المجموع : 8
مدّ العزيزُ يمينَه ببنفْسَجِ
مدّ العزيزُ يمينَه ببنفْسَجِ / وبوردةٍ مقطوعةٍ لم تَنْهَجِ
فكأن زُرقتَه على مُحْمرِّها / أثرٌ بخدٍّ ناعمٍ مُتَضرِّجِ
حَيَّ فأحْيا مهجتي بتحيّة / كالوصل وافق مُنْيةً من مُرْتَجِي
وأشار مبتسِماً إليّ بوجهه / فحسبتُه وجهَ الصباح الأبْلجِ
أنا مِن نداه ومن فواضل كفِّه / في روضة أنف وعزٍّ مُنْتِجِ
ألا سَقِّياني قهوةً ذهبيَّة
ألا سَقِّياني قهوةً ذهبيَّة / وقد أَلبْسَ الآفاقَ جُنْحَ الدجى دَعَجْ
كأنّ الثريّا والظلامُ يَحُثُّها / فصوصُ لُجَيْنٍ قد أحاط به سَبَجْ
كأنّ نجومَ الليل تحت سواده / إذا جَنّ زِنْجِيّ تبسَّم عن فَلجَ
كأنّ رقيق الغيم والبدرُ تحتهُ / زجاجٌ على كفٍّ من الصبح منْتسِج
كأنّ عمود الصبح في غُبَّر الدُّجى / صفيحةُ سيف قد تَصَدَّا من المُهَج
فقُمْ وأدِرْ أقداحَ خمرٍ كأنّها / إذا برزَتْ تُذْكِي أوائلهَا سُرُجْ
كأنّ عليها من صفاء أديمها / خِلال العزيز الغُرَّ أو نَشْرها الأَرِجْ
وتَحْسبُها في الكأْس رقَّةَ فهمه / وإن لم يكن في أنه غيْرها خَلجَ
وراحٍ عليها كالجُمانِ المُدَحْرَجِ
وراحٍ عليها كالجُمانِ المُدَحْرَجِ / تلوح كماء الوجنة المتُضَرِّج
ملأْنا بها بِيض الكئوسِ فأُقبلتْ / تُحَثّ علينا في رياض بَنَفْسَج
وخلْفَ رداءِ الغيم شمسٌ منيرةٌ / تلوح كوجه الغادة المتبرج
ولي صاحبٌ كالمسك بالشهد طبعه / إذا وجَدَ الصَّهباءَ لم يَتَحرَّج
منِيعُ نواحي السرّ لا يُسْخِط النَّدى / أغرُّ كَريْعان الضُّحى المتبلِّج
نَقَّبتْ وجهَها بخَزٍّ وجاءت
نَقَّبتْ وجهَها بخَزٍّ وجاءت / بمُدامٍ مَنَقَّبٍ بزجاج
فتَوهّمتُ في النَّقابين منها / قمراً طالعاً وضَوْءَ سِراج
فاسِقياني بلا مِزاجٍ فإني / للمعالي صِرْفاً بغير مِزَاج
وانظر الأُفق كيف قلّده الإصْ / باحُ من بعد آبنُوسٍ بعاج
ربَّ ليلٍ مُسْتَطابٍ
ربَّ ليلٍ مُسْتَطابٍ / بات بالبدر مُتَوَّجْ
بتُّ أسْقَى الرّاحَ فيه / مِن يَدَيْ أحوَرَ أبلَج
مَرِضَتْ عيناه حتى / أَمْرَضَتْ صبري فأنْهَج
كلما أَودعتُ لَثْمي / صَحْنَ خدِّيه تَضرَّج
ونجومُ الليل تَحْكي / لؤلؤاً فوق بَنَفْسَج
خليليّ قد ولَّى الظلامُ وهَمْلَجا
خليليّ قد ولَّى الظلامُ وهَمْلَجا / وقد كاد وجهُ الصُّبح أن يتبلّجا
فقوما إلى ساقِيكما فاهتِفا به / ولا تَفْتحا باباً من الهمِّ مُرْتَجا
ودونكماها قهوةً بابليّةً / إذا ما فصيح عبّ فيها تلجلجا
على نرجس غَض يُلاحظ سَوْسناً / آسٍ ربِيعيّ يُناجي بَنَفْسَجا
وقاذفةٍ بالماء في وَسْط بِركةٍ / قد التحفتْ وَحفاً من الشعْر سَجْسَجا
إذا قذَفت بالماء سلّته مُنْصُلاً / وعاد عليها ذلك النَّصْل هَوْدَجا
كأنّ عيون العاشقين تُعِيرُها / من الدّمع سَجْلاً صافياً لا مُضَرَّجا
تخالُ بروزَ الماء من جَفْن عيْنها / قضيبَ لُجيْن سُلَّ منه مُدَمْلَجا
تُحاول إدارك النّجوم بقَذْفه / كأنّ قلباً على الأفْق مُحْرَجا
لدى روضةٍ جاد السَّحابُ ربوعَها / وزَخْرفَها دون الرياض ودبَّجا
كأنّ غصون الأقْحوان زُمُرُّدٌ / تَعمَّم بالكافور ثم تَتَوَّجا
ونُوَّار نَسْرينٍ كأنّ نسيمَه / من المسك في أُفق السماء تأرّجا
فيا ساقِيَيَّ استعجلا لِي وصَرِّفا / عُقَارَكما إن شِئْتماه أو امْزُجا
ولا تَحمِلا هَمَّ الزمان فإنّه / إذا اشتد ضِيقُ الحادثاتِ تَفرَّجا
دعاني ونَدْماني وكأسي ومِزْهري / فحسبيّ بالمعشوق رَبْعاً ومَنْهجا
كأنّ ثَراه كلّما صافَح النَّدى / وهزّ نسيمُ الرِّيح ألويةَ الدُّجى
بقايا الغوالي في نحور نواهِدٍ / يُنازِلن باللَّحظ الكميّ المدجّجا
سأطلب حقّي إن قضى اللهُ لي به / وأفتح منه كلَّ ما كان مُرْتَجا
فلستُ إن عاقرتُ كأسي بسالكٍ / من الأمر فيها كلَّ ما كان أسْمَجا
ولا مُشْتَرٍ بالمجد مُسْتَحْسَن الصّبا / ولا مُشْتَرٍ طُرْق المهالك بالنَّجا
ولكنّني مُوْفٍ لنفسي حقوقَها / ورْائضُها فيما استوى وتعوَّجا
كأنّ البركة الغَنَّا إذا ما
كأنّ البركة الغَنَّا إذا ما / غدَتْ بالماء مفعمةً تموجُ
وقد لاح الضُّحى مِرآةُ فَيْن / قد انصقلَت ومَقْبِضُها الخليجُ
تُرى قمرَ الدّجى قمراً حدَاه / طلوعاً ما له فيها بُروج
فلا تَعْصِ الصِّبا في لُبْس لَهْو / فإنّ الدهر ذو شَغَبٍ لجوجُ
يا شَأْمُ شؤمُك عادي
يا شَأْمُ شؤمُك عادي / بيني وبين الخليجِ
فنحن منك ومنه / في كلّ أَمْرٍ مَرِيج
خَلّفتُه ظاهر الحس / ن موْنِق التَبريج
كأنّه حُللَ البي / ت في عيون الحَجِيج
فكم بتلك المغاني / من كلّ زوج بَهيج
صبراً فمن ضيق حالي / يَئُول للتَّفْريج