القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 8
ذَكَرْتُ بَلْجاءَ بالإصباحِ مُنبلِجا
ذَكَرْتُ بَلْجاءَ بالإصباحِ مُنبلِجا / وَقَدْ تنفّس عنْ أنفاسِهَا أرَجا
وَما نَسِيتُ بإهزاجِ الحمامِ ضُحىً / جرْس الحُليّ وَلا وسواسَهُ الهَزِجا
غَداةَ زارَتْ وَللخَلْخالِ من خَرَسٍ / ما للوشاحِ من الإفْصاحِ مُعْتَلِجا
نَجْديّة أتْهَمت تَقْضي مَناسِكَها / فَلم تدَعْ يَوْمَ طافَتْ للحَجيجِ حِجَى
وَضّاحَةٌ بَلَجاً نَفّاحةٌ أرجا / حَسّانةٌ فَلَجاً فتّانَةٌ دَعَجا
تَفوتُ كُلّ فَتَاةٍ في محَاسِنِها / بِما تفُتُّ بهِ الأرْوَاح والمُهجَا
فالخصْرُ يُنْهضُها ظَمآنَ مُندمِجاً / والرِّدف يُنْبِضُها رَيَّانَ مُنْتَفجا
ضِدٌّ لِغُرّتِها بادٍ بطُرّتِها / للّهِ رَأْدُ الضُّحى يَغْشاهُ جُنحُ دُجى
كَلفْتُ لِلْحُسنِ فيها بِالغرامِ فَما / قَرّ المَلام عَلى سَمعِي ولا وَلَجا
قَد عَلّمَتني الغَواني أن أدينَ لَها / ولَيسَ يجْهدُ عوُدٌ يحملُ الغُنُجا
حُبّي صُرَاحٌ فلا أبْلَلْتُ منْ دَنَفٍ / إنْ شِيبَ يوماً بِسُلْوان وَإن مُزِجا
هَذي التّباريحُ لَم تَبرَح محرّمَةً / عِلاج ما شَفّني مِنها وَما لَعَجا
لاَ أرْتَضي غَدْر ساجِي الطَرْف غَادَرَني / أَرْعَى النجومَ إذَا الليْلُ البَهيم سَجَا
حَمَى القَرارَ فُؤادِي وَالكَرَى بَصرِي / وأزعَجَتْه دَواعي البَيْنِ فانزَعَجا
طَفِقْتُ ألهج فيه بالنسيبِ وإن / عَهِدْته باجتِنابي مُولَعاً لَهِجا
كأنّه الزّمنُ العَادِي عَلى أدَبي / يَسومُني الصّبرَ فيما شَجّني وَشَجا
إذَا اسْتَرحتُ إليهِ زادَني وَصَبا / كأنّ ذاك على مِنوالِ ذَا نُسِجا
يا شِدّةُ اليأسِ إن يُئِّست فيك فَقَد / أضحَى رَجاءَ وَلِيِّ العهد لي فرَجا
سَلِيلُ يَحيى بنُ عبدِ الواحِدِ بنِ أبي / حَفص بن يَحيى فَيا للسؤْدَدِ اتشَجا
مَلْكٌ تَبَحْبَحَ في العَلياءِ مُقْتَفِياً / مَا سَنَّ آباؤه فيها ومُنْتَهجا
بيْنَ السماحِ وبَينَ البأسِ مُنقَسمٌ / فالعَالَمونَ عَلى خَوْفٍ لَهُ وَرَجا
سِرُّ المَكَارِم يَبْدو في أسِرّتِه / وعادَة الشمسِ ألا تَعدُو الوَهَجا
يَأبى وأسْعدهُ عَنْهُ مُقَاتِلَةٌ / أن يخلعَ الدِّرعَ حتَّى يلْبسَ الرَّهَجا
لا يَحْسبُ الحرْبَ إلا رَوْضَةً أُنُفا / ماجَتْ دِماءُ الأَعادِي وسطَها خُلُجا
كالمُشتَري أسعُداً لكِن مَكانَتُهُ / فَاتَتْ مَدى زُحَل يا شَدّ ما عَرَجا
مُدّتْ عَن البَحرِ من يُمناهُ قاذِفَةٌ / بِكُلِّ عارِفَةٍ جُسْمَى وَلا حرَجا
