المجموع : 26
واحيلتي بظلام الطرَّة الدَّاجي
واحيلتي بظلام الطرَّة الدَّاجي / واشقوتي بنعيم الملمس العاجي
ويا ضلالَ رشادِي في هوَى صنمٍ / لا شيء أهتك لي من طرفه الساجي
يثجُّ ماء دموعِي خطّ عارضه / ويلاه من عارضٍ للدَّمع ثجَّاج
إيهاً عذولي وباعدْ فيهِ عن بصرِي / فما أظنُّك من سيلِ البكى ناجي
قد اسرجَ الحسن خدَّيه فدونكَ ذا / سراج خدٍّ على الأكباد وهَّاج
وألجمِ العذل وارْكض في محبَّته / طرف الهوى بعد إلجامٍ وإسراج
وقسِّم الشعر فاجْعل في محاسنهِ / شذر القلائد واهدِ الدُّرَّ للتاج
الواصل الجود فينا غير منقطعٍ / والفارج الحال منَّا بعدَ إرتاج
بحر ترى المالَ سارٍ من أناملهِ / كأنَّه زبدٌ من فوق أمواج
وأصبحتْ هذه الآفاق آمنةً / بعدلهِ بعدَ إرهابٍ وإرهاج
كأنَّ أراءه بينَ الدِّيار بها / كواكبٌ تتجلَّى بين أبراج
في كفِّه قلمٌ ناهيك من قلمٍ / للمالِ مجرٍ وللغماء فرَّاج
سهمٌ لمن رامَ تنفيذَ الأمور به / لكنَّه هدفٌ للطالب الرَّاجي
إذا انْتحى الأمر فانْظر في الطروسِ إلى / محرِّكٍ لسكونِ الخلق مزعاج
لا يعدم الفضل منه أيّ متجرٍ / ولا رقومَ المعاني أيّ نساج
يا قالةَ الشعر في الأقطارِ طالبةً / مرادَ قصدٍ إليه يلتجي اللاَّجي
سعياً لأبوابِ تاج الدِّين إنَّ لها / منهاج فضلٍ بريء الفضل من هاجي
يممته والغلا والفقرُ قدْ جمعا / لحالتي بين طاعونٍ وحجَّاج
مجاوباً منه في سرٍّ وفي علنٍ / ودًّا ورفداً ينادِي كلَّ محتاج
لما دعَا الدَّعوةَ الأولى فأسْمعني / لبستُ بُردَيَّ واسْتمررتُ أدراجِي
فاسْتقبلتْ جدبَ أحوالي غمائمهُ / وبدَّلت حزنَ أفكارِي بإبهاج
وتابعَ الرَّفد حتَّى ما ظننت إذاً / أنِّي من السيلِ في أبوابهِ ناجي
ذاكَ الذي يحمل المهدِي مدائحهُ / جواهراً من حلاه بين إدراج
ملكت شعرِي على الأشعارِ حينَ حوَى / ذكر اسمه فهو ربُّ الملك والتَّاج
كم عذولٍ على هواك أداجي
كم عذولٍ على هواك أداجي / يا رشا من سطاه لست بناجي
لك خدّ سناه يوهج قلبي / حزني من سراجك الوهَّاج
وعذارٌ أظنُّه وهو خافٍ / حولَ خدَّيك زئبرَ الدِّيباج
حبَّذا أنت من هلال سعودٍ / بتُّ فيه أرعى نجومَ الدَّياجي
وغريرٍ قضى حجايَ وعمرِي / في هواه وما تقضَّيت حاجي
كلَّما اشْتقت سائغاً من لماهُ / عوَّضتْني عيني بدمعٍ أجاج
أقسم الحبّ لا يغيِّر قلبي / من شجونٍ ولا يُصحُّ مزاجي
سقمٌ ثابتٌ وعقلٌ شريدٌ / طالما احْتجت فيهما للعلاج
وعذولٌ في الحبِّ يجمع للمغ / رم بين الطاعون والحجَّاج
مطمئنٌّ على الملامِ وعندِي / شغلٌ عن ملامه بانْزعاج
ولئن كانَ عن رضَى الحبّ حزنِي / فمن الحزن غايةُ الإبتهاج
ليَ من أدمعِي ولفظيَ درٌّ / حسنَ الاتِّساق والازْدِوَاج
تلكَ منثورةٌ على حلةٍ الحس / ن وهذا منظَّمٌ في التاج
الرئيسُ الذي تناجت عليهِ / كلمُ المادحين أيّ تناج
