القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : لِسان الدِّين بنُ الخَطِيب الكل
المجموع : 22
يا سِراجَ الجَمالِ يا ابْنَ سِراجِ
يا سِراجَ الجَمالِ يا ابْنَ سِراجِ / يا هِلالاً في أسْعَدِ الأبْراجِ
كُلّما رُمْتُ فِيكَ بَعْضَ سُلُوٍّ / رَجَعَ الشّوْقُ بي علَى الأدْراجِ
أنْتَ شَمْسي فكُلَّما غابَ عنّي / فنَهاري مِثْلُ الظّلامِ الدّاجِي
يا مَريضَ الجُفونِ أمْرَضْتَ قَلْبي / فادّرِكْني فَفي يَدَيْكَ عِلاجي
أجُفونٌ تُجيلُها أمْ كُؤوسٌ / أُتْرِعَتْ للهَوى بغَيْرِ مِزاجِ
تَخْدَعُ النّاسَ بالفُتورِ فَفيها / نُسْكُ بِشْرٍ وسَطْوةُ الحَجّاجِ
يا غَزالاً غَزا دِيارَ الأعادي / وأجالَ الجِيادَ تحْتَ العَجاجِ
لكَ يا فارِسَ الخُيولِ أُنادي / لكَ يا عَنْتَرَ الصُّفوفِ أُناجي
هُزَّ منْ مِعْطَفَيْكَ ذابِلَ خَطٍّ / ذا قَوامٍ مُهَفْهَفٍ وانْدِماجِ
وشِمِ السّيْفَ منْ لِحاظِكَ تَفْري / كلَّ دِرْعٍ مُضاعَفٍ في الهِياجِ
يا عَذولي إليْكَ عنّي فإنّي / لسْتُ بالنُّصْحِ منْكَ بالمُحْتاجِ
شَفّني حُبُّ جَوْهَريّ الثَّنايا / كَوْثَريُّ اللّما لَطيفُ المِزاجِ
أضْرَمَ النّارَ في فُؤادي وهَلْ تُنْ / كَرُ نارٌ تولّدَتْ عنْ سِراجِ
وحَماني عذْبَ الرُّضابِ فجادَتْ / مُقْلَتي فوْقَ وَجْنَتِي بالأُجاجِ
غَفَرَ الله لي لقَدْ جِئْتُ زُوراً / بجِدالٍ مُلَفَّقٍ وحِجاجِ
كيْفَ أشْكو بِعاد مَنْ هوَ دانٍ / قاتَلَ اللهُ شِرَّتي ولَجاجي
ساعَدَتْني بعْدَ المِطالِ اللّيالي / واسْتَقامَ الزّمانُ بعْدَ اعْوِجاجِ
لوْ تَراني واللّيلُ في عُنْفُوانٍ / قُلْتُ سِرَّيْنِ في فؤادِ الدّياجي
نَقْطَعُ اللّيلَ في التِئامٍ وضَمٍّ / وسُرورٍ وغِبْطَةٍ وابْتِهاجِ
هاكَها والحَبابُ يعْلو عَلَيْها / غادَةٌ تُوِّجَتْ بأبْدَعِ تاجِ
قارَبَتْ أنْ تَسيلَ بالكأْسِ ممّا / شَفّ عنْ جِسْمِها أديمُ الزُّجاجِ
قَسَماً بالدُّعاءِ في عَرَفاتٍ / ومِنىً حيثُ مَجْمَعُ الحُجّاجِ
ما فؤادي بغَيْرِ حُبِّكَ عانٍ / ولِغَيْرِ اغْتِنامِ وَصْلِكَ راجِي
رَقَمَت أنامِلُ صانِعي دِيباجِي
رَقَمَت أنامِلُ صانِعي دِيباجِي / منْ بَعْدِ ما نَظَمَتْ جَواهِرَ تاجي
وحَكَيْتُ كُرْسيَّ العَروسِ وزِدْتُهُ / أنّي ضَمِنْتُ سَعادَةَ الأزْواجِ
مَنْ جاءَني يشْكو الظَّماء فمَوْرِدي / صِرْفُ الزُّلالِ العَذْبِ دونَ مِزاجِ
