المجموع : 8
ذَكَرْتُ بَلْجاءَ بالإصباحِ مُنبلِجا
ذَكَرْتُ بَلْجاءَ بالإصباحِ مُنبلِجا / وَقَدْ تنفّس عنْ أنفاسِهَا أرَجا
وَما نَسِيتُ بإهزاجِ الحمامِ ضُحىً / جرْس الحُليّ وَلا وسواسَهُ الهَزِجا
غَداةَ زارَتْ وَللخَلْخالِ من خَرَسٍ / ما للوشاحِ من الإفْصاحِ مُعْتَلِجا
نَجْديّة أتْهَمت تَقْضي مَناسِكَها / فَلم تدَعْ يَوْمَ طافَتْ للحَجيجِ حِجَى
وَضّاحَةٌ بَلَجاً نَفّاحةٌ أرجا / حَسّانةٌ فَلَجاً فتّانَةٌ دَعَجا
تَفوتُ كُلّ فَتَاةٍ في محَاسِنِها / بِما تفُتُّ بهِ الأرْوَاح والمُهجَا
فالخصْرُ يُنْهضُها ظَمآنَ مُندمِجاً / والرِّدف يُنْبِضُها رَيَّانَ مُنْتَفجا
ضِدٌّ لِغُرّتِها بادٍ بطُرّتِها / للّهِ رَأْدُ الضُّحى يَغْشاهُ جُنحُ دُجى
كَلفْتُ لِلْحُسنِ فيها بِالغرامِ فَما / قَرّ المَلام عَلى سَمعِي ولا وَلَجا
قَد عَلّمَتني الغَواني أن أدينَ لَها / ولَيسَ يجْهدُ عوُدٌ يحملُ الغُنُجا
حُبّي صُرَاحٌ فلا أبْلَلْتُ منْ دَنَفٍ / إنْ شِيبَ يوماً بِسُلْوان وَإن مُزِجا
هَذي التّباريحُ لَم تَبرَح محرّمَةً / عِلاج ما شَفّني مِنها وَما لَعَجا
لاَ أرْتَضي غَدْر ساجِي الطَرْف غَادَرَني / أَرْعَى النجومَ إذَا الليْلُ البَهيم سَجَا
حَمَى القَرارَ فُؤادِي وَالكَرَى بَصرِي / وأزعَجَتْه دَواعي البَيْنِ فانزَعَجا
طَفِقْتُ ألهج فيه بالنسيبِ وإن / عَهِدْته باجتِنابي مُولَعاً لَهِجا
كأنّه الزّمنُ العَادِي عَلى أدَبي / يَسومُني الصّبرَ فيما شَجّني وَشَجا
إذَا اسْتَرحتُ إليهِ زادَني وَصَبا / كأنّ ذاك على مِنوالِ ذَا نُسِجا
يا شِدّةُ اليأسِ إن يُئِّست فيك فَقَد / أضحَى رَجاءَ وَلِيِّ العهد لي فرَجا
سَلِيلُ يَحيى بنُ عبدِ الواحِدِ بنِ أبي / حَفص بن يَحيى فَيا للسؤْدَدِ اتشَجا
مَلْكٌ تَبَحْبَحَ في العَلياءِ مُقْتَفِياً / مَا سَنَّ آباؤه فيها ومُنْتَهجا
بيْنَ السماحِ وبَينَ البأسِ مُنقَسمٌ / فالعَالَمونَ عَلى خَوْفٍ لَهُ وَرَجا
سِرُّ المَكَارِم يَبْدو في أسِرّتِه / وعادَة الشمسِ ألا تَعدُو الوَهَجا
يَأبى وأسْعدهُ عَنْهُ مُقَاتِلَةٌ / أن يخلعَ الدِّرعَ حتَّى يلْبسَ الرَّهَجا
لا يَحْسبُ الحرْبَ إلا رَوْضَةً أُنُفا / ماجَتْ دِماءُ الأَعادِي وسطَها خُلُجا
كالمُشتَري أسعُداً لكِن مَكانَتُهُ / فَاتَتْ مَدى زُحَل يا شَدّ ما عَرَجا
مُدّتْ عَن البَحرِ من يُمناهُ قاذِفَةٌ / بِكُلِّ عارِفَةٍ جُسْمَى وَلا حرَجا
