المجموع : 39
رَأَيتُ سَحاباً خِلتُهُ مُتَدَفِّقاً
رَأَيتُ سَحاباً خِلتُهُ مُتَدَفِّقاً / فَأَنجَمَ لَم يُمطِر وَإِن حَسُنَ الخَرجُ
وَكَم فاتَكَ الشَيءُ الَّذي كُنتَ راجِياً / وَجاءَكَ بِالمِقدارِ ما لَم تَكُن تَرجو
لَقَد جاءَنا هَذا الشِتاءُ وَتَحتَهُ
لَقَد جاءَنا هَذا الشِتاءُ وَتَحتَهُ / فَقيرٌ مُعَرّى أَو أَميرٌ مُدَوَّجُ
وَقَد يُرزَقُ المَجدودُ أَقواتَ أُمَّةٍ / وَيُحرَمُ قوتاً واحِدٌ وَهوَ أَحوَجُ
وَلَو كانَت الدُنِّيا عَروساً وَجَدتُها / بِما قَتَلَت أَزواجَها لا تُزَوَّجُ
فَعُج يَدَكَ اليُمنى لِتَشرَبَ طاهِراً / فَقَد عِيَفَ لِلشُربِ الإِناءُ المُعَوَّجُ
عَلى سَفَرٍ هَذا الأَنامُ فَخَلِّنا / لِأَبعَدِ بَينَ واقِعٍ نَتَحَوَّجُ
وَلا تَعجَبَن مَن سالَمَ إِنَّ سالِماً / أَخو غَمرَةٍ في زاخِرٍ يَتَمَوَّجُ
وَهَل هُوَ إِلّا رائِدٌ لِعَشيرَةٍ / يُلاحِظُ بَرقاً في الدُجى يَتَبَوَّجُ
وَلَولا دِفاعُ اللَهِ لاقى مِنَ الأَذى / كَما كانَ لاقى خامِدٌ وَمُتَوَجُّ
إِذا وُقِيَ الإِنسانُ لَم يَخشَ حادِثاً / وَإِن قيلَ هَجّامٌ عَلى الحَربِ أَهوَجُ
وَإِن بَلَغَ المِقدارُ لَم يَنجُ سابِحٌ / وَلَو أَنَّهُ في كُبَةِ الخَيلِ أَعوَجُ
فَلا تَشهِرنَ سَيفاً لِتَطلُبَ دَولَةً / فَأَفضَلُ ما نِلتَ اليَسيرُ المُرَوَّجُ
جَماجِمُ أَمثالُ الكُراتِ هَفَت بِها
جَماجِمُ أَمثالُ الكُراتِ هَفَت بِها / سُيوفٌ ثَناها الضَربُ وَهيَ صَوالِجُ
وَقَد يُغلِقُ الإِنسانُ مِن دونِ شَخصِهِ / وِلاجاً وَهَمُّ القَلبِ في النَفسِ والِجُ
لَعَمري لَقَد حَلَّت وُكوراً حَمائِمٌ / لَيالِيَ ضاقَت عَن ظِباءٍ تَوالِجُ
أُؤَمِّلُ عَفوَ اللَهِ وَالصَدرُ جائِشٌ / إِذا خَلَجَتني لِلمَنونِ الخَوالِجُ
هُناكَ تَوَدُّ النَفسُ أَنَّ ذُنوبَها / قَليلٌ وَأَنَّ القِدحَ بِالخَيرِ فالِجُ
وَيُنسي أَخا الأَشواقِ رَملَةَ عالِجٍ / وَيَبرينَ مِن هَولِ الرَدى ما يُعالِجُ
سَيَأكُلُ هَذا التُربُ أَعضاءَ بادِنٍ / وَتورَثُ أَحجالٌ لَها وَدَمالِجُ
وَيُصمي الفَتى سَهمٌ مِنَ الدَهرِ صائِبٌ / وَإِن صُرِفَت عَنهُ السِهامُ الزَوالِجُ
إِذا دَرَجَت في العالَمينَ قَبيلَةٌ
إِذا دَرَجَت في العالَمينَ قَبيلَةٌ / فَخَيرٌ لَها مِن أَن تَئِثَّ خُروجُها
