المجموع : 6
جَوىً تَتَلَظّى نارُهُ في جَوانِحي
جَوىً تَتَلَظّى نارُهُ في جَوانِحي / فَكَيفَ يَنامُ اللَيلَ حَرّانُ مُنضجُ
جَفاهُ الكَرى وَالطَيفُ قَد واصَلَ البُكا / فَحَتّى مَتى يَبكي وَلا يَتَفَرَّجُ
جَرى القَدرُ الجاري عَلَيهِ بِفرقَةٍ / فَلَيسَ لَهَ مِن داخِلِ الهَمِّ مَخرَجُ
جَليد عَلى الكِتمانِ لَو لَم تَبُح بِهِ / دُموعٌ عَلى خَدَّيهِ بِالدَمِ تُمزَجُ
جَعَلتُ أَمحي ما كَتَبتُ بِعَبرَتي / وَكِدتُ لِسقمي في كِتابي أدرجُ
جَواباً لَعَلَّ الكُتب يُطفئُ لاعِجاً / عَلى كَبدٍ مِن ذِكرِكُم تَتَوَهَّجُ
جَزى اللَهُ من أَدّى رِسالَة عاشِقٍ / وَحَسَّنَ أعذاراً مِنَ البَينِ تَسمُجُ
جَميلاً فَما فِعلُ الجَميلِ بَضائِع / وَلا سيما في الصَبِّ وَالصَبّ أَحوَجُ
جَنَيتُ عَلى نَفسي الهَوى فَقَتَلتُها / وَحُبّي بَريءٌ مِن دمي مُتَحَرِّجُ
جَلاء هُمومي طَيفكُم يوضحُ الدُّجى / وَإِلّا فَأنفاسُ الصبا تَتَأَرَّجُ
ذَوى رَيحانَتي الأَرَجُ
ذَوى رَيحانَتي الأَرَجُ / وَضاقَ مَحَلّيَ الفَرَجُ
دَهاني الدَهرُ في وَلَدي / فَماتَ البَهِج
كَما يَكبو الكَميّ إِذا / أَثارَ فَكَبَّهُ الرَهَجُ
وكانَ سِراجَ قَوم هُمُ / فُوَيقَ سُروجِهِم سُرُجُ
فَأَطفَأَهُ الرَدى وَمَضى / صَباحٌ كانَ يَنبَلِجُ
نُجومُ المَجدِ مِن قَيسٍ / وَشُمُّ نِزارٍ البُلُجُ
بَكَوهُ مَعي فَقَد نَضَحوا الث / ثَرى بِالدَمعِ بَل نَضَجوا
وَعَيني كُلَّما ذَرَفَت / تَهيجُ لَواعِجاً تَهِجُ
أَبَت إِلّا لجاجاً في ال / بُكا فَدُموعُها لَجَجُ
وقالوا كَم تَلِجُّ بُكاً / وَبابَ الصَبرِ لا تَلِجُ
فقُلتُ مُفَرِّج الكُرُبا / تِ أَودى وَالبُكا فَرَجُ
وَصَدرٌ كانَ يَشرَحُهُ / حَديثاً بَعدَهُ حَرِجُ
فَوَجهُ الصَبرِ لِلثَكلى / سَميرٌ وَهَوَ لي سَمجُ
ذَبيحٌ طَلَّ مِنهُ دَمٌ / وَلَم يُقطَعُ لَهُ وَدجُ
رَأَيتُ دِماءَهُ وَدِما / ءَ عَيني كَيفَ تَمتَزِجُ
وَلَم تَقطُر فُرادى بَل / هُريقَت وَهيَ تَزدَوِجُ
فَلَولا مَوتَهُ لَجَرَت / مِنَ الدَمِ بَينَنا لجَجُ
أَقولُ وَمُهجَتي قِطَعٌ / وَلَيتَ فِداءَهُ المُهجُ
تَرَفَّقَ يا سقامُ بِهِ / أَبَعدَ المُستَوى عِوَجُ
صَدَعتَ بِما أُمِرتَ وَما / عَلَيكَ مَعَ القَضا حَرَجُ
فَأَينَ جَبينُهُ الوَضا / حُ فيكَ وَطَرفُهُ الغَنجُ
وَأَينَ الثَغرُ زَيَّنَهُ / نِظامُ اللَهِ وَالفَلَجُ
وَأَينَ غِرارُ مِقوَلِهِ / وَأَينَ حِجاهُ وَالحُجَجُ
شَأى اِبن الأَربَعينَ وَما اِن / تَهَت عَشراتهُ الحِجَجُ
فَكانَ وَكُلُّهُ كَرَمٌ / ثماماً وَالوَرى خُدُجُ
يَنامُ مُحاضِروهُ ضُحىً / وَلِلكُتّابِ يَدَّلِجُ
يُسَرُّ إِذا فَتَحتُ لَهُ / وَيَحزَنُ حينَ أُرتَتَجُ
وَيحفَظ حينَ يُملَأُ لَو / حُهُ وَالخَطُّ مُندَمِجُ