فكأنّني قوْسُ السّماءِ إذا بَدَتْ / والشّمْسُ موْلانا أبو الحَجّاجِ
لا زالَ مَحْروسَ المَثابةِ ما غَدا / بَيْتُ الإلاهِ مَثابَةَ الحُجّاجِ
فُقْتُ الحِسانَ بحُلّتي وبِتاجي
فُقْتُ الحِسانَ بحُلّتي وبِتاجي / فهَوَتْ إليّ الشُّهْبُ في الأبْراجِ
يَبْدو إناءُ الماءِ فيّ كَعابِدٍ / في قِبْلَةِ المِحْرابِ قامَ يُناجي
ضَمِنَتْ علَى مرّ الزّمانِ مَكارِمي / رِيَّ الأُوامِ وحاجَةَ المُحْتاجِ
فكأنّني اسْتَقْرَيْتُ آثارَ النّدى / مِنْ كَفِّ موْلانا أبي الحَجّاجِ
لا زالَ بَدْراً في سَماءِ خِلافَةٍ / ما لاحَ بَدْرٌ في الظّلامِ الدّاجي
يا كِتابي إذا بَلَغْتَ مَحَلاًّ
يا كِتابي إذا بَلَغْتَ مَحَلاًّ / فيهِ غَيْثُ النّدى وغَوْثُ الرّاجي
فَلْتُقَبِّلْ عنّي بغَيْرِ تَوانٍ / كَفَّ موْلَى الوَرى أبي الحَجّاجِ
هَبّ النّسيمُ معَطَّرَ الأراجِ
هَبّ النّسيمُ معَطَّرَ الأراجِ / فشَفَى لَواعِجَ قَلْبي المُهْتاجِ
وافَى يُحدِّثُ عن أحِبّتيَ الأَلى / أصْبَحتُ أكْني عنْهُمُ وأُحاجي
فاشْرَبْ علَى ذِكْرِ الحَبيبِ وسَقِّني / صَهْباءَ تُشْرِقُ في الظّلامِ الدّاجِي
مِنْ خَمرَةِ السِّرّ المُقدّسَةِ التي / كَلِفَتْ بِطاسَتِها يَدُ الحلاّجِ
وأرَت لهُ الأشياءَ شيئاً واحداً / فَغَدا يُخاطِبُ نَفْسَهُ ويُناجِي
ورأى ابْنُ أدْهَمَ لَمْحةً منْ نورِها / تَلْتاحُ بينَ مَخارِمٍ وفَجاجِ
فَغَدا ومِنْ صوفِ الصّفاءِ شِعارُهُ / واعْتاضَهُ مِنْ لِبْسَةِ الدِّيباجِ
رَفَعُوا لَها قَبَساً بجانِبِ طُورِهِمْ / فعَشَوْتُ نحْوَ سِراجِهِ الوهّاجِ
وبَحَثْتُ عَنْها خَمْرَةً لمّا تَزَلْ / سَبَبَ النّجاةِ لِطالِب أوْراجِي
لمّا عَلِمْتُ مَكانَها وزَمانَها / أعْمَلْتُ في لَيْلِ السُّرَى إدْلاجي
وأتَيْتُ رَبَّ الدّيْرِ في مِحْرابِه / فبَثَثْتُ إفْلاسي إليْهِ وَحاجِي
نادَيْتُهُ مُترَحِّماً واللّيلُ قدْ / رَجَعَتْ كتائِبُهُ علَى الأدْراجِ
ما لي سِواكَ فَلا تُخَيّبْ مَقْصَدي / ما خابَ فيكَ رَجاءُ عَبْدٍ راجِي
وافَيْتُ منْ أرْضٍ بَعيدٍ خَطْوُها / مِنْ بَعْدِ طولِ تخَبُّطٍ ولَجاجِ
مهْما ضَحَيْتُ فظِلُّ حُبِّكَ ملْجإي / ومتَى مَرِضْتُ فَفي يَدَيْكَ عِلاجي
ومَدَدْتُ كفَّ الفَقْرِ أسْألُهُ فَيا / عِزَّ الغَنيِّ وذِلّةَ المُحْتاجِ