حَسبُ الخِلافَةِ تَفْويضٌ لذِي حَسب / مُؤَثّلٍ سَبقَ الأحْقَابَ والحِجَجَا
مُخاصِماً عَنه بِالبيضِ الحِدادِ وَمَنْ / يَخصِمْ بِألسُنِها في لُجة فَلَجا
عَليهِ أن يُثلجَ الدّينُ الحَنيفُ بهِ / قَلبا وَلولا صليُّ الحربِ ما ثَلِجا
هادٍ لِقَصْدِ أبيهِ المُرْتَضى عَلَماً / لِجَبر ما انهاضَ أو إِصْلاح ما مَرِجا
للّهِ مَشْرُوعُ آثارٍ تَقَبّلَهَا / هُداهُ فاعْتدها أهلُ الهُدى حُجَجا
مُطَهّراً من بينِهِ كُلَّ مَن طَهُرتْ / أعْرَاقُه وَتَرقّتْ في العُلى دَرَجا
يَمْشي لإعْذارِهِ ثَبْتاً وخاتِنُهُ / يَظَلُّ مُرْتَعِشاً بالذُّعرِ مرْتَعِجا
كأنَّما اعتادَ صَبْراً لِلكُلوم فَلَمْ / يَجْزَع لأحْلامِ آسِيهِ وَلا نَشَجا
يَحْلُو بأفْواهِهم إيلامُهُم كَرَماً / وَقَد يَمُرُّ لِسِرّ فيهمُ انبَلَجا
مُفَهّمونَ مِن الحُسنى عَواقِبهَا / فَما يَزيغونَ عَن مِنهاجِها عِوجا
وَكَمْ تَمامٍ يَكُونُ النقْصُ أَوَّله / قَطُّ الذُّبالِ يُوَفّي ضَوْؤُهُ السرُجا
خِفْ من نَداهُم إذا قَبّلت أنمُلَهُم / فَربَّما زَخَرَتْ أيْمانُهُم لُجَجَا
وَلا يُؤَمِّنكَ من إقدامِهِم صِغَرٌ / فالسقطُ مِن شَأنِهِ أن يُحرِقَ الحَرَجا
هُمُ المُلوكُ وَأَبناءُ المُلوكِ فَلا / زالَ الزّمانُ بهِم يزدانُ مُبْتَهِجا
أحْسِنُوا العَطْفَ عَلَيها مُهَجَا
أحْسِنُوا العَطْفَ عَلَيها مُهَجَا / وَجَدَ الحُبُّ إلَيها مَنْهَجا
واحْفَظوها مِن ظُبَى ألْحَاظِكم / حِفْظَكُم ذَاك اللّمى والفَلَجَا
أقَدِرْتُم فَظَلَمْتُم مَنْ رَنَا / دُونَ جُرْم وحَرَمْتُم مَنْ رَجا
مَا عَلَيْكُم لو أطَعْتُم جُودَكُم / وَفَرَجْتُم مَا بِنَا فَانْفَرجا
هَكذا تَصدِمُنا غِزْلانُكُمْ / صَدْمَةَ الأوْسِ أخَاها الخَزْرَجا
زَمن البَيْنُ لأنّ البَيْن لَمْ / يُبْقِ مِنْ أزْمانِنَا مَا يُرْتَجَى
كَيْفَ بِالمَنْجى وأشْراكُ الهَوى / قَلّ مَنْ أَفْلَتَ مِنْها وَنَجا
قد لَقِينا شِدّةً مِنْ هَجْرِكُم / فَابْعَثوا الوَصْل إلَيْنا فَرَجا
نَفِّسُوا عَنها نُفوساً عَثَرَتْ / بِالْمَنايا كحلاً أو بلجا
وَاصْدُقُوا العَزْمَةَ في تكذيبِهِمْ / عُذّلاً يَبْغونَ مِنْكُمْ عِوَجا
زَعَموا أنّا رَأَيْنا رَأيَ مَنْ / عاجَ عَن سَمْتِ الهَوى أوْ عَرّجا
وَخَلَعْنا من لباسِ الحُبّ ما / قَطع الحُسْنَ لَنا أَو نَسَجا
وَنَزلنا عَن مَعاريجِ الصّبا / مذ نَزَلْتُم ذلكَ المُنْعَرَجا
لا وأنْفاس لِنُعْمى جَعَلت / مَزْحَفَاً رَوْضَ الرُّبى أو مَدْرَجا
