القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو هِلال العسكريّ الكل
المجموع : 12
قُم بِنا نُذعِرُ الهُمومَ بِكَأسٍ
قُم بِنا نُذعِرُ الهُمومَ بِكَأسٍ / وَالثُرَيّا لِمَفرِقِ اللَيلِ تاجُ
وَقَدِ اِنجَرَّتِ المَجَرَّةُ فيهِ / كَسَبيبٍ يَمُدُّهُ نَسّاجُ
وَذي غَنَجٍ يَأوي إِلى فَرعِهِ الدُجى
وَذي غَنَجٍ يَأوي إِلى فَرعِهِ الدُجى / وَلَكِنَّها عَن وَجهِهِ تَتَفَرَّجُ
فَفيهِ ظَلامٌ بِالصَباحِ مُعَمَّمٌ / وَفيهِ صَباحٌ بِالظَلامِ مُتَوَّجُ
يَروقُ سُلَيمى مِنكَ جَعدٌ مُسَلسَلٌ / وَيُسليكَ مِنها أَقحَوانٌ مُفَلَّجُ
وَفَرعُكَ مِن صَبغِ الشَبابِ مُمَسَّكٌ / وَخَدُّكَ مِن ماءِ الجَمالِ مُضَرَّجُ
وَوَجهُكَ مِثلُ الرَوضِ يَغسِلُهُ الحَيا / تُمَشِّطُهُ أَيدي الرِياحِ فَيَبهَجُ
قَوامٌ كَما شاءَ المَشيبُ مُعَوَّجُ
قَوامٌ كَما شاءَ المَشيبُ مُعَوَّجُ / وَوَجهٌ كَما لا تَشتَهيهِ مُشَنَّجُ
وَفَرعٌ جَلاهُ الشَيبُ حَتّى كَأَنَّما / تَغَشّاهُ مَعروفٌ مِنَ الصُبحِ أَبلَجُ
وَعَهدي بِهِ بِالأَمسِ جَوناً كَأَنَّما / تَجَلَّلَهُ عُرفٌ مِنَ اللَيلِ أَبلَجُ
لَيالِيَ جاءَتكَ اللَيالي عَرائِساً / تَروقُ وَتَصبي أَو تَضوعُ وَتَأرُجُ
حِسانُ الوُجوهِ كَالرِياضِ أَنيقَةً / تَخيطُ لَها كَفُّ الغَمامِ وَتَنسُجُ
رِقاقُ جَلابيبَ النَسيمِ أَريجَةً / لَها نَكهَةً كَالمِسكِ إِبّانَ يُمزَجُ
وَأَكثَرُ حالاتِ الزَمانِ يَغُمَّني
وَأَكثَرُ حالاتِ الزَمانِ يَغُمَّني / وَلَيسَ لِغَمِّ العارِفينَ مُفَرَّجُ
تَنانيرُكُم لِلنَملِ فيها مَدارِجُ
تَنانيرُكُم لِلنَملِ فيها مَدارِجُ / وَفي قِدرِكُم لِلعَنكَبوتِ مَناسِجُ
وَعِندَكُمُ لِلضَيفِ حينَ يَنوبُكُم / حَوالاتُ سوءٍ بِالقِرى وَسَفاتِجُ
وَأَنتُم عَلى ما تَزعُمونَ أَكارِمٌ /
إِذا أُعفِيَتُ الصَهبا
إِذا أُعفِيَتُ الصَهبا / أُ مِن قَدَحٍ وَمِن شَجِّ
وَكانَ الكَأسُ لا يُجدي / وَمَزجي الراحَ لا يُزجي
وَأَلغى اللَهوَ مَن يَلغي / وَأَرجا الشُربَ مَن يُرجي
لِأَيّامٍ أَخاضَتنا / مِنَ الأَحزانِ في لُجِّ
فَمِنها الجِسمُ في نَقصٍ / وَمِنها القَلبُ في وَهجِ
فَما أَنفَكُّ في حَرٍّ / وَإِن أَصبَحتُ في ثَلجِ
وَما مِن شَرِّها ناجٍ / وَما مِن كَيدِها مَنجي
تَمَتَّعنا بِمَسموعٍ / مَليحِ النَظمِ وَالنَسجِ
وَنَتلو ذِكرَ مَن نَهوى / عَلى نَردٍ وَشُطرَنجِ
كَأَنّا مِنهُ في هَرجٍ / وَلَسنا مِنهُ في هَرجِ
تَمَشّى الزَنجُ لِلرومِ / وَقامَ الرومُ لِلزَنجِ