فرأَى افتِقارِي في يديْهِ فَجادَ لي / منْ جُودِهِ بالوابِلِ الثّجّاجِ
وأحَلّني منْ دَيْرِهِ في هَضْبَةٍ / تنْحَطُّ عَنْها الشُّهْبُ في الأبْراجِ
وجَلا عَلَيّ الرّاح في أكْواسِها / فشَرِبْتُها صِرْفاً بغَيْرِ مِزاجِ
تَخْفَى عن الإدْراكِ إلاّ أنّها / يَهْدي سَناها راحَةَ المُزّاجِ
فتَرى زُجاجَتَها بغَيْرِ مُدامَةٍ / وتَرى مُدامَتَها بغيْرِ زُجاجِ
والَى عليَّ بِها وقالَ هيَ التي / فِيها سَمَحْتَ بخَيْرِها النّسّاجِ
فاشْرَبْ وبُحْ باسْمي جِهاراً لا تَخَفْ / في الدّيْرِ منْ نَصَبٍ ولا إحْراجِ
يا صاحِبَيَّ وما أرَى لي صاحِباً / غيْري أُعاطِيهِ الهَوى وأناجِي
عُوجا علَى طَلَلِ الوُجودِ وبلِّغا / عنّي السّلامَ فلاتَ حينَ مَعاجِ
للّهِ إخْوانُ الصّفاءِ فإنّهُمْ / سَلَكوا الطّريقَ الواضِحَ المِنْهاجِ
منْ كلِّ ذي طِمْرَينِ أشْعَثَ أغْبَرٍ / عبِثَت بشَمْلَتِهِ يَدُ الإنْهاجِ
وقَفوا بأبْوابِ اليَقينِ وفتّحوا / ما كانَ منْها قبْلُ ذا إرْتاجِ
حتّى إذا كادَت سِماتُ طَريقِهِمْ / تَخْفَى بكُلِّ مُمَوِّهٍ ومُداجِي
نادَتْ هَلُمّوا جَدِّدوا عهْدَ الرِّضى / أيّامَ مَولانا أبي الحَجّاجِ
فاسْتَقْبَلوا داعِي المَقام كأنّما / أتتِ المَقامَ رَكائِبُ الحُجّاجِ
أحْيَى الإلاهُ بهِ رُسومَ طَريقِهمْ / وحَماهُمُ منْ مُلْكِهِ بسِياجِ
ملِكٌ يَحُثُّ الصّالِحينَ ويَقْتَدي / في الدِّينِ منْ أنْوارِهِم بسِراجِ
ويُواصِلُ اللّيْلَ التّمامَ مُسَهَّداً / للّهِ بيْنَ مُراقِبٍ ومُناجِي
أبْدَى رُسومَ العِلْمِ بعْدَ عَفائِها / وأعادَ وَجْهَ الحَقِّ ذا إبْهاجِ
وغَدا الزّمانُ بسَيْفِهِ وبِسَيْبِه / يَوْمَينِ يوْمَ نَدىً ويومَ هِياجِ
وأحَقُّ مَنْ مَلَكَ الخِلافَةَ ناصِرٌ / يَنْمِيهِ صاحِبُ صاحِبِ المِعْراجِ
كُلُّ الفَضائِلِ لمْ تُحَلَّ بحَمْدِهِ / لَبّاتُها فتَمامُها بخِداجِ
خُذْها أميرَ الُسْلِمينَ قَوافِياً / ثارَت عَجاجَتُها على العَجّاجِ
أنا جَوهَريُّ اللّفظِ لا عَجَبٌ إذا / جَمْعي مُنَظِّمُها بهَذا التّاجِ
أبْقَيْتُ بالذِّكْرِ الجَميلِ مَدائِحاً / لكَ في فَمِ الرّاوي وقَلْبِ الرّاجي
واخْلُدْ ونَصْرُ الله جلّ جلالُه / يأْتيكَ أفْواجاً علَى أفْواجِ
ماذا أحَدِّثُ عنْ بَحْرٍ سَبَحتُ به
ماذا أحَدِّثُ عنْ بَحْرٍ سَبَحتُ به / حدِّثْ عنِ البَحْرِ لا إثْمٌ ولا حَرَجُ