وَرِسالاتِ هَوىً جاءَتْ بِها / فَأفَادَت كُلّ قَلْبٍ ثَلَجا
ما نَفضْنَا بالتصابي راحَةً / قَد شدَدْناها عَلَيها مُهجا
لا ولا اسْتَدرَجنا اليأسُ إلى / سَلْوَةٍ غَرّ بِها مُسْتَدْرجا
ولئِن أنْكَرتُمُ ما نَدّعي / فاسْأَلوا عنّا الحَمامَ الهَزِجا
هلْ بَكَى إلا بَكَيْنَا مَعَه / وَسَلَكنا في الأَسَى ما نَهَجا
لَم يَكُن للنَّومِ في أَحداقِنا / دونَ إذنٍ مِنكُم أَن يلِجا
هَذِهِ أبصارُنا شاخِصَةٌ / نَحوَكُم تَبكِي زَماناً دَرَجا
عَجَباً مِنْكُم أَصَخْتُم دُونَنا / لِدَعاوي الخَصْمِ حتَّى فَلَجَا
ومَزَجْتُم بالقِلى ودكُم / وحَمَيْنَا ودّنا أنْ يُمْزَجا
وَلَقَدْ رُمْنا رِضاكُم حِقَباً / وَتَحَمّلنا أذاكُمْ حِجَجا
ودَعَوْنا عَطْفَكُم مِن كَثبٍ / فَقَرَعْنا مِنهُ بَاباً مُرْتَجا
آه للآسادِ آساد الشّرى / مِنْ نِعاجٍ ثاوِياتٍ مَنْعِجا
وظِباءٍ لاعباتٍ بالنهى / سانِحاتٍ بَيْنَ سَلَمى وَأجا
كالدُّمى غَيْرَ دَلال رُبَّما / رَقَّ مَعْنًى فاسْتَرَقَّ المُهَجا
وَفُروعٍ أرسَلوها ظُلَما / وَخُدودٍ أطلَعُوها سُرُجا
وَأَماليدَ كخِيطان القَنَا / مِن قُدودٍ نَصَلوها الدَّعَجا
يا شُموسَ اليَوْم كَمْ نَرْعَى بكُم / أنْجُمَ الليلِ إذا الليلُ سَجا
انظُرونا نَقْتَبِس من نورِكُم / وَادرَؤوا عَنّا شَجىً قَدْ وَشَجا
إنّمَا أنْتُم رَيَاحِينٌ لَنَا / تَنْثَنِي لِيناً وَتَذْكُو أَرَجا
فَأبيحُونا أفَانينَ المُنَى / نَهَراً حُلْواً وَظِلاً سَجْسَجا
أيها العذّال في أدمُعِنا / حَدّثوا عَن بحْرِها لا حَرَجا
واحْكُمُوا إنّ البُكَا لَجّ بِنا / فَعَبَرْنا عَبْرَتَيْهِ لُجَجَا
ما لِقَلبي لا يَجوز المُنْحَنَى / خَطْفَة لِلْبَرْقِ إلا اخْتَلَجا
أبَتِ الفَوْزَ عَلَيْهِ فَازةٌ / هَيّجَ الوَجْدُ بِها مَا هَيّجا
قَسَمَتْهُ بَيْنَ يَأْس وَمُنىً / فَغَدا مُكْتَئِباً مُبْتَهِجا
إنّ في الهَوْدَجِ حَمْراءَ الحُلى / مِنْ بناتِ الحَيّ تُصْبِي الهَوْدَجا
حُمِّلَتْ فِتْنَةَ مَنْ يَرْمقُها / مِبْسَماً عَذْباً وَخَصراً مُدْمَجا
مَزَجَ الحُسْن بكافورِ الضُّحى / في أعالي قدّها مِسْكَ الدُّجى
إنْ تَثَنَّت فَقَضيباً أمْلَداً / أو تَجَلّت فَصَبَاحاً أبْلَجا
لَمْ يَزِنْ دمْلجُها مِعْصَمَها / ذَلِكَ المِعْصمُ زان الدّمْلُجَا
يَا لَقَوْمٍ ضُرِّجوا في ضَارج / بالعُيونِ النجْلِ فِيمَن ضُرِّجا
ثُمّ لا يَنهاهُمُ عن مِثْلِها / وازِعُ الشّيب ولا ناهي الحِجا
لَوْ ترانا بالهَوى نَشكو الجَوى / والمَطايا تَحتَنا تَشْكو الوَجا