والكريمُ الذي بهِ نفق القص / د وراج القريضُ أيّ رواج
كاتبٌ يبذل النضارَ صحاحاً / ويصون الشذورَ في الأدراج
عرف الملك من تنبيه رأيٍ / سائرٍ في الهدى على منهاج
ويراعاً بصدرهِ يتلقَّى / كلّ راجٍ يسعى إليه ولاجي
يا له من يراعِ فضلٍ وفيضٍ / يومَ سلمٍ يُدعى ويومَ هياج
كلَّما لاحَ في عجاجِ سوادٍ / وقرَ البيضَ من سواد عجاج
ذي سطورٍ مثل البساتين تجنى / وهي حولَ الإسلام مثل السياج
أنْشأتها يدُ ابن خضرٍ ففاحتْ / وسرى عرفها بكلِّ الفجاج
سيدٌ أجمع الثناء عليه / يوم فضل فلاتَ حين احْتجاج
كم عرضنَا مقدِّماتِ أمانٍ / لنداهُ فأحْسنت في النتاج
من أناسٍ من التقى والمعالي / وهمُ بين نطفة أمشاج
واضِحي العلم والهدى بسناهم / يتجلَّى عن الورى كلّ داجي
يا رئيساً أضحتْ بهِ حلبُ الش / هباء مَلقى الأفواج فالأفواج
كل نعماء غير نعماك عندِي / في صِلاة الصَّلاة مثل الخداج
فأبق يا مرتجى الندى في معالٍ / ما لأبوابِ سعدها من رتاج
نتمنَّى بلا احْتياجِ لمغنا / كَ سرانا فكيفَ عندَ احْتياج
بروضة حسنٍ والعذار سياجها
بروضة حسنٍ والعذار سياجها / أغثْ مهجةً أضحى لديكَ احْتياجها
ودارِكْ فتًى أشفت على الموتِ نفسه / ولو شاءَ ذاك الحسنُ هانَ علاجها
فكم ليلةٍ قد صح فيك مزاجها / بكأس ثنايا منكَ كان مزاجها
أحاشيك أن تقضى حشاشة مدنفٍ / ولم تقضَ من عود التواصل حاجِها
وإني إلى حسن التجلد ساكنٌ / فما بال عذَّالي يزيد انْزعاجها
أراقب من همَّ التفرق فرجةً / وما الدَّهر إلاَّ غمَّةٌ وانفراجها
نديميَ هذا الغيثُ فامْزج بقطره / لنا قهوةً قد كادَ يذكو زجاجها
وأنتجْ به درّ الحباب فهكذا / قطار الحيا درَّ البحار نتاجها
وزَاوِجْ ثنايا بالحبابِ فإنَّما / يزينُ اللآلي في النظامِ ازْدِواجها
وأطفئْ بهذا الكاسِ همِّي فإنَّني / أرى السرج تطفا وهي تطفي سراجها
لئن زانَ هذا العقدُ جِيداً للذَّةٍ / لقد زانَ فرقاً للفضائلِ تاجها
رئيسٌ إذا أجريت في المِدَحِ اسمهُ / رأيت المالي كيفَ يجرِي ابْتهاجها
فما رفعت إلاَّ عليهِ بيوتها / ولا نصبتْ إلاَّ إليه فجاجها
بأقلامهِ تُحمى البلادُ وتحتوى / فيا حبَّذا من تاجها ورتاجها
كأنَّا ظُبا أقلامهِ في طروسهِ / أسنةُ جيشٍ والمداد عجاجها
لها من عيونِ اللفظ كلّ بديعةٍ / يبشر أفكار الرُّواة اختلاجها
يروقك في سحرِ البيان وإنَّما / يَرُوعَك من مثلِ الضَّلالِ مجاجها
بهِ انْتظمت خير العقود وثقفت / فهوم البرايا زيغها واعْوجاجها
ثوى بحرها في ساحلِ الشامِ وانْبرت / لآلِ نماها عذبها لا أجاجها
يكفُّ كريم الأصل من طرفِي علًى / يصوب نداها أو يصول هياجها
أخو شيمٍ قد سلمت لفخارِها / مفاخر قومٍ كانَ حمَّا حجاجها
كأنَّ دروجَ الخطّ منه لحسنها / خصورُ ملاحٍ يستبين انْدماجها
كأنَّ صِلات البرِّ عند نوالهِ / صَلاةٌ يوفي نقصها وخدَاجها