فَما أَحسَنَها بيضاً / تَمَشَّينَ إِلى دُعجِ
أَقَمنا بَينَنا حَرباً / بِلاعَجٍّ وَلا ثَجِّ
شَهِدناها بِلا طَبلٍ / وَلا بوقٍ وَلا صَنجِ
وَجِئناها بِلا سَيفٍ / وَلا رُمحٍ وَلا زَجِّ
تَرى أَفراسُنا تَعدو / بِلا لُجمِ وَلا سَرجِ
مَشيَ الفَرزانِ مِعوَجّاً / لِأَمرٍ غَيرَ مِعوَجِّ
وَرُخٌّ يَنتَحي نَهجاً / فَلا يَعدو عَلى النَهجِ
وَفيلٌ لَيسَ يَحدوهُ / يَدا شَلجٍ وَلا عَلجِ
وَعِندَ الشاهِ مَنصوبٌ / لِواءَ النَصرِ وَالفَلجِ
وَحَولي أَوجُهُ غُرٍّ / عَلَيها سيمَةُ السَرجِ
إِذا ما دُوِّنَ الحُسنُ / تَراهُم أَوَّلَ الدَرجِ
قُلتُ وَالراحُ في أَكُفِّ النَدامى
قُلتُ وَالراحُ في أَكُفِّ النَدامى / كَنُجومٍ تَلوحُ في أَبراجِ
أَمُداماً فَرَطتُم لِمُدامٍ / أَم زُجاجاً سَبَكتُمُ في زُجاجِ
وَكَأَنَّ النُجومَ وَاللَيلَ داجِ / نَقشَ عاجٍ يَلوحُ في سَقفِ ساجِ
وَالغَيمُ تَأخُذُهُ ريحٌ فَتَنفُشُهُ
وَالغَيمُ تَأخُذُهُ ريحٌ فَتَنفُشُهُ / كَالقُطنِ يَندُفُ مِن زُرقِ الدَبابيجِ
وَقَهوَةٌ مِن يَدِ المَغنوجِ صافِيَةً / كَأَنَّها عُصِرَت مِن خَدِّ مَغنوجِ
تَلوحُ الثُرَيّا وَالظَلامُ مُقَطِّبُ
تَلوحُ الثُرَيّا وَالظَلامُ مُقَطِّبُ / فَيَضحَكُ مِنها عَن أَغَرَّ مُفَلَّجِ
تَسيرُ وَراءً وَالهِلالُ أَمامَها / كَما أَومَأَت كَفَّ إِلى نِصفِ دُملُجِ
الغَيمُ بَينَ مُمَسَّكٍ وَمُكَفَّرٍ
الغَيمُ بَينَ مُمَسَّكٍ وَمُكَفَّرٍ / وَالرَوضُ بَينَ مُجَدَّدٍ وَمُدَبَّجِ
فَإِذا شَرِبتَ فَمِن رَحيقٍ سَلسَلٍ / وَإِذا رَشَفتَ فَمِن شَتيتٍ أَفلَجِ
مِن ريقِ أَهيَفَ كَالقَضيبِ مُخَضَّراً / أَو كَفَّ أَبلَجَ كَالصَباحِ الأَبلَجِ
فَإِذا جَلا لَكَ غُرَّةً في طَرَّةٍ / أَلوى بِقَلبِكَ أَبلَجٌ في أَدعَجِ
فَإِنظُر عِناقَ مُمسِكٍ لِمُكَفَّرٍ / يَجلوهُ حُسنَ مُفَلَّجِ وَمُضرَجِ
وَإِذا تَعانَقَ خَدَّهُ وَعِذارُهُ / فَاِنظُر عِناقَ عَقائِقٍ وَبَنَفسَجِ
رَوضٌ زَهاهُ الحُسنَ في كَرّاتِهِ
رَوضٌ زَهاهُ الحُسنَ في كَرّاتِهِ / بِمُكفَرٍ وَمُزَعفَرٍ وَمُضَرَّجِ
فَتَبَسَّمَ النارِنجُ في شَجَراتِهِ / مِثلَ العَقيقِ يَلوحُ في الفَيروزَجِ
وَالكَأسُ يَحمِلُهُ أَغَنُّ يَزينُهُ / وَجَنّاتُ وَردٍ في عِذارِ بَنَفسَجِ
تصبر فما المكروهُ ضربة لازبٍ
تصبر فما المكروهُ ضربة لازبٍ / ستنكشفُ البلوى ويتسعُ الحرج
ولا تشكونَّ اليومَ قبلَ انقضائِه / فمن ساعةٍ منه إلى ساعة فرح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025