ذَهَبَتْ نفْسُك واللّهِ عَلى / مَا لَقِينا حسَرَاتٍ وَشَجى
مَنْ لي بِصَبْرِ خَليٍّ والفُؤادُ شَج
مَنْ لي بِصَبْرِ خَليٍّ والفُؤادُ شَج / شَوْقاً إلى البَلَجِ الفَتّانِ وَالفَلَج
يا رَبَّةَ القلب كَيف القَلْب كَيف به / مع المُخيفَيْنِ منك الدّل والغَنَج
كأنّما رُكّبَتْ عَيْنَاكِ في ظُبَتَي / أمْضى السُيوف بِرَسمِ الفَتكِ بالمُهَج
أقولُ للنّوْمِ والسُّمَّار قَد هَجعوا / وَلي تَمَلْمُل عانِي القَلب مُنزَعج
للسُّهْدِ فوْقَ جُفوني لا يُفارِقُها / مُراقِبٌ فَإن اسْطَعْتَ الوُلوج لِجِ
وصَفْرَاءَ في لون المُحبّ وحالِه
وصَفْرَاءَ في لون المُحبّ وحالِه / تقوم بأُنْس النّفس في وَحشة الدُّجى
إذا اضْطرَمتْ نيرانُها انهَلّ دمْعها / فلا فَرْقَ إلا أنّها تَحْمَد الشّجا
نُعَذِّبها عَمْداً لِتُنعم أنْفُساً / ورُبّ نَعيمٍ من عذابٍ تَنَتّجا
أضَرّتْ بِها شَمسُ الضُحى ضَرّةً لها / فأطفأَها الإصْباحُ حِينَ تبلّجا
شاقَ من رَوْض الأماني أرَجُه
شاقَ من رَوْض الأماني أرَجُه / ولأمْر ما شَجاني مَدْرَجُهْ
خُيِّلت لي أنها تَصدقُني / وخيالاتُ الفَتى تَسْتَدْرِجُهْ
فإذا أكْذَبُ شْيء فجرُها / ولَقد غرّ الحِجا مُنْبَلِجُهْ
يا شَقيقَ النفسِ أوصيك وإنْ / شَقّ في الإخْلاصِ مَا تَنْتهِجُهْ
لا تَبِتْ في كَمَدٍ من كَبَد / رُبّ ضِيقٍ عادَ رَحْباً حرجُهْ
وبِلُطف اللّهِ أصْبِحْ واثِقاً / كُلُّ كَرْبٍ فَعَلَيْه فَرَجُهْ
نَضَوْتُ سَحابةً غَطّتْ نُجوماً
نَضَوْتُ سَحابةً غَطّتْ نُجوماً / تَلألأ في سَمَاء من زُجاجِ
لها عَرْفٌ وعَرْف الشُّهْب ألا / يَكونُ لَها سوى صَدْع الدياجي
أُحاكي المُنْتَشي طرَباً وَعُجْباً / بمَطلعِها وَأفْحِمُ مَنْ أُحاجِي
وَيَرتاحُ لِلروحاء قَلبِي وَفَجها
وَيَرتاحُ لِلروحاء قَلبِي وَفَجها / إِذا سَلَكَت شِعْباً ركابِيَ أَو فَجّا
من نطفةٍ خلق الفتى أمشاجِ
من نطفةٍ خلق الفتى أمشاجِ / أفلا تيقّظ خيفةَ استدراج
ذلٌّ وذلّ صاحباه إلى الثّرى / فعلام يشفَعَ نخوَةً بلجاجِ
كيف النجاةُ وقد ركبنا غرّةً / أثباجَ بحرٍ للهوى عجّاجِ
وتصرّمَت في الموبقات حياتُنا / ما بين إلجامٍ إلى إسراج
الجدّ يا ربّ الفكاهة قبل أن / يلفى جديد العمر ذا إنهاجِ
وعليك يا هاذا بمنهاج التقى / فكفى به للفوزِ من منهاج
لا تركنَنّ إلى الغرور فكم عل / ت قدم الفقير جبينَ ربّ التاج
وتوَخّ أبواب الإنابة قارعاً / من قبل إفضاءِ إلى الإرتاجِ