فأحسنُ من صوبِ السحاب هباتهِ / وأحسنُ من تلكَ الهبات رواجها
لئن قصَّرت أفكارنا عن مديحهِ / لقد طالَ في ليلِ السطورِ ادِّلاجها
لئن كانَ أخلى فجّ مصرَ لقد سرى / فقالت لمرآه العزيز العجاج ها
أمولايَ لي شوقٌ مورِّق مقلة / ضعيف على بحث السهاد احْتجاجها
فللسهدِ ما طافت عليهِ جفونها / وللدَّمعِ ما دارت عليهِ فجاجها
بعثت مدى الأيَّام تحتِي سيادة / لبيتك قد جلَّت وجلَّ نتاجها
فلا سؤددٌ إلاَّ إليكَ معاده / ولا مدحةٌ إلاَّ إليكَ معاجها
حلفت بليلِ الشعر منه إذا سجى
حلفت بليلِ الشعر منه إذا سجى / وضوء الضحى من وجهه متبلِّجا
ومن أدمعِي بالمرسلاتِ من الأسى / ومن أضلعي بالموريات من الشجى
لقد ألجم العذَّالَ وجه معذِّبي / وقد لاحَ في جنحِ الظلامِ فأسرجا
وفرج غمِّي ذات يوم بِزَوْرةٍ / فقلت لعينيَّ انظرا وتفرَّجا
ظلاماً وبدراً فوق غصنٍ على نقا / دجى وتجلَّى وانْثنى وترَجْرَجا
وخدًّا كفاني صبوَةً شمُّ وردهُ / فكيف وقد زاد العذار بنفسجا
صحيفة حسنٍ قابلتها ملاحة / ألم ترهُ سطراً عليها مخرَّجا
بروحيَ في أفق المحاسنِ كوكبٌ / على مثلهِ قد طابَ لي سهرُ الدُّجى
نهانيَ عنه الهمُّ قبلَ عواذِلي / وأخرجني عنه وما كنتُ مُخرَجا
وأزعجني شيبٌ بفودَيّ طالعٌ / وما كان وقعُ الشيب لي عنهُ مزعجا
فيالك مقطوف العذار هجرته / فما عرَّجت عيني له حينَ عرَّجا
دنت دارُه منِّي وشطَّ مزَارُهُ / فهل أبصرتْ عيناكَ ثغراً مفلَّجا
كأنِّيَ لم أنعمْ بدينارِ خدِّه / مشوقاً على نقدِ العدى أو مبهرجا
ولم أصبُ من لهوٍ بنقطة خاله / إلى كرةٍ من حولها الصدغ صولجا
ولم أحجب العذَّال منه بحاجبٍ / رَأَوا عنده حقّ الملاحة أبلجا
ولم أترشف بعد فيه مدامةً / على يده دفَّاعةً حجّةَ الحجى
ولم أعط كأساً بالنضار وخدّه / لمعطيه بالدرِّ النظيم متوّجا
ولم أتلقَّ النهدَ في الصدر جالساً / وأسرى به حالي الشكيم مهملجا
إلى الرَّوض فيَّاحاً من الزَّهرِ باسماً / على الزُّهر رفاقاً لدى الطلّ سجسجا
أحبر في مدح الإمام محمدٍ / من اللفظ أبهى الروضتين وأبهجا
وما هو ممن لا أنقح مدحه / فآتي إليه بالمديح مرَوَّجا
أخاف له نقداً فأبطئ في الثنا / كجمع أبي جاد الحروف من الهجا
ألم ترَ أني قد لجأت لظلهِ / ودافعت حرا من أذى الدهر موهجا
أخلّدُ تاريخ العلى بصفاته / وأروي حديث الفضل عنه مُخرَّجا
وأصرف آمالي التي قد تقسَّمت / إلى مرتجى ما باب نعماه مرتجا
كريمٌ إذا ما قدَّم الظنّ نحوه / مقدمةً من منطق المدح أنتجا
ولا عيبَ فيه غير إسراع جوده / فليس يُمني بالمواعد محوجا
وأفراط كتم للندى وهو ظاهرٌ / وهل مانعٌ للرَّوض أن يتأرّجا
وقَّى الدِّين والدُّنيا ليهلك ملحدٌ / لديهِ وينجو راشدٌ مع من نجا
فتاوى على سمتِ الهدى وفتوَّة / تَجانسَ معنًى لفظها وتدَبجا
وبرّ رعى قصدَ العفاةِ فغاثها / وبأسٌ كوى قلبَ العدوِّ فأنضجا
