتي مَمزوجَةً / وَلَأُسعِطَنَّكَها بِغَيرِ مِزاجِ
يا اِبنَ الخَبيثَةِ لا تُعَرِّض صَخرَةً / صَمّاءَ مِن مَجدي بِعِرضِ زُجاجِ
أَصبَحتَ نِيَّ العَقلِ فاِصلَ بِميسَمٍ / يُبدي أَلَجَّ الناسِ في الإِنضاجِ
ما إِن سَمِعتُ وَلا أَراني سامِعاً / حَتّى المَماتِ بِشاعِرٍ سَرّاجِ
مَن كانَ تَوَّجَ رَأسَهُ فَلِيوسُفٍ / شُعَبٌ يَقُمنَ لَهُ مَقامَ التاجِ
حَرَنَ الزَمانُ بِهِ فَلَملَجَ كَشحُهُ / عَن شِركَةٍ في البَغلَةِ الهِملاجِ
لِلمَرءِ في القُرآنِ أَربَعُ نُسوَةٍ / وَلِتِلكَ أَربَعَةٌ مِنَ الأَزواجِ
بَيضاءَ في بيضٍ يَطُفنَ بِأَسوَدٍ / في سودِ غافِقَ مُحصَدي الأَثباجِ
ما إِن تَزالُ لَهُم مَراوِدُ ساسَمٍ / مُتَغَلغِلاتٌ في مَكاحِلِ عاجِ
إِصبِري أَيَّتُها النَف
إِصبِري أَيَّتُها النَف / سُ فَإِنَّ الصَبرَ أَحجى
نَهنِهي الحُزنَ فَإِنَّ ال / حُزنَ إِن لَم يُنهِ لَجّا
وَاِلبَسي اليَأسَ مِنَ النا / سِ فَإِنَّ اليَأسَ مَلجا
رُبَّما خابَ رَجاءٌ / وَأَتى ما لَيسَ يُرجى
وَكِتابٍ كَتَبَتهُ / مُقلَةٌ لا تَتَهَجّى
لا تَرى عَينُ رَقيبٍ / فيهِ لِلأَقلامِ ثَجّا
لَم يُبَح فيهِ بِسِرٍّ / لا وَلا أُدرِجَ دَرجا
فَأَجابَتهُ دُموعٌ / جُعِلَت لِلكَأسِ مَزجا
وَسَقيمِ الطَرفِ قَد غَص / صَصَ بِالهَجرِ وَأَشجى
زارَني وَاللَيلُ قَد أَق / بَلَ نَحوي يَتَدَجّى
حينَ نالَ العِلجَ في سَو / مي الَّذي كانَ تَرَجّى
طَلَعَت شَمسٌ عَلَينا / مِن دِنانٍ تَتَوَجّا
لَذَّةُ الطَعمِ تَمُجُّ ال / مِسكَ في الأَقداحِ مَجّا
كَسَتِ الشَيخَ شَباباً / فَاِكتَسى شِكلاً وَغُنجا
فَقَضَينا مَنسِكَ اللَ / هِ وَإِن لَم نَنوِ حَجّا