حَسبُ الخِلافَةِ تَفْويضٌ لذِي حَسب / مُؤَثّلٍ سَبقَ الأحْقَابَ والحِجَجَا
مُخاصِماً عَنه بِالبيضِ الحِدادِ وَمَنْ / يَخصِمْ بِألسُنِها في لُجة فَلَجا
عَليهِ أن يُثلجَ الدّينُ الحَنيفُ بهِ / قَلبا وَلولا صليُّ الحربِ ما ثَلِجا
هادٍ لِقَصْدِ أبيهِ المُرْتَضى عَلَماً / لِجَبر ما انهاضَ أو إِصْلاح ما مَرِجا
للّهِ مَشْرُوعُ آثارٍ تَقَبّلَهَا / هُداهُ فاعْتدها أهلُ الهُدى حُجَجا
مُطَهّراً من بينِهِ كُلَّ مَن طَهُرتْ / أعْرَاقُه وَتَرقّتْ في العُلى دَرَجا
يَمْشي لإعْذارِهِ ثَبْتاً وخاتِنُهُ / يَظَلُّ مُرْتَعِشاً بالذُّعرِ مرْتَعِجا
كأنَّما اعتادَ صَبْراً لِلكُلوم فَلَمْ / يَجْزَع لأحْلامِ آسِيهِ وَلا نَشَجا
يَحْلُو بأفْواهِهم إيلامُهُم كَرَماً / وَقَد يَمُرُّ لِسِرّ فيهمُ انبَلَجا
مُفَهّمونَ مِن الحُسنى عَواقِبهَا / فَما يَزيغونَ عَن مِنهاجِها عِوجا
وَكَمْ تَمامٍ يَكُونُ النقْصُ أَوَّله / قَطُّ الذُّبالِ يُوَفّي ضَوْؤُهُ السرُجا
خِفْ من نَداهُم إذا قَبّلت أنمُلَهُم / فَربَّما زَخَرَتْ أيْمانُهُم لُجَجَا
وَلا يُؤَمِّنكَ من إقدامِهِم صِغَرٌ / فالسقطُ مِن شَأنِهِ أن يُحرِقَ الحَرَجا
هُمُ المُلوكُ وَأَبناءُ المُلوكِ فَلا / زالَ الزّمانُ بهِم يزدانُ مُبْتَهِجا
أحْسِنُوا العَطْفَ عَلَيها مُهَجَا
أحْسِنُوا العَطْفَ عَلَيها مُهَجَا / وَجَدَ الحُبُّ إلَيها مَنْهَجا
واحْفَظوها مِن ظُبَى ألْحَاظِكم / حِفْظَكُم ذَاك اللّمى والفَلَجَا
أقَدِرْتُم فَظَلَمْتُم مَنْ رَنَا / دُونَ جُرْم وحَرَمْتُم مَنْ رَجا
مَا عَلَيْكُم لو أطَعْتُم جُودَكُم / وَفَرَجْتُم مَا بِنَا فَانْفَرجا
هَكذا تَصدِمُنا غِزْلانُكُمْ / صَدْمَةَ الأوْسِ أخَاها الخَزْرَجا
زَمن البَيْنُ لأنّ البَيْن لَمْ / يُبْقِ مِنْ أزْمانِنَا مَا يُرْتَجَى
كَيْفَ بِالمَنْجى وأشْراكُ الهَوى / قَلّ مَنْ أَفْلَتَ مِنْها وَنَجا
قد لَقِينا شِدّةً مِنْ هَجْرِكُم / فَابْعَثوا الوَصْل إلَيْنا فَرَجا
نَفِّسُوا عَنها نُفوساً عَثَرَتْ / بِالْمَنايا كحلاً أو بلجا
وَاصْدُقُوا العَزْمَةَ في تكذيبِهِمْ / عُذّلاً يَبْغونَ مِنْكُمْ عِوَجا
زَعَموا أنّا رَأَيْنا رَأيَ مَنْ / عاجَ عَن سَمْتِ الهَوى أوْ عَرّجا
وَخَلَعْنا من لباسِ الحُبّ ما / قَطع الحُسْنَ لَنا أَو نَسَجا
وَنَزلنا عَن مَعاريجِ الصّبا / مذ نَزَلْتُم ذلكَ المُنْعَرَجا
لا وأنْفاس لِنُعْمى جَعَلت / مَزْحَفَاً رَوْضَ الرُّبى أو مَدْرَجا