فَما أَمِنَت نِسوانُ قَوم أَعِزَّةٍ / عَلى عِزِّها أَن تُستَباحَ فُروجُها
وَما تَمنَعُ الخَودَ الحَصانَ حُصونُها / وَلَو أَنَّ أَبراجَ السَماءِ بُروجُها
فَما عَرَّجَت في شَأوِها أُمُّ جُندَبٍ / وَلا عَقَلَتها شَاؤُها وَعُروجُها
تُذالُ كَراسِيَّ المُلوكِ وَطالَما / غَدَت وَهِيَ تُحمى بِالعَوالي مُروجُها
عَلى الإِبلِ حَتّى ماتُقِلُّ رِجالَها / وَبِالخَيلِ حَتّى أَثقَلَتها سُروجُها
وَما عَلِمَت رَوحٌ بِجِسمي دُخولَها / إِلَيهِ فَهَل يُخفى عَلَيهِ خُروجُها
رَوِّح ذَبيحَكَ لا تُعجِلهُ ميتَتَهُ
رَوِّح ذَبيحَكَ لا تُعجِلهُ ميتَتَهُ / فَتَأخُذَ النَحضَ مِنهُ وَهوَ يَختَلِجُ
هَذا قَبيحٌ وَعِلمِيَ غَيرُ مُتَّسِقٍ / بِما يَكونُ وَلَكِن في الثَرى أَلِجُ
وَالناسُ مِن أَجلِ هَذا الأَمرِ في ظُلمٍ / وَما أُؤَمِّلُ أَنَّ الفجرَ يَنبَلِجُ
مَضى أُناسٌ وَأَصبَحنا عَلى ثِقَةٍ / أَنّا سَنَتبَعُ فَالأَشجانُ تَعتَلِجُ
إِن أَدلَجوا وَتَخَلَّفنا وَراءَهُمُ / شَيئاً يَسيراً فَإِنّا سَوفَ نَدَّلِجُ
بِعالِجٍ باتَ هَمُّ النَفسِ يَعتَلِجُ
بِعالِجٍ باتَ هَمُّ النَفسِ يَعتَلِجُ / فهَل أَسيتَ لِعَينٍ حينَ تَختَلِجُ
إِن بَشَّرَتَ بِدُموعٍ فَهيَ صادِقَةٌ / أَو خَبَّرَت بِسُرورٍ قُلتَ لا يَلِجُ
أَدلِج إِلى رَحمَةِ اللَهِ الَّتي بُذِلَت / فَما يَسُرُّكَ إِلّا في التُقى دَلِجُ
قَد عِيلَ صَبرُكَ وَالظَلماءُ داجِيَةٌ / فَاِصبِر قَليلاً لَعَلَّ الصُبحَ يَنبَلِجُ
لا يَعرِفُ الدَهرَ إِلّا مَعشَرٌ غَلَبوا / فَما اِستَكانوا وَلَم يُزهَوا وَقَد فُلِجوا
غُيوثُ مَحلٍ وَمِن أَدراعِهِم غُدُرٌ / بِحارُ جودٍ وَفي أَغمارِهِم خُلِجُ
الأَلمَعِيونَ إِن ظَنّوا وَإِن حَدَسوا / ظَنينَهُم بِيَقينٍ واضِحٍ ثَلَجوا
إِقنَع بِأَيسَرِ شَيءٍ فَالزَمانُ لَهُ
إِقنَع بِأَيسَرِ شَيءٍ فَالزَمانُ لَهُ / مَحيلَةٌ لا تُقَضّى عِندَها الحِوَجُ
وَما يَكُفُّ أَذاةً عَنكَ حِلفُ ضَنىً / وَقَد يَشُجُّكَ عودٌ مَسَّهُ عَوَجُ
أَعوذُ بِاللَهِ مِن وَرهاءَ قائِلَةٍ
أَعوذُ بِاللَهِ مِن وَرهاءَ قائِلَةٍ / لِزَوجِ إِنّي إِلى الحَمّامِ أَحتاجُ
وَهَمُّها في أُمورٍ لَو يُتابِعُها / كِسرى عَلَيها لِشينَ المُلكُ وَالتاجُ
لَقَد دَجّى الزَمانُ فَلا تَدَجّوا
لَقَد دَجّى الزَمانُ فَلا تَدَجّوا / وَلَجَّ فَلَم يَدَع خَصماً يَلَجُّ