بكَتهُ كُلُّ غانِيَةٍ / دَماً حَتّى اِمَّحى الدَعَجُ
عُروقُ الناسِ كُلِّهِمُ / إِلى عِرقِ الثَرى تَشجُ
بَنو الدُنيا كَأَنَّهُمُ / لِقِلَّةِ هَمِّهِم هَمَجُ
وَهَل هِي غَيرُ دارِ أَذىً / إِذا دَخَلوا بِها خَرَجوا
تَأَمَّل كَيفَ تَأكُلُهُم / وَهُم وُلدٌ لَها نَتَجوا
عَشِقناها وَلَو مَثَلَت / بَدا في خَلقِها عَرَجُ
تُرينا الوُدَّ وَهيَ بِنا / إِلى الآفاتِ تَندَرِجُ
وَنَحنُ عَلى أَواخِرِها / فَذا هَرَجٌ وَذا مَرَجُ
نَجا اِبني وَهيَ توبِقُني / هَوىً إِنَّ الهَوى هَوَجُ
أَيا عَبدَ الغنيّ أَنا / بِذِكرِكَ مولعٌ لَهِجُ
وَيوشِكُ أَن أَراكَ غَداً / فَعَينُ القَلبِ تَختَلِجُ
لَعَلَّ اللَهَ يَجمَعُنا / بِطوبى حَيثُ نَبتَهِجُ
كُلَّما أَبَّنتُ مُنتَجبي
كُلَّما أَبَّنتُ مُنتَجبي / زادَني تَأبينُهُ لَهَجا
وَبَنو ذا الدَّهرِ كُلُّهُمُ / لَو رَآهُم مادِحٌ لَهَجا
وَلَدي نالَ الرِّضا وَرَأى / خَلَدي ما نالَهُ فَرَجا
ضِقتُ ذرعاً مِن رَزِيّته / رَبِّ فَاِجعَل مِنكَ لي فَرَجا
راعِفٌ مِمّا جَرى دَمُهُ / حَسِبوا عرنينَهُ وَدَجا
بِأَبي ريحانَة ذَبُلت / جَلَّ عِندي خَطبُها وَدَجا
ماتَ مَن أَلجَمَ الجَوا
ماتَ مَن أَلجَمَ الجَوا / دَ لِنَصري وَأَسرَجا
أَطفَأَ الشَمسَ من هَدا / ني بِها حينَ أَسرَجا
يا نَجيباً فَقَدتُ مِن / هُ مَهيباً وَمُرتَجى
بابُ عِزٍّ فَتَحتُهُ / أَصبَحَ اليَومَ مُرتَجا
قُلتُ لِلحاسِدِ / إِنَّ لِلحَقِّ مَنهَجا
مَدَحَتني فَضائِلي / لا أُبالي بِمَن هَجا
لا تَحسَبَنَّ مَدامِعي
لا تَحسَبَنَّ مَدامِعي / بُغِتَ الغَليلُ بِها وَهيجا
كانَت لَواعِجُ أَضلُعي / وَهَجَت فَزادَتها وَهيجا
ثَهلانُ لَو كانَ لي لِأَمسَت
ثَهلانُ لَو كانَ لي لِأَمسَت / عَلَيكَ أَحشاؤُهُ نضاجا
جَنَّ عَلَيَّ الظَلامُ صُبحاً / وَإِنَّما كُنتَ لي سراجا
جَرَت دُموعي عَلَيكَ حُمراً / إِنَّ لَها مِن دَمي مِزاجا
جِراحُ قَلبي عَلَيكَ تَدمى / لَم يَدرِ آسٍ لَها عِلاجا
جَلَّ مُصابي وَعَزَّ صَبري / وَلَم تَجِد كُربَتي اِنفِراجا
جَعَلتَ شَهدَ الحَياةِ صاباً / وَآبنوس الشَبابِ عاجا
جَرَّبتُ صَبري فَهاجَ ثُكلي / وَقُلتُ يَشفي البُكا فَهاجا
جَهَلتُ ما لي لجَجتُ حُزناً / وَلَم أَكُن أَعرِفُ اللجاجا
جَفوتُ نومي وَلَيتَ أَنّي / قُمتُ فَناجَيتُ مَن يُناجى
جادَت سَمائي بِكَوكَبٍ مِن / أَعتَقِ أَقمارِها نتاجا
جَلَت بِهِ يَومَ لاحَ فهرٌ / غياهَبَ اللَيل وَالعجاجا
جادَلَني مَرَّةً فَأَعيا / براعَتي فَهمُهُ اِحتِجاجا
جَرَّعَني السُمَّ فيهِ داءٌ / بَدَّلَ تَقويمهُ اِعوِجاجا
جَزى الإِلهُ الدُموعَ خَيراً / أَسعَدنَني لَو قَضَينَ حاجا
جَوهَرَتي وَالسلوكُ قَومي / بَعدَكَ لا يَعقِدونَ تاجا