وعلمٌ أقامته المباحث ناصِراً / فقل عَلمٌ ردَّ الأسودَ وهجَّجا
هو البحر يروى حولَ شطَّيه واردٌ / ويغرق من قدْ لجَّ فيه ولججا
له قلمٌ يحمِي الحمى برقاعه / ويكتب بالنعمى وبالعلمِ مزوِجا
إذا قالَ لم يترك لذي القول موضعاً / وإن صالَ لم يترك لذي الصوْل موْلجا
فكم من بليغٍ في الورى متفصحٍ / وعَى لفظةً من كتبه فتلجلجا
وكم من كميّ صار كالدّجّ حيرة / فلا غرْوَ إن قالوا لكميّ المدَججا
وكم منهجٍ في القولِ أرشدنِي له / وكم أملٍ أنشاه لي حين أنهجا
وكم كسوةٍ لي في دمشقَ أفادها / وقد كانَ ظهري من أذى البردِ أعوجا
وكم أنطقتْ نعماه منِّي مدائِحاً / سرى ذكرها غرباً وشرقاً فأدلجا
وروّى نباتياً من القولِ طالما / سقاهُ أبوهُ الغيث نوا مثججا
أبا الخير خذها من ثنائِي كرائِماً / أبت عن سوى أكفائها أن تزَوّجا
أوانس أبكارٍ يحقُّ لحسنِها / على ساكنِ الأمصارِ أن يتبرَّجا
تهبُّ للقياها الكرامُ من الحيا / ويجرِي بذكراها المطيّ على الوجا
لها إن تقمْ في دارَةِ الأفقِ منزلٌ / وإن تسرِ حلت من ثرياه هوْدَجا
مدَّت إليك المعالي طرفَ مبتهجٍ
مدَّت إليك المعالي طرفَ مبتهجٍ / وأعربتْ بلسانِ المادح اللهج
وأشرق المنبرُ المسعودُ طالعهُ / بخير بدرٍ بدا في أشرفِ الدّرج
خطبت بالشامِ لما أن خطِبتَ له / فاهنأ بمتفق اللفظين مزْدَوِج
يا حبَّذا أفقٌ عطرتَ جانبه / حتَّى اسْتدلَّ بنو الآمال بالأرَج
صدر العلى فتمكن بالجلوس به / فقد جلست بصدرٍ غير ذي حرج
وأصدَع برأيك لا لفظ بمحتبسٍ / إذا خطبت ولا فكرٌ بمنزعج
تصبو الورى لسواد قد ظهرت به / كأنَّما من حكته أسود المهج
عينُ الزمان تحلى في ملابسه / وإنَّما تتحلَّى العينُ بالدَّعج
أعظم بها من مساعٍ عنك سائرةً / فقد سلكت طريقاً غير ذي عوج
ولَجتَ للعلمِ أبواباً متى خطرت / بها العزائم أبوابَ العلى تلج
ودافعت يدك الآمال جائدة / تدَافعَ السيل في أثناءِ منعرج
مناقبٌ يهتدي وفدُ الثنا لها / بواضحٍ من ضياءِ البدر منبلج
كأنَّ نغمةَ عافيهِ بمسمعه / أصواتُ معبدَ في الثاني من الهزج
يا طالباً منه جوداً أو مباحثةً / رد بحرهُ العذب واحْذر سورة اللَّجج
بحرُ الندى والهدى إن شمت مورده / شمتَ النجاةَ وإن هيَّجته يهجِ
مبصر الرَّأي مأخوذٌ بفطنته / إلى المراشد مدلولٌ على النهج
هذا دليل الشباب الجون منسدل / فكيف لما يضيء الشيب بالسرج
إيهٍ بعيشك بدرَ الدِّين سدْ فلقدْ / أدلجت للفضلِ فينا كلّ مدّلج
أنتَ الذي فضلَ الأخبارَ شاهده / فيممتهُ بنو الآمال بالحجج
من فيضِ جودك جادَ الفائضون ندى / كأنَّك البحرُ يُروَى عنه بالخلج
لا زالَ بابك للمغلوب جانبه / وواجد الهمّ باب النصر والفرَج
أقسمت من فرعها المسبول بالداجي
أقسمت من فرعها المسبول بالداجي / كالآبنوس بمشط الرجل في العاج
لقد تورَّط قلبي في حبائلِها / فما أرى أنَّه من حبِّها ناج