أَراني قَد نَصَحتُ فَما لِنُصحي / إِذا ما غارَ في أُذُنٍ يُمَجُّ
عَجِبنا لِلرَكائِبِ مُبرَياتٍ / يَسيلُ بِهِنَّ بَعدَ الفَجِّ فَجُّ
تُنِصُّ إِلى تِهامَةَ مُبتَغاها / صَلاحَ وَلَيسَ في النِياتِ وَجُّ
هِيَ الدُنِّيا عَلى ما نَحنُ فيهِ / مَعاشٌ يُمتَرى وَدَمٌ يُثَجُّ
لَيالِيَ ما بِمَكَّةَ مِن مَقامٍ / وَلا بَيتٌ بِأَبطَحِها يَحِجُّ
وَما فَتِئَت وُلاةُ الأَمرِ فيها / على الصَفراءِ تُصرِفُ أَو تَشِجُّ
وَقَد كُذِبَ الصَحيحُ بِلا اِرتِيابٍ / فَهَل صَدَقَ الأَصَمُّ أَو الأَشَجُّ
مَضى أَهلُ الرَجاءِ عَلى سَبيلٍ / كَأَنَّهُمُ العَظائِمُ لَم يُرَجّوا
فَما لِلرُمحِ قَرَّبَهُ رِجالٌ / يُنَصَّلُ لِلمَنيَّةِ أَو يُزَجُّ
لا تَفخَرَنَّ مَعاشِرٌ بِقَديمِها
لا تَفخَرَنَّ مَعاشِرٌ بِقَديمِها / فَليَنسِبَنَّ كُلابُها وَنُباجُها
وَالخَيلُ إِن مَزَعَت بِفُرسانِ الوَغى / فَلتَرجِعَنَّ إِلى الثَرى أَثباجُها
وَإِذا البُجادُ أَتى الفَتاةَ بِدِفئِها / وَخِبائِها فَكَأَنَّهُ ديباجُها
كَم نالَ أَطيَبَ مَطعَمٍ هِلباجَةٌ / أَشِرٌ وَأَعوَزَ حُرَّةً هِلباجُها
تَيَمَّمَ فَجّاً واحِداً كُلُّ راكِبِ
تَيَمَّمَ فَجّاً واحِداً كُلُّ راكِبِ / وَلا بُدَّ أَنّي سالِكٌ ذَلِكَ الفَجّا
وَسَيّانِ أُمٌ بَرَّةٌ وَحَمامَةٌ / غَذَت وَلَداً في مَهدِهِ وَغَذَت بَجّا
فَلا تَبكُرَن يَوماً بِكَفِّكَ مُديَةٌ / لِتُهلِكَ فَرخاً في مَواطِنِهِ دَجّا
تَلَفَّتَ في دُنياهُ سابِحُ غَمرَةٍ / إِلى السَيفِ لَهَفاً بَعدَ ما وَسِطَ اللُجا
وَرَجّى أُموراً لَم تَكُن بِقَريبَةٍ / إِلَيهِ فَخَطَّتهُ الحَوادِثُ ما رَجّى
يُرَجّي مَعاشاً مَن لَهُ بِدَوامِهِ / وَهَل يَترُكُ الدَهرُ الفَقيرَ وَما رَجّى
فَلا تَبتَئِس لِلرِزّقِ إِن بَضَّ فاتِراً / وَلا تَغتَبِط إِن جاشَ رِزقُكَ أَو ثَجّا
أَعُوّامَ بَحرٍ إِن أُصِبتُم فَهَيِّنٌ / وَإِن تَخلَصوا فَاللَهُ رَبُّكُمُ نَجّى
ضَلِلتُم فَهَل مِن كَوكَبٍ يُهتَدى بِهِ / فَقَد طالَ ما جَنَّ الظَلامُ وَما دَجّى
فَلا تَأمَنوا المَرءَ التَقِيَّ عَلى الَّتي / تَسوءُ وَإِن زارَ المَساجِدَ أَو حَجّا
وَلا تَقبَلوا مِن كاذِبٍ مُتَسَوِّقٍ / تَحَيَّلَ في نَصرِ المَذاهِبِ وَاِحتَجّا