دَحاهُ مُبْتَدِعُ الأشْياءِ مُسْتَوياً / ما إنْ بهِ دَركٌ كلاّ ولا دَرَجُ
حتّى إذا ما المَنارُ الفَرْدُ لاحَ لَنا / صِحْتُ ابْشِرِي يا مَطايا جاءَكِ الفَرَجُ
قَرُبْتِ منْ عامِرٍ داراً ومَنزِلَةً / والشّاهِدُ العَدْلُ هَذا الطِّيبُ والأرَجُ
هَذي ثَمانٌ قد قَطَعْنَ الدُّجى
هَذي ثَمانٌ قد قَطَعْنَ الدُّجى / في سَيْرِها مُعْتَبَرٌ للحِجا
مرّتْ وقدْ نالَ بها آمِلٌ / ما شاءَ منْ أوطارِهِ وارْتَجى
فجَرّدَ العَزْمَ الذي ما نَبا / والتَحَف الليلَ الذي قد سَجا
يردُّهُ الخَوْفُ ويَدْعو بِهِ / إذا أطاعَ الخَوفَ داعِي الرَّجا
قدْ قَطَعَ البَرَّ فقال الوَجَى / واقْتَحَمَ البحْرَ فقالَ النَّجا
والْتَذّ بالباقِي فحَثَّ الخُطَى / ومَرّ بالفانِي فَما عَرَّجا
موْلايَ هذا نَهْجُ أهْلِ الهَوى / فاسْمَحْ لمَنْ قارَبَ أو لَجّجا
واسْلُكْ منَ السّيْرِ بهِ مَنْهَجاً / عنْ مادِحٍ جلَّ وعمّنْ هَجا
ولتَقْرَأ النُّسْخَةَ واتْرُكْ الى / سِرِّ المَعاني خَطَّها المُدْمَجا
وكيفَ لا يُحْرِزْ إرثَ العُلَى / منْ وَرِثَ الأنْصارَ والخَزْرَجا
أهْلاً بطَيْفٍ زارَني غَسَقَ الدُّجى
أهْلاً بطَيْفٍ زارَني غَسَقَ الدُّجى / فأعادَ لَيلَتَنا صَباحاً أبْلَجا
فَتَحَتْ زِيارَتُه لصَبٍّ هائِمٍ / بابَ القُبولِ وكانَ قِدْماً مُرْتَجا
للّهِ دَرُّكَ منْ خَيالٍ مُطْمِعٍ / علِقَتْ لَنا بحِبالِهِ أيْدي الرَّجا
كيفَ اهْتَدَيْتَ وهلْ بَدا لكَ مَضْجَعٌ / خطَّ النحولُ عليْهِ سَطْراً مُدْمَجا
يا سالِكاً بمُحِبِّه طُرُقَ النّوى / هلا سَلَكْتَ الى التّواصُلِ مَنْهَجا
أفْديكَ منْ حَكَمٍ تأوّلَ حكْمَهُ / فقَضى بقَتْلِ العاشقينَ تحرُّجا
أو مَا تَرى طوفانَ فَيْضِ مَدامِعي / يُذْكي جَحيماً بالضّلوعِ تأجّجَا
أسْتَنْبِئُ البَرْقَ الخَفوقَ إذا هَفا / وأُساهِرُ اللّيْلَ الطّويلَ إذا دَجا
هَبْ لي رِضاكَ فإنّني مُسْتَشْفِعٌ / بحُلَى أميرِ المُسْلِمينَ المُرْتَجى
إذا سِرْتَ سارَ النّورُ حيثُ تَعوجُ
إذا سِرْتَ سارَ النّورُ حيثُ تَعوجُ / كأنّكَ بَدْرٌ والبِلادُ بُروجُ
لكَ اللهُ منْ بَدْرٍ على أفُقِ العُلى / يَلوحُ وبَحْرٌ بالنّوالِ يَموجُ
تفَقّدْتَ أحْوالَ الثّغورِ بنِيّةٍ / لَها نحْوَ أبوابِ القَبولِ عُروجُ