لو أنسَ يوم النوى دمعاً بوجنتِها / كما نثرت لآلٍ فوق ديباج
وناظرِي حينَ أخلى الجزع ساكنه / كعارضٍ بعقيقِ الدمعِ ثجاج
محجوبة إن أقل عمرِي انْقضى فبِها / قضى حجايَ ولم يقض اللقا حاجي
لا عيبَ فيها سوى ريق على بَرد / مبرِّد في الشتا والصيف ثلاَّج
قسمت أغزالَ شعري والمديح لها / نظم الشذور ونظم الدر في التاج
يحيي الندى جعفر والفضل قد فنيا / وظله لا عدِمنا ظله ساج
ذو الجود كم جملٍ من وفر راحته / قد عوجلت قبل تحصيلٍ بإخراج
والبر والمكرمات الغرّ كم هرعت / إليه أفواجُ قصدٍ بعد أفواج
كم من بناتٍ وأبناءٍ قد اجْتمعوا / على قراه وزوجاتٍ وأزواج
كم بين أبيات أمداحِي له شيمٌ / كأنَّهنَّ نجومٌ بين أبراج
بحر أرى مقبلات الخير أكثر من / ماضي سرَاها فما عدٌّ لأمواج
في كفِّه القلمان الرَّاجحان على / سواهما بين كفاتٍ وأدراج
يا حبَّذا قلمُ التصريف مع قلم ال / إنشاءِ من سابقٍ في الطرسِ هملاج
وحبَّذا الطرس منشوراً بنفعِ رجا / وملتقي كلّ ذي همٍّ بإفراج
وحبَّذا من حباسيّ وأنعمهُ / فرّاجة لمثارِ الخطب مهتاج
في الحمدِ والأجرِ ذو فكرٍ وذو نظرٍ / إلى صميمِ العلى والفضل ولاَّج
قضى له الله أن تعلو مراتبهُ / وأن يكون ملاذ القاصد اللاجي
مهنأ الجود مدلول النوال على / أهل المقاصدِ دارٍ حالَ محتاج
إذا أراد قبولَ البرِّ خالقنا / هيا نوافلهُ في وقت إحواج
يا مذكري من كريمِ الدِّين أنعمه / بمصر دُمْ أنت تاجيُّ العلى ناجي
لقد منحت كثيراً من قليلك إذ / قليله في كثير الوفر رَوَّاج
فأنتَ عندِي وعند الناس أكرم من / ذاك الممكن يا نعم الفتى الراجي
مولايَ مولاي تاج الدِّين ممتدحاً / حاشا لمنهاج ذاك الباب من هاج
أحسنْ بها جبةً قد فرَّجتْ كربِي / عودية أطربتني بعد إزعاج
شكراً لنسَّاجها بل للجواد بها / مستفتحاً باب شعري بعد إرتاج
إن يكسِي ما سيبليه الزمان فقدْ / كساه ما ليسَ يبلى نسج نساج
لأجعلنَّ لشعرِي عنده ملكاً / على الرواةِ سنيّ الملك والتاج
أشرق الشام فما أي
أشرق الشام فما أي / من يا طالعُ نهجك
ثمَّ لما فاح مس / كاً قيلَ من جا قلتُ منجك
كم هلالٍ كادَ يا قا / دم أن يحسد سرجك
وابنه الكاتب قد و / دّ إذاً يكتب دَرجك
واسْترق الجودُ أحرا / راً أتوك الكل تنجك
صيدك الأجر ودارُ ال / عدل لا تبرَحُ مرجك
خجّ في هذي الرعايا / قبلَ الرحمن حجك
أسرت في الحبِّ يا ينجو فمن ينجي
أسرت في الحبِّ يا ينجو فمن ينجي / يا طفلةَ الترك من هجرانك الكرجي
هل لثمةٌ منك مثل الرَّاح عند فَمي / وعند عاذليَ الغيرانِ كالبنج
كالشهد لفظ علاء الدِّين نرقبه / والسمّ عند عداة الدِّين نسترجي
أهلاً بمقدم ون وَدّ الهلال بأن / يمسي لمركوبه المسعود كالسرج
ملك الكتابة أي الأرض واصلها / مسعاه كانَ سعيد الوصل والدّرْج
إن بتُّ في مزْج ذكراه فإنيَ من / همِّ التباعد في هرْجٍ وفي مرْج