فَذَلِكَ غاوي الصَدرِ قَلبي كَقَلبُهُ / مَتّى مَلَأَ التَذكيرُ مِسمَعَهُ مَجّا
وَإِنَّ لِأَجسامِ الأَنامِ غَرائِزاً / إِذا حَرَّكَت لِلشَرِّ طالِبَهُ لَجّا
فَلا آسَ لِلدُنِّيا إِذا هِيَ زايَلَت / فَما كُنتُ فيها لا سِناناً وَلا زُجّا
وَلَقَد خُلِقَت عَوجاءَ مِثلَ هِلالِها / يَكونُ وَإِيّاها القِيامَةَ مُعَوِّجا
سِواءٌ عَلى النَفسِ الخَبيثِ ضَميرُها / أَمَكَّةَ زارَت لِلمَناسِكِ أَو وَجّا
فَبِالطائِفِ الراحُ الكُمَيتُ سَلافَةً / إِذا ما تَمَشَّت في حَشا وادِعٍ أَجّا
فَكَم مِن قَتيلٍ غادَرَت وَمُكَلَّمٍ / عَلى أَلَمٍ غِبَّ القَتيلِ الَّذي شُجّا
مُشَعشَعَةٌ لَو خالَطَت وَهُوَ عاقِلٌ / ثَبيراً تَداعى بِالجَهالَةِ وَاِرتَجّا
رَأَيتُ الفَتى كَالعَودِ يَرتِعُ مَرَّةً / وَإِن مَسَّت الأَعباؤ كاهِلَهُ ضَجّا
يا سَعدُ إِنَّ أَبا سَعدٍ لَحادِثُهُ
يا سَعدُ إِنَّ أَبا سَعدٍ لَحادِثُهُ / أَمسى الحِمامُ يُسَمّى عِندَهُ فَرَجا
وَالروحُ شَيءٌ لَطيفٌ لَيسَ يُدرِكُهُ / عَقلٌ وَيَسكُنُ مِن جِسمِ الفَتى حَرَجا
سُبحانَ رَبِّكَ هَل يَبقى الرَشادُ لَهُ / وَهَل يُحِسُّ بِما يَلقى إِذا خَرَجا
وَذاكَ نورٌ لِأَجسادٍ يُحَسِّنُها / كَما تَبَيَّنتَ تَحتَ اللَيلَةِ السُرُجا
قالَت مَعاشِرُ يَبقى عِندَ جُثَّتِهِ / وَقالَ ناسٌ إِذ لاقى الرَدى عَرَجا
وَلَيسَ في الإِنسِ مِن نَفسٍ إِذا قُبِضَت / سافَ الَّذينَ لَدَيها طِيَبَها الأَرِجا
وَأَسعَدُ الناسِ بِالدُنيا أَخو زُهدٍ / نافى بَنيها وَنادوا إِذ مَضى دَرَجا
أَغنى الأَنامِ تَقِيٌّ في ذُرى جَبَلٍ
أَغنى الأَنامِ تَقِيٌّ في ذُرى جَبَلٍ / يَرضى القَليلَ وَيَأبى الوَشيَ وَالتاجا
وَأَفقَرُ الناسِ في دُنياهُمُ مَلِكٌ / يُضحي إِلى اللَجَبِ الجَرّارِ مُحتاجا
وَقَد عَلِمتُ المَنايا غَيرَ تارِكَةٍ / لَيثاً بِخِفّانِ أَو ظبيّاً بِفِرتاجا
تَسريحُ كَفِيَّ بُرغوثاً ظَفِرتُ بِهِ
تَسريحُ كَفِيَّ بُرغوثاً ظَفِرتُ بِهِ / أَبُرُّ مِن دِرهَمٍ تُعطيهِ مُحتاجا
لا فَرقَ بَينَ الأَسَكَّ الجَونِ أُطلِقُهُ / وَجَونِ كِندَةَ أَمسى يَعقُدُ التاجا
كِلاهُما يَتَوَقى وَالحَياةُ لَهُ / حَبيبَةٌ وَيَرومُ العَيشَ مُهتاجا
لَو لَم تَكُن طَرقُ هَذا المَوتُ موحِشَةً
لَو لَم تَكُن طَرقُ هَذا المَوتُ موحِشَةً / مَخشِيَّةً لَاِعتَراها القَومُ أَفواجا