وسكّنْتَها بالقُرْبِ منكَ ولمْ تَزَلْ / تَهيمُ هَوىً منْ قَبْلِهِ وتَهيجُ
مَرَرْتُ على وعْدٍ معَ الغَيْثِ بعْدَها / فمَنْظَرُها بعْدَ العُبوسِ بَهيجُ
فكمْ تَلْعةٍ قد كلّلَ النَّوْرُ تاجَها / ورَفّ علَيْها للنّباتِ نَسيجُ
ولا نَجْدَ إلا رَوضَة وحَديقَةٌ / ولا غَوْرَ إلا جَدْولٌ وخَليجُ
أيُوسُفُ دُم للدّين تحْمي ذِمارَهُ / إذا كانَ للخَطْبِ الأبيِّ وُلوجُ
بفِتيةِ صِدْقٍ إنْ دَجا ليْلُ حادِثٍ / فهُمْ سُرُجٌ آفاقُهُنّ سُروجُ
بَقيت قَريرَ العيْنِ ما ذَرّ شارِقٌ / وما طافَ بالبَيْتِ العَتيقِ حَجيجُ
يا سَبتَة العَزَفِيِّين الأُلى دَرَجوا
يا سَبتَة العَزَفِيِّين الأُلى دَرَجوا / وقدْ تضوَّعَ منْ أخْبارِهِمْ أرَجُ
ما بالُ رَبْعِكِ قد حطّ العَفاءُ بهِ / رَحْلَ المُقيمِ وأوْدَى حُسْنُكِ البَهِجُ
أيْنَ المَجالِس أم أيْنَ الفَهارِسُ أم / أيْنَ المَدارسُ لا تَنْبو بِها الحُجَجُ
أيْنَ الأساطيلُ تُزْجَى من سَوابِحِها / دُهْماً معتّقَةً بَيْداؤها اللُّجَجُ
أيْنَ الصّدورُ إذا ما المُعْضِلاتُ دَجَتْ / هدَتْ الى القَصْدِ من آرائِهِمْ حُجَجُ
يُصَرِّفونَ منَ الخَطّيِّ عاسِلَةً / سُمْراً تَسيلُ على أعطافِها المُهَجُ
تخرّموا لمْ يكُنْ في الأرضِ منْحَدَرٌ / يَقي المَنونَ ولا في الجوِّ مُنْعَرَجُ
قالت تخوَّنَني صَرْفُ الزّمانِ فلَمْ / يدْخُلْ ليَ الأُنْسُ قَلْباً منْ لَدُنْ خَرَجوا
وكُلُّ ذي جِدّةٍ يَبْلى إذا لعِبَتْ / بهِ اللّيالى وسارَتْ دونَه الحُجَجُ
لعلّ فارِسَ تُحْيينِي مَكارِمُهُ / إنّ الشّدائِدَ يأتي إثْرَها الفَرَجُ
مَوْلايَ سِتٌّ من الظّلامِ مَضَتْ
مَوْلايَ سِتٌّ من الظّلامِ مَضَتْ / كالمِسْكِ في صِبْغةٍ وفي أرَجِ
أجْزاءُ لَيْلٍ مرّتْ كما انْطلقَتْ / كَفٌّ على سُبْحةٍ منَ السَّبَجِ
الى مَحَلِّ القَبولِ قدْ عرَجَتْ / بفِعْلِكَ البرِّ خَيْرَ مُنْعَرَجِ
فاسْلَم أبا سالِمِ لِنَهْجِ هُدَى / جدّدَهُ منْكَ أيُّ مُبْتَهِجِ
فَلَيْلَةُ المَوْلِدِ الكريمِ على / تَقْواكَ للّهِ أصْدَقُ الحُجَجِ
قُلْ للأَشونيّ ولا تَحْتَشِمْ
قُلْ للأَشونيّ ولا تَحْتَشِمْ / قوْلَ امْرِئٍ بالحَقِّ مُحْتَجِ
يا مَنْ بَراهُ اللهف لمّا بَرا / منْ بَرَدٍ صِرْفٍ ومن ثَلْجِ
وقِشْرِ رُمّانٍ وشَبٍّ ومنْ / سُكٍّ وعَفْصٍ قابِضٍ فَجِّ