وَرِسالاتِ هَوىً جاءَتْ بِها / فَأفَادَت كُلّ قَلْبٍ ثَلَجا
ما نَفضْنَا بالتصابي راحَةً / قَد شدَدْناها عَلَيها مُهجا
لا ولا اسْتَدرَجنا اليأسُ إلى / سَلْوَةٍ غَرّ بِها مُسْتَدْرجا
ولئِن أنْكَرتُمُ ما نَدّعي / فاسْأَلوا عنّا الحَمامَ الهَزِجا
هلْ بَكَى إلا بَكَيْنَا مَعَه / وَسَلَكنا في الأَسَى ما نَهَجا
لَم يَكُن للنَّومِ في أَحداقِنا / دونَ إذنٍ مِنكُم أَن يلِجا
هَذِهِ أبصارُنا شاخِصَةٌ / نَحوَكُم تَبكِي زَماناً دَرَجا
عَجَباً مِنْكُم أَصَخْتُم دُونَنا / لِدَعاوي الخَصْمِ حتَّى فَلَجَا
ومَزَجْتُم بالقِلى ودكُم / وحَمَيْنَا ودّنا أنْ يُمْزَجا
وَلَقَدْ رُمْنا رِضاكُم حِقَباً / وَتَحَمّلنا أذاكُمْ حِجَجا
ودَعَوْنا عَطْفَكُم مِن كَثبٍ / فَقَرَعْنا مِنهُ بَاباً مُرْتَجا
آه للآسادِ آساد الشّرى / مِنْ نِعاجٍ ثاوِياتٍ مَنْعِجا
وظِباءٍ لاعباتٍ بالنهى / سانِحاتٍ بَيْنَ سَلَمى وَأجا
كالدُّمى غَيْرَ دَلال رُبَّما / رَقَّ مَعْنًى فاسْتَرَقَّ المُهَجا
وَفُروعٍ أرسَلوها ظُلَما / وَخُدودٍ أطلَعُوها سُرُجا
وَأَماليدَ كخِيطان القَنَا / مِن قُدودٍ نَصَلوها الدَّعَجا
يا شُموسَ اليَوْم كَمْ نَرْعَى بكُم / أنْجُمَ الليلِ إذا الليلُ سَجا
انظُرونا نَقْتَبِس من نورِكُم / وَادرَؤوا عَنّا شَجىً قَدْ وَشَجا
إنّمَا أنْتُم رَيَاحِينٌ لَنَا / تَنْثَنِي لِيناً وَتَذْكُو أَرَجا
فَأبيحُونا أفَانينَ المُنَى / نَهَراً حُلْواً وَظِلاً سَجْسَجا
أيها العذّال في أدمُعِنا / حَدّثوا عَن بحْرِها لا حَرَجا
واحْكُمُوا إنّ البُكَا لَجّ بِنا / فَعَبَرْنا عَبْرَتَيْهِ لُجَجَا
ما لِقَلبي لا يَجوز المُنْحَنَى / خَطْفَة لِلْبَرْقِ إلا اخْتَلَجا
أبَتِ الفَوْزَ عَلَيْهِ فَازةٌ / هَيّجَ الوَجْدُ بِها مَا هَيّجا
قَسَمَتْهُ بَيْنَ يَأْس وَمُنىً / فَغَدا مُكْتَئِباً مُبْتَهِجا
إنّ في الهَوْدَجِ حَمْراءَ الحُلى / مِنْ بناتِ الحَيّ تُصْبِي الهَوْدَجا
حُمِّلَتْ فِتْنَةَ مَنْ يَرْمقُها / مِبْسَماً عَذْباً وَخَصراً مُدْمَجا
مَزَجَ الحُسْن بكافورِ الضُّحى / في أعالي قدّها مِسْكَ الدُّجى
إنْ تَثَنَّت فَقَضيباً أمْلَداً / أو تَجَلّت فَصَبَاحاً أبْلَجا
لَمْ يَزِنْ دمْلجُها مِعْصَمَها / ذَلِكَ المِعْصمُ زان الدّمْلُجَا
يَا لَقَوْمٍ ضُرِّجوا في ضَارج / بالعُيونِ النجْلِ فِيمَن ضُرِّجا
ثُمّ لا يَنهاهُمُ عن مِثْلِها / وازِعُ الشّيب ولا ناهي الحِجا
لَوْ ترانا بالهَوى نَشكو الجَوى / والمَطايا تَحتَنا تَشْكو الوَجا