وَكانَ مَن أَلقَتِ الدُنيا عَلَيهِ أَذىً / يَؤُمُّها تارِكاً لِلعَيشِ أَمواجا
كَأسُ المَنيَّةِ أَولى بي وَأَروَحُ لي / مِن أَن أُكابِدَ إِثراءً وَإِحواجا
في كُلِّ أَرضٍ صَروفٌ غَيرُ هازِلَةٍ / يَلعَبنَ بِالناسِ أَفراداً وَأَزواجا
الوَقتُ يُعجِلُ أَن تَكونَ مُحَلِّلاً
الوَقتُ يُعجِلُ أَن تَكونَ مُحَلِّلاً / عُقَدَ الحَياةِ بِأَن تَحُلَّ الزيجا
فَالدَهرُ لا يَسخو بِأَريٍ لِلفَتى / حَتّى يَكونَ بِما أَمَرَّ مَزيجا
هَزَجَت نَوادِبُ لِلعُقولِ فَخَيَّبَت / أُنثى تَرومُ لِطِفلِها تَهزيجا
لا تُرِعِ الطائِرَ يَغذو بَجَّه
لا تُرِعِ الطائِرَ يَغذو بَجَّه / يَلتَقِطُ الحَبَّ لِكَي يَمُجُّه
إِنَّ الأَنامَ واقِعٌ في لُجَّه / وَظُلمَةٍ مِن أَمرِهِ مُلتَجُّه
دَعِ الفُروعَ وَخُذِ المَحَجَّه / لا تَأمَنَنَّ ذا عاهَةٍ مُضِجَّه
إِنَّ عَصاكَ وَهِيَ المُعوَجَّه / تُحدِثُ في رَأسِ أَخيكَ الشَجَّه
لَعَمرُكَ ما أَنجاكَ طِرفُكَ في الوَغى
لَعَمرُكَ ما أَنجاكَ طِرفُكَ في الوَغى / مِنَ المَوتِ لَكِنَّ القَضاءَ الَّذي يُنَجّي
فَلا تَكُ زيراً لِلنِساءِ وَإِن تَمِل / لَهُنَّ فَلا تَأذَن لِزيرٍ وَلا صَنجِ
وَلا تَدنُ لِلصَهباءِ بِنتاً لِأَبيَضٍ / وَلا تَقرَبِ الحَمراءَ مِن وَلَدِ الزَنجِ
سَرَت بِقَوامٍ يَسرِقُ اللُبَّ ناعِمٍ
سَرَت بِقَوامٍ يَسرِقُ اللُبَّ ناعِمٍ / إِلى مُدلَجٍ تَلقى البُرى أُختُ مُدلَجِ
وَقَد حارَ هادي الرَكبِ وَاللَيلُ ضارِبٌ / بِأَوراقِهِ وَالصُبحُ لَم يَتَبَلَّجِ
تَكابَدُ خَضراءَ الحَنادِسِ جَونَةً / ذَخيرَتُها مِن بَدرِها نِصفُ دُملُجِ
إِلى أَن بَدا فَجرٌ يُكَشِّفُ نَهجَهُ / لَنا بِلِسانٍ مُفَصِّحٍ غَيرَ لَجلَجِ
وَإِن خَلَجَت عَينٌ لِبَينٍ فَحَسبُها / مِنَ البينِ يَومٌ مِن رَداً مُتَخَلَّجِ
كَفى حَزناً أَنَّ الفَتى بَعدَ سَومِهِ / تَقولُ لَهُ الأَيّامُ في جَدَثٍ لِج
وَكَم وَطِأَت أَقدامُنا في تُرابِها / جَبينَ أَخي كِبرٍ وَهامَةَ أَبلَجِ
خُذوا في سَبيلِ العَقلِ تُهدَوا بِهَديِهِ
خُذوا في سَبيلِ العَقلِ تُهدَوا بِهَديِهِ / وَلا يَرجونَ غَيرَ المُهَيمِنِ راجِ
وَلا تُطفِئوا نورَ المَليكِ فَإِنَّهُ / مُمَتِّعُ كُلٍّ مِن حِجىً بِسِراجِ
أَرى الناسَ في مَجهولَةٍ كَبَرا / ءُهُمُ حَيٍّ يَلعَبونَ خُراجِ