عَقْدُكَ كافورٌ بلا مِرْيَةٍ / وعَقْلُكَ الهَلْهَلُ منْ بَنْجِ
ولَفْظُكَ البارِدُ يا سيّدي / منْ زَمْهَريرٍ هَبَّ في فَجِّ
لُفَّ على المَعْنى الضّعيفِ القُوَى / كخِرْوِ قِطٍّ لُفَّ في خَمْجِ
عَجِبْتُ منْ زَوْجِكَ ما بالُها / لمْ تَسْتَغثْ منْكَ بقُولَنْجِ
ما بالُها لم ينْصَرِفْ خصْمُها / بفالَجٍ منْكَ بِلا فُلْجِ
ما بالُها لم يعْتَرِضْ خِدْرَها / خَدْرٌ على السُّكْنى معَ الثّلْجِ
أظُنّها قد سحَقَتْ فُلْفاً / فذلِكَ السّحْقُ هوَ المُنْجي
سافَتْهُ في وَجٍّ وفي خردَلٍ / ومَنْ لِذاكَ الوَجْهِ بالوَجِّ
ما حالُ مَنْ جاوَرَ منْكَ الصَّبا / والقُرُّ مُضْنٍ شَرُّهُ مُشْجِي
فلا فَمٌ يُعْمِلُ في لَفْظَةٍ / ولا يَدٌ تَدْنو الى فَرْجِ
وإنْ تشوّفْتَ الى زَوْجَةٍ / ثانِيةٍ حَسْبُكَ منْ زَوْجِ
عَجوزِ يَنَّيْرٍ بِها تَجتَزي / تأتِيكَ للأرْياحِ في فَوْجِ
تُضْحِكُ لِحْيَيْكَ لَها رِعْدَةٌ / ضِحْكَ الحَصا في مَطْرَحِ المَوْجِ
فَسُقْ لَها خالَكَ منْ بَعْدِ ما / تَجْعَلُهُ للخَبْثِ في دُرْجِ
واحْمِلْ لها البَيْنَ وبَرْدَ الكُلا / نَوْعَينِ في تَخْتٍ وفي خُرْجِ
وبِتْ بِها في مَسْقَطٍ للنّدَى / في بُرْدَةٍ أو مَقْطَعٍ بَرْجي
وإنْ أرَدْتَ الغَسْلَ فاعْدُدْ لَهُ / خَلاًّ وبالقِثّاءِ فاسْتَنْجِ
وامْزُجْ بِمامِيثا وحَبِّ الفَنا / لَخْلَخَةً مُتْقَنةَ المَزْجِ
وابْنِ بفَجِّ الرّيحِ عِلِّيّةً / تَقْصِدُها في حَذَرِ الهَرْجِ
واغْنَ بقُطْنِ الثّلْجِ عنْ مَتْجَرٍ / يُغْنيكَ عنْ جَمعٍ وعنْ حَلْجِ
واغْزِلْهُ بالرّيحِ وهَيّئْ لهُ / مَرَمّةَ المَصْقولِ والكَنْجِ
والصِّنَّ والصِّنَّبْرَ فاجْعَلْهُما / عِيداً كَعيدِ العَجِّ والثَّجِّ
واهْجُرْ مَخيطَ الثّوبِ واحْلِقْ بِه / وطُفْ طَوافَ النّاسِ في الحجِّ
ما أنتَ إلا بارِدٌ شارِدٌ / منْ فَلَكِ البُرّادِ في أوْجِ
جفاؤُكَ الفَظُّ الذي نالَني / صيّرَني للفِكْرِ في هَرْجِ
عُمْرِيَ ما إنْ نالَني مِثْلُهُ / منْ ضَيْمِ سَبْتيٍّ ولا طَنْجي
فاسْتَغْفِرِ اللهَ ولا تَهْفُ في / كَتْبٍ مَدَى الدّهْرِ ولا دَرْجِ
ولا تُطِعْ بَرْدَكَ في مِثلِها / إلا لعَبْدٍ لكَ أو عِلْجِ
لازِلْتَ والشّارِبُ منْ خَسَّةٍ / والرّيقُ منْ حامِضِ نارَنْجِ
يَنَّيْرُ والجَدْيُ إذا عُدِّلا / حَظُّكَ منْ شَهْرٍ ومنْ بُرْجِ