قد فقعتْ بالتنائِي مهجةٌ نسبت / في الخاص قدماً وقد عادت من الجرج
مولاي مولاي نجم الدِّين دعوة من
مولاي مولاي نجم الدِّين دعوة من / في قصدِ جودِك لا يحتاج للحجج
ومن إذا أبصرت عيناه عبدكُم / في البابِ أبصرَ ما يرجوه من فرج
هذا رجا الدجن كم أرسى وكم لك من / عقد من المنّ عندي واضح النهج
درّ المقال وتبر الجود تبعثه / فابعث لكانوننا شيئاً من السبج
يا قادماً باليمن للمهتاج في
يا قادماً باليمن للمهتاج في / أحوالِه والمنّ للمحتاج
قسماً بسؤددك الجليّ فإنَّه / منهاجُ فضلٍ ما له من هاج
ما ترفعُ الأيَّام رأس رياسةٍ / إلا إذا وسمت بهذا التاج
حللت بمصر عن الحاكمين
حللت بمصر عن الحاكمين / كأنَّا ذَوي نسبٍ مبهج
إمامَ التقى دُمْ لنا مرتجًى / وما باب فضلك بالمرتج
فليس الدقيق كمثل الجليل / وليس العلليّ كالخزرجي
وافى إليَّ بمدحةٍ قد أخبرت
وافى إليَّ بمدحةٍ قد أخبرت / عن كلّ بيتٍ جيدٍ من أينَ جَا
فسكتُّ عنه فجاءني بهجائهِ / لأجيبه هيهات أخلفه الدجى
من كانَ في حالِ المدائح ساقطاً / عندِي فكيفَ يكون في حال الهجا
أشكو السقام وتشكو مثله امرأتي
أشكو السقام وتشكو مثله امرأتي / فنحن في الفرش والأعضاء نرتجُّ
نفسان والعظم في نطعٍ يجمعنا / كأنَّما نحنُ في التمثيلِ شطرَنجُ
إلهي سلمتُ من الضربِ في
إلهي سلمتُ من الضربِ في / بلادٍ لعيشي فيها حرَج
وأرجو الخلاص فقرّب به / لباب السلامة باب الفرج
عذولي منك في أمر مريج
عذولي منك في أمر مريج / وسمعي منك في ذكر أريج
بذكرك طابَ منطقهُ وأغرت / ملامته هوى قلبي اللَّجوج
كما أغرَى الملامُ نوالَ كفي / وليّ الدِّين ذي المدح البهيج
كريمٌ لو تفاخرهُ كرام / مضوا يعدو بغيظٍ في ضجيج
لو أن ابن الفرات النيلَ داجى / تفرَّجنا على ذاكَ الخليج
مليجيٌّ له في الجودِ بابٌ / يكاد زحامه ينهى ولوجي
بدا جوداً فإن أحجب لعذرٍ / أتيت بطوخ فيه على مليج
يا واعظَ الشام والثناء له
يا واعظَ الشام والثناء له / في سائر الأَرض سائر الأرج
من يَرَ كرسيكَ السنيّ فقد / رأى ابن جوزيها على دَرج
يا نورَ أفكارِنا وأعيننا / أغنيت أوقاتنا عن السرج
فرَّجتَ بالوعظِ عن خواطرنا / فنحنُ نفديك يا أبا الفرج
أخربت قلبي الذي صيَّرته وطناً
أخربت قلبي الذي صيَّرته وطناً / أيام لم تكُ ذا زيغٍ ولا عوج
فكدتُ بالرغمِ أخلي منك جانبه / خوفاً عليك من المستوطن الحرج
جاء الطواشيّ بها نصفيه
جاء الطواشيّ بها نصفيه / كأنَّها الصبح إذا تبلَّجا
مستورةٌ بذيلهِ فحبَّذا / طرة صبح تحت أذيال الدجى
بنفسج الخدّ داع
بنفسج الخدّ داع / مشيب خدِّي المثلج
عندِي هوى معرض لا / يرضى بشم البنفسج
خلعة قاضي القضاة لا برحت
خلعة قاضي القضاة لا برحت / بكِ التهاني أوفى رَجا الراجي
للحكمِ كالملكِ أنتِ صالحةٌ / يا خلعةَ الطيلسان والتاج