ذَهَبَتْ نفْسُك واللّهِ عَلى / مَا لَقِينا حسَرَاتٍ وَشَجى
مَنْ لي بِصَبْرِ خَليٍّ والفُؤادُ شَج
مَنْ لي بِصَبْرِ خَليٍّ والفُؤادُ شَج / شَوْقاً إلى البَلَجِ الفَتّانِ وَالفَلَج
يا رَبَّةَ القلب كَيف القَلْب كَيف به / مع المُخيفَيْنِ منك الدّل والغَنَج
كأنّما رُكّبَتْ عَيْنَاكِ في ظُبَتَي / أمْضى السُيوف بِرَسمِ الفَتكِ بالمُهَج
أقولُ للنّوْمِ والسُّمَّار قَد هَجعوا / وَلي تَمَلْمُل عانِي القَلب مُنزَعج
للسُّهْدِ فوْقَ جُفوني لا يُفارِقُها / مُراقِبٌ فَإن اسْطَعْتَ الوُلوج لِجِ
وصَفْرَاءَ في لون المُحبّ وحالِه
وصَفْرَاءَ في لون المُحبّ وحالِه / تقوم بأُنْس النّفس في وَحشة الدُّجى
إذا اضْطرَمتْ نيرانُها انهَلّ دمْعها / فلا فَرْقَ إلا أنّها تَحْمَد الشّجا
نُعَذِّبها عَمْداً لِتُنعم أنْفُساً / ورُبّ نَعيمٍ من عذابٍ تَنَتّجا
أضَرّتْ بِها شَمسُ الضُحى ضَرّةً لها / فأطفأَها الإصْباحُ حِينَ تبلّجا
شاقَ من رَوْض الأماني أرَجُه
شاقَ من رَوْض الأماني أرَجُه / ولأمْر ما شَجاني مَدْرَجُهْ
خُيِّلت لي أنها تَصدقُني / وخيالاتُ الفَتى تَسْتَدْرِجُهْ
فإذا أكْذَبُ شْيء فجرُها / ولَقد غرّ الحِجا مُنْبَلِجُهْ
يا شَقيقَ النفسِ أوصيك وإنْ / شَقّ في الإخْلاصِ مَا تَنْتهِجُهْ
لا تَبِتْ في كَمَدٍ من كَبَد / رُبّ ضِيقٍ عادَ رَحْباً حرجُهْ
وبِلُطف اللّهِ أصْبِحْ واثِقاً / كُلُّ كَرْبٍ فَعَلَيْه فَرَجُهْ
نَضَوْتُ سَحابةً غَطّتْ نُجوماً
نَضَوْتُ سَحابةً غَطّتْ نُجوماً / تَلألأ في سَمَاء من زُجاجِ
لها عَرْفٌ وعَرْف الشُّهْب ألا / يَكونُ لَها سوى صَدْع الدياجي
أُحاكي المُنْتَشي طرَباً وَعُجْباً / بمَطلعِها وَأفْحِمُ مَنْ أُحاجِي
وَيَرتاحُ لِلروحاء قَلبِي وَفَجها
وَيَرتاحُ لِلروحاء قَلبِي وَفَجها / إِذا سَلَكَت شِعْباً ركابِيَ أَو فَجّا
من نطفةٍ خلق الفتى أمشاجِ
من نطفةٍ خلق الفتى أمشاجِ / أفلا تيقّظ خيفةَ استدراج
ذلٌّ وذلّ صاحباه إلى الثّرى / فعلام يشفَعَ نخوَةً بلجاجِ
كيف النجاةُ وقد ركبنا غرّةً / أثباجَ بحرٍ للهوى عجّاجِ
وتصرّمَت في الموبقات حياتُنا / ما بين إلجامٍ إلى إسراج
الجدّ يا ربّ الفكاهة قبل أن / يلفى جديد العمر ذا إنهاجِ
وعليك يا هاذا بمنهاج التقى / فكفى به للفوزِ من منهاج
لا تركنَنّ إلى الغرور فكم عل / ت قدم الفقير جبينَ ربّ التاج
وتوَخّ أبواب الإنابة قارعاً / من قبل إفضاءِ إلى الإرتاجِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025