وجِئتَ منْ صُلْبِكَ في مَعْشَرٍ / منْ وَلَدٍ عُورٍ ومنْ عُرْجِ
بيضٍ وسُودٍ فوقَ نِطْعِ الأذى / كأنّهُمْ قِطْعاتُ شِطْرَنجِ
تَخالُهُمْ ياجوجَ دارَتْ بذِي ال / قَرْنَيْنِ يَدْعونَ الى خَرْجِ
وزيّنَتْ عُنْقَكَ نُغْنوغَةٌ / كأنّها عُقْدةُ أتْرُنْجِ
ما هَبّ ريحُ الصّرِّ في بُقْعَةٍ / وارْتَفَعَ الثّلْجُ على مَرْجِ
بِاسْماعيلَ ثمّ أخيهِ قَيْسٍ
بِاسْماعيلَ ثمّ أخيهِ قَيْسٍ / صَبِرُ التصبُّرِ منْ أجَلِّ عِلاجِها
دَمُ الأخَوَيْنِ دَوى جُرْحَ قَلبي / وعالَجَني وحَسْبُكِ منْ عِلاجِ
إنّ الهَوى لَشِكايَةٌ معْروفةٌ
إنّ الهَوى لَشِكايَةٌ معْروفةٌ / صَبِرُ التّصَبُّرِ منْ أجَلِّ عِلاجِها
والنّفْسُ إنْ ألِفَتْ مَرارةَ طَعْمِها / يوماً ضَمِنْتُ لها صَلاحَ مِزاجِها
لِم لا تُنالُ العُلى أو يُعْقَدُ التّاجُ
لِم لا تُنالُ العُلى أو يُعْقَدُ التّاجُ / والمُشْتَري طالِعٌ والشّمْسُ هِلاجُ
والسّعْدُ يَرْكُضُ في مَيْدانِها فَرحاً / جَذْلانَ والفلَكُ الدّوّارُ هِمْلاجُ
قدْ صحّ في سُنَنِ النّبي محمّدٍ
قدْ صحّ في سُنَنِ النّبي محمّدٍ / فَضْلي على المَوْشِيِّ والدِّيباجِ
ولأجْلِ هَذا اخْتَصّني بلِباسِه / مَلِكُ العُلى الأرْضَى أبو الحَجّاجِ
إذا سافَرَ السّلطانُ نحوَ مُنكَّبٍ
إذا سافَرَ السّلطانُ نحوَ مُنكَّبٍ / ولمْ أتّبِعْهُ جاهِداً سقَطَ الحَرَجْ
فمِنْ عِقَبٍ مَنْ ضَلّ في شِعْبِها هَوَى / ومِنْ درَجٍ مَنْ زَلّ في ضَنْكِها دَرَجْ
عَسى مَنْ أضاقَ الصّدْرَ منْ حُبِّه لها / يُتيحُ ببُغْضٍ منْه فيها لَنا الفَرَجْ
أأبْصَرْتَنا كالشُّهْبِ والشّمْسِ فِتيةً
أأبْصَرْتَنا كالشُّهْبِ والشّمْسِ فِتيةً / تَهَلَّلَ منّا البَرُّ والبَحْرُ ذو المَوْجِ
رَحَلْنا عنِ الأوجِ الرّفيعِ مَحَلُّهُ / مَراحِلَ شتّى ثمّ عُدْنا الى الأوْجِ
ولمّا تَناهى وَرْدُ خدِّكَ نظرةً
ولمّا تَناهى وَرْدُ خدِّكَ نظرةً / وأنْشأَ في طَيِّ القُلوبِ هِياجا
تَشَوّفَ سُرّاقُ العُيونِ لقَطْفِهِ / فكان لهُ شَوْكُ العِذارِ سِياجا
قالُوا كَلِفْتَ بهِ غُلاماً حالِكاً
قالُوا كَلِفْتَ بهِ غُلاماً حالِكاً / فأجَبْتُمْ لي فيهِ ما يَشْفي المُهَجْ
مَهْما جُنِنْتُ بهِ هَوًى وصَبابةً / علّقْتُ فَوقي منْهُ حِرْزاً منْ سَبَجْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025